عبدالله الخميس
05-05-2006, 05:26 AM
العيب مني
مضى على زواجهما أكثر من خمس سنوات، جمعهما فيها حبٌ كبير وألفة طيبة لم يكدر صفوهما سوى هاجس الإنجاب الذي يُسرّه في نفسه بينما كانت هي تبوح بتضجرها منه.
لم تزل تصرُّ عليه بأن يذهب إلى الطبيب، الأمر بالنسبة له مسلّم به فهو سعيد في حياته وقادرٌ على كظم ذلك الهاجس الملحّ، انصاع لرغبتها وذهب معها إلى الطبيب لإجراء التحاليل الروتينية في مثل هذه الحالة.
بعد أيام وفي الموعد المحدد لنتيجة التحاليل أيقظته في ساعة مبكرة وكان يبدو عليها أثر السهر، قال لها : لا زالَ الوقتُ مبكراً يا لطيفة!، فأجابته : أنا متعبة وأردتك أن تستيقظ، بعد أن قدمتْ له طعامَ الإفطار وارتشف من فنجان الشاي الساخن رشفتين، ذهب إلى المستشفى وغاب عن بيته – أكثر من اللازم – قرابة الأربع ساعات.
عادَ من مشوارهِ مُكفهِرَ الوجه وألفاها لدى الباب، سألته: ما بك ؟ ماذا قال الطبيب ؟ لكنه ظل صامتاً، جلس على المقعد في غرفة الجلوس، ثم رفع رأسه إليها وقال بنبرةٍ متحشرجة: لطيفة.. العيب مني.
استمرت الحياة كـ المعتاد إلى أن تغيرت طباعها بعضَ الشيء فأصبحت تميلُ إلى العصبية واختلاق المشكلات التي تثيرها أتفه الأمور، كان يتحمل هو كل هذا معذراً لها تأزمها ، إلى أن فاجأه طلبها للطلاق، رغم صعوبة هذه الكلمة – حينما تطلبها المرأة من زوجها – ونزولها الثقيل على مسامعهِ غيرَ أنه استدار نحوها بكل هدوء واقترب منها متمتماً : والحب الذي بيننا ؟ .. هطلت دمعتنان متلاحقتان من عينيها وهي تقول : فيصل .. أنا تعبت.
ظلت مصرة على طلبها حتى أجابها إليه، بعدَ أن أضناهُ التوسُلُ إليها بأن تعدِلَ عما عزمت عليه وأن الإنجابَ قدرٌ لا يملكان حُكمَه وأنه يحبها ولا يهونُ عليهِ طلاقها، ولكن دون جدوى، حدث الفراق، وعاشت هي عند أهلها وتزوجت مرة أخرى، وتزوج هو بعد ذلك، كانت تتبع أخباره مثلما كان يتتبع أخبارها في ولهٍ واشتياق تخنقهما حُجّة الكرامة.
لم تمضي أكثر من سنتين إلا ورُزِقَ بطفلين بينما بقيت هي بدون أطفال!!
خطرَ لها أن تذهبَ لمراجعة ذلك الطبيب الذي كان أجرى التحاليل من قبل .
دخلت عليه وحيرةُ شديدة تكتنفها، سألته بعد أن ألقت عليه التحية: تتذكرني يا دكتور ؟ فأجابها: بصراحة .. لا، قالت له: أنا لطيفة زوجة فيصل.. كنتَ أجريتَ لنا تحاليل بخصوص عدم الإنجاب قبل ثلاث سنوات ، نقر على لوحة مفاتيح الكمبيوتر عدة نقرات وهو يسألها عن اسمها الكامل، ثم أنزل نظارته إلى أدنى أنفهِ قبل أن يرفع نظره إليها سائلاً: ألم يخبرك زوجك بالنتيجة سيدتي ؟ فأجابت بتوتر: أخبرني .. لكني أردتُ أن أتأكد بنفسي ، فرد مبطئاً: أنا قلت له أن العيب منكِ أنتِ سيدة لطيفة، احتمال الإنجاب لديكِ ضعيفٌ جدا.
مضى على زواجهما أكثر من خمس سنوات، جمعهما فيها حبٌ كبير وألفة طيبة لم يكدر صفوهما سوى هاجس الإنجاب الذي يُسرّه في نفسه بينما كانت هي تبوح بتضجرها منه.
لم تزل تصرُّ عليه بأن يذهب إلى الطبيب، الأمر بالنسبة له مسلّم به فهو سعيد في حياته وقادرٌ على كظم ذلك الهاجس الملحّ، انصاع لرغبتها وذهب معها إلى الطبيب لإجراء التحاليل الروتينية في مثل هذه الحالة.
بعد أيام وفي الموعد المحدد لنتيجة التحاليل أيقظته في ساعة مبكرة وكان يبدو عليها أثر السهر، قال لها : لا زالَ الوقتُ مبكراً يا لطيفة!، فأجابته : أنا متعبة وأردتك أن تستيقظ، بعد أن قدمتْ له طعامَ الإفطار وارتشف من فنجان الشاي الساخن رشفتين، ذهب إلى المستشفى وغاب عن بيته – أكثر من اللازم – قرابة الأربع ساعات.
عادَ من مشوارهِ مُكفهِرَ الوجه وألفاها لدى الباب، سألته: ما بك ؟ ماذا قال الطبيب ؟ لكنه ظل صامتاً، جلس على المقعد في غرفة الجلوس، ثم رفع رأسه إليها وقال بنبرةٍ متحشرجة: لطيفة.. العيب مني.
استمرت الحياة كـ المعتاد إلى أن تغيرت طباعها بعضَ الشيء فأصبحت تميلُ إلى العصبية واختلاق المشكلات التي تثيرها أتفه الأمور، كان يتحمل هو كل هذا معذراً لها تأزمها ، إلى أن فاجأه طلبها للطلاق، رغم صعوبة هذه الكلمة – حينما تطلبها المرأة من زوجها – ونزولها الثقيل على مسامعهِ غيرَ أنه استدار نحوها بكل هدوء واقترب منها متمتماً : والحب الذي بيننا ؟ .. هطلت دمعتنان متلاحقتان من عينيها وهي تقول : فيصل .. أنا تعبت.
ظلت مصرة على طلبها حتى أجابها إليه، بعدَ أن أضناهُ التوسُلُ إليها بأن تعدِلَ عما عزمت عليه وأن الإنجابَ قدرٌ لا يملكان حُكمَه وأنه يحبها ولا يهونُ عليهِ طلاقها، ولكن دون جدوى، حدث الفراق، وعاشت هي عند أهلها وتزوجت مرة أخرى، وتزوج هو بعد ذلك، كانت تتبع أخباره مثلما كان يتتبع أخبارها في ولهٍ واشتياق تخنقهما حُجّة الكرامة.
لم تمضي أكثر من سنتين إلا ورُزِقَ بطفلين بينما بقيت هي بدون أطفال!!
خطرَ لها أن تذهبَ لمراجعة ذلك الطبيب الذي كان أجرى التحاليل من قبل .
دخلت عليه وحيرةُ شديدة تكتنفها، سألته بعد أن ألقت عليه التحية: تتذكرني يا دكتور ؟ فأجابها: بصراحة .. لا، قالت له: أنا لطيفة زوجة فيصل.. كنتَ أجريتَ لنا تحاليل بخصوص عدم الإنجاب قبل ثلاث سنوات ، نقر على لوحة مفاتيح الكمبيوتر عدة نقرات وهو يسألها عن اسمها الكامل، ثم أنزل نظارته إلى أدنى أنفهِ قبل أن يرفع نظره إليها سائلاً: ألم يخبرك زوجك بالنتيجة سيدتي ؟ فأجابت بتوتر: أخبرني .. لكني أردتُ أن أتأكد بنفسي ، فرد مبطئاً: أنا قلت له أن العيب منكِ أنتِ سيدة لطيفة، احتمال الإنجاب لديكِ ضعيفٌ جدا.