تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بائعة الكبريت



عنان الدحابيب
04-05-2006, 03:06 PM
ريـحُ الشتـاءِ تئـنُّ بالأبـوابِ=ويئنُّ ضلعُ الصدرِ خلـف ثيابـي
والثلجُ يسقطُ والمدافىءُ حولهـا=يتجمّـعُ الأحـبـابُ بالأحـبـابِ
وشوارعٌ بالكادِ يُسمـعُ نبضهـا=ومداخـنٌ دُخّانـهـا كضـبـابِ
والبردُ في الساحاتِ يرقصُ رقصةً=لا نشبهُ النيران فـي الأخشـابِ
ومنـازلٌ يتضاحكـون صغارهـا=ببـراءةٍ وشـقـاوةٍ وعـتـابِ
ويمـرُ بـالآذانِ صـوتٌ خافـتٌ=صـوتٌ وتكـرارٌ بغيـرِ جـوابِ
خلف الستائـرِ والنوافـذِ طفلـةٌ=لم تلتفـت يومـاً إلـى الألعـابِ
(من يشتري الكبريت؟) كان ندائُها=والبـردُ جمّـد دمعـةَ الأهـدابِ
لا ترتمي يا حزنُ في أحضانِهـا=فلقـد كتبتـك صفحـةً بكتابـي
يا حزنُ إني قـد خُلِقـتُ مهيّئـاً=كي أشتري الحزنَ بعـودِ ثقـابِ


ع.ع.د

جوتيار تمر
04-05-2006, 03:15 PM
عنان.............

كلماتك عانقت السماء بصفاءها...وصدقها...

انها لكذلك.....تنوح خلف تلك الشبابيك...وليس لها من يمسح الدمع فوق خدها..
انها عندما يطول الليل والبرد بها تلتحف جلدها....

لكن عنان من لها....


تقديري لصدق حروفك

جوتيار

د.جمال مرسي
04-05-2006, 03:21 PM
الله الله أخي عنان
قصيدة انسانية رائعة تصور مأساة يعيشها الكثير من أطفالنا
أحسنت المعنى كثيرا
و أهلا بك في الواحة
تقبل الود
د. جمال

سلطان السبهان
04-05-2006, 04:27 PM
الشاعر عنان ..

مرحبا بك في واحتك التي تزهوبك .

وحللت اهلا ووطات سهلا

قد اقتطعت لنا هنا مشهدا من فيلم الحياة ..ولقطة حزينة مكثفة ..

ولي معها وقفات :




ريـحُ الشتـاءِ تئـنُّ بالأبـوابِ=ويئنُّ ضلعُ الصدرِ خلـف ثيابـي

مطلع فائق التصوير ..مزدحم بالصور الجميلة والمتفردة .


والثلجُ يسقطُ والمدافىءُ حولهـا=يتجمّـعُ الأحـبـابُ بالأحـبـابِ

هنا الفعل يتجمع لم يكن مناسبا فيما أرى !!
كانك تريد يجتمع..وهما مختلفان فيما يبدو .
يقال اجتمع به ولايقال تجمع به .


وشوارعٌ بالكادِ يُسمـعُ نبضهـا=ومداخـنٌ دُخّانـهـا كضـبـابِ

صورة جميلة في وصف الشوارع الفارغة من المارة ...لكن كلمة ( بالكاد ) ليست فصيحة فيما يظهر لي .
ثم هل يصح تشديد ( دخان ) ؟


والبردُ في الساحاتِ يرقصُ رقصةً=لا نشبهُ النيران فـي الأخشـابِ

لم أفهم الشطر الثاني ..خصوصا ( لانــشبه ) !


ومنـازلٌ يتضاحكـون صغارهـا=ببـراءةٍ وشـقـاوةٍ وعـتـابِ

أرى ان لاتضطر لــ ( أكلوني البراغيث ) هنا ..فانت في سعة !


ويمـرُ بـالآذانِ صـوتٌ خافـتٌ=صـوتٌ وتكـرارٌ بغيـرِ جـوابِ

الله الله .


خلف الستائـرِ والنوافـذِ طفلـةٌ=لم تلتفـت يومـاً إلـى الألعـابِ

مبكٍ شطرك الثاني هنا .

(من يشتري الكبريت؟) كان ندائُها=والبـردُ جمّـد دمعـةَ الأهـدابِ

وهنا الشطر الثاني أروع وأروع ..لافض فوك .




يا حزنُ إني قـد خُلِقـتُ مهيّئـاً=كي أشتري الحزنَ بعـودِ ثقـابِ

كي اشتري الحزن ...شاعر يمكلك أدواته مثلك لايضطر لاشباع فتحة النون من الحزن ...


شاعري

استمتعت رغم تجلي الحزن في لوحتك الحركية هذه .

حوراء آل بورنو
04-05-2006, 06:00 PM
أهلا بأخ يلبس شعره حلل قشيبة من الأسى !

أهلاً بك في واحتنا و بين من يبحث عن الكلمة الصادقة و الأدب الرفيع و الفكر الواعي .

أبيات ترجمة لقصة " بائعة الكبريت " و لكنها بحق رمزية لكل بائعات الدفء بثمن بخس لا يثمن و لا يغني من جوع .

تحيتي و تقديري .

د. سمير العمري
11-05-2006, 07:27 PM
قصيدة رائعة وصور معبرة بحق وتشبيهات موفقة جداً.

نرحب بك شاعراً مجيداً في أفياء الواحة فأهلاً ومرحباً بك على ضفاف الحرف السامق والود العابق.


ثم لعلني أشكر أخي سلطان لتعليقاته الموفقة على الأبيات فمدح منصفاً ما يستحق المديح وأشار بأدب إلى ما يجب إليه التنويه ولعلني أستأذن بأن أضيف:

والثلجُ يسقطُ والمدافـىءُ حولهـا
يتجمّـعُ الأحـبـابُ بالأحـبـابِ
بل والمدافئ

والبردُ في الساحاتِ يرقصُ رقصةً
لا نشبهُ النيـران فـي الأخشـابِ
لا أحسبك إلا أردته "لا تشبه"

لا ترتمي يا حزنُ فـي أحضانِهـا
فلقـد كتبتـك صفحـةً بكتـابـي
هنا أقرأ لا الناهية وبعدها يجب جزم الفعل المضارع بحذف حرف العلة مما سيكسر الوزن ، ولك في المخارج سعة.

يا حزنُ إنـي قـد خُلِقـتُ مهيّئـاً
كي أشتري الحزنَ بعـودِ ثقـابِ
إضافة إلى ما أشار إليه أخي سلطان بشأن الكسر العروضي هنا هنة نحوية بعدم نصبك الفعل المضارع بفتحة ظاهرة بعد أداة النصب. وتذكر بأن فعل ذلك سيكسر الوزن.



تحياتي
:os::tree::os: