المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال للرجال فقط !!!



حوراء آل بورنو
04-05-2006, 01:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم




" هي العالم بأسره "

نعم الرجال قوامون على النساء كما يقول الله تعالى في كتابه العزيز و لكن المرأة عماد الرجل و ملاك أمره و سر ّ حياته .. من صرخة الوضع إلى أنة النزع .
لا يستطيع الأب أن يحمل بين جناحتيه لطفله الصغير عواطف الأم .. فهي التي تحوطه بعنايتها و رعايتها .. و تبسط عليه جناح رحمتها و رأفتها .. و تسكب قلبها في قلبه حتى يستحيلا لقلب واحد .. يخفق خفوقا ً واحدا ً و يشعر بشعور واحد .. و هي التي تسهر عليه ليلها و تكلؤه نهارها .. و تحتمل آلام الحياة و أرزائها في سبيله غير شاكية و لا متبرمة .. بل تزداد شغفا ً به و إيثارا ً له و ضنا ً بحياته بمقدار ما تبذل من الجهود في سبيل تربيته .. و لو شئت ان أقول لقلت : إن سر ّ الحياة الانسانية و ينبوع وجودها و كوكبها الأعلى الذي تنبعث منه جميع أشعتها ينحصر في كلمة واحدة فقط هي ( قلب الأم ) ..
لا يتسطيع الرجل أن يكون رجلا حتى يجد إلى جانبه زوجة تبعث في نفسه روح الشجاعة و الهمّة و تغرس في قلبه كبرياء التبعة و عظمتها .. و حسب المرء أن يعلم أنه سيّد و أن رعية كبيرة أو صغيرة تضع ثقتها فيه و تستظل بظل حمايته و رعايته و تعتمد في شؤون حياتها عليه حتى يشعر بحاجته إلى استكمال جميع صفات السيّد و مزاياه في نفسه .. فلا يزال يُعالج ذلك من نفسه و يأخذها به أخذا حتى يتم له ما يريد .. و ما نصح الرجل بالجد في عمله و الاستقامة في شؤون حياته و سلوك الجادة في سيره و لا هداه إلى التدبير و مزاياه و الاقتصاد و فوائده و السعي و ثمراته و لا دفع به في طريق المغامرة و المخاطرة و الدأب و المثابرة مثل ( دموع الزوجة المنهلّة و يدها الضارعة المبسوطة ) ...
و لا يستطيع الشيخ الفاني أن يجد في أخريات أيامه في قلب ولده الفتى من الحنان و العطف و الحب و الايثار ما يجد في قلب ابنته الفتاة .. فهي التي تمنحه يدها عكازا ً لشيخوخته و قلبها مستودعا ً لأسراره و هواجس نفسه و هي التي تسهر بجانب سرير مرضه ليلها كله تتسمع أنفاسه و تصغي إلى أناته و تحرص الحرص كله على أن تفهم من حركات يديه و نظرات عينيه حاجاته و أغراضه فإذا نزل به قضاء الله عز وجل كانت هي من دون ورثته جميعا ً الوارثة الوحيدة التي تعد موته نكبة عظمى لا يهوّنها عليها و لا يخفف من لوعتها في نفسها أنه قد ترك من بعده ميراثا ً عظيما ً و كثيرا ما سمع السامعون في بيت الميت قبل أن يجف تراب قبره أصوات أولاده يتجادلون و يشتجرون في الساعة التي يجتمع فيها بناته و نساؤه في حجراتهم نائحات باكيات !!
(( و جملة القول أن الحياة مسرّات و أحزان , أما مسراتها فنحن مدينون بها للمرأة لأنها مصدرها و ينبوعها الذي تتدفق منه و أما أحزانها فالمرأة هي من تتولى تحويلها إلى مسرات أو ترويحها عن نفوس أصحابها على الأقل .. فكأننا مدينون للمرأة بحياتنا كلها )) ..
فليت شعري هل شكرنا للمرأة تلك النعمة التي أسدتها إلينا و جازيناها بها خيرا ؟

" إن أردت دوام الحب فأحسن أدبك "

((( لا .... لا .. لأننا إن منحناها شيئا من عواطف قلوبنا و خوالج نفوسنا فإننا لا نمنحها أكثر من " عواطف الحب و الود " و نضّن عليها كل الضن بعاطفة " الاحترام و الاجلال " و هي إلى نهلة ٍ واحدة من نهلات الاجلال و الإعظام أحوج منها إلى " شؤبوب متدفق من الحب و الغرام " ))) ..
قد نحنو عليها و نرحمها و لكنها رحمة السيّد بالعبد .. لا رحمة الصديق بالصديق .. و قد نصفها بالعفة و الطهارة و معنى ذلك عندنا أنها عفة الخِدر و الخِباء لا عفة النفس و الضمير ... و قد نهتم ّ بتعليمها و تخريجها و لكن ليس باعتبار أنها انسان كامل لها الحق في الوصول إلى ذروة الانسان التي تريدها .. و التمتع بجميع صفاتها و خصائصها بل لنعهد إليها بوظيفة المربية أو الخادم أو الممرضة أو لنتخذ منها ملهاة لأنفسنا .. و نديما ً لسمرنا و مؤنسا ً لوحشتنا أي اننا ننظر إليها بالعين التي ننظر بها إلى حيواناتنا المنزلية المستأنسة لا تُسدي إليها من النعم و لا نخلع عليها من الحُلل إلا ما ينعكس منظره على مرآة نفوسنا فيملؤها غبطة و سرورا ً ..
(( إنها لا تريد شيئا ً من ذلك .. إنها لا تريد أن تكون سريّة الرجل و لا حظيّته و لا آداة لهوه و لعبه , بل صديقته و شريكة حياته )) ...

(( إنها تفهم معنى الحياة كما يفهمها الرجل .. فيجب أن يكون حظها منها مثل حظه )) ..
إنها لم تخلق من أجل الرجل بل من أجل نفسها فيجب أن يحترمها الرجل لذاتها لا لنفسه .. يجب ان يُنفس عنها قليلا من ضائقة سجنها لتفهم أن لها كيانا ً مستقلا ً و حياة ً ذاتية و أنها مسؤولة عن ذنوبها و آثامها أمام نفسها و ضميرها .. لا أمام الرجل ..
يجب أن تعيش في جو الحرية الفسيح .. و تستروح رائحته الأبدية ليستيقظ ضميرها الذي أخمده السجن و الاعتقال من رقدته و يتولى بنفسه محاسبتها على جميع أعمالها و مراقبة حركاتها و سكناتها .. فهو أعظم سلطانا ً و أقوى يدا ً من جميع الوازعين المُسيطرين ..
يجب أن نحترمها لتتعوّد احترام نفسها و من احترم نفسه كان أبعد الناس عن الزلات و السقطات الفاضلة .. و الصفات الكريمة إلا إذا صح أن يكون الظلام مصدرا للنور و الموت علّة للحياة و العدم سلّما ً إلى الوجود ..
كما لا أريد أن تتخلع المرأة و تستهتر و تهيم على وجهها في مجتمعات الرجال و أنديتهم و تمزق حجاب الصيانة و العفة المسبل عليها , كذلك لا أحب أن تكون جارية مستعبدة للرجل .. يملك عليها كل مادة من مواد حياتها و يأخذ عليها كل طريق حتى طريق النظر و التفكير ..

((( و بعد فإما أن تكون المرأة مساوية للرجل في عقله و إدراكه أو أقل منه .. فإذا كانت الأولى : فليعاشرها معاشرة الصديق للصديق , و النظير للنظير .. و إن كانت الأخرى : فليكن شأنه شأن المعلم مع تلميذه و الوالد مع ولده .. أي أنه يُعلمها و يُدرّبها و يأخذ بيدها حتى يرفعها لمستواه الذي هو فيه .. ليستطيع أن يجد منها الصديق الوفي ّ و العشير الكريم .. و المعلم الذي لا يستعبد تلميذه و لا يستذله .. و الأب الذي لا يحتقر ابنه و لا يزدريه ))) .....





و بعد ..
فهذا سؤال لكل رجال العالم :
(هل تسمح بدقيقة تفكير واحدة فقط .. شاور نفسك فيها و ناقشها بهدوء ثم أجب)
و انت كيف تعامل المرأة ؟



مقال أعجبني .

الصباح الخالدي
04-05-2006, 01:58 AM
جميل ومستعدون للوقوف اكثر ....شكرا لك

عبلة محمد زقزوق
04-05-2006, 10:59 AM
حروف ضمت عبارات ومقاطع تستحق الوقوف لها في إحترام وتقدير .
فلقد أعجبني هذا المقطع منها " قد نحنو عليها و نرحمها و لكنها رحمة السيّد بالعبد .. لا رحمة الصديق بالصديق .. و قد نصفها بالعفة و الطهارة و معنى ذلك عندنا أنها عفة الخِدر و الخِباء لا عفة النفس و الضمير ... "
لابد أن يتمعن الجميع في المعنى بهذا الجزء ، نعم فلقد كان الصدق فيه شديد ومؤلم .
شكرا لجمال وروعة الموضوع ومصداقية الحروف .
تحياتي أختاه ـ حوراء " حرة "

حوراء آل بورنو
04-05-2006, 06:12 PM
جميل ومستعدون للوقوف اكثر ....شكرا لك


لا يقف مع نفسه وقفة صدق و مراجعة و محاسبة إلا صاحب المبادئ و من يرد الحق إلى أهله رداً جميلاً .

أتنمى أن يكون المقال نفعك بحق .

د. محمد حسن السمان
05-05-2006, 03:20 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة الاستاذة حوراء آل بورنو

مقالة فكرية راقية , سامية الاهداف , معقولة الطروحات , صادقة
في كل ما اتت به , ضمن منظور متوازن , نعم انها المرأة الفاضلة .

اخوكم
السمان

الصباح الخالدي
06-05-2006, 01:21 AM
لا يقف مع نفسه وقفة صدق و مراجعة و محاسبة إلا صاحب المبادئ و من يرد الحق إلى أهله رداً جميلاً .

أتنمى أن يكون المقال نفعك بحق .
لو لم اقف لم يكن قد نفعني

حوراء آل بورنو
07-05-2006, 02:30 PM
حروف ضمت عبارات ومقاطع تستحق الوقوف لها في إحترام وتقدير .
فلقد أعجبني هذا المقطع منها " قد نحنو عليها و نرحمها و لكنها رحمة السيّد بالعبد .. لا رحمة الصديق بالصديق .. و قد نصفها بالعفة و الطهارة و معنى ذلك عندنا أنها عفة الخِدر و الخِباء لا عفة النفس و الضمير ... "
لابد أن يتمعن الجميع في المعنى بهذا الجزء ، نعم فلقد كان الصدق فيه شديد ومؤلم .
شكرا لجمال وروعة الموضوع ومصداقية الحروف .
تحياتي أختاه ـ حوراء " حرة "


صدقت أيتها الفاضلة و العزيزة
هذه هي الحقيقة المرّة ، فكثير هم من يعاملون المرأة بالرفق و اللين و لكن رفق و لين السيد بعبده ، فإن لم تسمع كلمة المنّ و التفضلّ رأتها في عينيه تتحدث ، فسبحان الله كيف يهب القوة و السلطان و يفضل بحكمته البالغة الرجل على المرأة ليفهم كننهها الرجل بطريقة مغايرة و مختلفة عن وجهها الصحيح ، فبدل أن يرفع من قيمتها بقوته يرفع من قيمة نفسه عليها و بدل أن يصون كرامتها بسلطانه يصون رجولته من المساس بسلطانه عليها .

هم كثير يا عبلة ، و لكن أؤمن أن النظرة و الخطرة لها ميزان أدق من خيوط الحرير عند مليك مقتدر .

بالغ تقديري لفهمك .

واحة أمان
07-05-2006, 06:13 PM
الحبيبة الفاضلة حوراء :وكأني بك قد لامست جراح معظم النساء في مجتمعنا.
فالمرأة غالبا ماتتفانى في تقديم ما يسعد الرجل دون أن تنتظر مقابل إلا الرضا،وكثيرا ما ينسى أو يتناسى أنها سببا رئيسا لانتصاراته على كل الصعد .وربما تمثل شكره لها بابتسامة باهتة تعصف بتلابيبها ،وتأخذ منها كل مأخذ وتشعرها برضاه المنشود .
أختي الحبيبة :لوأخذ الرجل في مجتمعنا بشيء من أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أزواجه وبما أعطى الإسلام من الكرامة للمرأة لما كان هذا حالنا .
موضوع يستحق كل الإهتمام ،سلمت ويسلم الفكر منك .
دمت بألف خير

قيصر الغرام
07-05-2006, 09:57 PM
سلام الله عليها الفاضلة حوراء

حوراء أدخلتني هنا لأقول لكِ

(نضع ما نملك من مشاعر وحنان داخل تلك المرأة التي قبلنا ان تكون نصفها الاخر

فان غابت غبنا)


اقبلي مروري المتواضع

حوراء آل بورنو
14-05-2006, 02:38 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة الاستاذة حوراء آل بورنو

مقالة فكرية راقية , سامية الاهداف , معقولة الطروحات , صادقة
في كل ما اتت به , ضمن منظور متوازن , نعم انها المرأة الفاضلة .

اخوكم
السمان

أخي الفاضل و الكريم / محمد حسن السمان

بات يخجلني تتبعك مواضع قلمي حرصاً و تقديراً ! فما تفتأ تقرأ له ثم تمدحه .
و لكني بحق أرجو من الله أن تنتفع منه بعلم و أنتفع منك بدعوة صالحة .

أما هذه المقالة فشكر الله لصاحبها كيف رسم أصعب ما يمس علاقة الرجل بالمرأة أنّى كانت له ، و ونصح ابن آدم بالخير ، و ليته يسمع فيكن من الفائزين بقلبها في الدنيا و بثواب الله في الآخرة .

كل تقديري لك و امتناني .

حسام القاضي
14-05-2006, 04:05 PM
الخت الفاضلة / حوراء
اختيارك أعجبني جدا
المقال أكثر من رائع .. طرح جديد لقضية هامة جدا.
واقول بصدق نحن الرجال الشرقيون نشأنا على مفاهيم مجتمعاتنا الذكورية التوجه ، ويظل البعض منا أسير لهذه المفاهيم، ويحاول البعض وبإجتهاد فردي منهم الوصول للأفضل ..وأرى ان الأمر لا يتحقق إلا بالفهم الصحيح لتعاليم ديننا ، فالقوامة فيه لم تكن أبدا قوامة السيد على العبد بل هي قوامة الإحتواء والرعاية ، لذا فأنا أتفق مع الفاضلة / واحة أمان في ما قالت (لو أخذ الرجل بشيء من أدب الرسول صلى الله عليه وسلم مع أزواجه وبما اعطى الإسلام من كرامة للمرأة ....إلخ ) .
السبيل الوحيد لحل كل مشكلاتنا هو الفهم الصحيح لتعاليم ديننا وتطبيقها كما ينبغي .
دمت متألقة.

حوراء آل بورنو
12-08-2006, 03:14 PM
الحبيبة الفاضلة حوراء :وكأني بك قد لامست جراح معظم النساء في مجتمعنا.
فالمرأة غالبا ماتتفانى في تقديم ما يسعد الرجل دون أن تنتظر مقابل إلا الرضا،وكثيرا ما ينسى أو يتناسى أنها سببا رئيسا لانتصاراته على كل الصعد .وربما تمثل شكره لها بابتسامة باهتة تعصف بتلابيبها ،وتأخذ منها كل مأخذ وتشعرها برضاه المنشود .
أختي الحبيبة :لوأخذ الرجل في مجتمعنا بشيء من أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أزواجه وبما أعطى الإسلام من الكرامة للمرأة لما كان هذا حالنا .
موضوع يستحق كل الإهتمام ،سلمت ويسلم الفكر منك .
دمت بألف خير

نعم أيتها الفاضلة ؛ كثيرات هن اللواتي يتفانين في تقديم ما يسعد الرجل و يبهج خاطره ، و ربما أكثر من ذلك ، و كثيرا ما تصدم المرأة بردود أفعاله أو أقواله ... و لكني أرى أن الأمر الآن خرج من حدود الإكرام إلى صحراء العدالة ؛ فالعدالة بحق باتت صحراء بلقع ، و اشتكت الكثير من البيوت من ظلم الأزواج البواح و الصراح و تجاوز حدود الإنسانية إلى الحيوانية في التعامل و التعايش !!!
أرى أن الرجال - بالذات - عليهم ألا يشكوا مرارة واقع سياسي و لا هزيمة وطنية ؛ فما يجري في بيوتكم من تجاوز و تعدي فاض إلى الأرض و الوطن .

و تحقيقا للعدالة التي يطلبها كل حي لا أنكر كم من الزوجات تحيا في كنف زوج - فقط - لتذله و تشعره أن كلمتها عليه السيدة !

هو واقع مرير لا ريب و لكن اختلال موزاين الله صنع أيدينا و ميراث لظلم عظيم .

كوني بألف خير يا غالية .

الصباح الخالدي
13-08-2006, 09:53 AM
في الأجوبة بين الرجال والنساء مراوغات