تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حوار من نوع خاص



فاطمه بنت السراة
07-04-2006, 04:23 PM
حوار من نوع خاص
ـــــــــــ


- لا ترحل.
- ما عندي ما يغريني بالبقاء هنا.
- أرجوك لا ترحل.
- بلى سأفعل.
- لماذا؟
- لم يعد لي مكان هنا .. استنزفتُ سنين عُمرها في أوجاع وهميّة حتى باتت كالخِلال ،
وهاهو عقلها أوشك على الذهاب.
- إذاً ابقى لتجهز عليه.
- صدقيني سيُولي سريعا ودون جهد مني.
- وتتركني؟
نظر إليها دهشاً:
- أنا ما كنت معكِ حتى أتركك!
- لكنك كنت بجانبي طوال خمس وعشرين سنة ، ألا تذكر؟
أجاب بقسوة دون الالتفات الى رقة مشاعرها:
- كانت إقامة عَمَل إجبارية .. سكن تقاسمناه .. انتهت مدتي فوجب الرحيل.
- أنت قاس.
- وأنتِ تافهة .. منذ متى ونحن نخلط الجد بالهزل؟
- أتسمي عواطفي هزلا؟!
- نعم . واعلمي أن هذا لن يرضيهم.
- وكيف يعلمون؟
- سيعلمون ، سيخبرهم أي عابر سبيل من جنسنا.
- صحيح أنت قاس جدا. " وأجهشت بالبكاء "
- اسمعي لا تبكي .. أكره بكاء الإناث.
كفكفت الأنثى دمعاً حاراً وتطلعت بوله إليه فراح يُكمل:
- آن لكِ أن تتركي أنتِ أيضاً المكان.
- لا أعرف غيره.
- الأماكن كثيرة.
- صدقني ، لا أعرف غيره.
- لن تطيب لكِ الإقامة فيه بعد اليوم. " وضحك بانتصار متذكراً معاركه الكثيرة في هذا المكان "
- لقد استنزفناهُ حتى النخاع ، وليس ببعيد أن تلقي حتفكِ قريباً معها في حادث غرق أو سقوط من علّ.
- وتهللّ وجهها:
- إذاً أتركه لأذهب معك.
- أيضاً!
وانفجر ( الذكَر ) كبركان:
- ألا يكفي خمسة وعشرون عاما وأنتِ تلازمينني كظلّي ؟ تجثمين على أنفاسي ؟ ولا تنسي أنه بسبب غيْرتكِ السخيفة جعلتِ عَمَلي في جسدها كأنه تأبيدة – خمس وعشرون سنة – بينما لو لم تكوني موجودة لمَا أخذ منّي سوى بضعة أشهر.
- كنت أحسبكَ راضياً.
- كنت مجاملاً لكِ ومجبوراً على انجاز ما كُلّفت به على أكمل وجه.
- والآن؟!
- كما ترين .. لا عقل ولا جسد .. لا شيء يغري بالبقاء.

◘ ◘ ◘

محمد عصام
07-04-2006, 04:26 PM
حللت اهلا ونزلتِ سهلا
استمتعت جدا بهذا الحوار فاهلا بكِ فى واحتنا القيمة
ونترقب منك المزيد من الابداع والتفكر لقصص نثرية عديدة جميلة.

عبلة محمد زقزوق
07-04-2006, 04:39 PM
حوارية قصصية جميلة

وهذا هو الحال .... فلا لوم ولا عتاب .

رائعة في السرد أختنا الأديبة / فاطمة بنت السراة

يا هلا بالإبداع الراقي بيننا .

فاطمه بنت السراة
07-04-2006, 05:02 PM
الفاضل دكتور محمد عصام

شكر الله لك وجزاك خير الجزاء على
هذا الترحيب.


مودتي وتقديري

فاطمه بنت السراة
07-04-2006, 05:11 PM
تبسمتُ يا عبل من واقعية ردك.

نعم، وحقيقة قلتِها رعاكِ الله:

" هذا هو الحال .... فلا لوم ولا عتاب "



محبتي عبل،
وشكري لقلبك الذي استقبل كلماتي

الصباح الخالدي
07-04-2006, 11:30 PM
بنت السراة وحوار ينساب كماء الينبوع

خليل حلاوجي
08-04-2006, 02:35 AM
ما عندي ما يغريني بالبقاء هنا.
\

هنا تكمن علة العلل
في زمن اللاأنتماء ... تشوهت معالم الولاء
للمبدأ
ولمضمون الحياة
الاغراءات تصدر الينا بشره عجيب
ونحن صرنا نستهلك كل شىء .... بلا خجل
ونتلون كل حين ... ألف لون ... بلا وجل


سيبقى أنسان اليوم لايملك مايغريه على البقاء ... فاقدا" أنسانيته
مالم يلهث مهرولا" خلف منهاج المهيمن



مسرور أنا والله
بحرفك الزاهر

فاطمه بنت السراة
08-04-2006, 10:53 AM
بنت السراة وحوار ينساب كماء الينبوع

الصباح ..

شكراً للمرور النقي


لاعدمناك

ابراهيم خطاب
08-04-2006, 01:26 PM
الأستاذة الكاتبة / فاطمة السراة
إستمتعت بلغة عالية , وحوار من نوع خاص جدا , أجمل ما فيه , هذه الرمزية الشفافة , العاكسة لمرايا النفس الإنسانية , ولكن بمواربة بارعة وذكية , جعلت من العمل الإبداعى يميل كثيرا إلى الرمزية , مما أضاف الى العمل , لا أقول بعد جديدا , بل أقول أبعادا ودلالات كثيرة , يحار المتلقى فى تفسيرها , وتأوبلها , وهذا مما أضاف جمالا حقيقيا لهذا العمل الإبداعى الذى أراه بحق , بداية ليست باالسهلة , ولا الميسرة , لكاتبة قصة كبيرة باالفعل , شريطة الإلمام البسيط بمفهوم القصة القصيره , بعيد عن التقنية , وتكنيك القصة , لأن ما تمتلكينه من حس , ومن تأويل لهذا الإحساس , أضاف الى مخيلتى الكثير , ومازال 00 أمنياتى الطيبة لك بكل الخير مع مودتى الدائمة0

حوراء آل بورنو
13-06-2006, 12:53 AM
أيتها الفاضلة ، أظنها قصة أكثر منها خاطرة نثرية ، غير أنها على كل حال متقنة السبك بشكل كبير يغري بالمتابعة .. فإين بقية أحرفك عنا ؟!

كوني بخير أيتها الفاضلة أينما كنت .

د. محمد إياد العكاري
13-06-2006, 04:38 PM
الأصيلة ابنة السراة
جئت إلى هنا لأقول:
رحلت من هناك لأنه لاشيء يغريني بالبقاء
أما هنا فرأيت مايغريني بالبقاء
فنبض الأصالة أسمعه هنا
دمت أيتها الأصيلة بكل خير والسلام

سعيد أبو نعسة
13-06-2006, 07:39 PM
الأخت العزيزة فاطمة بنت السراة
نزلت على الرحب و السعة في واحة الخير
حيث نبض الإيمان يسري في عروق الحروف هاهنا
فرحي لا يوصف برؤية اسمك الكريم يزين الواحة
كما قال الحبيب العكاري : هنا ما يغرينا بالبقاء : الأخوة في الله .
دمت في خير و عطاء