تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قِبلةُ الأرواح



د.عمر خَلّوف
02-05-2006, 11:48 PM
إلاّ إليكِ فلا اهْتَدى الإسراءُ= وقلوبُنا لَهْفى؛ فكيف لِقاءُ
يا قدسُ يا وَجْداً تَجَذَّرَ في دَمي = وامتدَّ فاكْتَحَلَتْ بهِ الأعضاءُ
يا قِبْلةَ الأرواح .. تهفو نحوها = مُهَجٌ يُهَدْهِدُها الحنينُ ظِماءُ
ألقى عليكِ اللهُ منه مَحبّةً = قدسيةً، فإذا القلوبُ رَجاءُ
يا منبَعَ النور الذي اغتَسَلَتْ بهِ = كَفُّ الصباح وشابَتِ الظّلْماءُ
تجثو الكواكبُ تحت عَرشِكِ ترتوي = من فَيْضِ نورِكِ؛ فالشموسُ وِضّاءُ
* * *
يا أنتِِ ؛ يا رحِمَ النبوّةِ، بورِكَتْ = منكِ الربوعُ، وبورِكَ الأبناءُ
يا سُرّةَ الإيمانِ حَبلُكِ موثَقٌ = بعُرَى السّما، يجري به الإيحاءُ
تبقين أنتِ على المدى أنشودةً = سَجَعَتْ بِرَجْعِ لُحونِها الشّعَراءُ
وتظلُّ أروِقَةُ الهدى ثَجّاجَةً = بالحقِّ ، تخطُرُ بالهدى الأرجاءُ
وعلى عيونِكِ ألفُ ألفُ حكايةٍ = شمَخَتْ بمجدِكِ نَسْجُهُنَّ فِداءُ
* * *
يا قدْسُ يا لُغَةَ الجهادِ تفجّرَتْ = فيها الحروفُ ، وبُعْثِرَ الإنشاءُ
لهفي عليكِ، وأنتِ منهَلُ عِزّةٍ = ولَغَتْ بِمائكِ طُغْمَةٌ عَسْراءُ
وغدا فؤادُكِ في يَدَيْ جلاّدِهِ = وَجِعاً، تَئِنُّ دِماؤهُ الشّماءُ
أنفاسُكِ الحرّى دُعاءٌ صارخٌ = فُتِحتْ لهُ فوق السّماء سَماءُ
ودموعُكِ الثّكْلى ربيعٌ طاهِرٌ = نبَتَتْ عليه حجارةٌ صَمَّاءُ
دَمُكِ الطَّليلُ يمرُّ عَبْرَ جراحنا = مُتَوهّجاً .. وجراحُنا خَرساءُ
قَصُرَتْ دروبُ الأرضِ عنْكِ وكلّنا = شَوْقٌ يَمُورُ ، وَهِمّةٌ قَعْساءُ
النارُ في أرضيكِ تأكلُ مهجتي = ودَمي خيولٌ أُلْجِمَتْ، ومَضَاءُ
ودَمُ الجهادِ على جبينِكِ مُورِقٌ = ويدي أمامَ دُعائهِ شَلاّءُ
روحي تطوفُ على مَشَارِفِ عزَّةٍ = فيشدّها من أمّتي استخذاءُ
كم هزّها داعي الجهادِ فأحجَمَتْ = ضَعَةً ، ولَفَّ جَوابَها الإغْضاءُ
حَمَلَتْ وأثْقَلَها الجَنى فتَمَخّضَتْ = فإذا المخاضُ صحيفةٌ جوفاءُ
* * *
يا أمّةً صَبَغَ الجهادُ طريقَها = فجِهادُها لِبَقائِها سِيماءُ
يستلهمُ التاريخُ منكِ رُواءَهُ = فجبينُهُ رغم القذى وضّاءُ
يكفيكِ في زمَنِ التّشتّتِ غُرْبةً = تعِبَتْ على أسْوارِها العَلْياءُ
عودي جَبيناً لا يُطالُ ، وهامةً = قد كَلَّلَتْها عِزّةٌ وإباءُ
ردّي إلى وجْهِي بَشاشَةَ عِزّةً = غارتْ مَنابِعُها وجَفَّ بَهاءُ
ولْيكتب التاريخَ سيفُكِ عَنْوَةً = سِفْراً تنازَعَ صَوْغَهُ الشُّهَداءُ

إكرامي قورة
03-05-2006, 12:39 AM
روحي تطوفُ على مَشَارِفِ عزَّةٍ=فيشدّهـا مـن أمّتـي استـخـذاءُ
كم هزّها داعي الجهـادِ فأحجَمَـتْ=ضَعَةً ، ولَفَّ جَوابَهـا الإغْضـاءُ
حَمَلَتْ وأثْقَلَها الجَنـى فتَمَخّضَـتْ=فإذا المخـاضُ صحيفـةٌ جوفـاءُ

هكذا حالنا يا شاعري العروضي



يا أمّـةً صَبَـغَ الجهـادُ طريقَهـا=فجِهـادُهـا لِبَقائِـهـا سِيـمـاءُ

الله الله
يكفيني منها هذا البيت
شكرا لك في مصافحتي الأولى لقصائدك
دمت بخير

خالد الحمد
03-05-2006, 12:51 AM
رائع أيها الشاعر الشاهق

دمت مطربا

عادل العاني
03-05-2006, 12:21 PM
الأخ الشاعر العروضي

بورك الضمير الذي نبض وانتفض للقدس الشريف.

والنصر آت بإذن الله , وسترفرف رايات الله اكبر ,
ولا إله إلا الله محمد رسول الله,
خفاقة في سماء كل أرض عربية محتلة أو مدنسة.

وستطهرها دماء الشهداء.

دمت لنا وللواحة .

تحياتي

مصطفى بطحيش
03-05-2006, 07:42 PM
يا أمّـةً صَبَـغَ الجهـادُ طريقَهـا *** فجِهـادُهـا لِبَقائِـهـا سِيـمـاءُ
يستلهـمُ التاريـخُ مـنـكِ رُواءَهُ *** فجبينُـهُ رغـم القـذى وضّـاءُ
يكفيكِ في زمَنِ التّشتّـتِ غُرْبـةً *** تعِبَـتْ علـى أسْوارِهـا العَلْيـاءُ
عودي جَبيناً لا يُطـالُ ، وهامـةً *** قـد كَلَّلَتْـهـا عِــزّةٌ وإبــاءُ
ردّي إلى وجْهِـي بَشاشَـةَ عِـزّةً *** غـارتْ مَنابِعُهـا وجَـفَّ بَهـاءُ
ولْيكتب التاريـخَ سيفُـكِ عَنْـوَةً *** سِفْراً تنـازَعَ صَوْغَـهُ الشُّهَـداءُ

العروضي

قصيدة محلقة شامخة ترصعها ابيات رفيعة المستوى وتطاول خاتمتها النجوم

تحية لك

زاهية
03-05-2006, 08:09 PM
عودي جَبيناً لا يُطـالُ ، وهامـةً = قـد كَلَّلَتْـهـا عِــزّةٌ وإبــاءُ
ردّي إلى وجْهِـي بَشاشَـةَ عِـزّةً = غـارتْ مَنابِعُهـا وجَـفَّ بَهـاءُ

اللهمَّ فكَّ أسرَ القدس يارب العزَّة والجبروت
بارك الله فيك أخي الكريم العروضي
وجعل ماكتبت في سجلِّ حسناتك
دمت بخير
أختك
بنت البحر

د.عمر خَلّوف
04-05-2006, 12:09 AM
أحبتي إكرامي وبحر الشوق وعادل ومصطفى وزاهية
مروركم عطر جو القصيدة
وثناؤكم مردود على قائله
الحب لمن رش عطره
والحب لمن أخفى ظله
ادعوا معي أن يفك الله أسر القدس
وأن يمنحنا صلاة فيه

حسن كريم
04-05-2006, 02:00 AM
تجربة محترمة

تنبي عن شاعر متألق.


لله درك أيها الموفق.

سلطان السبهان
04-05-2006, 02:13 AM
الأقصى

الأمل



دمت ودام الشعر الصادق

حوراء آل بورنو
04-05-2006, 06:04 PM
نصرك الله بجند من عنده يا أخي .

كل إكباري لشخصك .

د.عمر خَلّوف
04-05-2006, 10:57 PM
الأستاذ حسن كريم
الشاعر الأخيل
الأديبة حوراء

عبوركم رفة عبير عطرت أجواء النص

الشكر موصول للجميع

أسماء حرمة الله
04-05-2006, 11:15 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحيـة قطفتُها من حدائق الياسمين

العروضي،

يا أمّـةً صَبَـغَ الجهـادُ طريقَهـا
فجِهـادُهـا لِبَقائِـهـا سِيـمـاءُ
يستلهـمُ التاريـخُ مـنـكِ رُواءَهُ
فجبينُـهُ رغـم القـذى وضّـاءُ

بارك اللـه فيكَ وجزاك الفردوس يا لحنَ الصبر والأمل، ستعود القدس بإذن اللـه لتغرّدَ كما كانت، حرّةً تحلّقُ في سماواتِ النصر واليسر..عزيزة كانتْ وستبقى رغمَ أنوفهمْ.

قصيدٌ منسوجٌ من لآلئ الشعور والصدق ..

دمتَ لنا
تقبّل خالصَ تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والندى

د.عمر خَلّوف
04-05-2006, 11:29 PM
الشاعرة المجيدة أسماء

وجودك حديقة ياسمين

أجاب الله دعاكِ وأجزل لك المواهب

أشكر لك كرمك

د. سمير العمري
11-05-2006, 07:53 PM
هذه قصيدة من أروع ما قرأت لك.

مشاعر حارة صادقة ، وأفكار راشدة ناطقة.

لا أجد إلا أن أشكر إعجابي الشديد بها ...

بالتثبيت.



اللهم ارزقنا صلاة في الأقصى الأسير وقد تحرر وقدسه من دنس الغاصبين.


تحياتي
:os::tree::os:

عيسى جرابا
11-05-2006, 10:00 PM
أخي العروضي

قصيدة موغلة في الوجع

كما هي موغلة في الجمال

شاعرية باذخة

فلله درك!

وما النصر إلا من عند الله

وسيكون إن شاء الله

وفقك الله وبارك فيك

تحياتي

د.عمر خَلّوف
12-05-2006, 04:58 PM
الشاعر السامق د.سمير
يؤسفني تأخري بشكرك على التثبيت
يكفيني عبورك العطر
دمت للواحة وفرسانها

د.عمر خَلّوف
12-05-2006, 05:00 PM
أخي عيسى
لطالما استهواني بوحك
أيها الشاعر الشاعر
لك كل المودة

البحترى
14-05-2006, 07:05 AM
العروضى ... دون لقب فالإسم وحده يكفى وأنعم
ياألله على ما يكتبه قلمك
هذا محراب الشعر
وهذا ذهب المداد
وهذا شموخ اليراع
تقديرى وإكبارى لكل حرف فى هذه القصيدة

د.جمال مرسي
14-05-2006, 09:08 AM
لا فض فوك و لا عاش شانئوك
قصيدة محلقة بجناحي الأمل رغم ما اكتنفها من حزن كحزن أقصانا لتقاعسنا
دمت و سلمت أخي العروضي
و لك الود

د.عمر خَلّوف
14-05-2006, 06:58 PM
العروضى ... دون لقب فالإسم وحده يكفى وأنعم
ياألله على ما يكتبه قلمك
هذا محراب الشعر
وهذا ذهب المداد
وهذا شموخ اليراع
تقديرى وإكبارى لكل حرف فى هذه القصيدة


البحتري الشاعر

مداخلتك قصيدة

لك خالص الشكر

د.عمر خَلّوف
14-05-2006, 07:04 PM
لا فض فوك و لا عاش شانئوك
قصيدة محلقة بجناحي الأمل رغم ما اكتنفها من حزن كحزن أقصانا لتقاعسنا
دمت و سلمت أخي العروضي
و لك الود



ربَّ لحْنٍ يصوغُهُ الحزْنُ أجدى = في ابتعاثِ النفوسِ من سلطان

سلمت أيها [الزميل] الشاعر
أشكر لك عبورك المحلق

محمود الرخم
14-05-2006, 08:24 PM
أخي الفاضل...
قصيدتك رائعة راقية سامقة سامية، تعلو بالمشاعر وتهبط بها كما شئتَ وشاءت...
جزاك الله خيراً على كل حرف فيها، وزادك من فضله.
ولكن لي عليها بعض الملحوظات من باب "التلاكيك" و"الرخامة"... فتحمّلني أعزّك الله...

1- وعلى عيونِكِ ألفُ ألـفُ حكايـةٍشمَخَتْ بمجـدِكِ نَسْجُهُـنَّ فِـداءُ
أرى الأصوب "ألفُ ألفِ" بكسر المضاف إليه فيكون المعنى "مليون"، أما بالرفع فستكون "ألف" الثانية توكيداً، وهذا ليس موضع توكيد بلاغياً.

2- يكفيكِ في زمَـنِ التّشتّـتِ غُرْبـةً تعِبَـتْ علـى أسْوارِهـا العَلْيـاءُ
لا أدري هنا وجه نصب "غربة"، وأرى الأصوب فيها الرفع، وإن كانت منصوبة فما فاعل "يكفيك"؟
وقد تكون "غربة" تمييزاً للمصدر العامل "التشتت"، وفاعل "يكفيك" هو المصدر المؤوَّل من جملة "تعبت على أسوارها العلياء"، ولكن هذا وجه بعيد جداً لأن هذا الفعل يحتاج إلى حرف مصدري مثل "أن".
وأرى أن الأصوب رفع "غربة" والاستغناء عن التأويل.

3- ردّي إلى وجْهِـي بَشاشَـةَ عِـزّةً غـارتْ مَنابِعُهـا وجَـفَّ بَـهـاءُ
أرى هنا أنا ذكر "بهاء" نكرةً بعد "منابعها" المعرفة أصاب البيت بشيء من الركاكة التي لا بد أنك تلحظها.

ولك جزيل الشكر على حسن تقبُّلك بإذن الله...

محمد إبراهيم الحريري
14-05-2006, 11:32 PM
الأخ العروضي
تحية
وابصم على جماليةالقصيدة حسن نظمها وألق مشاعرها جعلتي أعيد الدمع على صفحات خد موغل بوجع الهزيمة
لك الله يا عروضي وفك أسر قدسنا ، لم نعد نملك إلا ناصية الكلمة وبيان الدعاء
بورك بك أخي

يا قدسنا لم تألف الشهباء=ذل يطاق بما رأته ذكاء
أقدام أمتنا بأصفاد الخنا= مربوطة فيها العفاف خواء
أفنت كؤوس الحيف ثغر مصيبة=أربت خناها بالمدى صماء
كف المنون بطاهر الزيتون لم=تخش القطاف بما تنيرُ سماء

ـــــــــــــــــــــــ
أخي العروضي الوقت داهمنا ولا مجال لي إلا وداعكم
رد مرتجل أرجو أن ينال رضاكم
تحياتي
اخوك محمد

د.عمر خَلّوف
15-05-2006, 12:08 AM
أخي الفاضل...
قصيدتك رائعة راقية سامقة سامية، تعلو بالمشاعر وتهبط بها كما شئتَ وشاءت...
جزاك الله خيراً على كل حرف فيها، وزادك من فضله.
ولكن لي عليها بعض الملحوظات من باب "التلاكيك" و"الرخامة"... فتحمّلني أعزّك الله...

1- وعلى عيونِكِ ألفُ ألـفُ حكايـةٍ=شمَخَتْ بمجـدِكِ نَسْجُهُـنَّ فِـداءُ
أرى الأصوب "ألفُ ألفِ" بكسر المضاف إليه فيكون المعنى "مليون"، أما بالرفع فستكون "ألف" الثانية توكيداً، وهذا ليس موضع توكيد بلاغياً.

2- يكفيكِ في زمَـنِ التّشتّـتِ غُرْبـةً = تعِبَـتْ علـى أسْوارِهـا العَلْيـاءُ
لا أدري هنا وجه نصب "غربة"، وأرى الأصوب فيها الرفع، وإن كانت منصوبة فما فاعل "يكفيك"؟
وقد تكون "غربة" تمييزاً للمصدر العامل "التشتت"، وفاعل "يكفيك" هو المصدر المؤوَّل من جملة "تعبت على أسوارها العلياء"، ولكن هذا وجه بعيد جداً لأن هذا الفعل يحتاج إلى حرف مصدري مثل "أن".
وأرى أن الأصوب رفع "غربة" والاستغناء عن التأويل.

3- ردّي إلى وجْهِـي بَشاشَـةَ عِـزّةً = غـارتْ مَنابِعُهـا وجَـفَّ بَـهـاءُ
أرى هنا أنا ذكر "بهاء" نكرةً بعد "منابعها" المعرفة أصاب البيت بشيء من الركاكة التي لا بد أنك تلحظها.

ولك جزيل الشكر على حسن تقبُّلك بإذن الله...

أخي الرقيق

والله لقد سعدت لعبورك الرقيق، وما حمله من دقيق الملاحظة، وسابغ العلم

1- أما بخصوص ملاحظتك الأولى فهي ما قلت: (ألفُ ألفِ)، والعيبُ في التنسيق ليس إلاّ.
2- وأما (يكفيكِ) فهي هنا بمعنى (حسبك)، ولذلك ف(غربة) منصوبة على الحال، وإن شئت على التمييز كما في قوله تعالى: {وكفى بالله وكيلا}، وكقولهم: (كفاكَ رخامة) أي: (حسبك)،
يقول الشاعر:
سلي عنّي بني ليثِ بْنِ سعدٍ = كفى قومي بصاحبهم خبيرا
3- وأما إشارتك إلى ما أصابَ البيت الأخير من (ركاكة) لمجيء "بهاء" نكرةً، فإشارة في غير موضعها، لأنها من صلب درس البلاغة، وعجبت لعدم ملاحظتك المعنى: (وجفَّ بهاؤُها).
ولا يحضرني الآن سوى قوله:
منعَتْ تحيتها فقلتُ لصاحبي = ما كان أكثرَها لنا وأقلَّها
يعني: وأقلها لها، فحذف لها بلاغةً وفصاحة، لبيان المراد

وفي انتظار تعليق أحد الأساتذة اللغويين، فلست لغوياً، أرجو أن لا أكون قد أقلقتُ أخي الرخم=بمعنى الرقيق.

د.عمر خَلّوف
15-05-2006, 12:15 AM
الأخ الشاعر الحريري

أيها المنسابُ حريراً

جزيت خيراً، وصح لسانك، وزادك الله من نعمائه

أشكر لك حضورك الألق، المتفجّرَ على الدوام شعراً.

د. مصطفى عراقي
15-05-2006, 09:05 AM
إلاّ إليكِ فلا اهْتَدى الإسراءُ= وقلوبُنا لَهْفى؛ فكيف لِقاءُ
يا قدسُ يا وَجْداً تَجَذَّرَ في دَمي = وامتدَّ فاكْتَحَلَتْ بهِ الأعضاءُ
يا قِبْلةَ الأرواح .. تهفو نحوها = مُهَجٌ يُهَدْهِدُها الحنينُ ظِماءُ
ألقى عليكِ اللهُ منه مَحبّةً = قدسيةً، فإذا القلوبُ رَجاءُ
يا منبَعَ النور الذي اغتَسَلَتْ بهِ = كَفُّ الصباح وشابَتِ الظّلْماءُ
تجثو الكواكبُ تحت عَرشِكِ ترتوي = من فَيْضِ نورِكِ؛ فالشموسُ وِضّاءُ
* * *
يا أنتِِ ؛ يا رحِمَ النبوّةِ، بورِكَتْ = منكِ الربوعُ، وبورِكَ الأبناءُ
يا سُرّةَ الإيمانِ حَبلُكِ موثَقٌ = بعُرَى السّما، يجري به الإيحاءُ
تبقين أنتِ على المدى أنشودةً = سَجَعَتْ بِرَجْعِ لُحونِها الشّعَراءُ
وتظلُّ أروِقَةُ الهدى ثَجّاجَةً = بالحقِّ ، تخطُرُ بالهدى الأرجاءُ
وعلى عيونِكِ ألفُ ألفُ حكايةٍ = شمَخَتْ بمجدِكِ نَسْجُهُنَّ فِداءُ
* * *
يا قدْسُ يا لُغَةَ الجهادِ تفجّرَتْ = فيها الحروفُ ، وبُعْثِرَ الإنشاءُ
لهفي عليكِ، وأنتِ منهَلُ عِزّةٍ = ولَغَتْ بِمائكِ طُغْمَةٌ عَسْراءُ
وغدا فؤادُكِ في يَدَيْ جلاّدِهِ = وَجِعاً، تَئِنُّ دِماؤهُ الشّماءُ
أنفاسُكِ الحرّى دُعاءٌ صارخٌ = فُتِحتْ لهُ فوق السّماء سَماءُ
ودموعُكِ الثّكْلى ربيعٌ طاهِرٌ = نبَتَتْ عليه حجارةٌ صَمَّاءُ
دَمُكِ الطَّليلُ يمرُّ عَبْرَ جراحنا = مُتَوهّجاً .. وجراحُنا خَرساءُ
قَصُرَتْ دروبُ الأرضِ عنْكِ وكلّنا = شَوْقٌ يَمُورُ ، وَهِمّةٌ قَعْساءُ
النارُ في أرضيكِ تأكلُ مهجتي = ودَمي خيولٌ أُلْجِمَتْ، ومَضَاءُ
ودَمُ الجهادِ على جبينِكِ مُورِقٌ = ويدي أمامَ دُعائهِ شَلاّءُ
روحي تطوفُ على مَشَارِفِ عزَّةٍ = فيشدّها من أمّتي استخذاءُ
كم هزّها داعي الجهادِ فأحجَمَتْ = ضَعَةً ، ولَفَّ جَوابَها الإغْضاءُ
حَمَلَتْ وأثْقَلَها الجَنى فتَمَخّضَتْ = فإذا المخاضُ صحيفةٌ جوفاءُ
* * *
يا أمّةً صَبَغَ الجهادُ طريقَها = فجِهادُها لِبَقائِها سِيماءُ
يستلهمُ التاريخُ منكِ رُواءَهُ = فجبينُهُ رغم القذى وضّاءُ
يكفيكِ في زمَنِ التّشتّتِ غُرْبةً = تعِبَتْ على أسْوارِها العَلْياءُ
عودي جَبيناً لا يُطالُ ، وهامةً = قد كَلَّلَتْها عِزّةٌ وإباءُ
ردّي إلى وجْهِي بَشاشَةَ عِزّةً = غارتْ مَنابِعُها وجَفَّ بَهاءُ
ولْيكتب التاريخَ سيفُكِ عَنْوَةً = سِفْراً تنازَعَ صَوْغَهُ الشُّهَداءُ

شاعرنا المبدع العروضي
سأصدقك القول بأنني عندما طالعت اسمك هنا خفت أن تكون ممن يُعنون بعروض الشعر وعويصه على حساب جماله وعذوبته
ولكنني أشهد بأنني كنت مخطئا، وأنك ممن يقدرون أن لكل مقام مقالا
وهذا مقام الشعر

بقصيدة غاية في الجمال وآية في العذوبة

أدهشني اقتدارك في بناء الجملة الشعرية بالتقديم الموحي كما في مطلع القصيدة
وانبهرت بالصور المبتكرة المتلاحقة في :

يا منبَعَ النور الذي اغتَسَلَتْ بهِ = كَفُّ الصباح وشابَتِ الظّلْماءُ
تجثو الكواكبُ تحت عَرشِكِ ترتوي = من فَيْضِ نورِكِ؛ فالشموسُ وِضّاءُ

ودمت شاعرا مبدعا وعروضيا متبحرا

مصطفى

محمود الرخم
15-05-2006, 10:54 AM
أخي الرقيق

والله لقد سعدت لعبورك الرقيق، وما حمله من دقيق الملاحظة، وسابغ العلم

1- أما بخصوص ملاحظتك الأولى فهي ما قلت: (ألفُ ألفِ)، والعيبُ في التنسيق ليس إلاّ.
2- وأما (يكفيكِ) فهي هنا بمعنى (حسبك)، ولذلك ف(غربة) منصوبة على الحال، وإن شئت على التمييز كما في قوله تعالى: {وكفى بالله وكيلا}، وكقولهم: (كفاكَ رخامة) أي: (حسبك)،
يقول الشاعر:
سلي عنّي بني ليثِ بْنِ سعدٍ = كفى قومي بصاحبهم خبيرا
3- وأما إشارتك إلى ما أصابَ البيت الأخير من (ركاكة) لمجيء "بهاء" نكرةً، فإشارة في غير موضعها، لأنها من صلب درس البلاغة، وعجبت لعدم ملاحظتك المعنى: (وجفَّ بهاؤُها).
ولا يحضرني الآن سوى قوله:
منعَتْ تحيتها فقلتُ لصاحبي = ما كان أكثرَها لنا وأقلَّها
يعني: وأقلها لها، فحذف لها بلاغةً وفصاحة، لبيان المراد

وفي انتظار تعليق أحد الأساتذة اللغويين، فلست لغوياً، أرجو أن لا أكون قد أقلقتُ أخي الرخم=بمعنى الرقيق.
أخي الكريم، أعزّك الله وزادك في اللغة بسطة
1- هدى الله لنا ولك التنسيق، فكم يثير المشكلات بين الأهلين...
2- أما (يكفيك) فمهما كان معناها فهي فعل، ولا بد لها من فاعل، وفي قوله تعالى (وكفى بالله وكيلاً) الفاعل هو لفظ الجلالة، والباء حرف جرّ زائد للتوكيد، وتجوز زيادته على الفاعل كما في الآية الكريمة، وتجوز زيادته على المفعول كما في قول المتنبي (كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا) فالفاعل هو المصدر المؤول من "أن ترى الموت شافيا" والمفعول هو الضمير الكاف، وتأويل الجملة "كفاك داءً رؤيتك الموت شافياً".
3- أما ركاكة البيت الأخير (واعذرني في استخدام اللفظ، فأنا -كما ترى- رخم) فلا أرى أن شاهدك في موضعه، فالمحذوف فيه مقدَّر واضح ظاهر جليّ في المعنى، أما ما حذفته من بيتك فلا يمكن تقديره، فقد حذفت مضافاً إليه، ومن أشهر قواعد اللغة أن المضاف والمضاف إليه لا يفترقان، ولا يمكن أن نقول إن "بهاءُ" معرفة على أساس حذف المضاف إليه.
ودرس الحذف في البلاغة واسع كبير، وقد درسته كثيراً، ولكن لم يكُن فيه حذف المضاف إليه المعرفة عن المضاف النكرة.

د. مصطفى عراقي
15-05-2006, 08:08 PM
أخي الكريم، أعزّك الله وزادك في اللغة بسطة
1- هدى الله لنا ولك التنسيق، فكم يثير المشكلات بين الأهلين...
2- أما (يكفيك) فمهما كان معناها فهي فعل، ولا بد لها من فاعل، وفي قوله تعالى (وكفى بالله وكيلاً) الفاعل هو لفظ الجلالة، والباء حرف جرّ زائد للتوكيد، وتجوز زيادته على الفاعل كما في الآية الكريمة، وتجوز زيادته على المفعول كما في قول المتنبي (كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا) فالفاعل هو المصدر المؤول من "أن ترى الموت شافيا" والمفعول هو الضمير الكاف، وتأويل الجملة "كفاك داءً رؤيتك الموت شافياً".
3- أما ركاكة البيت الأخير (واعذرني في استخدام اللفظ، فأنا -كما ترى- رخم) فلا أرى أن شاهدك في موضعه، فالمحذوف فيه مقدَّر واضح ظاهر جليّ في المعنى، أما ما حذفته من بيتك فلا يمكن تقديره، فقد حذفت مضافاً إليه، ومن أشهر قواعد اللغة أن المضاف والمضاف إليه لا يفترقان، ولا يمكن أن نقول إن "بهاءُ" معرفة على أساس حذف المضاف إليه.
ودرس الحذف في البلاغة واسع كبير، وقد درسته كثيراً، ولكن لم يكُن فيه حذف المضاف إليه المعرفة عن المضاف النكرة.
==============
أخي الفاضل محمود الرخم

أستأذن شاعرنا المبدع العروضي وأقول لك إنني يا أخي أتفق معك في الملاحظتين الأوليين، وما كان على أخينا الفاضل أن يعتذر عن الأولى بالتنسيق لأن التنسيق لا يغير التشكيل.
واسمح لي أن اختلف معك في ثالثتهما فأنا أؤيد فيها الشاعر نحوا وبلاغة
فقد جاء في مغني اللبيب تحت عنوان:
حذف المضاف اليه
ما يلي:
"يكثر في ياء المتكلم مضافا إليها المنادى نحو ( رب اغفر لي ) (والأصل ربي) ،
..
وسمع سلام عليكم فيحتمل ذلك أي سلام الله أو إضمار أل".
مغني اللبيب:1: 814)
وفي شرح الكافية للرضي:
وإذا جاز حذف المضاف إليه في مثله مع اختلاف المضافين نحو قوله: 132 - يا من راى عارضا أسر به * بين ذراعي وجبهة الاسد "

وفي هذا جواب عن قولك:"ولكن لم يكُن فيه حذف المضاف إليه المعرفة عن المضاف النكرة"

وأما احتجاجك بأن" من أشهر قواعد اللغة أن المضاف والمضاف إليه لا يفترقان،"
فأقول هذا في الأصل ولكن شجاعة العربية تسمح بحذف المضاف وبقاء المضاف إليه وهو كثير، كما تسمح بحذف المضاف إليه وبقاء المضاف.
وفي الكتاب يقول سيبويه: :" قوله، وهو العجّاج: بعد اللَّتيّا واللّتيا والتي
فليس حذف المضاف إليه في كلامهم بأشدّ من حذف تمام الاسم."
يريد أن حذف المضاف إليه أخف من حذف صلة الموصول ، وقد حُذف.
__________


أما بلاغة فأنا أرى أنه لا داعي لتقدير حذف بل تبقى نكرة على ظاهرها ؛ فتكون أبلغ وأقسى.
لأن التنكير يفيد التعميم وهذا أقوى في تجسيد الجفاف ، وكانه لم يعد ثمَّ بهاء، ليكون الاشتياق إلى بشاشة العزة أشد.

والله تعالى أعلم

مصطفى

محمود الرخم
15-05-2006, 09:01 PM
أخي الفاضل مصطفى عراقي
جزاك الله خيراً على جهدك واجتهادك وتوضيحك الذي تفضّلت به علينا...
وردّي هذا من باب الاستزادة لا أكثر...

هل وجدت فيما ورد عليك من شواهد وقواعد مضافاً إليه جاء على صورة الضمير وتمّ حذفه؟
ولا أعني هنا شاهداً مثلاً "ربِّ" لأنني أساساً أعترض على هذا الشاهد، فهو مجرّد حذف لرسم المضاف إليه، ولكنه معتبَر وجوده بدليل كسر الباء التي كان أولى فيها النصب على النداء إن كان المضاف إليه محذوفاً، فالياء هنا موجودة في صورة الكسرة ولم تُحذف الحذف المقصود.
وهل وجدت في الشواهد حذف المضاف إليه بعد المعطوف لا المعطوف عليه في مثل مثالك "بين ذراعَي وجبهة الأسد"؟ فواضح في هذا المثال أن المضاف إليه عمل عمله في المعطوف عليه كما عمل في المعطوف، فقد حُذفت النون من "ذراعي" كما حُذف التنوين من جبهة.
أما إن كان على الصيغة: "بين ذراعي الأسد وجبهةٍ، فلا أظنك ولا أظن أحداً يستسيغه...

وإن كان الأبلغ -كما قلتَ- هو الإبقاء على تنكير "بهاء"، فهل يعني هذا أن تعريف المعطوف عليه ضعيف البلاغة نسبياً؟
لعلّ هذا ما عنيته بلفظ "ركاكة"، فلو كان اللفظان معرفتين معاً لكان التعبير بليغاً مستساغاً، ولو كانا نكرتين معاً لكان التعبير بليغاً مستساغاً، أما أن يكون أحدهما معرفة والآخر نكرة فهذا ما لا أراه أبداً.

د. مصطفى عراقي
15-05-2006, 09:45 PM
أخي الكريم
أخشى أن يتحول الأمر إلى جدال
أنت في كلامك الأول نفيت حذف المضاف إليه البته
وها قد حدثك العلماء عن مبأ جوازه
وأنا عندما قلت إن التنكير هنا أبلغ إنما عنيت في هذا السياق ، ولا يترتب على هذا أن كل تعريف غير بليغ
فالتنكير في موضعٍ يروق، كما التعريف في غيره
ثم من قال إن "بهاء" هنا معطوف إنه فاعل في جملة معطوفة وليس هو المعطوف
وهل في قولك قرأت الكتاب وكتبت قصيدة
ركاكة ام دقة؟
وهل في قولك لو سلمنا بعطف المفردات،
أكرمت محمدا ورجلا
ما يضير؟
نعم لو كان الرجل معروفا قل: أكرمت محمدا والرجل
ولكن هل تفرض علي تعريف ما يدعو موقف إلى تنكيره..
أراك تحجر واسعا بغير مسوغ.

أخي الكريم:
بحسبك أنك نلت الأجرين -حسبتُ- إن شاء الله في المسألتين؟
فلم لا تقنع بأجر واحدٍ في مسألة.


(ولن أقول المسألة)


ودمتَ

د.عمر خَلّوف
16-05-2006, 12:55 AM
شاعرنا المبدع العروضي
سأصدقك القول بأنني عندما طالعت اسمك هنا خفت أن تكون ممن يُعنون بعروض الشعر وعويصه على حساب جماله وعذوبته
ولكنني أشهد بأنني كنت مخطئا، وأنك ممن يقدرون أن لكل مقام مقالا
وهذا مقام الشعر

بقصيدة غاية في الجمال وآية في العذوبة

أدهشني اقتدارك في بناء الجملة الشعرية بالتقديم الموحي كما في مطلع القصيدة
وانبهرت بالصور المبتكرة المتلاحقة في :

يا منبَعَ النور الذي اغتَسَلَتْ بهِ = كَفُّ الصباح وشابَتِ الظّلْماءُ
تجثو الكواكبُ تحت عَرشِكِ ترتوي = من فَيْضِ نورِكِ؛ فالشموسُ وِضّاءُ

ودمت شاعرا مبدعا وعروضيا متبحرا

مصطفى

أستاذي الفاضل مصطفى عراقي

تلك شهادة أعتز بها كثيراً
وأنا سعيد بهذا العبور البهي،

لا حرمنا الله من إطلالتك الجميلة.

أستاذي الكريم محمود الرخم

أكرر سعادتي البالغة بمداخلتك الغنية
وبعد أن وقعت بين نارين مباركتين، أراني مضطراً إلى النظر في مسألة (يكفيك)، ولكن أجدني أميل إلى جمال كلمة (بهاء)، ما لم أقتنع بشعورك بركاكتها.
وحسبي أن القصيدةَ قد حركت رماد ذلك الدرس البلاغي الرائع بين قطبين لغويين.

بارك الله بكما
وبعلمكما

فاعذرا أخاً لكما ليس له من الدرس اللغوي أكثر مما جادت به الثانوية العامة.

د.عمر خَلّوف
04-07-2006, 11:14 PM
أخي الكريم
هذا وقتها وكفى