مشاهدة النسخة كاملة : أمي
دلال كامل
13-04-2006, 05:30 PM
ما بأيدينا خلقنا تعساء ، جملة تغلغلت في ذهني وحفظتها على ظهر قلب ..كانت والدتي دوما ترددها ، لم أكن أفقه معناها ، حالها كحال أمور كثيرة ، كانت تستوقفني للحظات ، ولكنها سرعان ما تتبدد ..فعالمي الصغير لم يكن مهيأً لأستيعاب عالم الكبار .
كبرت وأدركت سر اللغز ، أدركت كل الأمور الراسية في مخيلتي ، دخلت عالمهم المثير بكل تناقضاته ، في ذاكرتي مواقف وصور لأشخاص عبروا في حياتي وتركوا بصماتهم محفورة ..لن يمحوها الزمن ، حزنت لأجل والدتي عندما أدركت كنه تلك الجملة ..إنها ملاك الرحمة ، حرمت نفسها من التمتع بمباهج الحياة لأجلنا ..كان بإمكانها أن تتزوج بعد أن توفي والدي وهي في ريعان شبابها .. أن تختار شريك حياتها بنفسها لا أن يفرض عليها كما حصل مع والدي ..آثرتنا على كل شيء ..كانت الأب والأم ..أعطتنا من حنانها ما يفوق حنان كل القلوب .. كانت تكتفي بالقليل وعندما نسألها ببراءة الأطفال : (لما تفعلين ذلك ) كانت تتهرب دوماً.
بمحنتنا هذه.. كان جدي إلى جانبنا .. أب يحنو عليها وعلينا .. يحيطنا بحنانه ..مثل والدتي تماماً ..كان يغمرنا بالهدايا وبأشياء كثيرة ، ويعدنا بالمزيد إن أطعناها .. أما جدتي لم يكن لها دور فعال في حياتنا ..لذلك صورها قاتمة في ذاكرتي .
كبرت أنا وأخي وكبرت فرحة أمي بنا ..تعلقنا ببعض ..كنا كالسلسال ..حلقة تشد أزر حلقة ..وتمر سنواتنا أعياد ..وتأتي المفارقة على غفلة … أول أيام عيد الأضحى ، خرج أخي على قدميه .. يرتدي ثياب العيد البيضاء ليعود مضرجاً بدمائه ..لقد تلطخ ثوبه بلون أرجواني .. صدمته سيارة كان يقودها رجلاً أعمي بصره من شدة الخمر، وفر هارباً ...حاول أن يتفادها ولكن هيهات ، هيهات ..قدره أن يكون كبشاً في عيد التضحية .
..رحل بصمت دون أن يودعنا ..شمعة انطفأت .. من سيشد أزر من ؟ هو حبيبي وحبيبها ... آلمني إنهيار الجبل الشامخ بقدر ما آلمني رحيله ..
..بكته حتى جفت مآقيها .. حاولت أن أمسح دمعها بدمعي المتدفق كالجداول بداخلي ..كتمت مشاعري من أجل أن تحيا مشاعرها . وما أصعب أن تقتل المشاعر وهي في قمة تأججها !!
انقلبت الأدوار فأصبحت أنا الأم وهي طفلتي المكلومة ..أداويها وأنا بحاجة إلى من يداويني ..أتلقف صرختها بحب وود ، وصرختي مكبوتة مقيدة.. أطبطب على آهاتها وآهاتي جذوة نارمشتعلة ..تلهب أحشائي ..تكويني.
تحملت بصمت كل الآلام ، تماماً كما فعلت هي ، رسمت على شفتاي ابتسامات الرضى التي رسمتها بحياتنا ..وعدت أكرر بيني وبين نفسي عبارتها المعهودة " ما بأيدينا خلقنا تعساء ... لا تقل شئنا فإن الحظ شاء "
د. محمد حسن السمان
13-04-2006, 06:31 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة الاستاذة دلال كامل
أمي , عمل ادبي راق جدا , انموذج ناجح للقصة القصيرة , تجمعت
فيه جملة من الادوات , استخدمت ببراعة ومهارة , ابتداء من المدخل
البسيط اللافت , ثم الصور قوية الملامح , ترسم حالات واقعية
وتعطي احساسا واضحا بالصدق , ويزداد النبض في سرد محافظ ,
ثم تحدث الماساة , وعلى متن صور مستقاة بحرفية من واقع الحياة ,
يصل الامر الى نهاية تقدم حكمة ازلية ايمانية , نجحت القاصة دلال
كامل في قصتها أم , وقدمت من خلالها رسالة ايجابية موفقة ,
وعملا ادبيا رائعا .
اخوكم
السمان
أسماء حرمة الله
13-04-2006, 07:26 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية تنهملُ عطراً وورداً
"حاولت أن أمسح دمعها بدمعي المتدفق كالجداول بداخلي ..كتمت مشاعري من أجل أن تحيا مشاعرها . وما أصعب أن تقتل المشاعر وهي في قمة تأججها !!
انقلبت الأدوار فأصبحت أنا الأم وهي طفلتي المكلومة ..أداويها وأنا بحاجة إلى من يداويني ..أتلقف صرختها بحب وود ، وصرختي مكبوتة مقيدة.. أطبطب على آهاتها وآهاتي جذوة نارمشتعلة ..تلهب أحشائي ..تكويني. "
دلال،
عشتُ حروفكِ حتى ارتويت، تدرين لماذا؟ لأنكِ قطفتِ كلَّ حرفٍ من قلبكِ وإحساسكِ وألمكِ الدفين، ولأنكِ فتحتِ بواباتِ دمعٍ مدرار، مذْ عانقَ قلبي أولَ حرف من بوحك الرقيق: "أمّي"، ولأنني أعرفُ مَنْ عاشتْ وتعيشُ الزمنَ والإحساسَ نفسَه ..
هل هي حقّاً ملامحُ زمنٍ منهمرٍ اسمه: تعاسـة، أمْ هو زمنٌ أخضرُ يُهدَى لآخرين يحتاجونَه..يحتاجونَه كيْ تستندَ أرواحهم إلى حدائقِ الرضا والبسمة والأمـل في غدٍ أجمـل، يكفكفُ وجعَ الأمس؟؟؟..زمن أخضر يسمى: سعادة؟؟
هلْ نكهةُ هذا الزمن مُرّة؟؟ أمْ أنّ مرارتَها تزهرُ أزمنةً تحلو وتزهو بطمأنينة الآخرين وراحتِهمْ وسعادتهمْ؟؟
--------
وتمر سنواتنا أعياد=أعياداً
كان يقودها رجلاً =رجلٌ
إنهيار =انهيار
رسمت على شفتاي =على شفتيّ
أطبطب=أربّتُ
دلال، أهديكِ قلبي ضماداً، ووردةَ بنفسجٍ استقبلتْ من أجلكِ أسرابَ اليمام هذا الصباح ..
معكِ حتّى تولدَ الصباحات ..بالرغم من أنف الآلام..
أنتِ..رائعـة! بل قمة الروعة أنتِ ..
لكِ خالص تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والمطر
أسماء حرمة الله
13-04-2006, 07:37 PM
عودة من جديد ..لتثبيت النص/الزمن الأخضر/الوفاء /الأمّ/ قلبـكِ الكبير دلال..
فائق احترامي وتقديري :0014:
دلال كامل
14-04-2006, 12:19 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة الاستاذة دلال كامل
أمي , عمل ادبي راق جدا , انموذج ناجح للقصة القصيرة , تجمعت
فيه جملة من الادوات , استخدمت ببراعة ومهارة , ابتداء من المدخل
البسيط اللافت , ثم الصور قوية الملامح , ترسم حالات واقعية
وتعطي احساسا واضحا بالصدق , ويزداد النبض في سرد محافظ ,
ثم تحدث الماساة , وعلى متن صور مستقاة بحرفية من واقع الحياة ,
يصل الامر الى نهاية تقدم حكمة ازلية ايمانية , نجحت القاصة دلال
كامل في قصتها أم , وقدمت من خلالها رسالة ايجابية موفقة ,
وعملا ادبيا رائعا .
اخوكم
السمان
سيدي الفاضل
جل ما يسعدني هو دعمكم المتواصل :001:
أشكرك جزيل الشكر على تعليقك الذي أثلج صدري
ردك أعتبره وساما وأفخر به
دمت رائعا
دلال كامل
14-04-2006, 12:37 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية تنهملُ عطراً وورداً
"حاولت أن أمسح دمعها بدمعي المتدفق كالجداول بداخلي ..كتمت مشاعري من أجل أن تحيا مشاعرها . وما أصعب أن تقتل المشاعر وهي في قمة تأججها !!
انقلبت الأدوار فأصبحت أنا الأم وهي طفلتي المكلومة ..أداويها وأنا بحاجة إلى من يداويني ..أتلقف صرختها بحب وود ، وصرختي مكبوتة مقيدة.. أطبطب على آهاتها وآهاتي جذوة نارمشتعلة ..تلهب أحشائي ..تكويني. "
دلال،
عشتُ حروفكِ حتى ارتويت، تدرين لماذا؟ لأنكِ قطفتِ كلَّ حرفٍ من قلبكِ وإحساسكِ وألمكِ الدفين، ولأنكِ فتحتِ بواباتِ دمعٍ مدرار، مذْ عانقَ قلبي أولَ حرف من بوحك الرقيق: "أمّي"، ولأنني أعرفُ مَنْ عاشتْ وتعيشُ الزمنَ والإحساسَ نفسَه ..
هل هي حقّاً ملامحُ زمنٍ منهمرٍ اسمه: تعاسـة، أمْ هو زمنٌ أخضرُ يُهدَى لآخرين يحتاجونَه..يحتاجونَه كيْ تستندَ أرواحهم إلى حدائقِ الرضا والبسمة والأمـل في غدٍ أجمـل، يكفكفُ وجعَ الأمس؟؟؟..زمن أخضر يسمى: سعادة؟؟
هلْ نكهةُ هذا الزمن مُرّة؟؟ أمْ أنّ مرارتَها تزهرُ أزمنةً تحلو وتزهو بطمأنينة الآخرين وراحتِهمْ وسعادتهمْ؟؟
--------
وتمر سنواتنا أعياد=أعياداً
كان يقودها رجلاً =رجلٌ
إنهيار =انهيار
رسمت على شفتاي =على شفتيّ
أطبطب=أربّتُ
دلال، أهديكِ قلبي ضماداً، ووردةَ بنفسجٍ استقبلتْ من أجلكِ أسرابَ اليمام هذا الصباح ..
معكِ حتّى تولدَ الصباحات ..بالرغم من أنف الآلام..
أنتِ..رائعـة! بل قمة الروعة أنتِ ..
لكِ خالص تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والمطر
عزيزتي أسماء لا حرمني الله من قلبك الكبير :001:
لست أدري هل أفرح أم أحزن ؟
أعذري نبضاتي إن أحزنت قلبك الشفاف ، ردك عزيزتي جعل الغصة تقف في حلقي تأثراًً ...لدمعتك التي انهمرت من عينيكِ.. سالت دموعي
كل الحب لقلبك :0014:
شكرا على التثبيت :0014:
ملاحظة ( شكرا على التصحيح ) :NJ:
جوتيار تمر
14-04-2006, 03:04 PM
انقلبت الأدوار فأصبحت أنا الأم وهي طفلتي المكلومة ..أداويها وأنا بحاجة إلى من يداويني ..أتلقف صرختها بحب وود ، وصرختي مكبوتة مقيدة.. أطبطب على آهاتها وآهاتي جذوة نارمشتعلة ..تلهب أحشائي ..تكويني. "
دلال كامل.............
في العراق تجدين هذه الادوار تتبدل بسرعة عجيبة...
ننام الليل باحضان امهاتنا...ونصحوا على صوت انفجار...فيصبح الواحد من اما وابا لمن خلفتهم هي وراءها....
كلماتك...كانت بالنسبة اشبه بمعرض للصور...كنت اتنقل بينها....كنت ابحث عن اخر صورت وتوقعتها...ان تكون انت...فوجدتها..كما توقعت انها ...صور المعاناة التي لم ينجوا منها الا القليل..القيل الذي فارق الحياة قبل ان تفارقها الام...
نجاحك في توظيف الفكرة..وايصالها الينا ابهرني
تقديري واحترامي
جوتيار
ابراهيم خطاب
14-04-2006, 03:17 PM
الأخت الفاضلة / دلال
ترددت فترة من الوقت , أمام قصتك الجميلة ( أمى ) حول مغزى , أن أكتب تعليقا , أو أكتفى بإستمتاعى للعمل الأدبى وفقط , و أخيرا قررت الكتابة عن قصد , لآ أنكر أننا أمام حالة إنسانية جميلة وفريدة , ومعبرة من خلال لغتك القصدية , تعبيرا عن الحالة , ورغم كونها عمل قصصة تنتمى إلى المدرسة الواقعية , إلا أننى أرى أنها تفتقد الى الكثير من تكنيك القصة القصيرة , ولا أقول الحديثة , حتى لا أتهم بعاداة الواقعية , وأننى من أرباب الحداثة الهجينة فى مجتمعنا العربى , هناك فارق كبير , بين القصة القصة , والحدوتة , أنا أمام حدوتة واقعية تحدث , ومازالت تحدث , فى مختلف بلدان العالم , ولكن الفارق عندى بين القصة والحدوتة , أن الحدوتة تعتمد على لغة الحكى المرسلة , والقصة تعتمد أكثر , على لغة التكثيف فى الحالة واللغة معا , والتكثيف هنا لا يعنى الغموض , وتشتيت ذهن القارىء أو المتلقى , ولكنه التكثيف الفنى , فمثلا على سبيل المثال وليس الحصر , ما يتعلق باالجد و والجدة , كعناصر ثانوية باالعمل القصصى وليست رئيسية , لم يكن بحاجة الى كل هذه المساحة من القص , أو الحكى و خاصة وأن البطل الرئيسى فى العمل القصصى , كما لمست هى الأم , والأم فقط , بعيد عما فعله الإبن , وباالتالى مساحة الحكى عن الإبن الذى حاول أن يخفف من الامها وجراحها , على موت أخيه , كان من الأجدى إختصارها , وليس الإستسهال فى السرد عن نفسه , وما يقوم به للتخفيف عن أمه , واخيرا , أرى أنك لم يحالفك التوفيق فى إختيار العنوان للعمل القصصى ( أمى ) وكان من الأفضل أن يستشعر القارىء للعمل الأدبى ذلك , من خلال الحدث المروى , وليس ضروريا أن كل عمل أدبى معنون بإسم الأم , فهو باالضرورة عن الأم , والعكس صحيح 000
ختاما لك منى خالص تقديرى وإحترامى , رغم مشاغباتى القليلة لك بحثا عن كمال العمل الإبداعى , والذى سنوت ولم نصل إليه مهما فعلنا , لكننا نحاول , ونحاول فقط 0000 :noc:
أمي جنتي ومن أحن من قلب الام في دنيا تملؤها الوحوش والذئاب
مهما بذلنا الغالي والرخيص لن نوفي لحظةألم جراء كل المتاعب والشقلء والسهر الذي عانته في سبيل راحتنا
سلمت يداااك
دلال كامل
15-04-2006, 02:27 PM
انقلبت الأدوار فأصبحت أنا الأم وهي طفلتي المكلومة ..أداويها وأنا بحاجة إلى من يداويني ..أتلقف صرختها بحب وود ، وصرختي مكبوتة مقيدة.. أطبطب على آهاتها وآهاتي جذوة نارمشتعلة ..تلهب أحشائي ..تكويني. "
دلال كامل.............
في العراق تجدين هذه الادوار تتبدل بسرعة عجيبة...
ننام الليل باحضان امهاتنا...ونصحوا على صوت انفجار...فيصبح الواحد من اما وابا لمن خلفتهم هي وراءها....
كلماتك...كانت بالنسبة اشبه بمعرض للصور...كنت اتنقل بينها....كنت ابحث عن اخر صورت وتوقعتها...ان تكون انت...فوجدتها..كما توقعت انها ...صور المعاناة التي لم ينجوا منها الا القليل..القيل الذي فارق الحياة قبل ان تفارقها الام...
نجاحك في توظيف الفكرة..وايصالها الينا ابهرني
تقديري واحترامي
جوتيار
اهلا بك، وبمرورك العطر
كن أكيداً سيدي ( بأن معاناتكم) يعيشها كل عربي حر
إن العيون لتدمع، على بحر الدم اليومي ... ولكن ما بيدنا حيلة غير الدعاء لكم
كان الله في عونكم
أشكرك جزيل الشكر على ردك وتعليقك :001:
دمت بكل خير
واحة أمان
15-04-2006, 05:43 PM
توقفت عند قصتك طويلا أتعرفين لماذا؟؟؟
لأن دموعي كانت تحول بيني وبين كلماتك كلما قرأت عبارة .حيث عشت الحدث كما هو ،فليس ببعيد ذلك الصيف الذي كانت فيه تلك السيارة الرعناءتلقي بابنة جارتي محطمة الرأس وتمضي ,وشاهدت بأم عيني دموع الأخت تلملم عبرات أمها المنسكبة دون توقف .
طرح رائع وصور أكثر من رائعة .
دمت بخير أختي دلال كامل .
نزار ب. الزين
15-04-2006, 06:13 PM
ما بأيدينا خلقنا تعساء ، جملة تغلغلت في ذهني وحفظتها على ظهر قلب ..كانت والدتي دوما ترددها ، لم أكن أفقه معناها ، حالها كحال أمور كثيرة ، كانت تستوقفني للحظات ، ولكنها سرعان ما تتبدد ..فعالمي الصغير لم يكن مهيأً لأستيعاب عالم الكبار .
حزنت لأجل والدتي عندما أدركت كنه تلك الجملة ..إنها ملاك الرحمة ، حرمت نفسها من التمتع بمباهج الحياة لأجلنا ..كان بإمكانها أن تتزوج بعد أن توفي والدي وهي في ريعان شبابها .. أن تختار شريك حياتها بنفسها لا أن يفرض عليها كما حصل مع والدي ..آثرتنا على كل شيء ..كانت الأب والأم ..
كبرت أنا وأخي وكبرت فرحة أمي بنا ..تعلقنا ببعض ..كنا كالسلسال ..حلقة تشد أزر حلقة ..وتمر سنواتنا أعياد ..وتأتي المفارقة على غفلة … أول أيام عيد الأضحى ، خرج أخي على قدميه .. يرتدي ثياب العيد البيضاء ليعود مضرجاً بدمائه ..لقد تلطخ ثوبه بلون أرجواني .. صدمته سيارة كان يقودها رجلاً أعمي بصره من شدة الخمر، وفر هارباً ...
..رحل بصمت دون أن يودعنا ..شمعة انطفأت .. من سيشد أزر من ؟ هو حبيبي وحبيبها ... آلمني إنهيار الجبل الشامخ بقدر ما آلمني رحيله ..
انقلبت الأدوار فأصبحت أنا الأم وهي طفلتي المكلومة ..أداويها وأنا بحاجة إلى من يداويني ..أتلقف صرختها بحب وود ، وصرختي مكبوتة مقيدة.. أطبطب على آهاتها وآهاتي جذوة نارمشتعلة ..تلهب أحشائي ..تكويني.
تحملت بصمت كل الآلام ، تماماً كما فعلت هي ، رسمت على شفتاي ابتسامات الرضى التي رسمتها بحياتنا ..وعدت أكرر بيني وبين نفسي عبارتها المعهودة " ما بأيدينا خلقنا تعساء ... لا تقل شئنا فإن الحظ شاء "
دلال كامل
------------------------------------------------
أختي الفاضلة ناديا
قصة قصيرة من أدب البوح ، أجدت فيها و أبدعت ، عكست شخصية مرهفة الحس
عبارات رقيقة تركت أثرها في نفسي و أدمعت عيني
أما اللغة فسلسة و مكينة
دمت و دام إبداعك
دلال كامل
15-04-2006, 11:08 PM
الأخت الفاضلة / دلال
ترددت فترة من الوقت , أمام قصتك الجميلة ( أمى ) حول مغزى , أن أكتب تعليقا , أو أكتفى بإستمتاعى للعمل الأدبى وفقط , و أخيرا قررت الكتابة عن قصد , لآ أنكر أننا أمام حالة إنسانية جميلة وفريدة , ومعبرة من خلال لغتك القصدية , تعبيرا عن الحالة , ورغم كونها عمل قصصة تنتمى إلى المدرسة الواقعية , إلا أننى أرى أنها تفتقد الى الكثير من تكنيك القصة القصيرة , ولا أقول الحديثة , حتى لا أتهم بعاداة الواقعية , وأننى من أرباب الحداثة الهجينة فى مجتمعنا العربى , هناك فارق كبير , بين القصة القصة , والحدوتة , أنا أمام حدوتة واقعية تحدث , ومازالت تحدث , فى مختلف بلدان العالم , ولكن الفارق عندى بين القصة والحدوتة , أن الحدوتة تعتمد على لغة الحكى المرسلة , والقصة تعتمد أكثر , على لغة التكثيف فى الحالة واللغة معا , والتكثيف هنا لا يعنى الغموض , وتشتيت ذهن القارىء أو المتلقى , ولكنه التكثيف الفنى , فمثلا على سبيل المثال وليس الحصر , ما يتعلق باالجد و والجدة , كعناصر ثانوية باالعمل القصصى وليست رئيسية , لم يكن بحاجة الى كل هذه المساحة من القص , أو الحكى و خاصة وأن البطل الرئيسى فى العمل القصصى , كما لمست هى الأم , والأم فقط , بعيد عما فعله الإبن , وباالتالى مساحة الحكى عن الإبن الذى حاول أن يخفف من الامها وجراحها , على موت أخيه , كان من الأجدى إختصارها , وليس الإستسهال فى السرد عن نفسه , وما يقوم به للتخفيف عن أمه , واخيرا , أرى أنك لم يحالفك التوفيق فى إختيار العنوان للعمل القصصى ( أمى ) وكان من الأفضل أن يستشعر القارىء للعمل الأدبى ذلك , من خلال الحدث المروى , وليس ضروريا أن كل عمل أدبى معنون بإسم الأم , فهو باالضرورة عن الأم , والعكس صحيح 000
ختاما لك منى خالص تقديرى وإحترامى , رغم مشاغباتى القليلة لك بحثا عن كمال العمل الإبداعى , والذى سنوت ولم نصل إليه مهما فعلنا , لكننا نحاول , ونحاول فقط 0000 :noc:
سيدي الفاضل
الجرح لا يؤلم إلا صاحبه ..وما كتب هنا لم يكن سوى نزف مشاعر ..وعندما تنزف تبقى هي سيدة الموقف
كل ما قصدته بنصي هذا إيصال ( أمي ) الى قلوبكم ...لهكذا كانت هي محور القصة وعنوانها المباشر .
الشخصيات التي لعبت دوراً في حياتي أرتأيت أن أذكرها لأنها أثرَت في نفسي ارتياحا
حدوتي هذه كانت كالنهر الجارف ..بلا قيود ولا سدود
أشكرك جزيل الشكر على نقدك البناء
دمت بكل خير
دلال كامل
15-04-2006, 11:21 PM
أمي جنتي ومن أحن من قلب الام في دنيا تملؤها الوحوش والذئاب
مهما بذلنا الغالي والرخيص لن نوفي لحظةألم جراء كل المتاعب والشقلء والسهر الذي عانته في سبيل راحتنا
سلمت يداااك
اهلا عزيزتي سما :)
معك حق ، فليس هناك حضن كحضنها ..ولا قلب كقلبها
ولن نوفيها من حقها علينا مهما فعلنا ...
تحب وتعطي بدون مقابل ..تتألم من أجلنا ..تكابد وتعاني في سبيل إسعادنا .
حفظها الله لنا
مرورك الكريم أسعدني
لك مني أجمل تحية
دلال كامل
15-04-2006, 11:31 PM
توقفت عند قصتك طويلا أتعرفين لماذا؟؟؟
لأن دموعي كانت تحول بيني وبين كلماتك كلما قرأت عبارة .حيث عشت الحدث كما هو ،فليس ببعيد ذلك الصيف الذي كانت فيه تلك السيارة الرعناءتلقي بابنة جارتي محطمة الرأس وتمضي ,وشاهدت بأم عيني دموع الأخت تلملم عبرات أمها المنسكبة دون توقف .
طرح رائع وصور أكثر من رائعة .
دمت بخير أختي دلال كامل .
اهلا بك عزيزتي
لقد أمسكت رأسي وانا أقرأ ردك ...فاضت دموعي مجدداً ..المنظر أمامي بكل تفاصيله ..كان الله بعونهم
الموت حق.. ولكن الموت الذي يأتي على غفلة يترك صدمة كبيرة لا تنسى أبداً
أشكرك على ردك وأتمنى لك حياة كلها سعادة
دلال كامل
15-04-2006, 11:36 PM
------------------------------------------------
أختي الفاضلة ناديا
قصة قصيرة من أدب البوح ، أجدت فيها و أبدعت ، عكست شخصية مرهفة الحس
عبارات رقيقة تركت أثرها في نفسي و أدمعت عيني
أما اللغة فسلسة و مكينة
دمت و دام إبداعك
أستاذي الكبير والفاضل ، اهلا بك
دموعكم الغالية هي دليل على قلوبكم البيضاء
دعمك لي هو وسام أفتخر به وأعلقه على صدري
شكرا سيدي الكريم ..لا حرمني الله من تواصلك
دمت بكل خير
خليل حلاوجي
19-04-2006, 12:26 AM
أيها الراحلون
السابقون
الظافرون
هذا خليلكم ينادي ...هل تسمعونني
أمي
أخي
حبيبتي
هل أنتم هناك ... في مقعد صدق عند مليك مقتدر ... أذن أدعوه أن ألتحقكم
أبكيه ثم أقول معتذرا" له .... وفقت حين تركت ألأم دار
جاورت أعدائي وجاور ربه .... شتان بين جواره وجواري
ياقمرا" ماكان أقصر عمره .... وكذا عمر كوكب الاسحار
دلال كامل
19-04-2006, 09:39 PM
أيها الراحلون
السابقون
الظافرون
هذا خليلكم ينادي ...هل تسمعونني
أمي
أخي
حبيبتي
هل أنتم هناك ... في مقعد صدق عند مليك مقتدر ... أذن أدعوه أن ألتحقكم
أبكيه ثم أقول معتذرا" له .... وفقت حين تركت ألأم دار
جاورت أعدائي وجاور ربه .... شتان بين جواره وجواري
ياقمرا" ماكان أقصر عمره .... وكذا عمر كوكب الاسحار
لقد ألجم ردك قلمي ..بما يحمله من شجون :008:
لا بأس أخي الكريم ..علينا بالصبر ..والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة
يكفينا أنهم لم يبارحوا أرواحنا ..وذكراهم خالدة في نفوسنا
تمنياتي لك بطول العمر
ناديه محمد الجابي
12-01-2018, 04:19 PM
.بكته حتى جفت مآقيها .. حاولت أن أمسح دمعها بدمعي المتدفق كالجداول بداخلي ..كتمت مشاعري من أجل أن تحيا مشاعرها . وما أصعب أن تقتل المشاعر وهي في قمة تأججها !!
انقلبت الأدوار فأصبحت أنا الأم وهي طفلتي المكلومة ..أداويها وأنا بحاجة إلى من يداويني ..أتلقف صرختها بحب وود ، وصرختي مكبوتة مقيدة.. أطبطب على آهاتها وآهاتي جذوة نارمشتعلة ..تلهب أحشائي ..تكويني.
سرد قصصي يمس شغاف القلب بصدقه، وألقه التعبيري
وصف دقيق للأحداث ـ وقدرة فائقة عاى الإستحواذ على القارئ
والسفر به إلى مدائن الحرف والفكرة بتلقائية منبسطة
رسمت صورة معبرة من الواقع موجعة.
سلمت يداك.
:008::009::008:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir