تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : افكار ترابية



ماريا يوسف النجار
16-04-2006, 10:33 AM
وقعت تحت يدي ذات يوم عن طريق الصدفة... فاردت منه نشرها لكن قال بانها مجرد افكار ترابية..
فعزمت على نشرها..
انها ل جوتيار تمر
لعلكم تعرفتم عليه هنا في الواحة....


الطين
كان الطين دميته في صباه
حين حرمته الأقدار من سواها
كان يعود كل مساء وقد..
غطى جبينه التراب
وتوسخت بالطين يداه..
فتلوم ألام وتندب لساعات حظها

عندما تكون الطين مادة لأي نص ادبي فانه يأخذ طابعا اخرا قال عنه ذات يوم الكاتب نفسه بان الجميع يهاب النصوص الترابية والتي في ظنهم انها تقلل القيمة الفنية للنص اعلم بانه لم يكن يقصد بالضبط استخدام الطين التراب كمادة للنص لكن اظنه كان يقصد النصوص المباشرة المأخوذة من الواقع وبلغة سلسلة سهلة ...المهم هذا النص هو اخر ما وصلني منه وأظن بأنه ليس بجديد لأني أرى بان الأسلوب المتبع فيه هو ما كان يتبعه قبل سنوات.
لو حاولت ان اجاري نسق افكاره هنا فانني ابدا ساقع تحت تأثير ما كنت اتلقيه عنه عندما كان يكتب ملاحظاته القيمة عن نصوص كنت اكتبها لنفسي بل بين نفسي ونفسي وبمشاركته هو..المهم ان مجرد التمعن بالنص يلاحظ القارئ بانه ابتدأ كعادته باظهار احد اشكال المعاناة سواء اكانت هذه المعاناة ذاتية ام شاملة لمحيطه...فالصبي هذا ليس بغريب عنا نحن جميعا ممن عشنا مثل هذا الواقع حيث قد لايختلف اثنان على ان الاطفال في مرحلة ما من مراحل عمرهم يداعبون الطين ويصنعون منه العاب وو..لكن ما جعلني اقف هنا هو لماذا الاقدار هي التي حرمتهم ..؟ ولماذا نجد دائما بانه يلقي اللوم على الاقدار قبل كل شيء اخر...؟ هذا السؤال مازلت ابحث عن اجابة مرضية عنه دون ان افلح...؟
في هذا المشهد المثير صبي يلعب بالطين نهاية كل يوم لعب في شرقنا توجد مادة اخرى الا وهي مادة التوبيخ المرافقة لكل يوم لعب طبعا العودة الى البيت حيث الام تنتظر لتقول حصتها اليومية..فهي برغم تعبها من الاعمال المنزلية الغير منتهية تجد بان صبيها هذا لايرحمها فيزيد عملها بتوسيخ ملابسه ونفسه..وهو مشهد يحسب له لا عليه لانه يذكرنا بايام طفولتنا.

وذات يوم كعادته...
عاد في المساء.....

انه المساء ككل مساء اقصد هنا الحصة المسائية التي يمكن ان يكون الصبي قد حفظها عن ظهر قلب لكنها ضرورية على الأقل للام التي تجد بعد ذلك أنها قامت بتربية الصبي على أكمل وجه.

نظرت إليه ألام فزعة
صاحت وناحت..وهي
تندب حظها من جديد
ألتم الأهل حولها،
وبلفهة المفزوع ماذا بك أماه..؟
ردت بدموع تنهمر كمطر اذار
أخوكم عليل..أصابته عين حسود

لكن ماذا حدث هذه المرة الام في حصتها المسائية هذه لاتردد نفس الكلمات السابقة..انها تتفق مع الايام السابقة بالندب..ندب حظها..لانها لا ترتاح أبدا..لكنها هذه المرة فزعة خائفة من شيء ما وهذا الشيء قد يكون غريبا بالنسبة لنا ولها..الصبي عاد..لكنه غير متسخ..انها اكيد عين حسود اصابته..اليس هذا ما كان يردده اباؤنا عندما كنا نصاب بمرض او بكسر او حتى رض بسيط..انه يعيدنا الى الايام الخوالي التي علينا ان نظل نتذكرها لنعرف ماذا علينا القيام به الان وغدا...ولا اعلم كيف يمكن ان ننظر الى قيمة هذه الكلمات خاصة اني اجد فيها انفعالا باطنا منه وكانه يتمنى ان تعود او ان يعيشها الاطفال في وقتنا هذا...وبالطبع هذه العودة هي التي جعلت من نياح وصياح الام ضرورة لكي يلتم حولها الاهل....ومشاعر اخرى جياشة يظهر هنا لنا الاهل بفزعهم من نياح وصياح الام...اننا هنا امام لوحة وجدانية عظيمة...وانظروا معي الى قيمة هذه اللوحة..دموع اذار ..لماذا اذار...؟ اذار في الشمال موسم الخضرة وتفتح الازهار ونشر عبقها في الارجاء..ووووو...اذا دموع الام هي دموع تزهر الحياة في صدور الابناء لانها دائما تعطي من ذاتها لذاتهم ليعيشوا افضل منهم..وعندما ترى الام الصبي الذي عاد ولم يتوسخ بالتراب بانه عليل مريض او اصابته عين حسود فانها بالطبع ام عظيمة تستحق منا الاجلال.

التفت الجميع اليه
اذا بوجهه مشرق مهموم
وشفتاه تعلوها ابتسامة وانكسار
لكن اماه ما به شيء
لعله ارق او حزن اصابه
قالت كيف ..الا ترون...
قد عاد اليوم دون تراب..
حتى يداه انظروا اليها
بيضاء نظيفتان...

الجميع يعيش الان حالة غريبة اختلطت فيها مشاعر الحب العظيم للام والخوف عليها..ومظهر الصبي الذي تنوح الام عليه...ولو لاحظنا هنا هذا التمازج الغريب للمعاني المتناقضة لوجدنا باننا امام قيمة فنية تحاول مزج التضاد من اجل اخراج معنى فلسفي لمَ وراء الكلمة...اقصد هنا ميتافيزيقيا الكلمة المكتوبة هذه....مشرق مهموم...ابتسامة وانكسار... أليس هذا ممكنا على الاقل لدى صبي يشعر بحب امه ويخاف عليها بسبب نياحها ودموعها..اليس هذا ممكنا....؟
اذا فيداه نظيفتان...وهذا هو سبب النياح والبكاء والصياح...اذا فعدم وساخة ملابسه جعلت الام تظن بان عين اصابته...اذا اقف انا هنا اجلالا واحني رأسي امام الام هذه...!

اقترب الصبي منها
وارتمى في حضنها


هذا ما كنت اتسائل عنه اذا ما كان ممكنا ام لا..؟ كيف ينظر اصبي الى امه الان...؟
الاشراقة والهم...الابتسامة والانكسار...؟


اماه اجتاحتني اليوم ..
تساؤلات وافكار..
هذا الطين هل له لسان ينطق به..؟
كيف هو صوته..ولماذا هو صامت هكذا..؟
في اي زمان كان..وجد...؟
انفاسه لماذا لااسمعها...؟
اماه صدقت انا عليل....
خشيت اني اؤذيه......
فعدت مسرعا لاعرف اذا ماكنت
مذنبا بحقه..ام لا....؟
اذا ليست عين هي ما اصابت الصبي كما ظنت الام..لكن ظنها لم يكن مخيبا ابدا فالصبي قد اصابه شيء قد يكون اكبر من اية عين تصيب المرء...اذا هنا حاول الكاتب ان يجمع بين النقيض ونقيضه بحيث يرفض فكرة الاصابة بالعين ولاينكر حدس الام بان الصبي عليل..لان الصبي نفسه هنا يظهر علته أي يقر بالعلة لكنه يختلف عن الام في نوعيتها.. العلة هي ان الصبي عمره لايتوقف انما يستمر اذا فهو يكبر..الانسان عندما يكبر تكبر مداركه..اذا من حقه ان يتسائل..والسؤال المطروح من اجل الوصول الى حقيقة غائبة سؤال طبيعي وليس كأخر مطروح دون غرض...وهذا ما يجعل تساؤلات هذا الصبي تأخذ أطرا غير مستقرة غير ثابتة ويمكن ان يحللها أي شخص حسب رؤيته للنص...قد يراها البعض نمو مدارك الانسانية في الصبي بحيث يصبح كجانتي يرى في حرث الارض اذية للحشرات..وقد يراها اخرون ان حب الارض والوطن قد نما فيه..وقد يرى اخر بان الحب والعشق بدا يغرس في اعماقه..ووووو..؟
لكن ما جذبني هو نمو شعور الذنب لدى الصبي وسرعته وبداهيته في السؤال عن الذنب دون انتظار او ان يخفي ذلك..قد اتهم باني ابشر بما نفعله من اعترافات أمام........ لكن سبق وان قلت لكل الحق في فهم الموضوع حسب رؤيته.
قبل ان اختم كلماتي هذه اردت ان انقل لكم باني لم استشر صاحب النص في النشر هذا لكني وجدت لي الحق في ان لا اخفي الكلمة التي هي الانسان والتي تعلمت منه شخصيا بان لا اكتمها ابدا حتى لو كنت افقد الكثير...._هذا اعتذار لك جو...).....(اغلب هذه الملاحظات مأخوذة من ما كان يكتبه هو لي لذا انا لم انقل الا كتاباته..ولهذا فان اسلوبه طاغي تماما على اسطري هذه..اعتذر ثانية جو...).
حبي وودي

جوتيار تمر
16-04-2006, 02:32 PM
مريم...................

تصرين عليها....
وكأنها ترنيمة ابدية....

انها تبقى افكار ترابية.....

مريم....

ماذا عساني اسطر هنا...

هل هو العرفان بالجميل...


لكني................

مريم...

حبي وتقديري

جو...........

الصباح الخالدي
16-04-2006, 02:58 PM
شكرا لنقلك لهذا النص

د. محمد حسن السمان
16-04-2006, 07:46 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة مريم النجار

اسجل لك ايتها الاخت الفاضلة الشكر الجزيل , لنقلك لنا هذا النص
الادبي الرائع , للاديب المجيد الاستاذ جوتيار تمر , انه نسيج ادبي
من الطراز الرفيع , واقر معك بضرورة نشر هذا النص , واعتقد
ان الاخ الاديب الرائع جوتيار تمر , لن يبخل علينا بمثل هذا العمل .

اخوكم
السمان

خليل حلاوجي
16-04-2006, 08:46 PM
كلام يطول معه الكلام

ولان من حولي نيام

قررت الالتزام

بحظر التجول بين الانام

\

وسلام

ماريا يوسف النجار
17-04-2006, 11:50 AM
مريم...................

تصرين عليها....
وكأنها ترنيمة ابدية....

انها تبقى افكار ترابية.....

مريم....

ماذا عساني اسطر هنا...

هل هو العرفان بالجميل...


لكني................

مريم...

حبي وتقديري

جو...........


عزيزي جو...........
انها الارادة...............
انها الكلمة.............

انها انا وانت وهم...............

حبي...

مريم

ماريا يوسف النجار
17-04-2006, 11:53 AM
شكرا لنقلك لهذا النص


الصباح شكرا لمرورك اتمنى لك كل الخير

محبتي وودي
مريم

ماريا يوسف النجار
17-04-2006, 11:55 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة مريم النجار

اسجل لك ايتها الاخت الفاضلة الشكر الجزيل , لنقلك لنا هذا النص
الادبي الرائع , للاديب المجيد الاستاذ جوتيار تمر , انه نسيج ادبي
من الطراز الرفيع , واقر معك بضرورة نشر هذا النص , واعتقد
ان الاخ الاديب الرائع جوتيار تمر , لن يبخل علينا بمثل هذا العمل .

اخوكم
السمان

الدكتور محمد حسن السمان شكرا لوقوفك الى جانبي وشكرا لانك ترى بان هذا النص جيد كنت اريده ان يرى النور من خلال هذه الواحة الفياحة وها انا اجد الدعم شكرا

محبتي وودي
مريم

ماريا يوسف النجار
17-04-2006, 11:57 AM
كلام يطول معه الكلام

ولان من حولي نيام

قررت الالتزام

بحظر التجول بين الانام

\

وسلام

الاخ خليل حلاوجي كلماتك ليست بغريبة عني فقد التقيتها في مكان اخر ذلك المكان الذي.....!!!!!!!
وكنت له الرفيق...شكرا لمرورك فانا بمرورك هذا اعرف انا على صواب

محبتي وودي
مريم

سعيد أبو نعسة
17-04-2006, 12:32 PM
الأخت العزيزة مريم النجار
أشكرك لنقل هذا النص الجميل المفعم بالعاطفة .
الدال على الخير كفاعله .
دمت في خير و عطاء

محمد سمير السحار
18-04-2006, 06:57 AM
كل الشكر لكِ أختي الكريمة مريم النجار على هذا النقل الجميل للأديب المبدع جوتيار تمر
في الحقيقة ازدادت معرفتي أكثر بهذا الأديب الرائع
فلكِ خالص تقديري ومودتي
أخوكِ
محمد سمير

حوراء آل بورنو
21-04-2006, 01:52 AM
أهلاً بالأخت الفاضلة مريم

اسمحي لي بنقل الموضوع إلى دوحة الصالون الأدبي فهناك مكانه ، فأنت لم تنقلي النص حرفاً بل رؤية النص من خلال عينيك .
يمكن لصاحب النص أن يعيد كتابته هنا كاملاً .

مرحباً بك و به .

ماريا يوسف النجار
02-05-2006, 08:49 AM
الأخت العزيزة مريم النجار
أشكرك لنقل هذا النص الجميل المفعم بالعاطفة .
الدال على الخير كفاعله .
دمت في خير و عطاء


الاخ سعيد ابو نعسة

شاكر لك هذا المرور

محبتي وودي
مريم

ماريا يوسف النجار
02-05-2006, 08:52 AM
كل الشكر لكِ أختي الكريمة مريم النجار على هذا النقل الجميل للأديب المبدع جوتيار تمر
في الحقيقة ازدادت معرفتي أكثر بهذا الأديب الرائع
فلكِ خالص تقديري ومودتي
أخوكِ
محمد سمير


الاخ الاستاذ محمد سمير السحار

جوتيار له قلم يبدع لكن دائما يصطدم ب(لايجوز)
لذا تراه احيانا يختفي...

شكرا لمرورك

محبتي وودي
مريم

ماريا يوسف النجار
02-05-2006, 08:54 AM
أهلاً بالأخت الفاضلة مريم

اسمحي لي بنقل الموضوع إلى دوحة الصالون الأدبي فهناك مكانه ، فأنت لم تنقلي النص حرفاً بل رؤية النص من خلال عينيك .
يمكن لصاحب النص أن يعيد كتابته هنا كاملاً .

مرحباً بك و به .

حوراء آل بورنو

شكرا لاهتمامك هذا ولك الامر في النص ..

انقليه............الى دوحة الصالون.

محبتي وودي
مريم

مادلين يوحنا
15-06-2007, 07:00 PM
(اغلب هذه الملاحظات مأخوذة من ما كان يكتبه هو لي لذا انا لم انقل الا كتاباته..ولهذا فان اسلوبه طاغي تماما على اسطري هذه..اعتذر ثانية جو...).

مار..

تعلمين بان ملاحظاته كانت لك ولي السبيل للتعبير عن ما نريد

لااعلم كيف لم ام رهنا من قبل لكني بحثت عنك لانك غائبة منذ فترة فوجدت هذا الموضوع الذي جذبني عنوانه فدخلته فاذا به عن.............؟

ربما تعرفين ما اقصد

قراءة رقيقة وناعمة

مودتي
ماد

ماريا يوسف النجار
18-08-2007, 04:21 PM
مادلين/ ماد

فقط مررت هنا لاحي فيك هذه الروح وفي ماريا اختي

ولجو منا كل التقدير والمحبة

حنان

وفاء شوكت خضر
18-08-2007, 05:28 PM
ماريا الغالية ..

تعقيب بسيط هنا ، لكاتب النص الذي نشكرك على نشره ..

ألم يخلق الإنسان من طين ؟؟
وأصل الطين التراب معجونا بالماء ؟؟

كنت أتمنى لو نشرت النص متكاملا ومن ثم كتبت رؤيتك الشخصية ..

شكرا لك مريم مرة أخرى على نشر هذا النص ..
فجو يستحق أن نرد له بعض ما يقدم .

محبتي لكما ........