المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دانتيـــــــــــــــلا



سمير الفيل
21-04-2006, 11:08 AM
دانتيـــــــــــــــلا


كان يوم إجازة لها وسط دولاب العمل ، فرأت أن تنتهز الفرصة لتسترخى فى سريرها . لاتطبخ ، لا تغسل ، لا تنفض السجاد . .يوم من الأيام القليلة التى تمنح جسدها المتعب فرصة الراحة ، والخمول اللذيذ .
إستلقت تتمرغ على سريرها العريض بلون " الماهوجنى " المحبب إلى قلبها ، والذى يذكرها بأعماق القارة الأفريقية . هى لاتريد أن تتذكر أى شىء . كل ما يهمها أن تعيش فى فضاء كونى بلا حدود . ليست مستعدة للحديث مع أى كائن يعكر عليها صفو وحدتها . لذلك قررت أن تعيش اليوم فى عزلة ، وتستمتع بوحدتها كأنها تعود إلى رحم الأم ، حيث السكينة والهدوء .
لو رن جرس التليفون فلن تتحرك . ولماذا التليفون أيضا ؟ ستقطع كل صلة لها بالعالم الخارجى . لن تفتح لبائع اللبن الكهل حتى لو ظل يطرق الباب بقبضة يده ، ولن تطل من الشرفة لتتفقد نباتاتها الخضراء فى الأصص الصغيرة . فقط ستهب الآن لتسدل الستائر على النوافذ . مهمة لن تستغرق سوى لحظات .
فى طريقها لتسدل الستائر الفستقية واجهها بصورته . كان يرنو إليها بهدوء محبب تعرفه . نظرته الواثقة تسمرت فى عينيها الواسعتين العسليتين ، فمدت يدها ومسحت الزجاج ، لاحظت بعض الغبار الخفيف ، فشعرت بالحرج .
مدت يدها لتنتزع الصورة بإطارها الذهبى المموج . عادت إلى السرير الذى كان يقاسمها إياه قبل سفره إلى الخارج منذ عام كامل وبضعة شهور . بهتت وهى تشعر بدموعها تنحدر دون إرادة منها ، ثم وهى تحدثه عن العصر الجليدى الذى غزا قلبها منذ ودعته فى المطار .
سمعت ضحكته المجلجلة ترن فى أرجاء الغرفة ، وصوته الأجش الخشن الذى يمكنها أن تميزه من ألف صوت يواسيها . هى متأكدة أنه استدار بوجهه نحو الشرفة ، بل سبقها ليشغل مقعده ، وقد رأت ان تتبعه ، و تفتح النوافذ ثانية ؛ فهو يحب صخب الشوارع ، نداءات الباعة ، ضجيج أطفال المدارس ، قامت وأعدت فنجالين من القهوة التركى العتيقة !

* القصة من مجموعة " احتمالات الحب " .

د. سلطان الحريري
21-04-2006, 11:56 AM
الحبيب سمير الفيل:
ثمة حرائق كافية لإشعال أيامنا ، والذين اشتعلت ايامهم لا يمكن أن تجعلها الدعة والسكينة تخبو..
ما أحوجنا ونحن نبحث عن موطئ أمان في عالمنا المغترب إلى جدران أكثر أمانا ، وستائر لا تحجب عنا ظل من غاب.
هكذا قرأت بطلتك ..
فشكرا لأنك منحتني جرعة جمال هذا الصباح

منى محمود حسان
21-04-2006, 12:02 PM
أستاذى المبدع سمير الفيل

هل بطلة قصتك تحلم بالحلم الآمن أم السكينة أم الوداع

ستائر تضمها أم جدران تحتويها

رائع ما دونت أستاذى الكريم

د. محمد حسن السمان
21-04-2006, 02:06 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب القاص الاستاذ سمير الفيل

لوحة ادبية وجدانية , نسجت على شكل قصة قصيرة , استخدم فيها الاديب القاص سمير الفيل , توظيف الفكرة الذكية , والاسلوب البسيط الشيّق , والحرفية في استخدام المفردات , وسبك هذه المفردات في صور جمالية , تنبض بخفقات وجدانية ورؤى فكرية غير معقدة , تنتابها تداعيات سريعة مركّزة , تخدم مسار الفكرة المحورية , وقد اعجبت بالكيفية التي لمس فيها الاديب , مسالة معاناة الزوجة من غياب الزوج , دون الدخول في مبررات الغياب , ثم التغلب القوي على حالة المعاناة , عندما تألق في قفلة القصة :
هى متأكدة أنه استدار بوجهه نحو الشرفة ، بل سبقها ليشغل مقعده ، وقد رأت ان تتبعه ، و تفتح النوافذ ثانية ؛ فهو يحب صخب الشوارع ، نداءات الباعة ، ضجيج أطفال المدارس ، قامت وأعدت فنجالين من القهوة التركى العتيقة !

اخوكم
السمان

نسيبة بنت كعب
21-04-2006, 04:28 PM
السلام عليكم

الأديب والقاص الفاضل / سمير الفيل

" دانتيــــلا " واحتمال جديد !

الأسم يوحى بوهن حالة البطلة ورقته ، ( انثى لوحدها بقى ) واحتمالات تمزق هذه الدانتيلا التى تعبر عن حياة على وشك التمزق لولا الثبات !
هكذا قرأت العنوان بعد قراء النص مرتين !

قصة جميلة عبرت بواقعية عن مأساة الزوجة التى يتركها زوجها بحثا عن الرزق ..اما تستسلم للأحساس بالخوف او عدم الامان او تثبت وتساير الحياة وتواجه الشعور باليأس !

دانتيلا هل هو اسمها او حالتها ؟

البطلة ربما شعرت بالحزن والانعزالية والخوف من المجهول بعد سفر زوجها وهذا كان واضحا فى قولك " وتستمتع بوحدتها كأنها تعود إلى رحم الأم ، حيث السكينة والهدوء ." وهل سيجد الفرد مكانا اكثرا امنا واستفرار من رحم الأم ؟ رااائع هذا التعبير .:v1:
فى لحطات الضعف التى يشعر فيها الفرد بالخوف يتذكر حينما كان فى رحم امه حيث الامان عندما كان كل شىء مهىء له من المسكن والمأكل والحنان ! ولا داعى للقلق !

ثم لا تلبث ان تستنهض همتها لتطرد الخوف واليأس بعدما لمحت صورته فقررت خلع لباس الرعب ومواجهة الحياة.. فخلقت جو خيالى واحلام استجلبت فيها وجوده بجوارها - ففتحت النوافذ وعاشت الدور وكانه معها واعدت له القهوة!

الخيال بالتواجد مع من نشعر معهم بالامان وان لم يكن على ارض الواقع - فتنهض ارواحنا ونشعر بالراحة النفسية .. وهذا العمل فى حد ذاته اخرجها من الحالة النفسية السيئة التى نعيشها الى حالتها الطبيعية ، فاستطاعت مواجهة الخوف والثبات !

شكرا ك - هذا لأحتمال وارد و واقعى - ضغوط الحياة وترك الزوجة للمجهول !

فى كل احتمال ارى طريقة مختلفة لنهاية جديدة !

شكرا لك وانتظر الباقيين .. اريد ان اعرف اين المنتهى بقى !

تحيات متابعة

خليل حلاوجي
21-04-2006, 04:35 PM
أستاذ سمير

يكفيها

أنها واثقة من عودته

فمابال الذين .... هو واثقون

من أن الذين رحلوا .... ليسوا بعائدين ؟

كيف ستكون نوافذهم ؟

سمير الفيل
21-04-2006, 09:30 PM
الحبيب سمير الفيل:
ثمة حرائق كافية لإشعال أيامنا ، والذين اشتعلت ايامهم لا يمكن أن تجعلها الدعة والسكينة تخبو..
ما أحوجنا ونحن نبحث عن موطئ أمان في عالمنا المغترب إلى جدران أكثر أمانا ، وستائر لا تحجب عنا ظل من غاب.
هكذا قرأت بطلتك ..
فشكرا لأنك منحتني جرعة جمال هذا الصباح
د. سلطان الحريري

الاغتراب والشعور بالوحدة هو مأزق أناس كثيرين أعرفهم.
لذا كانت هذه اللوحة الإنسانية الصامتة.
بما فيها من شحنة شجن خفي ..
تقبل تحياتي .

سمير الفيل
21-04-2006, 09:33 PM
هل بطلة قصتك تحلم بالحلم الآمن أم السكينة أم الوداع

ستائر تضمها أم جدران تحتويها

رائع ما دونت أستاذى الكريم



منى محمود حسان

يبدو أن المراة تحلم بجلسة صفاء مع نصفها الاخر.
المسافر إلى البعيد كي يحصل على مال.
الشعور بالوحدة يردها بقوة إلى وجوده فيما مضى .
انفلات من اسر الوحدة
بخيال يستدعي الماضي ,
يبدو هذا ..
أشكر حضورك البهي .

سمير الفيل
21-04-2006, 09:39 PM
لوحة ادبية وجدانية , نسجت على شكل قصة قصيرة , استخدم فيها الاديب القاص سمير الفيل , توظيف الفكرة الذكية , والاسلوب البسيط الشيّق , والحرفية في استخدام المفردات , وسبك هذه المفردات في صور جمالية , تنبض بخفقات وجدانية ورؤى فكرية غير معقدة , تنتابها تداعيات سريعة مركّزة , تخدم مسار الفكرة المحورية , وقد اعجبت بالكيفية التي لمس فيها الاديب , مسالة معاناة الزوجة من غياب الزوج , دون الدخول في مبررات الغياب , ثم التغلب القوي على حالة المعاناة , عندما تألق في قفلة القصة :
هى متأكدة أنه استدار بوجهه نحو الشرفة ، بل سبقها ليشغل مقعده ، وقد رأت ان تتبعه ، و تفتح النوافذ ثانية ؛ فهو يحب صخب الشوارع ، نداءات الباعة ، ضجيج أطفال المدارس ، قامت وأعدت فنجالين من القهوة التركى العتيقة !


د. محمد حسن السمان..

أسعد كثيرا بتلك اللمحات النقدية الموفقة . أشعر معها ان الخطاب السردي قد نجح في الوصول إلى المتلقي .
الغياب لا يكون ماديا فقط بل معنويا أيضا فتشعر المرأة بخواء مقيم، ووحدة مفزعة.
ويكون استدعاء الزوج كاحتمال تخييلي لفكرة الحب الكامنة في القلوب.

أحييك على هذه القراءة الجميلة.

سمير الفيل
21-04-2006, 09:46 PM
" دانتيــــلا " واحتمال جديد !

الأسم يوحى بوهن حالة البطلة ورقته ، ( انثى لوحدها بقى ) واحتمالات تمزق هذه الدانتيلا التى تعبر عن حياة على وشك التمزق لولا الثبات !
هكذا قرأت العنوان بعد قراء النص مرتين !

قصة جميلة عبرت بواقعية عن مأساة الزوجة التى يتركها زوجها بحثا عن الرزق ..اما تستسلم للأحساس بالخوف او عدم الامان او تثبت وتساير الحياة وتواجه الشعور باليأس !

دانتيلا هل هو اسمها او حالتها ؟

البطلة ربما شعرت بالحزن والانعزالية والخوف من المجهول بعد سفر زوجها وهذا كان واضحا فى قولك " وتستمتع بوحدتها كأنها تعود إلى رحم الأم ، حيث السكينة والهدوء ." وهل سيجد الفرد مكانا اكثرا امنا واستفرار من رحم الأم ؟ رااائع هذا التعبير .:v1:
فى لحطات الضعف التى يشعر فيها الفرد بالخوف يتذكر حينما كان فى رحم امه حيث الامان عندما كان كل شىء مهىء له من المسكن والمأكل والحنان ! ولا داعى للقلق !

ثم لا تلبث ان تستنهض همتها لتطرد الخوف واليأس بعدما لمحت صورته فقررت خلع لباس الرعب ومواجهة الحياة.. فخلقت جو خيالى واحلام استجلبت فيها وجوده بجوارها - ففتحت النوافذ وعاشت الدور وكانه معها واعدت له القهوة!

الخيال بالتواجد مع من نشعر معهم بالامان وان لم يكن على ارض الواقع - فتنهض ارواحنا ونشعر بالراحة النفسية .. وهذا العمل فى حد ذاته اخرجها من الحالة النفسية السيئة التى نعيشها الى حالتها الطبيعية ، فاستطاعت مواجهة الخوف والثبات !

شكرا ك - هذا لأحتمال وارد و واقعى - ضغوط الحياة وترك الزوجة للمجهول !

فى كل احتمال ارى طريقة مختلفة لنهاية جديدة !

شكرا لك وانتظر الباقيين .. اريد ان اعرف اين المنتهى بقى !


نسيبة بنت كعب

" دانتيلا " هوتعبير عن مشاعرها الرقيقة التي تعبر بها عن لحظات الافتقاد المشحونة بالرومانسية. السفر جاء من أجل حياة قادمة اكثر أمنا غير ان واقع الحال يقول أننا نبيع يومنا مقابل مستقبل في علم الغيب .
الوحشة والفراغ والقهر مشاعر تحيط بالبطلة.وتتنازعها في قسوة بالغة .
لا ينقذها إلا هذا التخييل البديع حين تسترد زوجها ولو للحظات في حلم من احلام اليقظة.
كعادتك ، قدمت قراءة اكثر من ممتازة . وكما ترين ليست كل الاحتمالات محزنة فهناك دائما ضوء قادم من بعيد.

ألف ألف شكر.

سمير الفيل
21-04-2006, 09:51 PM
يكفيها

أنها واثقة من عودته

فمابال الذين .... هو واثقون

من أن الذين رحلوا .... ليسوا بعائدين ؟

كيف ستكون نوافذهم ؟

خليل حلاوجي .

بالتأكيد هذا يعطيها أملا في الغد.
لذا كان عليها أن تتجه لصورته كمواجهة معلنة مع الغياب .
بحضور مادي وإن بدا في صورة داخل إطار لا أكثر .
أما من يشي غيابهم بفقد دائم فهو ما يوجع القلب حقا.
ويسبب حسرة دائمة وغصة لا يمكن ان تتبدد .

ألف شكر مداخلتك الجميلة.

حوراء آل بورنو
22-04-2006, 07:09 PM
أيها القاص المختزن في عقلك تجارب حقة ، و يا أيها القاص السارد - بكل روعة - أكبر تلك التجارب !
و لكنك اختصرت شفيف مشاعرها في " قامت وأعدت فنجالين من القهوة التركى العتيقة ! "

لن يعجبك ردة شعوري تجاه قصتك ، فالصمت أولى .

كل تقديري .

سمير الفيل
22-04-2006, 07:22 PM
أيها القاص المختزن في عقلك تجارب حقة ، و يا أيها القاص السارد - بكل روعة - أكبر تلك التجارب !
و لكنك اختصرت شفيف مشاعرها في " قامت وأعدت فنجالين من القهوة التركى العتيقة ! "

لن يعجبك ردة شعوري تجاه قصتك ، فالصمت أولى .

كل تقديري .

حوراء آل بورنو.

أبدا والله . إنني ارحب بكل نقد .
ساحكي لك شيئا استفدته من مساهمات لي في عالم المسرح .
كنت أرشح دائما للعمل مع الفرق القومية كي أكتب مجموعة الأشعار أو الأغاني .
تعاملت مع مخرجين كبار مثل سعد أردش ، وناصر عبد المنعم ، ومحمد توفيق وغيرهم .
تعودت ان أضع للموقف الواحد العديد من التصورات فإذا لم اوفق في مشهد يكون هناك تصور بديل .
لذا اتوقف كثيرا عند نقطة النهاية . وأظل اطرح التصورات الممكنة للخاتمة .
وأحيانا اصل لحل وحيد لا يوجد غيره.
مثل هذه المرونة تجعلني أقبل رايك ولا أنفر منه ابدا .
هل اتضحت الصورة ؟

تحياتي وتقديري: يبقي عندي احتمالان سأشركك بالقطع في وضع نهاية لهما .
ألف ألف شكر .

حسام القاضي
23-04-2006, 01:18 PM
أستاذنا الكبير / سمير الفيل
تحية طيبة
ترددت كثيرا في التعليق على عملك الجميل هذا - برغم قراءتي له اكثر من مرة - فقد عقب عليه قبلي أستاذة كبار لم يغفلوا شيئا
ولكن لم أستطع المغادرة دون إبداء إعجابي الشديد بهذا النص الذي إختزل مشكلة ومشاعر جيل بأكمله بسلاسة بالغة أراها السهل الممتنع بعينه
أعجبتني النهاية .. قوية جدا
أشعرتني أنها تستعين بحرارة فنجاني القهوة ( الذين يعادلا وجوده معها ) على العصر الجليدي الذي تعيشه منذ غيابه
هكذا رأيت
لكم كل الشكر على ما أمتعتمونا به هنا

سمير الفيل
26-04-2006, 07:33 PM
ترددت كثيرا في التعليق على عملك الجميل هذا - برغم قراءتي له اكثر من مرة - فقد عقب عليه قبلي أستاذة كبار لم يغفلوا شيئا
ولكن لم أستطع المغادرة دون إبداء إعجابي الشديد بهذا النص الذي إختزل مشكلة ومشاعر جيل بأكمله بسلاسة بالغة أراها السهل الممتنع بعينه
أعجبتني النهاية .. قوية جدا
أشعرتني أنها تستعين بحرارة فنجاني القهوة ( الذين يعادلا وجوده معها ) على العصر الجليدي الذي تعيشه منذ غيابه
هكذا رأيت
لكم كل الشكر على ما أمتعتمونا به هنا


حسام القاضي..

أعتذر عن التأخير في الرد ..
كنت مشغولا جدا في كتابة ثلاثة نصوص مسرحية جديدة ..
أنتهيت منها والحمد لله .
فنجانان من القهوة : إستعادة لذكريات مضت ..
ربما لكسر حاجز العصر الجليدي ..
الحب الحقيقي يذيب ثلوج القطبين !

د.جمال مرسي
26-04-2006, 08:46 PM
سمير الفيل القاص المبدع
دانتيللا حملت ليَ من المعاني الرقيقة ما جعلتني أقف أمامه متعجبا من كل حرف صور لنا هذه المرأة المخلصة التي ما تنفك تذكر غائبها في كل حركة تتحركها أو نفس تتنفسه
أشعر و كأني رأيت فيها بنت البلد
دمت مبدعا
و تقبل ودي
د. جمال

سمير الفيل
27-04-2006, 02:00 AM
دانتيللا حملت ليَ من المعاني الرقيقة ما جعلتني أقف أمامه متعجبا من كل حرف صور لنا هذه المرأة المخلصة التي ما تنفك تذكر غائبها في كل حركة تتحركها أو نفس تتنفسه
أشعر و كأني رأيت فيها بنت البلد


د.جمال مرسي

تحمل لنا الحياة مثل هذه النماذج الإنسانية المشغولة بحب الحياة ..
.. بالصدق مع النفس ، بقيمة الوفاء ، بالإخلاص عن قناعة واقتناع .
هي فعلا بنت بلد داخلها هذه المعاني العميقة .

سعدت جدا بوجود قلمك الرائع هنا ..

ملاحظة : لا تنس أن تقرأ " صفاء " ..
تحياتي .

د.جمال مرسي
28-04-2006, 07:37 AM
د.جمال مرسي

تحمل لنا الحياة مثل هذه النماذج الإنسانية المشغولة بحب الحياة ..
.. بالصدق مع النفس ، بقيمة الوفاء ، بالإخلاص عن قناعة واقتناع .
هي فعلا بنت بلد داخلها هذه المعاني العميقة .

سعدت جدا بوجود قلمك الرائع هنا ..

ملاحظة : لا تنس أن تقرأ " صفاء " ..
تحياتي .

قرأتها و الله يا سمير باشا
لكن الجهاز أبى أن يضبف الرد
و كنت اعتقدت أنه تم نشره
عموما سأعود إليها بإذنه تعالى
لك الود

سمير الفيل
28-04-2006, 09:59 AM
قرأتها و الله يا سمير باشا
لكن الجهاز أبى أن يضبف الرد
و كنت اعتقدت أنه تم نشره
عموما سأعود إليها بإذنه تعالى
لك الود

د.جمال مرسي..
ولا يهمك .. يحدث معي كثيرا أن أتهيأ لنشر رد ما فيحدث ما يعطل النشر ..
وأحيانا يكون خط " النت " ثقيلا فتنشر المداخلة مرتين .
على العموم وفي كل الأحوال ، أنا سعيد بوجود قلم متمكن مثلك.
فلك كل الشكر والتقدير.

سمير الفيل
29-04-2006, 01:51 PM
قراءة نقدية في قصة دانتيلا للأديب سمير الفيل
بقلم : أسد دوارة.

تقديم :
اود ان أنشر هنا مداخلة كتبها الناقد السوري أسد دوارة حول هذه القصة . لعموم الفائدة .
وللجميع ممن مروا هنا كل شكر وتقدير .
................................


تسير بك القصة القصيرة باتجاهين يبدأ الأول بنظرة حزينة سوداوية على تفاصيل المكان " البيت " الذي ترك رجله زوجته وحيدة لاتشعر بأي رغبة على ممارسة طقوس حياتها الطبيعية " كان يوم إجازة لها وسط دولاب العمل ، فرأت أن تنتهز الفرصة لتسترخى فى سريرها ، لاتطبخ ، لا تغسل ، لا تنفض السجاد . .يوم من الأيام القليلة التى تمنح جسدها المتعب فرصة الراحة ، والخمول اللذيذ ."
قد انزوت متكاسلة ليس لخمول جسدي بقدر ماهو انعدام الرغبة بالقيام بأي عمل ما لانها لم تعد تشعر نفس الشعور التي كانت تشعره بوجود زوجها وهكذا تقرر عدم الرد على الهاتف وعدم مقابلة أحد وهي حالة نفسية نجح الكاتب في نقلها ببراعة تمثلت في تراجع الرغبة لدى الزوجه على العيش نتيجة الوحدة المرعبة التي تعيشها والشوق الذي يزداد مع كل ذكرى تمر أمامها.
يصطدم السرد فجأة بعقدة القصة حيث يعرفنا الكاتب على سبب معاناة الزوجة وهو سفر الزوج " بهتت وهى تشعر بدموعها تنحدر دون إرادة منها ، ثم وهى تحدثه عن العصر الجليدى الذى غزا قلبها منذ ودعته فى المطار " .
لقد اختصرت عبارة العصر الجليدي ببراعة كل مشاعر الزوجة بعد سفر زوجها فهو العصر الذي جمد تماماً رغبتها في الحياة الطبيعية.
لم يقفز الكاتب خلف حدث ما بل جاء السرد منسجماً متواتراً, فالزوجة التي قررت بعد شعورها بالوحدة المرعبة اغلاق الستائر وقفت وجهاً لوجه أمام الذكرى التي تمثلت بصورة حبيبها " فى طريقها لتسدل الستائر الفستقية واجهها بصورته ..مدت يدها لتنتزع الصورة بإطارها الذهبى المموج ." عندها دخلت الذاكرة لتغيير مجرى الحدث وتقود بتواتر طبيعي إلى نتيجة معاكسة للبداية الحزينة الموحشة التي بدأ الكاتب بوصفها. تمثل هذا التحول باستجابة الزوجة بمسح الغبار عن صورة زوجها كدلالة صادقة على عودته الرمزية ولو كان بعيداً , وهو الأمر الذي أشعرها أنها لم تعد وحيدة بعد الآن وقد حلت الذكرى السعيدة محل الوحدة الحزينة, وهاهي قد سمعت ضحكته تملأ عليها أرجاء البيت وتسمع صوت أقدامه تتجه نحو الشرفة" سمعت ضحكته المجلجلة ترن فى أرجاء الغرفة ، وصوته الأجش الخشن الذى يمكنها أن تميزه من ألف صوت يواسيها . هى متأكدة أنه استدار بوجهه نحو الشرفة " وهو التحول الذي اختاره الكاتب ببراعة ينتهي بأن تفتح الزوجة نوافذ البيت مرة أخرى ليخرج منه ذاك الشعور بالوحدة والشوق والبعد ويدخل بدون استئذان شعور مفعم بالحياة والرغبة باحتضان لحظاتها حلوة كانت أم مرة " وقد رأت ان تتبعه ،و تفتح النوافذ ثانية ؛ فهو يحب صخب الشوارع ، نداءات الباعة ، ضجيج أطفال المدارس ، قامت وأعدت فنجانين من القهوة التركى العتيقة ! "
استطاع الكاتب أن يلامس مشاعر الفراق والحزن باشد لحظاته, والذي أفرز شعوراً مأساوياً بالانزواء بسوداوية فقدت لذة الحياة, لينقلنا إلى رغبة بمعانقة الشمس والحرية والاندفاع الارادي نحو الحياة بشعور يحدوه الأمل بالمستقبل والايمان بنوره القادم من النافذة.
تم هذا بلغة وصفية مختصرة ومكثفة بآن معاً استطاعت طرق المعنى المراد والاستطراد السهل والمتتابع والمنطقي لمجريات الأحداث بتوافق وانسجام تام مع مشاعر الشخصية وتوترها.
عرض الكاتب مشكلة يعاني منها شريحة واسعة من المجتمع الذي يضطر فيها رجل البيت على السفر بحثاً عن عمل بالدرجة الأولى أو لأسباب أخرى تؤدي بالنهاية إلى حصول فراغ في البيت تملؤه الذكريات التي تتحرك في كل أرجاء البيت ويرتفع صوتها مع كل حدث. وانتهى برأي متفائل يدعو فيه لترقب المستقبل القريب الذي لابد سيحمل بحره سفناً غيبها الأفق .

أسد دواره / سوريا

نسيبة بنت كعب
29-04-2006, 04:31 PM
السلام عليكم

اديبنا الكبير / سمير الفيل

اشكـــرك بلا حدود على نقل هذا النقد البديع الى الواحة

احب جدا هذه النوعية من المواضيع واتعلم منها كثيرا

ليتك تضع النقد الخاص بكل القصص التى نشرتها بالواحة لنا هنا حتى نتعلم ونرتقى

ولا يفوتنى ان اهنئك على انهاء النصوص المسرحية الجديدة :v1:

ممكن تنشرهم هنا - ام هى مفاجأة ؟

مع فائق تقديرى واحترامى :014::001:

سمير الفيل
29-04-2006, 06:15 PM
اشكـــرك بلا حدود على نقل هذا النقد البديع الى الواحة

احب جدا هذه النوعية من المواضيع واتعلم منها كثيرا

ليتك تضع النقد الخاص بكل القصص التى نشرتها بالواحة لنا هنا حتى نتعلم ونرتقى

ولا يفوتنى ان اهنئك على انهاء النصوص المسرحية الجديدة :v1:

ممكن تنشرهم هنا - ام هى مفاجأة ؟



نسيبة بنت كعب

أهلا بك يا أستاذة ..
يوجد لدي عدد من المداخلات النقدية الجيدة ..
يمكن نشرها بعد أن يقول الزملاء هنا رأيهم ..
حتى لا اصادر على مساهماتهم التي أثمنها غاليا .

بالنسبة للنصوص المسرحية الجديدة
فسيمتنع نشرها هنا لأنني قد تعاقدت عليها مع جهة إنتاج محددة ..
وهي تشترط عدم النشر في جهة أخرى.
لكن لدي نصوص أخرى لا ينطبق عليها هذا الشرط .

لدي تساؤل هو :

لدي نص باللهجة المحكية حول نصرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
هل هناك حقل مناسب يمكن نشره فيه.
( وأقصد هنا بالواحة الثقافية ..
لأنني كتبته خصيصا لكي يقدم كعرض مسرحي..
.. وهو أشبه بالملحمة الشعرية بالعامية المصرية)
أرجو ألا أكون قد أثقلت عليك.
لك خالص التحية .
وألف شكر مرورك وعطاءك الدائم.

نسيبة بنت كعب
29-04-2006, 06:36 PM
اديبنا الفاضل / سمير الفيل

اعتقد انه يناسب واحة الأدب الشعبى والمترجم وكذلك المنتدى المفتوح

مارأيك ان تطلع عليهم

شكرا جزيلا لك استاذى العزيز :0014:

سمير الفيل
14-05-2006, 04:14 PM
اديبنا الفاضل / سمير الفيل

اعتقد انه يناسب واحة الأدب الشعبى والمترجم وكذلك المنتدى المفتوح

مارأيك ان تطلع عليهم

شكرا جزيلا لك استاذى العزيز :0014:

نسيبة بنت كعب..

أستاذتنا الفاضلة .
سأنشر بعض نصوصي هناك ..
وألف شكر الاهتمام ..
ومعذرة لتأخري في الرد ..

ناديه محمد الجابي
31-03-2016, 10:13 PM
نص رائع ورؤية شاعرية تفيض على جوانبها الصور
لقصة قصيرة تحكي الوحدة والوحشة وألم الغياب التي تشعر
الزوجة ومعاناتها في غياب زوجها.
لوحة أدبية نسيجها من حرير الحرف وكانه الدانتيلا
دمت رائعا متألقا. :001: