المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار قصير جدا بين أب و ابنته - نزار ب. الزين



نزار ب. الزين
10-04-2006, 05:37 AM
حوار قصير جدا
بين والد و ابنته
بقلم : نزار ب. الزين*


- داد* ، أنا سوزي
يجيبها بجفاء :
- خيرا ماذا تريدين ؟
- أنا ابنتك و حبيبتك سوزان ، هل نسيتني يا أبي ؟
يجيبها بغلظة :
- أنا لا أعرفك ، ليس عندي ابنة اسمها سوزان ، (النمرة غلط)
- ألهذه الدرجة أنت حاقد عليَّ يا أبي ؟
نسيت سوزان التي كانت متعلقة بك حد الجنون ، بمثل هذه السهولة ؟ كرهتها ، بمثل هذه السهولة ؟
نسيت سوزان التي كنتَ تؤرجحها بيديك و ترفعها فوق كتفيك ، و تلاعبها بالكرة ، و تصحبها إلى مدينة الملاهي ، و تحكي لها القصص الجميلة قبل النوم ؟
يجيبها بصوت متحشرج :
- أنا لم أنسَ ابنتي التي كانت لطيفة محبة لأبيها حتى بلغت سن الرابعة عشر ، و لكن تلك الإبنة اللطيفة ماتت بعد أن تجاوزت الرابعة عشر !
تجيبه باكية :
- أنا لم أمت يا أبي ، لا زلت حية ، و لازلت أذكر أن لي أبا كان محبا رؤوفا حانيا ، ثم انقلب إلى أب غاضب و قاسٍ !
يجبها و قد دمعت عيناه و ارتعشت شفتاه و هو يكاد يختنق انفعالا :
- أنت خرجت عن طاعتي ؛
منذ البداية قلت لك أنني لا أتقبل أن يكون لابنتي صديقا ذكرا ( بوي فراند* ) و لكنك لم تأبهي لكلامي .
تجيبه بصوت مرتفع :
- قلت لك مرارا أن كل زميلاتي لديهن أصدقاء ذكورا خاصتهن ، و من لا تصادق يعتبرونها غريبة الأطوار ، إنعزالية و غير اجتماعية ، أو يتهمونها أنها مثلية ! .
دادي ، قلت لك و قالت لك أمي أننا نعيش في أمريكا ، و لسنا في البلاد العربية ، و لكنك لم تشأ أن تتكيف !
يجيبها و قد ازداد انفعالا :
- أتكيف مع الخطيئة ؟ أتكيف مع الشيطان ؟
لقد عصيت أمري ، و تآمرت مع أمك اللعينة ضدي ، ثم شكوتماني للشرطة ، و عرضتماني للتأنيب و الإهانة و توقيع التعهدات و التهديد بالمحكمة و السجن إذا لم أفعل ؛ ثم تدَّعين أنك ابنتي ؟
- داد ، تذكر ...
تذكر أنك كدت تقتلني أنا و أمي ، لقد أدميتنا و كدت تسحق عظامنا ، هل نسيت؟ !
يعود إلى لهجته القاسية ، قائلاً :
- ليس لدي إبنة إسمها سوزان ، و سأقفل الخط ...
تصيح :
- لا دادي ...لا ..لا ، لا تقفل الخط أرجوك ، لديَّ ما أقوله ، و في غاية الأهمية !...
يصمت ، بينما تتابع :
- دادي ، لقد حاول صديق أمي أن يغتصبني ، و لما شكوته لأمي ، طردتني ؛ و أنا الآن في الشارع و لا أملك في جيبي أكثر من عشرة دولارات ...
دعني أراك و أشرح لك كل شيء .....أرجوك !
يصمت لفترة و هو يفكر ،
ثم يجيبها بجفاء و قد دمعت عيناه :
- سوزان التي أعرفها ماتت !
نعم ماتت ...
ليس لدي الآن إبنة اسمها سوزان ...
ثم أعاد مسرة الهاتف إلى موضعها بعصبية ، و أجهش بالبكاء .
-------------------
* الأمريكيون ينادون الوالد بكلمة ( داد ) أو ( دادي ) بدلا من أبي أو بابا
* بوي فرند ( Boyfriend ) : صديق خاص بعلاقة حميمة جدا و كأنه زوج
-------------------
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
البريد : nizarzain@adelphia.net
الموقع : www.FreeArabi.com

نسيبة بنت كعب
10-04-2006, 09:06 AM
السلام عليكم

الأديب الرائع والمصلح الأجتماعى / نزار .ب . الزين

رائعة وهادفة

للأسف هذا ما جناه العرب من الغربة
وهذا تحقيق ما اراده الغرب بحذافيرة
طمس الهوية العربية التى تتسم بالتدين واخلاق والقيم وتحترم الأعراف الأجتماعية حتى لو لم يكونوا مسلمين ! وخلع لباس الحياء والأدب عن العرب ليكونوا سواء فى الفحش وفى العقاب .. يا لغلهم ..

واتعاطف مع مشاعر الأب الذى يحاول ان يتمسك بهويته ودينه وتعاليمة

و أستغرب على بلاد الغربة التى تحب ان تشيع الفاحشة وتؤمن للمراهقين خط ساخن للشكوى على اباءهم الذين يحاولون حمايتهم من فساد مجتمعاتهم -

يشرفنى ان اكون اول المارين على نصوصك التى اعتز بها
كل مرة اتغيب قليلا وأدخل الواحة اجدك تحمل لنا اقصوصة مدهشة .. وجبة خفيفة وفى نفس الوقت مليئة بالمواد المغذية المفيدة والنافعة للعقل

ولى عودة اخرى ان شاء الله - فنصوصك لا يمل منها


وانتهز الفرصة و اهنئك واهلك بالمولد النبوى الشريف

وكل عام وكل يوم و امة محمد شاكرة لله على مولد نبى الرحمات والهدى
عليه صلوات ربى وسلامه وعلى آله الكرام الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا

عبلة محمد زقزوق
10-04-2006, 10:28 AM
تحيـــــــــاتي أستاذي الفاضل ـ نزار بهاء الدين

كل عام وأمة محمد عليه وعلى آل بيته وصحبه خير التحايا والسلام .
بمولد الذكي المزكى بختامة الرسالة الإلهية .

تهانينا لأمة الإسلام ، ولسيادتكم ولكل الأحباب .

قصتك أستاذي القدير جاءت من منطلق زواج الغرب بالشرق ، وما يتبعه من متناقضات إيمانية وفكرية لا تتبلور حقيقتها للنفس إلا بعدما ينشق منها هذا الأبن فنرى دمار العقيدة الإسلامية بنفوس وعقول أبناءنا زهرات المستقبل أمهات وآباء لأجيال أسلامية قادمة، فنفيق على حقيقة مؤلمة ... كما حدث مع والد السوزي . فلقد تناسى قبلها قول رسولنا الكريم حين قال بما معناه : تخير وأختار ذات الدين طربت يداك .
ولكنني أعلم أنه ولإفاقته مرحلة ثانية حينها سيحتضن أبنته مرة أخرى وثالثة ، فيستغل إحتياجها للحماية والرعاية ليؤصل بها ما تناسى أو تغافل عن زرعه بداخلها أيام طفولتها الأولى .
فالفرصة ما زالت سانحة لكي يعيد أبنته إلى رياض الدين والإسلام ، فالتائب من الذنب كأن لا ذنب له .

وتقبل اللهم منا جميل الأعمال وخير الأبناء للزهو بهم يوم الدين بصلاح الدين والعقيدة .
تحيـــــــــــاتي لقلم استطاع أن يصوغ من الكلمة معنى وقيمة عاليه .:001:

خليل حلاوجي
10-04-2006, 10:56 AM
اراد أب نصح ولده

قال له يا : نابليون عندما كان بعمرك ... كان بالخامس وانت ليش بالثاني

رد الابن


يابابا
ونابليون عندما كان بعمرك .... كان ..... امبراطور


هههههههههه

د. محمد حسن السمان
10-04-2006, 08:30 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الغالي الاديب القاص الاستاذ نزار ب. الزين

عمل ادبي جميل , يتسم بالسهولة بالاداء , والرصانة والقوة ,
اجدت التوافق بمهارة , بين الزمان والمكان , اجد نفسي ,
عندما اقرأ لك , انني مباشرة في قلب الاحداث , اشعرها واحسها
معك , طريقة مشوقة في السرد النابض , واهم من هذا وذاك ,
انت تقدم رسالة سامية .
اعجبت جدا , بالحوار المرّكز , وان كنت لااتوافق معك , في
القفلة , لانني احب النهايات الرومانسية , ولكن لااستطيع ان انكر
تأديتك للصورة , مختزلا واقعا , ومعبرا عن فلسفة ومدلولات ,
تبقى اهم كثيرا , من مراعاة القارىء , بدغدغة مشاعره , بالنهايات
الرومانسية الجميلة المحببة .

اخوكم
السمان

نزار ب. الزين
10-04-2006, 08:52 PM
اراد أب نصح ولده
قال له يا : نابليون عندما كان بعمرك ... كان بالخامس وانت ليش بالثاني
رد الابن
يابابا
ونابليون عندما كان بعمرك .... كان ..... امبراطور
هههههههههه
------------------------------------
لطيفة طرفتك يا أخي خليل
و لعلها تفيد بشكل ما ، مناقشة الأقصوصة الحوار
شكرا لمرورك
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
10-04-2006, 09:04 PM
تحيـــــــــاتي أستاذي الفاضل ـ نزار بهاء الدين
كل عام وأمة محمد عليه وعلى آل بيته وصحبه خير التحايا والسلام .
بمولد الذكي المزكى بختامة الرسالة الإلهية .
تهانينا لأمة الإسلام ، ولسيادتكم ولكل الأحباب .

قصتك أستاذي القدير جاءت من منطلق زواج الغرب بالشرق ، وما يتبعه من متناقضات إيمانية وفكرية لا تتبلور حقيقتها للنفس إلا بعدما ينشق منها هذا الأبن فنرى دمار العقيدة الإسلامية بنفوس وعقول أبناءنا زهرات المستقبل أمهات وآباء لأجيال أسلامية قادمة، فنفيق على حقيقة مؤلمة ... كما حدث مع والد السوزي . فلقد تناسى قبلها قول رسولنا الكريم حين قال بما معناه : تخير وأختار ذات الدين طربت يداك .
ولكنني أعلم أنه ولإفاقته مرحلة ثانية حينها سيحتضن أبنته مرة أخرى وثالثة ، فيستغل إحتياجها للحماية والرعاية ليؤصل بها ما تناسى أو تغافل عن زرعه بداخلها أيام طفولتها الأولى .
فالفرصة ما زالت سانحة لكي يعيد أبنته إلى رياض الدين والإسلام ، فالتائب من الذنب كأن لا ذنب له .
وتقبل اللهم منا جميل الأعمال وخير الأبناء للزهو بهم يوم الدين بصلاح الدين والعقيدة .
تحيـــــــــــاتي لقلم استطاع أن يصوغ من الكلمة معنى وقيمة عاليه .:001:
--------------------
و أنت بخير يا أختي عبلة ، و أسرتك و جميع من يلوذ بك ، أعاد الله هذه المناسبة السعيدة عليكم و أنتم جميعا ترفلون بالصحة و السعادة .
معظم الشباب العرب يتزوجون الأمريكيات للحصول على الجنسية ، ثم يكتشفون أنهم تورطوا ؛ و الطامة الكبرى إذا أنجبوا ، فالضحية دائما هؤلاء الأطفال الضائعين بين اتجاهات أمهاتهم و مبادئ آبائهم .
ألا ترين معي - أختي عبلة - أن الوالد كان قاسيا ، حين لجأت إليه ابنته فلم يلبها؟
أعتقد ذلك
شكرا لحضورك الإيجابي الدائم
مودتي و احترامي
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
10-04-2006, 09:15 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الغالي الاديب القاص الاستاذ نزار ب. الزين

عمل ادبي جميل , يتسم بالسهولة بالاداء , والرصانة والقوة ,
اجدت التوافق بمهارة , بين الزمان والمكان , اجد نفسي ,
عندما اقرأ لك , انني مباشرة في قلب الاحداث , اشعرها واحسها
معك , طريقة مشوقة في السرد النابض , واهم من هذا وذاك ,
انت تقدم رسالة سامية .
اعجبت جدا , بالحوار المرّكز , وان كنت لااتوافق معك , في
القفلة , لانني احب النهايات الرومانسية , ولكن لااستطيع ان انكر
تأديتك للصورة , مختزلا واقعا , ومعبرا عن فلسفة ومدلولات ,
تبقى اهم كثيرا , من مراعاة القارىء , بدغدغة مشاعره , بالنهايات
الرومانسية الجميلة المحببة .

اخوكم
السمان
----------------------------
أخي الدكتور حسن
كلمة الشكر لم تعد تكفي و لكنني لا أملك غيرها
ثناؤك الدافئ أحلى وسام أزين به نصوصي
أما القفلة يا سيدي فهي من واقع الحال فالقصة حقيقية من بدايتها إلى نهايتها ، و عندما لمت الأب و دعوته إلى تصحيح موقفه مع ابنته ، نفر مني و قاطعني !
شكرا لحضورك الإيجابي و دمت رائعا
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
10-04-2006, 09:29 PM
السلام عليكم
الأديب الرائع والمصلح الأجتماعى / نزار .ب . الزين
رائعة وهادفة
للأسف هذا ما جناه العرب من الغربة
وهذا تحقيق ما اراده الغرب بحذافيرة
طمس الهوية العربية التى تتسم بالتدين واخلاق والقيم وتحترم الأعراف الأجتماعية حتى لو لم يكونوا مسلمين ! وخلع لباس الحياء والأدب عن العرب ليكونوا سواء فى الفحش وفى العقاب .. يا لغلهم ..
واتعاطف مع مشاعر الأب الذى يحاول ان يتمسك بهويته ودينه وتعاليمة
و أستغرب على بلاد الغربة التى تحب ان تشيع الفاحشة وتؤمن للمراهقين خط ساخن للشكوى على اباءهم الذين يحاولون حمايتهم من فساد مجتمعاتهم -
يشرفنى ان اكون اول المارين على نصوصك التى اعتز بها
كل مرة اتغيب قليلا وأدخل الواحة اجدك تحمل لنا اقصوصة مدهشة .. وجبة خفيفة وفى نفس الوقت مليئة بالمواد المغذية المفيدة والنافعة للعقل
ولى عودة اخرى ان شاء الله - فنصوصك لا يمل منها
وانتهز الفرصة و اهنئك واهلك بالمولد النبوى الشريف
وكل عام وكل يوم و امة محمد شاكرة لله على مولد نبى الرحمات والهدى
عليه صلوات ربى وسلامه وعلى آله الكرام الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا
---------------------------
و أعاده الله عليك بالخير و اليمن و البركات يا أختي نسيبة
المجتمعات الغربية فيها الخير و فيها الشر ، فمن أراد الخير وجده و من أراد الشر وجده أيضا ، المشكلة ليست بهم بل بنا ، شبابنا يتزوجون الأمريكيات للحصول على الجنسية ، من أية ثقافة كن أو أي دين ، يستخدموهن كدرجة في سلم الصعود إلى الحلم الأمريكي ، و عندما ينجبون يدركون أنهم وقعوا في غلطة العمر ، و الضحية دوما هم الأطفال الضائعون بين أخلاقيات أمهم و مبادئ أبيهم .
أنا لا أتعاطف أبدا مع الأب لآنه كان بمنتهى القسوة ، فقد كانت فرصته سانحة ليصلح حال ابنته عندما لجأت إليه .
شكرا لإثرائك النص بمشاركتك الواعية
و لك مودتي و احترامي .
نزار ب. الزين

نسيبة بنت كعب
10-04-2006, 09:48 PM
السلام عليكم

شكرا على توضيح وجهة نظرك استاذنا الكبير نزار زين

ولكن ما رأيك عندما يكون ذات التصرف من المسلم العربى وزوجته العربية المسلمة ايضا ؟

فقد حدثت مثلها تماما لصديق مصرى نعرفه وزوجته التونسية - نفس الموقف ونفس التصرف واللجوء الى الشكوى على الوالد بحجة منع الحريات!

المشكلة فى ان هناك من ينشغل فى حياته العملية جدا لدرجة ينسى معها أبنته وزوجته ولا يدرى من تخالط واى التقاليد تتبع واى المعتقدات تعتقد واى البرامج تشاهد ومن تصادق ابنته

ان لم تكن الأسرة فعلا فى الغربة متماسكة بحيث يعلم الأب حال اهله - وما يدرس لأولاده واى الجماعات تخالط زوجته وابنته لم يكن ليفاجأ بمثل هذا الموقف ابدا

الذى يهمنى وكنت اود التعليق عليه ان الأب ربما يكون ناجح فى عمله ولكنه فاشل اجتماعيا ولا يعرف كيف يحتوى اهله ويستغل موقف مثل اتصال الأبنة به هنا ليكون الجميع رابحا

ولذا على العرب الذين يقيمون فى مجتمعات غربية ويواجهون بعادات غريبة ان يثقفوا ويطوروا انفسهم بحضور دورات تدريب اجتماعية لحل المشاكل الاسرية حتى يتعلموا كيفية التعامل مع التغيرات السلوكية التى تطرأ على اهلهم وابناءهم نتيجة تغيير معتقداتهم وافكارهم ، فيحجموها ليسهل التعامل معها قبل ان تتفاقم

تحياتى

محمد الدسوقي
10-04-2006, 10:07 PM
"" نزار بـ الزين ""

أنت مورق كأشجار الزيتون ، عندما أقرأك أجد المتعة والمعايشة مع شخوصك تتجسد الواقع ، فأبتسم

فأنت ترسم الواقع بمهارة فائقة ....

وفي اقصوصتك مرارة الواقع ، الذي يجنيه كل مغترب ، من تلك الثقافات التي لا مناص من الأندماج فيها بقدر ما ..... إلا إذا أخذتنا العزلة والتقوقع حول الذات ...؟!

فالفضائل ليست عند كل الشعوب سواسية ...

سعدت جدا بمروري

كن بخير
تحياتي حتى ينضب الحرف

نهاية سعيدة
10-04-2006, 10:12 PM
أستاذي الفاضل نذار تحياتي دمت طيباً معافى
عشت مع كلماتك واحسست بتلك المرارة المنسابة من قلمك، انه واقع نراه كثيرا الآن فلا يكون منا الا ان نأخذ نفسا عميقا ونزفره بشده علنا نتناسى او نودعه صندوق الذكريات المؤلمة اللتي لاتنتهى هذه الأيام.
بالتأكيد لك وجهة نظر في تقبل هذا الأب لهذا الصراع داخله ولكن ؟؟؟
مهما حدث أي أب عربي مازالت داخله بعض غيرة على بعض نفسه يتركها بالشارع وحيدة ؟؟؟؟
أم ياترى ان برودة الغربة قد نالت منه ايضا وفي هذه الحال كيف يلوم ابنته وهي من ولدت هناك وتربت هناك وفي هذه السن الصغيرة؟؟؟
اعتقد ان الضائع الذي يبكى هنا هو هذا الأب وليست ابنته فهو اختار واخطأ الاختيار في كلتا الحالتين ومسلسل الخطأ مستمر.
نسأل الله السلامة وأن يثبت نفوسنا وان لا نضل الطريق.

البحترى
10-04-2006, 10:16 PM
الأستاذ الكبير والأديب الجليل نزار الزين
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أستميحك العذر للجرأة التى واتتنى والتى دفعتنى دفعاً أن أعقب على نصك وأنت من أنت فى الفكر والأدب
أولاً:
أعتقد أنه كان من الأوقع أن يكون عنوان النص (حوار طويل جداً) فبالرغم من قصر المكالمة التليفونيه موضوع النص إلا أنها تحدثت عن حياة بكاملها مرت بها أسرة وصارت إلى ما صارت إليه.
ثانيا:
لم يُجب النص صراحة على السؤال الملح وهو من المسئول ؟ ومن المخطئ ؟ واكتفى بسرد المأساة وإن كان السياق يشير لخطأ الأم وخطأ الإبنه والأب الضحية. فإن كنت تقصد أن الأب ضحية فلا وألف لا ولى فى ذلك رأى وإن كنت تقصد أن نفكر معاً عن المخطئ الحقيقى فلى أيضاً رأى.
ثالثاً:
أرى أن المسئول المطلق هو الأب الذى قبل أن تكون حياته فى مجتمع غريب عنه ، مجتمع يفرض قانونه وأعرافه وتقاليده فرضاً على كل من يعيش فيه ولا يحترم أى معتقدات أو ديانات أخرى. إنه بقبوله أن يكون جزءا من هذا المجتمع الظالم الذى لا يتيح له فرض قانونه هو على أسرته ليس له أن يأسى بعد ذلك على النتائج والإنفراط الذى حدث لأسرته وتعاملها مع المجتمع الذى تعيش فيه بقوانينه. وكل ما فعله الأب أن انسحب ناسياً هؤلاء الذين كان مسئولاً عنهم وتركهم لما هم فيه، إنها تراكمات قراره الأول بالإنضمام لهذا المجتمع.
رابعاً:
تلك هى مشكلة كل العرب الذين قبلوا أن يعيشوا بصفة دائمة فى هذه المجتمعات الغريبة المعادية لدينهم ولا تقل لى سيدى أن ظروف الحياة قد أجبرتهم على ذلك لأسباب شتى وإلا فانه يتعين عليهم قبول ضريبة ذلك.
وأنا سيدى ذهبت فى بداية حياتى لأمريكا وكنت فى أثرى ولاياتها كاليفورنيا ، وبالرغم من الفرص الكبيرة التى سنحت لى إلا أنى لم أمكث هناك أكثر من شهور قليلة بعدما تبين لى الوجه الحقيقي لهذا المجتمع ورفضت أن أبنى حياتى هناك بحسم وعدت لبلدى والحمد الله أننى عدت وإلا تلقيت مثل هذه المكالمة الهاتفية موضوع نصك والتى تهون من أجلها الحياة.
أظننى أطلت ولكنها وجهة نظر أرجو أن يتسع لها صدر الأستاذ الكبيرولك التبجيل والاحترام

نسيبة بنت كعب
10-04-2006, 10:21 PM
مـن كـل صـــوبٍ قـد تـآخــى أخـــــوة
وتنافسـوا فـى الـود والفصحـى نَسَـب
مـثـل الخـيـــوط تـعـامدت وتـداخــلـت
فتكَـوَّنَـت نَسْـجاً فثـوباً مــن عَـــــــرَب

اخى البحترى ..توقيعك جميل

يجب ان أثنى على اختيارك له - فهو حقا عنوان لواحتك ورسالتها

وارى ان وجهات نظرنا لموضوع القصة تقريبا تطابقت


تحية لك

نزار ب. الزين
11-04-2006, 02:45 AM
أختي الفاضلة نسيبة
تتضافر عدة عوامل في تكوين شخصية الفتى أو الفتاة أهمها عامل الأسرة و أسلوب المعاملة ثم يتدخل عامل في غاية الأهمية هو عامل البيئة المدرسية حيث يقضي الطالب معظم يومه فيها ، ففي حالة سوزان ، كانت زميلاتها يعتبرنها غريبة الأطوار لأنها في البداية رفضت أن يكون لها صديق خاص ( بوي فرند ) ، هنا كان تدخل الوالد في غاية الحماقة إذ لجأ للعنف لمنع ابنته من اتخاذ صديق بينما كان بوسعه أن يشرح لها حرمة ذلك و أبعاد هذه الممارسة السلبية أو يغير لها مدرستها أو ينتقل من المنطقة كلها أو يحولها إلى المدارس الإسلامية ، و لكنه لم يفعل ، أما الأم فلا تلام لأنها أمريكية و هذه هي عقليتها و ثقافتها و يبدو أنه لم يحاول حتى مناقشتها في البعد الديني و الأخلاقي لمثل هذه الممارسات .
إنني أعتبره والدا فاشلا ، و السبب الرئيسي في ضياع ابنته خاصة عندما لجأت إليه فرفض ذلك ، بينما كان بوسعه أن يحتضنها و يوجهها الوجهة التي يريد مستثمرا ظرفها الجديد .
الشدة و القسوة و العنف تفلح بالقمع و الكبت و لكنها لا تفلح في التغيير .
أكرر شكري لك لإثراء هذه المناقشة
و دمت بخير

د. سلطان الحريري
21-04-2006, 12:22 PM
الحبيب نزار الزين:
قصتك هذه تعالج فكرة مهمة جدا ، حيث يضيع المغتربون بين ميراثهم اليعربي الأصيل ، ومستجدات حياتهم في الغرب ، والعاقل من ينتصر في النهاية !!
أرك وضعت النقاط على الحروف في قضية محورية يعيشها المغتربون عن أوطانهم ، ولكنني لا أخفيك سرا أنني أرى أن السلبية التي ظهر فيها الوالد تتناقض مع غضبته لقيمه ، فليس من عربي يترك ابنته في الشارع وهي تستجير به ، وحتى لو لم تكن ابنته ..
أعلم يقينا أنه ردة فعل قد تكون طبيعية ، ولكن ألست معي أن الذهاب إليها طريق لإصلاح ما أفسدتها الحضارة المزيفة في حياتها ؟؟!!
هو مجرد رأي لمتذوق يحب قصصك، ثم إنني أراك قد تأثرت بهم أيها الكبير فكلمة ( خاصتهن ) لا داعي لها في الجملة ، وهي مترجمة عن اللغة الانكليزية كما تعلم :001:
دم بخير أيها النقي

عبلة محمد زقزوق
21-04-2006, 02:12 PM
تحياتي وتقديري لفكر يسمو دائما ويعلو بجميل الرأي منك أستاذنا وأخينا ـ
نزار الزين

نعم الأب مخطئ في عدم تلبية رجاء أبنته ، ولكن ... وعلى ما أظن " ويكفيني الله شر سوء الظن " أن هذا الأب أبتعد نفسيا وروحياً عن أصل نشأته ولم يبق لديه إلا القليل من خيال دين وعقيدة إسلامية بنفسه ، وذلك يعود لطول الإقامة وسط مجتمع متحرر الدين والعقيدة .
لـــــذا ففاقد الإنتماء لا يعطي إنتماء ، وفاقد اللجوء لله لا يعرف حق إحتواء الأبناء ، وكذا لأنه ربما لم يرضى داخلياً عن إنتماء أبنته لزوجته الأجنبية ويقينه بأنه سيعود يوما لحضن الأم وتراب أرض الوطن ، لذا يتنصل عن سوء إختياره فيلوي الكتف والظهر غير آبه بسوء العاقبة .
ولنا في غموض النفس وما تحمله الكثير من العجب .
وكفانا وكفاكم الله شر الإغتراب بالنفس والروح عن دين أو وطن .
تحياتي أستاذي .

نزار ب. الزين
21-04-2006, 05:31 PM
السلام عليكم

الذى يهمنى وكنت اود التعليق عليه ان الأب ربما يكون ناجح فى عمله ولكنه فاشل اجتماعيا ولا يعرف كيف يحتوى اهله ويستغل موقف مثل اتصال الأبنة به هنا ليكون الجميع رابحا
ولذا على العرب الذين يقيمون فى مجتمعات غربية ويواجهون بعادات غريبة ان يثقفوا ويطوروا انفسهم بحضور دورات تدريب اجتماعية لحل المشاكل الاسرية حتى يتعلموا كيفية التعامل مع التغيرات السلوكية التى تطرأ على اهلهم وابناءهم نتيجة تغيير معتقداتهم وافكارهم ، فيحجموها ليسهل التعامل معها قبل ان تتفاقم
تحياتى
--------------------------------
إقتراحك يا أختي نسيبة منتهى الرقي
و لكن من يقوم بهذه الدورات ، العرب في بلاد المهجر مشتتون ، يخافون من بعضهم بعضا ، أتوا و معهم عقدهم الطائفية و الإقليمية و مخاوفهم السياسية ، في المنطقة التي أعيش فيها يوجد مائة ألف عربي ، لا تجمع بعضهم إلا صلاة الجمعة في مساجد قليلة العدد ، بؤدونها ثم ينصرفون ، كل لاهٍ بتدبير أمور معاشه و معاش عياله .أملي أن تكون الأنترنيت أداة جيدة لإثارة مثل هذا الوعي ، و هو أضعف الإيمان .
شكرا لمشاركتك الإيجابية على الدوام و لإهتمامك و ثنائك
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
21-04-2006, 06:29 PM
تحياتي وتقديري لفكر يسمو دائما ويعلو بجميل الرأي منك أستاذنا وأخينا ـ
نزار الزين

نعم الأب مخطئ في عدم تلبية رجاء أبنته ، ولكن ... وعلى ما أظن " ويكفيني الله شر سوء الظن " أن هذا الأب أبتعد نفسيا وروحياً عن أصل نشأته ولم يبق لديه إلا القليل من خيال دين وعقيدة إسلامية بنفسه ، وذلك يعود لطول الإقامة وسط مجتمع متحرر الدين والعقيدة .
لـــــذا ففاقد الإنتماء لا يعطي إنتماء ، وفاقد اللجوء لله لا يعرف حق إحتواء الأبناء ، وكذا لأنه ربما لم يرضى داخلياً عن إنتماء أبنته لزوجته الأجنبية ويقينه بأنه سيعود يوما لحضن الأم وتراب أرض الوطن ، لذا يتنصل عن سوء إختياره فيلوي الكتف والظهر غير آبه بسوء العاقبة .
ولنا في غموض النفس وما تحمله الكثير من العجب .
وكفانا وكفاكم الله شر الإغتراب بالنفس والروح عن دين أو وطن .
تحياتي أستاذي .
-------------------------------
بلادنا يا أختي عبلة منفرة من الوجهتين الإقتصادية و السياسية ، و المهاجر يجد صعوبة بالغة في مواجهة الحياة الإجتماعية لبلد المهجر ، و لا بد من التكيف مع بعض المظاهر الحضارية المختلفة مع عقيدته ، و أقرب مثل على ذلك هو الإختلاط ، فالتعليم إجباري و المدارس مختلطة منذ الحضانة و حتى الجامعة ، و الطفل يقضي معظم يومه بين زملائه التلاميذ ، و يضطر لإقتباس الكثير منهم ، تلك هي الظروف ، و هنا يبرز دور الأبوين فإذا كانا أو أحدهما واعيا ، تمكن من توجيه أطفاله لمقاومة ما أمكن من التيار المعاكس ، و إلا لأصابه ما أصاب والد( سوزي ) .
و في جميع الأحوال فأنا أعتبر أن والد سوزان كان قاسيا ، و كان بإمكانه أن يستثمر ظرفها الجديد لإصلاح ذات البين معها .
شكرا- أختي عبلة - لعباراتك الدافئة و مشاركتك النيرة في هذا النقاش
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
21-04-2006, 06:43 PM
الحبيب نزار الزين:
قصتك هذه تعالج فكرة مهمة جدا ، حيث يضيع المغتربون بين ميراثهم اليعربي الأصيل ، ومستجدات حياتهم في الغرب ، والعاقل من ينتصر في النهاية !!
أرك وضعت النقاط على الحروف في قضية محورية يعيشها المغتربون عن أوطانهم ، ولكنني لا أخفيك سرا أنني أرى أن السلبية التي ظهر فيها الوالد تتناقض مع غضبته لقيمه ، فليس من عربي يترك ابنته في الشارع وهي تستجير به ، وحتى لو لم تكن ابنته ..
أعلم يقينا أنه ردة فعل قد تكون طبيعية ، ولكن ألست معي أن الذهاب إليها طريق لإصلاح ما أفسدتها الحضارة المزيفة في حياتها ؟؟!!
هو مجرد رأي لمتذوق يحب قصصك، ثم إنني أراك قد تأثرت بهم أيها الكبير فكلمة ( خاصتهن ) لا داعي لها في الجملة ، وهي مترجمة عن اللغة الانكليزية كما تعلم :001:
دم بخير أيها النقي
----------------------------------
أخي الدكتور سلطان
يا مرحبا بعودتك إلى ساحة النقاش ، و لوجه الحق ، فقد افتقدت تعليقاتك الهادفة لمدة طويلة .
أخي الكريم هذا بالضبط ما قلته للزملاء و الزميلات المشاركات في هذا النقاش ، من أن والد ( سوزان ) قد فوت فرصة ذهبية لإنقاذ ابنته و ردم الفجوة بينه و بينها ، فهو الملام بداية لعدم اهتمامه بتوجيهها ، و ملام ثانيا لأن الفتاة التجأت إليه و لم يلجئها ، فكأنما حكم عليها بالإعدام إنتقاما .
شكرا لحضورك القيِّم
و لك مودتي و احترامي
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
21-04-2006, 07:02 PM
"" نزار بـ الزين ""
أنت مورق كأشجار الزيتون ، عندما أقرأك أجد المتعة والمعايشة مع شخوصك تتجسد الواقع ، فأبتسم
فأنت ترسم الواقع بمهارة فائقة ....
وفي اقصوصتك مرارة الواقع ، الذي يجنيه كل مغترب ، من تلك الثقافات التي لا مناص من الأندماج فيها بقدر ما ..... إلا إذا أخذتنا العزلة والتقوقع حول الذات ...؟!
فالفضائل ليست عند كل الشعوب سواسية ...
سعدت جدا بمروري
كن بخير
تحياتي حتى ينضب الحرف
-----------------------------------
أخي الفاضل محمد الدسوقي
عباراتك اللطيفة غمرتني بدفئها و أسعدتني فألف شكر ليراعك الرقيق
الإغتراب يا أخي تفرضه الظروف ، له ميزات كثيرة و لكن فيه أيضا عيوبا كثيرة ، و على المغترب الواعي أن يكون حريصا متنبها و متابعا لكل كبيرة و صغيرة خلال تنشئته لبراعمه ، و التقوقع صعب جدا و مرير و لا بد- كما تفضلت - من بعض الإندماج الحذر
أبهجني حضورك ، و لك مودتي و تقديري
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
21-04-2006, 07:24 PM
أستاذي الفاضل نذار تحياتي دمت طيباً معافى
عشت مع كلماتك واحسست بتلك المرارة المنسابة من قلمك، انه واقع نراه كثيرا الآن فلا يكون منا الا ان نأخذ نفسا عميقا ونزفره بشده علنا نتناسى او نودعه صندوق الذكريات المؤلمة اللتي لاتنتهى هذه الأيام.
بالتأكيد لك وجهة نظر في تقبل هذا الأب لهذا الصراع داخله ولكن ؟؟؟
مهما حدث أي أب عربي مازالت داخله بعض غيرة على بعض نفسه يتركها بالشارع وحيدة ؟؟؟؟
أم ياترى ان برودة الغربة قد نالت منه ايضا وفي هذه الحال كيف يلوم ابنته وهي من ولدت هناك وتربت هناك وفي هذه السن الصغيرة؟؟؟
اعتقد ان الضائع الذي يبكى هنا هو هذا الأب وليست ابنته فهو اختار واخطأ الاختيار في كلتا الحالتين ومسلسل الخطأ مستمر.
نسأل الله السلامة وأن يثبت نفوسنا وان لا نضل الطريق.
----------------------------------
أختي الكريمة نهاية
أنا معك بالتأكيد في لوم والد سوزان ، في البداية و في النهاية ، إنه بلا شك والد قاسٍ و أناني ، قاسي لأنه لم يستثمر لجوء ابنته إليه ، و أناني لأنه تصرف على هذا النحو لأنها استدعت له الشرطة حين ضربها .
شكرا لمشاركتك في هذا النقاش الحيويّ
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
21-04-2006, 07:32 PM
أختي العزيزة نهاية
تنويه : إسمي نزار بالزاي و ليس نذار بالذال و اسمي الكامل نزار بهاء الدين الزين و أختصره ل : نزار ب. الزين
أخوك نزار

نزار ب. الزين
21-04-2006, 07:45 PM
الأستاذ الكبير والأديب الجليل نزار الزين
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أستميحك العذر للجرأة التى واتتنى والتى دفعتنى دفعاً أن أعقب على نصك وأنت من أنت فى الفكر والأدب
أولاً:
أعتقد أنه كان من الأوقع أن يكون عنوان النص (حوار طويل جداً) فبالرغم من قصر المكالمة التليفونيه موضوع النص إلا أنها تحدثت عن حياة بكاملها مرت بها أسرة وصارت إلى ما صارت إليه.
ثانيا:
لم يُجب النص صراحة على السؤال الملح وهو من المسئول ؟ ومن المخطئ ؟ واكتفى بسرد المأساة وإن كان السياق يشير لخطأ الأم وخطأ الإبنه والأب الضحية. فإن كنت تقصد أن الأب ضحية فلا وألف لا ولى فى ذلك رأى وإن كنت تقصد أن نفكر معاً عن المخطئ الحقيقى فلى أيضاً رأى.
ثالثاً:
أرى أن المسئول المطلق هو الأب الذى قبل أن تكون حياته فى مجتمع غريب عنه ، مجتمع يفرض قانونه وأعرافه وتقاليده فرضاً على كل من يعيش فيه ولا يحترم أى معتقدات أو ديانات أخرى. إنه بقبوله أن يكون جزءا من هذا المجتمع الظالم الذى لا يتيح له فرض قانونه هو على أسرته ليس له أن يأسى بعد ذلك على النتائج والإنفراط الذى حدث لأسرته وتعاملها مع المجتمع الذى تعيش فيه بقوانينه. وكل ما فعله الأب أن انسحب ناسياً هؤلاء الذين كان مسئولاً عنهم وتركهم لما هم فيه، إنها تراكمات قراره الأول بالإنضمام لهذا المجتمع.
رابعاً:
تلك هى مشكلة كل العرب الذين قبلوا أن يعيشوا بصفة دائمة فى هذه المجتمعات الغريبة المعادية لدينهم ولا تقل لى سيدى أن ظروف الحياة قد أجبرتهم على ذلك لأسباب شتى وإلا فانه يتعين عليهم قبول ضريبة ذلك.
وأنا سيدى ذهبت فى بداية حياتى لأمريكا وكنت فى أثرى ولاياتها كاليفورنيا ، وبالرغم من الفرص الكبيرة التى سنحت لى إلا أنى لم أمكث هناك أكثر من شهور قليلة بعدما تبين لى الوجه الحقيقي لهذا المجتمع ورفضت أن أبنى حياتى هناك بحسم وعدت لبلدى والحمد الله أننى عدت وإلا تلقيت مثل هذه المكالمة الهاتفية موضوع نصك والتى تهون من أجلها الحياة.
أظننى أطلت ولكنها وجهة نظر أرجو أن يتسع لها صدر الأستاذ الكبيرولك التبجيل والاحترام
---------------------------------
أخي الفاضل البحتري
قبل كل شيء أشكرك شكرا جزيلا ، لإدلائك بدلوك في هذا النقاش المثمر ، و اؤكد لك ، أنني معك في وجهة نظرك و لم أقل ما يخالف ذلك ، فالأب هو المخطئ أولا و آخرا .
المعادلة هي : إذا تقبلنا هذا المجتمع الذي تفصلنا عنه هوة ثقافية كبيرة ، فعلينا أن نكون حذرين في تربية أبنائنا و متابعين بلا هوادة ، و إذا لم نتقبله فالأحرى أن نعود إلى وطننا رغم كل ظروفه المنفرة - كما فعلتَ- أو أن نتقوقع و عائلتنا ، و للعزلة مثالبها كما تعلم .
شكرا لحضورك الواعي و لك ألف تحية و تقدير
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
28-04-2006, 04:43 AM
أخواتي و إخواني الأعزاء أبطال الواحة
لقد أثريتم الموضوع بآرائكم السديدة ، و تفاعلكم الحيوي
راجيا أن تؤدي هذه المناقشة حول هذا الموضوع الحساس إلى ما فيه الخير
شاكرا لكم مساهماتكم الدائمة بتعطير نصوصي
و لكم مني كل الإحترام و الود و التقدير
نزار ب. الزين

ناديه محمد الجابي
24-10-2014, 07:38 PM
حوار مؤلم ومبك ـ يوضح كيف يمكن أن تضيع قيمنا العربية في الغربة الغربية
فالهجرة في الواقع هى هجرة لثقافة برمتها بما في ذلك تقاليد وطقوس وعادات
تختلف عن تعاليم وقيم حبانا الله بها وحثنا عليها رسولنا الكريم.
دائما كنا نجد في كتاباتك الواقعية رسالة هامة
رحمك الله أ. نزار برحمته الواسعة. :001: