المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ربطة عنـــــق



حسام القاضي
05-05-2006, 03:00 PM
ربــطـة عـنــــق !
( 1 )

ــ آسف جدا لن تستطيع الدخول .
ــ لم ؟ معي تذكرتي و ….
ــ الأمر لا علاقة له بالتذكرة إنه …..
ــ كيف ؟ أليست التذكرة هي شرط الدخول الأساسي ؟
ــ لا هناك شروط أخرى أهم .
ــ مثل ماذا ؟
ــ لا داعي للسخرية . اقرأ إعلاننا الموجود بالمدخل هناك .
ــ ولم لا تخبرني أنت بدلا من ذهابي وإيابي ؟
ــ الأمر لله . ممنوع الدخول يا سيد بدون ربطة عنق .
ــ ربطة عنق ! ولكن هناك من دخل بدونها الآن . بل وبدون حُلة .
ــ هؤلاء أجانب ولا نستطيع أن نملي عليهم شروطنا .
ــ منطق غريب . هناك يجبرون الغريب قبل القريب على احترام شروطهم بينما نحن …
ــ ألا ترى أنك تعطلني عن أداء وظيفتي ؟ أفسح الطريق لمن خلفك ليستطيع الدخول .
ــ ولكني أريد الدخول .
ــ إذن لا بد لك من ربطة عنق .
ــ كيف ؟ ألا ترى عنقي ؟
ــ لا دخل لي بعنقك .
ــ كيف ؟ ألا ترى هذا التضخم كيف أحيطه بربطة عنق ؟ بل كيف أحيطه بياقة قميص من الأصل ؟
ــ قلت لك لا شأن لي بهذا .
ــ كيف ؟ لقد أصبحت هكذا من أجلكم ، ومن أجل أبنائكم وأحفادكم و…
ــ ما هذا الهراء ؟ من أجل من ؟ أنا لم أرك من قبل ، ولا أعرفك . كفاك هذيانا وابتعد قبل أن أطلب رجال الأمن .
ــ أنا لا أهذي إنها الحقيقة . وقد كنت على استعداد لما هو أكثر من هذا ، وما زلت وعن طيب خاطر .
ــ وهل طلبنا منك ذلك ؟ هل رجوناك ؟ أم قبلنا يدك ؟
ــ مثلي لا ينتظر طلبا أو رجاء بل يلبي نداء الواجب دون وجل أو تردد .
ــ ها أنت قد قلتها . الواجب إذن كان هذا واجبك فلم تعيرني به الآن ؟
ــ أنا لا أعيرك ولكن أذكرك .
ــ أنا شخصيا لم أطلب منك أن تذهب ، وعليه فأنا لست مسؤولا عما حدث لك والآن انصرف وإلا …
ــ كيف من حقي أن ….
ــ ألقوا بهذا الرجل خارجا .ــــــــــــــــــــــــ
( 2 )

أزيز الطائرات فوق رأسه .. قنابل متساقطة .. شظايا متطايرة في كل اتجاه .. رائحة اللحم البشري المحترق تزكم الأنوف . دُمرت كتيبته بالكامل . مات كل شيء إلا هو وجهاز اللاسلكي .. صفير ضعيف ينبعث منه :
ــ فهد ينادي نمر . فهد ينادي نمر . حول .
بصعوبة بالغة انتشل ساقه الجريحة المغروسة في الرمال:
ــ نمر معكم . حول .
ــ كم عددكم ؟
ــ واحد .
ــ ماذا ؟
ــ دُمرت الكتيبة بالكامل .
ــ من أنت ؟
ــ رقيب مجند ( ……… ) .
ــ هل يمكنني الاعتماد عليك ؟
ــ بإذن الله .
ــ أريد تعطيل قوات العدو المتجهة للشرق بعض الوقت .
ــ عُلم .
ــ وفقك الله .
كمارد جريح هب متنقلا من مدفع إلى مدفع متوليا دور الناقل والمعمر والرامي .ــــــــــــــــــــــــ
( 3 )
من بيت الكتل البيضاء المحيطة به جاءه صوتها :
ــ حمدا لله على سلامتك يا بطل .
ــ أين أنا ؟
ــ في أمان . لا تحاول تحريك عنقك .
ــ أشعر بآلام شديدة .
ــ سترتاح بعد هذه الحقنة .
ــ ماذا حدث ؟
ــ لقد وجدوك معانقا لماسورة المدفع المنصهرة من شدة الضرب .ــــــــــــــــــــــــ
( 4 )
ــ لا حل لي سوى الهجرة .
ــ …………………
ــ جحود في كل مكان .
ــ ……………….
ــ لا أمل في تحسن الأحوال .
ــ …………………...
ــ الحياة هنا أصبحت لا تطاق .
ــ …………………….
ــ لا معنى لكلمة وطن . إنه لفظ أجوف .
ــ ……………………..
ــ الحمقى فقط هم الذين ينخدعون بهذه الشعارات البراقة .
ــ ……………………..
ــ فلتسقط تلك المبادئ التي تقود صاحبها للدمار .
ــ ………………………….
ــ من ؟ لا أهل لي . لقد توفيت زوجتي وابنتي . لم أجد نقطة دم واحدة لإنقاذ حياتهما .
ــ …………………………
ــ أية ظروف ؟ إنه الإهمال والجحود .
ــ …………………………..
ــ قلت من قبل ليس لي أهل .
ــ ………………….
ــ لم يعد هناك مصريون .
ــ …………………..
ــ أنا لا أبالغ . تلك هي الحقيقة .
ــ ………………….
ــ سوف أرحل وليذهب الجميع للجحيم .
ــ ……………………
ــ أحاول معرفة الوقت من المذياع . ساعتي معطلة .
ــ ……………………..
ــ إنها مارشات عسكرية .
ــ ………………….
ــ لا شيء يثنيني عن عزمي . زمن التهريج انتهى .
ــ …………………
ــ وداعا . لا بل إلى الجحيم …
ــ هنا القاهرة . صدر البيان التالي من القيادة العامة للقوات المسلحة . قامت مجموعة من قوات العدو بمهاجمة منطقة ( …. ) في الشرق ، ولقد تصدى لهم رجالنا وما زال القتال مستمرا حتى لحظة صدور هذا البيان و…..
ــ ………………….
ــ ………………….
ــ هنا القاهرة .
ــ ………………….
ــ ………………….
ــ هنا القاهرة .
ــ …………………
ــ …………………
وأمام المرآة كانت هناك حقيبة وجواز سفر ملقيين في إهمال واضح .----------------------------------------------------------------------------------
من مجموعة "الرجل الذي فقد أنفه" نوفمبر/1990 رقم ايداع8388/1990
مجلة الأسرة 3/1/1996 ( سلطنة عمان )
جريدة القبس 25/7/2004 ( الكويت )

محمد سامي البوهي
07-05-2006, 08:53 AM
صديقي وأخي الكبير/ حسام القاضي

اسمح لي أن أبدأ تعليقي بالتصفيق الحار لهذا الإبداع ودون مجامله أو إطراء فعلا النص الحواري أكثر من رائع ، واستخدام عنصر الإسترجاع اللحظي سيق بطريقة وإن دلت فإنها تدل على مبدع متمكن ، تناول النص قضية هامة جداً وهو جهل من نوع خاص ، جهل الأجيال بما قدمته الأجيال السابقة من تضحيات .

شكراًلك

كن بخير

سمير الفيل
08-05-2006, 06:47 AM
حسام القاضي

مستويان من الصراع وجدتهما في هذا النص :
المستوى الأول : هو الصراع بين موظف المسرح وبين الراوي المفترض .
المستوى الثاني : هو الصراع التاريخي الممتد بين بطل النص وكل خبرته في الحياة .
لذا جاء الاستدعاء ضروريا لربط الحاضر بالماضي .
وعبر وحدات سردية تم تجاور الأضداد لكشف ما يعتور المجتمع من خلل .
لي هنا في مسابقة القصة نص تحت اسم " صورته " يبين هذا البون الشاسع بين العطاءالحقيقي في سنوات الحرب ودفع ضريبة الدم ، وبين الوهم الذي يقابلنا بعد ان نقضي العمر موزعين في الخنادق والتباب ، لنعود منكسرين.
تحياتي.

حسام القاضي
08-05-2006, 12:33 PM
صديقي وأخي الكبير/ حسام القاضي

اسمح لي أن أبدأ تعليقي بالتصفيق الحار لهذا الإبداع ودون مجامله أو إطراء فعلا النص الحواري أكثر من رائع ، واستخدام عنصر الإسترجاع اللحظي سيق بطريقة وإن دلت فإنها تدل على مبدع متمكن ، تناول النص قضية هامة جداً وهو جهل من نوع خاص ، جهل الأجيال بما قدمته الأجيال السابقة من تضحيات .

شكراًلك

كن بخير
الأخ العزيز / محمد سامي
أشكرك لإطرائك ولقرائتك الواعية.
أخي العزيز نحن واجيال لاحقة لنا مدينين لهم ولن نستطيع أن نوفيهم حقوقهم .. ولكن على الأقل بعض التقدير .
دمت مبدعا..
مع تحياتي.

حسام القاضي
08-05-2006, 01:59 PM
حسام القاضي

مستويان من الصراع وجدتهما في هذا النص :
المستوى الأول : هو الصراع بين موظف المسرح وبين الراوي المفترض .
المستوى الثاني : هو الصراع التاريخي الممتد بين بطل النص وكل خبرته في الحياة .
لذا جاء الاستدعاء ضروريا لربط الحاضر بالماضي .
وعبر وحدات سردية تم تجاور الأضداد لكشف ما يعتور المجتمع من خلل .
لي هنا في مسابقة القصة نص تحت اسم " صورته " يبين هذا البون الشاسع بين العطاءالحقيقي في سنوات الحرب ودفع ضريبة الدم ، وبين الوهم الذي يقابلنا بعد ان نقضي العمر موزعين في الخنادق والتباب ، لنعود منكسرين.
تحياتي.
أستاذنا الكبير / سمير الفيل
سعدت جدا بمرورك الأول على عمل لي ..
واسمح لي أولا وقبل أي شيءأن أحييك تحية خاصة جدا لأنني علمت أنك من أبطالناالأجلاء .. فنحن وأجيال لاحقة لنا سنظل مدينين لكم أبد الدهر .
أستاذي الفاضل أشكرك إذ ألقيت الضوء على قصتي وشرحتها فقدمتها مرة اخرى بعد أن أنارت حروفك ثناياها ..تكفيني عبارتك الوافية(البون الشاسع بين العطاء الحقيقي في سنوات الحرب ودفع ضريبةالدم ، وبين الوهم الذي يقابلنا بعد ان نقضي العمر موزعين في الخنادق والتباب ، لنعود منكسرين ) عبارتك الجميلة هذه هي القصة بعينها .
أرى ان سياسات الإنفتاح العشوائي وما صاحبها من إنفلات أخلاقي هي السبب الأول في كوارثنا المتتالية فقد أدت إلى تغيير مفهوم القدوة لدى الكثيرين كما أدت إلى إندثار مفاهيم الوفاء ، والإحترام ...إلخ ولكن هذا بالطبع لا يعفي الدولة من القيام بواجبها نحو من حمل السلاح .
لكم مني كل الشكر والتقدير الإحترام

سعيد أبو نعسة
12-05-2006, 08:20 PM
أخي الحبيب حسام القاضي
يختزل هذا المشهد الحواري مأساة الشعب المصري و العربي عموما حيث بيعت القضية بثلاثين من فضة مضروبة من ضمنها دماء الشهداء و عذابات الجرحى و الأسرى و الأرامل و اليتامى , ...
انفتاح أقل ما يقال فيه أنه يعني مدلوله الجنسي و للأسف .
أما من حيث الأسلوب فإن تعدد الأصوات داخل النص أكسبه حيوية فذة و ديناميكية جعلت الفكرة تطفو إلى السطح وتطغى على البناء الذي كنت أفضله نصا مرسلا دون حوار ذاك أن مشهد ربطة العنق كان قادرا على احتواء الأفكار بطريقة أجمل لو كان نصا عاديا .
دمت في خير و عطاء

نزار ب. الزين
12-05-2006, 09:01 PM
الأستاذ الفاضل حسام القاضي
أربعة حوارات لأربعة مشاهد عربية ، الأول تعبير عن عقدة الخواجة :
<< هؤلاء أجانب ولا نستطيع أن نملي عليهم شروطنا >>
و الثاني و الثالث تخليد لبطولات جنودنا :
<< كمارد جريح هب متنقلا من مدفع إلى مدفع متوليا دور الناقل والمعمر والرامي >>
و الرابع يحكي قصة مواطن يائس من كل ما يدور من حوله و قد كفر بالوطن و المواطنين على السواء ، و لكن ما سمع البيان العسكري:
<< قامت مجموعة من قوات العدو بمهاجمة منطقة ( …. ) في الشرق ، ولقد تصدى لهم رجالنا وما زال القتال مستمرا حتى لحظة صدور هذا البيان >>
حتى ألقى بحقيبته المعدة و جواز سفره ، ربما لأنه انطلق ملتحقا بوحدته ، أو لأنه ألغى فكرة الهجرة .
الأستاذ حسام بحواراته هذه أراد أن يكشف التناقضات التي يحياها بنو يعرب ، فكان نصه واضحا بلا رموز و بأسلوب السهل الممتنع .
أشد بيدي على يد الأستاذ حسام القاضي مهنئا و أقول له : دمت متألقا
نزار ب. الزين

حسام القاضي
12-05-2006, 09:17 PM
أخي الحبيب حسام القاضي
يختزل هذا المشهد الحواري مأساة الشعب المصري و العربي عموما حيث بيعت القضية بثلاثين من فضة مضروبة من ضمنها دماء الشهداء و عذابات الجرحى و الأسرى و الأرامل و اليتامى , ...
انفتاح أقل ما يقال فيه أنه يعني مدلوله الجنسي و للأسف .
أما من حيث الأسلوب فإن تعدد الأصوات داخل النص أكسبه حيوية فذة و ديناميكية جعلت الفكرة تطفو إلى السطح وتطغى على البناء الذي كنت أفضله نصا مرسلا دون حوار ذاك أن مشهد ربطة العنق كان قادرا على احتواء الأفكار بطريقة أجمل لو كان نصا عاديا .
دمت في خير و عطاء
الأخ الحبيب سعيد أبو نعسة
أشكرك جدا لاهتمامك .
أعجبني جدا ( .... من ضمنها دماء الشهداء وعذابات الجرحى والأسرى والأرامل واليتامى ) فكل هؤلاء يتوارون الآن في ذاكرة النسيان ، بعد أن تغيرت ملامح الصورة واحتل الزيف الصدارة .
تقييمك للأسلوب تقييم ناقد متخصص طبعا وأقدر لك هذا ، أما بالنسبة للحوار فأحيانا أجده الأفضل حيث تعبر كل شخصية عن نفسها بأسلوبها ، وهذا بالطبع لا يمنعني من وضع وجهة نظرك الخبيرة في الإعتبار والاستفادة منها .
دمت بكل الخير .

حسام القاضي
12-05-2006, 10:25 PM
الأستاذ الفاضل حسام القاضي
أربعة حوارات لأربعة مشاهد عربية ، الأول تعبير عن عقدة الخواجة :
<< هؤلاء أجانب ولا نستطيع أن نملي عليهم شروطنا >>
و الثاني و الثالث تخليد لبطولات جنودنا :
<< كمارد جريح هب متنقلا من مدفع إلى مدفع متوليا دور الناقل والمعمر والرامي >>
و الرابع يحكي قصة مواطن يائس من كل ما يدور من حوله و قد كفر بالوطن و المواطنين على السواء ، و لكن ما سمع البيان العسكري:
<< قامت مجموعة من قوات العدو بمهاجمة منطقة ( …. ) في الشرق ، ولقد تصدى لهم رجالنا وما زال القتال مستمرا حتى لحظة صدور هذا البيان >>
حتى ألقى بحقيبته المعدة و جواز سفره ، ربما لأنه انطلق ملتحقا بوحدته ، أو لأنه ألغى فكرة الهجرة .
الأستاذ حسام بحواراته هذه أراد أن يكشف التناقضات التي يحياها بنو يعرب ، فكان نصه واضحا بلا رموز و بأسلوب السهل الممتنع .
أشد بيدي على يد الأستاذ حسام القاضي مهنئا و أقول له : دمت متألقا
نزار ب. الزين
أستاذنا الأديب القدير / نزار ب . الزين المحترم
كل الشكر والتقدير لمنحي شرف زيارتك الأولى لأحد اعمالي
لقد حللت القصة يا سيدي بمنتهى الدقة وشرحتها بحروفك المضيئة المبهرة فقدمتها بشكل راق أوضح كل ما كان خافيا في ثناياها .. تحليلك للمقطع الأخير في القصة أسعدني حقا فقد فسرتم ما عنيته فعلا من هذا الحوار ، هذا بالإضافةإلى شرحكم القيم للمقاطع الثلاثة السابقة .. فعلا يا سيدي هي قصة مواطن بطل ضحى في وقت ما ،ولكن قابله الجحود ونكران الجميل بل وتفضيل الأجنبي عليه حتى يئس من كل ما حوله .. من وطنه ، ومن مواطنيه وقرر الهجرة إلا أنه ما أن سمع نداء الوطن حتى ألقى بالحقيبة وجواز السفر وأسرع إلى الميدان .
تحليلكم الرائع أضاف إلى نصي نصا آخرا فأثراه .
لكم مني كل التحية والشكر والتقدير .

سعيد أبو نعسة
13-05-2006, 09:06 AM
أخي الحبيب حسام القاضي
الحوار هو عصب المسرحية الأساس و لكنه في القصة لا يجوز أن يكون مطولا و إلا وجب تسميته ( مشهد مسرحي ) و ليس قصة قصيرة .
الحوار المقتضب أحيانا يكون ضروريا كي تعبر الشخصية عن بعض المشاعر و الأحوال و لكنه في القصة القصيرة يجب أن يكون مختصرا جدا .
شكرا لتواضعك .
و دمت في خير

حسام القاضي
14-05-2006, 01:44 AM
أخي الحبيب حسام القاضي
الحوار هو عصب المسرحية الأساس و لكنه في القصة لا يجوز أن يكون مطولا و إلا وجب تسميته ( مشهد مسرحي ) و ليس قصة قصيرة .
الحوار المقتضب أحيانا يكون ضروريا كي تعبر الشخصية عن بعض المشاعر و الأحوال و لكنه في القصة القصيرة يجب أن يكون مختصرا جدا .
شكرا لتواضعك .
و دمت في خير
الأخ الحبيب / سعيد أبو نعسة
أشكرك لإهتمامك بالتعقيب مرة اخرى وأقدر علمك ووجهة نظرك جدا .
مع تحياتي .

وفاء شوكت خضر
21-12-2006, 10:14 PM
أستاذي حسام القاضي ..

قصة تختلف بأسلوبها ، وبفكرتها عن ما نقرأ عادة في منتدى القصة ، قصة هادفة ، اجتماعية سياسية ..

تبدأ القصة بموقف ، يظهر مدى التمسك بتوافه الأمور ، لتكون قانونا ، والجدل العقيم الذي ليس منه فائدة ، والإنقياد الأعمى لهذه القوانين الجوفاء التي لا تفيد ولا تضر ..
ربطة العنق ، رمز ، لكل ما هو مكمل وليس أساسي ، إن غاب لا ينقص وإن وجد لا يزيد .
الأجنبي الذي لا يخضع لأي قانون ، ويُغَض عنه الطرف في أي مخالفه لكل القوانين ، لأنه أجنبي وذلك يصور مدى ضعف شخصيتنا العربية أمام الأجنبي الذي فرض علينا قانونه في بلده وبلدنا ، دون أي إلتزام بمايفرضه الدين والعادات والتقاليد .

بدأ أستاذنا حسام القاضي القصة بموقف ..

الجزء الأول ..
ربطة العنق التي وقفت عائقا أمام بطل القصه لاجتياز البوابة والشرط المفروض لاجتيازها ، ولم يشفع له إصابة في عنقه ولا تاريخا نضاليا مجيدا ، فكل ذلك لا صلة له بربطة العنق ، والتي باتت أهم من كل تاريخ وكل نضال وكل تضحية ، وهذا ما يكشف لنا تفاهة ما أل إليه فكرنا .

ثم يأتي الجزء الثاني ..

استرجاع البطل لقصة نضاله وإصابته في عنقة ولكنه استرجاع عكسي يبدأ من النهاية .
أرض المعركة ، القصف الجوي الذي أباد الكتيبة كلها إلا واحدا ، حمل على عاتقه عمل طاقم كامل دفاعا عن وطنه وحدد الكاتب المكان بـ () في الشرق ، أي ما معناه أنه منطقة الشرق الأوسط والذي يعم أكثر من دولة عربية ، ليصور لنا مدى التفاني في سبيل وحدة الأوطان .

المشهد الثالث ..

المكان مشفى ، يستفيق البطل دون أن يدري ما أصابه .. لكن يحس ألما عميقا في عنقه حيث الإصابه بليغة ، والسبب ما بذله من جهد وبطوله في الدفاع عن المنطقة الواقعة في جهة .... الشرق ..

الجزء الرابع ..

ما انتهت به القصة وهي ما يفترض أن يكون بداية، ولكن لحنكة قاصنا وقدراته الأدبية ، جعل من البداية هي نهاية القصة ، حتى تكون الحبكة أجمل وأمكن وبعيدة عن السرد المسترسل ، والبطل يسترجع بذاكرته ، شبابه اليائس ، والإخفاق والحنق ، النية على الهجرة ، الهروب من واقع أليم ، حيث ضاعت إنسانيته وفقد زوجته وابنته ، بسبب إهمال ، وفقر وقلة إمكانات ، وسياسة دولة لم يكن راضيا عنها ولكن ....
حين سمع النداء ..
هنا القاهرة ..
تخلى عن حلم الهجرة ، والحياة التي تمناها ، القى حقيبته وجواز سفره ليلبي نداء الوطن والجهاد .
هنا القاهرة . صدر البيان التالي من القيادة العامة للقوات المسلحة . قامت مجموعة من قوات العدو بمهاجمة منطقة ( …. ) في الشرق ، ولقد تصدى لهم رجالنا وما زال القتال مستمرا حتى لحظة صدور هذا البيان و…..

أستاذي حسام القاضي ..
دوما نصوصك تعالج قضايا اجتماعية وسياسية ، تحاكي مشاكل الوطن والمواطن ، تلامس مواطن الألم في نفوسنا ، بأسلوب أدبي قصصي شيق جميل ، أقول بحق ..
عشت القصة بكل لحظاتها وأماكنها وزمنها الذي أعتقده زمن نكسة عروبتنا .

لك التحية والتقدير أستاذي .
نص يستحق التصفيق .

خليل حلاوجي
24-12-2006, 01:43 PM
أريد تعطيل قوات العدو المتجهة للشرق بعض الوقت

\

البطل منشغل بحواراتنا مع ذواتنا

وربطة عنقه .... سلاطيننا

والسنة اللهب من مدفعه ... جاوزها لساننا

الحوار ... هو المعركة الحقيقة

لكننا لم نحاور انفسنا ولا نستطيع تصديق هزيمتنا امام انفسنا ...

من هذه المجموعة أخافني جدا ً تلميحك المارينز الذين عبرت تماسيحهم شرقنا وخفت أكثر أنك أوصلت البطل الى مرآة فواجعنا

استاذي الجميل ...

أنتظر منك حلولا ً ... لاتترك البطل معطلا ً ... أرجوك

وأغفر لي هذياني

فأنا أعيش في العراق الذي أخاف أن يحتضر ... لولا ... صراحتنا

\

بالغ تقديري ... استاذنا العزيز

حسام القاضي
25-12-2006, 10:06 PM
أستاذي حسام القاضي ..
قصة تختلف بأسلوبها ، وبفكرتها عن ما نقرأ عادة في منتدى القصة ، قصة هادفة ، اجتماعية سياسية ..
تبدأ القصة بموقف ، يظهر مدى التمسك بتوافه الأمور ، لتكون قانونا ، والجدل العقيم الذي ليس منه فائدة ، والإنقياد الأعمى لهذه القوانين الجوفاء التي لا تفيد ولا تضر ..
ربطة العنق ، رمز ، لكل ما هو مكمل وليس أساسي ، إن غاب لا ينقص وإن وجد لا يزيد .
الأجنبي الذي لا يخضع لأي قانون ، ويُغَض عنه الطرف في أي مخالفه لكل القوانين ، لأنه أجنبي وذلك يصور مدى ضعف شخصيتنا العربية أمام الأجنبي الذي فرض علينا قانونه في بلده وبلدنا ، دون أي إلتزام بمايفرضه الدين والعادات والتقاليد .
بدأ أستاذنا حسام القاضي القصة بموقف ..
الجزء الأول ..
ربطة العنق التي وقفت عائقا أمام بطل القصه لاجتياز البوابة والشرط المفروض لاجتيازها ، ولم يشفع له إصابة في عنقه ولا تاريخا نضاليا مجيدا ، فكل ذلك لا صلة له بربطة العنق ، والتي باتت أهم من كل تاريخ وكل نضال وكل تضحية ، وهذا ما يكشف لنا تفاهة ما أل إليه فكرنا .
ثم يأتي الجزء الثاني ..
استرجاع البطل لقصة نضاله وإصابته في عنقة ولكنه استرجاع عكسي يبدأ من النهاية .
أرض المعركة ، القصف الجوي الذي أباد الكتيبة كلها إلا واحدا ، حمل على عاتقه عمل طاقم كامل دفاعا عن وطنه وحدد الكاتب المكان بـ () في الشرق ، أي ما معناه أنه منطقة الشرق الأوسط والذي يعم أكثر من دولة عربية ، ليصور لنا مدى التفاني في سبيل وحدة الأوطان .
المشهد الثالث ..
المكان مشفى ، يستفيق البطل دون أن يدري ما أصابه .. لكن يحس ألما عميقا في عنقه حيث الإصابه بليغة ، والسبب ما بذله من جهد وبطوله في الدفاع عن المنطقة الواقعة في جهة .... الشرق ..
الجزء الرابع ..
ما انتهت به القصة وهي ما يفترض أن يكون بداية، ولكن لحنكة قاصنا وقدراته الأدبية ، جعل من البداية هي نهاية القصة ، حتى تكون الحبكة أجمل وأمكن وبعيدة عن السرد المسترسل ، والبطل يسترجع بذاكرته ، شبابه اليائس ، والإخفاق والحنق ، النية على الهجرة ، الهروب من واقع أليم ، حيث ضاعت إنسانيته وفقد زوجته وابنته ، بسبب إهمال ، وفقر وقلة إمكانات ، وسياسة دولة لم يكن راضيا عنها ولكن ....
حين سمع النداء ..
هنا القاهرة ..
تخلى عن حلم الهجرة ، والحياة التي تمناها ، القى حقيبته وجواز سفره ليلبي نداء الوطن والجهاد .
هنا القاهرة . صدر البيان التالي من القيادة العامة للقوات المسلحة . قامت مجموعة من قوات العدو بمهاجمة منطقة ( …. ) في الشرق ، ولقد تصدى لهم رجالنا وما زال القتال مستمرا حتى لحظة صدور هذا البيان و…..
أستاذي حسام القاضي ..
دوما نصوصك تعالج قضايا اجتماعية وسياسية ، تحاكي مشاكل الوطن والمواطن ، تلامس مواطن الألم في نفوسنا ، بأسلوب أدبي قصصي شيق جميل ، أقول بحق ..
عشت القصة بكل لحظاتها وأماكنها وزمنها الذي أعتقده زمن نكسة عروبتنا .
لك التحية والتقدير أستاذي .
نص يستحق التصفيق .

الأخت الفاضلة الأديبة / وفاء خضر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فاجأتني هذه القراءة العميقة جداً لنصي المتواضع ، ولا أكذبك القول عندما

أقول أنها من أروع القراءات لهذه القصة..

تحليل دقيق لعناصر القصة أولاً ، ثم لمواقفها المتعاقبة ؛ حتى أنك لم

تتركي شاردة ولا واردة إلا وأشرت إليها ، بالاضافة إلى النزعة القومية

الوطنية الواضحة في تعقيبك ، والتي يحتاجها بالفعل نص كهذا .

كما أصبح لك ملامحك القصصية المميزة فقد أصبح لك أيضاً ملامحك النقدية الخاصة ، والتي تبدو بجلاء ليس على نصي فقط ولكن على كثير من النصوص المبدعين هنا في منتدى القصة .

أشكرك جداً لهذه القراءة المميزة والمحبة لنصي المتواضع .

تقبلي امتناني وتقديري واحترامي .

حسام القاضي
27-12-2006, 10:02 PM
أريد تعطيل قوات العدو المتجهة للشرق بعض الوقت
\
البطل منشغل بحواراتنا مع ذواتنا
وربطة عنقه .... سلاطيننا
والسنة اللهب من مدفعه ... جاوزها لساننا
الحوار ... هو المعركة الحقيقة
لكننا لم نحاور انفسنا ولا نستطيع تصديق هزيمتنا امام انفسنا ...
من هذه المجموعة أخافني جدا ً تلميحك المارينز الذين عبرت تماسيحهم شرقنا وخفت أكثر أنك أوصلت البطل الى مرآة فواجعنا
استاذي الجميل ...
أنتظر منك حلولا ً ... لاتترك البطل معطلا ً ... أرجوك
وأغفر لي هذياني
فأنا أعيش في العراق الذي أخاف أن يحتضر ... لولا ... صراحتنا
\
بالغ تقديري ... استاذنا العزيز

أخي الفاضل الأديب / خليل حلاوجي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك جداً على مرورك الكريم
وعلى هذه القراءة الواعية والمختلفة..
أسعدتني جداً هذه القراءة فهي أثبتت أن قصتي لم تقف عند زمن معين ؛ فبرغم كتابتي لها في ظروف مختلفة إلا أن قراءتك أضافت هذا البعد .. بعد وجود المارينز في شرقنا ، وما تبعه من تبعات على المستويين المحلي والعالمي .
عراقنا سيتعافى قريباً بإذن الله ، والفرج قادم ولكن بتكاتف الرجال .. رجال الحق لا أشباه الرجال !!!.

دمت بكل الخير أخي الحبيب .

حنان الاغا
28-12-2006, 12:35 AM
الأستاذ القاص حسام القاضي
تمتاز كتابتك القصصية برشاقة الحركة لو افترضنا أن الكلمة كالإنسان
أما الحوارات فهي ذروة هذه الرشاقة
سريعة بليغة ، ومحملة بما خف حمله من الكلام ، وثقل وزنه من المعاني التي جاءت كالألغام
حواريات أربع ، ربما جاء تسلسلها عفويا وربما كان مقصودا إلا أنها في أوضاعها جميعا ستكون كما أردتَ لها أن تكون :
الجدران التي تعزل الناس عن تقديربعضهم وتحولهم إلى مراحل منتهية وآنية
ثم النضال الوطني في ساحات النزال الذي يسكن أرواح المقاتلين المنافحين عن الوطن ، هؤلاءالذين ماأن يعودوا حتى يكتشفوا أنهم مثل أهل الكهف لم يعد أحد يعرفهم أو يتعرفهم
ويكون الانسحاب إلى داخل الذات وهو بداية لانكسارات قد تصل ببعضهم الى مغادرة الحياة طوعا
أو إلى الهجرة هربا من نهاية غير مضمونة ولا مأمونة .
ولكن
يبقى الوطن
حين ينادي يلبيه هؤلاء الذين هم وحدهم يدركون ماهيته وقيمته
شكرا لك واعذر إطالتي

مصطفى بطحيش
30-12-2006, 09:25 PM
القاص الرائع حسام القاضي

حوار يكشف البون الشاسع بين دافع الضريبة وقابض الثمن !
و يبقى امر واحد
الضريبة دفعت لأجل الوطن ونداء الواجب ,و الحرية التي يعرفها دافع الضريبة لا تعرفها الطحالب والفطور

لك الود والتقدير

حسام القاضي
31-12-2006, 01:12 AM
الأستاذ القاص حسام القاضي
تمتاز كتابتك القصصية برشاقة الحركة لو افترضنا أن الكلمة كالإنسان
أما الحوارات فهي ذروة هذه الرشاقة
سريعة بليغة ، ومحملة بما خف حمله من الكلام ، وثقل وزنه من المعاني التي جاءت كالألغام
حواريات أربع ، ربما جاء تسلسلها عفويا وربما كان مقصودا إلا أنها في أوضاعها جميعا ستكون كما أردتَ لها أن تكون :
الجدران التي تعزل الناس عن تقديربعضهم وتحولهم إلى مراحل منتهية وآنية
ثم النضال الوطني في ساحات النزال الذي يسكن أرواح المقاتلين المنافحين عن الوطن ، هؤلاءالذين ماأن يعودوا حتى يكتشفوا أنهم مثل أهل الكهف لم يعد أحد يعرفهم أو يتعرفهم
ويكون الانسحاب إلى داخل الذات وهو بداية لانكسارات قد تصل ببعضهم الى مغادرة الحياة طوعا
أو إلى الهجرة هربا من نهاية غير مضمونة ولا مأمونة .
ولكن
يبقى الوطن
حين ينادي يلبيه هؤلاء الذين هم وحدهم يدركون ماهيته وقيمته
شكرا لك واعذر إطالتي
الأستاذة الأديبة / حنان الأغا

أشكرك جداً على رأيك في أعمالي ..
قراءتك العميقة لقصتي هذه أضاءتها ، وتعليقك الرائع جاء بمثابة نصاً مضافاً إلى نصي المتواضع .
كنت اتمنى ان تطيلي اكثر .
تقديري وامتناني العميقان لشخصك الكريم .

مأمون المغازي
31-12-2006, 07:14 AM
الأستاذ الأديب / حسام القاضي

أقف أمام نص يتخذ الموقف الآني نقطة تمحور رئيسة للمزج ـ الذي جاء طبيعيًا وببراعة ـ بين الصراعين ( صراع الحاضر الجاحد ) و ( الصراع من أجل البقاء ) ليمتزجا في مركب الخيبة المزدوج بين الماضي والحاضر والذي احتاج ـ هو ذاته ـ لربطة العنق ففي الموقف النضالي كانت ربطة العنق من نوع متناسب معها ( إنها ماسورة الدفع ) وفي دار الأوبرا ( رابطة العنق التقليد ) في الحرب حرب ضد العدو وفي الأوبرا حرب ضد اللامنطق ، والبطل واحد من حقه أن يستمتع بحريته ولكن تأتي القصة لتدمغ القناعات المسيطرة على المجتمع ( الذي يحاول البطل الفرار منه لأنه لم يوفه حقه .

إشكالية الحرية والمنطق يا سيدي

كانت هذه قراءتي لهذا العمل

كل التقدير والاحترام لكم

مأمون المغازي

الشربينى خطاب
01-01-2007, 06:19 PM
الحوار لغة مسرحية نتعرف من خلاله عي صفات الشخوص وطريقة تفكيرهم ورد فعلهم تجاه الأحداث تلك وظيفة الحوار في الأعمال الأدبية واختيار القاص للمشاهد المسرحية ليس بعيب في الشكل الفني فالنص المسرحي غالباً ما يكتب للمثل والمخرج يضيف عليه الحركة اللازمة مع باقي عناصر العرض ليصبح وجبة دسمة للمشاهد
يأخذنا المبدع إلي حفل في دار الأوبرا حيث الدخول بالملابس الغربية
{ بدله إسموكن وكرافته " ربطة عنق "} الإحداث المطروحة تجعل المتلقي يعقد مقارنة في الوعي بين الغرب والشرق العربي في أي بلد عربي شرقي لا يهتم بمثل هذه المظاهر الشكلية هذا من ناحية ومن ناحية أخري يهيأ المتلقي ليحدث هو المقارنة المطلوبة { ــ منطق غريب . هناك يجبرون الغريب قبل القريب على احترام شروطهم بينما نحن …}وهناك يقصد الكاتب المجتمع الذي اخترع الأوبرا ووضع الشروط لدخول حفلاتها ورابطة العنق جعلها المبدع المعادل الموضوعي لفكرته الذي أراد الدخول منها للمتلقي وطرح أفكاره من خلالها ثم يدخل في صلب الموضوع مباشرة وينقلك إلي جزء من معركة دارت كان هو بطلها لتعطيل كتائب العدو القادمة من الشرق ، والشرق مطلع الشمس في الذاكرة موطن الشر القادم { قالوا يذا القرنين إن يأجوج مأجوج مفسدون في الأرض 00الأية (90 ) الكهف}
والمشهد يذكرنا بمسرحية أغنية علي الممر لعلي سالم التي تبث روح المقاومة والأمل من جديد وأن هزيمة 67 شيء عارض وبعد أن يصاب البطل ويعافي ، يشعر بنكران الجميل من حكام الوطن فيفكر جدياً في الهجرة إلي البلاد التي اخترعت ربطة العنق ، فإذا به يسمع
{ ــ أية ظروف ؟ إنه الإهمال والجحود .
ــ …………………………..
ــ قلت من قبل ليس لي أهل .
ــ ………………….
ــ لم يعد هناك مصريون .
ــ …………………..
ــ أنا لا أبالغ . تلك هي الحقيقة .
ــ ………………….
ــ سوف أرحل وليذهب الجميع للجحيم .
ــ ……………………
ــ أحاول معرفة الوقت من المذياع . ساعتي معطلة .
ــ ……………………..
ــ إنها مارشات عسكرية .}
ولكنه يسمع بدلاً من دقات الساعة بياناً عسكريا ، البيان العسكري رقم
( 1 ) واللافت للأمر أنها قوات العدو تهاجم قواتنا من جهة الشرق في منطقة الزعفرانة ـ الموقع الذي كنت اخدم فيه في كتيبة المدفعية 841 باللواء 212 مشاه علي خليج السويس ـ وكأن الشرق مصدر الشر الأبدي من جحافل التتار إلي شراذم بني إسرائيل
{ــ هنا القاهرة . صدر البيان التالي من القيادة العامة للقوات المسلحة . قامت مجموعة من قوات العدو بمهاجمة منطقة ( …. ) في الشرق ، ولقد تصدى لهم رجالنا وما زال القتال مستمرا حتى لحظة صدور هذا البيان
ــ قلت من قبل ليس لي أهل .}
تلك عادة الفارس عند نداء الوطن ينسي كل آلامه وآماله الشخصية ويقدم روحه ودمه فداء للآخرين بدون ثمن

حسام القاضي
04-01-2007, 09:21 PM
القاص الرائع حسام القاضي
حوار يكشف البون الشاسع بين دافع الضريبة وقابض الثمن !
و يبقى امر واحد
الضريبة دفعت لأجل الوطن ونداء الواجب ,و الحرية التي يعرفها دافع الضريبة لا تعرفها الطحالب والفطور
لك الود والتقدير

الأخ الفاضل الأديب / مصطفى بطحيش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعجبتني جداً قراءتك المميزة العميقة
وتعليقك الموجز الدقيق المعبر

" حوار يكشف البون الواسع بين دافع الضريبة وقابض الثمن !"
تعبير رائع أضاف إلى نصي الكثير .

أشكرك جداً.
تقبل ودي وتقديري واحترامي .

حسام القاضي
04-01-2007, 09:38 PM
الأستاذ الأديب / حسام القاضي
أقف أمام نص يتخذ الموقف الآني نقطة تمحور رئيسة للمزج ـ الذي جاء طبيعيًا وببراعة ـ بين الصراعين ( صراع الحاضر الجاحد ) و ( الصراع من أجل البقاء ) ليمتزجا في مركب الخيبة المزدوج بين الماضي والحاضر والذي احتاج ـ هو ذاته ـ لربطة العنق ففي الموقف النضالي كانت ربطة العنق من نوع متناسب معها ( إنها ماسورة الدفع ) وفي دار الأوبرا ( رابطة العنق التقليد ) في الحرب حرب ضد العدو وفي الأوبرا حرب ضد اللامنطق ، والبطل واحد من حقه أن يستمتع بحريته ولكن تأتي القصة لتدمغ القناعات المسيطرة على المجتمع ( الذي يحاول البطل الفرار منه لأنه لم يوفه حقه .
إشكالية الحرية والمنطق يا سيدي
كانت هذه قراءتي لهذا العمل
كل التقدير والاحترام لكم
مأمون المغازي
الخ الفاضل الأديب /مامون المغازي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك جداً على هذه القراءة المتميزة حقاً.

تعبيراتك اكثر من رائعة وتصب في صلب الموضوع
هذا التعبير اعجبني واثر في
"صراع الحاضر الجاحد والصراع من اجل البقاء " وهو يدل على قراءة عميقة فعلاً.

تشبيهك لربطة العنق على انها كانت بالنسبة له في الحرب "ماسورة مدفع" تشبيه مبتكر ويخدم القصة بشكل كبير ، ويعطي دلالة واضحة للمفارقة التي أردتها في القصة .
أتفق معك في "اشكالية الحرية والمنطق "

تقبل تقديري وامتناني .

حسام القاضي
05-01-2007, 09:19 PM
الحوار لغة مسرحية نتعرف من خلاله عي صفات الشخوص وطريقة تفكيرهم ورد فعلهم تجاه الأحداث تلك وظيفة الحوار في الأعمال الأدبية واختيار القاص للمشاهد المسرحية ليس بعيب في الشكل الفني فالنص المسرحي غالباً ما يكتب للمثل والمخرج يضيف عليه الحركة اللازمة مع باقي عناصر العرض ليصبح وجبة دسمة للمشاهد
يأخذنا المبدع إلي حفل في دار الأوبرا حيث الدخول بالملابس الغربية
{ بدله إسموكن وكرافته " ربطة عنق "} الإحداث المطروحة تجعل المتلقي يعقد مقارنة في الوعي بين الغرب والشرق العربي في أي بلد عربي شرقي لا يهتم بمثل هذه المظاهر الشكلية هذا من ناحية ومن ناحية أخري يهيأ المتلقي ليحدث هو المقارنة المطلوبة
{ ــ منطق غريب . هناك يجبرون الغريب قبل القريب على احترام شروطهم بينما نحن …}وهناك يقصد الكاتب المجتمع الذي اخترع الأوبرا ووضع الشروط لدخول حفلاتها ورابطة العنق جعلها المبدع المعادل الموضوعي لفكرته الذي أراد الدخول منها للمتلقي وطرح أفكاره من خلالها ثم يدخل في صلب الموضوع مباشرة وينقلك إلي جزء من معركة دارت كان هو بطلها لتعطيل كتائب العدو القادمة من الشرق ، والشرق مطلع الشمس في الذاكرة موطن الشر القادم { قالوا يذا القرنين إن يأجوج مأجوج مفسدون في الأرض 00الأية (90 ) الكهف}
والمشهد يذكرنا بمسرحية أغنية علي الممر لعلي سالم التي تبث روح المقاومة والأمل من جديد وأن هزيمة 67 شيء عارض وبعد أن يصاب البطل ويعافي ، يشعر بنكران الجميل من حكام الوطن فيفكر جدياً في الهجرة إلي البلاد التي اخترعت ربطة العنق ، فإذا به يسمع
{ ــ أية ظروف ؟ إنه الإهمال والجحود .
ــ …………………………..
ــ قلت من قبل ليس لي أهل .
ــ ………………….
ــ لم يعد هناك مصريون .
ــ …………………..
ــ أنا لا أبالغ . تلك هي الحقيقة .
ــ ………………….
ــ سوف أرحل وليذهب الجميع للجحيم .
ــ ……………………
ــ أحاول معرفة الوقت من المذياع . ساعتي معطلة .
ــ ……………………..
ــ إنها مارشات عسكرية .}
ولكنه يسمع بدلاً من دقات الساعة بياناً عسكريا ، البيان العسكري رقم
( 1 ) واللافت للأمر أنها قوات العدو تهاجم قواتنا من جهة الشرق في منطقة الزعفرانة ـ الموقع الذي كنت اخدم فيه في كتيبة المدفعية 841 باللواء 212 مشاه علي خليج السويس ـ وكأن الشرق مصدر الشر الأبدي من جحافل التتار إلي شراذم بني إسرائيل
{ــ هنا القاهرة . صدر البيان التالي من القيادة العامة للقوات المسلحة . قامت مجموعة من قوات العدو بمهاجمة منطقة ( …. ) في الشرق ، ولقد تصدى لهم رجالنا وما زال القتال مستمرا حتى لحظة صدور هذا البيان
ــ قلت من قبل ليس لي أهل .}
تلك عادة الفارس عند نداء الوطن ينسي كل آلامه وآماله الشخصية ويقدم روحه ودمه فداء للآخرين بدون ثمن
الأستاذ الأديب / الشربيني خطاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أجد ما أقوله حقاً ازاء هذه القراءة العميقة المتقنة
شرحت العمل بشكل رائع وأشرت إلى ملامحه الهامة
اشارتك إلى يأجوج وماجوج أضافت إلى عملي بعداً جديداً ، كذلك اشارتك إلى التتار..
أشكرك جداً على هذه القراءة المميزة .

تقبل تقديري واحترامي ومودتي .

حسنية تدركيت
06-01-2007, 03:00 AM
الاستاذ الاديب حسام القاضي ككل مرة تعجبني طريقتك في كتابة القصة مزيدا من التالق اتمناه لك

حسام القاضي
12-01-2007, 02:13 AM
الاستاذ الاديب حسام القاضي ككل مرة تعجبني طريقتك في كتابة القصة مزيدا من التالق اتمناه لك

الأخت الفاضلة / ندى الصبار ( حسنية تدركيت )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر لك مرورك الكريم ، وأمنيتك الجميلة لي ،
ورأيك الذي اعتز به جداً .

تقديري واحترامي .

الصباح الخالدي
12-01-2007, 04:19 AM
بوركت استاذي الكريم نصك جميل ببهاء وجودك
قد اعود مرة اخرى

ابن الدين علي
13-01-2007, 11:02 AM
أخي الاستاذ حسام القاضي
هذا واقعنا و هذه حالنا . كم هو مر هذا الواقع .الموضوع جاء ليسلط الضوء من جديد ...دمت في رعاية الله.

حسام القاضي
23-01-2007, 12:13 PM
بوركت استاذي الكريم نصك جميل ببهاء وجودك
قد اعود مرة اخرى

الصباح الجميل
السلام عليكم ورحمة الله ويركاته

شرفني مرورك البهي الكريم

انتظر عودتك .

تقديري واحترامي .

د. سمير العمري
24-01-2007, 01:36 AM
قرأت نصك أخي حسام فوجدته يرصد حالة تستحق الوقوف عندها أكثر من مرة فهي بحق حالة مؤلمة تشخص أحد أهم أسباب سقوطنا.

الحوار كان بسيطاً ولكنه يوصل للقارئ المهنى المراد ، وأنا شخصياً رأيت حالة من القفز الواسع بين المشاهد إن جاز لي تسميتها بذلك من خلال حوارات تقرب النص من الحالة المسرحية أكثر منه إلى الحالة القصصية والتي تحتاج لبعض عوامل الرابط في أقل حالاتها ليكون للحوار فيها الدور الثاني.

مهما يكن من أمر فأنا سعيد أن أقرأ لك هذه القصة الواقعية بما ترصد من حالات سلبية نرجو أن نعمل على الدعوة للتخلص منها.



تحياتي

محمد سامي البوهي
27-01-2007, 01:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ القاص الناقد/حسام القاضي

بالأمس القريب كنت هنا بهذه الصفحة ، لكن اليوم وقد تعلمت الكثير من هنا فأردت أن يكون لي عودة .

حاولت البحث عن مسمى لهذا النص ، لكني توصلت أخيراً إلى أنه نص من النصوص التي يمكن أن نطلق عليها ( نص كياني وجودي ) لأنه تميز بالشموليه والعمومية لما نواجهه الآن من مشاكل اجتماعية ودينية وسياسية وقيمية ، لذلك من وجهة نظري أن المسمى هذا هو الأدق .

اعتمد النص على لغة الحوار المكثف الذي اعتمد في داخله على تداعي المعاني ، وهنا الشعرة الفاصلة بين الحوار المسرحي والقصصي ، فالحوار المسرحي يعتمد اعتمادا كليا على الاسهاب في مواضع كثيرة ، كما انه يعتمد على فرض المعاني ( قال مبتسماً - أومأ غاضباً - أردف بحزن ) وهكذا . كما أن الحوار هنا اعتمد على حيثية الحزم الحوراية بحيث تكون آخر جملة حوارية هي الرباط الذي يربط الجمل قبلها ، وهنا تكمن دقة عالية في ادارة الحوار .

لقد شبهت النص بأنه عبارة عن خريطة هندسية ، وليست شكلا هندسياً ، وذلك للفرق في المعنى ، حيث أن الخريطة تحتوى فيم داخلها على معالم وظواهر وتضاريس ومدن ، أما الشكل الهندسي فهو مفرغ من الداخل ، وجاء هذا التشبية لأن النص كان يرسم لنا نقاطاً هامة مر بها مجتمعنا ، من حروب ، وانفتاح ، وتضحية مقابلها الجحود ، وغيرها ، وكل واحد من هذه المعالم هي مدينة تحتاج لشرح مفصل ، واعتمدت هذه الخريطة على عدة مفاتيح .
1- مرآة.
2- حقيبة.
3- جواز السفر .
تلك المفاتيح التي لو تتبعناها لدلتنا على طرق كثيرة ومراحل كثيرة مررنا بها وعانينا منها .

بالأخير .... أقول بان القاص الأستاذ حسام ، قد أجاد النقلات الفنية ، والمكانية ، والزمنية إجادة تامة دون أن نقع في مطبات فنية ، مستخدما تقنية الاسترجاع الزمني ببراعة فائقة ، بعد ان استغل وظيفة العقدة لصناعة هذه الاسترجاعات .

استطيع أن أقول هنا وحسب خبرتي المتواضعة لهذا الفن أننا أمام مزرعة نموذجية لفن القص القصير نتعلم منها ، ونتعلم .

هنا اسمحوا لي أن أرفع قبعتي قبل أن أغادر .

محمد .

د. محمد حسن السمان
27-01-2007, 03:39 PM
سلام الـلـه عليكم

قصة " ربطة عنق " عمل نموذجي في فن القص , وقد قدمت فيها قراءات متعددة ,
كان آخرها القراءة المشتركة , التي جرت في الاجتماع الأدبي الأسبوعي , لأدباء الواحة ,
في فرع اللكويت لرابطة الواحة , والتي اشترك فيها مجموعة من الأدباء :
د. مصطفى عراقي
د. مصطفى عطية جمعة
أ. مأمون المغازي
أ. محمد سامي البوهي
د. محمد حسن السمان
ويمكن الرجوع لهذه القراءة الموسّعة المشتركة , في القسم الخاص بفرع دولة الكويت ,
على الرابط التالي :
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=232567#post232567

أخوكم
السمان

حسام القاضي
02-02-2007, 11:55 AM
[quote=ابن الدين علي;228881]أخي الاستاذ حسام القاضي
هذا واقعنا و هذه حالنا . كم هو مر هذا الواقع .الموضوع جاء ليسلط الضوء من جديد ...دمت في رعاية الله.

اخي العزيز الأديب / ابن الدين علي

أشكرك لقرائتك المتأنية
نعم هو حالنا، ومر واقعنا
ولكن لا بد لنا من تغييره
أو محاولة ذلك على الأقل

دمت مبدعاً رائعاً.

حسام القاضي
02-02-2007, 12:09 PM
قرأت نصك أخي حسام فوجدته يرصد حالة تستحق الوقوف عندها أكثر من مرة فهي بحق حالة مؤلمة تشخص أحد أهم أسباب سقوطنا.
الحوار كان بسيطاً ولكنه يوصل للقارئ المهنى المراد ، وأنا شخصياً رأيت حالة من القفز الواسع بين المشاهد إن جاز لي تسميتها بذلك من خلال حوارات تقرب النص من الحالة المسرحية أكثر منه إلى الحالة القصصية والتي تحتاج لبعض عوامل الرابط في أقل حالاتها ليكون للحوار فيها الدور الثاني.
مهما يكن من أمر فأنا سعيد أن أقرأ لك هذه القصة الواقعية بما ترصد من حالات سلبية نرجو أن نعمل على الدعوة للتخلص منها.
تحياتي
أخي الكريم الفاضل / د. سمير العمري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرفني وقوفك الكريم عند نصي المتواضع
قراءتك المميزة تعني لي الكثير ؛ فهي تفتح أفاقاً جديدة للتحاور حول النص
رأيك أضعه في اعتباري دائماً..
معك في أن الحوار يقرب النص من الحالة المسرحية ، ولكن المهم ان يكون الحوار حواراً قصصياً لا مسرحياً ؛ فهناك خيط فاصل رفيع بينهما ، وأتعشم أن اكون من المنتبهين إليه.
أسعدني وجودك حقاً ، وأتمنى تكراره.

تقديري واحترامي ومودتي لشخصكم الكريم .

حسام القاضي
08-02-2007, 12:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ القاص الناقد/حسام القاضي
بالأمس القريب كنت هنا بهذه الصفحة ، لكن اليوم وقد تعلمت الكثير من هنا فأردت أن يكون لي عودة .
حاولت البحث عن مسمى لهذا النص ، لكني توصلت أخيراً إلى أنه نص من النصوص التي يمكن أن نطلق عليها ( نص كياني وجودي ) لأنه تميز بالشموليه والعمومية لما نواجهه الآن من مشاكل اجتماعية ودينية وسياسية وقيمية ، لذلك من وجهة نظري أن المسمى هذا هو الأدق .
اعتمد النص على لغة الحوار المكثف الذي اعتمد في داخله على تداعي المعاني ، وهنا الشعرة الفاصلة بين الحوار المسرحي والقصصي ، فالحوار المسرحي يعتمد اعتمادا كليا على الاسهاب في مواضع كثيرة ، كما انه يعتمد على فرض المعاني ( قال مبتسماً - أومأ غاضباً - أردف بحزن ) وهكذا . كما أن الحوار هنا اعتمد على حيثية الحزم الحوراية بحيث تكون آخر جملة حوارية هي الرباط الذي يربط الجمل قبلها ، وهنا تكمن دقة عالية في ادارة الحوار .
لقد شبهت النص بأنه عبارة عن خريطة هندسية ، وليست شكلا هندسياً ، وذلك للفرق في المعنى ، حيث أن الخريطة تحتوى فيم داخلها على معالم وظواهر وتضاريس ومدن ، أما الشكل الهندسي فهو مفرغ من الداخل ، وجاء هذا التشبية لأن النص كان يرسم لنا نقاطاً هامة مر بها مجتمعنا ، من حروب ، وانفتاح ، وتضحية مقابلها الجحود ، وغيرها ، وكل واحد من هذه المعالم هي مدينة تحتاج لشرح مفصل ، واعتمدت هذه الخريطة على عدة مفاتيح .
1- مرآة.
2- حقيبة.
3- جواز السفر .
تلك المفاتيح التي لو تتبعناها لدلتنا على طرق كثيرة ومراحل كثيرة مررنا بها وعانينا منها .
بالأخير .... أقول بان القاص الأستاذ حسام ، قد أجاد النقلات الفنية ، والمكانية ، والزمنية إجادة تامة دون أن نقع في مطبات فنية ، مستخدما تقنية الاسترجاع الزمني ببراعة فائقة ، بعد ان استغل وظيفة العقدة لصناعة هذه الاسترجاعات .
استطيع أن أقول هنا وحسب خبرتي المتواضعة لهذا الفن أننا أمام مزرعة نموذجية لفن القص القصير نتعلم منها ، ونتعلم .
هنا اسمحوا لي أن أرفع قبعتي قبل أن أغادر .
محمد .

الأخ الفاضل القاص الموهوب والناقد/ محمد سامي البوهي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك جداً على دخولك نصي المتواضع للمرة الثانية
سعيد أنا بقرائتك العميقة ، وتحليلك الدقيق الموفق
وصفك المبتكر للنص على أنه خريطة هندسية تحوي تضاريس ومدن يعد مدخل نقدي جديد للقصة استخدمته ببراعة وذلك مع مفاتيح الخريطة (مفاتيح النص )..
كلنا نتعلم يا صديقي.. مادمنا على وجه الأرض .
أشكرك كل الشكر على قرائتك ، ورأيك ، وتواضعك المحمود .
تقبل تقديري واحترامي

حسام القاضي
24-02-2007, 04:30 PM
سلام الـلـه عليكم
قصة " ربطة عنق " عمل نموذجي في فن القص , وقد قدمت فيها قراءات متعددة ,
كان آخرها القراءة المشتركة , التي جرت في الاجتماع الأدبي الأسبوعي , لأدباء الواحة ,
في فرع اللكويت لرابطة الواحة , والتي اشترك فيها مجموعة من الأدباء :
د. مصطفى عراقي
د. مصطفى عطية جمعة
أ. مأمون المغازي
أ. محمد سامي البوهي
د. محمد حسن السمان
ويمكن الرجوع لهذه القراءة الموسّعة المشتركة , في القسم الخاص بفرع دولة الكويت ,
على الرابط التالي :
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=232567#post232567
أخوكم
السمان

أستاذنا الكبير /د. محمد حسن السمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك جداً على كرمك الدائم معنا جميعاً
شهادتك وساماً أعلقه على صدري
سعادتي لا توصف بهذه القراءة الرائعة من أخوتي الأدباء
لكم جميعاً
كل الشكر والتقدير والاحترام .

محمد إبراهيم الحريري
24-02-2007, 07:36 PM
ربــطـة عـنــــق !
( 1 )
ــ آسف جدا لن تستطيع الدخول .
ــ لم ؟ معي تذكرتي و ….
ــ الأمر لا علاقة له بالتذكرة إنه …..
ــ كيف ؟ أليست التذكرة هي شرط الدخول الأساسي ؟
ــ لا هناك شروط أخرى أهم .
ــ مثل ماذا ؟
ــ لا داعي للسخرية . اقرأ إعلاننا الموجود بالمدخل هناك .
ــ ولم لا تخبرني أنت بدلا من ذهابي وإيابي ؟
ــ الأمر لله . ممنوع الدخول يا سيد بدون ربطة عنق .
ــ ربطة عنق ! ولكن هناك من دخل بدونها الآن . بل وبدون حُلة .
ــ هؤلاء أجانب ولا نستطيع أن نملي عليهم شروطنا .
ــ منطق غريب . هناك يجبرون الغريب قبل القريب على احترام شروطهم بينما نحن …
ــ ألا ترى أنك تعطلني عن أداء وظيفتي ؟ أفسح الطريق لمن خلفك ليستطيع الدخول .
ــ ولكني أريد الدخول .
ــ إذن لا بد لك من ربطة عنق .
ــ كيف ؟ ألا ترى عنقي ؟
ــ لا دخل لي بعنقك .
ــ كيف ؟ ألا ترى هذا التضخم كيف أحيطه بربطة عنق ؟ بل كيف أحيطه بياقة قميص من الأصل ؟
ــ قلت لك لا شأن لي بهذا .
ــ كيف ؟ لقد أصبحت هكذا من أجلكم ، ومن أجل أبنائكم وأحفادكم و…
ــ ما هذا الهراء ؟ من أجل من ؟ أنا لم أرك من قبل ، ولا أعرفك . كفاك هذيانا وابتعد قبل أن أطلب رجال الأمن .
ــ أنا لا أهذي إنها الحقيقة . وقد كنت على استعداد لما هو أكثر من هذا ، وما زلت وعن طيب خاطر .
ــ وهل طلبنا منك ذلك ؟ هل رجوناك ؟ أم قبلنا يدك ؟
ــ مثلي لا ينتظر طلبا أو رجاء بل يلبي نداء الواجب دون وجل أو تردد .
ــ ها أنت قد قلتها . الواجب إذن كان هذا واجبك فلم تعيرني به الآن ؟
ــ أنا لا أعيرك ولكن أذكرك .
ــ أنا شخصيا لم أطلب منك أن تذهب ، وعليه فأنا لست مسؤولا عما حدث لك والآن انصرف وإلا …
ــ كيف من حقي أن ….
ــ ألقوا بهذا الرجل خارجا .
ــــــــــــــــــــــــ
( 2 )
أزيز الطائرات فوق رأسه .. قنابل متساقطة .. شظايا متطايرة في كل اتجاه .. رائحة اللحم البشري المحترق تزكم الأنوف . دُمرت كتيبته بالكامل . مات كل شيء إلا هو وجهاز اللاسلكي .. صفير ضعيف ينبعث منه :
ــ فهد ينادي نمر . فهد ينادي نمر . حول .
بصعوبة بالغة انتشل ساقه الجريحة المغروسة في الرمال:
ــ نمر معكم . حول .
ــ كم عددكم ؟
ــ واحد .
ــ ماذا ؟
ــ دُمرت الكتيبة بالكامل .
ــ من أنت ؟
ــ رقيب مجند ( ……… ) .
ــ هل يمكنني الاعتماد عليك ؟
ــ بإذن الله .
ــ أريد تعطيل قوات العدو المتجهة للشرق بعض الوقت .
ــ عُلم .
ــ وفقك الله .
كمارد جريح هب متنقلا من مدفع إلى مدفع متوليا دور الناقل والمعمر والرامي .
ــــــــــــــــــــــــ
( 3 )من بيت الكتل البيضاء المحيطة به جاءه صوتها :
ــ حمدا لله على سلامتك يا بطل .
ــ أين أنا ؟
ــ في أمان . لا تحاول تحريك عنقك .
ــ أشعر بآلام شديدة .
ــ سترتاح بعد هذه الحقنة .
ــ ماذا حدث ؟
ــ لقد وجدوك معانقا لماسورة المدفع المنصهرة من شدة الضرب .
ــــــــــــــــــــــــ
( 4 )ــ لا حل لي سوى الهجرة .
ــ …………………
ــ جحود في كل مكان .
ــ ……………….
ــ لا أمل في تحسن الأحوال .
ــ …………………...
ــ الحياة هنا أصبحت لا تطاق .
ــ …………………….
ــ لا معنى لكلمة وطن . إنه لفظ أجوف .
ــ ……………………..
ــ الحمقى فقط هم الذين ينخدعون بهذه الشعارات البراقة .
ــ ……………………..
ــ فلتسقط تلك المبادئ التي تقود صاحبها للدمار .
ــ ………………………….
ــ من ؟ لا أهل لي . لقد توفيت زوجتي وابنتي . لم أجد نقطة دم واحدة لإنقاذ حياتهما .
ــ …………………………
ــ أية ظروف ؟ إنه الإهمال والجحود .
ــ …………………………..
ــ قلت من قبل ليس لي أهل .
ــ ………………….
ــ لم يعد هناك مصريون .
ــ …………………..
ــ أنا لا أبالغ . تلك هي الحقيقة .
ــ ………………….
ــ سوف أرحل وليذهب الجميع للجحيم .
ــ ……………………
ــ أحاول معرفة الوقت من المذياع . ساعتي معطلة .
ــ ……………………..
ــ إنها مارشات عسكرية .
ــ ………………….
ــ لا شيء يثنيني عن عزمي . زمن التهريج انتهى .
ــ …………………
ــ وداعا . لا بل إلى الجحيم …
ــ هنا القاهرة . صدر البيان التالي من القيادة العامة للقوات المسلحة . قامت مجموعة من قوات العدو بمهاجمة منطقة ( …. ) في الشرق ، ولقد تصدى لهم رجالنا وما زال القتال مستمرا حتى لحظة صدور هذا البيان و…..
ــ ………………….
ــ ………………….
ــ هنا القاهرة .
ــ ………………….
ــ ………………….
ــ هنا القاهرة .
ــ …………………
ــ …………………
وأمام المرآة كانت هناك حقيبة وجواز سفر ملقيين في إهمال واضح .
----------------------------------------------------------------------------------
من مجموعة "الرجل الذي فقد أنفه" نوفمبر/1990 رقم ايداع8388/1990
مجلة الأسرة 3/1/1996 ( سلطنة عمان )
جريدة القبس 25/7/2004 ( الكويت )
ربطة للعنق ، أم ربطة عنق ـ
كلاهما يوصل لغاية هي اهتمام بالمظاهر وفق نعليمات صارمة ، تنهش جسد المحسوبيات باضافر النفاق ، تعليمات ترخي الأعنة للأجنبي تمثلا بعقدة الغربة ، وإصرارا على هضم حقوق الشرف الفعلي ، وتنازل عن مبادئ مقابل قشور لا تسمن لا تغني من جوع ، ويبقى التوجس من الأجنبي محاطا بأهلا وسهلا تفضلوا .........نفاق كلم ، وتمزق بين مسايرة وتزوير حقائق ،
ينتقل المشهد بنا إلى حيث ساحة الفعل ، هنا تتجلى حقيقة هي أن ربطة العنق ليست إلا رباطا أخلاقيا بين وطن وروح ، يتمزق حاجب الخوف من الأجنبي ولا يسمح بربط الروح بالوطن إلا من شد وثاق العهد بأطهر أرض وجبت لها ضريبة الدم من عنق لم يربط بمظهر ، ثم نكران لحقه بعد أن حل الاستقرار قليلا ، فقد أنكر كما لم يسمح له بالدخول رغم حمله التذكرة ، وهنا رغم حمله الهوية لا يسمح له بالعمل ، فيتمرد ويتحدى ، ويقبل على قرار اتخذه لكن لم ينفذ لأن الوطن كانت ربطة شرفه به أقوى من فلس مربوط بضياع أرض .
شكرا لك أخي حسام

حسام القاضي
06-03-2007, 10:26 PM
ربطة للعنق ، أم ربطة عنق ـ
كلاهما يوصل لغاية هي اهتمام بالمظاهر وفق نعليمات صارمة ، تنهش جسد المحسوبيات باضافر النفاق ، تعليمات ترخي الأعنة للأجنبي تمثلا بعقدة الغربة ، وإصرارا على هضم حقوق الشرف الفعلي ، وتنازل عن مبادئ مقابل قشور لا تسمن لا تغني من جوع ، ويبقى التوجس من الأجنبي محاطا بأهلا وسهلا تفضلوا .........نفاق كلم ، وتمزق بين مسايرة وتزوير حقائق ،
ينتقل المشهد بنا إلى حيث ساحة الفعل ، هنا تتجلى حقيقة هي أن ربطة العنق ليست إلا رباطا أخلاقيا بين وطن وروح ، يتمزق حاجب الخوف من الأجنبي ولا يسمح بربط الروح بالوطن إلا من شد وثاق العهد بأطهر أرض وجبت لها ضريبة الدم من عنق لم يربط بمظهر ، ثم نكران لحقه بعد أن حل الاستقرار قليلا ، فقد أنكر كما لم يسمح له بالدخول رغم حمله التذكرة ، وهنا رغم حمله الهوية لا يسمح له بالعمل ، فيتمرد ويتحدى ، ويقبل على قرار اتخذه لكن لم ينفذ لأن الوطن كانت ربطة شرفه به أقوى من فلس مربوط بضياع أرض .
شكرا لك أخي حسام

أخي شلال الشعر / محمد الحريري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

توغلت داخل العمل عميقاً
تحليلك لرمز ربطة العنق اعجبني جداً
تركيزك على تقديس الأجنبي عندنا في مقابل تهميش دور المواطن
وخاصة ممن يحملون هموم الوطن ويخوضون غمار الحروب من أجله ..رؤيتك هذه هي القصة.
اخي العزيز تأبى دائماً لغتك الشاعرة إلا أن تضفى على النص رونقاً خاصاً.
لك كل الود والاحترام والتقدير .

بابيه أمال
30-04-2007, 01:41 AM
سيد حسام القاضي سلام الله عليك

أسلوب قصصي منفرد لذوي الأقلام المحددة الهدف والمغزى وكذا المعنى المراد إيصاله للقراء..
قصص تجسد بخطابها الحواري والمباشر ما يعانيه اليوم العربي من تناقضات أناسه بين عقد المحسوبية والزبونية الأجنبية.. وكذا ما عاشه أولئك الجنود السابقون من بطولات عز أن تجد نظيرا لها اليوم بين أشباههم في البذلة والسلاح.. وأيضا ما يجده المواطن العادي من صعوبة عيش تخنق منه التفكير السليم فلا يجد غير فكرة التوهان بين الأوطان عله يجد من بينها وطنا شبيها للوطن الحلم المرسخ في عقله وروحه..

شكرا لما تزوده العقل هنا من أفكار هادفة.. ودمت بخير..

شريف المهندس
30-04-2007, 07:26 AM
الأخ الفاضل الأديب أ./ حسام القاضى:
أهنئك على رسم صور ومشاهد بحرفيه عاليه وبساطه فى نفس الوقت
الهدف واضح ويعبر عن مشكلة كبيره ألا وهى قيمة الإنسان فى وطنه,
نص رائع مشرق بالمعانى.....
تحياتى العاطره ,
شريف

حسام القاضي
02-05-2007, 08:01 PM
سيد حسام القاضي سلام الله عليك
أسلوب قصصي منفرد لذوي الأقلام المحددة الهدف والمغزى وكذا المعنى المراد إيصاله للقراء..
قصص تجسد بخطابها الحواري والمباشر ما يعانيه اليوم العربي من تناقضات أناسه بين عقد المحسوبية والزبونية الأجنبية.. وكذا ما عاشه أولئك الجنود السابقون من بطولات عز أن تجد نظيرا لها اليوم بين أشباههم في البذلة والسلاح.. وأيضا ما يجده المواطن العادي من صعوبة عيش تخنق منه التفكير السليم فلا يجد غير فكرة التوهان بين الأوطان عله يجد من بينها وطنا شبيها للوطن الحلم المرسخ في عقله وروحه..
شكرا لما تزوده العقل هنا من أفكار هادفة.. ودمت بخير..

الأخت الفاضلة الأديبة / نهيلة نور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك جدأ على هذه القراءة العميقة المتأنية
تحليلك الدقيق للنص أضاءه .. وجهة نظرك أضافت للنص بعداً جديداً:
"فلا يجد غير فكرة التوهان بين الأوطان عله يجد من بينها وطنا شبيها للوطن الحلم المرسخ في عقله وروحه.."
بل انا من يشكرك لاهتمامك وقرائتك الواعية ورأيك الذي أعتز به جداً.

أرجو أن تتقبلي تقديري واحترامي .

أحمد حسن محمد
03-05-2007, 01:06 AM
أستاذ حسام..
سأكون صريحاً يا أخي الفاضل..
وأنا أعلم عن سعة صدرك ما أعلم ..
فبارك الله في تفهمك لوجهة نظر قد لا تنفع ولا تضر..

أنت أبدعت في ابتكار فكرة (ربطة العنق) بما تحمله من إيحاء شعري.. أو لنقل بما تحمله من كناية عما ذكرته أختنا الفاضلة وفاء..

ولكني أرى أن بقية العمل هو رصد إما لواقع مصري أصلا..
أو لقصص سمعناها عن الحرب ..
أو قصائد كالتي لشاعرنا أمل دنقل..
أو التي تكررها علينا أفلام الحرب ..

فنحن فعلا لا ندخل بعض الأماكن التي يسمح فيها للأجانب، وأنت نقلت هذا من الواقع بدون تصرف "يبروز" شخصية قصصية خاصة..
وهناك البطل أو الجندي الذي يحارب ويفقد ساقه ليعود فيما بعد في عزلة ويجد كل ما كان في حياته من ميزات في سبيل الفقد شيئا فشيئا.. (الزوجة/ الحبيبة/ أعماله التجارية)..
وأنت قلت هذا بتصرف بسيط..

أخي..
أين وجودك الفرد في عملك؟؟
أحتاج إلى أن أقرأ عملاً يقول لي أنا للقاص حسام القاضي..

أخي هذه وجهة نظر ليس إلا..
وأشكرك لسعة صدرك.. ولكني أعرض وجهة نظري في كون النص يستحق المديح فنيا أو لا

حسام القاضي
03-05-2007, 04:40 AM
أستاذ حسام..
سأكون صريحاً يا أخي الفاضل..
وأنا أعلم عن سعة صدرك ما أعلم ..
فبارك الله في تفهمك لوجهة نظر قد لا تنفع ولا تضر..
أنت أبدعت في ابتكار فكرة (ربطة العنق) بما تحمله من إيحاء شعري.. أو لنقل بما تحمله من كناية عما ذكرته أختنا الفاضلة وفاء..
ولكني أرى أن بقية العمل هو رصد إما لواقع مصري أصلا..
أو لقصص سمعناها عن الحرب ..
أو قصائد كالتي لشاعرنا أمل دنقل..
أو التي تكررها علينا أفلام الحرب ..
فنحن فعلا لا ندخل بعض الأماكن التي يسمح فيها للأجانب، وأنت نقلت هذا من الواقع بدون تصرف "يبروز" شخصية قصصية خاصة..
وهناك البطل أو الجندي الذي يحارب ويفقد ساقه ليعود فيما بعد في عزلة ويجد كل ما كان في حياته من ميزات في سبيل الفقد شيئا فشيئا.. (الزوجة/ الحبيبة/ أعماله التجارية)..
وأنت قلت هذا بتصرف بسيط..
أخي..
أين وجودك الفرد في عملك؟؟
أحتاج إلى أن أقرأ عملاً يقول لي أنا للقاص حسام القاضي..
أخي هذه وجهة نظر ليس إلا..
وأشكرك لسعة صدرك.. ولكني أعرض وجهة نظري في كون النص يستحق المديح فنيا أو لا
شكراً لمرورك
وقرائتك
وصراحتك
ورأيك.

حسام القاضي
03-05-2007, 04:47 AM
الأخ الفاضل الأديب أ./ حسام القاضى:
أهنئك على رسم صور ومشاهد بحرفيه عاليه وبساطه فى نفس الوقت
الهدف واضح ويعبر عن مشكلة كبيره ألا وهى قيمة الإنسان فى وطنه,
نص رائع مشرق بالمعانى.....
تحياتى العاطره ,
شريف
أخي الفاضل الأديب/ شريف لبلتاجي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على قرائتك العميقة
لخصت القصة في عبارة رائعة
شرفني مرورك وقراءتك
ورأيك في عملي المتواضع .
تقديري واحترامي.

محمد سامي البوهي
03-05-2007, 09:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله
فليسمح لي الأديب الاستاذ حسام القاضي
أن أرد على الأستاذ الأديب / أحمد حسن ، وأوضح له وجهة النظر هنا .
الأستاذ الأديب / أحمد حسن
كم من كتب شعراً في الربيع ؟
أظن هم كثيرون ، من البحتري إلى شوقي وغيرهم كثيرون ، وممكن تكون أنت نفسك منهم من كتب في الربيع ، الربيع هو ظاهرة كونية ثابته ، وبالقياس فإن مشاكلنا هي ظواهر اجتماعية أيضاً ثابته ، وكثيرون من كتبوا فيها ، وعنها ، شعراً ونثراً ، ومسرحاً ، قصة ، ورواية ، ولكن لكل كاتب بصمته الخاصة التي تميزه ، وكما قال الحكيم ، قديماً مستحدثاً خير من جديد عقيماً .... وهنا في ربطة عنق ، أجد أن الأديب حسام القاضي له بصمته الخاصة ، ولك ان تقرأ القراءات المنشورة على القصة من الأساتذة الكبار في الواحة ، فأظن انك رددت قبل أن تعيد النظر في هذه القراءات ، فنقد الشعر يا اخي أحمد يختلف تماماً عن نقد القصة ، والرواية ، فلكل خبز خبازه وإلا ما كنت نشرت أحد نصوصك القصصية بمنتدى القصة طالباً رأي أهل القصة ، وأنا شخصياً لو كتبت قصيدة ونشرتها بمنتدى الشعر سأطلب رأي أهل الشعر فيها ..... والحق أحق أن يقال ... وهذه وجهة نظر لوجهة نظرك التي احترمها كما احترمها الاستاذ حسام .
شكراً

جوتيار تمر
12-06-2007, 01:43 PM
الاستاذ القاضي..
النص بمشاهده الحوارية الاربع يختزل الكثير من ما دار ويدور في الشارع امصري بصورة خاصة والشارع العربي بصورة عامة، حيث يمكن ان نسقط الامر على العام مثلما الخاص لكون القضية ربما اعلاميا هي واحدة.
وجاءت المشاهد تحكي لنا المعاناة الانسانية في المجتمع انمصري، وما خلفته هذه المعاناة من اثار سلبية شملت اغلب شرائح المجتمع.
اما النص ككل فقد جاء محكما وظهرت قدرتك الجلية في الاحكام والتصميم، وربما لامست
التوتو الجدلي المستمر بين تعدد الاصوات في نجوى الذات وفي مخاطبة الاخرين..؟

دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

حسام القاضي
15-06-2007, 12:09 PM
الاستاذ القاضي..
النص بمشاهده الحوارية الاربع يختزل الكثير من ما دار ويدور في الشارع امصري بصورة خاصة والشارع العربي بصورة عامة، حيث يمكن ان نسقط الامر على العام مثلما الخاص لكون القضية ربما اعلاميا هي واحدة.
وجاءت المشاهد تحكي لنا المعاناة الانسانية في المجتمع انمصري، وما خلفته هذه المعاناة من اثار سلبية شملت اغلب شرائح المجتمع.
اما النص ككل فقد جاء محكما وظهرت قدرتك الجلية في الاحكام والتصميم، وربما لامست
التوتو الجدلي المستمر بين تعدد الاصوات في نجوى الذات وفي مخاطبة الاخرين..؟
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار
الأديب الفليسوف /جوتيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قراءة عميقة ومتأنية
أبرزت ملامح القصة كاملة وبشكل رائع
أتفق معك نعم يمكننا اسقاط هذا الأمر على العام ؛ فالقضية بالفعل واحدة
في ظل نفس المناخ السائد.
أشكرك أخي الكريم على قرائتك الواعية
وكذلك رأيك الجميل في نصي المتواضع هذا.
تقيري واحترامي لك .

حسام القاضي
25-03-2010, 08:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله
فليسمح لي الأديب الاستاذ حسام القاضي
أن أرد على الأستاذ الأديب / أحمد حسن ، وأوضح له وجهة النظر هنا .
الأستاذ الأديب / أحمد حسن
كم من كتب شعراً في الربيع ؟
أظن هم كثيرون ، من البحتري إلى شوقي وغيرهم كثيرون ، وممكن تكون أنت نفسك منهم من كتب في الربيع ، الربيع هو ظاهرة كونية ثابته ، وبالقياس فإن مشاكلنا هي ظواهر اجتماعية أيضاً ثابته ، وكثيرون من كتبوا فيها ، وعنها ، شعراً ونثراً ، ومسرحاً ، قصة ، ورواية ، ولكن لكل كاتب بصمته الخاصة التي تميزه ، وكما قال الحكيم ، قديماً مستحدثاً خير من جديد عقيماً .... وهنا في ربطة عنق ، أجد أن الأديب حسام القاضي له بصمته الخاصة ، ولك ان تقرأ القراءات المنشورة على القصة من الأساتذة الكبار في الواحة ، فأظن انك رددت قبل أن تعيد النظر في هذه القراءات ، فنقد الشعر يا اخي أحمد يختلف تماماً عن نقد القصة ، والرواية ، فلكل خبز خبازه وإلا ما كنت نشرت أحد نصوصك القصصية بمنتدى القصة طالباً رأي أهل القصة ، وأنا شخصياً لو كتبت قصيدة ونشرتها بمنتدى الشعر سأطلب رأي أهل الشعر فيها ..... والحق أحق أن يقال ... وهذه وجهة نظر لوجهة نظرك التي احترمها كما احترمها الاستاذ حسام .
شكراً



لك الشكر على هذه المداخلة القيمة

محمد ذيب سليمان
09-04-2010, 03:09 PM
بكل أسف هذا النمط الذي يسود بلادنا
يقدم الفرد المقانل روحه فداء ولكنه في المقابل لا يحظى بأي تقدير بعد انتها الحرب والتضحيات
ومن المؤسف أن من يركبون الموجة ويتصدرون المجالس بعد ذلك أناس لو قرأت تاريخهم لوجدتهم أبعد الناس عن التضحية والعطاء وهذا الموقف أراه ماثلا في أشخاص أعرفهم فيما كان يدعى الثورة الفلسطينية
من يجلسون على الكراسي ومن يأكلون خيرها ويكنزون الأرصدة غير من ضحوا وأصيبو بإعاقات وغير ذلك
ألقيت ضوءا ساطعا على مهزلىة لازالت تتكررونعيشها
شكرا لك

محمد ذيب سليمان
09-04-2010, 03:10 PM
بكل أسف هذا النمط الذي يسود بلادنا
يقدم الفرد المقانل روحه فداء ولكنه في المقابل لا يحظى بأي تقدير بعد انتها الحرب والتضحيات
ومن المؤسف أن من يركبون الموجة ويتصدرون المجالس بعد ذلك أناس لو قرأت تاريخهم لوجدتهم أبعد الناس عن التضحية والعطاء وهذا الموقف أراه ماثلا في أشخاص أعرفهم فيما كان يدعى الثورة الفلسطينية
من يجلسون على الكراسي ومن يأكلون خيرها ويكنزون الأرصدة غير من ضحوا وأصيبو بإعاقات وغير ذلك
ألقيت ضوءا ساطعا على مهزلة لا زالت تتكرر ولا نزال نعيشها
شكرا لك

حسام القاضي
22-04-2010, 07:48 PM
بكل أسف هذا النمط الذي يسود بلادنا
يقدم الفرد المقانل روحه فداء ولكنه في المقابل لا يحظى بأي تقدير بعد انتها الحرب والتضحيات
ومن المؤسف أن من يركبون الموجة ويتصدرون المجالس بعد ذلك أناس لو قرأت تاريخهم لوجدتهم أبعد الناس عن التضحية والعطاء وهذا الموقف أراه ماثلا في أشخاص أعرفهم فيما كان يدعى الثورة الفلسطينية
من يجلسون على الكراسي ومن يأكلون خيرها ويكنزون الأرصدة غير من ضحوا وأصيبو بإعاقات وغير ذلك
ألقيت ضوءا ساطعا على مهزلة لا زالت تتكرر ولا نزال نعيشها
شكرا لك

نعم معك كل الحق
هذا هو النمط السائد في بلادنا هناك دائماً من يضحي بكل شيء
ويأتي من يحصد كل شيء وبلا أي عطاء، وهذا عجيب بحق
ولكن الأعجب منه أن هؤلاء المقاتلين لديهم تلك النزعة على الدوام ومهما حدث..
نزعة التضحية ..

أخي الكريم الأديب / محمد ذيب سليمان
شرفني مرورك الجميل
وقراءتك المتأنية العميقة
تقبل تقديري واحترامي

ربيحة الرفاعي
23-04-2010, 02:05 AM
حوارية بديعة تنطق بقدراتك الأدبية الرائعة،
قلما نجح الحوار في رسم ملامح القصة إلا أن تكون ثمة مداخلات للراوي .

تصاعدت وتيرة الحوار لتخلق عند القاريء رغبة بلحظة الاسترجاع التي كشفت غموضا معلن..
المهم أنه رغم صراع جدلي مضنٍ مع نفسه، لبى النداء حين سمعه ..
بطل عربي في زمن لا يرعى للأبطال حقا ....
جميلة كانت لوحة جواز السفر والحقيبة الملقيين بإهمال

دمت متألقا

حسام القاضي
30-04-2010, 08:38 PM
حوارية بديعة تنطق بقدراتك الأدبية الرائعة،
قلما نجح الحوار في رسم ملامح القصة إلا أن تكون ثمة مداخلات للراوي .

تصاعدت وتيرة الحوار لتخلق عند القاريء رغبة بلحظة الاسترجاع التي كشفت غموضا معلن..
المهم أنه رغم صراع جدلي مضنٍ مع نفسه، لبى النداء حين سمعه ..
بطل عربي في زمن لا يرعى للأبطال حقا ....
جميلة كانت لوحة جواز السفر والحقيبة الملقيين بإهمال

دمت متألقا

أديبتنا القديرة / ربيحة الرفاعي
السلام عليكم
نعم نحن في زمن لا يرعى للأبطال حقها
أين هم الآن ؟
سؤال يدور في الأذهان بلا توقف
ومع ذلك فالحصاد دائماً يأبى إلا أن يكون للانتهازيين الذين لم ولن يقدموا أي شيء
ويكون لهؤلاء الأبطال نصيبهم ولكن من النكران والجحود!!


كعادتك دائماً وأبداً تثرين بقراءاتك البراقة نصوصي المتواضعة
وكانك توجهين دعوة للقراءة من جديد

لك الشكر دوماً
مع فائق التقدير والاحترام

آمال المصري
04-04-2014, 10:58 AM
رغم أن الوطن أمانة في أعناقنا نتقلدها كربطة عنق إلا أننا نهمش وتُقابل تضحياتنا من أجله بالنكران ويُكرم الدخيل
نص ينكأ مواجع شعب عاش مقهور في وطنه بأسلوب مائز شائق عهدناه من أديبنا الفاضل
بوركت واليراد الفريدة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

خلود محمد جمعة
06-04-2014, 12:44 PM
ربطة العنق التي تخنق المبادئ وتبرز حب المظاهر وسطحية التفكير
تدرج بالأحداث من ساحة القتال الى الصور ة التي آلت اليها الى ربطها بالحالة السياسية مع رسم اوجاع المواطن والوطن
مع نهاية تترك لذكاء القارئ تحليلها
ارقى النصوص هي التي تحترم عقل القارئ وتترك له مساحات للتفكير رغم مباشرتها ووضوحها
اجد قصصك مدرسة
سبقني الكبار من الادباء بالتحليل وما مروري الا تقديرا للحرف العميق
دمت بكل الخير

نداء غريب صبري
04-06-2014, 12:03 AM
ما هذا الحوار!
وما هذه الروعة!
وما هذا الألق أستاذي القاص الرائع حسام القاضي

قصة حوارية رائعة
فيه العبرة والتذكير بحق الوطن الذي ظلمناه

شكرا لك أخي

بوركت

هشام النجار
21-09-2014, 10:57 AM
عنق متضخم بحيث لا تستوعبه ربطة عنق تقتضيها مراسم وبروتوكولات الحفل الذى يميز بين وطنى وآخر أجنبى ، والعنق محل الواجب ففى عنقه عهد وبيعة لا ينكث ولا يفرط ولا يتأخر لحظة عن نداء الواجب ، وفى العنق – قفل الصدر - كثير وكثير من المرارات والتفاهات والسخافات والتطاول والمهانة والاهانة وسنوات من الانكار والتكبر والتطاول وجرح الكرامة واستهداف القيمة والمكانة بالسخرية والاهمال والجحود .
ما أقسى هذا وما أوجعه ، ولا يعرف مدى ألمه الا من جربه وعايشه على الحقيقة .
يضحى ويبذل وعلى استعداد للمزيد وقلبه نقى وصافى ويقدم بطهر وعلو نفس وطيبة قلب وصدق نية وشهامة ورجولة ووطنية ، ويظن أن الجميع مثله بهذا الطهر والنقاء والمثالية .
والعنق محل الرفعة والسمو والمنزلة الرفيعة ، وبرفعه راية الوطن يرتفع عنقه ومكانته فى العالمين ، ويمشى بين الناس مرفوع الرأس ، ويشار اليه ؛ هذا الذى ضحى وأعطى ورفع عنق الوطن عالياً .
لا .. ليس هكذا ، لا ينتظر شكراً ولا ذكراً مقابل تضحياته ، انما الأبطال والرجال الحقيقيون عملة نادرة وغاياتهم نبيلة ونياتهم سليمة وتكفيهم من الدنيا الكلمة الطيبة والاستقبال الجيد والابتسامة الصادقة فقط لا غير ، لن يجلسوا فى صدارة المشهد ويكرهون تسليط الأضواء عليهم وترديد أسمائهم والحفاوة المبالغ فيها بهم ، بل فقط يسعون للمشاركة وأن يكونوا حاضرين الفعاليات ليشاهدوا بأعينهم التطورات والمستجدات وردود الأفعال ونتائج العمل البطولى الذى شاركوا فيه بالساحات ، وهم صامتون على وجوههم ابتسامة وعلى ملامحهم رضا ، فى انزواء وعزوف وسكون وهيبة ووقار ولو فى مؤخرة الصفوف .
أن يضحوا لقيمة عليا – هنا لرفعة الوطن - ففى جزء منها سعى لرفعتهم أيضاً وعلو مكانتهم وفرض احترامهم وتقديرهم على العالمين وعلى الناس ؛ فبأى منطق يضحون ليتحرر الوطن وينال استقلاله ورفاهيته وسعادته وخلاصه من الفقر والكبت والقهر والفساد ، ثم يصبح مصيرهم هم الذلة والفقر والحرمان والوجع والأحزان والمرض والكبت والضيق وتسلط السفلة والصغار بالتفاهة والهيافة والاحتقار ؟
هذا هو شرف الانسان النبيل الراقى وتلك هى جدارته بالحياة ، فهو يضحى من أجل القيمة العليا وسيظل جديراً بالحياة ما دام قادراً على التضحية النبيلة المتجردة من أجل الحق والمبدأ برغم كل شئ وبرغم كل الجراحات والمرارات .
هو لم يقدم على التضحية يرجو من ورائها شيئاً ، بل أقدم على التضحية من أجل التضحية ذاتها التى صارت عنده وسيلة وغاية ، وظهوره فى مشهد ما بعد النصر المؤقت شئ طبيعى ومن بديهيات الأمور وليس منة من أحد أو تفضلاً من هذا وذاك ، ولذلك تبقى أجهزته وحاساته الوطنية على استعداد دائم لالتقاط اشارة نداء الواجب فى أى وقت ، حتى ولو بعد طعنات غادرة ومحاولات هابطة دنيئة لنسف انسانيته وشطبه من المكان الذى ضحى لأجله .
يأتون اليه فى قلب بيته يمارسون ضده وضد زوجته وأولاده صنوف الايذاء والعنصرية والجهالة والاساءة والتطاول والقرف ، وهو الذى شيده بعرقه وحرمانه وشقاه وصبره سنوات ، ورغم ذلك لا يزال وفياً لمبدئه العام الذى يتقافز حوله الأقزام والهمج وأرباب الأذواق المتدنية وعديمو الانسانية والشرف .
نهاية تليق ببطل نبيل عاش مضحياً فلا ينتهى مولياً الأدبار ولا فاراً من الزحف و" أمام المرآة كانت هناك حقيبة وجواز سفر ملقيين في إهمال واضح " ؛ فهو حتى لا ينظر اليهما مباشرة بل من خلال المرآة فلا يليق بمثله الخفة والقرارات المتسرعة والركض المتهور بردود أفعال حماسية ، بل ينظر الى أدوات الهجرة والرحيل عن الديار " جواز السفر والحقيبة " من خلال المرآة ليراهما بجوار صورته هو فى المرآة ؛ بشحمه ولحمه واصاباته وجراحاته وماضيه ونضاله وتضحياته ونبله وانسانيته وبطولاته وعنقه المتضخمة ، لتزيح هذه الشخصية العالية المقام بكل توترات وانفعال اللحظة وتلقى برغبات الرحيل وأدواته الى سلة الاهمال .
التضحية مثوبة نفسها ، وانتظار الأجر والشكر والتقدير من أحد الناس الذين يغلب عليهم الجهل وعمى البصيرة والتكبر ، جهل بقيمتها الغالية ، فالتضحية ابتداءاً كانت من أجل الحق والمبدأ ، ولذلك تبقى مسيطرة الى الأبد وصوتها مسموع فى أذن البطل الذى طالما دخلته الاهانات وسكنته الاساءات ، وبمجرد انطلاق " هنا القاهرة " تطوى الصفحة بكل سوادها وغيها ويبدأ النضال من جديد ، انها كلمة قاهرة فوق كل اعتبار حتى ولو كان راحة وتقدير البطل ذاته .
التضحية ليست حفلاً ساهراً وأناقة الأبطال ليست كأناقة العاديين بربطات عنق وبذلات وسيارات ، بل أناقة البطل فى جسده الممزق وقدمه المبتور وعنقه المتضخم ورأسه المشوه ، ولا يفهم فى هذه الأناقة الجهلة والغوغاء من مرتادى الحفلات المختلطة ومنظميها وحراس أبوابها .
وأثقل النقاشات ما كانت مع جاهل بالقيم والمبادئ العليا ، وأوجع ما فى الدنيا أن يتواجد الرجل فى مكان يجهل قدره وفى محيط يتنكر لقيمته وذله وعطائه ، ولذلك بدأت القصة بحوار تمنى المتلقى أن يخرج سريعاً منه ، وأن ينهى البطل هذه المهزلة ، لكنها مهزلة مستمرة موسعة شاملة لا تتوقف فقط عند بذاءة وتفاهة حارس الحفل بل فى كل مكان هناك جحود واهمال واساءة لا تنتهى ولا يجد البطل مخرجاً منها الا بالدخول فى ذكريات البطولات والتضحيات ، هكذا سريعاً وبدون مقدمات) ألقوا بهذا الرجل خارجاً .. أزيز الطائرات فوق رأسه ) ، كأن حياته فى التضحية هى المنقذ والملاذ من عالم الاسفاف والانحطاط والغباء .
ولذلك لم يكن مستغرباً أن تتكرر عملية الخروج والدخول المباشر تلك ، من الاسفاف والوضاعة وعذابات الاختلاط بالبشر السيئين ، الى جنة البذل والفداء (وداعاً ، لا بل إلى الجحيم ...
- هنا القاهرة. صدر البيان التالي من القيادة العامة للقوات المسلحة ) .
ومضات خاطفة مسلسلة بأرقام – ولا أسماء - وليس سرداً سلساً متدرجاً متصاعداً عادياً .
وحوارات تدور بين البطل ونماذج بشرية وفى أحيان بينه وبين نفسه وأحداث بانورامية يتم تلخصيها وتكثيفها وبعثرتها فى لقطات سريعة بالكاميرا ، لتصبح وظيفة المتلقى مختلفة هنا ، فلا مجال لالتقاط السرد والحكى ببساطة ونعومة وراحة واستمتاع كعادة النصوص العادية ، بل عليه أن يبذل هنا جهداً مضاعفاً لتجميع اللقطات والمشاهد وترتيبها فى ذهنه وتفكيكها وملء الفراغات الزمانية والمكانية بالأحداث والتفاصيل الكثيرة ؛ حول ماهية الحفل وهوية الحضور ومناسبته وما انتهى اليه الحوار وماذا حدث بعد دخوله أم أنه انسحب واستسلم للطرد .. الخ ، وحول مشاهد الحرب وأحداث المعارك وهوية العدو وتفاصيل ما جرى فى المواجهات وتتبع مسير البطل فى المعسكرات والتدريب وعلى خطوط المواجهة وعلاقاته وماضيه وأسرته وأولاده ومكانته وجميع ما يتعلق بشخصيته وتفاصيل ملامحها فى ميدان القتال بعد هذا الاغراء الهائل بذلك المشهد الأسطورى الحركى البطولى ، حتى التصاقه بالآلة وصارا بالصمود والبسالة من الرسوخ والثبات شيئاً واحداً .. الخ .
وحول ما حدث من مآس ومرارات ودناءات بشرية فجة وقحة ، ثم عودته من جديد الى ميدانه وتفاصيل تضحياته وكيف تطورت بعد الاصابتين – النفسية والجسدية - .. الخ .
أى أن القاص هنا يريد أن يوتر القارئ ويشغله ويرهقه ويتعبه ويعذبه ويجبره على التضحية بوقته وتفكيره ، فلا يستلم نصاً جاهزاً للامتاع على طبق من ذهب ، بل ليلتحم تماماً بشخصية البطل المتوتر الموجوع المشغول المرهق المتعب المعذب المضحى النبيل .
الحديث عن العنوان يطول ، عن ربطة العنق التى قد تكون بطاقة مرور لبعض التافهين عديمى المواهب ، بينما يمنع الموهوبون المناضلون ، وعن المظاهر الفارغة التى تزرى بالعظماء وتقصيهم بينما تمرض أعيننا برؤية أقزام مدعين يرتدون أفخر الثياب ولا قيمة تذكر لأعمالهم وأقوالهم .
حياة المناضلين المضحين تختلف وأناقتهم تختلف وحياتهم وحفلاتهم فى أماكن أخرى يرتادونها فى ساحات الوجع والنبل والعطاء الصامت بربطات عنق تخصهم ليست كالتى يرتديها البكوات والمهرجون .
قد ينقرض هؤلاء يوماً فأين تنميتهم واحاطة أبنائهم وزوجاتهم بالرعاية والتقدير والحفاوة والتكريم ؟ وساعتها لن تجد من يضحى ، بل سيزحف من تبقى من التافهين البهت الى حفلات الولاء للعدو والتطبيل للخونة والعملاء ببذلات وربطات عنق أنيقة على أجساد سحت .

ناديه محمد الجابي
21-09-2014, 09:29 PM
كان أهم نداء هنا أثناء الثورة الليبية وفي بدايتها هو: دم الشهداء ما يمشيش هباء
ولكن الآن وبعد مضي ثلاث سنوات ونصف نجد أن دم الشهداء وتلك الأعضاء المبتورة
التي فقدها أصحابها، وعذابات الجرحى والأسر التي فقدت الأب والأبن والأخ والعائل
كل ذلك قد تحول إلى هباء بعد الصراعات التي قامت على السلطة والبترول والحكم والتحكم..
هل بعدت عن قصتك .. ربما فكل إناء ينضح بما فيه..
أو ربما لأن قصتك هى تعبير عما حدث في مصر قديما وحديثا وما يحدث الآن في كل مكان
قصة هادفة ـ تعرض مشاكل الوطن وتتلامس مع ما يعتمل في نفوسنا بعميق فكرك وحسن بناء
ومهارة سردية وأداء قصي متمكن بمعنى هادف وجميل
شكرا على نص منحني قراءة ماتعة هو وكل الردود الرائعة والتحليلات النقدية القيمة التي تبعته
ونبقى تلاميذ في مدرسة إبداعك.

رويدة القحطاني
16-12-2014, 02:26 AM
سبق لي أن قلت بأنك قاص مميز، وقصتك هذه دليل جديد على قولي
هذا الأسلوب الحواري زاد في جمال القصة والاسترجاع زادها تشويقا والتفاصيل وضعت القارئ في جو الحورا تماما

كاملة بدارنه
07-05-2015, 04:16 PM
ربطة عنق، وإن أوحت بسخافة الاهتمام بالمظهر على حساب الجوهر... أراها حبل الخناق الذي يلف حول من يضحّي ويترك يعاني ولا أحد يهتمّ لأمره!
حواريّة رائعة بأسلوب قصصيّ جعل القارئ في باحة اللّهفة لمعرفة الآتي من خلال عرض الحديث
شكرا على وجبة أدبيّة هادفة وممتعة
بوركت
تقديري وتحيّتي

حسام القاضي
15-05-2015, 11:39 AM
رغم أن الوطن أمانة في أعناقنا نتقلدها كربطة عنق إلا أننا نهمش وتُقابل تضحياتنا من أجله بالنكران ويُكرم الدخيل
نص ينكأ مواجع شعب عاش مقهور في وطنه بأسلوب مائز شائق عهدناه من أديبنا الفاضل
بوركت واليراد الفريدة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

الأخت الأديبة /آمال المصري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك أولا لبعثك نصي من عالم النسيان ..

تعقيب رائع عميق..

نعم..الوطن أمانة في أعناقنا نتقلدها كربطة العنق
ولكن كم المفرطين منا في الأمانة فاق كل تصور!!

دمت مبدعة رائعة.

حسام القاضي
15-05-2015, 11:42 AM
ربطة العنق التي تخنق المبادئ وتبرز حب المظاهر وسطحية التفكير
تدرج بالأحداث من ساحة القتال الى الصور ة التي آلت اليها الى ربطها بالحالة السياسية مع رسم اوجاع المواطن والوطن
مع نهاية تترك لذكاء القارئ تحليلها
ارقى النصوص هي التي تحترم عقل القارئ وتترك له مساحات للتفكير رغم مباشرتها ووضوحها
اجد قصصك مدرسة
سبقني الكبار من الادباء بالتحليل وما مروري الا تقديرا للحرف العميق
دمت بكل الخير

أديبتنا الراقية / خلود محمد جمعة
السلام عليكم
كعادتك تثرين قصصي بتعقياتك الجميلة
قراءة متأنية وتحليل دقيق
بالاضافة لتقييم أدوات القص..
لك الشكر دائما
مع فائق التقدير والاحترام

حسام القاضي
15-05-2015, 11:44 AM
ما هذا الحوار!
وما هذه الروعة!
وما هذا الألق أستاذي القاص الرائع حسام القاضي

قصة حوارية رائعة
فيه العبرة والتذكير بحق الوطن الذي ظلمناه

شكرا لك أخي

بوركت

الأخت الأديبة والشاعرة الرائعة / نداء غريب صبري
السلام عليكم
بل الروعة في حضورك الطاغي
وقراءتك العميقة
ورأيك الجميل

جزيل الشكر لك أختي الفاضلة

حسام القاضي
15-05-2015, 11:51 AM
عنق متضخم بحيث لا تستوعبه ربطة عنق تقتضيها مراسم وبروتوكولات الحفل الذى يميز بين وطنى وآخر أجنبى ، والعنق محل الواجب ففى عنقه عهد وبيعة لا ينكث ولا يفرط ولا يتأخر لحظة عن نداء الواجب ، وفى العنق – قفل الصدر - كثير وكثير من المرارات والتفاهات والسخافات والتطاول والمهانة والاهانة وسنوات من الانكار والتكبر والتطاول وجرح الكرامة واستهداف القيمة والمكانة بالسخرية والاهمال والجحود .
ما أقسى هذا وما أوجعه ، ولا يعرف مدى ألمه الا من جربه وعايشه على الحقيقة .
يضحى ويبذل وعلى استعداد للمزيد وقلبه نقى وصافى ويقدم بطهر وعلو نفس وطيبة قلب وصدق نية وشهامة ورجولة ووطنية ، ويظن أن الجميع مثله بهذا الطهر والنقاء والمثالية .
والعنق محل الرفعة والسمو والمنزلة الرفيعة ، وبرفعه راية الوطن يرتفع عنقه ومكانته فى العالمين ، ويمشى بين الناس مرفوع الرأس ، ويشار اليه ؛ هذا الذى ضحى وأعطى ورفع عنق الوطن عالياً .
لا .. ليس هكذا ، لا ينتظر شكراً ولا ذكراً مقابل تضحياته ، انما الأبطال والرجال الحقيقيون عملة نادرة وغاياتهم نبيلة ونياتهم سليمة وتكفيهم من الدنيا الكلمة الطيبة والاستقبال الجيد والابتسامة الصادقة فقط لا غير ، لن يجلسوا فى صدارة المشهد ويكرهون تسليط الأضواء عليهم وترديد أسمائهم والحفاوة المبالغ فيها بهم ، بل فقط يسعون للمشاركة وأن يكونوا حاضرين الفعاليات ليشاهدوا بأعينهم التطورات والمستجدات وردود الأفعال ونتائج العمل البطولى الذى شاركوا فيه بالساحات ، وهم صامتون على وجوههم ابتسامة وعلى ملامحهم رضا ، فى انزواء وعزوف وسكون وهيبة ووقار ولو فى مؤخرة الصفوف .
أن يضحوا لقيمة عليا – هنا لرفعة الوطن - ففى جزء منها سعى لرفعتهم أيضاً وعلو مكانتهم وفرض احترامهم وتقديرهم على العالمين وعلى الناس ؛ فبأى منطق يضحون ليتحرر الوطن وينال استقلاله ورفاهيته وسعادته وخلاصه من الفقر والكبت والقهر والفساد ، ثم يصبح مصيرهم هم الذلة والفقر والحرمان والوجع والأحزان والمرض والكبت والضيق وتسلط السفلة والصغار بالتفاهة والهيافة والاحتقار ؟
هذا هو شرف الانسان النبيل الراقى وتلك هى جدارته بالحياة ، فهو يضحى من أجل القيمة العليا وسيظل جديراً بالحياة ما دام قادراً على التضحية النبيلة المتجردة من أجل الحق والمبدأ برغم كل شئ وبرغم كل الجراحات والمرارات .
هو لم يقدم على التضحية يرجو من ورائها شيئاً ، بل أقدم على التضحية من أجل التضحية ذاتها التى صارت عنده وسيلة وغاية ، وظهوره فى مشهد ما بعد النصر المؤقت شئ طبيعى ومن بديهيات الأمور وليس منة من أحد أو تفضلاً من هذا وذاك ، ولذلك تبقى أجهزته وحاساته الوطنية على استعداد دائم لالتقاط اشارة نداء الواجب فى أى وقت ، حتى ولو بعد طعنات غادرة ومحاولات هابطة دنيئة لنسف انسانيته وشطبه من المكان الذى ضحى لأجله .
يأتون اليه فى قلب بيته يمارسون ضده وضد زوجته وأولاده صنوف الايذاء والعنصرية والجهالة والاساءة والتطاول والقرف ، وهو الذى شيده بعرقه وحرمانه وشقاه وصبره سنوات ، ورغم ذلك لا يزال وفياً لمبدئه العام الذى يتقافز حوله الأقزام والهمج وأرباب الأذواق المتدنية وعديمو الانسانية والشرف .
نهاية تليق ببطل نبيل عاش مضحياً فلا ينتهى مولياً الأدبار ولا فاراً من الزحف و" أمام المرآة كانت هناك حقيبة وجواز سفر ملقيين في إهمال واضح " ؛ فهو حتى لا ينظر اليهما مباشرة بل من خلال المرآة فلا يليق بمثله الخفة والقرارات المتسرعة والركض المتهور بردود أفعال حماسية ، بل ينظر الى أدوات الهجرة والرحيل عن الديار " جواز السفر والحقيبة " من خلال المرآة ليراهما بجوار صورته هو فى المرآة ؛ بشحمه ولحمه واصاباته وجراحاته وماضيه ونضاله وتضحياته ونبله وانسانيته وبطولاته وعنقه المتضخمة ، لتزيح هذه الشخصية العالية المقام بكل توترات وانفعال اللحظة وتلقى برغبات الرحيل وأدواته الى سلة الاهمال .
التضحية مثوبة نفسها ، وانتظار الأجر والشكر والتقدير من أحد الناس الذين يغلب عليهم الجهل وعمى البصيرة والتكبر ، جهل بقيمتها الغالية ، فالتضحية ابتداءاً كانت من أجل الحق والمبدأ ، ولذلك تبقى مسيطرة الى الأبد وصوتها مسموع فى أذن البطل الذى طالما دخلته الاهانات وسكنته الاساءات ، وبمجرد انطلاق " هنا القاهرة " تطوى الصفحة بكل سوادها وغيها ويبدأ النضال من جديد ، انها كلمة قاهرة فوق كل اعتبار حتى ولو كان راحة وتقدير البطل ذاته .
التضحية ليست حفلاً ساهراً وأناقة الأبطال ليست كأناقة العاديين بربطات عنق وبذلات وسيارات ، بل أناقة البطل فى جسده الممزق وقدمه المبتور وعنقه المتضخم ورأسه المشوه ، ولا يفهم فى هذه الأناقة الجهلة والغوغاء من مرتادى الحفلات المختلطة ومنظميها وحراس أبوابها .
وأثقل النقاشات ما كانت مع جاهل بالقيم والمبادئ العليا ، وأوجع ما فى الدنيا أن يتواجد الرجل فى مكان يجهل قدره وفى محيط يتنكر لقيمته وذله وعطائه ، ولذلك بدأت القصة بحوار تمنى المتلقى أن يخرج سريعاً منه ، وأن ينهى البطل هذه المهزلة ، لكنها مهزلة مستمرة موسعة شاملة لا تتوقف فقط عند بذاءة وتفاهة حارس الحفل بل فى كل مكان هناك جحود واهمال واساءة لا تنتهى ولا يجد البطل مخرجاً منها الا بالدخول فى ذكريات البطولات والتضحيات ، هكذا سريعاً وبدون مقدمات) ألقوا بهذا الرجل خارجاً .. أزيز الطائرات فوق رأسه ) ، كأن حياته فى التضحية هى المنقذ والملاذ من عالم الاسفاف والانحطاط والغباء .
ولذلك لم يكن مستغرباً أن تتكرر عملية الخروج والدخول المباشر تلك ، من الاسفاف والوضاعة وعذابات الاختلاط بالبشر السيئين ، الى جنة البذل والفداء (وداعاً ، لا بل إلى الجحيم ...
- هنا القاهرة. صدر البيان التالي من القيادة العامة للقوات المسلحة ) .
ومضات خاطفة مسلسلة بأرقام – ولا أسماء - وليس سرداً سلساً متدرجاً متصاعداً عادياً .
وحوارات تدور بين البطل ونماذج بشرية وفى أحيان بينه وبين نفسه وأحداث بانورامية يتم تلخصيها وتكثيفها وبعثرتها فى لقطات سريعة بالكاميرا ، لتصبح وظيفة المتلقى مختلفة هنا ، فلا مجال لالتقاط السرد والحكى ببساطة ونعومة وراحة واستمتاع كعادة النصوص العادية ، بل عليه أن يبذل هنا جهداً مضاعفاً لتجميع اللقطات والمشاهد وترتيبها فى ذهنه وتفكيكها وملء الفراغات الزمانية والمكانية بالأحداث والتفاصيل الكثيرة ؛ حول ماهية الحفل وهوية الحضور ومناسبته وما انتهى اليه الحوار وماذا حدث بعد دخوله أم أنه انسحب واستسلم للطرد .. الخ ، وحول مشاهد الحرب وأحداث المعارك وهوية العدو وتفاصيل ما جرى فى المواجهات وتتبع مسير البطل فى المعسكرات والتدريب وعلى خطوط المواجهة وعلاقاته وماضيه وأسرته وأولاده ومكانته وجميع ما يتعلق بشخصيته وتفاصيل ملامحها فى ميدان القتال بعد هذا الاغراء الهائل بذلك المشهد الأسطورى الحركى البطولى ، حتى التصاقه بالآلة وصارا بالصمود والبسالة من الرسوخ والثبات شيئاً واحداً .. الخ .
وحول ما حدث من مآس ومرارات ودناءات بشرية فجة وقحة ، ثم عودته من جديد الى ميدانه وتفاصيل تضحياته وكيف تطورت بعد الاصابتين – النفسية والجسدية - .. الخ .
أى أن القاص هنا يريد أن يوتر القارئ ويشغله ويرهقه ويتعبه ويعذبه ويجبره على التضحية بوقته وتفكيره ، فلا يستلم نصاً جاهزاً للامتاع على طبق من ذهب ، بل ليلتحم تماماً بشخصية البطل المتوتر الموجوع المشغول المرهق المتعب المعذب المضحى النبيل .
الحديث عن العنوان يطول ، عن ربطة العنق التى قد تكون بطاقة مرور لبعض التافهين عديمى المواهب ، بينما يمنع الموهوبون المناضلون ، وعن المظاهر الفارغة التى تزرى بالعظماء وتقصيهم بينما تمرض أعيننا برؤية أقزام مدعين يرتدون أفخر الثياب ولا قيمة تذكر لأعمالهم وأقوالهم .
حياة المناضلين المضحين تختلف وأناقتهم تختلف وحياتهم وحفلاتهم فى أماكن أخرى يرتادونها فى ساحات الوجع والنبل والعطاء الصامت بربطات عنق تخصهم ليست كالتى يرتديها البكوات والمهرجون .
قد ينقرض هؤلاء يوماً فأين تنميتهم واحاطة أبنائهم وزوجاتهم بالرعاية والتقدير والحفاوة والتكريم ؟ وساعتها لن تجد من يضحى ، بل سيزحف من تبقى من التافهين البهت الى حفلات الولاء للعدو والتطبيل للخونة والعملاء ببذلات وربطات عنق أنيقة على أجساد سحت .

أخي الأديب الرائع والناقد القدير والمفكر المميز / هشام النجار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصبحت قراءاتك النقدية بمثابة علامة الجودة لقصصي ..
تشريح لقصة وشرح واف لها ولأبعادها كلها..
اسقاط سياسي على الماضي ثم الواقع الذي صار أليما
بسبب تفريط المفرطين ..
رؤية شاملة كعادتك هي تقديم جديد للنص
وطرحه بدعوة لمزيد من القراءة ..
مهما قلت فلن أفيك حقك
جزاك الله كل الخير لقاء جهودك الخالصة
لرفعة الأدب الجميل ..

مع تقديري واحترامي أخي الكريم

حسام القاضي
15-05-2015, 11:57 AM
كان أهم نداء هنا أثناء الثورة الليبية وفي بدايتها هو: دم الشهداء ما يمشيش هباء
ولكن الآن وبعد مضي ثلاث سنوات ونصف نجد أن دم الشهداء وتلك الأعضاء المبتورة
التي فقدها أصحابها، وعذابات الجرحى والأسر التي فقدت الأب والأبن والأخ والعائل
كل ذلك قد تحول إلى هباء بعد الصراعات التي قامت على السلطة والبترول والحكم والتحكم..
هل بعدت عن قصتك .. ربما فكل إناء ينضح بما فيه..
أو ربما لأن قصتك هى تعبير عما حدث في مصر قديما وحديثا وما يحدث الآن في كل مكان
قصة هادفة ـ تعرض مشاكل الوطن وتتلامس مع ما يعتمل في نفوسنا بعميق فكرك وحسن بناء
ومهارة سردية وأداء قصي متمكن بمعنى هادف وجميل
شكرا على نص منحني قراءة ماتعة هو وكل الردود الرائعة والتحليلات النقدية القيمة التي تبعته
ونبقى تلاميذ في مدرسة إبداعك.

الأديبة الكبيرة / نادية محمد الجابي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طال غيابك أختنا العزيزة نفتقدك حقا
بل وتفتقدك واحتك ..تفتقد نصوصك
وقراءاتك الرائعة ..بل ومرورك الأثير..
يبدو أننا كما يقولون
" كلنا في الهم شرق"
لذا تتماس قضايانا جميعا ونشعر انها واحدة
ما يحدث في مصر هو ما يحدث في ليبيا
أعاد الله لكم ولنا ليبيا شامخة آمنة كما نحب جميعا ونتمنى..

شكري الجزيل مع تقديري واحترامي

حسام القاضي
15-05-2015, 11:59 AM
سبق لي أن قلت بأنك قاص مميز، وقصتك هذه دليل جديد على قولي
هذا الأسلوب الحواري زاد في جمال القصة والاسترجاع زادها تشويقا والتفاصيل وضعت القارئ في جو الحورا تماما

الأديبة المميزة / رويدة القحطاني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك لقراءتك الواعية

وتقييمك الجميل الذي أشكرك عليه

تقديري واحترامي