تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دخول حركة حماس مجلس الضرار التشريعي الفلسطيني



محمد سوالمة
14-04-2006, 09:11 PM
دخول حركة حماس مجلس الضرار التشريعي الفلسطيني يعتبر
خنجراً مسموما في ظهور المجاهدين المخلصين
المرء وهو يستمع إلى تصريحات قادة حركة حماس وحواراتهم ولقاءاتهم بعد أن استظلوا بقبة المجلس "التشريعي" واسترخوا على كراسيِّه يصاب بغثيان نفسي ودوران فكري يجعله يصول ويجول بين تلك العبارات الممجوجة والكلمات المهترئة والمصطلحات المنكوسة التي يلوكونها عسى أن يَعْبُر بجانب أُذنيه عبوراً عابراً شيءٌ مما يدله على أن المتكلمين والمصرحين هم من المحسوبين على المسلمين فضلاً عن الحركات الإسلامية بل الجهادية فكيف إن كانوا معدودين من قادتها ، ومع الإجهاد والتركيز وبالغ الانتباه لا يكاد يُعرف إن كان المتحدث هو من منظمة فتح أو الجبهة الشعبية أو غيرهما من المنظمات الفلسطينية الوطنية **** المتنكرة للإسلام أصلاً وفرعاً ، ولا يمكنك – وأنت مُنْصِت مصغٍ - التعرف على هوية المتحدث الفكرية إلا من خلال الاتجاه العام للحورات أو من خلال تعريف القائمين على البرامج الإذاعية بشخصيات المتحدثين وانتماءاتهم الحركية.
فالعبارة هي العبارة ، واللكنة هي اللكنة ، واللهجة هي اللهجة ، "الوحدة الوطنية" ، "خيار الشعب" ، "الالتزام بالديمقراطية" ، "المصلحة الوطنية" ، "الأخ أبو مازن" ، "المصلحة العليا للشعب" ، "الدم الفلسطيني" ، "الشرعية الدولية" وهلم جرا من نسيج المصطلحات الوطنية والقومية التي أكل عليها الدهر وشرب ومجها أهلوها وحاملوها قبل غيرهم فجاء هؤلاء الحماسيون ليعيدوا لها شبابها وحيويتها ويسقوا غرسها بعد أن بلغت أقصى درجات الذبول والوهن ، ويجددوها في قلوب النشء الفلسطيني الجديد والذي أُرهق آباؤهم بها من قبلُ فما جرّت عليهم إلا الويلات ولا أصابوا منها غير الأماني الكاذبات والتي ما فتئوا يركضون وراءها ركض الظمآن خلف السراب الهارب وأنى له إدراكه.
فما إن ظهرت نتائج انتخاباتهم واستنشقوا معها نشوة الفوز "المؤقت" حتى بدأوا في إحياء (السنة العرفاتية!) والتي تقوم على دوام الاستجداء وشد الرحال وكثرة الترحال من عاصمة إلى عاصمة ومن دولة إلى دولة والتي تختصر كل لقاء مع أي كافر أو زنديق أو طاغية بأنه "لقاء بنَّاء وإيجابي" كانت فيه الأطراف المتحاورة متفهمة لوجهات نظر بعضها وأن هناك "أرضية مشتركة" يمكن العمل من خلالها ، هذا مع امتصاص الإهانات التي تُلاقى في سبيل ذلك وعدم المبالاة بها ولا عدها عقبة يمكن أن تحول وتمنع من أي لقاء ، مع فقدان أي ضابط شرعي يمكن أن يقيد أو يحدد نوعية اللقاءات أويضع حدوداً للتصريحات ، والتهوين بل الجرأة على ارتكاب أعظم التجاوزات العقدية والشرعية تحت غطاء "المصلحة الوطنية" والتي لا يكاد معتنقها ورافع شعارها يُسأل عما يفعل! من قبل من الغى عقله من الاتباع .
إن حركة حماس وبدخولها هذه المنعطفات والتشعبات والدهاليز التي لا يعرف أولها من آخرها والحاوية لمخالفات صريحة خطيرة سواء كانت عقدية أوشرعية أومنهجية أو واقعية قد حكمت على نفسها بالموت وحفرت قبرها بيديها وأسلمت عُنقها طوعاً للجزارين ووضعت قدميها اختياراً في طريق القضاء على ذاتها مهما حاولت الظهور بمظهر الخبير المحنك والسياسي المقتدر.
فحتى على مجال التأييد العالمي الذي يعتبرونه الركيزة الأولى للنجاح والاستمرار لحكومتهم فإن مساحة المناورات السياسية التي يمكن أن تلعبها حماس لتكسب بها الدعم الدولي لها وتستميله نحوها لن تكون أفسح من تلك التي كانت السلطة الفلسطينية منذ استسلامها وتنازلاتها تتنقل وتحوم بداخلها ، ومع ذلك فقد كانت نهايتها تأبين الشعب الفلسيطيني لها بعد أن يئس من طول الأماني التي لم تزل تخدره بها وصار يبحث عن البديل الصادق الذي يلبي مطالبه ، ولذا لم يجد بداً من انتخاب حماس عسى أن يحقق شيئاً من طموحاته من خلالاها والتي اكتشف فشل أو عجز السلطة الفلسطينية عن تحقيقها وهو الأمر الذي سيصيب حركة حماس تماماً كما أصاب السلطة قبلها والسعيد من اتعظ بغيره واعتبر بسواه { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ * هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } آل عمران137_138
فلئن كانت حماس قد اكتسبت أكثر ثقة الشعب الفلسيطيني من خلال رفعها لشعار "تحرير فلسطين" وبانتهاج طريق الجهاد المسلح الذي كان جناحها العسكري يخوضه ، فإنها قد أوقعت نفسها في الفخ الذي زلت فيه أقدام منظمة التحرير والتي ما فتئت تقدم التنازلات تلو التنازلات حتى وصلت إلى الحضيض الذي لفظها فيه الفلسطينيون لفظ النواة ، فإذا كانت منظمة التحرير على علمانيتها الصريحة وتنازلاتها المتتابعة ورضا الحكومات العربية وكثير من العالمية عنها بل ودعمها إياها لم يشفع لها ذلك لدى اليهود ليحققوا من خلال "سلطتهم الفلسطينية" شيئاً مما قامت لأجله ، بل إن حال الفلسطينيين قبلها أفضل بكثير من أوضاعهم بعد مجيئها فأنى لحركة حماس "الإسلامية" أن تجني من خلال هذ الطريق شيئاً من ثماره التي عجز سابقوها عن نيلها ولم تزل تلك القائمة التي عرضت بنودها واحداً واحداً للاعتراف المحدود بسلطة عرفات مشهورة في وجه حكومة حماس ، لتقول : نعم لما فيها ، فتكون بذلك الوجهة الأخرى لعملة السلطة الفسلطينية ، أو تقول : لا فترجع من حيث انتهت وقد استهلك منها ذلك جهداً ووقتاً ، أما مسك العصاة من النصف ، والذبذبة لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، وانتهاج سبيل "الإحسان والتوفيق" فلا مكان له مع عدو عُرف بصراحته وصرامته ووضوح طرحه لمطالبه وقوة عدائه لمخالفيه ومناؤيه.
ولهذا فإننا نقول وبكل أسف إن دخول حماس للمعمعة السياسية وبهذه الطريقة السافرة يعتبر خنجراً مسموماً قاتلاً قد طَعنت به المجاهدين المخلصين في فلسطين وأولها جناحها العسكري الذي جُمدت عملياته منذ ولوج قادتهم السياسيين للقبة التشريعية بل وقبل ذلك بزمن، تمهيداً وتوطيداً لطي صفحة الماضي القتالي وارتداء قمصان السياسيين والتسلل إلى سراديبهم المظلمة لينتظر الشعب الفلسطيني خروجهم منه وانتفاعهم به إلى يوم الدين ولكن هيهات هيهات ، زيادة على المفاسد الفادحة والقاتلة التي ستطفوا –بل طفت- على السطح والتي سيلمسها القادة الحماسيون قبل غيرهم حيث سيكون شغلهم الشاغل هو إيجاد المخرج منها والانكباب عليها واعتبارها جبهة مستقلة تستهلك كل جهودهم وطاقاتهم ومن ثم سيتقوقعون على أنفسهم ليكون العدو في منأى ومأمن منهم وذلك أهم ما يمكن أن يقدموه له ، إضافة إلى أن جناحجها العسكري سيجد نفسه قد اختنق وانقطعت أنفاسه من طول الانتظار والاحتقان مما سيضطره – حتماً- إلى التمرد المفاجئ على قادته السياسيين وإحراجهم بنفس الحجج والمبررات التي كانت حركة حماس تضعها بين يدي السلطة الفلسطينية إثر كل عملية عسكرية تستهدف اليهود ،
وإذا ما أردنا ذكر "بعض" التجاوزات والانحرافات والمفاسد التي برزت وستبرز أكثر وأجلى من خلال دخول حماس للمجلس التشريعي وتوليها زمام السلطة فيه فيمكن إجمال بعضها – وغيرها كثير - كرؤس عناوين في الآتي :
أولاً : دخولها ومشاركتها في مجلس دستوره دستور **** مهمته تشريع القوانين وسنها استقلالاً ومن ثم فرضها وإلزام الناس بها ، وذلك منازعة لرب السموات والأرض في أمر هو من أخص خصائص ربوبيته : { أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } الأعراف54 ولن يجد المرء عنتاً ولا نصباً في إثبات هذه الحقيقة ، فالاسم ينبيك عن مسماه فهو "المجلس التشريعي" كما اختار له أربابه من الأسماء وقد قال الله تعالى { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }الشورى21 ، وما حال هذا المجلس التشريعي الكفري ونظائره إلا كحال "مُنسئي الأشهر الحرم" في ما أوكلوه إلى أنفسهم من ****** والتحليل والتحريم ، إلا أن أولئك لم تكن لهم قاعات فاخرة يجتمعون فيها ، ولا سيارات فارهة يستقلونها ، ولا صحافة وإعلام تنقل وقائع "تشريعاتهم" التي سطرها القرآن وهو أصدق ناقل وأدق واصف : { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } التوبة37
ثانياً : وهو منبثق عما قبله ، إذ إن دخول حماس للمجلس التشريعي ، وهي المحسوبة على الحركات الإسلامية يضفي الشرعية على ذلك المجلس ، ويوجب على العامة والخاصة احترام قوانينه والتزام نُظُمه وتبجيل مَن هم بداخله ، وبالتعبير الشرعي "الإيمان بربوبيته" فالحلال ما أحله والحرام ما حرمه والواجب ما أوجبه والنظام والقانون ما فرضه ، فهو دعوة صريحة قولاً وفعلاً للإيمان "بطاغوت" عصري في صورة "متحضرة" خداعة ، فإذا كانت حركة حماس حركة "إسلامية" فإن أول مهامها وكبرى قضاياها هو تجريد التوحيد لله عز وجل ، وبيان حقيقة الطاغوت بجميع أشكاله وسائر صوره وتعريته للناس حتى يجتنبوه ويكفروا به وتلك هي مهمة الرسل كافة : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } النحل36 كما قال عز وجل : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً } النساء60
ثالثاً : إن دخول حماس للمجلس التشريعي ومشاركتها المباشرة في السلطة قد ألغت أمراً يعد أوثق عرى الإيمان ألا وهو الحب في الله والبغض في الله ، وأزالت عقيدة الولاء والبراء من قاموسها ، ولك أن تستمع إلى تصريحاتهم التي صارت مستساغة عند الجميع لتحكم "وبإنصاف" إن كانت الحركة تضع لهذه العقيدة اعتباراً أو تولي لها اهتماماً ، وبذلك تكون قد عززت في قلوب وأذهان العامة أن "الأخوة الفلسطينية" هي فوق كل اعتبار ، وأن الأمر بينها وبين بقية المنظمات الفلسطينية العلمانية والاشتراكية لا يعدو أن يكون تبادل أدوار لتقديم خدمات أفضل وأكمل للشعب الفلسطيني ، وبهذا اختلط الحابل بالنابل ولُبست سبيل المؤمنين بسبيل المجرمين الذي جاء القرآن بالفصل بينهما وتجلية حدودهما والتعريف الكامل المسهب بهما { وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ } الأنعام55 ،
وهل رأى المسلم اليوم محادة لله ولرسوله ومشاقة لسبيل الإسلام أعظم مما ارتكبته وترتكبه "السلطة الفلسطينية" منذ تأسيسها وإلى يومنا هذا ، فكيف يوصف هؤلاء المردة الطغاة العتاة بأنهم أخوة ، أفلا يقرأ قادة حماس وهم في حماسهم قول الله تعالى : { لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } المجادلة22 ، أفلا يقرأون أيضاً : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } التوبة23 ولا حول ولا قوة إلا بالله.
رابعاً : إن دخول حركة حماس للسلطة قد بدأ يُرجع للطغاة العرب وغيرهم مكانتهم ومنزلتهم ويرمم عروشهم المتهاوية ، ويجدد ثقة شعوبهم بهم ، وذلك من خلال إظهارهم في مظهر الحريص على مصلحة الشعب الفلسطيني والحاملين لهمومه والناصحين لقادته ، ولعمر الله إن هذا لأمر قد بدا كذبه ودجله وزيفه للقاصي والداني حتى خلُص إلى العذارى في خدورهن ، فهل ضيع فلسطين ونكب أهلها إلا عمالة هؤلاء الطغاة الذين يصفهم قادة حماس بإنهم "الأخوة" في مصر أو في الاردن أو تركيا ، وهل أضفى الشرعية على اليهود ومكّن لهم ومكّنهم من رقاب ضعفة الفلسطينين إلا هؤلاء فمتى كان الذئب ناصحاً للنعاج أفلا تعقلون؟
إن تعرية هؤلاء الطغاة وكشف عمالتهم الظاهرة والباطنة واستعدادهم التام لسحق شعوبهم كاملة من أجل بقاء دولة يهود واستقرارها قد استغرق – ولا يزال – جهداً مضنياً وكلف الأمة ضرائب لا حد لها من الدماء والأشلاء والتشريد والتهجير والاعتقالات حتى أدرك العامة ذلك الأمر إدراكاً مرضياً وإن لم يكن كاملاً لا سيما بعد أحداث نيويورك وواشنطن ، أفبعد هذا كله يريد منا قادة حماس أن نرجع القهقرى ونلتفت للوراء وأن نعود لنُقنع أنفسنا وشعوبنا بأن "مبارك" و"عبد الله" و" علي عبد الله صالح" وأمثالهم ، هم ممن يحمل عبء قضية فلسيطين ويصدق في البحث عن إيجاد حل لها وأنهم صادقون ناصحون مشفقون على أهلها ؟!
وبعد فإن الحديث عن هذه القضية الخطيرة طويل ومتشعب وما ذكرناه هنا إنما هو رؤوس أقلام وتسطير عنوانين ومجرد إشارات ، وإلا فإنه أبعد وأعمق مما يتخيله بعض السطحيين الذين يحللون الأمور بعقلية متنكرة للقطعيات الواقعية ومصادمة لثوابت شرعية ، وينظرون إليها من خلال بعض "المكاسب" الخدَّاعة الواهمة التي ينفخون فيها والتي ستنقلب عليهم عما قريب لعنات ولعنات يتبرأون منها وسيبذلون قصارى جهدهم للانفكاك عنها والتنكر لها ولن يجدوا لذلك سبيلاً.
إن من أراد إقامة شرعة الرحمن فعليه أن يوطن نفسه لدفع ضريبتها وتحمل أعبائها والصبر على طريقها وإلا فليترك المجال لمن هيأ نفسه لذلك أما مسلك العرض القريب والسفر القاصد فلا مكان له بين العاملين الصادقين ولا يمكن أن يوصل إلى الغاية المرجوة والمنتهى المطلوب
{لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاَّتَّبَعُوكَ وَلَـكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }التوبة42
اللهم اهدِ حماساً وائتِ بهم إلى طريق الصلاح والإصلاح المرضيّ عندك يا ربَّ العالمين

ابوديما
01-05-2008, 09:45 PM
السلام عليكم /
بارك الله في الاخ محمد السوالمة في كتاباته القيمة ونسأل الله العلي القدير ان يجعل عمله في ميزان حسناته .............

ماجدة ماجد صبّاح
02-05-2008, 11:18 AM
الأستاذ الفاضل/محمد سوالمة،،
موضوع جدير بالاهتمام والنقاش...

قد قلتَ أخي
"إن حركة حماس وبدخولها هذه المنعطفات والتشعبات والدهاليز التي لا يعرف أولها من آخرها والحاوية لمخالفات صريحة خطيرة سواء كانت عقدية أوشرعية أومنهجية أو واقعية قد حكمت على نفسها بالموت وحفرت قبرها بيديها وأسلمت عُنقها طوعاً للجزارين ووضعت قدميها اختياراً في طريق القضاء على ذاتها مهما حاولت الظهور بمظهر الخبير المحنك والسياسي المقتدر."
أتفق معكَ في هذا...
فحماس وكما يقال نزلت مبكراً عن جبل أحد!
أولم يكن الأجدر بها أن تبقى بمكانتها وسمعتها وسيطها..في ساحات الجهاد؟
أنا لا أنكر أنه بإمكان حماس أن تصنع واقعاً جديداً..ولربما يكن هذا الواقع أفضل.....
إلا أنه وكما هو معروف، أن السياسي..غير الجندي!
ففي حركة حماس مثلا، نجد الكثيرين من القادة الذي برعوا حقاً في هزّ أواسط الكيان الصهيوني بضرب صواريخهم، وعملياتهم الاستشهادية والكثير...إلا أن هؤلاء القادة..لم يستطيعوا التعامل مع الواقع على أساس سياسي...
فالسياسة لعبة! ولها قوانينها..غير أن هذه القوانين ليس دستوراً يتشبث به!
وهنا..حماس لم تفهم بالتمام معنى السياسة، فظنتها لعبة تستطيع أن تتحكم بقوانينها ...
فها هي (وعن نفسي..أثمّن ما فعلت في الآونة الأخيرة) ها هي حماسُ قد شدت انتباه العالم بأكلمه، رغم أنه لم يتحرك بعد..لقضية غزة! وقد نجحتْ..هي لها فضائيتها التي ساعدتها في نقل الكثير من الصور...ولكن..لو أتينا للواقع، نجد أن هناك الكثير من المبالغة..إلا أنني مع هذه المبالغة، كون أن الحال المستور أفظع من هذا المنشور!
-------------------------------------------------------------------------------------------------
قد ذكرتَ أيضاً:
(ومع الإجهاد والتركيز وبالغ الانتباه لا يكاد يُعرف إن كان المتحدث هو من منظمة فتح أو الجبهة الشعبية أو غيرهما من المنظمات الفلسطينية الوطنية السافلة المتنكرة للإسلام أصلاً وفرعاً )...
لا أدري أخي محمد، لم تنعتها بالسافلة؟!!!
لا شك أبدا أن فتح مثلا تنازلتْ..وأن الجبهة تقاسموها حتى أصبحت أنصافاً..رغم قلة مناصريها...
إلّا أن هذا هو الديدن الذي في النهاية -وبعد أن يهلكه دورانه في فلك السماء بين النيازك وبين الأشعة الخطيرة- سيكون ذاته الديدن..ففهي النهاية ستعترف حماس بإسرائيل ، أو أنها ستسحقُ فما يعود لها وجود..(وأراهن على هذا)
ذلك أنّ الآن، من يسمون أنفسهم القادة! ليسوا كمن مضوا...وهنا لا أحدد أحداً أبداً...فقد رحل ياسر عرفات..رحل الرجل الذي كان يقول: الوحدة الوطنية، فيطبقها الكل! رحل أسد النضال الرنتيسي الذي كان يقول : لغة السلاح هي لغتنا مع عدونا..وكلنا يد واحدة...رحل أبو علي مصطفى ..!!
وهاهي كل المنظمات الفلسطينية...على وشك الانهيار!
فالموضوع يبدأ بـ...استفتاء...هدنة...تفاوض..... ......وتستمر السلسة!

يا أخي،، بالمختصر...
من أراد وجه الله جاهد دون أن يقول أنا كذا..وكذا...أعرف من يريد وجه الله تعالى، يرفع سلاحه وهو ملثم..فيطلق رصاصه..دون أن يبالي!
وليس كما اليوم!
تعلن جــشــ أنها المسؤولة عن العملية كذا...ثم تأتي شهداء الأقصى، بل نحن من نفذها!
ثم تخرج القسام....نتبناها نحن ولوحدنا!!!
حتى أنهم في النهاية يقتتلوا عليها!
حدث معي، كنتُ قد سجلتُ في منتديات لحماس وفتح والجبهة...حتى أعرف الآراء وماشابه، وبالصدفة، قرأت موضوع الجبهة تتبنى العملية..فعلقت قائلة: يا جماعة هوا مين المسؤول عنها.؟ مرة حماس ومرة فتح ومرة الجبهة!
فما كان منهم غير أنهم أوقفوا عضويتي!!!
----------------------------------------
قد يكون هذا الكلام فيه شيئا بعيدا عن الموضوع...
ولكن...كله على بعض مترتيب، وكله يفتح ذات الأبواب !
تقديري

محمد سوالمة
02-05-2008, 08:57 PM
فرق كبير بين من يكتب ناصحا ومن يكتب قادحا وهنا نحن في معرض النصح لحماس وقد نصحنا لهم وبكل ما نستطيع لانهم في النهاية اخوة لنا نحب لهم الهداية والخير وحين ننتقد فعالهم فانما ننتقد من وجهة نظر هم انفسهم تبنوها كاحكام شرعية ونادى بها قادتهم كالرنتيسي رحمة الله
اما عن منتدياتهم فحدث ولا حرج فقد حصل معي نفس الامر وحين رددت على كاتب مقالة بمقالة له نفسه كتبها قبل سنه من الاولى ووضعت له الرابط كانت النتيجة ايقاف عضويتي
من هذا نفهم انهم اصبحوا لا يتقبلوا النصيحة فاما ان تماشى مع اخطائهم او لتذهب لمنتدى اخر لا مكان لك بينهم
اسال الله الهداية لكل مسلم حريص على دينه غيور على امته
شكرا لمروركم

محمد سوالمة
02-05-2008, 09:18 PM
السير في طريق الوهم .. إلى متى ؟



بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي






منذ انطلاقة ما يسمّى زوراً و بهتاناً بالعملية السلمية و نحن نعايش نفس اللعبة ، الصهاينة يخادعون المفاوض الفلسطيني ، و المفاوض الفلسطيني يجد نفسه مرغماً على اعتبار ما يقدّمه الجانب الصهيوني للشعب الفلسطيني إنجازاً سياسياً رغم يقينه أنه لا يعدو الخداع بعينه .

في بداية الأمر كان المفاوض الفلسطيني يظن أنه قادر على أن يحقّق شيئاً يمكن أن يسمّيه إنجازاً سياسياً مقنعاً للشعب الفلسطيني ، أي أن المفاوض الفلسطيني في البداية قد وقع فعلاً في شرك الخداع الصهيوني ، و لا أشك أنه كان وقتها واثقاً و مطمئناً إلى سلامة المسيرة التي اعتمدها لبلوغ أهدافه المتواضعة التي اعتبرها أهدافاً وطنية ، و أن تحقيقها كافٍ لإنهاء الصراع مع العدو الصهيوني ، و انطلاقاً من هذا الفهم الخاطئ لطبيعة الصراع و لحقيقة نوايا العدو الصهيوني قامت السلطة عام 1996م بضرب الحركة الإسلامية لشلّ المقاومة و إجهاض الانتفاضة ، و لكن مع مرور الأيام وجدت السلطة نفسها تدور في حلقة مفرغة ، و بدأ المفاوض الفلسطيني يشعر أنه يسير في نفق مسدود ، و لكنه للأسف الشديد لم يعد قادراً على الإقرار بالحقيقة أو الخروج من النفق ، و من هنا بدأ المفاوض مرحلة جديدة انتقل فيها من مخدوع يفتقر إلى الحقيقة إلى عالم بالحقيقة و لكنه لا يستطيع أن يبوح بها ، بل وجد نفسه مضطراً لتسويق الخداع الصهيوني على الشعب الفلسطيني ، لأن هناك مشكلة حقيقية تكمن في أن العديد من عناصر السلطة أصبحوا أمام خيارين إما أن يغضّوا الطرف و يبيعوا الوهم أو يفقدوا كلّ المكتسبات على الصعيد الشخصي مغامرين بمستقبلهم السياسي ، و لم يكن هذا الهروب من المصير المحتوم من قبل هذه العناصر إلا هروباً مؤقتاً ، و لكن هذا الحال الذي بلغه المفاوض الفلسطيني بات مؤرّقاً للكل الفلسطيني الذي أصبح مطلوباً منه أن يراعي هذا الوضع الخطير خشية الوقوع في فتنة داخلية .

و انطلاقاً من هذا الواقع بات المفاوض الفلسطيني مضطراً لتسويق الوهم على الشعب الفلسطيني خاصة في مواطن المفاصلة السياسية حيث الخشية على المستقبل ، فرغم ما ارتكب العدو من جرائم بحق الشعب الفلسطيني من قتل و تخريب و تدمير للحياة إلا أن المفاوض الفلسطيني يجد نفسه مضطراً للقول إن السلام هو الخيار الوحيد ، و رغم إعلان شارون نهاية أوسلو قولاً و فعلاً إلا أن المفاوض الفلسطيني لا يزال متشبثاً بها على أنها الطريق إلى السلام ، و بالرغم من ترسّخ القناعة لدى المفاوض الفلسطيني أن طريق المفاوضات طريق عقيم إلا أنه يعتبره خياراً استراتيجياً ، و رغم أن الحديث عن السلام كان متزامناً مع فعل صهيوني على الأرض يتناقض كلياً مع السلام كبناء المغتصبات ، و مصادرة الأراضي لشق الطرق الالتفافية ، و تهويد المقدسات ، و إغلاق المؤسسات ، و هدم البيوت ، إلا أن المفاوض الفلسطيني كان مصراً على الجلوس على طاولة المفاوضات و لا ينسى أن يبشرنا بالسلام العادل و الدائم و الشامل ، و لا ينسى أيضاً عند خروجه من جولة المفاوضات أن يبشّرنا بأن الأجواء كانت إيجابية متجاهلاً هدير الجرافات الذي يقوّض مشروع الدولة الفلسطينية .

و عليه فلا غرابة أن يعبّر أحد الوزراء عن ارتياحه للقاءات واشنطن معتبراً أن اختراق الجدار الأمريكي للوصول إلى البيت الأبيض قمة الإنجاز ، فلا عبرة إذن لما سيتمخّض عنه اللقاء و لكن العبرة كلّ العبرة في الاستقبال الدافئ في البيت الأبيض ، مع أن الحكومة الجديدة لا تجهل أن أكثر من استقبل في البيت الأبيض هو الرئيس عرفات المحاصر الآن بمباركة و دعم من البيت الأبيض ، و أعتقد أن الحكومة الجديدة لا تجهل أيضاً أن منتجع أو "معتقل" كامب ديفيد كان شاهداً على موقف البيت الأبيض المنحاز تماماً لصالح العدو الصهيوني ، و لقد أخبرنا قادة المفاوضات في كامب ديفيد أن الجانب الصهيوني لم يعرِض على الجانب الفلسطيني شيئاً يمكن أن يقبل به الشعب الفلسطيني ، مع أن الذي أشرف على المفاوضات من قبل البيت الأبيض كان "بيل كلينتون" الذي أبدى اهتماماً كبيراً و تعاطفاً نوعاً ما مع الجانب الفلسطيني و ليس "بوش" الذي تسيطر عليه العقلية الصهيونية لأنه يؤمن بالتوراة أكثر من إيمان "شارون" بها ، كما أن الذي كان يترأس المفاوضات من الجانب الصهيوني هو "باراك" زعيم حزب العمل أو ما يسمّى بمعسكر السلام و ليس "شارون" زعيم الليكود و معه اليمين المتطرف ، و قد قال لي قادة فلسطينيون حضروا كامب ديفيد أن الذي عرض على الجانب الفلسطيني في كامب ديفيد هو أقصى ما يمكن أن يصل إليه اليسار الصهيوني ، و يعتبر خيانة من قبل اليمين الصهيوني ، فماذا يعني التشبث بالمفاوضات كخيار استراتيجي في ظلّ هذه المعطيات البائسة ؟ هل يعني شيئاً غير القبول بالخداع و التناغم مع الوهم .

فأيّ ارتياح هذا الذي تملك زمام فؤاد هذا الوزير ، و قد ذهب الوفد الفلسطيني إلى واشنطن و على رأس سلّم أولوياته الإفراج عن المعتقلين ، و الوفد الفلسطيني يعلم جيداً أن المقصود هو الإفراج عن أولئك الذين حكم عليهم بالسجن المؤبد ، و الذين أمضوا أعواماً طويلة خلف القضبان منهم من أمضى أكثر من عشر سنوات و منهم من قفز على الخمسة عشر سنة و منهم من زاد على العشرين ، فإذا أعلن بوش موقفاً واضحاً ضد الحرية لهؤلاء الأبطال متناغماً في ذلك مع موقف "شارون" القائل بعدم الإفراج عن كلّ من على يديه دم يهودي فيقول "بوش" بكلّ صراحة : "بالتأكيد لا نريد أن نعطي القتلة بالدم البارد أن يفرَج عنهم فيمسون بالمسيرة السلمية" ، فهل يعقَل بعد هذا القول أن يكون الوفد الفلسطيني مرتاحاً و متفائلاً ؟!! و هل يمكننا أن نطمئن للصهيوني "بوش" الذي لا يرى أن اليهود الأمريكان و الروس و الأوروبيين الذين تركوا أوطانهم و اغتصبوا فلسطين و ذبحوا أبناءها في مئات المذابح أنهم قتلة ، بينما يعتبر ضحايا العدوان الصهيوني الذين يدافعون عن وطنهم و شعبهم و مقدساتهم قتلة يجب أن يبقوا خلف القضبان .

فإن قيل ألا يعتبر قول "بوش" إنجازاً عندما قال : "أنا أعتقد أن السور هو مشكلة و بحثت في ذلك مع شارون . من الصعب تطوير ثقة بين (إسرائيل) و الفلسطينيين عندما يكون هناك سور يتلوّى في الضفة الغربية" .. نقول إن هذه الصياغة لم تتجاوز صيغة العتاب اللطيف ، "فبوش" لم يطالب الصهاينة ، و لم يهدّدهم ، و لم يعِد باتخاذ إجراءات عقابية ضدهم ، كما أننا تعوّدنا على أن هذه الصيغ لا تجدي نفعاً و لا تعدو كونها ضحكاً على الذقون ، فكم من مرة انتقدت أمريكا الاستيطان فهل توقف ؟ أم أنه تمدّد ؟ و هكذا سيحدث بشأن السور ، و لقد أعلن "شارون" تشبثه بالسور بعد تصريح "بوش" و كلّي ثقة أن "بوش" سيتفهم الحاجة الصهيونية لهذا السور ، فهل نتفهم الحاجة الفلسطينية لعدم تسويق الوهم ؟!!!! .

محمد سوالمة
02-05-2008, 09:25 PM
هبوا اننا نقلنا هذا الكلام دون ذكر كاتبه ووضعناه في منتدى من منتديات حماس هل تظنون انهم كانوا يكتشفون ان من قال هذا هو احد ابرز قادتهم رحمه الله؟
لا اظن ذلك فقد فعلتها وكانت النتيجة طردي من المنتدى لاني اتهجم بهذا الكلام على الحركة فلله في خلقه شؤون

عبدالصمد حسن زيبار
03-05-2008, 01:02 PM
الأخ محمد سوالمة
أجد في مقالك الكثير من الاشياء التي ينبغي الترفع عنها
فالناقد إذا كان كلامه مجرحا لا يتقبل
هل الهدف البناء أم النقد من أجل النقد
أين هي آداب النصيحة
خصوصا ان كانت لمن لا يشك في اخلاصهم و سابقيتهم و استمرارهم بحول الله في الجهاد المقدس
هل فعلا حماس حادت عن الطريق ؟
و تستحق كل هذا التهجم ؟

فلتعد لأقوال و فتاوى العلماء حول دخول المجالس النيابية
و منها فتاوي شيخ الاسلام ابن تيمية
فلنعد لفهم الواقع وفق الرشد النبوي في معالجة الأمور

إن الأمر حينما يتعلق بالدماء يتطلب الوقوف كثيرا قبل اصدار الاحكام

و المرء محاسبا على كلماته

و الله في العون

محمد سوالمة
03-05-2008, 01:18 PM
الاخ العزيز
انا لم اتهجم على احد بل اصف واقع ما وصلت اليه حركة حماس وردي سيكون بمقاله ايضا من مقالات المرحوم الرنتيسي وقارنها بما تفعل حركة حماس اليوم لتصل الى نتيجة وهذا هو المقال
هل السلطة في ظل الاحتلال إنجاز وطني أم إنجاز للاحتلال؟



بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي




لقد بات واضحا أن المحتل حين يبسط هيمنته على بلد ما فإن أول ما يسعى إلى تحقيقه هو إيجاد سلطة محلية تدير شؤون المواطنين، فتخفف عن المحتل أعباء الإدارة، وفي نفس الوقت تحفظ للاحتلال مصالحه التي هي في واقع الأمر تتناقض تناقضا جذريا مع المصلحة الوطنية العليا للشعب الذي يرزح تحت الاحتلال، وأقل ما يمكن أن يقال في هذا الأمر أن هذه السلطة سيكون همها الأول مباركة الاحتلال، والتعاون معه ضد أبناء شعبها، لحفظ أمن الاحتلال، واستقراره، وبقائه، مقابل أن يضمن الاحتلال لتلك السلطة وجودها، والمثل الأكثر شهرة هو حكومة "فيشي" الفرنسية، وقد اتهمت حكومة "فيشي" بالخيانة من قبل الفرنسيين واعتبرت موالية للحكم النازي ضد المصلحة الوطنية، بينما قام "ديجول" بجمع كل الفرنسيين تحت مظلة "روح قومية واحدة" في مواجهة حكومة "فيشي"، في هذا المثال الواضح لا يمكننا إلا أن نقول أن السلطة التي شكلها الاحتلال النازي من الفرنسيين في فرنسا كانت إنجازا واضحا للاحتلال، فالاحتلال هو الوحيد الذي انتفع من تشكيلها، ولم تكن إنجازا وطنيا فرنسيا.



ونفس الشيء يمكن أن يقال عن الحكومة الشيشانية التي صنعتها روسيا بعد احتلالها لجمهورية الشيشان، ففي حوار خاص للرئيس الشيشاني السابق "سليم خان" مع "البيان" قال "الحكومة الحالية حكومة عميلة وضعيفة جداً لا تمثل الشعب الشيشاني، ولا يحترمها أحد، وهي غطاء لإدارة جيوش المحتلين الروس. أعضاء الحكومة أدوات طيّعة بأيدي القادة العسكريين من روسيا، يديرونهم كما تدار الدمى الجامدة في مسرح العرائس؛ ولهذا لا أتوقع لها مستقبلاً مستقراً".



وكذلك حكومة "كرازاي" التي جعلت من كلمة "كرازاي" مصطلحا سيئا شبيها بكلمة "لحد"، فكلما همت أمريكا أو العدو الصهيوني بتشجيع شخص ما ليتولى زمام الحكم في بلده أطلق عليه لقب "كرازاي"، كما يقال اليوم أن أمريكا تبحث عن "كرازاي" العراق، وأصبحت حكومة "كرازاي" تعمل وفق الرؤية الأمريكية، وتشجع الوجود الأمريكي في أفغانستان مع أننا ندرك أن أمريكا لا تعمل هناك من أجل عيون المسلمين الأفغان ولكن فقط من أجل المصلحة الأمريكية، والتي على رأسها إفساد هذا الشعب المسلم المجاهد، وسلخه عن الأخلاق والقيم الإسلامية التي نشأ عليها.



ومن هنا ندرك أن أي حكومة تقوم في ظل الاحتلال، وبإذن منه، لابد أن تستوفي الشروط التي يضعها جنرالات الاحتلال، وهذه الشروط لن تكون إلا لصالح هذا الاحتلال، ولا يمكننا أن نخدع أنفسنا فنتصور أن الاحتلال يمكن أن يقدم مصلحة عدوه على مصلحته، ولا يمكننا أن نتصور أيضا أن مصالح الاحتلال تتقاطع مع مصلحة الشعوب المقهورة المستضعفة التي تقع في قبضته، اللهم إلا إذا كان سيف المقاومة مسلطا على رقاب المحتلين عندها تكون مصلحة الاحتلال في الفرار من جحيم المقاومة، بينما تكون مصلحة الشعب الرازح تحت الاحتلال في الحصول على حريته واستقلاله وتحرير أرضه، ولكن المحتلين لا يتفاوضون إلا مع من يبرأ من المقاومة وينبذها، وعندها لن يستطيع المفاوض الأعزل من سيف المقاومة إلا الرضوخ للشروط التي يمليها الاحتلال، وهذا ما حدث في كارثة "أوسلو"، لقد قبل المفاوضون باسم منظمة التحرير الفلسطينية إقامة سلطة في ظل استمرار الاحتلال، فهل كانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تدرك عندها أن هذه السلطة لن تكون إلا إنجازا احتلاليا، ولن تكون إنجازا وطنيا فلسطينيا؟!!



كل الدلائل تشير أنها كانت تدرك ذلك، فلقد جاء في البيان الأول للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة السيد "ياسر عرفات" ما يبرهن على أن اللجنة التنفيذية كانت تؤمن أن قيام سلطة فلسطينية في ظل الاحتلال يعتبر مصلحة للاحتلال وحده، ويتناقض كليا مع المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني فقد جاء في البيان "تسعى الحركة الصهيونية والاستعمار وأداتهما إسرائيل إلى تثبيت العدوان الصهيوني على فلسطين – بإقامة كيان فلسطيني في الأراضي المحتلة بعد عدوان 5 حزيران (يونيو) – كيان يقوم على إعطاء الشرعية والديمومة لدولة إسرائيل الأمر الذي يتناقض كليا مع حق الشعب الفلسطيني في كامل وطنه فلسطين. إن مثل هذا الكيان المزيف هو في حقيقة حاله مستعمرة إسرائيلية، يصفي القضية الفلسطينية تصفية نهائية لمصلحة إسرائيل. وهو في نفس الوقت مرحلة مؤقتة تتمكن فيها الصهيونية من تفريغ الأراضي الفلسطينية المحتلة من السكان العرب تمهيدا لدمجها دمجا كاملا في الكيان الإسرائيلي. هذا بالإضافة إلى خلق إدارة عربية فلسطينية عميلة في الأرض المحتلة تستند إليها إسرائيل في التصدي للثورة الفلسطينية". (كتاب سلام الأوهام أوسلو – ما قبلها وما بعدها للكاتب الأستاذ محمد حسنين هيكل صفحة 21).



ورغم أن دافعا وطنيا كان من وراء تشكيل سلطة فلسطينية وهذا ما يميزها عن غيرها إلا أن العدو الصهيوني نجح في جر المنظمة لتشكيل السلطة التي يريد، والتي تحقق له كل ما جاء في بيان اللجنة التنفيذية، فقد اعترفت السلطة بما يسمى "دولة إسرائيل"، وشطبت بذلك حق الشعب الفلسطيني في وطنه، كما نبذت المقاومة الفلسطينية المشروعة واتهمتها بالإرهاب، ثم تصدت لرجال المقاومة واعتقلتهم، وصادرت أسلحتهم، واغتالت بعضهم.



وأما على الصعيد الداخلي فقد صبغ الفساد كل مناحي الحياة، الفساد الإداري، والمالي، والأخلاقي، والقضائي، وغير ذلك من أشكال الفساد، فعن التضخم الوظيفي والبطالة المقنعة حدث ولا حرج، وأصبح التمييز بين أبناء الشعب الواحد في الوظائف أمر يندى له الجبين، وأما نهب البعض للمال العام فقد أزكمت رائحته الأنوف، ثم توج كل ذلك بتجميد أموال المؤسسات الخيرية مما سيؤدي إلى الإضرار بعشرات الآلاف من الفقراء، والأيتام، والأرامل، كما سيؤدي إلى حرمان العشرات من العاملين في هذه المؤسسات من وظائفهم، هذا وقد نجح العدو في خلق صراعات داخلية على مراكز النفوذ داخل السلطة، أدت إلى صرف الأنظار عما يقوم به الصهاينة من إرهاب واسع ضد أبناء الشعب الفلسطيني.



كما فرض العدو الصهيوني عبر المفاوضات على السلطة التعاون الأمني تحت مظلة مكافحة الإرهاب، مما سلب الفلسطينيين أمنهم لصالح الأمن الصهيوني.



فأي إنجاز هذا الذي تحقق للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية بقيام سلطة فلسطينية في ظل الاحتلال؟!!! وإن كان هناك إنجاز فهل يقارن بما حقق الاحتلال من إنجازات استراتيجية هامة؟!!!



إذن فقد وقعت السلطة في الفخ الذي كانت تحذر منه، ولقد حاولت كسر القاعدة حتى تجعل من تشكيلها مصلحة وطنية وليست مصلحة للاحتلال، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل، ولا زالت تحاول إلا أن اليأس بدأ يتسلل إلى نفوس المخلصين من عناصرها، ومن هنا بدأت تشعر بالحرج الشديد أمام شعب بات على ثقة أن السلطة في ظل الاحتلال تعتبر إنجازا للاحتلال وليس إنجازا وطنيا حتى وإن خلصت النوايا.

فهل رحمه الله كان يتهجم على حركته حين كتب ما كتب؟
اترك الاجابة للقراء
اما عن الفتاوي التي ذكرت فسوف اخصص موضوعا منفردا لحكم المشاركة في البرلمانات مدعمة بالادلة الشرعية وبالله التوفيق

ابوديما
03-05-2008, 01:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ/ عبد الصمد ...... اكن لك الاحترام والتقدير والله يعلم ذلك .... لكن اود ان الفت انتباهك الي ان مقال الاخ / محمد السوالمة ،،، باعتقادى انا شخصيا علي سيبل النصح لا للتهجم لانه اسف جدا لما وصلت اليه حركة حماس الان في منزلقات السلطة ... لان حركة حماس حركة تتبنى فكرة المقاومة والجهاد لا نريدها ان تخوض معتركات السلطة والحكم كما كان رافض الدكتور / الرنتيسي رحمه الله
نسأل الله ان يلهمنا طريق الصواب.....

ابوديما
03-05-2008, 01:41 PM
اود ان اضيف /
بأننا ليس ضد حركة حماس بتاتا ولا ننكر تاريخها ولا نضالاتها ،، بل كلنا امل في ان يكونوا قدوة للجميع بالتزاماتها الشرعية والوطنية ونحن ننتقد لا للنقد بل للنصح لانهم اخوة لنا في الدين والوطن
ونحرص ان لا يعابوا او يهاجموا من احد ........

د. مصطفى عراقي
03-05-2008, 01:59 PM
الأخوان الكريمان الأستاذ محمد سوالمة ، والأستاذ أبا ديما

تحية طيبة زاهرة وبعد

فإن نصيحة أخينا الفاضل الأستاذ عبد الصمد - جزاه الله خير الجزاء - لا تتعلق بالرأي والفكر فلكما منهما ماشئتما ولكنه يتعلق بالأسلوب الذي لا بد ان يكون عفيفا شريفا بعيدا عن السباب والتكفير والتضليل بل بالحكمة والموعظة الحسنة حتى يؤتي النصح ثماره المرجوة
ولن يكون المنصوح هنا أشد من فرعون الذي أوصى الله عز وجل نبيه موسى وأخاه هارون قائلا:



" فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)



وما أجمل ما ختم به أخونا الأستاذ محمد سوالمه مقاله قائلا:

"اللهم اهدِ حماساً وائتِ بهم إلى طريق الصلاح والإصلاح المرضيّ عندك يا ربَّ العالمين"


فهذا هو الأسلوب الراقي في النصيحة

وجزاكم الله خير الجزاء

محمد سوالمة
03-05-2008, 02:20 PM
د.مصطفي الفاضل
اولا لم تكن المقالة تحوي لفظا واحدا فيه سباب او تكفير فالمسلم لا يكفر بذنب ومن قال لاخيه المسلم يا كافر فقد ياء يها احدهم واما مساله القول اللين فليست على اطلاقها ففي مواضع معينه مطلوب ان يقرع ويسمع كلاما غليظا حين ينصح مرة واخرى ولا يرعوي ولا ادل من ذلك قول الله تعالى "اولائك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فاعرض عنهم وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا"
وقد جاءت الايه في معرض الحديث عمن يدعون الى كتاب الله وسنه رسوله ليحكم بينهم فيصدون عنه ويريدون حكم العقل والهوى
ونحن هنا كما قال الاستاذ ابو ديما في معرض النصح لاخوة لنا فيعلم الله اننا لا نريد لهم نار جهنم بل نريد ان ننقذهم ان هم اخطاوا ونردهم الى طريق الجنة بمرضاة الله حتى لو خالفتهم الفهم فانا انصح لهم حسب ما يتبنون من احكام فان حادوا عنها انصح لهم بالرجوع لما تبنوا والله من وراء القصد .

د. مصطفى عراقي
03-05-2008, 02:40 PM
أخي الكريم
هل تعلم تفسير قوله تعالى : وقل لهم في أنفسهم
الذي استشهدتَ به؟

وهل تدرك أنه يتنافي تماما مع ما فعلت هنا ؟

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :
{ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا } أي: وانصحهم فيما بينك وبينهم بكلام بليغ رادع (5) لهم.
ويقول القاضي البيضاوي رحمه الله
{ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ } أي في معنى أنفسهم أو خالياً بهم فإن النصح في السر أنجع .
ودمت بكل الخير والتوفيق

محمد سوالمة
03-05-2008, 03:24 PM
وكيف لى ان اجمع حركة حماس ككيان اعتباري لاقول لها في انفسها ما ذكرت ؟
اخي الحديث هنا ليس عن اشخاص بل عن حركة والنصح يكون للجميع كحركة وليس افراد فحين تقوم الحركة مثلا بتوزيع بيان صحفي تنتقد فيها عمل ما فهل يعتبر ذلك مخالفا للنصيحة؟

د. مصطفى عراقي
03-05-2008, 03:38 PM
وكيف لى ان اجمع حركة حماس ككيان اعتباري لاقول لها في انفسها ما ذكرت ؟
اخي الحديث هنا ليس عن اشخاص بل عن حركة والنصح يكون للجميع كحركة وليس افراد فحين تقوم الحركة مثلا بتوزيع بيان صحفي تنتقد فيها عمل ما فهل يعتبر ذلك مخالفا للنصيحة؟

====

أخي الفاضل

لم أقل لك اجمعهم أو لا تجمعهم

ولكنك أنت الذي استشهدت بالآية الكريمة

فأردت ان أبين لك تفسيرها لكي يكون الاستشهاد موفقا
فإذا أردت أن تكون معنفا فإن ذلك يكون كما دلت الآية الكريمة في السر

إما إذا لم تستطع جمعهم فلم يبق إلا أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة

قال تعالى:" وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا "

وقال: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ".



وأخيرا أتركك في رعاية الله وحفظه
ورحم الله امرأ ترك الجدال ولو كان محقا

عبدالصمد حسن زيبار
05-05-2008, 10:28 PM
الأحبة الكرام
الموضوع نقل لمنتدى الفكر السياسي
فليكن حوارنا سياسيا

هذه مقالة للكاتب و المفكر ياسر الزعاترة


/


''حماس'' بين أخطائها وشراسة الهجمة عليها - بقلم ياسر الزعاترة


عندما يقع الخطأ في القرارات الكبيرة فإن التداعيات السيئة غالبا ما تكون كبيرة كذلك، ويكون حصارها بالضرورة بالغ الصعوبة.


وفي حالة حركة المقاومة الإسلامية ''حماس''، فإن الخطأ الكبير قد تمثل في قرار المشاركة في الانتخابات في ظل سلطة صنعت على عين الاحتلال ومن أجل حماية مصالحه. ثم جاء قرار تشكيل الحكومة (حكومة السلطة) ليعمق الأزمة، في حين كان بالإمكان استثمار الفوز على نحو لا تتوقعه الأطراف الأخرى بإعلان الانسحاب المشفوع بتوضيح أن المشاركة إنما جاءت بهدف التأكيد على شعبية خيار المقاومة، وأقله الخروج من مأزق الفوز المفاجئ بتشكيل حكومة تكنوقراط، أو ترك الحكومة لحركة ''فتح'' ومراقبتها من خلال المجلس التشريعي.


طوال مسيرة عامين ونيف منذ الفوز في الانتخابات، كان المشهد برمته يؤكد خطأ الطروحات التي قامت عليها فكرة المشاركة، وأهمها إمكانية الجمع بين المقاومة والسلطة، ومعها إمكانية تغيير بوصلة السلطة (سلطة أوسلو) من خدمة الاحتلال إلى خدمة برنامج التحرير، وعلى إيقاع الفشل، بل مسلسل الإفشال المبرمج، جاء الخطأ التالي، ممثلاً في الحسم العسكري الذي وقع منتصف يونيو الماضي، ومن يماري في كون ما جرى خطأ عليه أن يتذكر أن (حماس) كانت على رأس حكومة وحدة وطنية ثم بادرت إلى حشر نفسها في قفص اسمه قطاع غزة.


يتمثل أصل المشكلة في اعتقادي في استحواذ قطاع غزة على العقل السياسي لحركة ''حماس''، وتركيز قيادته النظر على واقعه الداخلي، لاسيما الصراع مع فريق محمد دحلان، وبالطبع في تجاهل لواقع القضية برمتها، ولحقيقة أنه (أي القطاع) لا يشكل سوى واحد ونصف في المئة من مساحة فلسطين، وأنه ليس أساس الصراع بحال، فضلاً عن حقيقة أنه ما يزال تحت الاحتلال، ومعه ما تبقى من فلسطين.


ثمة بعد آخر يؤكد خطأ الحسم العسكري يتمثل في تجاهل وضع الحركة في الضفة الغربية، وهي منطقة مستباحة من الاحتلال ومن عشرات الآلاف من مسلحي السلطة ''فتح'' في ظل محدودية القوة العسكرية لـ''حماس''. أليس ما يجري في الضفة من مسلسل استئصال لحماس ورجالها ومؤسساتها هو جزء من تداعيات الحسم العسكري، حتى لو كان في جوهره جزء من تطبيق المرحلة الأولى من خريطة الطريق؟


مرة أخرى نقول إننا إزاء سلطة صنعت على عين الاحتلال ومن أجل تحقيق مصلحته، ولن يتمكن أحد في ظل ميزان القوى الحالي من حرفها عن مسارها، وقد حاول عرفات ذلك فانتهى مقتولا، بينما انتهى نواب ''حماس'' في السجون ومعهم جحافل من إخوانهم الآخرين فضلاً عن المؤسسات.


ماذا عن حل المعضلة بالحوار مع قيادة السلطة رغم ذلك كله؟


من الواضح أن محمود عباس لا يريد استعادة قطاع غزة من دون الموافقة على انتخابات مبكرة وفق القانون الجديد (القائمة النسبية) الذي يتيح له الفوز بالغالبية حتى لو حصلت (حماس) على ذات النسبة التي حصلت عليها في المرة الماضية (44 في المئة)، وهو ما أكده الموقف من المبادرة اليمنية.


إنه لا يريد الحوار الذي يستعيد الوحدة والشراكة مع ''حماس'' لأنه لا يريد رقيباً على مفاوضاته مع الإسرائيليين، كما أنه يعلم أن تطبيق البند الأول من خريطة الطريق لا يمكن أن يمر لو تمت المصالحة، كما يريد، وهو الأهم، استعادة الغالبية من ''حماس''، ما يعني أنه يراوح بين مسارين كلاهما لا يحتمل المصالحة، الأول اتفاق كامل يفاجئ به الجميع كما فعل في أوسلو، وأقله ''اتفاق إطار'' يؤجل مفاوضات الوضع النهائي، وهو لن يختلف كثيراً عن تطبيق المرحلة الأولى من خريطة الطريق التي ستفضي إلى تنفيذ المرحلة الثانية، وهي الدولة المؤقتة على قطاع غزة وما يتركه الجدار من الضفة الغربية.


من المؤكد أن معركة المعبر كانت مهمة بالنسبة لحماس، وقبلها وبعدها سلسلة الاغتيالات لأبطالها إلى جانب مواجهتهم البطولية للاجتياحات الإسرائيلية، إذ استعادت بريقها في الشارع العربي والإسلامي، بينما ساهمت في فضح مجموعة عباس وخياراتها، وبخاصة سلام فياض الذي أبدى جرأة غير مسبوقة على الأعراف والقيم السياسية في الساحة الفلسطينية.


جاء الموقف من زيارة كارتر وحكاية الموافقة على الاستفتاء على الاتفاق الذي يمكن أن يتوصل إليه عباس مع الإسرائيليين، وبعد ذلك حكاية التهدئة لتؤكد أزمة الحركة ودورانها حول واقع قطاع غزة والحصار الذي يتعرض له، وإلا فكيف تقبل فكرة الاستفتاء على فلسطين، لاسيما أن المقصود هم فلسطينيو الأراضي المحتلة عام ،''1967 وإن أكدت الحركة على شموله (أي الاستفتاء) لجميع الفلسطينيين في الداخل والخارج مع رفضها الاعتراف بإسرائيل.


أياً يكن الأمر، فحماس من أهم حركات التحرر في التاريخ الحديث، لاسيما في المحيط العربي والإسلامي، وقد قدمت في مسيرتها طوال عشرين عاماً من التضحيات والنماذج الرائعة ما يمكّنها من تجاوز العقبات التي تقف في طريقها، وإذا كان العدو شرساً وميزان القوى مختلاً على نحو سافر لصالحه، فإن منحنى الصراع لا يسير وفق هواه، كما لا يسير في اتجاه الحلول الجزئية والمشوّهة التي تمثلها وتتبناها قيادة السلطة الحالية، ما يعني أن مسار الأحداث سيمضي في اتجاه العودة إلى خيار المقاومة، وهو الخيار الذي أبدعت فيه حماس، وستبدع فيه من جديد عبر مدد الشبان المدججين بإرادة الإيمان الذين ما يزالون يقبلون عليها كل يوم.

نجاة محمد
07-05-2008, 06:31 AM
حماس في فخ الاستدراج من جديد ... ياسر الزعاترة
التاريخ: 2008-04-24 11:03:17

منذ البداية لم يكن مريحاً ذلك الترحيب المبالغ فيه من طرف حماس بزيارة الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر ، أولاً لأننا لا نتحدث عن فتح دبلوماسي يستحق الاحتفال بلقاء رجل ترك السلطة منذ سنوات بعيدة ، وثانياً لأن التجربة ما زالت تؤكد أن أكثر ألاعيب الاستدراج في السياسة إنما تأتي في الغالب من أناس خارج السلطة يتقمصون دو الوسطاء ، أو من سياسيين وباحثين وكتاب وبرلمانيين يعملون لحساب دوائر بحثية وغير بحثية ذات صلات بالصهاينة أو بمراكز صنع القرار في الغرب (لماذا أصرّ على مقابلة عدة قيادات في أماكن مختلفة؟.


هذا ما تقوله تجربة حركة فتح والفصائل الفلسطينية ، وسائر الحركات الثورية ، وكذلك الحركات الإسلامية التي كانت تطالب بتقديم تنازلات مجانية ، فتبدأ بشلح ثوابتها واحداً إثر الآخر من دون أن يتقدم الطرف الآخر خطوة نحوها. لعل السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: هل كانت حماس هي المعطّل لعملية التسوية عندما وصلت الجدار المسدود في كامب ديفيد ، أم أن العرض الذي قدّم للفلسطينيين كان من الهزال بحيث كان من الصعب تمريره؟ الآن ، هل عرض الإسرائيليون على محمود عباس ما يحفظ ماء الوجه ثم وقفت حماس في طريقه ، ولماذا يراد الحصول على ختم الحركة على اتفاق لم تكشف ملامحه بعد؟، لقد بدأت معضلة حماس من لحظة دخول الانتخابات تحت سقف أوسلو الذي لم ينتج سوى سلطة تابعة للاحتلال مصممة لخدمة مصالحه ، ثم تفاقمت أكثر بعد الحسم العسكري. في البداية قبلت الحركة ما يعرف بوثيقة الوفاق الوطني رغم مخالفتها لبرنامجها وخطابها من أجل حكومة الوحدة الوطنية ، فكان أن بقيت الوثيقة وذهبت الحكومة ، واليوم لن يتجاوز هذا الخطاب الذي نسمعه لعبة التنازلات المجانية ، ومن يعتقد أن الأطراف المعنية ستتنازل عن هدفها المتمثل في إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل انتخابات مطلع 2006 إنما يغرق نفسه في الوهم.

لقد حشرت حماس نفسها في قطاع غزة ، وصار فك الحصار هو الهدف الذي تدور السياسة من حوله ، مع أن الجميع يدرك أن القطاع ليس هو أسّ الصراع ، وهو لا يشكل سوى واحد ونصف في المئة من فلسطين ، ولا تسأل قبل ذلك وبعده عما نالها من مصائب في الضفة الغربية. كيف تقبل حماس بفكرة الاستفتاء على اتفاق لم تكشف تفاصيله ، وماذا لو قرروا عرضه على فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 67 دون سواهم؟ ثم ماذا لوكانت النتيجة هي الموافقة في حال كان الاتفاق على شاكلة أوسلو غامضاً يقبل التأويل فيما يتعلق بقضايا الوضع النهائي ، بينما يكرس الدولة المؤقتة قبل ذلك؟، عندها على حماس أن تقبل بمقدمات خريطة الطريق وعلى رأسها وقف المقاومة ، وبعد ذلك تذهب لانتخابات نتيجتها معروفة ، لأن نظام القائمة النسبية في ظل مقاطعة الجهاد ل يمنحها أكثر مما منحها في المرة السابقة 44( في المئة) ، هذا إذا لم يلجأ القوم إلى بعض التزوير ، والنتيجة هي عودة القطاع إلى سلطة أوسلو ، ولكن بعد خسارة الكثير.


أليس من الأفضل في ضوء ذلك أن يعود القطاع إلى السلطة البائسة بطريقة مختلفة ، في ظل التمسك بالثوابت الأساسية؟ نعلم أن عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني هو بند مهم ما زالت تصر عليه حماس ، ولكن ما قيمة ذلك بعد الاستفتاء في حال نجح ، وهو سينجح بتوفر الغطاء العربي والفتحاوي ، وفي ظل "غموض بناء" محتمل،،


أتمنى أن يعيد أحبتنا النظر في هذا المسار ، وألا يواصلوا تجريب المجرّب. ويبقى أن نكرر ما قلناه من قبل حول السقوط المؤكد للاتفاق القادم في حال مرّ بطريقة ما ، حتى لو تطلب إسقاطه مزيداً من التضحية والمعاناة ، فجبهة المقاومة والممانعة برصيدها الشعبي الكبير في وضع أفضل من أعدائها ، ومن ضمنها حماس التي لن تغادر هذا المربع ، حتى لو اضطرتها الظروف ، وربما الأخطاء إلى شيء من التراجع هنا أو هناك.

http://www.qudsnet.com/arabic/news.php?maa=PrintMe&id=69422

بدون تعليق

أحمد عيسى
07-05-2008, 07:17 AM
ما شاء الله ...
وتستغربون على حماس طلبها للهدنة ...
هل هذا أصبح حال المفكرين العرب منذ 24/1/2006 الى اليوم
لا زلنا منذ أكثر من سنتين نهاجم حماس لدخولها التشريعي رغم أننا نرى السابقة الأولى في الوطن العربي التي تنتخب فيها حكومة اسلامية تدعم مقاومة المحتل وتحض على تطبيق الشريعة وتطبق قول الله تعالى " وأمرهم شورى بينهم "
بعد سنتين ونصف من الحصار والتجويع لا زال حال المثقفين العرب بين قوسين على حاله
نفس الهجوم اللاذع والانتقاد المبطن بنوايا يعلم الله بها ، والهدف " نقد حماس "
بدلاً من توجيه الدعم ومقومات الصمود الى الشعب الذي يحاصر منذ سنتين حصاراً خانقاً طال كل مناحي الحياة لا زلنا في طور توجيه اللوم
غزة الان يا سادة :
- المياه تصل العائلات والبيوت مرة واحدة أسبوعياً بسبب نقص الوقود اللازم لعمليات الضخ
- الكهرباء مقطوعة عن أكثر من 40% من القطاع واذا توقف وقود المحطة فان الكهرباء ستنقطع عن غزة بالكامل
- غاز الطبخ يدخل بكمية لا تكفي 1% من احتياجات القطاع والناس على بوابات محطات التعبئة يجلسون بالأيام .. أقول بالأيام وليس بالساعات فقط للحصول على جرة غاز طظبخ
- لا وقود للمواتير الزراعية ولضخ مياه الزراعة .. النتيجة غلاء فاحش في الخضار والفواكه بحيث أصبح سعر كيلو البندورة " الطماطم " ما يعادل 6 شيكل أي 2 دولار ...
- لا سولار أو بنزين لسيارات الأجرة أو الباصات أو سيارات النقل العام أو سيارات الملاكي ..
أصبح المواطن ينتظر بالساعات يومياً فقط ليستطيع الذهاب الى عمله أو أخذ ابنه للمستشفى ...
وبما تبقى لديهم من سولار يقوم افراد الشرطة مشكورين بنقل الناس في سيارات الشرطة ...
وجدير بالذكر أن أصحاب كارات الحمير أصبحوا هم المستفيدين من الأزمة ....وأصبحت عربة الكارو هي الحل ...
- 60% من السلع ارتفع سعرها الى الضعف ، وبعضها الى عدة أضعاف بسبب نفاذ مخزون القطاع منها ، بالاضافة الى نفاذ السلع الكمالية تماماً ، فالحصول على اصبع واحد من الشيكولاتة المستورة مثلاً هو ضرب من المستحيل ..
الأرز والسكر والطحين والسلع الأساسية ارتفع سعرها مرتين .. مرة بسبب الارتفاع العالمي ومرة بسبب الحصار وقلة المخزون منها ...
- أكثر من 30% من موظفي القطاع العام والشرطة في السلطة قبل الحسم انقطعت رواتبهم بسبب انتماءهم لحماس أو موالاتهم لحماس أو وجود أخ أو قريب أو صديق لهم ينتمي الى حماس ..
أصبح المواطن يخشى قول رأيه حتى لا تقوم سلطة عباس بقطع راتبه ... والنتيجة ...خوف وتوتر وترقب لدى المواطنين خوفاً على لقمة العيش التي قد تنقطع في أي لحظة ...
- المستشفيات لا تستطيع العمل اذا توقفت الكهرباء ، نقص حاد في الدواء ، انهيار في الحالة الصحية لم نرى له مثيلاً من قبل
- طائرات العدو تستبيح أرضنا وتغتال من تشاء وقتما تشاء والحدود مغلقة ولا يوجد منفذ واحد خارج حدود غزة ...
يا أخي محمد سوالمة مقالك مرفوض جملة وتفصيلا ..
مصر تحاصرنا
الاردن تحاصرنا
الدول العربية الصامتة تحاصرنا
وتأتون أنتم من خلف كراسيكم الحريرية لكي تسبوا حماس
كفى بالله عليكم كفى
والله لولا حماس لما بقيت كرامة لنا ولا بقيت هوية
رغم كل ما ذكرته لك الا أن المواطن يشعر بالفخر أن له حكومة تبارك أي عملية استشهادية
يشعر بالفخر حين يرى جندياً على ناصية الطريق يحمل مصحفاً
وهل تظن أن اسرائيل ستقبل أي هدنة مع حماس
هي مجرد محاولة لاقناع العالم أن المشكلة ليست من حماس
اذا كانت مصر الدولة الشقيقة تقاطع حماس
اذا كانت الاردن الدولة الشقيقة تقاطع حماس وتدبر لها كل يوم قصة جديدة بدءاً بقضية الأسلحة ولا نعلم انتهاء بماذا ارضاء لعمالة ملكهم الزائل لاسرائيل
الفرق يا سيدي بين هدنة حماس وهدنة فتح
أن فتح حين تبدأ هدنتها : تبدأ بضرب المجاهدين واجتثاث قوى المقاومة واستئصال بنيتهم التحتية وتجفيف منابعهم وهو ما يحدث الان في الضفة ...
أما هدنة حماس : فهي التقاط للأنفاس ، وتخفيف عن الشعب ، واستعداد لجولة قادمة
وأنت تعرف يا كاتب الموضوع أن حماس في اخر هدنة غير معلنة قد جندت كل جنودها وعتادها للعمل بالخفاء وتطوير القدرة العسكرية وبالذات صواريخ القسام والتغلب على مشكلتين " مدة التخزين " و " مدى الصاروخ " وقد استطاعت التغلب على واحدة وبقيت الثانية ويومها صنعت مئات الصواريخ أو قل الاف ..
صاروخ القسام هذا وحده رغم بدائيته الا أنه يستحق أن يوضح في كل متحف حربي عربي لزروه الناس من مختلف الأقطار
فمن المواسير والحديد الفارغ وبلا اي امكانيات تستطيع غزة أن تصنع صواريخ تعبر المكان الى العدو
فلتسمع الكويت ومصر وكل دولة عربية تنفق المليارات لشراء الأسلحة الأمريكية لتخزينها حتى تصدأ ثم التخلص منها وشراء المزيد والمزيد بمال المواطن العربي المسلم الذي يجب عليه الجهاد في فلسطين لتحرير المقدسات الاسلامية ، ليست الفلسطينية ... الاسلامية
الكلام يطول ومقالك استفزني وأرجو أن تصحح مفاهيمك الخاطئة وأن تأتي من حيث أنت لترى شوارع غزة ...

صفاء حجازي
07-05-2008, 09:09 AM
ما شاء الله ...
وتستغربون على حماس طلبها للهدنة ...
هل هذا أصبح حال المفكرين العرب منذ 24/1/2006 الى اليوم
لا زلنا منذ أكثر من سنتين نهاجم حماس لدخولها التشريعي رغم أننا نرى السابقة الأولى في الوطن العربي التي تنتخب فيها حكومة اسلامية تدعم مقاومة المحتل وتحض على تطبيق الشريعة وتطبق قول الله تعالى " وأمرهم شورى بينهم "
بعد سنتين ونصف من الحصار والتجويع لا زال حال المثقفين العرب بين قوسين على حاله
نفس الهجوم اللاذع والانتقاد المبطن بنوايا يعلم الله بها ، والهدف " نقد حماس "
بدلاً من توجيه الدعم ومقومات الصمود الى الشعب الذي يحاصر منذ سنتين حصاراً خانقاً طال كل مناحي الحياة لا زلنا في طور توجيه اللوم
غزة الان يا سادة :
- المياه تصل العائلات والبيوت مرة واحدة أسبوعياً بسبب نقص الوقود اللازم لعمليات الضخ
- الكهرباء مقطوعة عن أكثر من 40% من القطاع واذا توقف وقود المحطة فان الكهرباء ستنقطع عن غزة بالكامل
- غاز الطبخ يدخل بكمية لا تكفي 1% من احتياجات القطاع والناس على بوابات محطات التعبئة يجلسون بالأيام .. أقول بالأيام وليس بالساعات فقط للحصول على جرة غاز طظبخ
- لا وقود للمواتير الزراعية ولضخ مياه الزراعة .. النتيجة غلاء فاحش في الخضار والفواكه بحيث أصبح سعر كيلو البندورة " الطماطم " ما يعادل 6 شيكل أي 2 دولار ...
- لا سولار أو بنزين لسيارات الأجرة أو الباصات أو سيارات النقل العام أو سيارات الملاكي ..
أصبح المواطن ينتظر بالساعات يومياً فقط ليستطيع الذهاب الى عمله أو أخذ ابنه للمستشفى ...
وبما تبقى لديهم من سولار يقوم افراد الشرطة مشكورين بنقل الناس في سيارات الشرطة ...
وجدير بالذكر أن أصحاب كارات الحمير أصبحوا هم المستفيدين من الأزمة ....وأصبحت عربة الكارو هي الحل ...
- 60% من السلع ارتفع سعرها الى الضعف ، وبعضها الى عدة أضعاف بسبب نفاذ مخزون القطاع منها ، بالاضافة الى نفاذ السلع الكمالية تماماً ، فالحصول على اصبع واحد من الشيكولاتة المستورة مثلاً هو ضرب من المستحيل ..
الأرز والسكر والطحين والسلع الأساسية ارتفع سعرها مرتين .. مرة بسبب الارتفاع العالمي ومرة بسبب الحصار وقلة المخزون منها ...
- أكثر من 30% من موظفي القطاع العام والشرطة في السلطة قبل الحسم انقطعت رواتبهم بسبب انتماءهم لحماس أو موالاتهم لحماس أو وجود أخ أو قريب أو صديق لهم ينتمي الى حماس ..
أصبح المواطن يخشى قول رأيه حتى لا تقوم سلطة عباس بقطع راتبه ... والنتيجة ...خوف وتوتر وترقب لدى المواطنين خوفاً على لقمة العيش التي قد تنقطع في أي لحظة ...
- المستشفيات لا تستطيع العمل اذا توقفت الكهرباء ، نقص حاد في الدواء ، انهيار في الحالة الصحية لم نرى له مثيلاً من قبل
- طائرات العدو تستبيح أرضنا وتغتال من تشاء وقتما تشاء والحدود مغلقة ولا يوجد منفذ واحد خارج حدود غزة ...
يا أخي محمد سوالمة مقالك مرفوض جملة وتفصيلا ..
مصر تحاصرنا
الاردن تحاصرنا
الدول العربية الصامتة تحاصرنا
وتأتون أنتم من خلف كراسيكم الحريرية لكي تسبوا حماس
كفى بالله عليكم كفى
والله لولا حماس لما بقيت كرامة لنا ولا بقيت هوية
رغم كل ما ذكرته لك الا أن المواطن يشعر بالفخر أن له حكومة تبارك أي عملية استشهادية
يشعر بالفخر حين يرى جندياً على ناصية الطريق يحمل مصحفاً
وهل تظن أن اسرائيل ستقبل أي هدنة مع حماس
هي مجرد محاولة لاقناع العالم أن المشكلة ليست من حماس
اذا كانت مصر الدولة الشقيقة تقاطع حماس
اذا كانت الاردن الدولة الشقيقة تقاطع حماس وتدبر لها كل يوم قصة جديدة بدءاً بقضية الأسلحة ولا نعلم انتهاء بماذا ارضاء لعمالة ملكهم الزائل لاسرائيل
الفرق يا سيدي بين هدنة حماس وهدنة فتح
أن فتح حين تبدأ هدنتها : تبدأ بضرب المجاهدين واجتثاث قوى المقاومة واستئصال بنيتهم التحتية وتجفيف منابعهم وهو ما يحدث الان في الضفة ...
أما هدنة حماس : فهي التقاط للأنفاس ، وتخفيف عن الشعب ، واستعداد لجولة قادمة
وأنت تعرف يا كاتب الموضوع أن حماس في اخر هدنة غير معلنة قد جندت كل جنودها وعتادها للعمل بالخفاء وتطوير القدرة العسكرية وبالذات صواريخ القسام والتغلب على مشكلتين " مدة التخزين " و " مدى الصاروخ " وقد استطاعت التغلب على واحدة وبقيت الثانية ويومها صنعت مئات الصواريخ أو قل الاف ..
صاروخ القسام هذا وحده رغم بدائيته الا أنه يستحق أن يوضح في كل متحف حربي عربي لزروه الناس من مختلف الأقطار
فمن المواسير والحديد الفارغ وبلا اي امكانيات تستطيع غزة أن تصنع صواريخ تعبر المكان الى العدو
فلتسمع الكويت ومصر وكل دولة عربية تنفق المليارات لشراء الأسلحة الأمريكية لتخزينها حتى تصدأ ثم التخلص منها وشراء المزيد والمزيد بمال المواطن العربي المسلم الذي يجب عليه الجهاد في فلسطين لتحرير المقدسات الاسلامية ، ليست الفلسطينية ... الاسلامية
الكلام يطول ومقالك استفزني وأرجو أن تصحح مفاهيمك الخاطئة وأن تأتي من حيث أنت لترى شوارع غزة ...


أخي الفاضل أحمد عيسى
كنت أنوي الرد على صاحب المقال
ولكنك ((كفيت ووفيت))
فأحييك تحية أخوية
وأضع إمضائي على ردك وأمضي على استحياء من ((القدس الغالية))
وصدقني
النصر لأنصار الله بإذنه تعالى
مهما تقولوا عليهم

محمد سوالمة
07-05-2008, 07:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم احمد والاخت الفاضلة صفاء:
حين نصف واقع موجود ونراه بعيوننا نكون اما كاذبين او منافقين ان نحن زيفنا الواقع فالواقع نراه كما هو وليس كما نريد وبعد ان نفهم الواقع ونتفق عليه نرى ما هو حكم الشرع في هذا الواقع بغض النظر عن اهوائنا وعما نحب وعما نكره ثم بعد ذلك نرى مدى انطباق الدليل على هذا الواقع .
فوصف الواقع لا يعتبر هجوما على جهة ما ولا دفاعا عنها بل هو تصوير للواقع كما هو وارى انكما لم تدرسا المقال ولا حتى كاتبه الا من العنوان فمن يريد الرد على مقالة عليه ان يرد بما ورد فيها ويبطل الوقائع المذكورة مشفوعة بالدليل الشرعي لاننا كمسلمين الاصل في اعمالنا التقيد بالحكم الشرعي فليست فتح هي قدوتنا لنفعل احسن مما فعلت او مثله بل قدوتنا في ديننا ورسولنا صلى الله عليه وسلم
اما قولك يا أخي محمد سوالمة مقالك مرفوض جملة وتفصيلا ..
مصر تحاصرنا
الاردن تحاصرنا
الدول العربية الصامتة تحاصرنا
وتأتون أنتم من خلف كراسيكم الحريرية لكي تسبوا حماس
فقد افترضت اني اجلس على كرسي من كراسي السلاطين او لا اعرف اي كرسي قصدت ولم تكلف نفسك بالنظر الى مكان سكناي الموجود مع البروفيل اي انني اتكلم من قلب الحدث وارى واسمع ما يدور كما رايت وسمعت ما رددت به على مقالة انصح فيها الاخوة في حماس بنفض ايديهم من هذه السلطة العميلة وهذه الانظمة العفنة التي لم تجلب لنا الا الخراب والدمار وكما قلت انت تشارك في حصارنا فهل سالت نفسك اخي لماذا تفتح مصر بواباتها للمفاوضين في حين تغلقها لرغيف الخبز وانبوب الغاز الذي تعطي يهود منه مجانا ؟
هل هذا النظام هو احسن حالا من باقي الانظمة التي تحاصرنا ؟
لماذا حين ننصح وننتقد فعلا تقوم به حماس كجزء لا يتجزء من سلطة اوسلو يبدو الامر وكانننا اعداء لها ؟
اليست السلطة بشقيها هي نتاج اوسلو المرفوض ؟
اليست السلطة في ظل الاحتلال مكسب للاحتلال ؟
فلماذا نكيل بمكيالين ونعتبر السلطة في غزة غير السلطة في الضفة مع العلم ان شلطة غزة لا تنفي ان عباس راس السلطة الفاسدة هو الرئيس الشرعي ونسمع هذا على فضائية الاقصى ليل نهار ؟
الم تقرا مقاله المرحوم الرنتيسي التي بعد المقالة الاولى ام انك اخذت العنوان وبدات تكيل الاتهامات لكاتب المقال .؟
هدانا واياكم للصواب والحق فكما قال حكيم ليس المهم ان نعرف من منا على صواب ولكن المهم ان نهتدي الى الصواب وقبل ان اختم ردي اقول ردا على جملتك الاخيرة (الكلام يطول ومقالك استفزني وأرجو أن تصحح مفاهيمك الخاطئة وأن تأتي من حيث أنت لترى شوارع غزة ...) فاقول لك ان مفاهيمي التي تريد ان اصححها هي مفاهيم الاسلام وحين احكم على واقع احكم عليه من خلال الحكم الشرعي فاي هدنة تتحدث عنها التي تختلف عن هدنة فتح فالعبرة بالعمل ان يوافق الحكم الشرعي بغض النظر عن الهوى فالغاية في ديننا لا تبرر الوسيلة الا ان كنت تعتبر الغاية تبرر الوسيلة حكما شرعيا .وثانيا اكرر ان كنت تريدني ان اتي من حيث انا الى شوارع غزة اقول لك ان رفح لا تختلف عن غزة لارى شوارعها فاحكم بالشاهد على الغائب فكل قطاع غزة يختنق تحت الحصار ولا امل في هذه الانظمة التي نشيد بجهودها فهي لم توجد الا لحماية كيان يهود ولا يعول عليها ان تاتي بخير للمسلمين وان خلاصنا مما نحن فيه لن يتم الا بتسيير الجيوش لتقتلع كيان يهود من جذوره لتلفي بهم في مزابل التاريخ اما المفاوضات والهدن والتهدئة فلن نجني منها الا ما جناه من قبلنا حين فاوضوا واستفتوا ونسوا قول الله تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) هدانا واياكم الى طريق الرشد والحق واسال الله تعالى ان يكون اليوم الذي تزحف فيه جيوش المسلمين فاتحين لتخلص اهل فلسطين وغيرهم من بلاد المسلمين يوما قريبا اتيا انه على ذلك قدير وبالاجابة جدير .

محمد سوالمة
07-05-2008, 08:04 PM
اخي احمد نسيت ان اذكر لك ان ياسر الزعاتره التي نقلت مقاله الاخت نجاة محمد ان كنت لا تعرفه هو من دافع بداية عن دخول حماس للتشريعي في المقاله التي قبلها والا ن اصبح له نظرة اخرى مع انه من الاخوان المسلمين فهل رؤيته للواقع ونصحه لحركة هي امتداد لحركته يسمى تهجما او هجوما على الحركة ؟
ولك مني هدية اخرى لعلها تضع لك النقاط على الحروف هي هذا الرابط :http://www.palestine-info.net/arabic/palestoday/readers/articles/rantese/index.htm

واعجبني هذا الموقع لعله يعجبك
http://naqed.info/