صابرين الصباغ
11-05-2006, 02:31 PM
على أبواب المدرسة ..
- سعاد قالت : جاءنا مدير جديد..
- هل رأيته ..؟
- نعم ، شكله ينم عن شخصية محترمة جداً ، هادئ الطباع ، أخشى أنه يخفي أشياءاً أخرى .
- ( يا خبر النهاردة بفلوس بكرة يبقى ببلاش )
دخلتُ المكتب .....
المكتب المتواضع صبغ عليه وقاره ، أضاف عليه هيبة واحتراماً ، ألقيت إليه تحية الصباح ، أومأ برأسه ؛ رداً للتحية ، عرفته بنفسي ، وقعت بدفتر الحضور ، انصرفت ترك داخل عقلي أسئلة تحيرني ..!! لم يمر عليَّ مدير مثله ، لماذا قابلني بصمته ، هل وراء صوته أشياء أخرى ..؟
ذهبتُ إلى حجرتي ، أبحث عن شيء يحتاج توقيعه .
- أستاذ مصطفى ….
- مرحباً .. تفضلي .
ما إن سمعتُ صوته ، حتى اضطربت خلجاتي ، تبعثرت أمامه ، صوته الأجش ، يشعُ احتراماً ، شعره الأبيض أضاء دروب وقاره ، تفنن في رسم توقيعه ، سرقت الورقة من بين يديه ، هاربة من أمامه لأجمع أشلائي ..
بات معي فوق وسادات عقلي ..!! استيقظت متأخرة ، جمعت ملابسي ، دككت نفسي داخلها ، أستعجل الذهاب ؛ خشية من أن أفقد احترامه ؛ لتأخري في أول يوم ، أو يسمعني عبارة يلطخ بها على وجهي ..
دخلتُ أتأبط خجلي ، وأتوسد حنقي ....
يمد إليَّ دفتر الحضور ، يرجمني بنظرات عتاب ، لم ينبس بحرف ..
تقربت منه أكثر ، ما أروع أن تعمل مع شخص مثله يحفزك على التفوق ، يجعلك تحترم عملك بلا قيود ..
كنتُ أتمنى ألا أبرح غرفته ، أحزن عند نهاية اليوم الدراسي ، ازداد نشاطي بالعمل فزاد احترامه لي ..
مررتُ يوماً على بائع زهور ، انتقيت أجمل وردة ، دخلت المدرسة أحملها بحرص شديد ، فإذا بزميلتي ، تخطفها ، أمسك أنا ساقها ، تقتلع هي أوراقها ، التي كتبت عليها عبارات احترامي له ....
أحضرت وردة أخرى ، وضعتها على مكتبي ، لأهديها له وقت الانصراف ، تغتال نضارتها أشعة الشمس ؛ لتموت في ريعان شبابها .
تمر أيام ... يُغلق محل الزهور ، أصابه خريف مرض صاحبه ، مازالت فكرة إهدائه زهرة أرويها من نبع انتظاري ..
تتفتح الورود لربيع عودة الصحة لصاحب محل الزهور .
أشتري وردة ، أذهب بها حريصة على أن تصله هذه المرة ، لأجد مكتبه ....
- سعاد قالت : جاءنا مدير جديد..
- هل رأيته ..؟
- نعم ، شكله ينم عن شخصية محترمة جداً ، هادئ الطباع ، أخشى أنه يخفي أشياءاً أخرى .
- ( يا خبر النهاردة بفلوس بكرة يبقى ببلاش )
دخلتُ المكتب .....
المكتب المتواضع صبغ عليه وقاره ، أضاف عليه هيبة واحتراماً ، ألقيت إليه تحية الصباح ، أومأ برأسه ؛ رداً للتحية ، عرفته بنفسي ، وقعت بدفتر الحضور ، انصرفت ترك داخل عقلي أسئلة تحيرني ..!! لم يمر عليَّ مدير مثله ، لماذا قابلني بصمته ، هل وراء صوته أشياء أخرى ..؟
ذهبتُ إلى حجرتي ، أبحث عن شيء يحتاج توقيعه .
- أستاذ مصطفى ….
- مرحباً .. تفضلي .
ما إن سمعتُ صوته ، حتى اضطربت خلجاتي ، تبعثرت أمامه ، صوته الأجش ، يشعُ احتراماً ، شعره الأبيض أضاء دروب وقاره ، تفنن في رسم توقيعه ، سرقت الورقة من بين يديه ، هاربة من أمامه لأجمع أشلائي ..
بات معي فوق وسادات عقلي ..!! استيقظت متأخرة ، جمعت ملابسي ، دككت نفسي داخلها ، أستعجل الذهاب ؛ خشية من أن أفقد احترامه ؛ لتأخري في أول يوم ، أو يسمعني عبارة يلطخ بها على وجهي ..
دخلتُ أتأبط خجلي ، وأتوسد حنقي ....
يمد إليَّ دفتر الحضور ، يرجمني بنظرات عتاب ، لم ينبس بحرف ..
تقربت منه أكثر ، ما أروع أن تعمل مع شخص مثله يحفزك على التفوق ، يجعلك تحترم عملك بلا قيود ..
كنتُ أتمنى ألا أبرح غرفته ، أحزن عند نهاية اليوم الدراسي ، ازداد نشاطي بالعمل فزاد احترامه لي ..
مررتُ يوماً على بائع زهور ، انتقيت أجمل وردة ، دخلت المدرسة أحملها بحرص شديد ، فإذا بزميلتي ، تخطفها ، أمسك أنا ساقها ، تقتلع هي أوراقها ، التي كتبت عليها عبارات احترامي له ....
أحضرت وردة أخرى ، وضعتها على مكتبي ، لأهديها له وقت الانصراف ، تغتال نضارتها أشعة الشمس ؛ لتموت في ريعان شبابها .
تمر أيام ... يُغلق محل الزهور ، أصابه خريف مرض صاحبه ، مازالت فكرة إهدائه زهرة أرويها من نبع انتظاري ..
تتفتح الورود لربيع عودة الصحة لصاحب محل الزهور .
أشتري وردة ، أذهب بها حريصة على أن تصله هذه المرة ، لأجد مكتبه ....