مشاهدة النسخة كاملة : أدعوكمْ أحبّتي للسّفر معي إلى قبيلـة بني عامـر، وزادُنـا الشعرُ والنثـرُ ..
أسماء حرمة الله
13-05-2006, 02:26 AM
بسـم اللـه الرحمن الرحيم
أحبّتي بواحـة المحبّة والعطاء ..
قررتُ السفرَ إلى قبيلـةِ بني عامر، للقـاءِ شيخهمْ الذي حكمَ ورجالَه على قيس بن الملوّح بإبعاده عن ليلاه ..وقدْ يُكتَبُ لنا أثناءَ سفرنا لقاءُ قيسٍ الذي هامَ على وجهـهِ منذُ حرموه من حبيبتـه، لنسمعَ منه ويسمعَ منّا..وأحببتُ أن ترافقوني في رحلتي هاته، فقدْ ألقى نفسَ المصير الذي لقيه قيس حينَ باحَ بحبّه شعراً .. خصوصاً وأنا أحملُ بينَ جوانحي عشقاً عفيفاً يقتاتُ منّي كما أقتاتُ منه في كل تفاصيلِ خطوي، ونحنُ حينَ نكون معاً، لن يقربَنا الخوفُ ولا الحزن، وسأدخل قبيلتي وأنا مطمئنّة، قبيلة بني عامرٍ التي هربتُ منها ليلةَ زواجِ ليلى من ورد، حزناً عليها وعلى قيسها- وهربتُ حينَ ذاعَ شعري ونثري عمّن أحببتُ.. بين القبائـل، فأهدروا دمي أنا الأخرى ..
أدعوكمْ أحبّتي للسفرِ معي شعراً ونثراً .. هل نبدأ الرحلـة ؟؟؟؟ على بركـة اللـه ..
لاتخشوا القيظَ وحرّ الهجير، فلقدْ أحضرتُ معي قوافلَ ماءٍ وزادٍ تكفينا الرحلـة كلها، وإنْ نضب الماء، لابأسَ أن نحلَّ ضيوفاً على قبيلةٍ من القبائـل المضيافـة ..
http://www.casafree.com/modules/xcgal/albums/userpics/14345/normal_Sahara.jpg
وتمضي قافلـتنا على بركة اللـه، والأملُ يحدوها ويحدونا في الوصولِ إلى قبيلـة بني عامر ..أو لقاء قيس بن الملوّح..بعد يوم أو يومين .. شهر أو شهرين .. :009:
http://www.casafree.com/modules/xcgal/albums/userpics/10024/normal_Caravane%20dans%20le%20d%E9sert.jpg
تعبتمْ مثلي أليس كذلك ؟؟؟ لنسترحْ قليلاً إذاً، ولتتسترحْ قوافلنا وجمالنا المتعبة ..
http://www.best-sahara-tours.com/images/caravane_avant_depart.jpg
هنـا سأجلـس قليلاً قربَ راحلتي ..وسأغنّي أبياتي على لحنِ الشمس المتعبـة:
http://document.linternaute.com/document/image/550/chameau-dromadaire-deserts-vaisseau-dunes-747800.jpg
يا قيسُ ! أغنيتي بالقلبِ أُخفيها
سِــرّاً ألَحّنُهــا، همْســاً أُغنّيهـا
ما عدتُ أكتـــمُ أشواقــاً تقتِّلُنــي
اَلْقلبُ يحبسُها والدمــعُ يحكيهـا
أمضي إليكَ، وشوقي زادُ قافلتي
والقلبُ حارِسُها دوْماً وحَاديهــا
أمضي إليكَ وطيفُ الخوفِ يتبعني
والخَطْوُ مُنشطِرٌ، يزدادُ بي تِيهـا
أدري بأنَّ مصيري في قبيلتـنـا
موتٌ، لأنَّ قصيدي سوفَ يُشقيها
مُذْ أحرَقَتْ صحفَ العشقِ العفيفِ وَمَا
باحتْ بهِ المُهَجُ الكلْمَى مآقيهـا
مُذْ أهدرَتْ قصصَ العشّاقِ عامدةً
فالحبُّ كـانَ لها عـاراً وتشوِيهــا
لـولاكَ مَا عُرِفَـــتْ يوماً قبيلتُنـا
لـولاكَ ماخَلَــدتْ حُبّـــاً قوافيهـا
وهاهي الشمسُ أيضا تستعدُّ للرّقـاد، تتثاءبُ فيتثاءبُ رقادي ..فهلاَّ حملتِ، يا شمسُ، قصيدتي بأهدابكِ إلى قيس ليلـى ؟؟؟
http://document.linternaute.com/document/image/550/coucherlever-soleil-deserts-quand-ouadane-706584.jpg
يا إلهي ! هجعَ الجميع، ونسيتُ نفسي حتّى أطلّ عليّ القمرُ مرتدياً عباءَتهُ البيضاء ..
سأدخل خيمتي التي نصبتُها منذ قليل، كيْ أطفئَ الشموعَ ..ثمّ أعود للقمرِ الساهر كيْ نسهرَ معاً .. فبيننا حديثٌ سيطولُ حتّى تستيقظَ الشمسُ فجراً ..
http://www.casafree.com/modules/xcgal/albums/userpics/13997/normal_tente%20au%20sahara%20marocain.jpg
لاتغبْ عنّي ياقمراً صارَ لي أُنْساً وصديقاً ورفيقَ درب، بلْ توأمَ روح ..
http://www.melaf.com/alboum/data/media/28/b7.jpg
كيْ نبدأ حديثنا حتّى ينهضَ الفجر ..والأحبّـة ...
........... يُتبَـع بإذن اللـه......
--------------------------
كلّ امتناني للحبيبة سحر الليالي وبحتري واحتـنا وعادل، فبهم بدأَ الخطـو، ومعهم رشفنا جميعاً عطرَ الأسفار عبر اللوحات والكلمـة والمودة ..
البحترى
13-05-2006, 04:05 AM
الشاعرة بالفطرة
أسماء حرمة الله
جهد رائع وخيال أروع
تمتعت بالقصة والصور والشعر العجيب والإحكام المطلق
لم أستطع أن أتخير بيتاً فكل ما فى الأبيات درر
لا أخفى انبهارى بهذا الموضوع وبذوق كاتبته
أتلهف لرؤية وقراءة ما سيتبع
إحترامى وتقديرى
أسماء حرمة الله
13-05-2006, 05:11 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية قطفتُها من رحلـةٍ عامرية ..
بحتري واحتـنا
سعدتُ لأنّ موضوعي الفقير قد راق لك ..وسعيدةٌ أيضاً لأنّك أول من لحقَ بقافلـةِ المسافرينَ معي إلى ديارِ بني عامر، فقدْ تلمحُ أثناء الطريق قيساً متخفّياً هنا أو هناك، وهو ينشدُ شعرَه في ليلـى هائماً على وجهـه ..فنظفرُ جميعاً بحديثٍ إليـه ..
ممتنـة لمروركَ العبِق يا بحتري واحتنا .. ومازلتُ أدعوكَ وأحبّتي للسفر معي شعراً ونثراً إلى ديارِ بني عامر ..فالسفرُ مازالَ طويلاً .. :001:
دمتَ لنا
تقبّل فائق وخالص تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
13-05-2006, 05:27 AM
يا قمرُ ! لاتبتعدْ عنّي، فأنتَ مَنْ يسمعُ بوحَ العاشقين، ويضمّدُ جراحَ المكلومين، وينصتُ لصمتِ الحزانـى وقدْ فـرّ منهمْ بوحُ الحرف ..
أخبِرْني أنتَ يا قمراً سهرَ معي ومازال، هل أستطيعُ أنْ أقنعَ قبيلةَ بني عامرٍ بأنّ الحبًّ العفيفَ ماكانَ يوماً ذنباً ؟؟ ماكانَ يوماً جريرةً أوْ تهمةً تُخشَى.. ولايستحقّ أنْ تُهدَرَ بسببه أرواحُ العاشقين :
http://www.melaf.com/alboum/data/media/28/b14.jpg
كيفَ الهوى بِقلوبٍ أزهرتْ عبَقاً
يُهْجى وتُزهَقُ، ظلْماً، روحُهُ فيهَا ؟؟؟؟
آهٍ ! كأنَّ حديثي رجْعُ والهةٍ
جُنَّتْ بِلا خبلٍ، والشوقُ جانِيها!
يبدو أنَّ النعاسَ قدْ بدأَ يدغدغُ عينيّ، وعليّ أنْ أغفو قليلاً قبلَ مواصلة الرحلـة ..فالفجرُ قريباً سيطردُ النجومَ ويعتِبُ عليكَ .. فاختبِئْ قبلَ أنْ يصحو من نومـه .. وثقْ أنّني أحفظُ عهدَنا، وسنلتقي الليلةَ القادمةَ في الموعدِ نفسِه .. فطِبْ نفساً يا أنيسَ الساهريـن ..
هاهيَ الشمسُ قد استيقظتْ منْ أحلامها، تغسلُ وجهَها بقطراتِ الحبّ التي تملأُ قلبَها لكل الكائنات، ليتَها تكفكفُ بها آلامَ المعذّبينَ على الأرض ! وما أكثرَهم ..!
http://www.saharamet.com/desert/photos/sunrise1.jpg
واستيقظَ أحبّتي ..
واستيقظت الجِمالُ أيضاً، منهكة،ً وكأنّها لمْ تذقْ نوماً مثلي، أوْ كأنّها استرقت السمعَ لأحاديثي والقمـر دونَ أنْ تنبسَ ببنتِ شفـة ..
http://d-z.ifrance.com/photos_algerie/photos/sahara/hoggar/a7fe01b9dfc6bde019901fdfdb7a1943.jpg
وتناولَ أحبّتي إفطارَهم من التمر والحليب ..إلاّ أنا، لم أستطعْ رشفَ قطرةٍ واحدة، ولاتناولَ تمرة واحدة، فقدْ كان الشوقُ يُشعلني، يطلب مني الإسراعَ لدخول القبيلـة ولقاء قيس ..ولقـاءِ مصيري أيضا ..
ثمّ استعدّتْ قافلتنا لمواصلةِ سفرها المجهول ..
http://www.sahara-tunisie.com/assets/photos/caravane-3.jpg
وطيلةَ الطريقِ، وفكري شاردٌ، وقلبي معلَّقٌ بمايخبّئه لنا القدَر ..أحدِّقُ بالصحراءِ متراميةِ الأطرافِ، وكأنّني أتوسّلُ إليها أنْ تختصِرَ مسافاتِ سفرنا ..آهٍ كمْ يُخيفني هذا السكونُ وهذا الصمتُ المحلّـقُ فيـها !!ولاأدري كيفَ دغدغتْ شغافَ قلبي أبياتٌ لقيس يقول فيهـا:
http://www.yakfoto.net/page_1/fondecran/images/PB031140.jpg
"عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي
فإني وإن لم تجزني غير عائب
عليها ولا مُبْدٍ لِلَيْلَى شِكايَة
وقد يشتكي المشكى إلى كل صاحب
يقولون تُبْ عن ذِكْرِ لَيْلى وحُبِّها
وما خَلْدِي عَنْ حُبِّ لَيْلَى بِتائِبِ "1
أينَ أنتَ هائمٌ يا قيسُ، باللـه عليك ؟؟؟ كمْ أودُّ الحديثَ إليك ..!!
...............يُتبـع بإذن اللـه..................
------------------
1- من شعر قيس بن الملوّح
أسماء حرمة الله
13-05-2006, 06:34 AM
مابالـكمْ أحبّتي ؟؟ لماذا توقفْتمْ ؟؟ لاأظنّ أنّنا سرنا كثيراً، يومٌ ونصف ليس بالكثير !! مازالَ أمامنا سفرٌ موغلٌ في الدهشةِ والخفاء، في الترقّب وانتظارِ هطولِ اللقـاء ..
http://www.casafree.com/modules/xcgal/albums/userpics/10011/normal_nomades.jpg
وانزويتُ قربَ راحلتي، أمضغُ صمتي، وجبيني يتصبّبُ شوقـاً وحيرةً ..وددتُ لوْ رشفتُ المسافاتِ رشفاً أوْ كتبتُ قصائدَ عتابٍ للصحراءِ التي تخفي عنّي مكانَ قيس، وددتُ لوْ وهبتُ عمري كلَّه لأغيّرَ معتقداتِ قبيلةِ قيس التي حطّمتْ مملكةَ حبّه لليلى، وهدّمتْ أحلامَهما وآمالَهما .. بلْ كتبتْ نهايةً داميةً لقصةِ حبٍّ عفيفٍ وُلِدَ بينَ دوالي الطفولـة واغتيلَ بينَ قصائدِ شعـر !!
حتّى راحلتي لمْ تُطِقْ صبراً، ورفضتْ بقلبِها الصغير أنْ تجلسَ إلى صويحباتها للراحـة، وهي تعلم عن قلبي المُعنّـى بحْثاً عن قيس، وتوْقاً إلى دخول مضاربِ القبيلة العامريـة .. قبيلتي.. تُرى، ماذا تفعل هناك صديقتي الناقـة ؟؟ هل لمحتْ أحداً، أثراً، سمعتْ صوتاً؟؟
http://www.casafree.com/modules/xcgal/albums/userpics/13997/normal_le%20solitaire.jpg
وواصلنا طريقـنَا، والصمتُ قدْ حطَّ على كتفي مقطِّبَ الجبيـن، وكأنه هو الآخرُ قد ضاقَ بصمتِه وبصمتِ المسافاتِ الطويلـة، وساعةُ قلبيْنـا تشيرُ إلى الرابعـة بعدَ منتصفِ الصمت أيضا..كلُّ ماحولي لاينطقُ إلاّ صمتاً سوى قلبي، يغتالُ الصمتَ ويُمَثّـلُ بـه :
http://www.best-sahara-tours.com/images/caravane_bandeau.jpg
يا لهْفَ شوْقِكَ يا قلبي- فَوَاعَجَبي !-
بُحْ للنجومِ ولاَ تهْجُرْ مغانيـها
إنَّ القصيدَ إذا هاجتْ مدامعُه
أخفى وجيبَ قلوبٍ في لياليـها
هاقدْ مضت الشمسُ إلى بيتـها مهرولـةً، وسأستعدّ برحيلـها للقاء القمر في الموعدِ نفسه، كيْ أُهرِقَ سجومَ البوحِ وأحرّرَ صمتي من قيوده، وما من أنيسٍ آخـرَ في سهرتي الثانية مع القمـرغير.. النجوم والأشواق!!
http://www.casafree.com/modules/xcgal/albums/userpics/13997/normal_sahara%20marocain%20la%20nuit.jpg
....... يُتبَـع بإذن اللـه........
د. سلطان الحريري
13-05-2006, 09:15 AM
رفيقة الألم والقلم..
أسماء حرمة الله :
بعيون الانتظار يقبع قيس أمام خيمته وعينه إلى الأفق البعيد ينتظر قدومك ليصافحك بكف من لهفة، فالليل أصبح أطول من عمر شموعه ، والثواني تنذر باللقاء .. يجتاحه حضورك ، ويلاحقه في خضم اللحظات ؛ حيث الشوق إلى لقاء يتوزع فيه العمر في لحظات ، واللهفة تغريه بمتابعة السهر ..
ربما لا يتسع العمر لانتظار آخر !!
يتمنى أن يطول به العمر ليحبك أكثر ، وليصوغ معك حكاية حب لما تكتمل فصولها بعد ..
آه من هذه النار التي تخبو في موقده لحظة بعد أخرى ، فكم تمنى أن يشعلها بفتيل حبه المتقد دائما..لكي لا يتأبطه النسيان ، أو يغفو إغفاءة تكونين فيها قد وصلت !!
سيبقى الحب درسا عصيا على الفهم إلا لمن عاشه حلما وواقعا..
الفاضلة أسماء حرمة الله:
لله درك ، فليس ابلغ من صمت الذهول أمام روعة ما يخطه قلمك ، بل ما يخطه إحساسك ..
هناك أناس ترفعهم الأقلام ، ولكنك ممن يرفعون الأقلام ..
سأتابع رحلتك بشغف، فدومي سامقة ونقية كما أنت
عادل العاني
13-05-2006, 10:40 AM
يمامة الواحة
قرأتها , وسافرت معك , في قافلتك ,
والشعر حاديها .....
وسأقول لليلى اليوم :
يا إبنةَ العمِّ ليلى أبدعي فيها = ما عادَ في القلبِ أسرارٌ فيُخفيها
وسأكمل رسالتي إلى إبنة العم ( ليلى )
تحياتي ليمامة الواحة , وبني عامر وليلى
وباقات الورد والياسمين
نورا القحطاني
13-05-2006, 10:43 AM
http://framboise78.free.fr/Fleurs/bouquet4.gif
http://pic.alfrasha.com/data/media/36/239.gif
¸.•°°·.¸¸.•°°·. ¸.•°°·.¸.•°°·.¸
الله... يا أسماء ...سأسافر بروحي وقلبي معكم
والحقيقة أنني في سفر دائما مع حروفك النقية الساحرة
أتفيأ وأرتاح تحت ظلال سطورك كلما أتعبني السفر
أشواقي ستبقى هنا
محبتي يا أميرة النثر
متابعة بشغف "أحب عشق.. قيس وليلى"
من أقوال قيس:
فؤادي بين أضلاعي غريب،،،، يُنادي مَن يُحبُّ فلا يُجيبُ
أحاط به البلاء فكل يوم،،،، تقارعه الصبابة والنحيب
لقد جَلبَ البَلاءَ عليّ قلبي،،،، فقلبي مذ علمت له جلوب
فإنْ تَكنِ القُلوبُ مثالَ قلبي ،،،،فلا كانَتْ إذاً تِلكَ القُلوبُ
¸.•°°·.¸¸.•°°·. ¸.•°°·.¸.•°°·.¸
http://pic.alfrasha.com/data/media/36/239.gif
[grade="FF1493 FF0000 FFA500 4169E1 FF1493"]
:0014:
*
*
*
http://framboise78.free.fr/Fleurs/rosereflet.gif
تحية ورد
نـورا
ماجد الغامدي
13-05-2006, 02:32 PM
http://www.rtv.gov.sy/archive/image/القمر%201.jpg
وبعد أن وصل الركبُ إلى ميناء نواكشوط :002: قضى قيس ليلهُ ساهراً وقال :
"ليلي وليلى " سواءٌ في اختلافهما=قد صيّراني جميعاً في الهوى مَثلا !!
يجودُ بالطولِ ليلي كلّما بَخِلَت=بالطَولِ ليلى !! وإن جادت بهِ بَخِلا!!
شكراً للأخت أسماء مع التحيه والتقدير :0014:
سحر الليالي
13-05-2006, 04:17 PM
http://www.mo3afa.com/wrd/w77.gif
لله ما أروعك!!!
أميرة تنطق بالجمال وتعانق البحر والشمس والأفق البعيد ،عالم نلتقي فيه مع الغيوم والمطر والنجوم...
أسماء اتوسد تلك العذوبة التي تسكنك وأيقن عبق التغاريد وعمق الكلمات. فما أروع هذا السفر ، ابداع نابع من جمال وصفاء روحك ...
سأغفو هنا ريثما تعودين
لك خالص حبي وودي وألف باقة ورد وياسمين:0014:
الصباح الخالدي
13-05-2006, 06:59 PM
رحلة جميلة وشكرا لك على هذه القصة الممتعة وتنوعها المحترف
زاهية
14-05-2006, 02:15 AM
أسماء الحبيبة
ماأجملك وأنا اتخيلك مع القافلة باتجاه مضارب بني عامر
سأرافقك ياغالية من بيتي راجية لك التوفيق في هذه الرحلة الجميلة
سأرسل لك بعض المرطبات والماء المشعشع بالثلج
فقد تحتاجونه في الصحراء
دمت بنقاء وصفاء
أختك
بنت البحر
http://a80.g.akamai.net/f/80/71/6h/www.ftd.com/pics/products/S35-3800_c.jpg
أسماء حرمة الله
14-05-2006, 02:45 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية مضمّخـة بالعطر
أستاذي العزيز د. سلطـان،
حـقَّ لشرفتي المتواضعة أن تزهو وتزدهي بحضور ملك النثـر، وبانهمال حروفه السامقة النقية نقاءَ روحه وقلمـه.
ما أجمـلَ ماانهملَ من قلمكَ سيدي، تكتبُ بمدادِ الورد وبماء الزهر دائماً..
ممتنـة لحروفكَ الرائعات التي شاطرتَ بها حروفي الفقيرة، وسعيدةٌ لأنّك سترافقنا في رحلـةٍ إلى قبيلة بني عامر، ولنْ يجرؤ شيخُ القبيلـة على الإساءة إليّ أو إلى أحبابنـا وملكُ النثر معنا.. بكمْ أحتمي من قسوةِ الزمن المرّ ومن مخالبِه ..
مازالَ السفرُ طويلاً .. :001:
دمتَ لنا ودامتْ حروفك نوراً تشرقُ به كل الشّرفات ..
تقبّل خالصَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
14-05-2006, 02:56 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة قطفتُها من حدائق الورد
عـادل،
سعيدةٌ لأنّ فارساً آخـرَ من فرسان الواحة الأوفياء سيرافقنا برحلـتنا، وسيشحذ حروفه الرائعة كما هي دوماً لإصلاح ذات البين مابين قيس بن الملوّح وقبيلته /قبيلتي /قبيلتنا جميعا..
وصلتْ تحياتك العبِقة إلى بني عامر وقيس وليلاه، فقد تكفّلت الشمسُ بإيصالها إليهمْ كلما غادرتْنـَا للرقاد، والحمد للـه أن ربّي كتب لي رفقتَكمْ ياأهلَ واحتي بهذه الرحلـة محفوفة المخاطر، ليحرس بعضُنا بعضاً.. :001:
ممتنة لمروركَ الذي أحضر معه حدائقَ الورد
دمتَ لنا
تقبّل خالصَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
14-05-2006, 03:03 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبة بماء القلب
نورا الغالية،
حضوركِ يا نوّارة الواحة نورٌ يحرسُ القافلـةَ التي تمضي بنا والشوقُ يحرسها، والمصيرُ المجهولُ يحيطُ بها من كل حدبٍ وصوب، ولكنّ الخوفَ كبّلناهُ بهذه الرفقـة الجميلة الرائعة ..أليس كذلك؟؟ :001:
قدْ وضعتُ الأبيات التي قطفتِها من حدائق روحك بمزهريةِ قلبي .. ممتنـة لكِ نورا..
السفرُ مازالَ طويلاً، ولكنْ لاتخشيْ شيئاً، الرحمنُ معنا ودعواتُ آبائنا وأحبابنا ..
دمتِ لنا
تقبّلي خالصَ تقديري ومحبتي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
14-05-2006, 03:12 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مضمّخة بعبيرِ الياسمين
شاعرنا ماجد،
العفو، بل الشكر كله والامتنان لحضورك العبِق ومرافقتك لنا ..
لاشكَّ بأنَّ شيخَ القبيلة سترتعد فرائصُه حين يرى-ماشاء اللـه-هذه الرفقة الطيبة الجميلة.. ومعنا فارسٌ آخر من فرسان واحتنا الغرّاء: ماجد الغامدي ..
ممتنـة للأبيات الجميلة التي زرعتَها بنفوسنا جميعاً، ستكونُ لنا شدوَ الطريق ودثاراً يحرسنا من قسوةِ الخطو وصمتِ المجهول ..
دمتَ لنا
تقبّل خالصَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
14-05-2006, 03:22 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية قطفتُها من قلبي
سحر الغالية،
بل الروعةُ أنتِ يا ذاتَ القلب الطيب، والحنانُ كلّه رشفتُه بينكمْ ..بكمْ ومعكمْ أحرسُ خطوي، وأضمّد ماتناثرَ منه..بوركتِ يا سحر وبوركتْ حروفكِ النقية نقاءَ روحك ..
هل أطلب منكِ شيئاً ؟؟ هلاَّ أحضرتِ معكِ قبلَ مواصلةِ رحلتنا، زهورَ ياسمينٍ وبنفسج وجوري؟؟أحبّ أن يرافقنا الوردُ أيضاً، فقدْ يَهدينا أريجُه الفوّاح إلى مكانِ قيس بأقصى سرعـة..:001: لاتنسيْ :010:
دمتِ لنا
تقبّلي خالصَ تقديري ومحبتي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
14-05-2006, 03:26 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية كتبتُها بأريج الياسمين
الصباح،
ممتنـة لمرورك الذي أحضر لنا مواسمَ الإشراق الكبرى ..شكراً لك ولمرافقتك لقافلتنا ..
مازلتَ معنا أليس كذلك ؟؟
دمت َلنا
تقبّل خالصَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
14-05-2006, 03:33 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية قطفتُها من قلبي
زاهية الحبيبة،
أهلاً بزهرةِ الواحة المضمّخة بعطور النقاء ..بحضوركِ زهت الرحلـة، ومازلتُ أطمع في مرافقة بقية أحبابنا بواحتنا الحبيبة لنا :008:
لاأدري كيف أشكركِ على المرطبات والماء المثلّج، سقاكِ ربّي من حوض الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام..
لنْ أتنازلَ عنْ مرافقتكِ لنا :010:، فهيّا أسرعي قبلَ أنْ ننطلقَ بعدَ لحظاتٍ لنواصلَ رحلتنا :010:
دمتِ لنا ودامتْ عطاياكِ يا كريمةَ الخلق والنفس والقلم
تقبّلي خالصَ تقديري ومحبتي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
14-05-2006, 05:14 AM
يا نجمةً سهرَتْ قُربي تضمّدني
هلاَّ أتيتِ بِليلـى أوْ بِأهلِيهـا ؟؟
ماتتْ بنا كَمَداً أهْدابُ أحْرفِنا
لكنّ أحرفَنا بالحبِّ نُحْييها
أخبريني، يانجوماً جلستْ على موقدِ الألمِ مكرهةً، ترقبُ إطلالةَ قطيراتِ الندى أو نسيماً عليلاً يداعبُ وجناتها، هلْ أخطأتُ حينَ عرّضتُ حياةَ أحبّتي للخطرِ في رحلـةٍ محفوفةِ المخاطرِ كهذه؟؟ لاندري مامصيرُنا بالقبيلة، بلْ ولاندري إنْ كانت هذه الصحراءُ التي تنظرُ إلينا بشزرٍ تخبّئُ لنا قُطّاعَ طريقٍ أوْ قُطّاعَ فرَحٍ؟؟ مالي أراكِ صامتةً تقضمينَ أناملكِ حيرةً ؟؟ أجيبيني واخرُجي منْ كهفِ السكونِ المخيفِ هذا! وضمِّدي هذه الآه التي تجثمُ بقسوةٍ على أنفاسي ..!
أخبريني، هلْ أقسمتِ لقيس ليلى ألاّ تبوحي بسرّه لأحد ؟؟ أعلمُ أنه يسهر على شموعِ بوحكِ كل ليلةٍ مثلي، يُهرِقُ حكاياهُ المضرّجةَ بالذكرى والحنين بينَ يديكِ، ويكتبُ على صفحاتِ نورِكِ عمرَهُ الذي اختُزِلَ في ليلـى وذكراها !
http://astro.campus.ecp.fr/photos/photos_2004/M44/M44_8.jpg
وأنتَ ياقمراً يخفي وجهَه عنّي، لماذا تختبئُ خلفَ عباءةِ الليلِ التي أهدتْها له الأسرارُ ؟؟ أعلمُ أنكَ أنتَ أيضاً تعلمُ مكانَ قيس وتأبى إخباري وفاءً لعهدٍ قطعتَه لـه ..ولنْ ألحَّ عليكَ إنْ كانَ الأمرُ كذلك، ولكنّ خوفي على قيسٍ وشوقي للقائه هما فتيلُ إلحاحي، آهٍ أينَ أنتِ يا حمامةَ العشّاق ! :
ياقيسُ ! أينَ أناجي طيفَ ساجعةٍ
عاشَتْ تُضمّدُنا والجرْحُ يُدْميها ؟؟
هامتْ بِأرضِ هوىً مثلي ومثلَكما
حتّى قَضَتْ وجَعاً والحبُّ يبْكيها !!
http://www.melaf.com/alboum/data/media/28/b2.jpg
وفجأةً سمعتُ صوتاً انهملَ كقطراتِ الغيثِ وهي تزورُ الأرضَ على حينِ غرّة، صوتاً جلجلَ الأرضَ تحتَ قدمَيَّ، وكسرَ بواباتِ الأمانِ التي كانتْ مُحكَمـةَ الإغلاقِ بصدري :
"لقد هتفت في جُنح ليلٍ حمامةٌ
على فَنَنٍ وهناً وإني لنائمُ
فقلتُ اعتذاراً عند ذاك وإنني
لنفسي فيما قد أتيتُ للائم
أأزعمُ أني عاشقٌ ذو صبابة
بليلى ولا أبكي وتبكي البهائم
كذبتُ وبيت الله لو كنت عاشقاً
لما سبقتني بالبكاء الحمائم"1
استدرتُ والخوفُ قدْ أخذَ منّي كلَّ مأخَذ، وإذا برجلٍ غارتْ عيناهُ وشحبَ لونُ وجهه، يرتدي أسمالاً باليةً والدموعُ تتساقطُ على وجنتيْهِ متراقصةً كزخّاتِ المطر، يقود ناقتَهُ المنهكَةَ كروحهِ.
أُسْقِطَ في قلبي للُحَيْظاتٍ، وأحسستُ بأنّ هذا الماثلَ أمامي ماهو إلاّ قيسُ بن الملوّح، العاشقُ الذي أهدى حياتَه مَهْراً لِمَنْ أحبَّ، العاشقُ الذي طرّزَ قلبَه النقيَّ بالذكرى والوفاء. لاأدري لماذا أحسستُ أنه هو! لعلّ روحَ الحمامةِ هي مَنْ همستْ لي بذلك سرّاً، فمازالتْ روحُها هائمةً على وجهها، تحرسُ قلوبَنا خفيـةً .. ظلَّ هوَ واقفاً بلا حِراك، يحملقُ فيَّ وهو يهذي بكلماتٍ شاحبةٍ كمصيرِه ومصيري، مُوجعةٍ كوجعِ قلبـه المكلوم، والنجومُ قدْ جمعتْ لهُ تاجاً من النّورِ وضعتْه على رأسِ الأفقِ ضِمَـاداً وقنديلَ أمـل:
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/48083faf09222aa253aefefaea99404a.jpg
"عرضتُ على قلبي العزاءَ فقالَ لي
منَ الآنِ فايأسْ لاأعزّك من صبرِ
إذا بانَ مَنْ تهوى وأصبح نائياً
فلاَ شيءَ أجدى مِنْ حلولِكَ في القبرِ
ودَاعٍ دعا إذْ نحنُ بِالخيفِ من مِنى
فهيَّجَ أطرابَ الفؤادِ وما يدري"2
طعنَني وجعُـهُ طعنةً نجلاءَ، لمْ أمنعْ معها دموعي من شقِّ أخاديدَ على وجنتيّ الذابلتيْن، حتّى الصحراءُ كانتْ تتلظّى بحرقةِ قيس، فاشتعلتْ في صدرها جذوةُ المرارة والشجن، واحْمَرَّتْ مقلتاها من لظى السّجَم وهي تدعو لـه ولنا.
http://www.yakfoto.net/page_1/S_dunes/thumbnails/PB010413.jpg
....................يُتبَــع بإذن اللـه......................
-----------
1-2- من شعر قيس بن الملوّح ..
سعيد أبو نعسة
14-05-2006, 08:43 AM
أختي العزيزة أسماء حرمة الله
تأتين بالأروع و الأبدع
و أنت تتهادين بنا في قافلة الأدب صوب مضارب بني عامر على متن الجَمال
سيكون لي الشرف بالمشاركة في هذه الحملة التي تعلنين فيها الحبّ على من طرد الحبيب المتيم قيس .
دمت في ألق
د.جمال مرسي
14-05-2006, 09:01 AM
أختي الغالية أسماء
ما أجمل هذه الرحلة التي عشنا فيها معك جو الصحراء و سحرها و طبيعتها الخلابة
و لولا قيظها الشديد لما تمنينا أن تنتهي الرحلة .
لكنني و أنا في القرن الحادي و العشرين مضطر أن أكمل الرحلة بالطائرة
فالرحلة ستنطلق من مطار الواحة الدولي إلى مضارب بني عامر .. و ان شالله يكون قيس أفندي منتظرنا في مطار القبيلة و إلا سنسطو على ليلاه .. و نخلي ليلته سودا .
و بما أننا في القرن الحادي و العشرين فقد جئت لليلى بقصيدة حدائية ( كي أماشي العصر )
اسمعي :
ـــــــ
ليلاي ...
ليلي أزرق
ليس كمثل الموج الأزرق
و أنا الأحمق
عيناكِ عسلٌ جبلي
يلمع في عاصفة الصحراءْ
تنطلق النظرة كالصاروخ ْ.
هل تدرين و ما الصاروخ ؟
إني أيضا لا أعرفْ
لكني يا ليلى أغرق
و أنا الأحمق
و أتوه أتوه
فيفتش عني البوليس الدوليّْ
أُتَّهم بكوني إرهابياً
ذاك لأني أحببتك
و لأني فجرت الخيمة في سبتمبر
خيمة مستر عامر
هذا البوشيُّ الأحمق
هل عامرُ هذا كان أباكِ يا ليلى ؟
و لماذا يتحداني هذا الفيل الأزرق
و أنا من أبطال العالم في التايكوندو
هل تدرين عن التايكوندو؟
هو صنفٌ من أعشاب البحرِ
تطبخه بنات القرن الحادي و العشرين .
و يضعن عليه السكر و النارنجْ .
كي يأكله الزنج
و الأمريكُ مع الإفرنج
ما عدتِ الأكثر إشراقاً كحليب الشمس
هم في القرن الحادي و العشرين الأكثر منك بياضا
يا ليلى .
هل تدرين لماذا ؟
قولي أنتِ لماذا ؟
فلديهم شيئٌ أسموهُ مساحيق غسيل
و لديهم آخرى للتجميل
و الليل طويل
و الحب قليل
و القلب عليل
و أنا قنديل
و إذا ما كنتِ ُمصممةً يا ليلُ على حلبِ الشاءِ
فأنا مضطرٌ التبديل
نعم التبديل
فالآن نعيش العولمة الكبرى و " النت "
و غناء " الست "
و حداء العيس كعهد أبيكِ العامرِ زفت .
ما عاد ليطربني أبداً
فأنا قيس اْبن القرن العشرين
أُلبست البنطال الجينز
و رأيت الهيبز و المارينز
يشوون لحوم الأطفال
في الكوفة أو في الصومالِ
ليلاى تعاليَ و تعالي .
كي نحيا الحلم الأزرق
كي نركب ما يُدعى الزورق
أرميكِ في قاع البحر
فأنا أحمق أحمق أحمقْ
ذاك لأني أحببتك
يا ليلى أو قلت الشعر
أختي الغالية أسماء
أردت أن أضفي روح الدعابة و الفكاهة على عملك العامري البديع
فتقبلي مودتي و تقديري و عظيم امتناني
د. جمال
عادل العاني
14-05-2006, 01:52 PM
يمامة الواحة
وعدتك أن أكون في هذه الرحلة أو منتظرا لوصول القافلة ,
لست أدري أيا منهما سأكون :
***
يا إبنةَ العمِّ ليلى مرحباً فيها = ما عادَ في القلبِ أسرارٌ يواريها
يا عمُّ ليلى أتتْ والحبُّ يسبقُها = بالشِّعرِ يا عمُّ قد ثارتْ قوافيها
لا الخوفُ يوئدُ ما بالقلبِ من شجنٍ = ولا بنو عمِّنا فالحبُّ حاميها
ما كان في القلبِ يا ليلى هوى جسدٍ = بل حبُّ روحٍ لروحٍ يُرتقى فيها
حتّى قُصصنا بأمثالٍ لها حِكمٌ = تمضي السنينُ وذكرُ الطُّهرِ قاضيها
قيسٌ وليلى مثالُ الطُّهرِ نذكرهُ = فخراً لعامرَ والتاريخُ راويها
ما كان عاراً علينا حبُّنا أبدا = ليلى , ونارُ بني عمّي أداريها
أقولُ للشَّمسِ غيبي , أنتِ مقبلةٌ = والشَّمسُ تخجلُ يا ليلى مآقيها
***
مع تحياتي وعزف ( الربابة ) في مضارب بني عامر
د. سمير العمري
14-05-2006, 10:37 PM
للحق فإني أجد في هذا الموضوع تفوقاً في الشكل والمضمون ولذا أجدني أتابعه وسأتابعه باستمرار وقد ألهمني هذا الموضوع لكي نخصص جائزة خاصة لأفضل موضوع مشارك في المهرجان السنوي للواحة ولكني لا أستطيع الإعلان إن كان ذلك سيعتمد ابتداء من هذا المهرجان أم في كل المهرجانات القادمة.
أحسنت جداً يا أسماء ، وأحسن الأخوة بمشاركتك رحلتك البدوية في صحراء العرب نحو قبيلة بني عامر ، وما عهدتك إلا منبع كل جمال وأناقة ورقة.
لك مني عظيم التقدير والامتنان
تحياتي
:os::tree::os:
نسيبة بنت كعب
15-05-2006, 03:08 AM
السلام عليكم حضور وزوار دار بنى عامر
ما هذا يا كل الاسماء والصفات - لا اجد منقذا ليساعدنى فى وصف رأىّ فيكِ هنا
ابــــــــــــــــــــداع وانــاقة وصدق
فعلا متعوب عليها اختى الحبيبة اسماء
وهل سنجد الصدق الا فى ديار اسماء الواحة
انها عشرة عمر ( كما يقولون ) وقول صدق
عرفناك عن قرب فكانت مشاركاتك ومواضيعك ترجمة لنفسك
دمت فى تفرد و جمال وألق
محبتك :0014::hat:
أسماء حرمة الله
15-05-2006, 05:37 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية مكتوبة بعطر الياسمين
أديبنا الكبير سعيد،
بل الشرفُ لنا سيدي ..
حضوركَ زاهٍ كالأمل الذي يحدونا للعثور على قيسٍ وَ للوصولِ سريعاً إلى مضاربِ قبيلةِ بني عامرٍ..
ننتظركَ فلا تتأخّر علينا، فمصيرُ قيسٍ وليلى ومصيري سيبقى معلّقاً .. :001:
دمتَ لنا
تقبّل خالصَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
15-05-2006, 05:46 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية مخضّبة بأريج الورد الأبيض
أستاذي العزيز د. جمـال،
باركَ اللـهُ فيكَ على البسمةِ التي قطفتَها مني ومن زمنٍ مثقَلٍ على كتفي، جزاكَ ربّي الفردوس ..
لاتخشَ القيظَ والحرّ سيدي، فالرفقةُ الجميلةُ والطيبةُ، والهدفُ الأسمى الذي نسعى إليه جميعا بإذن اللـه، سيكفكفُ مِنْ إحساسِنا بالحرّ ! تشجَّعْ فقط أرجوك وامْضِ معنا على الجِمال :010:، لاطائرات ولامطارات ولااختصارٌ لعمرِ الزمن :020:، هي رحلة إلى الماضي، تفتحُ لنا المجالَ للاستمتاع بجوّ الصحراء وتذكّر ماضي أجدادنا..ولاتخفْ، معنا الزادُ من الشعر والنثر والمحبة والوفاء، ومعنا الماء المثلّجُ الذي أحضرَته لنا زاهية الغالية .. :001:
أمّا قيسُ، فليتَه كان في القبيلة ! هوَ هائمٌ على وجهه كما تعْلمُ منذ حرموه من ليلاه، وليتنا نعثر عليه قبل الوصول إلى القبيلـة، وسنسعى بإذن اللـه لإعادةِ الأمورِ إلى نصابِها ..فلا ترفضْ رجاءً :008:
دمتَ لنا
وتقبّل خالصَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
15-05-2006, 05:51 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة كتبتُها بماء الورد
عادل، يافارس واحتـنا
بلْ أنتَ معنا في القافلـة :010:، وستنقلُ شعرَك بنفسك لقيس وليلاه، كما سينقل الأحبةُ جميعاً شعرَهمْ ونثرَهمْ لهما ولقبيلة بني عامر ..
دمتَ يا عادل، ودامتْ أشعارُكَ ترفلُ في العطاء والشدو ..
السفرُ مازالَ طويلاً والمفاجآتُ تختبئُ في الطريق :001:
تقبّل خالص َتقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
15-05-2006, 06:02 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية قطفتُها من حدائق الورد
أستاذي العزيز د. سميـر،
أهلاً بكَ وبحرفكَ سيدي، لقدْ كنّا ننتظرُ وصولَكَ لترافقَنـا بقافلتنا، فأمامَنا مهمة شاقة ولكنْ من أجل الخيرِ يهونُ كل شيء..أنتَ معنا الآن بالقافلـة ولن نتنازلَ عنْ ذلكَ أبداً :020:، وسننتظرُ وصولَ القوافل الأخرى التي خرجتْ من قبيلةِ الواحة منذُ زمن، كيْ تنضمَّ إلينا هي الأخرى..
دمتَ لنا ودامتْ عطاياكَ وإرشاداتكَ وتشجيعكَ غيثـاً وعطـراً ..
هلاَّ ساعدتَنا شعراً او نثراً كيْ نقنعَ قبيلة بني عامرٍ بالعفو عن قيسٍ وليلاه، وإهدائهما السعادة التي يستحقانها ؟؟ :001:
تقبّل خالصَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
15-05-2006, 06:06 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة قطفتُها من قلبي
نسيبة الغالية،
ممتنـة لكريمِ خلقكِ ورقيقِ حرفك، وممتنة أيضا لحضوركِ ومرافقتكِ لنا، فلنْ نتنازلَ عن ذلكَ أبداً، نحتاجُ لكلّ فردٍ من أفراد أسرتنا بالواحة الحبيبة لرفع الظلمِ عن قيس وليلاه..فهلاَّ فعلتِ؟؟
ابقيْ معنا، وإنْ لمحتِ قيساً متخفّياً هنا أو هناك أعلميني :001:
دمتِ لنا
لكِ خالصُ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
15-05-2006, 06:09 AM
حدّقتُ بـهِ طويلاً، وانتابـني خوفٌ شديدٌ عليه، وهوَ ينشدُ شعرَه في ليلى باكياً يلعبُ بذرّاتِ الرّمال، حاولتُ جهدي أنْ أرُدَّ عنّي غزواتِ الدموع التي اجتاحتْ خدَّيَّ بِلا هوادة، ولكنني فشلتُ !
جلسَ قربي واجمـاً للحظاتٍ حتّى خلتُ بأنّهُ قدْ غابَ عنْ وعيِه، ومكثنا صامتيْنِ والقمرُ الجالسُ على عرشهِ، يحرسُ صمتَنا الذي تساقطَ بوحاً زلالاً، لمْ نفطِنْ لرحيلـهِ ولمْ ننتبِه لِطلوع ِالشمسِ مِنْ منزلها القريبِ، وبيديْها جرةُ النّور حتّى ابتدرَتْنا بالتحيةِ، وهي تتثاءبُ وكأنّها لم تذُقْ مثلَنا نوماً، وصعدتْ إلى مكانِ حراستِها تتراقصُ على أوتارِ قلبيْنا، راغبةً عنْ أن تكونَ لنا عذولاً .
http://photos1.blogger.com/blogger/3406/1403/1600/HPIM0929.jpg
ولمّا غنّـى بي الشوقُ ثمِلاً، واستجمعتُ قوايَ التي خارتْ منهكةً رثاءً لِحالِ العاشقِ المتيّم، ابتدرتُه بالسؤال :
- يا قيسُ، هلْ تعلمُ بأننّي وأحبّتي قطعنا هذه المسافاتِ الطوال، وتكبّدْنا عناءَها ومشقَّتَـها لدخولِ مضاربِ قبيلتنا، قبيلة بني عامرٍ والأملُ يحدونا في العثورِ عليكَ صدفةً والتحدث إليكَ ؟؟
لدَيّ الكثيرُ ممّا أودّ أن أبوحَ لكَ به، لكنّني أحبّ بادئَ ذي بدءٍ أنْ أسألكَ سؤالاً.. هلْ تتذّكُرُني ؟؟ هل تعرفُ مَنْ أكون أمْ أنَّ عشقَكَ لليلى قدْ اختزلَ ذاكرتَكَ وقلبَكَ وحياتَكَ ؟؟
انتفضَ قيس واقفاً، ينظرُ إلى الشمسِ التي كانتْ ترقبنا في صمتٍ، وكأنّها كانتْ تحرسُنا من العذّالِ أوْ من قاطعي البوح، فقالَ متنهّداً وهوَ يعبثُ بأطرافِ ثوبـه:
http://www.journaldunet.com/science/environnement/est-ce-que/06/bedouins-en-noir/touareg.jpg
- أعلمُ مَن تكونين، أنتِ مِنْ قبيلتنا، من بني عامرٍ، فرَرْتِ يومَ أعلنتِ عشقَكِ العفيفَ شعْراً ونثْراً فأهدروا دمَكِ، ومنذُ ذلكَ الوقتِ وهمْ يبحثونَ عنكِ، بعثوا خلفَكِ الكثيرينَ من رجالِ القبيلةِ لإحضاركِ، بلْ وعقدوا مع كثيرٍ من القبائلِ المجاورة وحتّى التي تسكنُ أطرافَ الأرضِ، معاهداتِ صلحٍ وتجارةٍ شرطَ تسليمكِ لهمْ حالَ العثورِ عليكِ. وكنتُ وليلـى ندعو لكِ صباحَ مساء بالنجاةِ من مخالبِهمْ، لأنّنا شرِبنا الكأسَ التي شرِبتِ، لكنْ أخبريني أولاً؟ أينَ كنتِ طوالَ هذهِ السّنين ؟؟ ومَن الذي تكفّلَ بإخفائكِ وحمايتكِ من بطشِ القبيلةِ ورجالها؟؟ ولماذا عدتِ وكأنكِ تبحثينَ عنْ حتفكِ بظلفِكِ ؟
زلزلتْ كلماتُ قيسٍ جوانحي، وأسقطَتْ كلَّ أوراقِ شجرةِ السلوان التي كنتُ أجاهدُ للحفاظِ عليها مورقـةً، فأجبتُه والدموعُ تتناثرُ من عينيّ :
- آهٍ لوْ تعلم يا قيس كمْ عانيتُ ! وماذا قاسيتُ في رحلةِ الزمن التي سرَقَتْني منْ أحلامي ومن قبيلتي ومنْ عمري أيضا. لاأخفيكَ أنّني افتقدتُ قبيلتـنا وافتقدتُ أهلي هناك، وافتقدتُ رفقتَكَ ورفقةَ صديقةِ عمري ليلـى التي أحبّتكَ حبّاً خرافياً ..
لاأخفيكَ بأنّني شربتُ من كؤوسِ الحنينِ مراراً، وذقتُ الويلاتِ بسببِ بعدي عنْ مرتعِ صبايَ، مازلتُ أذكرُ البئرَ التي كنّا نسقي منها الماءَ ونتراشقُ بقطراتِه أنا وليلى وصويحباتنا، آهٍ ما أقسى الذكريات! حزَّ في نفسي تنكُّرُ شيخِ القبيلةِ ورجالها للحبّ الصادقِ العفيفِ، وإهدارَهمْ لعُمرَيْنِ حلّـقَا بينَ الغيمات.. تعذّبتُ كثيراً طيلةَ الشهورِ التي قضيتُها في الصحراءِ، ولولاَ أنّ رحمةَ ربّي كانتْ تحرسني لهلكتُ، أحلُّ ضيفةً على هذه القبيلةِ تارةً وعلى القبائلِ الأخرى تاراتٍ حتّى فتحَ لي ربّي بواباتِ رحمتِه على مصراعيْها، فهداني لقبيلـةٍ تحترمُ المعاني السامية، تحترمُ الحبَّ الصادقَ والمشاعرَ النبيلـةَ، تحترمُ إنسانيةَ الإنسان، تخدمُ لغةَ الضّاد وتحرسُ مضاربَها، تؤسّسُ لفكرٍ جديد وعهدٍ يصونُ كرامةَ الإنسانِ واللغة والأدب والعلم..
تعلمُ يا قيسُ ؟؟ واللـهِ ماذبلتْ جراحي وانزوتْ عليلةً تشكو آلامَها إلاّ وأنا بينهمْ، فعادَ الحنانُ من جديد ليسكنَ بقلعةِ قلبي وينشرَ أشعتَهُ النقية بين جوانحي، وتدفّقَ الغيثُ من جديد يسقي أرضَ قلبي الجافة، أرضَ قلبي التي وشَمَتْها الجراحُ منذُ ألفِ حزن، فازدهى بها الزهرُ والشجرُ والحرفُ والحبُّ مرةً أخرى، وصارَت القبيلةُ ومَنْ فيها أحبابي ورفقاءَ دربٍ وضعوا تاجَ النقاء على رأسِ قلوبهمْ، وزرعوا بأرواحهمْ مشاتلَ الأملِ والوفـاء والحنوّ على بعضهم البعض ..
وهنا قاطعني قيسُ والاستغرابُ بادٍ على تقاسيمه الذابلة :
- أينَ هذه القبيلةُ باللـهِ عليكِ !
- إنها قبيلةُ "رابطة الواحة الثقافية"، لم تضنَّ على أحد أبنائها بخيرٍ ولا بفيْءٍ أوْ بحنان، لمْ تتخلَّ يوماً عنْ مبادئها وأحلامها، وماتزالُ كما عهدتُها سامقةً تزرعُ حقولَ الغدِ الأجمـل، سِمادُها وأدواتُ زراعتها القلوبُ النقية الطيبة والهمّة العالية، شرابُها وطعامُها الوفاءُ والمحبّة والتسامح .
أتدري ياقيسُ بأنهمْ أبوْا إلاّ أنْ يرافقوني في رحلتي هاته بالرغمِ من وعورةِ المسالكِ وعناءِ السفر وشدةِ المخاطر، فقطْ لكيْ يعيدوا إليكَ وإلى ليلـى بسمتَكما، حلمَكـما الذي اغتالتْه قلوبٌ ثكلت الحبّ ؟؟؟ انتظِرْ ريثَما يستفيقُ أحبّتي من رقادهمْ، وسأعرّفُكَ إليهمْ واحداً واحداً، أمّا الآخرونَ فمازالوا في طريقهمْ إلينا..سافروا معي وزادُهمْ الشعرُ والنثرُ، وسَيفُهمْ السلامُ والعطاءُ والمحبّة، يلتحفـونَ الوفاءَ ويفترشونَـه، ويبذلونَ الغالي والنفيسَ من أجلِ مبادئهمْ، بهمْ ومعهمْ تحلو الحياةُ وتزدان ..قدْ سمعوا قلبَكَ يستنجدُ بشهامتهمْ ونقائهمْ فلبَّـوا النداء، ولنْ يعودوا عنْ نصرتكَ وليلى إلاّ إنْ نبتَ في بطنِ الراحـةِ الشَّعَـرُ..
وإنهمْ لَعَمْري لَناصرُوكَ وليلـى بإذن اللـه".
وفجأةً خـرّ قيس ساجداً للـه وقلبُـه مغرورقٌ بالامتنان :
الحمد للـه عددَ خلقِه ورضاءَ نفسِه وزنـةَ عرشِه ومدادَ كلماتـه .
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/3c1ab5a734ea395bc6ebee3e942fa036.jpg
------------------يُتبـع بإذن اللـه ------------------
د.جمال مرسي
15-05-2006, 06:09 AM
و هل أستطيع أمام كل هذه المغريات التي ذكرتِ يا أديبتنا الرائعة أسماء و المصحوبة بكل هذا الأدب الجم إلا أن أواصل المسير معكم إلى مضارب بني عامر
لقد أحكمت صياغة الموضوع نثرا و شعراً هذا بالاضافة للصور البديعة التي أعطتنا جوا رومانسيا حالما .
فدمت لنا أديبتنا الرائعة
و نحن معك سائرون و بالأشعار متغنون
تقبلي مودتي و تقديري
درهم جباري
15-05-2006, 07:22 AM
رحلة شاقة ولاسيما ونحن نسيروا بها على ظهر القافلة في وهج الهجير
ولكنك أختي القديرة وأديبتنا الفاضلة / أسماء حرمة الله .. جعلتينها شيقة وممتعة بهذا الأدب الرفيع والمشاعر الصادقة ، وما أجملها من رحلة جمعتنا بها بشيخ العشاق وعرفتنا بقبيلة الوفاء والكرم والأدب الجم ( قبيلة الواحة ) التي تفخر بك وتفاخر ، سأستمر معك في رحلتك الأكثر من ممتعة ..
ولك الود والإحترام .
يسرى علي آل فنه
16-05-2006, 01:14 PM
(قد صنعَ الوجدُ ماشاء بالركب ِ)
ولهذا أُحبُ مرافقتكم يا أسماء
وبما أنها رحلة للمحبة في أسمى معانيها فقد طلبتُ من البسوس أن تعيرنني ناقتها -بالعافية:011:- فلي رغبة أن تطل على التاريخ من بوابات الحب لا الحرب
أتساءل بصمت أكان لابد للعرب من جنون الحب وجنون الحرب ليشعلوا قلوبنا حزناً وعطفاً؟
أسمـــــــــــــاء
أيتها المبدعةُ الرائعة بكل المحبة سأكون معكم بإذن الله :0014:
زاهية
16-05-2006, 10:39 PM
http://pic.alfrasha.com/data/media/36/239.gif
بوركت أسماء مازلت برفقتك
وهذات الجمال الأخاذ
أختك
بنت البحر
http://www.zizooo.ws/data/media/91/flower401.jpg
أسماء حرمة الله
17-05-2006, 12:32 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبـة بقطرات الندى
أستاذي العزيز د. جمـال،
فرحـةٌ وسعيدةٌ غايةَ الفرح لقبولـك بأجواءِ رحلـتنا العامريـة الشاقّة والممتعة في الآن نفسه، ولاتخْشَ الحرّ أبداً :020:، فمعنا زادٌ لاينضبُ ولايتنهي ..وسيرشدنا قيسُ إلى أقصرِ طريقٍ إلى القبيلـة، كنْ مطمئنّاً .. :010:
ممتنـة لك ولشعرك الرائع وروحك الطيبة..
دمتَ لنا
تقبّل خالصَ تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
17-05-2006, 12:39 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة منقوشـة على شجر الريحان
شاعرنـا درهم،
بوركتَ أيها الكريم وبوركتْ روحك الطيبة ..سعيدةٌ بمرافقتكَ لنا بهذه الرحلـة العامرية، متمنية من الرحمنِ أنْ يكتبَ لنا التوفيقَ في مساعيها : بأنْ تُكَلَّـلَ بعودة ليلـى إلى قيسها، وعودةِ قبيلة بني عامر عنْ إهدارِها لقصص الحبّ العفيف ..
دمتَ لنا
تقبّل خالص َتقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
17-05-2006, 12:46 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة ضمّختُهـا بعطورِ الياسمين
يسرى الحبيبـة،
أهلاً بالحبيبـة الغالية ! سعيدةٌ بكِ وبمرافقتكِ لقافلتـنا، كلّ مرةٍ تزدادُ رباطـةُ جأشي وينضبُ خوفي :001: ، معي ماشاء اللـه أحبّـةٌ رائعونَ أمثالكمْ ..
أنتِ معنـا الآنَ بالرحلـة، وبإذن اللـه هي رحلـةٌ "تطلّ - كما ذكرتِ - على التاريخ من بوابات الحبّ لا الحرب"، مرحباً بكِ وبناقةِ البسوس ..بكِ وبالأحبّة سيتغيّرُ تاريخُ البسوس أيضاً .. :010:
أمّـا عن سؤالكِ يسرى، فاسمحي لي بالتساؤلِ نفسـه، عسى الزمن يجيبنا عليـه ..
دمتِ لنا يا رائعـة، يا زهرةَ الجلنّار..
تقبّلي خالصَ تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقـة من الورد والندى
سحر الليالي
17-05-2006, 12:47 AM
أسماء :
لله ما أروعك!!!
مثلما تسقط قطرات الندى على الزهر مع شروق الشمس تتساقط حروفك على قلوبنا بتلك الروعة والنقاء...
معك أختاه نسير بشوق
لك خالص حبي وودي يا نبض النقاءوألف باقة ياسمين تحيط قلبك وروحك :0014::0014:
أسماء حرمة الله
17-05-2006, 12:49 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيتة قطفتُها من قلبي
زاهيـة الحبيبـة،
وبوركتِ زاهيـةَ الخير، سعيدةٌ بكِ وبالماء المثلّـج ..جزاكِ ربّي الفردوس .
ممتنـة للزهرتيْن ..يا زهرةَ الواحـة :001:
دمتِ لنا
لكِ خالصُ تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
17-05-2006, 12:52 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مخضّبـة بعبيرِ الورد الأبييض
أهلاً بسحـر الليالي الحبيبـة،
وجودكِ هو النقاءُ بعينِـه .. وصحبتكِ غيثٌ يسقي مواتَ الأرض ..
سعيدةٌ بمتابعتك ..ورفقتِك .. :001:
لكِ خالصُ تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
17-05-2006, 06:01 AM
تأثّرتُ بفرحـةِ قيسٍ المورقـة، وبدموعـه التي سقى بها أرضَ الحبّ، ولم أتمالكْ نفسي إلاّ وأنا أرفع يديّ للسماء وأدعو لـه ولليلاه بغيثٍ يسقي روحيْهما المتعَبـة.
كنتُ أسألُ نفسي وهو يضمّخُ الأرضَ بدموعِ الشكر للـه، والصحراءُ تشربُ من نقائهِ ووفائه لمنَ أَحَـبّ، لماذا لايكون الناسُ جميعُهمْ مثلَـه ؟؟ لماذا لايبنونَ للحبّ مملكـةً خالدةً بقلوبهمْ، لاتُعرّيها تضاريسُ الزمنِ المرّ ولاتتعاورُها رياحُ الذبول ؟؟ لماذا لايجعلونَ منـهُ وردةً تتفتّحُ على ضفافِ الجرح المراق، لتُحيلَـه إلى جنّةِ بلسـم وشفاء ؟؟ لماذا يُضَرَّجُ زمنُنـا المرّ بالزّيف والخيانـةِ والجحود إلاّ مَا رحِمَ ربّي ؟؟ لماذا لايغدو الحبُّ ديدَنَ النفوسِ كلِّها، شرابَها وقُوتَها اليومي ؟؟ لماذا ؟؟!
لاحتْ منّي التفاتـةٌ إلى الصحراء الغارقـةِ هي الأخرى في تفكيرٍ عميق، وكأنّي بها تتسلّلُ إلى أعماقِ نفسي لتقرأَ ما فيـها، وكأنّي بها تتقاسمَ وإيّايَ الحيرةَ نفسَها..وبدتْ لي الخيامُ حيثُ يرقدُ أحبّتي، واجمـةً ولكنها كانتْ تنطقُ همْساً، تبسِمُ لي مُطَمْئِـنَةً، تزرعُ في قلبي الأمـلَ في أنّ القادمَ سيكونُ أجمـلَ وأحلـى..
http://document.linternaute.com/document/image/550/deserts-tente-vers-region-zagora-453106.jpg
كانَ الصمتُ موَزَّعاً على خيامِ أحبّتي، لمحتُه مشتاقاً كغيمـةٍ عطشى تحنُّ إلى اللقـاء، لمحتـهُ يطرقُ أحلاَمَ أحبّتي ليوقظِهـا، يهمسُ لهاَ ولهمْ، وكأنّه يشي لهمْ بوجودِ قيس بينـنا، حتىّ أنّني سمعتُ الصمتَ يتغنّى بذلكَ جهْراً !
http://www.tiviski.com/images/tentes.jpg
واعتدلَ قيس في جلستِه بعدما كفكفَ دموعَه بمنديلِ الأمـل، فدعوتُه لفنجانِ قهوةٍ عربيـة عساها تهدّئ ولوْ قليلاً مِنْ رَوْعِ أوجاعـه، وابتدرتُه بالسؤال:
http://www.photo-gratis.com/bedouins/bedouin%20%285%29.jpg
- أخبِرني يا قيسُ، كيفَ علمتَ بمكاننا ؟؟ وبأنّنا نبحثُ عنكَ ونرغبُ في لقائـك ؟؟
فأجابني والهمُّ يحتسي معـهُ فنجانَه :
- ألمْ ترسِلي أبياتكِ معَ أهدابِ الشمسِ العاشقـة ؟؟ ألمْ تسأليها أنْ تكونَ رسولَ لقـاء ؟؟ تعلمين، منذُ رحيلي عن القبيلة مُرْغماً، لمْ أجدْ أنيساً سوى الطبيعـة، كانت تقاسمني شقائي ببعدي عن حبيبة قلبي ليلـى: كانت الشمسُ أملاً أستنشقُه كلَّ صباح، تربّتُ على جرحي بحنانِها المعهود، لمْ تضنَّ عليّ يوماً بفناجينِ المواساةِ، ولمْ ترضعني إلاَّ من حليبِ الاصطبار المُعتّـق، وكذلك كان القمرُ والنجومُ والصحراء .. رُحماءَ عليّ، يحرسونني من طعناتِ الغياب ومن المجهول الذي يختبئُ بينَ الغيوم، يزرعونَ بدربي الأخرس نوراً وبسماتٍ ...
آهٍ ليلـى، وكأنّي بكِ جالسة إلى ذكرياتنا تنتظرينَ عودتي ! :
"وقالوا لو تشاء سلوت عنها
فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُ
وكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبي
كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة ٍ دِلاءُ
لها حبّ تنشأ في فؤادي
فليس له-وإنْ زُجِرَ- انتِهاءُ
وعاذلة تقطعني ملاماً
وفي زجر العواذل لي بلاء 1"
وأجهشَ في البكاء الطويل، حتّى استيقظتِ الجمالُ من رقادِها وحنينُـها يزلزلُ الصحراءَ قهْراً وأنينـاً..
http://www.tiviski.com/images/telle-mere.jpg
قفزتْ إلى قلبي حيرةٌ حرّى، استغربتُ ماشاعَ عن جنونِ قيسٍ وهذيانه، عنْ تيهـه في الصحراء هائماً على وجهه لايلوي على شيء منذُ تزوجتْ ليلـى، ومذْ أطفـأَت القبيلةُ قناديلَ حبّهـما، سألتُه:
- ويقولونَ عنكَ بأنكَ مجنونٌ تهذي ! وبأنّكَ ما لبستَ ثوباً إلاّ مزّقتَـه، وبأنّك تلعب بالتراب وتجمع العظامَ حوله.. لكنّني ماأراكَ مجنوناً إلاّ بحبِّ ليلـى .
فقاطعـني شادياً، وماءُ الشؤونِ يتساقطُ كأوراقِ عمره التي هوَتْ:
"أيَا وَيْحَ مَنْ أمسَى يُخَلَّسُ عَقْلُهُ
فأصبح مذموماً به كل مذهب
خَلِيّاً مِنَ الْخُلاَّنَ إلاَّ مُعَذَّباً
يضاحكني من كان يهوى تجنبي
إذا ذُكِرَتْ لَيْلَى عَقَلْتُ وَرَاجَعَتْ
روائع قلبي من هوى متشعب
وقالوا صحيح مابه طيف جنة
ولا الهمُّ إلاَّ بِافْتِرَاءِ التَّكّذُّبِ2"
وأجهشَ في البكاءِ ثانيـةً، حتّى ظننتُ بأنّـه سيهلكُ لا محالـة، أمّا الشمسُ التي كانتْ ترقبنـا من بعيدٍ وتراقبُ المكانَ، خشيةَ هجمةٍ مفاجئـةٍ لحزنٍ مُتَخَفّ أو لرقيبٍ، فقدْ أطرقَتْ حزناً وفتحتْ دفترَ مذكّراتـها، كيْ تكتبَ أولَ سطرٍ منهَك من سطورِ لقـاءٍ بينَ زمنيْـن، بينَ عمريْن، بينَ ألـمٍ وأمـل ..
اقْتاتَ منْ روحي الصمتُ وأُسقِطَ في يدي، ولمْ أعدْ أدري ماأفعل غير انتظار نهوض أحبّتي كيْ يتعرّفوا إلى قيسٍ ويتعرّفَ إليهمْ، ففيهمْ وبهمْ سيورِقُ الأمـلُ من جديد، وستنهضُ مسافاتُ النّوى من آلامـها المرَاقـة، لتختزِلَ عمرَ الوجـع في لقـاء المحبّيـن..
................ يُتبَـعُ بإذن اللـه ....................
-------------------
1-2- شعر قيس بن الملوّح
خليل حلاوجي
17-05-2006, 07:32 AM
والواحة وهي لنا .... وطن
أراد الله تعالى أن يستبدل بها ... مرافىء غربتنا ... فوهبنا فيها
وطن أجمل أسمه .... الانسان
ماأحوجنا الآن اليك أيها النقاء في مدن اللاحرمان ... في زمن تصحرت الروح فيه وأغتيلت بسمتنا .... وزلزلت مشاعرنا ... وأنتحرت رؤانا
ولولا دفع الله تعالى لنا وهو الوهاب ... بواحة الفضلاء العقلاء الحلماء الانقياء
لكنت ُ والله هلكت منذ أمد بعيد
الحمد لك رباه في الاولى والآخرة
على نعمة التآلف والتواد
والمسير الى حوض الكوثر ... سوية
واليك رباه ... لترضى
محمد المختار زادني
17-05-2006, 08:54 AM
السلام عليكم
أختي العزيزة أسماء
إخوتي في ركب القافلة
ماذا عساي أكون بينكم في هذا الركب المبارك، إن لم أتناول شبابتي وأعزف لكم لحنا على مقام الصبا
أو النهاوند يليق ببوح أسماء العامرية دما والعربية المسلمة روحا ! وهي تعلم أني تهت شهورا في الصحراء، دون زاد ولا رفيق إلا ما يتردد في أعماقي من أناشيد أقلام الواحة الحبيبة ...
أجل يا بنت "المعالي" وإنك الحاضرة في هبوب النسمات الصباحية ، تسامرين القطا المتثائبة قبل أن يلم الهجير حزمة الضوء...
... وسأكمل هذا بإذن الله
محمد إبراهيم الحريري
18-05-2006, 01:19 AM
الأخت أسماء حرمة الله
تحية
لا لن أسامح أسماء ولا ليلى=أين الدعاية في قلبي بلا (اي لا)
كيف المسير بلا قيس أيعجبكم=أسماء جلت الصحارى أمتطي ليلا
لم أعلم الدرب إلا بعد رحلتكم=والقر والحر نالا رحلتي نيلا
لما علمت بقيس من مضاربه=قالوا اكتوى جنة رقياه مع ليلى
قلت المضارب قالوا (حرمة ) سُمعت=كانت تعد عدادا ,تمتطي خيلا
قلت الطريق فقال الشيخ خذ بيدي=اتبع طريق الهوى واحذر به سيلا
بعد المغامرة الجذلى بعوسجها=ليلى تغني بمحموم الهوى ويلا
هبت نسائم ليل الوجد فاتعشت=أوتار صبوتنا زدنا مــُدَّها كيلا
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
الأخت أسماء صدقا عاتب جدا والعتب على الأحبة مباح لم أسمع صدقا بما قمت به ، ولكني توقعت لك عملا مميزا فبدات رحلتي إلى بني عامر وخلال تجوالي وقفت على مضاربه فإذا بقيس يمرغ بتراب الظن وليلى تمسك بكتاب لغة أظنه بلغة أجليزية وترتدي لباسا حضاريا وامامها فنجان قهوة ترشف منه بروح التمرد ، وصلت إليها وبدات بتعريف نفسي وقساوة رحلتي حتى وصلت إليها ، وكم كانت متعجرفة متالية تضحك على وضع قيس وتكيل له سبابا لم يالفه قبل جنونه ، يا كم كانت قاسية متبجحة لأنها حصلت على الثانوية العامة وسجلت قسم آداب في دورة الاستنساخ الأخيرة
أخاف الزمن يطول للك اكتفي بهذا
أشكرك أسماء أختي على موضوع مميز بكل شيء
ولن اغفر لنفسي لو لم أصل وأسجل مشاركتي
تحياتى
محمد
البحترى
19-05-2006, 12:57 AM
أسماء حرمة الله
كلماتك جعلتنى أقيم هنا
روض يانع من التراث والشعر والأدب والفكر والإخراج والتشويق
كاتبة قديرة أريبة لم تأخذها الجدية فى الكتابة من الرقة والعذوبة فى السرد
تقديرى المتصل
أسماء حرمة الله
19-05-2006, 02:27 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة قطفتُها من حدائق البنفسج
خليلَ واحتـنا،
صدقتَ صدقتَ صدقتَ، لولا أسرتـنا /وطننـا/واحتنـا لهلكنا منذ زمن بعيد، لقدْ لملمتْ جراحنا وضمّدتْها، وأهدتنا أملاً في غدٍ يودّعُ الآلامَ ويغلق البابَ في وجهها..كانتْ ومازالتْ تنافح عن لغتنا وعن مبادئنا، وأّلفتْ بين أحبّة من بقاع الأرض، بمداد الحرف والوفاء والحلم والنّقـاء ..
سعيدةٌ كثيرا بمرافقتك الرائعة لقافلتنا إلى مضارب بني عامر، ومتأكدة بإذن اللـه بأنّنا بهذه الرفقة الجميلة جدا من أحبّة واحتنا الحبيبة، سنعيد قيساً إلى ليلاه، ونصلح ذاتَ بْينِهما .. :001:
شكرا لك خليل ..شكرا لك لأنك النقاء بعينه ..
دمتَ لنا
تقبّل عميقَ تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
19-05-2006, 02:45 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبة بماء الورد
شاعرنا محمد زادني،
ستكونُ مرافقتُكَ لنا أجمل شيء .. أهلاً بك وبعزفك العذب شاعرنا، يسرّنا أنك معنا .. :001:
سيكون الغدُ بإذن اللـه أجمـل، فنحنُ بواحة المحبّة والأمل والنقاء..
ممتنـةٌ لرقيق حروفك وسموق نفسك ..
دمتَ لنا
تقبّل خالصَ وعميق تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
19-05-2006, 03:07 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية تنهملُ عبَقاً وورداً
أستاذي وشاعرنـا محمد ابراهيم الحريري،
أضحك اللـهُ سنّك .. D:
عتابُـكَ سيدي أخجَلني، فاعذُرْني على تقصيري في إخباركَ بالرحلـة، وأرجو أن تقبلَ اعتذاري:008:
سعيدةٌ حدّ الورد بمرافقتك الجميلـة لنا، فقد كنّا جميعاً بانتظاركَ :001:، أمّا أبياتُكَ الرائعة فقدْ احتفظتُ بها بأدراجِ الامتنان، وستبّلغها بنفسك لقيس وللقبيلـة :010: . سلمْتَ لنا وسلمَتْ حروفك وروحك السامقة دوماً ..
دمتَ لنا
تقبّل خالصَ وعميقَ تقديري وامتناني واعتذاري :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
19-05-2006, 03:12 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيتة قطفتُـها من حدائقِ الياسمين
بحتري واحتـنا،
سعيدةٌ بمتابعتك، وممتنـة حدّ الورد لشهادتك بحقّ حرفي الفقير، ستظلّ وساماً بجيدي ماحييت ..
دمتَ لنا
لك عميق وخالص تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
19-05-2006, 05:45 AM
- هاهـمْ أحبّتي قد استيقظوا والنقاءُ يغازلُ جفونَهـمْ، سأعرّفُـكَ إليهمْ يا قيسُ واحداً واحداً..كمْ أحبُّ أنْ تصبحَ فرداً من أفرادِ واحتنـا! ليتكَ تعيشُ معنا بأرضِ الزمن الجميل، تحتَ سمـاءِ المحبّة، زادنُا الشعرُ والنثرُ والعطـاءُ، سيكونُ الجميعُ سعداءَ بكَ وبقلمكَ، فما رأيُـك ؟؟
فأجابني بابتسامـةٍ جذلـى :
- لاأستطيعُ أن أكونَ جاحداً لِمَنْ أكرَموني، لمَنْ تكبّدوا مشاقَّ الطريق وأهوالَـه كيْ يعيدوا إليَّ حياتي التي فقدتُ: ليلـى ..
ثقي بأنّني إذا استعدتُ ليلايَ سأكونُ معكمْ بإذن اللـه، فلطَالـمَا حلمتُ بقبيلـةٍ تحفظُ للإنسانِ إنسانيتَـه، تُخضّبُ أكفَّ الروحِ بالنقـاء، تنافحُ عنْ القيمٍ العليا وتسعى لبقائها.
http://www.interbible.org/interBible/caravane/voyage/2006/voy_060224c.jpg
- قرْ عيناً وطبْ فؤاداً يا قيسُ، وثقْ بالرحمنِ وبنـا، هيّا إذاً لندخل خيمـةَ القِرى، هناك أجتمِعُ وأحبّتـي لتناولِ الطعامِ وتجاذبِ أطرافِ الحديث..فأَسْرِعْ، لأنّني ألمحُ زعيمَ قبيلتنا د. سميـر العمري يلوّح إلينا من بعيد ومعـه الأحبّـة.
ورافقني قيسٌ إلى خيمةِ القِرى، ولأوَلِ مرّةٍ منذ لقائـي به، ألمحُ بسمةً صغيرة لم تشبَّ عن الطّوقِ بعدُ، تتعلّقُ بتقاسيمِه المنهكـة، وكأنّها طفلـةٌ صغيرة تفكُّ شفرةَ الفـرَح لأول مرة.
غمرَتني إثرَ ذلك فرحةٌ صدّاحـة بعثرَتْ مخاوفي وأغلقتْ منافذَها، أخيراً ينتزعُ قيسٌ سيفَ الأمـلِ من غمدهِ، بعدما مكثَ به ألـفَ وجع! الحمد للـه على نعمـِه التي لا تُعَدّ ولا تُحصـى .
ودخلْنا الخيمـةَ وطيفُ ليلـى يرافقنا، وجلسْنَـا واستغرابُ أحبّتي يتقفّـى ملامحَ هذا الضيف، هذا الزائر الذي حملَتْـهُ إلينا شمسُ الصبّاح، مغطّىً بالأزمنةِ الذابلةِ ولياليـها.
http://www.photo-gratis.com/bedouins/bedouin%20%2819%29.jpg
حلّـقَ الصمتُ بقلوبِ الحاضرينَ، ليحطّ على قلبي قلِقـاً وهو يأمرني بفكِّ سراحِـه :
- أحبّتي ، أتعلمونَ مَنِ الضيف ؟؟ إنه قيسٌ بن الملوّح مجنونُ ليلـى، لاتستغربوا ! لمْ أشكَّ يوماً في أنّ الطبيعةَ تنبضُ بالمشاعرِ والأحاسيس مثلَ بني البشر، لم أشكَّ يوماً في أنها تلهجُ بالحنانِ والدفءِ والعطاء كقلوبكمْ، كنتُ دوماً أثقُ بأنّها سلوانُ المهموم وأنيسُ العاشق، بأنّها بلسمُ المكلوم ولغـةُ القلب، بأنّها رسولُ المحبّة على الأرض. هاهي ذي الشمسُ الرؤومُ تفي بوعدِها لي، تحملُ أبياتَ شعري بأهدابِ نبضِهـا إلى قيس الذي سَكنَ الغيابَ، الذي اختبأَ بصمتِ الفيافي وهمسِ الحكايا.. لولاَها لَما أزهرَ الغيابُ، ولولاها لَمَا سافرَ إلينا قيسٌ على جناحِ الشوق متدثّراً بالبوح. أحبّتي، أقدّمُ لكمْ مجنونَ ليلـى .
و ابتدرَهُ زعيمُ قبيلـة "رابطة الواحة الثقافية" د. سمير العمري بالحديث، وهو يقدّمُ لـه التمـرَ مُرحِّبـاً :
- حللتَ أهلاً ونزلتَ سهلاً أيها الشاعر العاشق، افتحْ شرفاتِ قلبِكَ للغدِ الأحلـى، وثقْ بأنَّ آلامَكَ ستنضبُ قريباً، فتنضب معها ذكرياتُها المُرّة تبَعاً. تفضّلْ شارِكـنا طعامَنـا وشرابَنا، ولكَ في صحبَتِـنا السلوانُ والخيـرُ بإذن اللـه.
http://www.supertoinette.com/photo/f/f_dattes01.jpg
http://www.tabledescalories.com/photos/aliments/327.jpg
http://www.vacanceo.com/img/album/32868.jpg
وقدَّمَ إليهِ د. سلطـان الحريري جِرارَ الحليـب مرُحِّبـا به:
- هذا أعظمُ يومٍ في التاريخ ! نجلسُ إلى قيسِ الهوى والوفاء، نحدّثه ويحدّثنا بعدَ أنْ كنّا نقرأ عنه بأمهاتِ الكتب وحسبُ. ألِمْـنا لألمك وظلَّ وجعكَ ينتحبُ بصدورنا حتّى اليوم، وبفضلِ اللـه وبفضلِ هذه القلوبِ الطيبة التي شرِبَتْ مِنْ نهرِ المحبّة الصادقـة، سيزقزقُ زمنُكَ الجميلُ من جديد على أفنانِ حياتك. أهلاً بكَ بينـنا ..
http://www.boutiquegrecque.com/Image/img_produit.php?img_id=340
http://www.boutiquegrecque.com/Image/img_produit.php?img_id=70
واقتربَ البحتري منْ قيـسٍ مصافحاً، وبيديْـهِ زهورُ الياسمين:
- هذه لكَ ياقيسَ الهوى، أقدّمها لكَ احتفاءً بـكَ، قطفناها لكَ مِنْ حدائقِ زمنِـنا، أهلاً بكَ ومرحباً.. سعادتُنا بحضورِكَ اليومَ تغرّدُ ملءَ قلبِِـها.
http://olharfeliz.typepad.com/photos/uncategorized/jasmin.jpg
أمّا زاهيـة، فقد ابتسمتْ وهي تشيرُ بيدها إلى جرارِ العسل المصفّى :
- على الرحب والسّعـة ضيفَنا الشاعر العاشق الوفيّ، أحببناكَ في اللـهِ مذْ قرأنا عنكَ وعنْ شعرك، نسألُ الرحمنَ أن يُنيرَ دربَكَ وينفضَ عنْ جدرانِ قلبكَ الوجعَ. هذه جرارٌ من العسلِ المصفّـى ومن الماء المثَلّج، أعددتُها بنفسي من أجلِ أحبّتي، واليومَ أنتَ فردٌ منّـا، لكَ ما لَنـا . تفضّل شارِكـنا الطعامَ والحرف .
http://document.linternaute.com/document/image/550/deserts-jarres-matmata-tunisie-522239.jpg
واعتدلَ قيسٌ في جلستِه بعدما هـدَّهُ البكاء، والامتنانُ بمقلتيْـهِ قد ألَّـفَ عِقْداً مِنَ حبّاتِ السَّجمِ:
- غمرتموني بنقائكمْ وطيبـةِ قلوبكمْ، هذا أكثـرُ ممّـا أستحقّ ! ماكنتُ أحسبُ أنّ الطّيبـةَ نبضةٌ مزروعـةٌ بأرضِ القلب حتّى لقيتُكـمْ، ما كنتُ أدركُ بأنّ ثمـةَ فرسانـاً يحفظُون للمبادئِ وللقيم الجميلة النبيلـةِ ماءَ وجهِهـا حتّى سمعتُ عنكمْ، هي رحمةُ اللـهِ أطلّتْ على دربي البهيمِ لتُشعِـلَ من جديد قناديلَـه.
ودغدغَ قلبَـهُ حنينُ ناقتِـه خارجَ الخيمـة، ناقتـه التي كانت متكئةً على الأشواق والآمال، تستمعُ إلى رفيقِ دربها وقلبُها يتقطّعُ حزناً عليـه، فأنشـدَ:
"أحِنُّ إذا رَأيْتُ جِمَالَ قَوْمِي
وأبكي إن سمعت لها حنينا" 1
وأجهشَ في بكاءٍ طويلٍ، فإذا بِعادل العاني يقوم من مجلسِـه ليجلسَ قُربَـه، وقيثارةُ شعــرِه بيـده ..
------- يُتبَـعُ بإذن اللـه ------
--------------------------
1- شعر قيس بن الملوّح .
محمد إبراهيم الحريري
19-05-2006, 08:34 AM
لأخت أسماء
تحية
وهذا الفضل يكفيني
فقومي الآن يا أسماء
بالأطياف وابكيني
فقد سالت مآقينا
بطهر الدمعة الحيرى
على أرتال تخميني
فلن أرتاد رحلتكم
إذا لم يزهر الرمان
في عصر الأفانين
ونقطف من جدار الصمت
طهر الورد والتين
فقومي الآن يا أسماء
بما ينبي بتكفيني
ــــــــــــــ
أشكرك أخت أردت مداعبة روحية على درب فيس وليلى
تقبلوها مني
لك تحيات
المسكين التائه في بيداء مضر وقيس
لاجئ أدبي
مصطفى بطحيش
19-05-2006, 09:17 AM
رسالة الى قيس
لله يومَ سَرَوا عَيْناً أُداريها =دَمْعَاً تُغالِبُني رُحْماً أُوارِيْها
يا قَيْسُ كيفَ هُمُ بعدَ الرّحِيل وَهَلْ=مِنْ نِجْمِةٍ تَغْفُو اشواقُنا فيها
هذا سُهَيْلُ خَجولٌ لا يُسامرني=وَكَأَنَّ في تِرْدَادِ اللّحْظِ تَنْويها
لَكَأَنّهُ كَلِفٌ تَكْوِيهِ نارُ جَوىً=لَكَأَنَّ في خَفَقانِ القَلبِ تَدْلِيْها
وَيْحِيْ أراهُ دَنَا مِنِّي لِيَهْمِسَ لي=وَيْحَ النٌّجومِ إذا باتَتَ أُناجِيْها
ما كُنْتُ اَحْسَبُها أقْعَى السُّهادُ بها=حتى غَدَوْتُ سَمِيراً في لياليها
بَيْنِي وبَيْنَ نُجُومِ اللّيْلِ عَهْدَ قِلَى=ما كُنْتُ احْسَبُني يوماً أواسيها
ما كان ظَنِّيْ أنّ النَّجْمَ طالَ بها=وَجْدٌ وطالَ بأهلِ الحُسْنِ تَوْلِيْهَا
حتى سَمِعْتُ لها هَنّاً إذا ارْتَحَلوا=وسَمِعْتُ صَوْتَ حَسِيْسِ النّارِ تَكْوِيْها
يا قَيْسُ لَوْ اَعْلَمْتَ النَّجْمَ اَيْنَ هُمُ =أحْبَابُها نُزُلٌ فالشَّوْقُ يُرْدِيْهَا
ما يَوْمَ صَفَّدَها وَجدٌ بِمُرْتَحِلٍ =عَنْهَا يَقُوْمُ لَهُ يَوْمٌ فَيُعْفِيْها
تحية للأديبة القديرة أسماء
سحر الليالي
19-05-2006, 05:35 PM
http://miroska78.free.fr/Globes/cygne02.gif
مازلت أسيرة روعتك اختاه ....دمت للإبداع موطناً يا أسماء...
وبإنتظار البقية بشوق
لك حبي وقلبي وألف باقة من زهرة اللوتس :0014:
د. سلطان الحريري
21-05-2006, 02:04 AM
أنا من المؤمنين بأن العثور على حرف سامق كحرف أسماء كالعثور على منجم ذهب ، بل إنه أفضل وأرقى وأسمى .. أتراني أطرق أبواب عالم الجمال باحثا عن موطئ قلم أمام هذا الألق ؟؟!!
أم تراني أهيم بحرف لا يدانيه حرف ؟؟!!
ولكن هيهات أن أصل !!
فإليك يا أميرة الحرف بيعتي ، لنجدد معك ميثاق الكلمة في زمن ضاعت فيه الكلمات في أسواق النخاسة .. سنجدد الميثاق مع حرف سامق كحرفك ، وسنتقاسم السير على أرصفة النقاء في عالم لا يعرف إلا ظل النقاء ..
رحلة نقلتنا فيها أسماء على جناح الكلمة النقية والمبدعة ..
سيكون دائما لنا لقاء هناك !!
وأخيرا فإن حرفي لن يفي حرفك حقه لو استخدمت معاجم الدنيا كلها ، فدومي مبدعة نشرف بها ..
لك أيتها الفاضلة خالص ودي وتقديري
زاهية
21-05-2006, 03:11 AM
وأوقع على ماقاله ملك النثر بحق الأميرة أسماء
دمتما متوجين بالجمال
أسماء حرمة الله
21-05-2006, 06:06 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبة بماء الورد
أستاذي محمد ابراهيم الحريري،
للـه درّك أستاذي، بوركتَ وسلمتَ على حسّك المرهف وروحك النقيّـة..
أنت معنا بالرحلـة ولن تغادرَنا أبداً :020: حتّى ننهي مهمّتنا، وبإذن اللـه سيزهرُ الرمّانُ في عصر الأفانين، وسنقطف من جدار الصمت طهرَ الورد والتّين :010: :001:
ممتنـة لمروركَ المخضرّ وكلماتك السامقة سموقَ روحك وقلمك ..
دمتَ لنا
تقبّل عميقَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
21-05-2006, 06:11 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة قطفتُـها من حدائق الياسمين
شاعرنـا مصطفى،
ممتنـة لحضوركَ المورق ولقصيدك الرائع .. ستنشده بإذن اللـه في حضرة قيسٍ بنفسك :010:، ولن ينسى قيسٌ والأحبّة معروفكَ أبداً أبداً .. :001:
دمتَ لنا
تقبّـل عميقَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
21-05-2006, 06:15 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة ضمّختُها بعطر قلبي
سحر الحبيبة،
ممتنـة لمتابعتك الغالية.. بوركتِ وسلمتِ دوماً ..
دمتِ لنا ودامَ قلبكِ نابضاً بالنقاء والروعة :001:
لكِ عميقُ تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
21-05-2006, 06:21 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مضمّخـة بعطور الريحان والياسمين
أستاذي العزيز د. سلطان،
أخجلتَني سيدي بحرفكَ الكريم وثنائك النديّ الذي أراهُ كثيراً عليّ .. كنتُ ومازلتُ وسأبقـى طالبـةً بمدرسةِ الواحة ومدرستكمْ، أتعلّـم منها ومنكمْ العطاءَ والكرمَ والنقاءَ والوفاءَ وكلَّ الخصال النبيلـة السامقـة ..
سأبقى مَدينـةَ فضلكَ وفضل واحتي وأحبّتي فيها ماحييـت، وسيبقى حرفي دوماً عاجزاً عن إيفائكَ وإيفائهم حقّ كرمكمْ ونقائكمْ .
دمتَ لنا ودامت الواحـة ودام الأحبّـة جميعاً ..
تقبّـل عميقَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
21-05-2006, 06:25 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة قطفتُـها من قلبي
زاهيـة الحبيبـة،
ودمتِ متوّجةً بالجمال والنقاء والطّيبـة يا زاهيةَ الواحـة ..أخجلتِني بحرفك الكريم يا أمّ الكرم.
حضوركِ يعني لي الكثير الكثير، بوركتِ وسلمتِ دوماً ..
دمت لي ولنا
لكِ عميقُ تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
نزار ب. الزين
21-05-2006, 06:49 AM
ياه
ما أروع ما أراه
البحتري ثم أسماء
زهور الواحة تتفتح عبقرية فتفوح رائحتها حبا و عواطف سامية ، مغطية الزمان و المكان منذ قيس و حتى حامي الضاد
سلمت أناملك المرهفة يا أسماء حرمة الله فقد مزجت الفن الرفيع بالأدب البديع
دمت و دام إبداعك
نزار ب. الزين
و شكرا للأخت نسيبة بنت كعب لإثارتها انتباهي
أسماء حرمة الله
21-05-2006, 07:10 AM
كانتِ الشمسُ مستسلمـةً للفضول، تتمنّـى أنْ تعرفَ مايدورُ داخلَ الخيمـة بعيداً عن رقابـةِ أشعّتِها، حاولـتْ أنْ تتكّئَ على منصّـةِ البوحِ المنصوبـةِ ببابِ خيمةِ القِرى، ولكنّها لم تُفلِح، فأصرّتْ على الرحيلِ إلى بيتِها النائي كطفلٍ مُغاضِبٍ .. ولكنَّ رحيلَـها كانَ خافتاً لم نشعرْ بـه، خصوصاً وأنّ فرحَتي والأحبّـة بلقاء قيسٍ ظلَّتْ جالسةً معنا تعزلـنا عن العالمِ بأسره .
http://document.linternaute.com/document/image/550/coucher-soleil-deserts-couher-sud-557637.jpg
ظلَّ عادل العاني يربّتُ على جراحِ قيسٍ، وهذا الأخيرُ غارقٌ في حزنهِ وهذيانِه:
- يا قيسُ، لاتفقدْ هذا البريقَ الذي يأتلـقُ بعينيْـك أمَلاً، ثقْ بأنّ ربّ البريّة سيصلحُ شأنكَ كلَّـه، وبأنّنا لن نتخلّى عنكَ حتى يعودَ الربيعُ إلى مضاربِ روحكَ من جديد، وهاهي ذي قصيدتي التي كتبتُ من أجلكما، مطلعُـها :
يا ابنةَ العـمِّ ليلـى مرحبـاً فيهـا
ما عادَ في القلبِ أسرارٌ يواريهـا 1
خبّأتُها بغِمْدِ السرّ حتّى ندخلَ قبيلتَكَ ونلقى ليلى فألقيها بحضرتِها وبحضرةِ رجال القبيلـة .. عليهمْ أنْ يكفّوا عنْ إزهاقِ الفـرح، وأن يعتذروا منكما ومنْ حبّكما العفيف، وإلاّ ظلّ مافعلوه بكَ وبليلـى وصمةَ عارٍ بجبينهمْ مدى العمر والزمن .
وقدَّمَ إليـهِ محمد ابراهيم الحريري الفاكهـةَ، والبسمةُ مزهرةٌ على أغصان ملامحه:
http://img.hebus.com/2006/03/24/060324024927_70.jpg
- ياقيسُ ! واللـهِ لحقـتُ بقافلةِ الأحبابِ بعدماَ سبقَـتْني وسبقوني إليكَ وإلى قبيلتكَ دونَ إخطاري، وكُلّي عزمٌ على ردِّ الشمسِ إلى كبدِ سمائكَ بسيفِ القلمِ والوردِ والمحبّة الصادقة ..لمْ أُبالِ بالقيظ والهاجرة لأنّ حرَّ الهجيـرِ مشتعلٌ بصدري الذي فُجِـعَ فيك وفي قلبكَ المكلوم، مذْ تيهِكَ بصحارى الضياع :
لم أعلم الـدرب إلا بعـد رحلتكـم
والقر والحـر نـالا رحلتـي نيـلا
لما علمت بقيـس مـن مضاربـه
قالوا اكتوى جنة رقياه مـع ليلـى
قلت المضارب قالوا (حرمة ) سُمعت
كانت تعـد عـدادا ,تمتطـي خيـلا
قلت الطريق فقال الشيخ خذ بيـدي
اتبع طريق الهوى واحذر به سيـلا
بعد المغامـرة الجذلـى بعوسجهـا
ليلى تغني بمحمـوم الهـوى ويـلا
هبّت نسائم ليـل الوجـد فاتعشـت
أوتار صبوتنـا زدنـا مُدَّهـا كيـلا 2
يا ضيفَنا الكريمَ الوفيّ، هلاّ رويتَ لنا ما واجهَكَ مِنْ أخطارٍ ومالقيتَه في سفركَ من مفاجآت وأحداث ؟؟ فالشوقُ لمواصلةِ السّفرِ يكادُ يفتِكُ بنـا، والنعاسُ لمّا يتثاءبْ بعدُ بأجفانـنا، وكيْ نطردَ الهمَّ عنكَ وعن مجلسنا الجميل هذا، يُسْعدنا أن نسمعَ منكَ شاعرَنا العاشق ..فكلّنا شوقٌ لأحاديثك، ومع الشعر والنثر والحكايا يحلو السّهـر.
فأجابَ قيسٌ والبسمةُ تستيقظُ مرةً أخرى من غفوتها، لتجلسَ هي الأخرى إلـى مائدةِ السّمر والسّهر قبلَ أن تحطّ على تقاسيمـه :
- أسعدكَ الرحمنُ أيها الكريم، يسرّني أنْ أشاطركمْ الحديثَ والبوحَ كما شاطرتكمْ الشعرَ والنثرَ والطعامَ والشرابَ والمحبّة الخالصةَ لوجهِ اللـه تعالى، فأنتمْ الكرام أبناء الكرام ..
لقيت ُبسفري أهوالاً كثيرة، والتقيتُ بسعالـى وجانٍ وأقوامٍ لمْ أرَ في حياتي أغربَ منهمْ ، وكلّ ذلكَ وطيفُ ليلـى لايغادرني البتّـة، وكأنّه كان يحرسني من أيّ سوءٍ أو مجهولٍ يترصّدني، حتّى حينَ كنتُ أغفو بينَ الفينةِ والأخرى، كانَ طيفُهـا حارسي يسهرُ بعدَ أنْ يوقِدَ شموعَ الحنان والمحبّة والوفاء، لتُضيءَ ظلماتِ وحدتي.. آهٍ ليلـى ! :
حبيبٌ نأى عنِّي الزَّمانُ بِقُرْبِهِ
فَصَيَّرنِي فَرْداً بغيْرِ حَبيبِ
فلي قلب محزون وعقل مدله
وَوَحْشَة ُ مَهجُورٍ وَذُلُّ غَريبِ
فيا حقب الأيام هل فيك مطمع
لِرَدِّ حبيبٍ أوْ لِدَفْعِ كُرُوبِ 3
وغرقَ في نحيبٍ طويلٍ ألجمَنا جميعاً، حتّى الصحراءُ التي كانت تستعدُّ لوداعِ الشمسِ الغاضبةِ منّا، قدْ اشتعلَ رأسُها حزناً عليـه.
http://document.linternaute.com/document/image/550/1508.jpg
فاقترَبَ منـه مصطفى بطحيش متأثّراً بمُصابِـه، يهدّئُ من روْعِـه شِعراً :
- يا قيسُ ..
لله يـومَ سَـرَوا عَيْنـاً أُداريـهـا
دَمْعَـاً تُغالِبُنـي رُحْمـاً أُوارِيْهـا
يا قَيْسُ كيفَ هُمُ بعدَ الرّحِيل وَهَـلْ
مِنْ نِجْمِـةٍ تَغْفُـو أشواقُنـا فيهـا
هذا سُهَيْـلُ خَجـولٌ لا يُسامرنـي
وَكَأَنَّ في تِـرْدَادِ اللّحْـظِ تَنْويهـا
لَكَأَنّهُ كَلِـفٌ تَكْوِيـهِ نـارُ جَـوىً
لَكَأَنَّ فـي خَفَقـانِ القَلـبِ تَدْلِيْهـا
وَيْحِيْ أراهُ دَنَا مِنِّي لِيَهْمِـسَ لـي
وَيْحَ النٌّجـومِ إذا باتَـتَ أُناجِيْهـا
ما كُنْتُ اَحْسَبُها أقْعَى السُّهادُ بهـا
حتى غَدَوْتُ سَمِيـراً فـي لياليهـا
بَيْنِي وبَيْنَ نُجُومِ اللّيْلِ عَهْـدُ قِلَـى
ما كُنْتُ أحْسَبُنـي يومـاً أواسيهـا
ما كان ظَنِّيْ أنّ النَّجْمَ طـالَ بهـا
وَجْدٌ وطالَ بأهلِ الحُسْـنِ تَوْلِيْهَـا
حتى سَمِعْتُ لها هَنّـاً إذا ارْتَحَلـوا
وسَمِعْتُ صَوْتَ حَسِيْسِ النّارِ تَكْوِيْها
يا قَيْسُ لَوْ اَعْلَمْتَ النَّجْمَ اَيْـنَ هُـمُ
أحْبَابُهـا نُـزُلٌ فالشَّـوْقُ يُرْدِيْهَـا
ما يَوْمَ صَفَّدَهـا وَجـدٌ بِمُرْتَحِـلٍ
عَنْهَـا يَقُـوْمُ لَـهُ يَـوْمٌ فَيُعْفِيْهـا 4
وكانَ قيسٌ يستمعُ إليـهِ والسّجومُ تزرعُ بِخديّه نباتَ الشجن والشوق، وقدْ أثارَ قصيدُه شجونَـه فأنشَـد قائلاً:
أيا ليلَ، زَنْدُ الْبَيْن يقدَحُ في صَدْري
ونار الأسى ترمي فؤادي بالجمر
أبَى حَدَثانُ الدهر إلاَّ تشتُّتاً
وأيُّ هَوى ً يَبْقَى على حَدَثِ الدهرِ
تعز فإن الدهر يجرح في الصفا
ويقدح بالعصرين في الجبل الوعر
وإني إذا ما أعوز الدمع أهله
فزعت إلى دلحاء دائمة القطر
فو الله ما أنساك ما هبت الصبا
وما ناحتِ الأطيارُ في وَضَح الفَجْرِ
وما نطقت بالليل سارية القطا
وما صدحت في الصبح غادية الكدر
وما لاح نجم في السماء وما بكت
مُطَوَّقة ٌ شَجْواً على فَنَنِ السِّدْرِ
وما طلعت شمس لدى كل شارق
وما هطلت عين على واضح النحر
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
أُناجيكُمُ حَتَّى أرى َ غُرَّة َ الفجْرِ 5
ولمّـا هطلَ الدمعُ مدراراً من مآقينـا جميعاً، انتفضَ د. جمال مرسي من مكانـهِ ليكفكفَ أحزانـنا:
- ألاَ تحبّونَ الاستمتاعَ بجوّ الصحراءِ ليلاً ؟؟ لماذا لا نكملُ سهرتَنا الشعرية والنثرية خارجَ الخيمـة ؟؟ والقمرُ أنيسُنـا والنجومُ حرّاسُنـا ؟؟ أمّا الشمسُ التي غادرَتْـنا غاضبةً، فسأبعث لها في الصباحِ بالصّخريـة التي كتبتُ منذ زمنٍ لِعقدِ الصّلح مع البسمـة، وأعِدكمْ بأنّ الشمسَ ستطرقُ شرفاتنا صباحَ غدٍ بإذن اللـه باسمـةً، وهي تهدينا حنانَها وأطباقَ الأمـل الطازجـة.. فما رأيكمْ أحبّتي ؟؟
واستحسنَ الجميعُ الاقتراحَ، بينما تساءلَ قيس عن الصخرية:
- الصخرية ؟؟ !
فأجابـه د. جمال مبتسماً :
- ياضيفَنا الكريم، سألقي عليكَ ببعضِ أبياتـها ونحنُ جلوسٌ إلى الليلِ، نرعى أهدابَ النجوم والقمر، وبعدها نستمعُ جميعاً إلى مغامراتكَ بالصحراء وماتعرضتَ لـه من مخاطر وغرائب .
وهنا قاطعَتْـهُ نورا القحطاني قائلةً :
- أمّا أنا وسحر الليالي وزاهية ونسيبة ويسرى وأسماء، فسنعدّ طعامَ العشاء لضيفِنا الذي أكرمَنا بلقائـه، سيكونُ العشاءُ شِواءً وطبقَ كُسكُسٍ وصُنوفَ بسماتٍ وحكايا أمـل .
وخرجنا جميعاً من الخيمةِ، والنجومُ قدْ توزَّعَتْ على أماكنِ حراستِها ككلّ ليلـة، بينما وقفَ القمرُ يرتّبُ قصائدَ ضوئـهِ وهو يرفلُ في عباءَتِه البيضاء، ليتربّـعَ على عرشِ قلوبـنا قبلَ أنْ يجلسَ على عرشهِ الفضّي .أمّا الجِمَال فقد أرهَقَها الألمُ والشوقُ، فاستسلمتْ لحكاياهما ورحلتْ إلى أرضهما تقتاتُ من أطباقِ الحلـم ..
http://document.linternaute.com/document/image/550/dune-chameau-dromadaire-noel-dromadaires-761045.jpg
جلسَ الأحبّـة يتحدّثونَ ويتسامرونَ، ود. جمال يُلقي بصخريته :
و متعشرٍ بالقعطلين تخرشمـت
خرنوفتاه فخـرّ كالخربعزلـي
الهيكذوب الكيكذوب ، تروكعت
بعبولتـاه بروكـة البعبعبـلـي
فانطرّ يودق في الحسيم ضرامةً
شِفن الحِزَبْل على بعيطٍ سرملي
وتخشرفت حرموشة الأمل الذي
أعشت متاهبـه فـلاذ بفرجـل
وغدا بُعيـد الأندبـار مقعقعـاً
الهـق هـقٌ والزمـان ترللـي 6
http://document.linternaute.com/document/image/550/deserts-soiree-sahara-akakus-ghat-132241.jpg
ودغدغت الضحكاتُ قلوبَ أحبّتي، حتّى قيس الذي كان عَصِيّـاً على البسمةِ.. مُحاربـاً لها، أراهُ لأول مرةٍ يهجرُ مواسمَ الغروب ليُشرِقَ مع ضحكتِه كما تشرقُ الشمسُ مع أولِ قطرةِ ندىً، فابتدرَهُ ماجد الغامدي قائلاً :
- ما أجمـلَ قصيدَ الفرحِ والبسمةُ تكتبـه على محيّاكَ يا قيسُ ! لاتسمحْ للحزنِ أنْ يستعمرَكَ ويقتاتَ منْ مدّخراتِ الأمل المختبئةِ بأعماقك ..ألا ترى القمرَ هو الآخر يبسمُ لك ؟؟ يسألكَ البقاءَ بأرضِ الغدِ الأحلـى ؟؟ والنجمةُ الأولـى التي اعتزلتْ صويحباتِها، فقطْ كيْ تجلسَ قربكَ وهي تعزفُ لحونَ النّور لكَ وحدك، أفَلاَ تبتسمُ إرضاءً لها هي الأخرى، وصوْناً لزهرةِ الأمـلِ التي تتعلّم أولَ مبادئِ التفتُّـح شيئاً فشيئاً من أجلـكَ؟؟؟
ابتسمَ قيسٌ وهوَ يحدّقُ فينا مغرورقَ العينين، وكأنّ دموعَهُ تشاطره شُكرَ الرحمن على كرمه وعطائه :
- تعلمون ؟؟ هذه أول مرةٍ تحيـا الضحكةُ بداخلي من جديد بعدما خمدتْ منذ فراقِ ليلـى، هجرتْني الضحكاتُ والبسماتُ قبلَ أن أهجرَها، بلْ أقسمَتْ بأنْ تتوّجَنـي ملكاً للأحزانِ، تاجـهُ الألـم وقيثارتُه التّيـه بفيافي الوجع، تخشى الأفراح من الاقتراب منه وإلاّ صوّحَـتْ واحتُضِرَتْ .. وأخشى أنْ ...
فقاطعَـتْـهُ يسرى قائلةً :
- بلْ ستلقاكَ الأفراحُ بإذن اللـه وهي تشرقُ وتغرّدُ على جنباتِ روحك، أبْشِرْ بفرَجِ اللـه يا قيسُ ..!
وجلسنا جميعاً مستمتعينَ بالحكايا التي كان يقصُّها علينا قيسٌ، ونحنُ نتناولُ الطعـامَ تحتَ ضوءِ القمر وقناديلِ النجومِ، بينما تقدّمَ محمد المختار زادني بكلّ تواضعٍ وكرمٍ، لإعداد الشاي متطوّعاً، وللعزف على الرّبابـة كما وعـد من قبلُ، وهو يُنشِدُ قصائـدَ الأحبّـةِ ..
http://www.menara.ma/infos//photosNs/femmes/NS_cuisine-couscous_G.jpg
http://www.artnetwork.com/Melitta/Bedouins/gifs/musico1.gif
------ يُتبَـعُ بإذن اللـه -----
--------------------------------------
1- من شعر عادل العاني
2- من شعر محمد ابراهيم الحريري
3- من شعر قيس بن الملوّح
4- من شعر مصطفى بطحيش
5- من شعر قيس بن الملوّح
6- من شعر د. جمال مرسي
حسنية تدركيت
22-05-2006, 12:03 AM
اختي اسماء الغالية المبدعة الرائعة حقيقة لا يستطع قلمي مانت يعبر لك عن اعجابي بهذا الابداع المتميز جدا
شكرا غاليتي ولا حرمنا منك
يسرى علي آل فنه
22-05-2006, 04:28 AM
د. جمال لقد وقعت الصخرية في قلبي فملأتهُ ضحكاً
ولاأبالغ حين أقول لك بأني رأيت حرموشة الأمل تخرشفت ونطت من عيون قيس وكل من حضر هذه السهرة
لله درك وعليه أجرك
وأسألهُ أن يضحك سنك ويسعد قلبك دائماً
أسماء أيتها الجميلة الرائعة
بدأت أتشوق للقيا ليلى أكثر من تشوق قيس لذلك
ويساورني القلق أن يزداد جنون قيس أو يموت –لاقدّر الله- من فرط فرحه برؤيتها بعد كل ماقاساه من ألم البعد الذي قصه علينا
لاعليك، لك من روعة البيان ما سيهون عليه وعلينا الكثير ،ولنا أمل في أن نعود بقيس وليلى على هودج الواحة يحفهم الفرح ويرافقهم كل الأحبة هنا والذين أسعدتني معرفتهم عن قرب .
إعذريني الآن ياأسماء فعلي أن أعطي ناقة البسوس مشروبها المفضل
http://www.lovely0smile.com/g-img/camel-2.jpg
فهي ناقة مميزة –وقد تمشكلتُ بها- كما تعرفين والعناية بها تحتاج إلى جهد جهيد
إلى اللقاء ودمتِ حاملة للواء الحب والجمال والنقاء
إبراهيم سعد الدين
22-05-2006, 05:00 AM
الأخت الكريمة والشاعرة المبدعة.. أسماء حرمة الله
أسعد الله أيامك بكل الخير وزادك تألقاً في الموهبة وخصباً في الخيال ووهجاً في الخلق والإبداع. دُهشت حقيقة وأنا أتابع رحلتك إلى قبيلة بني عامر بكل الشغف والانبهار والترقب والإعجاب، ولم أجد سوى هذه الأبيات لأنشدها لك في رحلتك الفريدة هذه عبر الزمان والمكان مُستعيراً لسان قيس ومُستلهماً عِشْقَ ليلى ومُستروحاً عبق التاريخ:
يقول العاقلون: أجٌنَّ قَيْسُ
أما يدري مآلَ السّابقينا..؟!
أيَعْشِقُ والهوى ـ إن دارَ ـ كأسٌ
شَرِبْنا من قَذاهُ وما سُقينا..؟!
أقولُ: مُنيتُ من أحْداقِ ليلى
بجَنّاتٍ دَنَتْ للمُتَّقينـــــــــــا
أينْزِلُ عاقِلٌ بِديارِ ليلــى
ويَبْرأُ من جنونِ العاشقينا..؟!
تُحَدّثني عيونُ اللّيْلِ عنها
وألقاها بكُل فَمٍ خصيــــبِ
وإنْ سَحّتْ دموعُ المُزْنِ يوْماً
يفيضُ القلبُ بالدّمعِ الصّبيبِ
أشُمُّ عبيرَها في كُلِّ رَوْضٍ
وأنْشِقُ ريحها من كُلّ طيبِ
وأُسْقىَ ريقَهَا ـ إنْ بلَّ صُبْحٌ
شِفاهَ الوَرْدِ ـ معْسولَ الرّحيقِ
ولسْتُ مؤمِّلاً فيها بلُقْيـا
ولا سُقْيا تبُلُّ فَمَ المَشوقِ
ولكنّي عَشِقْتُ وعِشْقُ ليلى
دَمٌ يسْري ويَنْبضُ بالعروقِِ
مع فائق المودة والإعزاز والتقديرْ
إبراهيم سعد الدين
أسماء حرمة الله
22-05-2006, 05:53 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية مكتوبة بمداد الياسمين
أديبـنا نزار ب. الزين،
مروركَ ومرافقتكَ لنا قدْ أسعدتْ قلوبَـنا وأثلجتْ صدورنا، شكرا لك سيدي ..نتمنى أن يوفقنا الرحمنُ في رحلتنا .. :001:
وأبقـى ما حييـت، مدينـةً لواحتي وللبحتري ولسحر الليالي ولنسيبة الغاليـة، ولكل الأحبّـة فرداً فرداً ..
دمتَ لنا .. ودامت الواحة ..
تقبّل خالصَ وعميقَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
22-05-2006, 05:57 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبة بنبض قلبي
الرائعة ندى،
ولاحرمني ربّي منكِ ومن قلبكِ الأخضر أيتها الغالية، ممتنة لمروركِ الجميل جمالَ روحك ..
دمتِ لنا ودامتْ ابتسامتكِ ..
لكِ عميقُ تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
22-05-2006, 06:05 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة خضّبتُها بعطور المحبّـة
الغالية يسرى والجميلة دائماً ..
أضحكَ اللـهُ سنّكِ :001: ، ماكنتُ أعلمُ أنّ ناقةَ البسوسِ تحبّ المشروبات D: ، كلُّ ما أخشاهُ أنْ تثورَ ضدّنا الجِمال التي رافقتْنا حينَ ترى تدليلَكِ لناقتكِ، فأقعَ في مشكلة حقيقية :002:
سلامي لناقتكِ يا يسرى الحبيبة، ولاتخشيْ من الشوق، ما هي إلاّ مسيرةُ يوم أو يوميْن وندخل بإذن اللـه مضاربَ قبيلة بني عامر، أنا أيضا تكادُ تقتلني الأشواق ! :010:
أمّا عن قيس فلاتخافي، ستُؤنسه رفقةُ الأحبّة وقريضُهمْ ومنثورُهمْ، ونرجو من الرحمنِ أنْ يمرّ لقاؤه بليلـى على خير ما يُرام :009:، وأنْ نرحل بقيسٍ وليلى إلى واحتنا والسعادةُ تتراقصُ في خطوِنا .. دعواتكِ ..
دمتِ لنا ..ودامتْ ناقتُكِ المدلّلة :001:
لكِ عميقُ تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
22-05-2006, 06:09 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبة بقطرات الندى
شاعرنا ابراهيم سعد الدين،
أهلاً بكَ وبحرفكَ في رحلتنا العامرية، سعدنا برفقتكَ وانضمامكَ إلينا ..
ممتنة لجميلِ حرفك، أتمنى أن أبقى دوماً عند حسن ظنّك وظّن أحبّتـي..مستعدّ للرحلة؟:001: هيّا إذاً على بركة اللـه ..
دمتَ لنا
تقبّل خالصَ وعميقَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
محمد إبراهيم الحريري
22-05-2006, 07:11 PM
الأخت أسماء حرمة الله
أسعدك ربي وحماك من كل مكروه ومن يرد الحسد والعذال سواه
لك تحيات أخ فجع باخواته صغيرا فعوضه الله خير زاد برحلة الضنك وقسوة صحارى الأسى أخوات أكرم من اللطف ، وأنقى من طهر زلال النبع ،
كم اقدر سعدتي بهن ؟ طبعا لم يخترع قياس لهذا لكن أقول هي غامرة عامرة طاهرة
بلغة قيس وليلى والمقوقس وابن جني
وابن عباد تصني ، من عيون العذل حينا أو بدار الملك إني
، لم أر فيكن أختي غير طهر وكأني ،
من لظى الأشواق أرنو نحو أسماء بفني ،
لأقول الأمر أخت مثلما يسرق مــنـِّي ،
زمن العمر تراني ، لم أز ل في عبقر جني
، قيس لم يجن سوانا، بتصاريح التمني ،
وأنا لحقت ليلى من بني عامر حتى مضرب الشمس وسني
جربت أيام نوح بين أرتال التأني
ركب الدهر زماني وانتشى يبتاع قولا من جنون ويكأني
نجمة تاهت مداها بين بدر وشموس في مدارات التبني
أخت أسماء اراك أطهر الأسماء صدقا
من بهار الورد فكر وسنا الدنيا لو أني
أملك الإنصاف يوما
لأسرت الظلم دهرا بين آهات التمني
ـ وقد شارفنا على الوصول متابعا رحة أسماء وبني قافلتها لم يصلني منها رد ، لأني لاجئا أدبيا ، وأرى هذا التجني ، تغاضيا عن عذاب مر بي أنا والشيخ ، وقافلة عاثت الصحراء بها سقما ، حتى كادت ألرض تميد ميدا بلظى حر وقر بين كر ومفر ـ فتذكرت قيسا وليلى وأسماء تحدو قافلة البيداء بمفازة الهمة تربط عزم الأصحاب بغاية الوصول لخطبة ليلى لقيس ومهرها تبرع من أهل الخير أصحاب الزجل ن والقول بلا عمل سوى قلنا وقالت وإذا الأغصان مالت نحو خد الشمس عجــنا نحو حانات الخطل ، نجمع الأقداح ثكلى بطلا دن الأمل، فهذا ورب الناس لا أرى فيه إلا مضغة خير لجمع الماضي على بساط الحاضر رؤيا قلم تلم به رحلة العجل ، ولهذا فلقد اسرعت أحدو خلف أسماء وأشدو
قيس لا الجني مثلي=احمل الفكر بثكل
انظر الأسماء جافت=حب ليلاي بجهل
اسرع الخطو فإني= مال نحو الضيم رحلي
في مفازات اراها=تسكب الفكر بمهل
أجرع الضيم بصبر =وكؤوس الهجر خلي
ـــــــــــ
ثم انتهى نهارنا وليل الرحلة لــما يزل يطوي صفحات الأصيل تحت وسادة الكرى فإذا النجوم تبسم لي قائلة
ايها الراحل فالقلب هنا =لم يزل يسمو على خد المنى
فنهرت سهاد الرحل وقلت
يا دار ليلى بالمحبة والهوى =صانتك أسفار الهواية والغوى
قيس تجرعه الخدود صبابة=والغدر أفناه التعقل فاستوى
بين الأثافي عارقا بكآبة=تضنيه قلبا بالمحبة يكتــوى
ـــــــــــ
هذا
رد كيبوردي أرجو إن وجد خطأ أن تقومي أخت أسماء بإصلاحة وهذا بقية هذيان لاجئ أدبي
أخوك محمد
عبلة محمد زقزوق
22-05-2006, 07:32 PM
حاولت جاهدة الوصول إلى ركبكم ، فتتبعتم آثاركم الزكية ، فاقتفيت مآثركم من أحاديث كريم العرب عنكم .
فلحقت بي يمامة بيضاء رفرفت بجناحيها فوق رأسي ، وأثناء المسير والسعي أخذت تحادثني وتؤنس وحدتي وتهدئ من نار شوقي للقاء .
فقالت : ـ أسماء ترسل إليك السلام وهي من دعتني لكي أرافق كل من تخلف عن الركب أنا واخواتي الأخريات .
فشكرتها وطلبت منها أن تنبئني بكل ما حدث وما قد غاب عني .
وأخيرا ظهرت في الأفق قوافلكم ، فإستبشرت جميل السعي واللقاء .
وها أنا بين أيديكم أبغي الماء والطعام ، والتمتع بالصحبة والحوار مع ليلى العامرية لعلني معها أجد الإجابة عن تساؤلات آرقت ليلي وفارق النوم منها عيني .
هل تقبل النزوح مع قيس ، وترك ورد وقبيلة عمر ودهر ؟
هل ترتضي بالحب وطناً وعمراً ، وهل تترك من أجله الخال والخلان ؟
لهذا السؤال سعيت لكي أقف على حقيقة مشاعر بني جنسي ، مع علمي إختلاف الأهواء وتعارض الأفكار ولكن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .
فتحياتي أحبابي وشكري لجمال الرحلة والمؤانسة والرفقة الممتعة.
أدامها الله علينا وظللنا بوارف ظلها حباً وعطاءاً مادام النبض يسري في العروق والقلب يخفق ويسبح ويمجد الله .
رائعة الرحلة أختاه أسماء حرمة الله
رائعة ...
عادل العاني
22-05-2006, 07:37 PM
يا ليلى يا إبنة العم الغالية
كنت أتمنى أن أخطو مع القافلة خطوة خطوة , لأنني وهبت نفسي حاديا لها ,
وبينما كنت بشوق أن أقضي مع القافلة أيامها ولياليها ونحن نقترب من مضارب بني عامر , فوجئت يثلة من رجال ملثمين يهاجمونني , ولست ادري من كنت حينها , أكنت عادلا أم كنت قيسا , وغلبت الكثرة الشجاعة , فأحكموا وثاقي وكمموا ( فاهي ) وربطوا يديَّ وعصبوا عينيَّ وسرقوا ( قلمي ) و ( سيفي ) واقتادوني لمكان بعيد , وهناك أدخلوني إلى خيمة , ورفعوا ما عصبوا به عينيَّ ,
وكانت المفاجأة , فهم أتوا بي أمام عمي ( والدك ) وأعلن أنه سيحاكمني ...
ولأن الوقت كان ليلا فقد أعلن ( القاضي والجلاد ) بأنه سيباشر بمحاكمتي غدا صباحا ...
ولست أدري أي ليلة سأقضي وأنا أنتظر المجهول !!!
أسماء حرمة الله
22-05-2006, 08:09 PM
ظلَّ القمرُ يرقُبنا مِنْ قريب، وكأنّه يضمّدُ في غفلةٍ منّا كلّ الجراحِ المُعَتَّقـة ..
واستمرَّ قيسٌ يقصُّ علينا الغرائبَ التي صادفَهـا بطريقـه، والأحبّـةُ جميعُهمْ يُنصتُونَ باهتمامٍ بالغٍ والخوفُ والدهشةُ تعقدانِ قلوبَهمْ . نظرَ خليل حلاوجي إلى لوحةِ القمرِ فقـال:
- يا قيسُ، كلُّ الغرائبِ التي صادفتَ في رحلتكَ وعمرِكَ المرتحلِ بينَ الألـم والتّيـهِ والعشق، لاتعدلُ الغرائبَ التي لقِيَتنا بينَ دروبِ زمنِنا المرّ. دعني أقصُّ عليكَ بعضاً منها، والأحبّةُ جميعاً يعرفونَها بل يعيشونها حدثاً حدثاً ونبضاً نبضاً .
هاهو القمرُ قدْ غطّتْ وجهَه الهمومُ، لأنّه يعلم تماماً عمّاذا أتحدّث، فقد التقى بأحزانِ الساهرينَ على شموعِ العذاب والمعاناة ومازالَ أنيسَهمْ، يا قيس ! غرائبُ زمننا أغــربُ .. :
http://document.linternaute.com/document/image/550/creations-voile-avignon-france-767866.jpg
أوطانٌ ترزحُ تحتَ نيْرِ العذاب، تمّزقُها سياطُ الدموعِ والأوجاع والأمراض والأََسْـر، وأبناؤها اتخذوا مِنْ خيامِ الصّبرِ بيوتاً ومِنَ الأرضِ الطاهرةِ ترياقاً يضمّدُ قلوبَهمْ المكسورة ..ماذا بوسعي أن أقولَ لك ! وأشياء أخرى تجثمُ على أنفاسنا فتجتثُّها عنْ دابرِها، ولولا رحمةُ اللـهِ لقضيْنا منذ زمنٍ بعيد ..مازلنا نأملُ في غدٍ يحملُ إلينا سِلالَ الوردِ والنّارنـج، يحطّمُ قيودَ الأسْر ويفتحُ لنا الفضاءاتِ الخضراء لنحلّقَ على أجنحـةِ الفرحـة كما كنّا من قبـلُ .. ألاَ ليتَ الأمانَ يعودُ يوماً !!
وقاطعـه درهم جبّاري قائلاً :
- آهٍ يا قيسُ ! لن يكفينا الزمنُ كيْ نقصَّ عليكَ كلّ ما حدثَ وما يحدث ..إنه العذابُ يُختَزَلُ في كلمتيـْن : الوطنُ ينـزف ! المبادئُ تنزف، القيمُ الجميلـةُ تنزف .. واللغـةُ العربية لغتنا الحبيبةُ تنـزفُ أكثـر!! ولولا قبيلـتُنا : "رابطة الواحة الثقافية" وأبناؤها من الأباة الكُماة المخلصينَ، لاحتُضِرَتْ لغةُ الضّاد واحتُضِرَتْ معها أزمنةُ الأمجاد والغدِ الأجمـل الذي تنتظره وننتظره كُلُّـنا بشغف .
تنهّدَ قيسُ بن الملوّح وهوَ ينظر باستغرابٍ إلى خليل ودرهم تارةً، وإلى الأحبّة تاراتٍ أخرى، وأطرقَ يلعبُ بذرّاتِ الرّمل التي أخرسَها هي الأخرى مُرُّ الزمن .
ظلَّ الصمتُ يقفزُ منْ قلبٍ لآخرَ، وكأنّـهُ يسقينا منْ شرابِه المُحلّـى بالدهشة، حتّى قصَّتْ جناحيْـهِ نسيبة بنت كعب :
- يا قومُ ! لاتفقدوا الأمـلَ في غدٍ أحلـى ! انظروا إلى قلوبكمْ المفعمـة بالربيع، يحفُّ أنهارَهـا الماءُ الزلالُ والإشراقُ وقوسُ قزح. إنْ كانَ زمنُنا المرُّ قد اغتالَ أحلامَنا وسبى أكثرَ آمالِنا إشراقاً، فلاتنسوا بأنّ الزمنَ الجميلَ سيستعيدُ لنا كلَّ ماضاعَ واغْتيـلَ، أو على الأقلّ سيعيدُ إلى خطوِنا نضارتَـهُ وابتسامتَه البريئة ..ابتسموا كيْ يبتسمَ الأمـلُ والحلـمُ من جديد! ألاَ ترونَ أنَّ وجودَنا مجتمعينَ تحتَ سماءِ المحبّةِ أكبَرُ دليلٍ على اقترابِ النّورِ منّا ؟؟
http://document.linternaute.com/document/image/550/paysage-nuit-deserts-algerie-desert-701995.jpg
وأخرجَتْ سحر الليالي وريقاتٍ وريشةً وأصباغاً، والبسمةُ جالسةٌ القرفصاءَ على ملامحِها تشاركها لحظـةَ الإلهـام، اقتربتْ منها ندى الصبّار تسألها:
- سترسمينَ وجـهَ القمر ؟
فأجابتْها سحر بابتسامةٍ جذلـى:
- بل سأرسمُ فراشةَ المحبّـة وهي تحطُّ على وجوهِ أحبّتنا، تزرعُ بها الأمل وترشفُ رحيقَ الصبر ..تعلمون ؟؟ أحسّ ُبأنَّ المسافاتِ تُطوَى والآلامُ تذوي، صدْقاً أستشعِرُ قربَ وصولِنا إلى قبيلةِ بني عامرٍ ، وليلـى واقفةٌ بالمضاربِ تترقّبُ وصولَ حبيبِها وبيديـهِ باقاتُ السعادةِ، آملـةً تحطيـمَ أغلالِ الشقـاء..
وبينـما انهمكتْ سحر في نسجِ ثوبِ الأمـل الجميل، كانَ نزار ب. الزين وسعيد أبو نعسة يدوّنان ِكلَّ ما حدث معنا بالطريق منذُ انطلاقِ قافلـتنا حتّى الساعـة بدفترِ مذكرّاتهما، أمّا الصباحُ فكانَ جالساً قربَ قيسٍ يستمعُ إلى أشعارهِ عنْ ليلـى :
رُعَاة َ اللَّيْلِ ما فعلَ الصَّباحُ
وما فَعَلَتْ أوَائِلُهُ الْمِلاَحُ
وما بالُ الَّذِينَ سَبَوْا فُؤادي
أقاموا أم أجد بهم رواح
وما بَالُ النُّجُومِ معَلَّقَاتُ
بِقلْبِ الصَّبِّ ليس لها بَرَاحُ
لها فَرْخانِ قد تُرِكَا بِقَفْرٍ
وعشهما تصفقه الرياح
إذا سمعا هبوب الريح هبا
وقالا أُمّنا، تَأْتِي الرُّواحُ
فلا بالليل نالت ما ترجى
ولا في الصُّبحِ كان لها بَرَاحُ 1
وبجانبـهما محمد ابراهيم الحريري، يكفكفُ دمعَ قيـسٍ بحروفِـه مُنشداً :
قيس لا الجني مثلـي
احمل الفكـر بثكـل
انظر الأسماء جافـت
حب ليـلاي بجهـل
أسرع الخطـو فإنـي
مال نحو الضيم رحلي
في مفـازات أراهـا
تسكب الفكـر بمهـل
أجرع الضيم بصبـر
وكؤوس الهجر خلي 2
واستَلَّ النعاسُ سيفَـهُ ليشهره علينا جميعاً، بينما تعهّدَ القمرُ برعايةِ أحلامِنا وحمايتِها مِنْ سارقيـها . وحدَهُ ابراهيم سعد الدين ظلَّ لحيظاتٍ يناجي النجومَ قبلَ رحيلـها، ويُحيّي قيساً بقصيده، قبلَ أنْ يقعَ هذا الأخيـرُ بين براثنِ الرُّقاد :
يقول العاقلون: أجٌنَّ قَيْسُ
أما يدري مآلَ السّابقينا..؟!
أيَعْشِقُ والهوى ـ إن دارَ ـ كأسٌ
شَرِبْنا من قَذاهُ وما سُقينا..؟!
أقولُ: مُنيتُ من أحْداقِ ليلى
بجَنّاتٍ دَنَتْ للمُتَّقينـــــــــــا
أينْزِلُ عاقِلٌ بِديارِ ليلــى
ويَبْرأُ من جنونِ العاشقينا..؟! 3
تُحَدّثني عيونُ اللّيْلِ عنها
وألقاها بكُل فَمٍ خصيــــبِ
وإنْ سَحّتْ دموعُ المُزْنِ يوْماً
يفيضُ القلبُ بالدّمعِ الصّبيبِ
أشُمُّ عبيرَها في كُلِّ رَوْضٍ
وأنْشِقُ ريحها من كُلّ طيبِ 3
وأُسْقىَ ريقَهَا ـ إنْ بلَّ صُبْحٌ
شِفاهَ الوَرْدِ ـ معْسولَ الرّحيقِ
ولسْتُ مؤمِّلاً فيها بلُقْيـا
ولا سُقْيا تبُلُّ فَمَ المَشوقِ
ولكنّي عَشِقْتُ وعِشْقُ ليلى
دَمٌ يسْري ويَنْبضُ بالعروقِِ 3
وفجـأةً أطلّـتْ زاهيـة وجيوشُ الخوفِ تحاصرُهـا :
- أحبّتي، ألمْ تروا عادل العاني ؟؟؟ لمْ يجدهُ محمد ابراهيم الحريري بخيمتـه ! ألمْ يرهُ أحدٌ منكـمْ ؟؟؟ لقد اختفـى !!
------ يُتبَـعُ بإذن اللـه -------
-------------------------
1- من شعر قيس بن الملوّح
2- من شعر محمد ابراهيم الحريري
3- من شعر ابراهيم سعد الدين
أسماء حرمة الله
22-05-2006, 08:33 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبة بضوء القمر
أستاذي محمد ابراهيم الحريري،
وأسعدكَ ربّي أيها الكريـم، وأسعدَ أيامكَ ورزقكَ سعادةَ الداريْن، ورحمَ موتاكَ وموتى المسلمين وألهمكَ الصبرَ والسلوانَ، إنه على ذلكَ لَقديـر ..
أكرمْتَني بحرفكَ الرقيق السخيّ، وبمرافقتكَ النديّة، وسعادتي أيضاً بك وبالأحبّـة لاتوصَفُ ولا يعبّر عنها حرف.
نعم أيها الكريم حرفاً وخلقاً، لقد شارفتْ رحلتُنا على الانتهاء، سنصلُ مضاربَ القبيلـة بعد أقلّ من يوم أو يوميْنِ .. نسألُ الرحمنَ أنْ يكونَ عادل العاني بخير، وأن يحرسه ربّي من تجنّي رجال القبيلـة، فقد خطفوه دونَ أنْ نشعر بهمْ ولانعلمُ كيفَ حدث ذلك ! وقد كان معنا في أوّل الليل جالساً يُنشِدُ شعرَه وينصتُ لشعر الأحبّة ! .. هذا يؤكّد لي بأنّ القبيلةَ على بعد خطوات قليلة فقطْ .. ليتنا نصلُ سريعاً ..
دمتَ لنا ودامتْ حروفكَ دوماً قنديلاً للسموق والنقاء كما هي دائماً
تقبّل عميقَ تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
22-05-2006, 08:43 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة تقطرُ ورداً ومحبّـةً
الغاليـة عبلـة،
أهلاً بكِ وبقلبكِ الجميل .. كنتُ والأحبّة بانتظارك، ومازلنا بانتظار الأحبّة الآخرين ..فنحنُ لانعرفُ إنْ كان دخولُنا القبيلةَ سيُسفِرُ عن حربٍ أم أنّ الأمورَ ستمرّ بسلام .. دعواتكِ :001:
أمّا عن الماء والطعام، فزاهية الغالية أحضرتْ منه الكثير .. كلـهُ لكِ، وسأقدّمه لكِ بنفسي :004: والحمد للـه أنّكِ وصلتِ في الوقت المناسب ..
وستجدين لأسئلتك كلها الجواب بإذن اللـه :
أمّا عن سؤالك الأول : إن كانت ليلى تقبل فراقَ ورد زوجِها والسفرَ مع قيس إلى قبيلتنا : الواحـة، فلاأظنها سترفض، لأنّ زواجها من ورد لم يكنْ برغبتِها، وكيفَ تبقى بمكانٍ يزهِقُ القيمَ النبيلةَ ويقتلُ الأحلامَ المشروعة ؟؟ وإن كانَ حبّها لوطنها : قبيلة بني عامر سيبقى بقلبها نابضاً، لأنّ حبَّ الوطنِ بالقلبِ مزروع .
أما عن سؤالكِ الثاني : إن كانت ليلى سترتضي الحبّ وطناً وعمراً، تترك من أجله الخلاّن.. فأعتقدُ بأنّـها لنْ تتخلى عن حلم عمرِها، وستجدُ بيننا بواحتنا الخلاّنَ والأهلَ والأحبابَ، وسيزهرُ يومٌ ما يندمُ فيه أهلُها على ما اقترفوه في حقِّ ابنتهمْ، فتعودَ لزيارتهمْ بين الفينة والأخرى دونَ خوفٍ أوْ وجـل ..
وعلى كلّ، ستطرحينَ السؤاليْن على ليلى حالَ لقائكِ بها عبلـة الغالية، فاصبري لمْ يبقَ إلاّ القليل :010:
الشكرُ كلُّـه لكِ ولرقيقِ حرفك ونقاءِ قلبِك ..
دمتِ لنا وللواحة ..
تقبّلـي عميقَ تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
22-05-2006, 08:50 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية حزينـة
يا عادل ! أسكنتَ بنا الخوفَ والقلقَ عليك :008: !! اصبِرْ وتحمَّلْ إننا قادمونَ بإذن اللـه .. منذُ بزوغِ الشمسِ، ستواصلُ قافلَتنا رحلَتَها، ؤسيكونُ الرحمنُ معنا ومعكَ ومع ليلى ..فتفاءَلْ :010: !
أمّـا قيسُ فهو معنا لم يغادرْنا .. ولاأدري إن كانَ رجالُ القبيلةِ قد فطِنوا لوجوده بيننا !! رُحماكَ ربّي !
دمتَ لنا عادلَ واحتنا
تقبّل عميقَ تقديري ووافرَ دعائي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
22-05-2006, 11:08 PM
كنتُ أحسُّ أنَّ الشمسَ هي الأخرى أيقَظَها قبلَ موعدِها نبأ اختفاءِ عـادل، لذلكَ بادرتْ إلى الطلوعِ والوجلُ يقتاتُ مِنْ أشعَتِّها، وبقيت الخيامُ ساهرةً مثلَنا جميعاً بعدَما أضناها وأحزَنها غيابُ عادل العاني وأشواقٌ اتّقَدتْ بقلبِ قيسٍ .
http://document.linternaute.com/document/image/550/dune-coucher-soleil-deserts-lever-180104.jpg
أمّا قيـس، فقدْ ألجمـتِ الحادثةُ قلبَـه، وكأنَّ قلبَه يتوقَّعُ الأسوأ، ظلَّ صامتاً يلهثُ خلفَ الأمل وحيداً..
http://document.linternaute.com/document/image/550/dune-coucherlever-soleil-deserts-tranquilite-763630.jpg
واستفاقتِ الجِمـالُ من النوم، مستغربـةً ذبولَ الشمسِ وبكاءَها، وقدْ ألقَتْ برأسِها علـى أكتافنا منتحبـةً مغرورقَةَ القلبِ بالوجع.
http://document.linternaute.com/document/image/550/chameau-dromadaire-deserts-dromadaires-douz-470155.jpg
أمّا ناقتي، فقدْ ظلّـتْ ترشفُ من فناجينِ الصمتِ، تحدّقُ هنا وهناك، وكأنها تستكشفُ ما يخبّئُهُ المجهول، حتّى أنني خشيتُ أن يكونَ صمتُها دُرْجاً تُخفي فيه مخاوفَ أخرى لمْ ترغبْ في التصريحِ بها .
http://document.linternaute.com/document/image/550/chameau-dromadaire-deserts-vaisseau-dunes-402180.jpg
وانطلقت القافلة .. وفتحت الصحارى ذراعيْها لاستقبالنا، وطائرُ الخوفِ يمخرُ عُبابَها وعُبابَ نفوسنا .
http://document.linternaute.com/document/image/550/dune-deserts-plenitude-tassilis-algerie-159095.jpg
http://document.linternaute.com/document/image/550/ombre-dune-deserts-ombres-desert-341224.jpg
http://document.linternaute.com/document/image/550/dune-panoramique-deserts-meharees-plein-10314.jpg
http://document.linternaute.com/document/image/550/dune-mer-marchant-gironde-arcachon-344840.jpg
وبطريقـنا، توقّفَ قيسٌ قربَ قبـرٍ تهاوتْ بِوجهـهِ كلُّ الحكايا:
أحبّتي، أتعلمونَ قبر مَنْ هذا ؟؟ إنه قبرُ عاشقٍ من قبيلةِ بني عامر، أَحَبَّ هو الآخرُ حبّاً عفيفاً وأخلَصَ لحبيبته وللقيمِ السامية، فكانَ جزاؤه الموتُ .
أمّا حبيبتُـه فقَضَتْ كمَداً، ولكنّها دُفِنَتْ بالقبيلـةِ بسبب عنادِ قومنا وقسوةِ قلوبهمْ، ماذا كان يضيرُهمْ لوْ سمحوا لغصنيْن ميتيْن بأنْ يُدفَنا بجوار بعضِهما البعض ؟؟؟ سرقوا منهما السعادةَ في حياتهما وأبوْا إلاّ أنْ يسرقوا منهما حتّى لقاءً أخرسَ بقبــر !! لكنّني متأكد بأنّ روحيْهما تلتقيانِ هناكَ بعيداً ..
http://document.linternaute.com/document/image/550/dune-mer-touareg-desert-erfoud-344987.jpg
آهٍ مِنْ ظلمِ ذوي القربـى !!
لنْ أتخلّى عن ليلايَ أبداً ما ظلّت الأنفاسُ تخفقُ بصدري :
فإن تمنعوا ليلى وتحموا بلادها
علي فلن تحمواعلي القوافيا
فأشهد عند الله أني أُحبها
فهذا لها عندي فما عندها ليا
قضى الله بالمعروف منها لغيرنا
وبالشوق مني والغرامِ قضى ليا
وأن الذي أملتُ ياأم مالك
أشاب فويدي واستهان فواديا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة
وقد عشت دهراً لا أعد اللياليا
وأخرج من بين البيوت لعلني
أحدث عنك النفس بالليل خاليا
أراني إذا صليت يممت نحوها
بوجهي وأن كان المصلي ورائيا
ومابي إشراكٌ ولكن حبها
وعظم الجوى أعيا الطبيب المداويا 1
أيها القبرُ الأخرسُ !! كنْ رحيماً بجسدٍ وهبَ روحَه وحياته فداءً للحبّ .. قدْ ألقاكَ أوْ قدْ تلقاني قريباً لترتّبَ ماتناثرَ مِنْ أحلامي الضائعة ..
http://document.linternaute.com/document/image/550/dune-mer-dunes-plage-loire-563095.jpg
يُتبَعُ بإذن اللــه ...
-------
1- من شعر قيس بن الملوح
أسماء حرمة الله
22-05-2006, 11:09 PM
وواصلنا طريقَنا، يحدونا الأمـلُ وحسنُ الظنّ باللـه حتّى تعبْنـا وتعبتْ جمالُنـا، ولولاَ أنّ جمالَنا عشّش بها التعبُ لَما توقفنا قيدَ أنملـة، وكيفَ نفعلُ والأشواقُ مشتعلةٌ في الأحداقِ والقلبِ والخطوات !!
http://document.linternaute.com/document/image/550/dune-chameau-dromadaire-deserts-dromadaires-747794.jpg
وألقى الليلُ سدولَه شيئاً فشيئاً، بينمـا اختبأَ النومُ بخيمةِ القِرى، ممعِناً في إرهاقِ جفوننا المثقلة بالهموم.
مكْثـنا نرتشفُ كؤوسَ السّهر واللوعة حتّى فتَحتِ الشمسُ نوافذَها تطلّ علينا منها، والخوفُ والشوقُ قدْ أدمَيا مقلتيْها هي الأخرى ..حتّى النّوق لمْ تدخل خيامَ الرقاد، بلْ ظلّتْ مجتمعةً على مائدةِ الحنين والقلق، تقتاتُ من الذكريات والألم والحنين، وتلهجُ بالدعاء .
http://document.linternaute.com/document/image/550/chameau-dromadaire-deserts-matin-dunes-401443.jpg
http://document.linternaute.com/document/image/550/coucherlever-soleil-chameau-dromadaire-deserts-649850.jpg
وأشعلتِ الشمسُ مصابيحَ خطوِنا وكأنها تُذكي إرادَتَنا وعزمَنا، بعدَ أن طردتِ الليلَ وأشجانـَه ..
http://document.linternaute.com/document/image/550/dune-deserts-beni-bechar-algerie-674110.jpg
وقطعَ الليلُ علينا الطريقَ مرةً أخرى، وكأنه حارسٌ لثغورِ النّوَى أوْ لديارِ الغياب، لكنّنا لمْ نستجبْ لسياطِه التي كانتْ تُدمي ظهورَ أرواحنا، بلْ حاربْناهُ بالأمل والمحبّةِ والعزيمة، خصوصاً وأنَّ المسافاتِ التي تفصلنا عن قبيلة بني عامر لاتتعدّى ليلـةً واحدة على الأكثـر: شعورٌ تغنّى به قيسٌ وهو يمسكُ بقيثارةِ الشوق:
أَأَتْرُكُ لَيْلَى لَيْسَ بَيْني وَبَيْنَها
سِوَى لَيْلَة ٍ، إنِّي إذاً لَصَبُورُ! 1
وفجأةً لمحنا نيراناً لفَحَتْنا بغضبِها من بعيد، فصاحَ مصطفى بطحيش طرِباً والفرحُ يتراقصُ على تقاسيمـه :
- إنها القبيلـة ! وصلنا مضاربَ بني عامـر .. أبشِرُوا !! واحذروا أنْ يراكمْ الحرّاس !!
http://carnet.voyage.free.fr/diapo/photo/Feu.jpg
------- يُتبَـعُ بإذن اللـه --------
------------------------------
1- من شعر قيس بن الملوّح
محمد إبراهيم الحريري
22-05-2006, 11:10 PM
الأخت أسماء
تحية
لم اسمع بأخبار أخي عادل ةقد اقتفيت أثره وكنت على بعد همسات عن موضع مناجاته لكن فجأة لم أره إلا طيف رؤيا غابت خلف بوح الخسوف ليدمي ليلنا بدموع العذارى الضاربات خيام الرحلة خلف كثيب الأمل بوصول رحلتنا دون كدمات على خد القمر ، لكن تجري الجمال بما لا يشتهي الأمل ، أعود للأفتش عن أخي عادل ودعاء النجدة يستحثني بل يحثني على نوالصلة رحلة البحث المضني عنه ، فخياله ما زال مرسوما على ناصية وجدي به ، ومناجاته الثكلى تدمي قلب رحيل الأماني إلى فكاك قيس من حب مجنون بمساعدة إنسانية تقنع ليلى وأباها بعودة العقل إلى رأس الأمر منه / ودائما يكون شطر من الحظ غائبا عنا فلم أعثر على عادل حتى وصول برقية خبرعاجل إلى محطة الواحة ، وإذاعة خبر فقده بين كثبان البيد العجاف ومضارب الواحة الندية خضرة ، ليس بإمكاني متابعة السير مفتشا بين الوديان والنجود ، هاهي مضارب الأنس يحلق حولها السمار بين محدث ومستمع سأقترب اكثر ها ـ ها ـ ماذا إني أرى عال العاني يا للمفاجأة هو إنه عادل أخي تعال ، عجبا منك ، المفاجأة سأعلنها لاحقا أو تبقى سرا فارتجلت من لحظة البوح بحوزرة فكرته أبياتا أقول فيها
والأسى يلتاع مني=بين ظن وتجنــِّي
عادل العاني أراه =بين قيس وابن جنـِّي
في مدار العشق يبدو=خلفه ليلى تغني
وشيوخ الحب تحبو=مثلما الراء بفني
كيف يغفو قيس عنه=وبدا همس التمني
عادل قد رام ليلى=بعبارات التبني
فغدا ليلى حياتي=تأخذين الفصح عني
لا جنون الحب يبقى=بل هو الأمر كاني
عادل حبي تعال=مــر طيف الخوف مني
رحلة الصحراء تاهت=مثل موسى ويْ كأني
لم يرد عادل بوحا=فاسمعوا ما قلت إني
ــــــــــــــــ
هذه قصة عادل نحن نسير نلهث وراء أمل بعثور عليه لنتابع وهو يغازل ليلى ويمنحها آهات بالمجان يحرق أوراق ثبويتة وشرعية رحلتنا ، أراه قد وعدها بدراسة الفصحى على يديه وتسجيلها في جامعة خاااااصة ليدربها على هجران قيس .وي كأني
ـــــــــــــ
سحر الليالي
22-05-2006, 11:46 PM
لله درك لله درك يا أسماء يا منبع النقاء ...والله ان الحروف باتت عاجزة عن وصف الشعور الذي ينتابني وأنا أقرأ مداد طهرك ...
تابعي أرجوك فالقلب يترقب بشوق..
لك ولجميع الأحبة:0014::0014:
عادل العاني
23-05-2006, 01:25 PM
جلسة المحاكمة الأولى
قضيت ليلة طويلة صعبة جدا , وأفكار تتصارع في مخيلتي وأخبار سيئة تصلني من أرضي الحبيبة , تبلغني اليمامة التي أتتني وأنا أحاول النوم , لتخبرني بوفاة شقيقتي همّا وكمداً دون أن أتمكن من رؤيتها ولم أتمكن من حضور جنازتها , ولم اتمكن من أخذ العزاء فيها , وأنا مقيد مشلول الحركة , حتى لا أستطيع أن أقيم سرادق عزاء في الصحراء القاحلة , ( وأعلنت عنه ولكنه بقي خاليا ممن يقدم التعازي ... واحسرتاه !!! ) وأنا أتألم لفراق شقيقتي , إذا بيمامة ثانية تأتيني لتخبرني عن أخ وحبيب وتبلغني رسالته أنه لم يعد يبيت في بيته بسبب ما وصله من تهديدات بالقتل , ....
وتأتيني يمامة ثالثة لتخبرني أن ليلى في ركبها مريضة ,
ورددت طيلة ليلتي :
***
يَقولونَ لَيلى في العِراقِ مريضةٌ = فَيا لَيتَني كنتُ الطَّبيبَ المُداويا
***
أيقظوني صباحا , ولم يقدموا لي طعاما أو شراباً , بل اقتادوني بقوة , وأنا أشعر بأني أكاد أن أتهالك , لولا طيفك يا ليلى كان يمنحني القوة والبأس , وأدخلوني تلك الخيمة , لأرى فيها كبار رجالات القبيلة يتوسطهم عمّي .
وابتدأت محاكمتي , وأعلن الحاجب عن الجلسة الأولى :
***
ســألَ الـقـضـاةُ:"تـحـبُّ" قـلـتُ نَـعـمْ = فـالـحُــبُّ دِيــنٌ , مـا بــهِ حُـــرَمُ
بـالـحُـبِّ أُســجَـنُ عـاشِــقـاً وَلِـهــاً = والــحُـــبُّ , لا جـُــرمٌ ولا تُــهـــمُ
إنْ كـانَ سـِــجـنـي بـالـهَـوى فَـأنـا = بـمُــؤبَّـــدٍ أرضَــى وأعــتَـصِــمُ
***
وأعلن الحاجب عن رفع الجلسة , معلنا اعتراف المتهم بجريمته...
وبانتظار الجلسة الثانية ...
محمد إبراهيم الحريري
23-05-2006, 02:36 PM
الأخت أسماء
تحية
هل يكتم المرء شهادته بالطبع الجواب لا ! قبل أن تفكري سأريحك من التخمينات فما شاهدته وقد وضعته شعرا لكن يبدو أن القاضي لا مجال لديه لسماع شهادة من لاجئ أدبي فقد تمت المرافعة ولم أتمكن من الحضور ، وادعى الأخ عادل العاني بظلم ذوي القربى وتعمد إساءتهم وأنا رأيته أمس ، وأعلنها مدوية شهادة صدق لا نفاق ولا زور خيال طيفا كما جالت بخيال شاعر
إني رأيتك بين الغيد بالخيم =لم تكترث بنداء رقَّ للقلم
ليلى وأنت وآرام بها اكتملت=موسوعة العشق بين الآه والنغم
تروي لهن بقلب العشق متخذا= قيس ابن عمك راوي قصة الكلم
بالآه حينا وبعد الآه ترقمها=غمز العيون بلا حيف ولا ندم
آواه يل ليل يا ليلى وناعسة =جفن الخيانة تكوي قيس بالعدم
كيف القضاء وانت الآن عاشقها=من قلب قيس أسرت الحب باللجم
اما القضاء فليس الأمر ذاعوج=بل أعوج الأمر ما يبنى على سقم
كيف الحقيقة تمحى والشهيد هنا=والزور سيد أهل الإفك والحكمـ
هذه شهادتي أرجو الأخذ بها فقد ادعى خطفه ، ولكن الحقيقة أغرى ليلى وحاول الوصول غلى قلبها ومعه ملفات تثير الشبهات .
سيدي القاضي هل لي بحضزر المرافعة أم هي تمثيلية تجري بين كوفي عنان وممثل الدول الكبرى لإدانة قيس ؟ لست أدري !!!!!!!!!!!
رفعت الجلسة بتاريخه يبلغ وجاهيا كل من حضر .
أسماء حرمة الله
23-05-2006, 04:41 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبة بمداد الياسمين
أستاذي محمد ابراهيم الحريري،
جميلـةٌ هي حروفكَ كلّما مررتَ بشرفتي المتواضعة حرفاً، المفتخرةِ بكمْ أحبّتي، وسعيدةٌ أيّما سعادة بمرافقتكمْ العبِقـة يا أهلَ واحتي .
أمّا عن عادل العاني، فقدْ وصلنـا مضاربَ قبيلـةِ بني عامرٍ وسننقذه جميعـاً قبلَ جلسةِ المحاكمة الثانية، ونعيدُ ليلـى لقيسها: قيس بن الملوّح الذي طالما أحبّـتْه منذ نعومة أظفارهـا، وظلّتْ وفيّـةً له بالرغمِ من زواجها من ورد بن محمـد، ظلّتْ تحرسُ حبَّ قيسٍ في قلبها جهراً وسرّاً وتحلمُ باللقـاءِ .. ثمَّ إنني أطمعُ في إنقاذكمْ لي أيضاً كما أخبرتكمْ في أولِ شُـرفـة، فقدْ أهدروا دمي منذ أحببتُ حبّاً عفيفاً وهربتُ من القبيلة ليلة زواجِ ليلـى ..
أنتـمْ الأهـلُ والأسرة وجنةُ الأمـان ..
دمتَ لنا ودامت الواحـة
تقبّـل عميقَ تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقـة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
23-05-2006, 04:45 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة قطفتُـها من قلبي
الحبيبـة سحر،
سعيدةٌ بكِ وبحضوركِ ومتابعتِكِ ياوردةً بيضاءَ أزهرتْ بالقلب ..
ممتنة لكِ حدّ الروح ..
دمتِ لي
لكِ عميقُ تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
23-05-2006, 04:50 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبـة بمداد الياسمين
الأخ العزيز عـادل،
لاتخف ! قدْ وصلنا القبيلـةَ وسنعملُ على إعادةِ الأمورِ إلى نصابِـها ..اصبِرْ نحتاجكَ كما نحتاجُ الأحبّة لإعادةِ قيس إلى ليلاه .. لن تستمر جلساتُ المحاكمـة بإذن اللـه.. :001:
دمتَ لنا
تقبّـل عميقَ تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقـة من الورد والندى
محمد إبراهيم الحريري
23-05-2006, 05:21 PM
الأخت أسماء تحية
لم أسمع بخبر زواجك وهروبك من قبيلة الأهل إلى مضارب من التحف بدثار الصمت ولم يبح ْلنا أمرا كهذا بل هي مفاجأة لي عقدت الرحلة لدي ولم استطع تمييز المضارب من المهرب إنما رحلة تعيد القلوب لأهلها والمحبين لمن جــُنوا بليلاهم، أما أنت أختي فلك البشرى لن أترك طريقة إلا أشق لها دربا لأرى ما أنا فاعل بمستقبلك فهذا وايم الله أمر لا يسكت عنه فأين تخوم مضارب بني عامر لأقوم بوضع نقاط سمت حولها ومراصد وجدان تحرسك وأقوم بنخوة الشعراء فداء لك ، لن أتركهم يمسون شعرة من ناصية طهرك أليس الأمر
إذا ما غضبنا غضبة حريرية=هتكنا حجاب الشعر او تقطرت دما
ولي رجعة إلى دياري حاثا أهل النثر عل فيهم من يشد سواعد حروفنا في مواجهة بني عامر بأمر جــــدَّ على مسامعي وهنا أسجل عتبا آخرا يا أسماء لم أر منك ما يدل على رجفة فكر أو تقهقر معنى من قبل ومن بعد بل رايت قوة تعبير وسباق بين مهار البلاغة وخيول الشعر ، لا باس أخيتي
جاءت تناشد أهل الصدق والمـُثـُل ِ=أهلي أباحوا دمي في معرض الملل
والذنب قالوا: هربتِ مع فتاك إلى=قوم رموك بلا أهل ولا نحل
لكنهم ظلموا زوجي ، وحجتهم =كيف الرحيل إلى بكر وقوم علي
قلت ابشري حرمة المولى فلم تـُهـَن ِ=من قبل أو بعد يا أسماء بالخطل
الحب ومضة إحساس تنوء بها=نفس تزاوج بين الأهل والأمل
تخشين من غدرهم ،كلا فلست أنا=من يستبيح دماء الطهر بالزلل
لن يقلعوا شعرة من رأس نخوتنا=ما دام يخفق في جنبي هدى الرسل
أهلي وعفة حرفي أفتديك بها=أختاه لا تقلقي نحن الفداء سليـــــــــــ
هذه مقدمة وسترين غدا لا تقلقي يا أسماء فداء لك الأهل والعشيرة
الديك
23-05-2006, 11:11 PM
الأخت أسماء حفظها الله
قرأت قصيدتك الرائعة ولن ارصد جمالياتها الرائعة لك وللأخوة القراء .. خوفا من الوقوع في ما لا نتداركه ولو على بعد وبدون معرفة .. في تقاربنا الشديد في الفكرة والقصيدة واللغة والقافية ..
ولك وللأخوة القراء أقول:
قرأت الواحة بناء على الرغبة.. استوقفتني كثيرا بلافتاتها الرائعة .. ولضيق الوقت لم أدخلها كعضو ينبض بحب مجتمعها الرائع .. ولم أوفق في حمل رايتها الأدبية ولو قليلا .. ولفت نظري قصيدة بني عامر التي أشهرها قيسها حسب رواية الشاعرة الأخت، والتي أختلف معها لا لأنني رجل في وجهة نظري .. لأقول بلسان حالي كرجل .. ما لي بقيس .. فيذهب همي بمن يهمني لما يهمني في من يهمني .. وإنما لقرب ليلى من الألسنة الدارجة .. أقف لجانبها وأقول: أن الذي أشهر القبيلة ليلاها وليس قيسها .. أعرج هنا لروعة التاريخ في إشهار ساكنيه .. من حنين الذي أشهره خفه .. إلى براقش التي ارتكبت هزائم الأمة .. إلى إلى إلى ....علما أن اختلافنا في الإشهار هامشي ما دمنا التقينا في بعض زاد لم نكن على موعد فيه ..
ما يعنيني هنا أن الأبيات التي قرأتها للأخت لفتن نظري لقصيدة حملت هجرة القلوب المعاكسة .. هجرة قلب قيس إلى ليلاه المنفية في بوتقة قلبه .. على أنه رجل قوام على ما فيه .. مقدام لما فيه .. قصيدة قلتها من سنين ونشرتها في (موقع العنان . نت) تحت عنوان ليلى .. وبما أن قيس حمل قافية ليلاي في شعر الأخت أرجو أن تسمح لي بإهدائها قصيدتي (ليلى) بشكل خاص .. وإهدائكم القصيدة والتي ستكون للأخت ولكم عربون صداقة ومعرفة .. وإليكم القصيدة كما نشرت بموقع العنان . نت على الرابط التالي:
http://alanan.net/2/3sam-aldek.htm
ليلى أول الكلام ولا نهاية له......
ليلى أنت وإن لم يكتمل الشبه......
ليلى
شعر:عصام الديك
يا هاجر الروح من للروح يحييها
ومن لقلب هوى ينعى تواليهـا
ومن لحب بدن الراح أسكبه
تروي شمائله ملهى أوانيها
ومن لجفن أمام البعد ذي مقــة
يندى ويشرد للآفاق يحصيهـا
إني بواقي الألى ما زلت أرقبهـا
في الشعر ممكنة ما اعتدت أخفيها
منفاي ليلـى فإن ألفيتني طلــلا
يرنو إلى شبـه هيهـات يحكيها
لا لا تقـل بدلا لا لا تقـل عوضا
لا لا تقل أربا في النفس يبديهـا
نفسي لها الذوق أما الناس أمزجة
شتـى تساعفها الأطباع ترديهـا
ولن أحيد فما في الأرض ملهمـة
تحتل في النفس نقصا شاردا فيهـا
فامش الهوينا ورائي كـي تعللـنا
هذي الأهازيج إذ أرخت قوافيهـا
وانده ظلالك إن ألقـت معالمـها
شمس المنارة أو أبدت أمانيهـا*
وازحف لليلـك لا ظـل تجرجره
ولا حبيب سوى ليلى وماضيهــا
ألليـــل ساقيـة، ذبنـا بديدنه
يمشي بنا تحت إذ ليلى بعاليهــا
عذراء تنصب بالآفاق فتنتهــا
يا خلق إني أرانـي عالقا فيهــا
يا من أتوه بليلي في خمائلــه
إن كنت تسمع كن للروح راعيهـا
يا من أذوب بليلي في سوالفه
إن كنت تسمع كن للروح شاتيهــا
إني المنادي فهل يرضيك مرتهني
في وقف شعري ونفسي فيك ألهيها
أهوى انتظارك طاو لا أصيل لـه
ولا سقــاء بكأس لست منبيهــا
فما وطئت بأرض لست أزرعهـا
ولا سقيت زهورا لست مرويهــا
ولا حلمــت بزاد الدون ألقمــه
ولا رددت النهـى إلا لملقيهـــا
ولا سكبت كؤوس الحب صافيــة
في سهرة لم تكن ليلى المنى فيهـا
يا هاجر الروح هل في الشعر من رسل
تسدي إليك علوما أنت مجريهـا
أهواك في زمن مـر الأنــام بـه
عن الهوى جيفة ألقت خوابيهـا
في ظل بعدك لا ما عاد يقلقنــي
عيش الفراغ وإن همت جواريهــا
كل النساء ورب الكون في نظري
عذراء إلا إذا ما كنت ناديهــا
وكل أنثـى علتها الشمس أرملـة
إلا إذا انصب مائي في سواقيهـا
هذا أنا والرؤى في الريح جامحة
حيرى تذيل في التغياب ملهيهــا
في كل يوم لنا منهن حانيــة
وأرقب التيه لا أرجـو أمانيهــا
هن الحرائر في الدنيا وفي لغتي
أنت المليكـة والباقي جواريهــا
ما لي أراك ببحر التيه غارقــة
في لج أحلامي وآمالي تناجيهـا
ما لي أراك شذى ورد ألملمــه
في النفس ثم تغيبي لا تواتيهــا
ما لي أوزع إحساسي وأجمعــه
وهما يسطر أفكاري ويمحوهـا
ما لي أرى قبلا في الخد أنقشها
لم أرو منها ولن بالرسم أرويها
ما لي أرقع أثواب الهــوى دررا
وهن مذ بنت أخلاقا حواشيهــا
ما لي أذوب بهمس لا يذوب به
إلا النهار ومن في القلب يقريهـا
ما لي أبدل فيهـا كل فاتنــة
والكل يصرف في التبديل حاليهـا
قولي بربك للعشاق ذائقــة
لا لم يذق طعمهـا إلاه قوليهــا
قولي بربك ذقناها مناصفــة
في واد عبقر أسعدنا بتاليهــا
قولي بربك ما ارتدت لنا مقل
منذ انتبذنا ببعض فـي ثوانيهــا
قولي بربك إما كنت زائرتي
إني بكأسك ما استبدلت لاهيهــا
إذن وجدتك ، فوق الروح سارية
والقلب يخفق خوف الريح تلقيهـا
إذن وجدتك في عطري وفي لغتي
وفي المعاني وفي جفنيّ أخفيها
إذن وجدتك خمرا بات شاربه
بالصحو يرفل بالجنات يرقيهـا
إذن وجدتك في حبل الوريد دما
يوزع الدفء في الأحشاء ينميها
إذن وجدتك في صرف الكلام وقد
فصلته حللا للحب فاحكيهــا
يا ليت حبك إرث لا يدونـــه
إلاي في كتب الأشعار أمليهــا
يا ليت حبك علم لا يترجمه
إلاي في لغة للقوم أحصيهــا
يا ليت حبك وقف راح يطلبه
غيري فضل مع الهوام يوليهــا
يا ليت حبك داء في الورى ورم
وفي فؤادي شفاء الروح يشفيهـا
يا هاجر الروح من للروح يسكنها
فسيح جنته إيـاك أعنيهـــا
يا من أأرخ بالأجفان بغيتهــا
وأقلب الصعب سهلا في تراضيها
لهفي على قبلة في الخد أزرعها
صنفا سيثمر دفئا في خوابيهـا
لهفي على مطر في النفس أفقده
بعد التصحر كي يسقي تقاويهـا
إني أنا الرمل لا ما عاد يملؤني
طوفان عشق فمن للروح يكفيها
هذي القصائد في ملهاك جاريـة
قولي بربك من يروي قوافيهـا
إن كنت إثما فأنت ألطهر لي بدلا
من الحفايا وفي النسوان ما فيها
.............. .لم تنته إلى أن ينتهي الشعر... ............
esamaldeek@hotmail.com
أسماء حرمة الله
24-05-2006, 01:00 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيتة مكتوبة بمداد الياسمين
أستاذي محمد ابراهيم الحريري،
بارك اللـهُ فيكَ وأسعدكَ في الداريْن، أيها الكريم الطيب رفيعُ الخلق والقلم ..
حقيقةً هربتُ من القبيلـةِ ليلةَ زواجِ ليلى لا زواجي :001: ، كما كتبتُ في أول صفحة من هذه الشرفـة، وكان سببُ هروبي أنني أعلنتُ عنْ حبّي شعراً ونثراً فذاعَ ذلك بين القبائـل، فقرروا إهدارَ دمي ..ومنذ تلك اللحظة كنتُ أتمنى عودةَ ليلى لقيسِها، حتّى صارت الفكرةُ واقعاً بوجودي بينكمْ أهلَ واحتي ..أنتمْ مَنْ سيخلّص ليلى من أسْرِها ويخلّصني من ظلم ذوي القربى .
واللـه سعيدةٌ بك وبأهل واحتي الرائعين.. دمتمْ كما أنتمْ رمزاً للنقاء والطّيبـة والكرم الجزيل ..
دمتَ لنا ودامتْ حروفكَ كما هي دائماً وردةَ سموق ..
تقبّـل عميقَ تقديري واعتزازي بكَ :0014:
وألف باقـة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
24-05-2006, 02:18 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية قطفتُها من حدائق الورد والريحان
الأستاذ الشاعر عصـام الديك،
أهلاً بك بيننا، بواحتك وبين أهلكَ ..حللتَ أهلاً ونزلتَ سهلاً .
.
سعيدةٌ بوجودكَ شاعرنا المُجيد .. وسعيدةٌ لأنّ قصيدي بنفس قافية قصيدك الرائع، وسعيدةٌ بمروركَ النديّ العبِق بشرفتي المتواضعة .. أمّا رأيكَ الكريم فأعتبره وساماً لي، بوركتَ وسلمتَ دوماً ..
سأكونَ سعيدةً جدّا بمساهمتكَ مع الأحبّـة في رفع لواءِ الأدب والفكر، وواحتنا لن تجد لها مثيلاً ولا بديلاً لأنّها الوطنُ الحلـم، أقول هذا عنْ ثقـةٍ وإيمانٍ بها وبرسالتها الجادّة التي تسعى إليها جاهدةً وماتزال، وسنسعد كثيرا بوجودك الدائم معنـا، شاعرا وأديبا نفخر به وبحرفه السامق ..هذا رجاءٌ أتمنى من شاعرنا الكبيـرعصام الديك ألاّ يردّه، وهو الكريم بن الكرام .
ممتنـة لإهدائك الرقيق لي وللأحبّة بالواحة الحبيبة، قصيدُكَ أجملُ وأعذبُ من حرفي الفقير بكثير، سلمتَ وسلم إبداعك، وإنّني لَأحمَدُ الرحمنَ على موعدٍ قدّرَه لهذا اللقـاء المورق. :001:
نطمـعُ شاعرَنا المبدعَ في أن يكونَ قلمكَ السامق مغرّداً بالواحة ..
سننتظركَ بكل شوق وتقديـر ..
تقبّل عميقَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
24-05-2006, 05:03 AM
أسْرَعْنـا الخطوَ والبسمةُ تؤثّتُ لعالمِها فينا، كنّا نأملُ في دخولِ القبيلةِ ليلاً كيْ نأمنَ عيونَهمْ، لكّنّنا لم نستطعْ التسلّلَ إليْهـا وحُرّاسُها منتشرونَ حولَ المضاربِ كانتشار النّار في الحطب، يحرسونَ حتّى همسَ الرّقادِ من التسلّلِ إلى جفونهمْ المطرّزة بالحذر.
وبالرغم من ذلك، ظلّ الأمـلُ حارسَنا الأمين، يخفّف عنّـا ويُهدينـا السكينةَ، يحاربُ من أجلنا الخوفَ الذي عاثَ بحدائق الأمَان المزروعة بالقلب. واقتربْنـا أكثرَ حينَ انشغلَ الحرّاسُ بتجاذب أطراف الحديث، نتأبّطُ ذراعَ الليـلِ الجسورِ لكنّه غدرَ بـنا واختفـى ! وكأنه صارَ حليفـاً للقبيلـةِ بعدَ أَنْ كانَ لنا نصيراً، تاركاً لنـا بواباتِ الفجـرِ مُشرعَةً، تكادُ تُفنيهـا وتُفنينا الدهشـةُ ..
وما هي إلاّ لُحيْظـاتٌ حتّى وجدْنا أنفسنا مُحاصَرينَ برجالٍ لاقِبـَلَ لنا بهمْ، ونحنُ عُزَّلٌ إلاَّ مِنَ حروفـنا ونبضاتِ الحبّ التي تخفقُ بصدورنا، هاجمونا منْ كلِّ حدبٍ وصوب، وقيّدوا أيدينا والشررُ يتطايرُ من عيونهمْ. لاأدري كيفَ فطِنوا بنا ؟؟ أَلِأنّهُمْ اقتفواْ آثارَنـا منذ مغادرتنا للواحـة ؟؟ أمْ أنّهمْ كانوا يتربّصونَ بنـا كما يتربّصُ الموتُ ؟؟ أمْ أنّـهاَ دقّـاتُ ساعاتِ الخوف مَنْ وَشتْ بِنـا؟؟؟
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/11197409db02d5fbf950cb76e21aa25b.jpg
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/4b51c0674c4cb1c84be8432ab93b9d44.jpg
ودخلنا القبيلـةَ والدهشةُ تعقـِدُ ألسنتَنا وأرواحَنا، كانَ أبناؤها من رجالٍ ونساءٍ يحدّقونَ فينا والخوفُ يرقُبُهمْ ويرقُبُنـا مِنْ قريبٍ ومن بعيدٍ متهكِّمـاً، وكنتُ أتجاهلُ نظراتِه النجلاءَ، أملاً في العثورِ على ليلى بين القوم لأهزِمَـه، أتنزّهُ بناظرَيَّ خلسـةً علِّي أراها معهمْ، فأخبرها بأنّنا وهبنا حياتنا طعاماً للمجهولِ، في سبيلِ سعادتها وسعادةِ قيسها، لكنْ هيهاتَ ! لمْ يكنْ بينهمْ غيرُ طيفِها! وهنا مزّقَ محمد ابراهيم الحريري الصّمتَ، يغرّدُ على ضفافِه الأمـلُ في خروجِ ليلـى مِنْ مخبئـها القسري:
إني رأيتكِ بيـن الغيـد بالخيـم
لـم تكتـرث بنـداء رقَّ للقلـم1
بينما ظلّتْ نظراتُ قيسٍ مُنهَكـةً مشرّدةً بينَ الشوقِ والمحبّـة، صريعةَ العذابِ والنوى، سقَطَتْ منه كما سقطتْ روحهُ خوفاً على ليلاهُ، وكأنهُ موقنٌ بأنّ القبيلـةَ لن تسمحَ بلقـاءِ المحبّيـن :
أنِيري مَكانَ البَدْرِ إنْ أفَلَ البَدْرُ
وَقومِي مَقَامَ الشَّمسِ ما اسْتَأخَرَ الفَجْرُ
ففيك من الشمس المنيرة ضوؤها
وَلَيْس لهَا مِنْكِ التّبَسُّمُ وَالثَّغْرُ
بلى لَكِ نُورُ الشَّمْسِ والبَدْرُ كُلُّهُ
ولا حملت عينيك شمس ولا بدر 2
أمّـا عصام الديك الذي لحقَ بقافلـتنا منذْ يومٍ، وهو يحملُ الحرفَ سلاحاً والمحبّة للواحـةِ وأهلها قيثارةً، فقد استرسـلَ منشداً:
يا هاجر الروح من للروح يحييها
ومن لقلب هوى ينعى تواليهـا
ومن لحب بدن الراح أسكبه
تروي شمائله ملهى أوانيها
ومن لجفن أمام البعد ذي مقــة
يندى ويشرد للآفاق يحصيهـا
إني بواقي الألى ما زلت أرقبهـا
في الشعر ممكنة ما اعتدت أخفيها
منفاي ليلـى فإن ألفيتني طلــلا
يرنو إلى شبـه هيهـات يحكيها 3
كنّا كالتائهينَ نبحثُ عنْ ليلـى بالحرفِ والعينِ والقلب، ومضيتُ أحدّقُ في ما تناثَرَ من خيامٍ هنا وهناك، أتذكّّرُ عهداً عفا ودرسَتْ ذكرياتُـهُ إلاّ بذاكرتي .
كانتِ الخيامُ مُوَزّعـةً بأرضِ القبيلـةِ كلوحـةٍ فرَّتْ منها الألـوان، تساءلتُ أينَ خيمةُ ليلـى؟؟ وأينَ الخيمةُ التي يحبسونَ فيها عادل العاني ؟؟ وأينَ خيمةُ أهلي الذين فارقتُهمْ منذُ ذاعَ شعري ونثري بينَ القبائلِ، فأُهدِرَ دمي؟؟ ماذا حلَّ بهمْ بعدَ فراقنـا؟؟ كمْ أحـنُّ لمعانقةِ ذكرياتي هنا !!
والبئرُ التي شهِدَتْ طفولتي وأيامَ الصّبا وعهدَ البسماتِ والضحكاتِ ؟؟؟ شهدتْ ترعرعَ قصةِ الحبّ البريئة التي اغتالوها، واغتالوا معها كلَّ مسافاتِ اللقـاء ؟؟ وصديقاتي اللواتي كنّ يُمطرْنَني كلّ صباحٍ بحكاياهنَّ العذبة كقلوبهنّ، ماذا صنعَ الزمانُ بهنّ ؟؟
أينَ الجدّةُ التي دافعَتْ عنّي يومَ توعّدوني بالعقاب ؟؟ أينَ هي؟؟ هل مازالتِ الحياةُ تخفقُ بينَ ضلوعِـها أمْ أنها قضَتْ حزناً وكمَداً ؟؟؟ آهٍ كمْ تحرقني الذكرى وتلبسني المرارة !!
شعرتُ بأناملِ عبلـة محمد زقزوق الرقيقـة تربّتُ على كتفي، والدموعُ تطلُّ عليّ من وراء حجاب :
- اصبري، كنّـا نعلمُ بأنّ هذا قدْ يحدثُ، لكنّ الإيمانَ بأرحمِ الراحميـنَ لنْ يخبو أبداً، هو شرابُنا وسلاحُنا وقوتُنا وزادُنا أيضاً ..سترينَ بإذن اللـه أنَّ رحمـةَ الرحمنِ قريبٌ مِنْ عبادهِ ..
http://document.linternaute.com/document/image/550/dune-deserts-campement-desert-zagora-518283.jpg
لكـنْ ! لاأدري لماذا أخذتْ خيمةٌ متراميةُ الأسرارِ بمجامعِ قلبي، أحسستُ بأنّ تلكَ الخيمةَ تحبسُ بينَ أنفاسِها ليلـى: صديقةَ طفولتي والعاشقةَ التي ظلمها التاريخ أوْ ظلمتْها الظروفُ والزمنُ الذي يشبِـهُ زمنَنا هذا ! كأنّني أراها واقفةً خلفَ الستارِ ترمقني وأحبّتي، وقلبُها يكادُ يصرخُ بينَ جوانحِها. آهٍ ليلى ! ليتكِ تكسّرينَ حواجزَ الصمتِ كيْ تُثلجي صدورَنا المرهقَـةَ بعذابكِ! أتُراني سألقى نفسَ مصيرِكِ؟ أمْ أنّ الثَّرى سيكونُ مثوايَ القادمَ ونهايةً لمُرِّ الجراح ؟؟؟
لستُ وجلةً البتّة، وهلْ يخافُ الموتَ مَنْ لمْ يقترفْ ذنباً ولا جريرة ؟؟؟ إنْ كانَ الحبُّ العفيفُ في شِرْعَة قبيلتنا ذنباً يستحقُّ الموتَ، فأهلاً بالموتِ وفاءً لمَنْ أحببـتُ، لكنّني ياربّ أسألكَ بكل أسمائكَ الحسنى أنْ تحمي أحبّتي من مكر القبيلةِ وغدرها، احمِهمْ وأنقِذْ ليلى وقيساً مِنْ أغلالِ العذاب يا أرحم الراحمين !
http://document.linternaute.com/document/image/550/deserts-tente-desert-maroc-ouarzazate-369648.jpg
واقتادنـا حارسانِ من حرّاسِ مضاربِ بني عامرٍ إلى خيمةٍ كانتْ تتوسّطُ ساحـةَ القبيلـة، كنتُ أراهما قبلَ دخولـنا يرفعانِ ستارَ الخيمـة، وكأنهما يُعِدّانِ لحفـلِ الموت على مهلٍ .
http://www.photo-gratis.com/bedouins/bedouin%20%2826%29.jpg
بينـما كانَ يتهجّـى تقاسيمَنا فارسٌ من الفرسانِ، وهو يمضي بناقتِـه متثاقلاً يجرّ سَبَايَـا الأسئلـة والاتهامات، والغضبُ مُهراقٌ من مقليتيْه كقطرات المطر . لاأدري لماذا أحسستُ بأنّه وردٌ بن محمد زوج ليلـى ، وبأنّنا سنكونُ قريبـاً في حوارٍ مفتوحٍ معَ المجهــول .
http://document.linternaute.com/document/image/550/populationculture-chameau-dromadaire-deserts-touareg-692168.jpg
------ يُتبَـع بإذن اللـه ----------
-------------------------
1- من شعر محمد ابراهيم الحريري
2- من شعر قيس بن الملوّح
3- من شعر عصام الديك
نسيبة بنت كعب
24-05-2006, 05:28 AM
الأديبـــة الرقيقة / اسماء حرمة الله
انت متألقة
استمرى نتابعك
استمرى الى ما لا نهاية يجذب موضوعك اكبر اقلام الواحة
والأستمرار يلفت الانظار ويثرى الموضوع
ليتك لا تنهى الموضوع ابدا ليكون مسيرة حياة كاملة
وليت الواحة تضع هذا الموضوع فى مشاريع النشر الورقيه المستقبلية
او حتى كمجرد كتاب الكترونى لعمل ادبى متميز
الديك
24-05-2006, 11:48 AM
لا اعرف كيف تنويهي فهم على خطا بخصوص قصيدتي ليلى
قصيدتي كتبتها من سنين ومنشورة منذ 3 سنوات في موقع العنان
هذا ما كتبته لكم امس
اما انني استرسلت في الشعر على ان تفهم الامور أنني رددت على شعر الأخت أسماء فهذا مرفوض
رغم أنني لا أعرف متى كتبت الأخت أسماء شعرها المتطابق مع شعري
أرجو من الأخت أسماء توضيح الأمور لنا
مع شكري
عصام الديك
فلسطين :007:
محمد إبراهيم الحريري
24-05-2006, 01:17 PM
الأخت أسماء
تحية
يا دار قيس وليلى كيف يحييها=حبا وقد سبق العذال راويها
ليس الجنون بعار في محبتكم=بل سفر قلب على التاريخ يرويها
ما جن قيس سوى الأعراف تتلفه=عقلا فسار حداة العيس تعليها
لا عرف او دين يسبي حب من قتلت=وجدا ليعزف ناي التيه من فيها
هيا بنا قيس ابرئ ذمة بلغت=يوم القضاء او اصفح عن تجافيها
لا ضير إن قبلت ليلى بجـُنـَّتـِه ِ =اهل الهوى قدوة فضلا ارى فيها
ــــــــــــــــــــــــ
اشكرك أخت أسماء كتبتها على عجل لعل فيها ما يشد أزركم على متابعة الرحلة وتكون زوادة مسير أمتار على طريق مسرتكم الخيرة
أخوكم
محمد
لاجئ أدبي
عادل العاني
24-05-2006, 01:59 PM
الليلة الثانية في الخيمة ( المعتقل )
وأنا بانتظار أن يحل صباح اليوم التالي , ولست أدري هل ستعقد فيه جلسة المحاكمة الثانية , وهل سينطق القضاة بحكمهم , قضيت ليلتي الثانية وحيدا وأنا مكبل بالأغلال , أتمعن في السماء وسحر الليل الذي عشقته لأنه ( ليلُ ) وتذكرت أيام الصبا وأنا أشدو لليلي , وحيث لم يكن إلا نحن الثلاثة : ( الليلُ وليلى وأنا ) :
***
مَـنْ أنـتَ يـا لـيـلُ حـتّـى تـَرجـعـا = ووَصــلَ خِـــلٍّ لـخِــلٍّ تَـمـنَـعــا ؟
قَـسـوتَ يـا لـيـلُ مُـذْ أحـبَـبـتُ كـمْ = خــدٍّ لِـلَـيـلاكَ حَـتـّـى تـصـفَـعـا ؟
جـئـتَ بـمـرٍّ , فـتُـمـلـيْ كـاسـَهـا = وقَـلــبُ لَـيـلــى بِـمــرٍّ أتـرِعــا
ولـمْ تـرُقْ حـيـنَـمـا لـلـحُــزنِ قـدْ = جَـعـلـتَ مِـنْ قـلـبِ لَـيـلى مـرتَـعـا
كـمْ فـيـكَ أضـحــى مُـصــلٍّ , إنّـهـا = لَــيــلــى إلــى اللهِ مَــدَّتْ أذرُعــا
***
وبانتظار الصباح , وجلسة محاكمة ثانية ...
د. سلطان الحريري
25-05-2006, 12:01 AM
أخي الديك :
دخلت باحثا عن قصيدة الأخت الفاضلة أسماء ، وقارنتها بقصيدتك ، فوجدتهما يشتركان في البحر ، والنفس الشعري ، وشيء من الفكرة ،ولا أرى فيها تطابقا كما أشرت في معرض ردك السابق ، ولو كان ما تحدثت عنه تطابقا لكان جل الشعر العربي الذي يتبع وزنا واحدا متطابقا .
نحن لم نفهم أنك دخلت لترد على شعر الأخت أسماء ، بل لقد فهمنا مقصدك ، وإننا نشيد بقصيدتك الجميلة ، ولكن لا أدري ما سر قولك بأن ردك على موضوع الأخت أسماء أو قصيدتها بكلمة ( مرفوض ) فهل هو التعالي ؟ أم هو من قبيل التوضيح؟؟
إنه سؤال الجاهل ، لا سؤال العارف .
لك أخي حبنا وتقديرنا .
أسماء حرمة الله
25-05-2006, 12:13 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
الأستاذ والشاعر عصام الديـك،
أيها الكريم، ماأشركتُ قصيدَتَكَ إلاَّ إعجاباً بحرفكَ، ولأنّها مناسِبـة لموضوع القصـة، ومُشابِهَةٌ لها في القافية والموضوع: الرحلـة العامريـة، وقد تعهدتُ منذُ أولِ شرفـةٍ بموضوع "الرحلة إلى مضارب بني عامـر" بـإشراكِ كلّ مَنْ يمرّ بصفحتي في الأحداث والتطورات، إكراماً لـهُ ولمشاطرته تفاصيـلَ الحكاية بالحرف والاهتمام والمتابَعَـة، فإنْ كنتُ قد تجاوزتُ بوضعي لأبياتكَ في القصة دونَ استئذانِ مُسْبَـقٍ منك، فأنا أعتذرُ لكَ عن ذلك، وإنْ كانَ حذفُـها سيرضيكَ، فأنا في على استعدادٍ لتنفيذِ ذلك.
أمّا عن قصة التشابـه، فَيشهد ربّي أنّني ماقرأتُ قصيدكَ إلاّ في ردّكَ الأول وأنتَ تعلّقُ على قصيدي، وماقرأتُه قبلَ ذلك.
على العموم، أشكر مروركَ وتعليقـك..
لك تقديري :0014:
وألف باقة من الورد والندى
سحر الليالي
25-05-2006, 12:41 AM
مازلنا معك أيتها الرائعة ..
تابعي ...
لك قلبي ووردة بيضاء :0014:
أسماء حرمة الله
25-05-2006, 12:47 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبـة بمداد الياسمين
أخي كريم الخلق والحرف محمد ابراهيم الحريري،
بوركتَ وسلمتَ على حروفك الرائعـة كما هي دوماً ..
أكيد هي ممّـا سيشدّ أزري على متابعة الرحلة، ويُحفّزُني على الصبر والمقاومة والأمـل ..:001:، بكـمْ يُزهِرُ الخطوُ وتورقُ الحياة ..
ممتنـة لكَ حدّ العطر والورد ..
دمتَ لنا
تقبّـل عميقَ تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
محمد إبراهيم الحريري
25-05-2006, 03:30 AM
الأخت أسماء
تحية
انظري رقم المشاركة سبحان الله 99 آمنت بالله ربا سبحانك يا من أدمعت عيني وقلبي وفؤادي سجودا لك ، يا من لك تسجد الأفئدة تسبح بعظيم خلقك وبديع صنعك إنه فأل خير
سأرد فيما بعد بشعر ولكن الآن سنتابع على ضوء سرمدي مستمد من حروف النور السابحة ضياء في مشكاة الخالق لنصل مبتغانا ـ لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
سأترك مكانا للشعر لأني ثمل لغفوة بعد تعب، أرى فيها طيف نور الخالق بعين الحقيقة المطلقة
/
أتيناك عاني ففكوا وثاقه=خذوني بديلا ـ وكونوا رفاقه
أيظلم شخص برئء وأنتم=رايتم بقيس جنونا وفاقه
وليلى تمنت رجوع حبيب=فجئنا إليكم نراود طاقه
وكل عذول سيروي كلاما=سنعطيه شاة ومهرا وناقه
ونغدو بليلي وقيس وعاني=إلى واحة الخير نهدي عتاقه
ــــــــــــــــــ
اشكرك أختي اسماء
أسماء حرمة الله
25-05-2006, 03:43 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة قطفتُـها من بساتين الياسمين
أخي كريم الحرف والخلق محمد ابراهيم الحريري،
جعلَ ربّي كلّ أيامكَ خيراتٍ وسعادةً وأفراحاً وتألّقـاً، لاأبكى الرحمنُ لكَ عيناً إلاّ في خشيته ومحبّته يا صاحبَ القلب النقي ..
سأنتظركَ دوماً على ضفاف الحرف، وسنكملُ بإذن اللـه مهمّتَنا بالقبيلة، فما هو قادمٌ أصعبُ مما مضى :001: ، ولكنْ كلّ صعبٍ يهُونُ بوجودكمْ أحبّتي، فأنتمْ الأهلُ والعشيرة والأمان، وواحتُـنا درْعُنـا ..
دمتَ لنا
تقبّل عميقَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
25-05-2006, 03:48 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية قطفتُها من قلبي
نسيبـة الغالية،
ممتنة لكريمِ مرورِكِ، ولأَريجكِ الذي أزْهَرَتْ به شرفتي المتواضعة، بارك ربّي بكِ وأسعدكِ دوماً..:001:
بالنسبة للشرفات الخاصة بالرحلة، هي تخطو بِنبضِ قلوبكمْ ومتابعتِكمْ وتشجيعكمْ ..بوركتِ وبوركَ الأحبة جميعاً ..
دمتِ لنا
لكِ عميقُ تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
25-05-2006, 03:56 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبة بعطر البنفسج
الأخ العزيز عادل،
لاتخشَ مكرَهمْ وأذاهمْ :020:، لنْ يحاكموكَ ونحن بجانبكَ جميعاً .. :010:
لقدْ بعَثَتْ قبيلتُنـا : "رابطة الواحة الثقافية " إليكَ بسربِ يمامٍ لحراستكَ من شرّ رجال القبيلةِ ..وماهي إلاّ لُحَيْظاتٌ حتّى نجلسَ إلى زعيمِ قبيلة بني عامرٍ لنعيدَ الأمورَ إلى نصابها إن شاء اللـه، وستُلقي أشعارك على ليلى بنفسِـكَ حينَ تحضر هي الأخرى مجلسَنا .. دعواتك :001:
دمتَ لنا
تقبّل عميقَ تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
25-05-2006, 04:00 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية تنهملُ نبضاً وعطراً
حبيبتي سحر،
حضوركِ الدائم يزرعُ بي التشجيع أختاه ..بوركتِ دوماً :001: .
لاتنسي الدعاءَ لنا، سندخلُ خيمةَ زعيم قبيلة بني عامرٍ :003: .. :008:
دمتِ لي ولنا :0014:
لكِ قلبي وألف باقة من الورد والندى
عبلة محمد زقزوق
25-05-2006, 01:06 PM
أتيت مهرولة إليك حبيبتي أسماء كي أبشرك وأهمس في أذنك ، أنني أبصرت عن بُعد مخيم يقولون أن به مقيد وأسير ...فربما كان به أخينا / عادل العاني
فماذا ترين ؟
تحياتي وتقديري لجمال الرحلة / حبيبتي أسماء
موفقين ولهدفنا بالغين بمشيئة الله .
أنس الحجّار
25-05-2006, 05:32 PM
حمامةٌ وقفتْ قربي أناجيها
تشكو لحاضرِها فقدانَ ماضيها
تبكي و تُخبرُ أنَّ الصّحبَ قد أُسِروا
هديلُها سَجَمٌ , و الآهُ تكويها
جاءتْ تجرّعُني مِن كأسِ مِحنتِها
بَثَّتْ حُروفاً و عانتْ مِن مَعانيها
*****
أضرمتُ نيرانَ حربٍ في قبيلتِنا
إلا إله الورى لا ليسَ يُطفيها
طُبولنا قُرِعتْ و السَّيفُ غادرَ مِنْ
غمدٍ , و أشعارُنا غَنَّتْ قوافيها
إلى بني عامرٍ هذي رسالتُنا
علَّ الحَمامةَ تُنبي القومَ ما فيها
*****
( يا ليلُ هيجتَ أشواقاً أداريها )
هذي الحِكايةُ ظلَّ الدّهرُ يحكيها
قيسٌ حكايتُه ليلى بدايتُها
إني رأيتُ بأنَّ الحربَ تُنهيها
ساداتنا أُسروا يا ويحَكم فأنا
روحي لهم سند و الروح أفنيها
يا قومُ إنْ لمْ تَرَوْا حلاًً لما ارْتكبتْ
أيدي الظلامِ , فنارُ الحربِ تكويها
جيشٌ و أولُهُ يُنْبي مضارِبَكُمْ
أنْ آخر الجيشِ في الأوطانِ يحميها
موتوا فما بَقِيتْ في الأرضِ مَظلمةٌ
إلا و جاءتْ جنودُ اللهِ تُفنيها
قبيلةُ (الواحةِ) الشّماءِ قد غَضِبَتْ
صلّوا صلاةَ ظَلومٍ قد سها فيها
وفاء شوكت خضر
25-05-2006, 11:46 PM
الأخت أسماء حرمة الله ..
أي روح هذه التي تسكن جسدك .. وأي رقة في هذا الخافق بين جنبات الصدر .. أي بوح تهمسين به .. فتشدي وثاقنا .. أسرى لكلماتك ..
وكأن روحك تسكن الجسد مني .. وحسك يتملكني ... وأنا أحبس النفس خوفا من أن يقلق الكلمات وأنا أقرأها ..
لقد اخضرت الصحراء بموطىء قدمك .. وأنت تهيمين فيها عشقا وشوقا ..
فأزهرت بالكلمات .. يفوح العشق منها عطرا .. والشوق يسقط عليها سدى ..
بوركت يا بنت يعرب ..
نهنىء الواحة بوجودك فيها ..
فأنت الفرحة في هذا المهرجان .
كل الحب لقلب ينبض بالحب
أختك دخـــــــــــــــــــــــ ــون
محمد عبد الحميد الصعيدي
26-05-2006, 02:43 AM
الله
عذرا ... لا أملك حرفا يسع إحساسى
الله الله الله
يسرى علي آل فنه
26-05-2006, 07:46 AM
أسماء ،عبلة ،سحر
انظرن إلى ذلك الشخص الذي يتجول بين المضارب ويتفقد أحوال الناس
http://www.webgifs.net/free-gif/cartoon/arab.gif
أغلب الظن أنه هو زعيم القبيلة
ويبدو من ملامحه الهدوء والسماحة ولهذا سيكون الحوار معه بدون اتجاهات معاكسة
بكل حال لابد من أن نتأكد
:010:
:0014: :os: :0014:
الرائعون هنا
معكم حتى النهاية وحتى عودة ليلى
للننشد أغاني الفرح :011:
http://www.enshad.net/kids/3awdt_Layla_D/3awdt_Layla.gif[/align]
دمتم بخير
د.جمال مرسي
26-05-2006, 10:23 AM
أعيد قراءة هذه الروائع من جديد و أنا الآن في الصفحة السادسة
ما زلت أواصل الرحلة
رحلتك إلى التراث الجميل و الحرف الأصيل يا أسماء
دمت بخير و سعادة
و صباح جُمعتك سعيد بإذنه و تعالى
د. محمد حسن السمان
26-05-2006, 06:48 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة الاستاذة اسماء
اتيت متأخرا , ايها الركب الكبار , والخص عذري في هذا التأخر , بقولي :
بالله اسأل يا أسماء كيف بنا
ان نلحق الركب والركبان قد رحلوا
إني مررت على رسم اسائله
والناس في الركب لامرّوا ولا سألوا
اخوكم
السمان
اشارككم الفرح في المهرجان الادبي الاول للواحة
http://pic.alfrasha.com/data/media/36/239.gif
أسماء حرمة الله
27-05-2006, 11:34 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبة بمداد الياسمين
عبلـة الغالية،
سنتحقّق من الأمر :010: بإذن اللـه، فاكتمي الأمر حتى نرى ما علينا فعلُه .. :003:
ممتنـة لإخباري بذلك ..وبإذن اللـه سيوفقنا الرحمنُ، أليس هو أرحم الراحمين ؟؟؟ :001:
لكِ عميقُ تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
27-05-2006, 11:50 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية فرحـة جدا جدا
أهلاً بكَ أنس :001:
الحمد للـه، كنّا ننتظركَ ! أراك قدْ أحضرتَ سلاحَكَ متأهّباً للحرب D:
ستنقل شعركَ بنفسكَ لهمْ، وبإذن اللـه سننتصرُ ونعودُ سالمينَ ..فلنْ تُغلَبَ المحبّة الصادقـة أبدا ..
دمتَ لنا
تقبّل عميقَ تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
27-05-2006, 11:56 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة قطفتُها من قلبي
دخون العزيزة،
بوركتِ يا ذات القلب الطيب، أخجلتِني بكلماتكِ الرقيقة رقةَ قلبك ..الفرحةُ هي أنتِ والأحبابُ بواحةِ المحبّة..حفظكِ ربّي ورعاكِ، وجعلَ أيامكِ كلَّها سعادةً .
ممتنـة لمروركِ المخضرّ يا دخون ..تقبّلي مني هذه :0014: وهذه :0014: وهذه أيضاً :0014:
لكِ عميقُ تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
27-05-2006, 11:59 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة تعبَق بالأريج
عابـر سبيـل،
ممتنـة لرقيق مرورك وجميل ثنائك ..أسأل ربّي أن أكون دوماً عن حسن ظنّك وظنّ أحبّتي ..
تقبّل خالصَ تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
27-05-2006, 12:04 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبـة بنبض قلبي
يسرى ..يا زهرة الجلنّار
ياليتَ ظنونكِ تتحقق، ويكون طيب القلب فعلاً .. :009:
أجل رأيتُه، هو هناك :001: ولكن انظري يسرى، لديه خنجـر !! وكأنه يستعدُّ للقائنا على طريقته:008:، دعواتكِ :003:
لكِ عميقُ تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
27-05-2006, 12:07 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة قطفتُها من حدائق الياسمين
أستاذي العزيز د. جمـال،
أسعدَ ربّي أيامكَ كلّها وأسعدكَ بالخير دائماً أيها الطيّـب، سعيدة بمتابعتك وسفرك معنا .. :001:
تقبّـل عميقَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
27-05-2006, 12:18 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مضمّخـة بعبيرِ الياسمين
أستاذي الكريم د. محمد حسن السمّان
لمْ تأتِ متأخراً البتّـة، فقدْ كنتَ معنا بروحك الطيبة وقلمك السامق ومازلتَ، وكنّا نعلمُ بأنّ اليمامَ سينقلُ لكَ وللأحبّة القادمينَ بالقوافل الأخرى أخبارَ قافلتِنا وما حلّ بها وبأهلها، فهمْ حرّاسُ الطريق وعيونُ السلام في كل مكان. وهلْ يحلو السّفـرُ دونَ أسرةِ واحتنا ؟؟؟
لـكَ سيدي وللأحبّـة، العتبـى حتّى ترضـوْا .. :010:
دمتَ لنا
تقبّـل عميقَ تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
27-05-2006, 01:30 PM
دخلنا الخيمـةَ جميعاً، كانَ الأملُ والألمُ يتصارعانِ بداخلنـا، لكنّنا شددْنا من رباطةِ جأشِـنا، حتّى الخيمةُ كانتْ ترمقُنـا بشزر، والألوانُ مرتّبَـةٌ بجوانحها كما رُتِّبَتْ ألوانُ الخوفِ بسماءِ قلوبـنا .
http://i1.trekearth.com/photos/13886/tente.jpg
وفي صدرِ الخيمـة، كانَ يجلسُ شيخٌ غطّـتْ تقاسيمَـهُ فصولُ الذبولِ جميعِها، شيخٌ وقورٌ مقطّبُ الجبيـنِ تتدَلّـى مِنْ وجهِه كلُّ الحكايـا والأسرار، كانَ ينظرُ إلينا صامتـاً وكأنَّ البوحَ تساقطَ مِنْهُ كما تساقطتْ أوراقُ عمره .
ظننتُ أنّ الصمتَ سيتجرّعُ مثلَـهُ شرابَ الحنَقِ والأسرار، لكنّه سقطَ صريعاً حينَ نطق:
- ما كانَ مِنْ شيمِنا الإساءةُ إلى ضيوفِنا البتّـة، بلْ كانَ الكرمُ ومازالَ: ديدنَ قبيلتِـنا شأنه شأن كلّ القبائلِ العربيـة . وماكنتُ أحبّ أنْ ألقى قبيلةَ "رابطة الواحة الثقافية" على هذا النّحو، فقدْ سمعتُ عنها وعنْ أهلها الطيبيـن، عنْ كرمِهمْ وإيمانِهـمْ بمبادئهمْ ودفاعِهـمْ المستميتِ عنها وعن لغـةِ الضّاد .لكنّ الطريقـةَ التي دخلتمْ بها مضاربَ قبيلتِنا، ودفاعكمْ عن قيسٍ الذي حكمْنا عليه بالموت، جرّاءَ مااقترفَ بحقِّ القبيلةِ وأعرافِها، ودفاعكمْ عن البدوية أسماء التي عصتْ قوانينَ قبيلتنـا أيضاً حتّى أهدرْنا دمَهـا. كلّ ذلكَ خرْقٌ لنُظُمِنـا وأعرافِـنا، وتعدّ على التاريخِ الذي خلّدَ فخارَنا بتقاليدنا ووفاءَنا لها. أتريدونَ أنْ تعيدوا كتابةَ التاريخِ على طريقتكمْ، فيصبح العارُ وصمةً على جبين قبيلتنا للأبـد؟؟؟
وهمسَتْ عبلة محمد زقزوق في أذنيّ قائلـةً :
- يا إلهي ! أرأيتِ كيفَ يتطايرُ الشّرَرُ من عينيه؟؟ إنه قاسٍ وعنيدٌ لدرجةٍ لاتُحتمَل! آه نسيتُ أنْ أخبركِ، لقدْ لمحتُ حارسيْـنِ يقفانِ عندَ بابِ خيمةٍ من الخيامِ المنصوبَـةِ قربَ البئـر، لاأدري لماذا أحسستُ بأنّـها هي نفسُها الخيمة التي سجنوا فيها عادل العاني .
http://chris-kutschera.com/Photos/marais/g97319-10.jpg
ودخلَ حارسٌ من الحرّاس إلى شيخِ القبيلةِ مُستفسِراً :
- هل أُحضِرُ الأسيـر ؟؟
فأومـاَ إليه الشيخ بالموافقـة، واسترسلَ في حديثِـه مخاطبـاً زعيمَ قبيلتِنا د. سمير العمري :
- ما قولكـمْ ؟؟
فأجابَـهُ د. سمير العمري برباطـةِ جأش وثقـة:
- ياشيخَ قبيلـةِ بني عامر، ماقدِمْنـا مُحاربيـنَ بلْ مسالميـنَ، ناصريـنَ بالحرفِ والقلبِ مَنْ أهدَرْتُـمْ أحلامَه، وأهَنتُمْ مشاعرَه . ظلّـتْ قبيلَتُنـا "الواحـة" تنافحُ عنِ المشاعرِ الصادقة والمبادئِ والقيمِ النبيلـةِ مذْ وُلِدَتْ، وستظلُّ كذلكَ حتّى يرثَ اللـهُ الأرضَ ومَنْ عليها .
ماذا فعلَ قيس بنُ الملوّح حتّى تحرموه من ليلى التي أحبَّـها بكلّ جوارحـه ؟؟ وأهدى لها قلبَـهُ ونبضَـهُ وعمرَه ؟؟ ماذا فعلَتْ ليلى حتّى تزوّجوها مِنْ آخرَ ، وتحرموها مَنْ أحبَّـتْ منذُ نعومةِ أظفارِها؟؟ ماذا فعلَ العاشقُ الذي مررْنا بقبره في طريقِنا، والذي كانَ واحداً مِنْ الأوفياءِ لقبيلتكَ ولقومـه؟؟ ماذا فعلتْ أسماء حتّى تهدروا دمَها وتحرموها من دفء أسرتها هنا ؟؟
هل غدا الحبُّ العفيفُ الصادقُ في شِرْعَتِكمْ عاراً وجُرْماً يستحقُّ عقوبَـةَ الموت ؟ كلُّ مَنْ يتغنّى بالحبّ الطاهرِ شعراً ونثراً، تزهقونَ أحلامَه وآمالَه ؟؟ الشّعرُ كالحبّ جناحا الصدقِ والنقاء متى أزهرَا بروضةِ الطّهـر:
الزَّهْرُ بَسْمَتُنَـا وَالطَيْـرُ هَمْسَتُنَـا
وَالصَمْتُ رَبْوَتُنَا وَالشِّعْـرُ وَادِيْنَـا
وَرَوْضَةُ الطُّهْرِ فِي أَسْمَى مَشَاعِرِنَا
كَطَلْعَةِ الفَجْرِ فِـي أَدْجَـى لَيَالِيْنَـا 1
وتنهّد محمد ابراهيم الحريري متألماً وهو ينشدُ :
يا دار قيس وليلى كيـف يحييهـا
حبا وقـد سبـق العـذال راويهـا
ليس الجنون بعـار فـي محبتكـم
بل سفر قلب على التاريخ يرويهـا
ما جن قيس سوى الأعراف تتلفـه
عقلا فسار حـداة العيـس تعليهـا
لا عرف أو دين يسبي حب من قتلت
وجدا ليعزف ناي التيه مـن فيهـا
هيا بنا قيـس أبـرئ ذمـة بلغـت
يوم القضاء او اصفح عن تجافيهـا
لا ضير إن قبلـت ليلـى بجُنَّتِـه ِ
أهل الهوى قدوة فضـلا أرى فيهـا2
كانَ شيخُ القبيلـة ينصتُ إليهما، وتقاسيمُه منزويةٌ بزوايا الاستغرابِ والصمت، لمْ يُبدِ استياءً ولا حنَقـاً، ولمْ يُبْدِ في الوقتِ نفسِهِ رضـاً . لكنّه ظلّ يحدّقُ فيهما وفينا جميعاً فرداً فرداً، وظلَّ يحدجُ قيساً بنظراتٍ حانقةٍ مزّقَتْ هدوءَه، فعزَفَ هذا الأخيرُ على أوتارِ شوقه وألمـهِ لحناً دامعـاً :
رَضيتُ بقَتْلي في هَوَاها لأنَّي
أرَى حُبَّها حَتْماً وَطاعَتَها فَرْضَا
إذا ذُكِرَتْ لَيْلَى أهِيمُ بِذِكْرِهَا
وكانت مني نفسي وكنت لها أرضى
وإن رمت صبراً أو سلواً بغيرها
رأيت جميع الناس من دونها بعضا 3
فو الله ما أبكي على يوم ميتتي
و لكنني من وشك بينكِ أجزع
فصبراً لأمر الله إن حان يومنا
فليس لأمْرٍ حَمَّهُ اللّه مَدْفَعُ 3
اقتربَـتْ يسرى من دخون تهمسُ لها خائفةً :
- انظري ! إنّ شيخَ القبيلة ينظرُ إليه وإلينا وكأنّـهُ يستنطقُ ملامحَنا !! ليتَ الطّيبـةَ تدغدغُ فؤادَه، ليتـه يؤمن بأنّ المحبّـة الصادقةَ تورقُ دائماً وأبداً، وأنّ العفوَ من شيمِ الكرام .
فردّتْ عليها دخون، والحزنُ يتنزّه على ضفافِ روحها :
- نأمـلُ أنْ يعودَ إلى رشدِه، فيعيد القلوبَ المتساقطـة إلى أغصانها من جديد، فواللـهِ قلبي يتمزّقُ ألماً على ضياعِ مراكبِ الحبّ منْ شواطئ القلوب هنا!
وفجأةً دخل حارسانِ بعادل العاني إلى الخيمة، وأجلسوه بجانبنا بعدَ أن نزعوا عنه الأغلال، ولمْ نسطِـعْ أنْ نحبسَ طائرَ فرحتنا عن التغريد، فقدْ تأكّدْنا أخيراً مِنْ بقائـه على قيدِ الحياة . أمّا محمد ابراهيم الحريري، فقد نظرَ إلى شيخِ القبيلةِ نظراتِ عتابٍ وهو يخاطبُه شعراً :
أتيناك عاني ففكـوا وثاقـه
خذوني بديلا ـوكونوا رفاقه
أيظلم شخص بريء وأنتـم
رأيتم بقيس جنونـا وفاقـه
وليلى تمنت رجوع حبيـب
فجئنا إليكم نـراود طاقـه
وكل عذول سيروي كلامـا
سنعطيه شاة ومهرا وناقـه
ونغدو بليلي وقيس وعاني
إلى واحة الخير نهدي عتاقه 4
ظلَّ شيخُ القبيلةِ مُطرِقـاً وهو ينصتُ إليه، لمْ ينبس ببنت شفة وكأنّه غرِقَ في بحرٍ من التفكير والشّرود، هلْ هدْهدَ العفوُ قلبَـه ؟؟ هل أقْنعْنـاه أخيراً ؟؟ أمْ أنَّه كان يشعرُ بالندم منذُ تضّرجتْ صفحاتُ التاريخِ بمأساةِ قيسٍ الذي هامَ على وجهه، وبمأساةِ ليلى التي أزهقوا روحَ قلبِها الصغير ؟؟؟ أمْ أنّه سيرضخُ لتقاليدِ القبيلة بالرغم من ندمه فيزهق أرواحنا جميعاً ؟؟؟ أمْ أنّ الندمَ لم يصافحْ قلبَه يوماً، وما صمتُه هذا إلاّ استعداد لمحاكمـةٍ أخرى يُضَرَّجُ بها كتابُ التاريخِ بمأساةٍ جديدة ؟؟ !
------ يُتبَع بإذن اللـه ------
-----------------------------
1- من شعر د. سمير العمري
2- من شعر محمد ابراهيم الحريري
3- من شعر قيس بن الملوّح
4- من شعر محمد ابراهيم الحريري
أسماء حرمة الله
27-05-2006, 06:05 PM
ظـلَّ الشيخُ واجماً محلِّقاً بفضاءاتِ الحيرة، ينظرُ إلينا تارةً ويرمي بطرفِه خارجَ الخيمة تاراتٍ أخرى، حتّى أخرَجَـهُ عادل العاني مِنْ شرودِهِ، شادياً لروحِ الحبّ الطاهـر:
سألَ القضاةُ:"تحبُّ" قلتُ نَعمْ
فالحُبُّ دِينٌ , ما بهِ حُـرَمُ
بالحُبِّ أُسجَنُ عاشِقاً وَلِهـاً
والحُبُّ , لا جُرمٌ ولا تُهـمُ
إنْ كانَ سِجني بالهَوى فَأنا
بمُؤبَّدٍ أرضَـى وأعتَصِـمُ 1
وأردفَ د. سلطان الحريري مخاطباً شيخ بني عامـر:
- ما كانَ العشقُ العفيفُ يوماً جُرْماً يستحقّ العقاب! ماكانَ جنونُـهُ إلأّ فاكهـةَ الوفاءِ والإخلاصِ والفناءِ في روح المحبوب .. دعوا قيساً يستعيدُ عمرَه الذي نزفَ على ضفافِ النّوى والفراق، دعوا ليلـى ترتّبُ فصولَ فرحتِهـا كما تحبّ، بعدما حبستموها لسنواتٍ بقلعـةِ الشقـاء، ومنعتموها مِنْ ربيعٍ يغرّدُ على كتفيْـها، بلْ منعْتُمْ الشمسَ مِنْ أن تطرقَ أحلامَها .. دعوا قيساً يتغنّى بوفائهِ لليلاه شعراً وحلمـاً وواقعـاً :
وَجَدْتُ الحبَّ نِيرَاناً تَلَظَّى
قُلوبُ الْعَاشَقِينَ لَهَا وَقودُ
فلو كانت إذا احترقت تفانت
ولكن كلما احترقت تعود
كأهْل النَّار إذْ نضِجَتْ جُلُودٌ
أُعِيدَتْ-لِلشَّقَاءِ- لَهُمْ جُلُودُ 2
دعوهُ يقولُ لها على لسانِ حرفي :
"قد يكون كلامي هذا جنونا، ولكن أليس الجنون بداية التعقل، ولذلك فإنني أدخلك بؤبؤ العين، وأطبق عليك محبتي، وأعيش عشقا مجنونا، لنبدأ معا هجرة مع النبض، ونتحول معا إلى لغة جديدة نسرق حروفها من عالم الخيال ، ونرتدي شمسا تخرس الريح ، ونختار وقت القطاف الذي بذرنا حباته في سهولنا الخصيبة..
وأراني وإياكِ نقف أمام الحاكم بأمر الجنون ، وهيئة الدفاع تغفو قبل دفن المساء ، وننتظر زغاريد المودعين ، بعد النطق بحكم الإدانة !!!! 3"
انتفضَ شيخُ القبيلـة مِنْ مكانـه، غاضباً مزمجراً يُرغي ويُزبِـد :
- تطلبونَ منّي جميعُكمْ أنْ أتحدّى تقاليدَ القبيلة التي ترعرعنا عليْها، أنْ أقومَ بتطليقِ ليلى من زوجها فقطْ إرضاءً لروحِ الحبّ التي تتحدثونَ عنها، أتعلمونَ ماذا يعني ذلك ؟؟ أنْ أبقى ذليلاً أجرّ أذيالَ الخزيِ مدى العمر.
لاأنكـرُ بأنّني تأثّرتُ لما أصابَ قيساً، فقدْ كانَ ينزلُ منّي منزلةً عظيمـة، مقرَّباً محبّباً إلى نفسي لشعره الرقيق وسموّ نفسه، لاأنكرُ بأنّني تأثّرتُ بشعركمْ ونثرِكمْ بالرغمِ مِنْ صراعِ العقل والقلب الذي يعصِفُ بجوانحي.
اللقـاءُ بقومٍ أنقياء أمثالكمْ، قدِموا مِنْ قبيلَةٍ سامقـةِ الهدف والحرف:"رابطة الواحة " كانَ حلمي الأكبر الذي أزهرَ الآن بحلولكمْ بينَ ظُهرانيْنـا، حتّى وإن كانَ طعمُ اللقاءِ مُـرّاً ..لطالَمـا حلمتُ بالتعرف إلى شيخِ قبيلتكمْ وأبنائها، فأنتمْ ممّن يُنزِلونَ الكريمَ منزلَتـه، ويُكرِمونَ الغريب قبلَ القريب، ولايتأخرونَ عن إغاثة الملهوف وتضميدِ جراحِ المعذّبيـن والمقهورين . من كثرةِ ما سمعتُ عنْها وعنكمْ مِنْ ذِكْرٍ طيّب وثناءٍ عطِر من القبائلِ المجاورة والنائية أيضاً، تمنيتُ أنْ يتحقّق حلمي ولكنْ .. ماكنتُ أتوقّعُ أنْ يجلسَ لقاؤنا إلى مائدةِ الخلاف والنزاع..
كيفَ بإمكاني أنْ أعارضَ ما سعيتُ عمري كلّـه لإرساءِ لبناتِه بقبيلتِنـا ؟؟ هلْ تعلمونَ معنى أنْ يُشبِّبَ أحدهمْ بفتاةٍ بالقبيلـة ؟؟ إنه العارُ الذي يلاحقها أبدَ الدّهر !..لاأستطيعُ أنْ أتخِذَ قراراً وحدي، عليّ أنْ أستشيرَ بني قومي أوّلاً، وحتّى تلكَ الساعة أنتمْ ضيوفٌ بمضاربِنا لا أسرى، القبيلـةُ قبيلتُكُمْ، لكمْ ما لنا وعليكمْ ما علينا حتّى يخرجَ القومُ برأيٍ أخيـر ..فاليومَ خمـرٌ وغداً أمـرٌ .
وبينما كانَ شيخُ القبيلـة يتابع حديثـه، سمعنا جلبةً خارجَ الخيمـة فهرعْنا جميعاً لنستطلع الأمر، فوجدْنا قافلـةً أخرى من قوافل واحتنا قدْ وصلتْ، تُقِلُّ كلاًّ من أنس الحجّار و د. محمد حسن السمّان . وأنس ينشدُ شعراً بصوتٍ عالٍ أيقَظَ حتّى اليمامَ الذي كانَ يحرسُ قوافلَنـا :
حمامـةٌ وقفـتْ قربـي أناجيهـا
تشكو لحاضرِها فقـدانَ ماضيهـا
تبكي و تُخبرُ أنَّ الصّحبَ قد أُسِروا
هديلُهـا سَجَـمٌ , و الآهُ تكويهـا
جاءتْ تجرّعُني مِن كأسِ مِحنتِهـا
بَثَّتْ حُروفاً و عانتْ مِن مَعانيهـا
أضرمتُ نيرانَ حربٍ فـي قبيلتِنـا
إلا إله الـورى لا ليـسَ يُطفيهـا
طُبولنا قُرِعتْ و السَّيفُ غادرَ مِـنْ
غمدٍ , و أشعارُنا غَنَّـتْ قوافيهـا
إلى بنـي عامـرٍ هـذي رسالتُنـا
علَّ الحَمامةَ تُنبي القومَ مـا فيهـا
(يا ليلُ هيجتَ أشواقاً أداريهـا )
هذي الحِكايةُ ظلَّ الدّهـرُ يحكيهـا
قيـسٌ حكايتُـه ليلـى بدايتُـهـا
إني رأيتُ بـأنَّ الحـربَ تُنهيهـا
ساداتنا أُسروا يـا ويحَكـم فأنـا
روحي لهم سند و الـروح أفنيهـا
يا قومُ إنْ لمْ تَرَوْا حلاًً لما ارْتكبتْ
أيدي الظلامِ , فنارُ الحربِ تكويهـا
جيشٌ و أولُـهُ يُنْبـي مضارِبَكُـمْ
أنْ آخر الجيشِ في الأوطانِ يحميها
موتوا فما بَقِيتْ في الأرضِ مَظلمةٌ
إلا و جـاءتْ جنـودُ اللهِ تُفنيهـا
قبيلةُ (الواحةِ) الشّماءِ قد غَضِبَـتْ
صلّوا صلاةَ ظَلومٍ قد سهـا فيهـا 4
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/161d02feaecd5bb76d398086a1a396fc.jpg
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/b8b9ce9882275d39c6e807fbdfa7abd9.jpg
فتجمهَرَ حولهما وحولنا رجالُ القبيلـة، وعيونُهمْ تضمِرُ لهما ولنا الشّرّ والحنَق، لكنّ شيخ القبيلـةِ أمرَهمْ بالتنحّي عن طريقِ القافلة التي وصلتْ وعنْ طريقِنـا أيضاً، فتنحّوْا جانباً .
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/16058133d9b170c650bd91506ca61869.jpg
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/462fd5241feb279d5bbc9db878a090a8.jpg
وتقدّمَ شيخُ بني عامرٍ إلى القافلة التي وصلتْ، فَحيّـا القادمينَ مبتسماً ومقطّباً في الوقتِ نفسِه، حتّى التبسَ علينا الأمرُ ووقعنا في حيصَ بيصَ، نتساءَلُ عمّا يُضمره لنـا ؟؟؟ وإنْ كانَ قلبُـه قدْ رقّ حقّاً كما أخبرَنـا، وبأنّه سيعملُ على إقناعِ قومه بالعفو عن قيسٍ وليلاه وعنّي ؟؟ هلْ فكّـرَ في الأمر جدّيـاً، فندِمَ على ما اقترفَ في حقّ الأبريـاء وفي حقّ العاطفة الأسمى أمْ أنّه سينفّذُ فينا حكمَ الزمن المـرّ ؟؟
لاأنكرُ بأنّنا جميعاً تفاءَلنا وأمِلْنـا خيراً، ومضينا نحيّي أنسًا الحجّار ود. محمد حسن السمّان، نسألهما عن واحتِنا التي اشتقنا لها ولحدائقِها المطلّـةِ على الأنهار الجاريـة، وزرابي الحرف المنسوجةِ فيها بالمحبّـةِ والنقـاءِ، فأجابنا د. السمان مُطَمْئِنـاً :
- لاتقلقوا أحبّتي، الواحـةُ بخير لكنّها على قدمٍ وساقٍ، لنْ يغمضَ لها جفنٌ حتّى نعودَ جميعاً سالمينَ ومعنا قيسٌ وليلـى إلى هناك، تركنا قافلـةً أخرى تستعدّ للرحيل واللحاقِ بنا، يُعِدّها الأخيـَلُ وآخرون معـه ..
وظلَّ قيسٌ طيلةَ وقوفه بساحةِ القبيلـةِ، يحلّـقُ بنظراتٍ عطشى هنا وهناك، بأشواقٍ تبحثُ مغرورقةَ العينينِ والقلبِ عن حبيبته ليلـى التي لمْ يظهرْ لها أثرٌ مذ دخلنا القبيلـة، لمحتُ دموعاً تتدحرجُ على وجنتيْه كما تدحرجتِ الأحزانُ على وجناتِ قلوبنا. وما إنْ استقرّ نظرُ قيسٍ على خيمةٍ مزركشةٍ بألوانِ الطيف بأقصى مكانٍ بالقبيلـة، حتّى هجمَ عليـه فارسٌ ملثّـمٌ على ناقتِـه، والغضبُ على وجهِه يستشيطُ غيظاً، لمْ يساورْني شكٌّ في أنّ هذا الفارسَ هو نفسُـه الذي لمحناه عند دخولنا الخيمة، وأنّه هو زوج ليلى : ورد بن محمد العُقَيلـي لامحالـة !!
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/017c435d43aeb6bea096661dbc9ce7a7.jpg
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/870e7f6a5ea57bad86d99b2034c29fd8.jpg
لمْ يُحَرِّكْ قيسٌ ساكنـاً، بلْ أنشـدَ ويداهُ ترتجفانِ شوقاً لليلاه، وقُـربَـه عابـرُ سبيل يهدّئ من روعـه:
البين يؤلمني والشوق يجرحني
والدار نازحة والشمل منشعب
كيف السَّبيلُ إلى ليلى وقد حُجِبَتْ
عَهْدي بها زَمَناً ما دُونَهَا حُجُبُ 5
وأغميَ عليه، فأمـرََ شيخُ القبيلةِ بنقلِه إلى خيمةِ القِرى، وألاّ يقْرَبـه أوْ يقرَبَنـا أحدٌ بسوء حتّى يجتمعَ برجالِه للتشاور في مآلِنـا. وبينَما مضى معهمْ إلى خيمته شارِدَ الذهنِ، يوزّعُ نظراتِه الحيْرى هنا وهنـاك، مضى أحبّتي من فرسانِ واحتنا الحبيبة إلى خيمةِ القِرى حيثُ قيس، كيْ يطمئنّوا على أحواله وصحّته، وكيْ يعتنوا به ويخفّفوا مِنْ آلامـه .
لمْ يكنْ يشغلني ساعتئـذٍ غيرُ أمرٍ واحدٍ، كيفَ السبيلُ إلى لقـاءِ ليلـى، فقدْ آنَ الأوانُ كيْ يورقَ لقـاءُ العاشقَيْــن .
--- يُتبَـعُ بإذن اللـه -----
--------------------------
1- من شعر عادل العاني
2- من شعر قيس بن الملوّح
3- من منثور د. سلطان الحريري
4- من شعر أنس الحجار
5- من شعر قيس بن الملوّح
عادل العاني
27-05-2006, 07:30 PM
يا لفرحتي ,
الفارس أنس هنا , والفارس محمد الحريري , وثلة من فرسان الواحة
أحاطوا بخيمتي التي اعتقلت فيها , وأسروا حراسي , يا لفرحتي , فكوا وثاقي
وها أنا أولا أبحث عن ( القاضي والجلاد ) عمي العزيز , ولكن الفرحة أخذتني وأنا أسمع صوت الدفوف ,
فليلى على مشارف الخيمة , ووجدتني أنشد :
***
أقولُ " هَلا " بِشاعِرَةٍ = وفارِسَةٍ وألفَ " هَلا "
إذا نَزلتْ بِواحَتنا = فإنّي لستُ مُرتَحِلا
فيا ليتَ الهَوى امرَأة = تكونُ لقلبيَ الأمَلا
يقولُ " أحبُّها " قَلبي = أراهُ اليومَ مُحتفِلا
أراها الشَّمسَ مُشرقةً = أراها البَدرَ مُكتمِلا
بنظرةِ عينِها سِحرٌ = كلحنٍ ناعسٍ هَطَلا
وأفرشُ خَيمتي وَرداً = يُريحُ القَلبَ والمُقَلا
أُقيمُ ولائِماً كَرَماً = لِعينيها وما اكتَحَلا
وأنحَرُ ما بِواحتنا = خيولاً كانَ أمْ إبِلا
وإنْ غنَّت قَصائدَها = فلنْ أرضى لها بَدَلا
أنا قيسٌ , فَيا لَيلى = أغيثي قَلبيَ الثَّمِلا
فلا نارٌ ولا جمرٌ = فشعرُك زلزَلَ الجَبلا
وأوقدَ نارَ أشعاري = وأحيا الماضيَ الطَلَلا
تَعالي ادخُلي , أهلاً = وسَهلاً , واحتَمي جَللا
إذا خُفتِ الرِّياحَ صَحت = و خُفتِ البَرقَ والَبلَلا
أنا رَجلٌ بلا حَوّا = أعيشُ العُمرَ مُعتقَلا
بِأوهامي , كَوابيسي = فَيالَيت الَّذي وَصَلا
يُطيلُ العَزفَ ألحاناً = ويطربُ عاشِقا خَجِلا
فَيا لَيلى وَيا لَيلى = أقولُ الشِّعرَ مُرتَجِلا
أمنّي النَّفسَ آمالاً = سألتُ اللهَ مُبتهِلا
بأنْ تزهو بِواحتنا = و" أسماءٌ " تفي سُبُلا
أنا قيسٌ , فَيا لَيلى = أريني الشِّعرَ والزَّجَلا
***
وسأبحث الآن عن ( عمّي ) لأقتص منه, وليقل ( رجالات ) القبيلة بأنني مجنون , نعم أنا مجنون ليلى ...
***
تحياتي
وفاء شوكت خضر
27-05-2006, 08:24 PM
أسماء .. تجول بعينها في كل اتجاه .. تبحث عن ليلى .. دخون تتعقبها .. بلهفتها وجزعها .. لله درك أسماء .. كل هذا الحزن والألم .. وأنشدت دخون ..
تدحرجت من عين سجوم ..
على الخد الأسيل ..
تغسل السَدَمَ عن قلب ..
كأنها السََدَي
سجمات عين
كقطرات الندى
في خشعة الليل
تهذي بالجوى
رباه إني في شوق
وقد أحرق الفؤاد النأي
أتوسل اليك ربي تضرعا
رفقا بقلبي المثلما
عبرات الحسرة فاضت
تشكو إليك توجعا
هذه النفس عليلة
رباه فاشفي موجعا
قد مُدَت الأرض اتساعا
بيني وبين من طوى
بقاعها في اغتراب
فصار بعد الأنجما
وفاء شوكت خضر
27-05-2006, 09:32 PM
الأخت المبدعة أسماء ..
لقد أتعبتنا من بعدك أيتها الرائعة ..
لم أتمالك نفسي .. ولم أستطع منعها .. وجدتني أعيش معك اللحظة في هذه الرحلة التي كلما تركت قراءتها عدت إليها مرة أخرى منذ البداية ..
أجدني أعيشها معك لحظة بلحظة ..
الكلمات التي كتبتها لك .. كانت في إحدى اللحظات التي تعايشت فيها القصة قلبا وقالبا .. وكنت معك حقا أرقبك وأرقب الإحساس فيك ..
تعجز كلماتي عن وصف الإحساس .. لكني أقولها صراحة .. إبداعك هذا وإن لم يكتمل بعد .. إلا أنه فاق الروعة ..
اتمنى للجميع عودا حميدا من هذه الرحلة التي أرهقتنا بها أسماء .. فما تركت إحساسا فينا إلا وحركته .. رغم أني أتمنى أن لا تنتهي لأنها حقا رائعة بكل هذه التداخلات الجميلة ..
تحياتي على أمل أن أكمل معك الرحلة ..
أختك دخون ..
نورا القحطاني
27-05-2006, 11:39 PM
http://framboise78.free.fr/Fleurs/bouquet4.gif
¸.•°°·.¸.•°°·.¸¸.•
الله الله ..ما أسعدني الليلة..تابعت الاحداث والاشعار
والشوق يسبقني ..
رائعة يا أسماء وعادل وكل من شارك بأشعاره الممتعة
/
/
http://no20ra.jeeran.com/ter.jpg
:
أيها الطير المحلق غادياً =تحمل سلامي لا تذرني مناديا
تَحَمَّلُ هّدَاكَ اللّه مِنِّي رِسَالة =ً إلى بلد إن كنت بالأرض هاديا
إلى قفرة من نحو ليلى مضلة= بها الْقَلْبُ مِنِّي مُوثَقٌ وفؤَادِيَا
ألاَ لَيْتَ يَوْمَاً حَلَّ بِي مِنْ فِرَاقِكُمْ =تَزَوَّدْتُ ذاك اليومَ آخِرَ زادِيَا
(قيس بن الملوح)
/
/
أجمل الأماني
:0014:
¸.•°°·.¸.•°°·.¸¸.•
*
*
*
http://framboise78.free.fr/Fleurs/rosereflet.gif
تحية ورد
نـورا
محمد إبراهيم الحريري
28-05-2006, 01:57 AM
الأخت أسماء
تحية
قرأت كل حرف بشعور لم آلف من قبل شبيه رعشته ابكي حرفي ندما لأني لم أحط به خبرا ، متنهدا لحالة الوجد التي اصابتني كأني بقيس حقيقة معه ننحر الكلم أمام محراب عشقه ، نطوي القفار ونمد الشمس برحاء الوصل نورا ، نعيد رسم قصة حب عذري ، يا لك من أديبة أعادت لوحة الماضي تعيش بيننا خيال يقين ، أكرم نزلك رب العزة وسدد خطاك ، وهيأ لك الصحبة الصالحة .
أحتي أسماء :
وأقسم بمن رفع السماء إني لم أعهد حوار روح وفصيح سريرة أنقى مما قرأتا اليوم وقبل ما مر معك من أحداث لرحلة بني عامر .
جعل الله رحلتك عامرة باليمن والخير والسعادة .
واقول لك أخت أسماء إني مستعد والرجاء لك أقدمه قربان قربى بأي عمل تقومين به أن نوسعه بحثا شعرا ونثرا حتى يستوفي حقه ، وأرى ان نوسع الموضوع المطروح لاحقا بما يستحق من تعاون أدبي فهل تقبلين عرضي ولك الشكر من قبل ومن بعد
أما من حيث الموضوع المطروح الآن فلا أدري أين سينتهي هل لنا مشاركات أخرى ؟ سنقدمها ؟
واقول تملة رحلة الخيال /
لا
ما جاد غيث قفا نبك بذي سلم=أو بان أضحى التنائي سيرة الشيم
لا تعذليه عيون طرفها حور=يصرعن ذا اللب بين البان والعنم
السلم أصدق ممن ضم مجلسنا=غيظ العدا ما بجرَّها وصدق فم
يا يوم عودتنا من رحلة العتب =يا قيس حبك ماء طاهر القمم
وا حرَّ قلباه لا ريث ولا عجل=هيا بنا عودة أهلي إلى خيمي
من مضرب الشمس بيت السعد ننصبه= أسما ء ترفع رأس الفضل كالعلم
عدنا وقيس وليلى منْ لها أمل =بعد التصالح يا أسماء بالسلم
_________________
تحية أخت أسماء لك الشكر كله
هذه القصيدة مختلطة من شعر أكثر من شاعر زاوجت بين الفاظها على عجل
دمت أخت والله غن الحرف لا يمل من الرد عليك
تحياتي
سحر الليالي
28-05-2006, 02:11 AM
لله درك من أميرة الحرف
ما زلت معك يا أسماء
بإنتظار البقية بشوق كبير...
حفظك ربي من كل سوء
تابعي ...:0014::0014:
محمد إبراهيم الحريري
28-05-2006, 10:13 PM
الأخت أسماء
تحية
أين وصلنا برحلتنا لمك أعد أميز فرمال الدجن تحيظ برؤية قصدي، وربان البحور ضربت صدر مركبه صخور التيه بين عباب هدى وأمواج ضنى
هل وصلنا إلى تقطة نكمل بعدها أم نكتفي بضيافة القبيلة
المهم قد ترين في اهذه الأبيات ما ينفعنا زوادة لطريق الرحلة الأدبية :
عاتبتِه ونفرت من أعذاره=وعزمت ألا تنطقي بـِنـِجاره
ورسمت درب الغانيات بغمزة=كحلت جفن الحنث من أنظاره
لم تألفيه عذولَ فجر والندى=في كفه ملك اليمين بداره
ونمارق التاريخ موطئ همة ٍ=وشمت بخيل الفتح قصر ذماره
ولجام أفراس الصباح تزاحمت=بصهيلها آفاق شمس مداره
وفهارس البيداء جلل بابـَها=ما استعجمتْ لغة ٌ فصيحُ نهاره
لانت له أيام سيم بليلها=عصرٌ بـَوَاد ٍ داسها بقراره
لكنَّ شمس العز أوهى رمشـَها=رَمـَد ٌ أصاب جفونها بنثاره
عند الغروب ِ بكاءُ آصال ِ النوى=شفة ُالمدى ترتج من أطياره
(أو ما قرأت ِ على صحيفة ِ خدِّه)=لهبَ الدموع ِ تسحُّ من أخباره
وسألته (وطن أذاب على هوا=ه شبابـَه ) هلا أخذتَ بثاره
لا تعذلي أشجانهُ جمر اللمى=ترميه وجدا من حميم قتاره
تلك البقية من كؤوس مدامة=طافت خوابي َ عـِزَّة ٍ بسؤاره
جاءت على دنِّ السلاف فاسكرت=بنتُ اليقين ِ بيانَ لحن عذاره
دنُّ الملامة ِ فضَّ بكر لسانها=قمر البديع بمهر عزم فخاره
قد كنت في مؤق التبرج نظرة=أورت شجونا من غليل أواره
ما ذنب باب الفجر إن لفَّ الدجى=حبلَ السدوف على فتى أسحاره
طوع البنانة كان هدهدُ أمره=بلقيس يأتيها على زمَّاره
وإذا المنية أنشبت لم تثنه=عزما وبادلها رقى أظفاره
وعوانس الإعجاز حل لسانها=بعقيق جود ٍ من قـِرى أشعاره
وأتى المقوقس والنجاشي ساجدا=من آية سلبت نهى أحبارِه
ورسول كسرى راعه الخطاب من=حرس يعطلهم مدى أسواره
فأناخ آهات التواضع ذاكرا =كسرى بتاجي ظلمه وسواره
وإذا بناي الفتح يشدو مطربا=نغم الإباء على صدى أوتاره
باب السمو تواضعا من شيخنا=لبى نداء والهدى بإزارهـــــــــــــــ
شكرا أخت أسماء
عادل العاني
29-05-2006, 08:24 AM
كنت أتمنى أن نواكب الرحلة بشرح وتمعن في شعر بن الملوح
وما دامت رحلتنا لم تنته بعدُ , ها أنا أضع بعضا من شعره لنتعرف على قيسٍ العاشق , وحب قيسٍ العذري :
هكذا كان ينظر للحب :
لو سيل أهل الهوى من بعد موتهمُ =هل فرَّجت عنكمُ مذُ متّمُ الكربُ
لقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِي جَسَدي =لكنَّ نار الهوى في القلبِ تلتهبُ
جفَّتْ مدامعُ عينِ الجسمِ حينَ بكى= وإنَّ بالدمعِ عينُ الروحِ تنسكبُ
وهكذا يصف عشقه لليلى:
لَئن كَثُرَتْ رُقَّابُ لَيْلَى فَطالَمَا = لهوت بليلى ما لهن رقيبُ
وإن حال يأس دون ليلى فربما = أتى اليأس دون الشيء وهو حبيبُ
وَمَنَّيْتِنِي حَتَّى إذَا مَا رَأيْتِنِي = عَلَى شَرَفٍ لِلنَّاظِرينَ يرِيبُ
صَدَدْتِ وَأشمَتِّ الْعُدَاة َ بِهَجْرِنَا = أثابَكِ فِيمَا تَصْنَعِينَ مُثيِبُ
أُبَعِّدُ عَنْكِ الْنَّفْسَ والنَّفْسُ صَبَّةٌ = بِذكْرِكِ وَالمَمْشَى إليْك قَرِيبُ
مخافة أن تسعى الوشاة مظنة = وأُكْرمكُمْ أنْ يَسْتَريبَ مُريبُ
أما والذي يبلو السائر كلها = ويعلم ما تبدي به وتغيبُ
لقد كنت ممن تصطفي النفس حلة = لَهَا دُون خُلاَّنِ الصَّفَاءِ حُجُوبُ
وَإنِّي لأَسْتَحْيِيكِ حَتَّى كَأنما = علي بظهر الغيب منك رقيب
تلجين حتى يذهب اليأس بالهوى = وَحَتَّى تَكادَ النَّفْسُ عَنْكِ تَطِيبُ
سأستعطف الأيام فيك لعلها بِيَوْمِ = سُرُوري في هَوَاك تَؤُوبُ
وهكذا يذكرها عند بيت الله الحرام ويقارت توبته لله تعالى ويعلن أن لن يتوب عن ( ليلى ) :
ذكرتك والحجيج لهم ضجيج = بمكة والقلوب لها وجيب
فَقُلْتُ وَنَحْنُ فِي بَلدٍ حَرامٍ بِهِ = واللّه أُخْلِصَتِ القلُوبُ
أتوب إليك يارحمن مما = عملت فقد تظاهرت الذنوب
فأما من هوى ليلى وتركي = زِيارتَها فَإنِّي لا أَتوبُ
وكيف وعندها قلبي رهينٌ = أتوب إليك منها أو أنيبُ
ويبحث عنها في قوافل الحجاج لبيت الله الحرام :
أحجاج بيت الله في أي هودجٍ = وفي أيِّ خِدْرٍ مِنْ خُدُورِكُمُ قَلْبي
أأبْقى أسِيرَ الحُبِّ في أرضِ غُرْبة ٍ = وحادِيكُمُ يَحْدو بقلبي في الركْبِ
وَمُغْتَربٍ بِالمَرْجِ يَبْكِي بِشَجْوِهِ = وقد غاب عنه المسعدون على الحبِّ
إذا مَا أتَاهُ الرَّكْبُ مِنْ نَحْوِ أرْضِهِ = تَنَفَّسَ يَسْتَشْفِي بِرَائِحة الرَّكْبِ
وللحبِّ بقيَّة ...
أسماء حرمة الله
29-05-2006, 08:24 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة قطفتُها من بساتين الياسمين
الأخ العزيز فارس الواحـة ..
نعم نعم ياعادل، وكيف لايدافع عنك فرسانُ واحتنا الشجعان الكرام؟؟
لكنْ .. صبراً صبراً ! نريدُ السلمَ لا الحرب :020: ، إذا أصدروا حكمَهمْ علينا بالموت، فساعتئذٍ يقضي اللـهُ أمراً كان مفعولاً ..
أبياتكَ ستصل إلى ليلى ..فقرْ عيناً وطبْ فؤاداً، وادْعُ الرحمنَ أنْ ننتهي من مهمّتنا على خيرٍ :001:
تقبّـل عميقَ تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقـة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
29-05-2006, 08:30 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مضمّخـة بعبير الياسمين
دخون العزيزة،
الرحلـة شارفتْ على الانتهاء بإذن اللـه .. دعواتكِ أن تنتهي كما نحبّ ونأمـل .. :001:
ممتنة وسعيدةٌ بحروفك الرقيقة، أتمنى أن أكون دوماً عندَ حسن ظنكِ وأحبّتي ..
باركَ ربّي بكِ ..
ليتنا نجد ليلـى كيْ نحدّثها ونسرّ إليها بكل مانريد، فالشوقُ قد أورق ..والحكايا تنهمـل .. :003:
كوني معنا ..
لكِ خالصُ تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقـة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
29-05-2006, 08:35 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية قطفتُها من قلبي
نورا الغاليـة،
سعيدةٌ بمتابعتـك، باركَ ربّي بكِ وبقلبكِ الطّيب ..
ممتنـة للصورة التي أرفقتِها بردّك، وللأبيات التي قطفتِها من حديقة قيسٍ ..
لكِ عميقُ تقديري واعتزازي بكِ :0014:
وألف باقـة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
29-05-2006, 08:47 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة منقوشة على شجر اللوز
كريم الحرف والخلـق محمد ابراهيم الحريري،
باركَ ربّي بكَ وبدعائكَ الكريم أيها الكريم الطيّب، واللـهِ لاأجدُ الكلماتِ الكافية التي توفيّك حقك وحقّ حروفك التي أعطتني أكثـر مما أستحقّ ! كلّ ما أتمناه أن أكون دوماً عند حسنِ ظنّك بي ..أكرمكَ ربّي في الداريْن .
أمّـا عن الرحلـة، فواللـهِ أعيشُ أيضا الأحداثَ والتفاصيلَ واقعاً، وأحسّ بكل ألمٍ ينبضُ بقلبِ قيسٍ أو بقلوبِ أحبّتـي، وأتوقُ من كل قلبي إلى نهايةٍ سعيدةٍ تجمعُ الشتيتيْـن ..وأكادُ أرى ليلـى تحترقُ شوقاً للقـاءِ قيسِها الذي ظنّته قدْ قضى كمداً ..
أمّـا عنْ عرضِك الكريم فكيفَ لاأقبـل؟؟ وهل يُرَدُّ الكرامُ أمثالكَ ؟؟؟ باركَ ربي بك ورزقكَ الخيراتِ في الدنيا والآخرة .
الرحلـة شارفتْ على الانتهاء بإذن اللـه.. أمّا عن سؤالك الأخير سيدي، فلن نكتفي بضيافة القبيلـة، بلْ :002: .... لاأحبّ أن أحرقَ الخطوات القادمـة .. :001:
بوركتَ وبوركَ حرفكَ المدرارُ ماشاء اللـه ..واللـه إن حرفي لايفي حرفكَ السامقَ حقّـه ..
تقبّـل عميقَ تقديري وامتناني واعتزازي بك :0014:
وألف باقـة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
29-05-2006, 08:50 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة قطفتُها من قلبي
سحر الغاليـة،
سعيدةٌ بكِ وبمتابعتكِ ..
شكراً لكِ من القلـب .. :001:
وحفطكِ ربّي من كل سوءٍ
لكِ قلبي وألف باقة من الورد والندى :0014:
أسماء حرمة الله
29-05-2006, 09:03 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيتة تعبق بالأريج
واللـهِ يا عادل، شعره الرائع المطرّز بالألم هو ما دفعني لرحلـة كهذه عبر الزمن، نعيشها حلماً وواقعاً أيضاً ..كلّما كنتُ قرأتُ شعره في أمهات الكتب، وصافح قلبي ما حدث له ولليلـى، أكاد أموت حزناً عليهما ..كانا ضحية تقاليد القبيلة ! أتمنى من كل قلبي أنْ تمنحَ رحلتُنا لروحيْهما السكينةَ والفرحةَ.
بارك ربّي بكَ ..وبكل ماتثري به شرفةَ رحلتنا أنت والأحبـّة ..
تقبّل عميقَ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
29-05-2006, 12:02 PM
كانَ لابدَّ مِنَ التحدّث إلى ليلـى، حتّى وإن عرّضتُ حياتي للخطر ..أرى النّوقَ ترعى في أرضِ القبيلـةِ آمنـةً مطمَئِنّـة، لايشوبُ خطوَها وجـعٌ، بينما يتّقِدُ بقلبي وبقلب قيسٍ وليلاه وجعٌ أكبرُ وأعظـم..
أمْ أنكِ أنتِ أيضاً أيتُها النّوقُ، تبحثينَ عن الأمانِ الذي اغتيلَ فيـكِ، تبحثينَ عنِ أحلامكِ التي سُرِقَتْ منكِ جهاراً، تبحثينَ عنْ ترياقٍ تداوينَ به قلبَ العاشقيْـنِ المعذّبَيْن وقلبي ؟؟؟
http://document.linternaute.com/document/image/550/dune-chameau-dromadaire-deserts-dromadaires-629162.jpg
كانَت الشمسُ تراقبني عن كثبٍ، حتّى خِلتُ أنّها عينٌ من عيونِ القبيلـة، تنتظرُ الفرصةَ السانحةَ كيْ تخبرَ القومَ بما أُزمِعُ عليه. لكنّني مطمَئِنّةٌ، أتمسّكُ بأهدابِ رحمةِ ربّي، فهوَ مَنْ سيُخرِسُ صوتَها حالَما ترحل إلى بيتها مساءً، وهي تتأبّطُ الخيبـة ..كمْ أحنُّ إلى مناجاةِ القمـر والنجوم !
وبينما أنا أتفقّدُ المكانَ مِنْ حولي، لمحتُ رجلاً من رجال القبيلة خارجَ خيمته الصغيرة المنصوبة، ينظرُ إليّ من بعيدٍ وكأنّه يُخفي حروفاً أصَرّتْ على الولادة . اقتربتُ منـه والحذرُ قنديلٌ أشعلْتُـهُ بصدري، خشيةَ أنْ يفضحَني الفضول.
http://www.sagatours.com/images/haliscamp.jpg
سألتُـه :
- سيدي، هلْ تذكرني ؟؟ تعرفني ؟؟ أراكَ تحدٌُّقُ فيّ مذْ خرجتُ وأحبّتي من خيمةِ شيخ القبيلـة .
نظرَ إليّ طويلاً وكأنّه يتخلّصُ مِنْ صمتِه المرّ أو من خوفه الراقد بأعماقه، ونظرَ حولـهُ هنا وهناك، والعرقُ يتصبّبُ مِنْ جبينـه خوفاً، ثمّ قال :
- نعم .. أذكركِ ..أنتِ مَنْ هرَبَ ليلـة زواج ليلى، أنتِ مَنْ أهدروا دمها لأنها تغنّتْ بعشقها شعراً ونثراً.. وهلْ ينسى أحدُنا تلكَ الأيام والمآسي ؟؟ مازلنا نذرفُ الدمعَ والحسراتِ على ماكانَ بلْ .. وعلى ما قدْ يكون .
وأطرَقَ، والأحزنُ تسقطُ مِنْ ملامحِـه تتْـرى واسترسلَ قائلاً :
- وكأنّي بأسئلةٍ تختلجُ في جوانحك، تريدين السؤالَ عنْ أهلكِ أمْ عنْ ليلـى رفيقةِ عمركِ أمْ عن أمرٍ آخـرَ؟؟؟
كانتْ حروفُه إبراً غرسها في قلبي المكلوم، فنزفَ دماً بينَ يديّ .
مُذْ دخلنا القبيلةَ وأنا أقاومُ أشواقي لأهلي الذينَ لمْ أرَهمْ مذْ سنينَ، أتناسى لوعتي خوفاً مِنْ أخبارٍ تقضُّ مضجعي وتغتالُ هدْأَتي . هلْ مازالوا أحياءً أمْ أنّ أجسادَهمْ الطاهرةَ قدْ واراها الثَّرى؟؟ هلْ ظلَّـتْ أرواحهمْ معذَّبَـةً بغيابي حتّى ذوَتْ !؟؟ لمْ أجرؤْ على سؤالِ أحدِهمْ، خوفاً مِنْ غصّةٍ تستعمرُ كبدي فتُفنيني، لكنْ..كيفَ الهروبُ من القدَر ؟؟؟ باتَ لزاماً عليّ أنْ أواجـهَ الحقيقـة، فعاجلاً أمْ آجلاً سأنتصرُ على صمتي لأسقطَ صريعةَ الشوق والحنيـن .
لقدْ فتّـحَ هذا الرجلُ جراحاً بذلتُ جهدي لتهدئتِها، وحرّكَ أشواقاً دثّرتُها بالمُزنِ كيْ تهدأ وترقدَ، ولكنْ هيهـات ! هاهي تشتعلُ من جديدٍ فتُشعِلُني معها، وتُشعلُ أسئلةً حيرى نبتتْ على شفتيَّ فأحرَقَتْهُمـا..اقتربتُ منه أكثرَ وسألتُه، والارتعاشةُ تصفعُ محيّاي وجوارحي :
- رجاءً أخبرني عنْ .. أهلي، والدي، والدتي، أخوتي و..
ويبسَ الحرفُ في حلقي ولمْ أستطعْ أنْ أكمـلَ، ولحسنِ الحظِّ أنّ الرجلَ كانَ طيّبـاً فأجابني على الفور:
- والدكِ مازالَ حيّاً، إنه بخيمته لايفارقها مذْ رحلتِ، وأخوتكِ قدْ خرجوا في رحلـةِ صيدٍ منذُ أسبوعيْن . أمّـا والدتُكِ فقدْ .. توفيتْ حزناً على فراقـك، توفيتْ بعدَ رحيلكِ بأيام قلائلَ فقطْ .
وشعرتُ بأنَّ الدنيا أظلمَتْ، وبأنّ الليلَ قدْ تهاوى على كتفيّ يعاقبني، يحاسبني على مؤازرتي للقمـر في لحظاتِ وجعه، أوْ على إنصاتي لهمسِ النجومِ التي كانتْ تحرسني من العذّالِ ومِنْ سارقي الحلم، أوْ على تمسّكي بالحبّ العفيف الذي أزهرَتْ بينَ حناياهُ سنينُ عمري .
بحَّ الصوتُ في صدري حتّى خُيِّـلَ لي بأنَّني أخرسْتُ أوتارَه ! لمْ أعدْ أُبْصِرُ غيرَ شمسٍ تشقُّ جيوبَها حِداداً، غيرَ ليـلٍ يستعدُّ لإحياءِ حفلِ دمعٍ لايفنـى .
فتحتُ عينيّ بعدَ برهةٍ من الزمن، خُيِّلَ إليّ أنها سنينٌ عجاف اعتكفـتْ بذاكرتي، وجدتُ نفسي مستلقيةً على فُرُشٍ بخيمةٍ متراميةِ الأسرار، مُغْرِقَـةٍ في الصمتِ، وحولي الذكرياتُ تتراقصُ متغنّيةً بروحِ حبيبتي الراحلـة .
انهملتْ دموعي حرّى تجلدُني جَلْداً، وأنا أتهاوى على حزني، أنفضُ عنْ وجهِ والدتي الراحلـة ماعلِقَ بـهِ مِنْ أشواق، لأجدَ ابتسامتَها تُلقي عليّ تحيةَ الحبّ والعطـاء ..
وبينما أنا غارقةٌ في مناجاةِ طيفِهـا، دخلتْ عليّ الخيمةَ فتـاةٌ نقشَ الدهرُ على تقاسيمِها حكاياَ الدهشة، ورسمَ الوجعُ على محيّاها شحوباً يقتاتُ منْ لونِ الغروب. كانت تسترقُ النظرَ إليّ وهي تنتزعُ انتزاعاً بسمةً صغيرةً، بسمةً ربما لم تتجاوزْ السنتينِ من عمرِهـا .
جلستْ قربي، وهي تحملُ بينَ أناملها جَرّةً منَ اللبن، فابتدرتُها بالحديث بعدَ أنْ حفَرَتِ الصمتَ على قلبي :
- ألستِ ... ليلـى ؟؟؟ بلى بلى أنتِ هي وربّي !! أنتِ ليلـى !!
وتعانقنا وماءُ الشؤونِ يهطلُ مِنْ مقلتيْنا مدراراً كسنينِ عذابنـا، كأوراقِ عمرِنا التي تساقطَتْ بينَ سطورِ النّوى، كأشواقنا لأهلنا وأحبابنا.
قدّمَـتْ ليلى اللبنَ وهي تربّتُ على كتفي :
- لقدْ أغميَ عليكِ حينَ علمتِ بخير رحيلِ والدتكِ، أخبرني المنذر: الرجل الذي كنتِ تتحدثينَ إليه، فسارعتُ إليكِ، ونقلناكِ إلى خيمتي .
- أُغميَ عليّ ؟؟؟! آهٍ ليلـى، ماكنتُ أعلمُ أنّ حبيبةَ روحي قدْ رحلتْ، آهٍ ليلـى كمْ يقتلنا الفراق !! أحنّ إليها وإلى ذراعيْها، إلى خصلاتِ قلبها وهي تخبّئُ خوفي، تداعبُ أمْني وأماني ! الآنَ فقطْ أدركتُ لماذا كان طيفُها يزورني كلّما جلسَ القمرُ إلى جانبي متخفّياً، كلّما نزلت النجمةُ الأولـى مِنْ بيتها كيْ نسهرَ معاً على شموعِ الذكرى. كانَ طيفُها بالقربِ منّي دائماً، يحرسُ مضاربي منَ المخاوفِ، يطبعُ على جبينِ قلبي قبلةَ حنانٍ ورضـاً. وأنتَ ياوالدي، ماذا فعلَ الزمانُ بك ؟؟ ماذا صنـعَ بُعدي عنكَ يا حبّة القلب؟؟!
وأنتِ يا ليلـى، يا رفيقةَ الدرب وشقيقةَ الروح، ماذا فعلَ الزمانُ بكِ ؟؟ أيّ عذابٍ حفرَ اسمكِ على صفحاتِ التاريخِ مأساةً ثمِلـة ؟؟؟
ألمْ تعلمي بوجودنا بالقبيلـة ؟؟ قدِمْتُ وأحبّتي من قبيلـة "رابطة الواحة الثقافية" من أجلِكِ . قيسٌ هنا ! ألمْ يخبركِ أحدٌ بذلك ؟؟ ألمْ يخبركِ قلبُـكِ بأنَّ توأمَـهُ وإلفَـه هنا ؟! أمْ أنّ زوجكِ ورْداً قدْ منعـكِ وحجبكِ عنّا ؟؟ تحدّثي ليلـى أرجوكِ ! أستحلفكِ باللـه !
قامتْ ليلـى مِنْ مجلِسِها والدموعُ تطلّ مِنْ محاجرها، نظرتْ إليّ نظراتٍ حبلى بالوجع:
- أحنُّ إلى أيامنا بالقبيلة، إلى الفرحةِ التي كانتْ تلعبُ معنا قربَ البئر، أتذكرين ؟؟؟ لاأستطيعُ أنْ أكملَ حديثي هنا، الخيمةُ تخنقُ أنفاسي وتزهقها، آهٍ كمْ بُحتُ لهذه الخيمةِ بحكايا الشوق والشجن ! هي وحدها التي كانتْ ترثي لحالي، وهي وحدَها أيضاً مَنْ ظلّتْ عيناً لزوجي، تحرسُ حركاتي وسكناتي، إنْ اشتعلَ بقلبي الشوقُ تخبر ورداً حتّى تشقّقَ عمري وتفتّتتْ أوراقـُه !
وأجهشتْ في البكاء، حاولتُ أنْ أهدّئَ من روعِها قليلاً ..ثمّ خرجنا خارجَ الخيمةِ هاربتيْنِ مِنْ ذكرياتٍ تعتّقَتْ هناك، مِنْ شجونٍ كانتْ توسِعُ القلبَ النابضَ ضرْباً، فقالتْ لي ليلـى وهي تتأبّط ذراعي خوْفاً :
- انظري إلى هذه الصحراء متراميةِ الأطراف، قدْ رتَّبَتْ صمتَها وتزيّنَتْ بالخرسِ المقيت، قاحلـة قاسية كقلوب مَنْ في القبيلـة ..انظري ! كان قلبي شاحباً مثلَ الصحراء، جافّاً لاتزوره الحروفُ إلاّ لماماً، لاتزورهُ إلاّ حينَ يزورني طيفُ الحبيب قيسٍ ..آهٍ قيس ! ماأزالُ على عهدِكَ وهواكَ محفورٌ بقلبي، أقولُ ما تقـول، ألستَ أنتَ القائـل :
http://www.africamie.com/nig_photos/dune04.jpg
لقد ثبتت في القلـب منـك محبـةٌ
كما ثبتت في الراحتيـن الأصابـعُ 1
انظري إلى هذا القبرِ الذي تتراقصُ حولَه الأشواق، أعرفتِ قبرَ مَنْ هذا ؟؟ إنه قبرُ عاشقـةٍ أحبّـتْ مثلنا، لكنّهمْ سرقوا أحلامها كيْ ينحروها على موقدِ أعرافِ القبيلـة، قتلوها ظلماً حينَ أبتِ الزواجَ من غير مَنْ تهوى، بينماَ أهدروا دمَ حبيبِها الذي هامَ على وجهه حتّى قضى شوقاً، ودُفِنَ هو في مكانٍ تتعاورُه الرياحُ وتحرسه طيورُ الجوارحِ .
- أجل أذكـر أنّني وأحبّتي مررْنا بقبرٍ ونحنُ في طريقِنـا إلى هنا، أخبرنَا قيسٌ أنّه لعاشقٍ من قبيلة بني عامرٍ أيضاً، وأنّ حبيبتَه قضتْ هي الأخرى ودُفِنَتْ بعيداً عنه.
http://document.linternaute.com/document/image/550/deserts-verticales-desert-maroc-zagora-738398.jpg
- انتظري ! هل تسمعينَ ؟؟؟ إنـه صوتُ قيـسٍ !! إنـه قريبٌ منّـا ..لاأصدٌّق نفسي ؟؟ لكنّني لاأراه، أينَ هو ؟؟!
كانَ الصوتُ متهدّجـاً مغرورقاً بالشجن، يصل إلينا عبرَ الأثير مضمّخـاً بالشوق :
أُحِبُّك حبّاً لو تحبِّين مثلَه
أصابك منْ وَجْدٍ عليَّ جنونُ
قتيل من الأشواقِ أمّا نهارُه
فباكٍ وأمّا ليلُه فأنينُ 1
- أجل ليلـى، هذا صوتُ قيسٍ، انظري إلى هنـاك ..هو جالسٌ ومحمد ابراهيم الحريري ينشدان شعراً، وهذا صوتُ الحريري :
إني رأيتك بيـن الغيـد بالخيـم
لـم تكتـرث بنـداء رقَّ للقلـم
ليلى وأنت وآرام بهـا اكتملـت
موسوعة العشق بين الآه والنغم 2
http://document.linternaute.com/document/image/550/deserts-touvez-bordure-tassili-djanet-380560.jpg
----- يُتبَـعُ بإذن اللـه -----
--------------------------
1- 1 من شعر قيس بن الملوّح
2- من شعر محمد ابراهيم الحريري
عادل العاني
29-05-2006, 01:05 PM
وهاهو قيسٌ بن الملوح يشدو لحبيبته ويبدأ رحلة الجنون ...
أيَا وَيْحَ مَنْ أمسَى يُخَلَّسُ عَقْلُهُ =فأصبح مذموماً به كل مذهب
خَلِيّاً مِنَ الْخُلاَّنَ إلاَّ مُعَذَّباً =يضاحكني من كان يهوى تجنبي
إذا ذُكِرَتْ لَيْلَى عَقَلْتُ وَرَاجَعَتْ =روائع قلبي من هوى متشعب
وقالوا صحيح مابه طيف جنة= ولا الهمُّ إلاَّ بِافْتِرَاءِ التَّكّذُّبِ
وَلِي سَقَطَاتٌ حِينَ أُغْفِلُ ذِكْرَهَا= يَغُوصُ عَلَيْها مَنْ أرَادَ تَعَقُّبي
وشاهد وجدي دمع عيني وحبها= برى اللحم عن أحناء عظمي ومنكبي
تجنبت ليلى أن يلج بي الهوى =وهيهات كان الحب قبل التجنب
فما مغزل أدماء بات غزالها =بِأسْفَل نِهْيٍ ذي عَرَارٍ وَحلَّبِ
بِأحْسَنَ مِنْ لِيْلَى وَلاَ أمُّ فَرْقَد =غَضِيضَة ُ طَرْفٍ رَعْيُهَا وَسْطَ رَبْرَبِ
نَظَرْتُ خِلاَلَ الرَّكْبِ فِي رَوْنَقِ الضُّحى= بِعَيْنَيْ قُطَامِيٍّ نَما فَوْقَ عُرْقُبِ
إلى ظعن تحدى كأن زهاءها= نَوَاعِمُ أثْلٍ أوْ سَعِيَّاتُ أثْلَبِ
وَلَمْ أرَ لَيْلى غَيْرَ مَوْقِفِ سَاعَة ٍ =بِبَطْنِ مِنى تَرمِي جِمَارَ المُحَصَّبِ
فأصبحت من ليلى الغداة كناظر =مَعَ الصُّبحِ في أعقاب نجْمٍ مُغرِّب
ألاَ إنَّمَا غَادَرْتِ يَاأمَّ مَالِكٍ =وَيُبدِي الحصى منها إذا قَذَفَتْ بي
حَلَفْتُ بِمَنْ أرْسى ثَبِيراً مَكانَهُ =عَليْهِ َضَبابٌ مِثْلُ رَأْس المُعَصَّبِ
وما يسلك الموماة من كل نقصة= طليح كجفن السيف تهدى لمركب
خَوارِج مِنْ نُعْمَانَ أوْ مِنْ سُفوحِهِ =إلى البيت أو يطلعن من نجد كبكب
لقد عشت من ليلى زماناًأحبها =أرى الموت منها في مجيئي ومذهبي
ولما رأت أن التفرق فلتة =وأنا متى ما نفترق نتشعبِ
أشارت بموشوم كأن بنانه =من اللين هداب الدمقس المهذبِ
وفاء شوكت خضر
29-05-2006, 01:45 PM
الأخت الأديبة أسماء ..
السلام عليكم ورحمة الله ..
لا أزلت أمسك أنفاسي .. أخشى أن يهتز الحرف منها .. فيقلق الحلم ..
أسمع صوتك .. يروي الحكاية ..
لم أستطع أن ألحق بدمعة تدحرجت .. فأمسكها .. إلا تبعتها أخت .. ثم انهمرت ..
تزكي الدمعة أختها ..
أتعبتني يا أسماء .. صحراؤك وقيظ حرها .. والقفار التي طويتهـا ونحن نلحق بك .. نتبع آثار الحرف .. وسهر الليالي .. وهمس الشوق والوجد .. يوقظ جراحا غافية منذ زمن .. تدثرت بالحزن واستكانت ..
أتعبتنا ولكن الشوق يهون مشقة الرحله .. كم أتمنى أن تنتهي الرحلة فتستريحي .. وأتمنى أن يستمر هذا البوح ..
أبقى في انتظارك دوما .. أترقب .. ترى متى تطلي علينا ..
سأتبع آثار الحرف خلفك .. ولن يصيبني الضجر ..
بانتظارك .. حتى تأتينا .. عن ليلى بالخبر ..
ما أروعك .. وما أجمل الحلم معك ..
دمت عزيزتي بخير ..
تحياتي .. أرسلها مع نجمة .. تضيء ليل السهر ..
دخـــــــــــــون
أسماء حرمة الله
02-06-2006, 04:45 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبة برحيق الورد
عـادل ..
ممتنـة لأبياتِ قيسٍ التي ستكون زادنـا بالرحلـة، قدْ وظّفتُ مطلعَها بإحدى الشرفات، وسأوظّف بإذن اللـه الأخرى ..
بوركتَ وسلمتَ لنا دوماً .. وبوركت روحا قيسٍ وليلـى ..
لكَ عميقُ تقديري وامتناني :0014:
وألف باقـة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
02-06-2006, 04:51 AM
وعليك السلام ورحمة اللـه وبركاته
تحية نقشتُـها على شجر اللوز
دخون العزيزة،
بوركتِ أختاه وسلمتِ، لاأدري كيف أشكركِ على ماأغدقتِ به عليّ من رقيقِ الحرف وجميل المعنى، وأراني لاأستحقّ ذلك بحقّ ..بارك ربّي بك وأسعدكِ دوماً يا دخون .
ماكنتُ لأتأخّـر عن الشرفات لولا ظروفي الصحية، سنكونُ مع قيسٍ وليلاه ومع أحبّتـنا مرة أخرى لنكملَ سفرَنا ..ولتنتهي الرحلة بإذن اللـه والفرحـةُ تتراقصُ بمحيّاكِ .
مرة أخرى أشكركِ على رقيقِ حروفك ..
وأحلـى وأبهـى تحية أرسلها لكِ مع القمـر الساهر ومع نجومه الحانيات ..
تقبّلي عميقَ تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقـة من الورد والندى
عادل العاني
05-06-2006, 12:54 PM
وها هو قيسٌ تتصارعُ في نفسهِ الرغباتُ , ويعلنُ استسلامَهُ الكاملَ للحبِّ الذي كادَ أن يقتلَهُ , ويسقيَهُ كأسَ الموتِ , ويعبِّرُ عن رغبتهِ في أنْ ( يقبرَ ) قبل مماتهِ
***
لَقد هَمَّ قيسٌ أنْ يَزجَّ بِنفْسِهِ = ويَرْمِي بها مِنْ ذُرْوَة ِ الجَبَلِ الصَّعْبِ
فلا غروَ أنَّ الحبَّ للمرءِ قاتلٌ= يقلِّبُهُ ما شاءَ جَنْبَاً إلى جَنْبِ
أنَاخَ هَوَى لَيْلَى بِهِ فَأذابَهُ =ومنْ ذا يطيقُ الصبرَ عن محمَلِ الحبِّ
فيسيقهِ كأسَ الموتِ قبلَ أوانهِ = ويُورِدُهُ قَبْلَ المَماتِ إلى التُّرْبِ
***
فهل هي رغبةٌ عندهُ أمْ هو قرارٌ أن يقدمَ على أمرٍ ما, أمْ نتيجةٌ حتميّةٌ يعرضُ لها ؟
وما زلتُ أبحثُ عنه بين الخيامِ في مضاربِ بني عامرٍ لأعرفَ منهُ الحقيقة ...
أسماء حرمة الله
12-06-2006, 07:09 AM
لمْ تنبسْ ليلـى ببنت شفـة، بلْ ظلّتْ محدّقـةً في المكانِ الذي ضمّ قيسـاً وذكرياتهما، ظلّـتْ تحدّقُ فيه وهو مطرقٌ ينشد شعره فيها وقربه محمد ابراهيم الحريري، يرسل أشعاره سلواناً له وللأمل الذي أورقَ على كتفيـه .
كنتُ أرى دمعَها يسقي خدّيْهـا على مهلٍ وفي صمتٍ، وقد يبسَ الحرفُ في حلقِها، هكذا يحدث دائماً حينَ يعودُ اللقـاءُ من رحلةِ الغياب .
سألتُها :
- ليلـى، ألنْ تحدّثيـه ؟؟ إنه على بعدِ خطواتٍ فقطْ ! ألا تسمعيـنَ نبض َقلبه وهو يلهجُ باسمكِ ؟؟ ألايتراقصُ الشوقُ على ضفافِ روحكِ ؟؟ ألستِ مشتاقـةً له بعد كلّ هذه السنين التي طواهـا العذاب ؟؟! ماذا تنتظرين ؟؟
نظرَتْ إليّ ومقلتاها لاتفارقانِ طيفَ قيسٍ الذي ارتسمَ بينَ جفنيْهـا :
- لستُ مشتاقـةً لـه ؟؟! ما وجَدَ قاموسُ القلبِ مفردةً ترقـى لما أشعر بـه، وماعادَ الشوقُ معادِلاً عادِلاً لما يضجّ بـه القلب والروحُ معاً، ما يخفقُ بصدري أقوى وأكبـر بل أعظمُ من أن تختزلـه كلمة شوق!
انظري..انظري إلى الشمسِ التي بدأتْ تخجلُ من نفسِها أخيراً، بعدَ أنْ ظلّتْ تراقبنا سرّاً وجهراً، انظري ! إنها تجمعُ أمتعتَها للرحيل، وكأنّهـا تفتح لنا بواباتِ اللقـاء عن طواعيـة، وكأنهـا تعتذر عن سنين كبّلَتْني فيها بقيودِ البعدِ والهجر والعذاب .
هاهي ذي أخيراً ترحلُ في صمتٍ، لايفضحُ سفرَها غير خلخال الرقـةِ وهو يداعبُ أشعتَها المستسلمة للنعاس، هاهي ترحلُ دونَ أنْ تجرحَ مشاعري بلهيبها كما كانت تفعل طوالَ أزمنـةٍ مضَـتْ، لقدْ كانتْ تقضّ مضجعي بقسوتِها، وكأنّها كانت تتآمرُ مع القبيلـة بلْ ومعَ لصوصِ الفرح ضدّي .
أتُراها قد رقَّتْ لي أخيراً أمْ أنّ أميرَ الحزنِ قد اغتيـل !؟؟
http://imagineressources.linternaute.com/document/image/540/coucherlever-soleil-deserts-coucher-ourgla-814907.jpg
http://imagineressources.linternaute.com/document/image/540/dune-crepusculeaurore-deserts-soleil-wadi-759568.jpg
- ليلـى، ما كانتِ الشمسُ سوطاً يجلدُ قلوبنا، فهي لوحـةُ النور والحنان، هي بسمةٌ تتراقص على محيّـا الزهور والطيور، تعطو ملامحَ الشجر وكلَّ كائنٍ حيّ، هي لـها الغذاءُ والدواءُ وصدرٌ حنونٌ يحنو ولايقسو ..الشمسُ والقمر والنجوم والورود هي أوطانُ الأمان والصدق، أوتارُ اللحن الصافي، أزمنةُ الروح وأمكنتُهـا الوحيدة، إنما هي الأحزانُ التي تكفّلـتْ بتشويه كل شيءٍ جميـلٍ خلقـه الرحمنُ لنـا أنيسـاً وسلوانـاً .
هلّمي يا ليلى إلى قيسكِ، تحدّثـا وانزعـا الخوف عن مستقبلكما، عن غدكما المحلّق بين أسرابِ السنونو، كفكفي سنينَ العذابِ والقهر واشربي كأسَ الفرحة، فقدْ أدمتْ قصتُكمـا/المأساةُ صفحاتِ قلوبنا قبل أن تدمي صفحات التاريخ .
ابتسمَتْ ليلـى ابتسامةً مختلفةً هذه المرّة، ابتسامـةً أحيتْ مواتَ الآمال فيها :
- سأفعل، وسيرافقني الشوقُ مكتحلاً بالأمل، وعلى قلبي سيأتلـقُ تاجُ الحبّ العظيمِ الذي لم يشهد لـه التاريخ مثيلاً .
ماأزالُ أذكـرُ اليومَ ذاك الذي تأكدنا فيه من مشاعرنا معاً، ما أزالُ أذكرُ كلّ يومٍ مرّ عليّ حلواً ومُرّاً، وماكانَ يحلو إلاّ حينَ كانتْ مقلتايَ تكتحلان برؤيتِه صباحاً ومساءً وما بينهمـا، فيهدأ روعُ قلبي وينزوي خوفـه خائفـاً. كنّا نخفي هوانا خوفاً من الرقباء والعذّال، لكنّ العيونَ كانَت رسولَ النبضِ بيننـا، وها قدْ صارَ الحرفُ رسولَنا الثاني :
كلانا مُظهرٌ للناسِ بُغضاً
وكلٌّ عند صاحبه مكينُ
تُبَلِّغُنا العيونُ بما أردنا
وفي القلبينِ ثَمَّ هوىً دفينُ 1
وأجهشتْ ليلـى في بكاءٍ طويلٍ حتّى شقّتْ بوجنتيّ أخدوداً من دمعٍ لايندمـل، لكنّها نهضَتْ من تردّدها وهي تحمل بين يديها مصباحَ الشوق، وبخطىً مشتعلـة بالأمـل تقدّمَـتْ صوبَ المكانِ الذي كان يجلسُ فيه قيسٌ إلى جوار محمد ابراهيم الحريري، ينشدان شعراً ويتحدثان، ريثما يخرج رجالُ القبيلـة من خيمـةِ اجتماعهم المغلـق .
اقتربَـتْ ليلـى منهما والخوفُ يتصبّبُ من قلبِها، وتتصبّبُ معه أحاسيس كثيرة جاش بها صدرُها، لكنّها ما إن صارتْ على بعدِ خطوتيْـن من اللقـاءِ الذي اغتربَ سنيناً، حتّى داهمَهـا قدَرُهـا الدامي : زوجها ورد:
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/touaregs_sahara/e640e2fb41cd4482658473c20d1f1e8b.jpg
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/touaregs_sahara/fd856e3c6ac703178e1de91c27aec360.jpg
- إلى أينَ يا ليلـى ؟؟ كيفَ تسمحينَ لنفسكِ بالاقترابِ من ماضيكِ الذي بذلتُ جهداً لطمسـه ! دائماً كنتُ أرقبُكِ، أرقبُ نظراتكِ المحلّقـة كلّما شردَتْ بحثاً عن روحـه، كلّما نزلتْ دموعكِ شوقاً إليه، كلّما تفتّحتْ بينَ يديكِ مواسمُ الذكرى ؟؟! لن أسمحَ لكِ ولا له ولا للغرباء بأنْ تفوزي وإياهمْ بلقـاءٍ يغيـر مجرى التاريخ ..هذا لن يكون، لن يكون البتّـة مادمتُ حيّـاً . هيّا عودي إلى خيمتكِ حبيسةَ ذكرياتكِ، فلنْ أقبلَ بغيرِ موتكِ بديلاً إنْ تجرّأتِ على عصيانِ أمري .
نظرَتْ إليه ليلى مغرورقـةً بالوجع، ولسانُها يردّد ما عزفـه قيسٌ على ربابـةِ قلبـه :
- قلبي لقيسٍ وحـده مهما فعلتَ، ولنْ أخافَ الموتَ إنْ كانَ السبيلَ الوحيدَ للخلاصِ منْ سجنكَ ومن سنين غربتي وشقائي :
فواللـهِ ما أبكي على يومِ ميتتي
ولكنني من وشكِ بينِك أجزعُ
فصبراً لأمر اللـه إن حان يومُنـا
فليسَ لأمرٍ حمَّـهُ اللـهُ مدفَعُ 2
حدثتُ نفسي وأنـا أنظرُ تارةً إلى ليلـى الغارقـة في حزنها العميق، وبجوارها زوجها ورد يحدجها بنظراتِ غضبٍ حارقـة، بنظراتٍ كادت تقتلعها من مكانها ومن زمانها أيضاً، وتارةً أنظرُ إلى قيسٍ الذي صارَ على مقربةٍ منّا، تفصله عنا بضعٌ خطواتٍ، بلْ تفصلهُ عن سنينِ العذابِ خطوتانِ فقطْ ..
نظرتُ إلى الزمنِ الجميـلِ الذي وقفَ بمفترقِ الطرق بين ليلى وقيسِها يتأمّلهما، يتفرسّ في ملامحهما المتعبـة، وزهورُ زنبقٍ بين أناملـه تتطلّع هي الأخرى للقـاءِ المحبّين، للّقـاءِ الذي تأخر أزمنـةً ثقالاً، أزمنـةً أبتْ أن يشاطرَها الفرحُ الطريقَ ..
حدّثتُ نفسي والصمتُ ينهشُ أزمنةَ القلبِ الخضراء التي توقّفتْ بغتـةً، توقّفتْ والصمتُ يبذل جهده ليعيدَ المأساةً من جديد إلى أرضِها، ليحفرَها مرة أخرى بصفحات الكتب، تغسلها دموع القرّاء والمحبّيـن، وقلوبهمْ تفيضُ بكاءً ونزفـاً ..تُرى، كيفَ السبيلُ إلى لمّ الشمل من جديد ؟؟ كيف السبيلُ إلى كتابـةِ زمنٍ آخر لاتحرقـه الأشواق والمسافاتُ وظلمُ ذوي القربـى ؟؟
متى يورقُ العوْدُ إلى الأحباب بواحتنا، ومعنا ليلى وقيسٌ وأزمنـةُ الفرحـة ؟؟
يا يوم عودتنـا مـن رحلـة العتـب
يا قيس حبـك مـاء طاهـر القمـم
وا حـرَّ قلبـاه لا ريـث ولا عجـل
هيا بنا عـودة أهلـي إلـى خيمـي 3
إلى متى تظلّ الدموعُ حكايـةً تتكرر بينَ دفّتـيْ الزمن ؟؟ إلى متى يظل الفرح حبيسَ مقلتيْـه، لايغادرهما إلاّ باكياً أو منهكاً أو مغتالاً ؟؟ إلى متى يظلّ اللقـاءُ أسطورةَ المعذّبيـن، بيتَ الحالمين، كأسَ الحزانى وأمنيـةً تشقُّ جيوبَها كلّما تاهَ منها الطريق ؟؟!!
إلى متـى ؟؟!
يُتبَـعُ بإذن اللـه ......
-----------------------
1- من شعر ليلـى العامريـة
2- من شعر قيس بن الملوّح
3- من شعر محمد ابراهيم الحريري
ناقد أول
13-06-2006, 01:13 PM
جهد كبير ..
وحروف كثيرة ..
في الميزان وعلى الميزان ..
_______________________
(كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)
عادل العاني
13-06-2006, 01:32 PM
وهاهو قيس يخطو مترنحا وقد أثقلته هموم الهجر
وهموم مرض ليلى في العراق:
***
يقولون ليْلى بالْعِرَاقِ مَريضة ٌ =فَمَا لَكَ لا تَضْنَى وأنْتَ صَديقُ
سقى الله مرضى بالعراق فإنني= على كل مرضى بالعراق شفيق
فإنْ تَكُ لَيْلَى بالْعِراقِ مَريضَة ً =فإني في بحر الحتوف غريق
أهِيم بأقْطارِ البلادِ وعَرْضِهَا =ومالي إلى ليلى الغداة طريق
كأنَّ فُؤَادِي فِيهِ مُورٍ بِقادِحٍ =وفيه لهيب ساطع وبروق
إذا ذَكرَتْها النفْس مَاتَتْ صَبابَة ً= لَها زَفْرَة ٌ قَتَّالة ٌ وَشَهِيقُ
سبتني شمس يخجل البدر نورها= ويكسف ضوء البرق وهو بروق ُ
غُرابِيَّة الْفرْعَيْنِ بَدرِيَّة ُ السَنا =وَمَنظَرُها بَادِي الْجَمَال أنِيقُ
وَقد صِرْتُ مَجْنُوناً مِنَ الْحُبِّ هَائِماً =كأنِّيَ عانٍ في القُيُودِ وَثِيقُ
أظل رَزيحَ الْعَقْل مَا أُطْعَمُ الكرَى= وللقلب مني أنة وخفوقُ
بَرى حُبُّها جِسْمِي وَقلبِي وَمُهْجَتِي= فلم يبق إلا أعظمٌ وعروقُ
فلاَ تعْذلُونِي إنْ هَلَكْتُ تَرَحَّمُوا= عَليَّ فَفَقْدُ الرُّوحِ ليْسَ يَعُوقُ
وخطوة على قبري إذا مت واكتبوا= قَتِيلُ لِحاظٍ مَاتَ وَهوَ عَشِيقُ
إلى اللّهِ أشْكُو مَا أُلاَقِي مِنَ الْهَوَى= بليلى ففي قلبي جوى وحريقُ
***
وإلى خطوة أخرى يخطوها قيس نحو الجنون أو نحو ...
خليل حلاوجي
13-06-2006, 04:43 PM
أرقص الآن ... طربا" ... لاوجعا"
وأنا المنصت الامين ... لحرفكم المتين
أسماء حرمة الله
21-06-2006, 04:06 PM
السلام عليك ورحمة اللـه وبركاته
تحية قطفتُها من حدائق الياسمين
ناقـد أول،
سعيدةٌ بمرورك العبق سيدي، بوركتَ وبوركَ دعاؤك ..
كل السعادة بوجودك ..
عـادل، يافارس الواحة،
ليلى وقيسُها ممتنان لك جدا، سنتابع بإذن اللـه ..
كل السعادة بوجودك ..
خليـل واحتنا،
سعيدة بوجودك أيضاً ..
حفظك ربي وعراقنا الحبيب، وفرّج عنكمْ برحمته.
دمتمْ لنا ..
تقبلوا عميق تقديري ومحبّتي :0014:
وألف باقـة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
21-06-2006, 04:07 PM
سكنتُ أسئلتي حتّى أحرقَني صمتُهـا، وحدّقتُ طويلاً بليلـى ووردٌ زوجُها يأخذها بعيداً عن قيسٍِ، بعيداً عن زمنها الجميل الذي طالَمـا انتظرَتْه، بعيداً عن مدينة الحلم الصافي التي صنَعَتْها مِنْ أشواقِها وصبرِها أياماً طوالاً، بعيداً عن لوحـةِ الأمان التي لم تكتمل خطوطُها بعدُ، بعيداً عن خطوتيْن ستكفكفُ كلّ سنواتِ العذاب مرةً واحدة !!
حتّى الطبيعةُ كانت تشاهدُ لوحةَ النوى الجديدة، والشمسُ المغتربـةُ بينَ جفونها الناعسة تبعثرُ خطوطَها، تتركُ بينَ جوانحنا صمتاً مريراً، حزناً كالمدى وليلاً يتعثّرُ في خطوه .
لاحتْ منّي التفاتةٌ إلى قيسٍ ومحمد ابراهيم الحريري وهما مايزالان ينشدان شعراً، يفتحان بواباتِ الحكايا لينثرا على الكون الفسيح نبضاتٍ حرّى كوجعهما. تركَتْهما نظراتي المغرورقـةُ بالإحباط والأسـى، وحلّقَتـا بين جوانح الصحراء الممتدة، بينَ جفونِ القبيلةِ التي تستعدّ لإطفاء قناديل السهر.
وأطَلّ عليّ القمرُ من نافذةِ بيتـه، متدثّراً بخماره الأبيض والصمتُ بين عينيْـه مشتعلٌ كوجعِ قلبي، كانَ يخشى مثلي عذّالاً، قلوباً لاتؤمنُ بزمنِه، ترغبُ عنْ ناموسِه..عنْ مملكتِه، عنْ مُريديه وعاشقيـه. هجعَ الجميعُ حتّى أهل واحتي ممّن رافقوني برحلةِ المجهول، برحلة الحبّ والأمل، وما أظنّ الرقادَ قدْ طرقَ أبوابَهمْ إلاّ مُنهكاً بعدَ صراعٍ طويل مع أجفانهمْ. هجعَ الجميعُ إلاّ رجال القبيلة الذينَ اعتكفوا بخيمة شيخ بني عامرٍ منذ وقتِ طويل، اعتكفوا ليطرّزوا لنا نهايةً تليقُ بقسوةِ قلوبهمْ، تليقُ بوجعٍ تعتّقَ بنا حتّى صرنا لـه لغــةً.
http://www.kshcool.com/stock_photos/s_14_2.jpg
سقطتْ من عينيّ دمعاتٌ حرّى، وقدْ صارَ الليلُ من جديد قريباً منّي، يجلس معي على صخرةِ البوح نتقاسمُ الحكايا، وحدَنـا.. ولاعذّالَ غير تنهدّاتٍ تنهملُ الواحدة تلوَ الأخرى.
متى يظلّ الحبّ العفيفُ الصادقُ قضيةً خاسرة ؟؟ تُطوى ملفّاتُها قسراً، وهي قد فتحتْ ملفاتِ الحلـم بالأمن والأمان ؟؟ لاتكنّ بين جنباتها غير حبّ يسعُ المدى، غير زمنٍ لايطلّ إلاّ على حدائقِ القلب الخضراء؟؟ غير بيتٍ زيّنتْه الروحُ بقوس قزحٍ وقدْ منعت الأحزانَ من الدخول إليه؟؟
قلْ لي ياقمراً صارَ لي روحاً، هل العيبُ فينـا أم في أزمنةٍ لاتعترفُ بكَ وبقضاياك ؟؟! ماذنبُ ليلى وقيسٍ إذ أحبّـا بعضَهما، فأحبَّهما الحزن حتى الجنون ؟ أ قدَرٌ لنا أن نحيا الحبَّ الصادقَ جنوناً، فيُحِبّنـا الحزنُ جنوناً ؟؟!!
وأنتِ يانجمات خبّأت الحزانى في عينيْها، ألنْ تحمليني إليكِ حتّى أغتربَ عن غربتي ؟؟ حتّى أقطفَ لليلـى وقيسٍ نجمةً تحرسُ حبَّهما من الموت، من ظلمِ الزمان وذوي القربى ؟؟! أخبِرْنَني ! فقدْ كادتْ شمعتي هاته تنطفـئ !
http://www.kshcool.com/stock_photos/s_kshcool_905.jpg
أذكرُ أنّني أحضرتُها من الواحة قبلَ سفرنا إلى القبيلـة، أذكرُ أنـها كانتْ هديةً من يسرى قبلَ سفرها إلى العمرة، أذكرُ أنها طلبتْ مني حراستَها من الأشجان والأيام، من المجهول وترّهاتـه. كانت يسرى تدركُ أنّ الحبَّ وحدَه، الحبّ الصادقَ والأمـل سيحرسانِ شمعتي من الموت. وهاهي الشمعةُ تنظرُ إليّ مقطّبـةَ القلب، وهاهي دعواتُ يسرى تحرسنا من انطفـاء الأمـل !
بقيتُ رفقةَ القمرِ والنجماتِ، نتجاذبُ أطرافَ الحديثِ، والشمعةُ الخجلـةُ تنصتُ لحكايانا وقد تساقطَ من مقلتيْها دمعُ فرحٍ، يحرقُ اليأسَ كلّما تسلّل إلى مداخله . ظللنا كذلكَ حتّى سمعتُ وقْعَ أقدامٍ تقتربُ منّي، تقتربُ متسلّلةً إلى خوفي رويداً رويداً، ولما استدرتُ وجدتُ عجوزاً طاعنةً في السنّ، تحملُ إليّ ضياءً وأماناً بينَ جفنيْهـا لمِْ أحسّه من قبلُ مذْ صافحتْ قدمايََ أرضَ القبيلـة، سألتُهـا:
- منْ أنتِ سيدتي ؟
- تعاليْ معي إلى خيمتي يا ابنتي، أريدُ أنْ أُسِرَّ إليكِ بحديثٍ مهمّ، لايمكنُ أن ألجمَ صمتي أكثرَ ورجالُ القبيلة على وشك الاحتفـاءِ بقسوتهمْ، ثقي أنّهمْ .. (وصمتتْ )
تسمّرت الحروفُ على لساني، تركتُ شمعتي تفتحُ كتابَ بوحِها كيْ تؤنسَ وحدةَ القمرِ والنجماتِ، ورافقتُ العجوزَ إلى خيمتِها، يسبقني خوفي أمّا قلبي فلمْ يفارقْ دمعاتِ الشمعــة !
http://gallery.7lm.com/data/media/11/_28802_folklore-1-2-2005.jpg
----- يُتبَع بإذن اللـه -------
أسماء حرمة الله
21-06-2006, 05:28 PM
جلستُ والفضولُ قدْ جلسَ قبلي، نظرَتْ إليّ العجوزُ بحنانٍ وقالتْ :
- تعلمين ؟؟ كنتُ أرقبُكمْ منذ وصولكمْ القبيلـة، كنتُ أقرأ في عيونكمْ عزماً متوقّداً على إتمامِ ماجئتمْ من أجلـه، وفي الوقتِ ذاته كنتُ أرقبُ شيخَ القبيلةِ ورجالـه وهمْ ينفثونَ سمومَهمْ في وجوهكمْ النقيـة . آهٍ لو تدرينَ كمْ تعذّبَتْ ليلـى ! كانَ القمرُ وحدهُ أنيسَها، كانت النجماتُ وصيفاتِ شوقِها وكنتُ لها صدراً حنوناً يتلقّفُ آلامَها، عساهُ يصنَع لها ترياقَ صبرٍ، درعاً تقاومُ به مُرَّ الأيام القادمات .
تعتقدينَ بأنّ القبيلةَ ستعفو عنكِ، وستسمح لقيسٍ وليلى بالسعادة؟؟ تكونين واهمةً يا ابنتي ! إنها الأعرافُ والتقاليدُ البالية التي حُفِرَتْ بالصدورِ هنا منذ بلايين السنين، لاتغرّنّكِ نظراتُ شيخ القبيلة وقد غرَفَتْ مِن الحنان بعضَ عطرِه، فالحكمُ لن يكونَ إلاَّ للعرفِ الذي توارَثتْه القبيلةُ أباً عن جدّ .
مع كل كلمةِ كانت تنطقها العجوز، كانتْ شحناتُ الأمـل تتساقطُ من صدري ذابلـةً . ماذا يعني كلّ ما قالتْه ؟؟ سينتصرُ الحزنُ في النهاية ؟؟ ستكون له الغلَبَة كما كانت غالباً أو دائماً ؟؟! ستبوءُ محاولاتُنا كلّها بالفشل الذريع ؟؟ أأكون قدْ عرّضتُ قبيلةَ الواحة للخطر برغبتي في إعادة ليلى وقيسٍ إلى عشِّ السعادة من جديد ؟؟!
كانت العجوزُ تقرأ ملامحي بتؤدة، تتفرّسُ بها لتكتبَ كلّ نبضٍ، كلّ حرفٍ قفزَ من دواةِ القلب مترنّحاً . استرسلتْ :
- لن يكونَ قرارُهمْ إلاَّ ناراً ستحرقُ قلبيْ العاشقيْـن، تحرق قلبـكِ وقلوبَ أهلكِ من واحةِ الخير عليكِ وعليهما .. سيشهدُ أهلُـكِ موتكِ مع صبيحةِ الغد ومعكِ قيسٌ، أمـا ليلى فستموتُ بحسرتِها على حبيب عمرها وعلى صديقةِ طفولتِها، وهما يُحمَلانِ إلى رمسِ الحكاية الأخيرة ..
http://gallery.7lm.com/data/media/256/rose6.gif
اسمعي بُنَيَّتي، ليس أمامكمْ غير حلّ وحيد .. الرحيـل .
وقعتْ كلماتُها الأخيرة على قلبي كسيلٍ جارف أو كنارٍ غضبى، أقبلتْ لتحرقَ الأخضر واليابس من آمالي، سألتُها :
- كيفَ تطلبين مني ذلك سيدتي ؟؟! لنْ يرغمني على الرحيل حتّى الموت، عدتُ إلى قبيلتي وأنا موقنةٌ بأنّ الموتَ سيكونُ أحدَ القدريْن، فإنْ كانَ قدري فأهلاً به، ولكنني لن أستسلمَ لليأسِ مهما حدث، لن يغلبني اليأسُ وإنْ كان سيفُه مسلّطـاًعلى رقبتي .
ابتسمت العجوز الطيبة وهي تربّت على كتفي :
- كنتُ أعرفُ سلَفاً ردَّكِ، وما أسررتُ إليكِ بحديثي هذا إلاّ لثقتي بكِ وبأهلكِ الطيبين من سكان الواحـة الفيحاء. لم أقصد بكلامي رحيلَكمْ بخُفّيْ حنيْـن، بل وليلى معكمْ . بقاؤها موتٌ ورحيلُها حياة حتّى وإن كانت القبيلة ستغضبُ عليها وتهدر دمها، لكنه السبيلُ الوحيد لذلك ابنتي. لقد مرّتْ عليّ سنواتٌ عجافٌ هنا، سنواتٌ خبِرتُ فيها معنى الحياة حتّى صرتُ قارئةً لملامحِ الوجعِ متى ارتسمتْ. عليكِ بتدبّر الأمر مع أهلكِ الآن وقبلَ أنْ تعدّ لكمْ الشمسُ أطباقَ لظاهـا، قبلَ أن يكتملَ الوجعُ في القلوب والأحداق بطلوعِ الفجر من منزلـه. أحسّ باقتراب ساعاتِ الألـم، فأسرعي بقطفِها قبلَ أن تسرقَكِ وأهلَكِ ! هيّا بنيّتي .
خرجتُ من خيمةِ العجوز الطيبـة، وقلبي يخفق بشدة وأكثر من ذي قبلُ . الهرب ؟؟! الهربُ مركبُ الخائفين، نايُ المتردّدين الذين لايتقنون العزفَ على أوتار الحلـم الواثق من خطاه. الهرب ! وهل كنّـا نسعى لذلك ؟! أن ندخل القبيلة في وضح النهار ثمّ نغادرها ليلاً وكأننا اقترفنـا جُرماً ؟؟!! لا واللـهِ لن يكون الهربُ مركبَ أحلامنا أبداً، حتّى وإن كان الموتُ على قارعـةِ الطريق.. منتظراً..
آهٍ سيدتي الطيبـة ! لو تعلمينَ أنّ الهروبَ لن يزيدَ الحـلمَ إلاّ خوفاً، لنْ يزيدَ الوجعَ إلاّ توقّداً، لَمـا طلبتِ مني ذلك. هلُ قُدِّرَ لأحلامنا أن تعيشَ غربتَها، خوفَها بلا توقّف ؟؟ هلْ قُدِّرَ لها الحرمانُ من الأمن والأمان ؟؟ هل قُدِّرَ لها العيشُ تحت سقفِ السفرِ المرتعش على الدوام ؟؟ متى تتنفّسُ أحلامُنا أماناً وظلاًّ يقيها حرّ الخوف ؟؟بردَ الزمن المرّ وقسوتـه ؟؟
مضيتُ إلى الشمعةِ التي ظلّت تسامرُ القمر والنجوم، لأجدها قد فارقَتْ بوحَهـا وانزوتْ !!
http://www.kshcool.com/stock_photos/s_kshcool_960.jpg
ظلَّ القمرُ يلهجُ بشعر العاشق المعنّـى، وشمعتي والنجماتُ وأنـا غرقـى في صمتٍ موجع، فقريباً سينهضُ الصبحُ ليكون شاهـداً على حيـاةٍ أوْ .. مـوت :
http://www.naturepixel.com/croissant_lune_lumiere_cendree_lueurs_petit_matin. jpg
أهِيم بأقْطـارِ البـلادِ وعَرْضِهَـا
ومالي إلى ليلـى الغـداة طريـق
كأنَّ فُـؤَادِي فِيـهِ مُـورٍ بِقـادِحٍ
وفيـه لهيـب ساطـع وبــروق
إذا ذَكرَتْها النفْس مَاتَـتْ صَبابَـة ً
لَهـا زَفْـرَة ٌ قَتَّالـة ٌ وَشَهِـيـقُ
سبتني شمس يخجل البدر نورهـا
ويكسف ضوء البرق وهو بروق ُ
غُرابِيَّة الْفرْعَيْـنِ بَدرِيَّـة ُ السَنـا
وَمَنظَرُهـا بَـادِي الْجَمَـال أنِيـقُ
وَقد صِرْتُ مَجْنُوناً مِنَ الْحُبِّ هَائِماً
كأنِّيَ عـانٍ فـي القُيُـودِ وَثِيـقُ
أظل رَزيحَ الْعَقْل مَا أُطْعَمُ الكـرَى
وللقلـب منـي أنـة وخـفـوقُ
بَرى حُبُّها جِسْمِي وَقلبِي وَمُهْجَتِي
فلـم يبـق إلا أعظـمٌ وعـروقُ
فلاَ تعْذلُونِي إنْ هَلَكْـتُ تَرَحَّمُـوا
عَليَّ فَفَقْدُ الـرُّوحِ ليْـسَ يَعُـوقُ
وخطوة على قبري إذا متّ واكتبوا
قَتِيلُ لِحاظٍ مَـاتَ وَهـوَ عَشِيـقُ
إلى اللّهِ أشْكُو مَا أُلاَقِي مِنَ الْهَوَى
بليلى ففي قلبي جـوى وحريـقُ 1
---- يُتبَـع بإذن اللـه ----
-------
1- من شعر قيس بن الملوّح
يسرى علي آل فنه
25-06-2006, 10:49 AM
ياضياءَ الروحِ ليلى لم تزلْ
بين أشواقٍ كثيراتِ الأملْ
بين أناتٍ وجرحٍ نازفٍ
بين زهراتٍ تحنُ وقُبلْ
*****
:001:
:0014: أسماء :0014:
أعود إليكِ /إليكم بكل مشاعري ودعائي وأملي لحياةٍ أجمل لك ولليلى ولكل الأنفاس
أعود و يحملني سؤالك
(متى تتنفّسُ أحلامُنا أماناً وظلاًّ يقيها حرّ الخوف ؟؟بردَ الزمن المرّ وقسوتـه ؟؟)
ويضعني بين علامات الاستفهام الحيرى فأجمعها وأضعها في سلة أفكاري على وعدٍ بأن أزرعها في قلبي واعتني بها ربما تثمر بعد عمر إجابة شافية
أعود ياأسماء لعلي أجمع في قلبي بعض النور والجمال المنسكب من قلبك
أعود بلهفة المشتاق وفي قلبي صفحات للحب يفوح منها عطر روحك
أختي الحبيبة:-
لايزال القدر يجمع لنا أجمل القصص وعلى ماتحمل من عذابات الا أنها رائعه بما تحفل به من مشاعر ندية صادقة لايخفت بريقها ولاينسى عبقها الزكي
وسيبقى لرحلتنا معك في ذاكرة الحب النقي قصة لا تنسى
معكِ حتى النهاية وبعد النهاية بإذن الله على خير
:001: محبتي لكِ ودمتِ والجميع بود :001:
أسماء حرمة الله
05-07-2006, 03:23 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه
تحيـة قطفتُها من قلبي
يسرى الحبيبـة،
عوْداً حميداً من العمرة، لم تفارقيني ولم تفارقي قلوبَ مَن في الواحـة، بلْ كنتِ دائماً وماتزالينَ عطراً يعبَق به المكانُ والزمانُ والحلـمُ أيضاً .. بكِ يزهو القلبُ وتتنفّسُ الطّيبـةُ أمْناً وأماناً ..
باركَ ربّي بكِ وبدعائكِ الطّيـب، ورزقكِ السعادةَ في الدنيا والآخرة ..
أمّـا عن السؤالِ يسرى، فماأزالُ أطرحـه على نفسي مـراراً، وأسألُ ربّي أن يُظِلّـنا برحمته وفضله كيْ تتنفّسُ أحلامُنا أمانـاً وظلاًّ يقيها حرّ الخوف، بردَ الزمن المرّ وقسوتـه ..
يسعدني أن تكملي معي الرحلـةَ التي أرهَقَنـي حزنُ أصحابِهـا ..
لكِ منّي أطيبُ تحيـة وأنداها، محبّـةٌ لاحـدودَ لها :0014:
وألف باقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
07-07-2006, 07:52 PM
أغمضتُ عينيّ، وأنـا أُمسِكُ بزهرةِ بنفسـجٍ خبّأتُهـا بين صفحاتِ دفتر مذكراتي، كانتْ تلفظ بينَ يديّ أنفاسَهـا الأخيرة بعدَ أنْ ذوَى آخرُ أملٍ لهـا في الحلـم، ولكنّني أبيتُ أنْ تستسلمَ لإغفاءةِ صبرِها وأنا أرتقبُ إطلالـةَ فرجٍ قريبٍ. كان الأملُ بداخلي يكبرُ ويكبـرُ يدعوني لأتفيّـأَ ظلالـَه، خصوصاً وعطرُ الزهرةِ مايزالُ يداعب أنفاسي وأنفاسَهـا !
وخرجت الشمس أخيراً من مخدعها، لكنّها لمْ تقدّم لي غير نظراتٍ تعبَقُ بالدهشـة، لأنها كانت تعرف مثلي أنّ ساعةَ النطق بالحُكْم قدْ رتّبَـتْ مواعيدَها المبعثرة حسبَ عقاربِ القسوة.
http://www.naturepixel.com/ciel_soleil_nuages.jpg
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/999f0889e4677788a91067e6980a548d.jpg
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/999f0889e4677788a91067e6980a548d.jpg
ووجدتُ أهلَ واحتي جالسينَ إلى قيسٍ قربَ البئرِ التي تتوسّط القبيلـة، تتراقصُ على أفنان قلوبهمْ كلُّ الفصول، ينتظرونَ مثلي حياةً أوْ .. موْتـاً ! فأيقنتُ أنّ الرقادَ ينعي نفسَه لأنّنا جميعاً طردْنـاهُ من مضاربنا.
وخرجَ شيخُ القبيلـة ورجالُـهُ من الخيمةِ التي اعتكفوا فيها ليجلدوا الأحلامَ المشروعة، لينكّلوا بالآمالِ التي لمْ تبلغ أشدَّها بعدُ. خرجوا والقسوةُ تتصبّبُ مِنْ جباههمْ، والفرحةُ تهربُ من بين أيديهمْ خائفةً.
ودنـا منّي زعيمُ القبيلـةِ، وهو يحدّق فيّ بعينيْـه المثقلتيْتن بالصمت، ثمّ أردف :
- حاولتُ ولكنْ أُسقِط في يدي! فَرُغمَ أنّني شيخُ القبيلة إلاّ أنّني لم أستطعْ تجاهلَ تقاليدِ القبيلـة. كانتْ كلمتُمْ أقوى من كلمتي، وصوتُ عقولهمْ أقوى من صوتِ قلبي الذي بدأ يتقلّبُ في ظلّ الإحساس، صارَ يُميّـزُ بين القسوة والرحمة ويحنو على قلوبٍ لمْ تحمل بين جنبيْها إلاّ حبّا نقيّـاً عفيفاً. لقدْ غيّرتُموني مذْ أقبَلْتُمْ وحللتمْ بينَ ظهرانينا، ولكنْ ! أخفقتُ في إقناعهمْ، فقلوبهمْ لاتسمعُ إلاّ لصوتٍ واحدٍ، لصوتِ الأعراف وحسبُ . (وأطرَقَ صامتاً )
أحسستُ بالأرضِ تدورُ مِنْ حولي، وكأنها هي الأخرى تعلنُ عن غضبِها وتثورُ على قسوتِهمْ. ظللتُ أتفرّسُ في وجه الشمس التي أجهشتْ في بكاءٍ طويل، واستسلمتْ للغيوم التي هاجمتْها على حين غرّة كيْ تغتالَ نورَها.
سألتُـه :
- تقصدُ أنّ الموتَ ....؟ (واحتبست الحروفُ في حلقي )
- لقد حكمـوا على قيسٍ بالموت وكذلكَ أنتِ. ماكانَ عليكِ أنْ تجهري بحبّكِ شعراً ونثراً، ماكانَ عليكِ أنْ تُعَرّضي حياتَكِ لسهامِ مَنْ قستْ قلوبُهـمْ، ماكان عليكِ تحدّي تقاليد القبيلـة. لِمَ عدتِ وأنتِ تعلمينَ أنّ الموتَ أحدُ القدَرَين إن لمْ يكن القدَرَ الوحيد ؟؟!
- لستُ نادمـةً البتّـة، كان لابدّ مِنْ إعادةِ إكليلِ الورد للزمن الجميل، مِنَ الاحتفاء بأزمنةِ الفرح رُغم أنف الأحزان المحلّقـة هنا وهناك. لاأخجلُ من مشاعر نقيـة عفيفة وإنْ أنكَرْتمُوها، ولن أتوقّف عن البوحِ شعراً ونثراً، وكلذك قيس وليلـى وإنْ أزهقتُمْ فينا الحلـم.
- هراء ! أنتِ وقيسٌ ستجمعان حقائبَ الرحيـل الأبدي، أمّا ليلـى فستظلّ زوجةً لوردٍ بن محمد، ولكنّهم حكموا عليها بالسجن بخيمتها مدى الحياة، لاتغادرها ولاتغادرُ جدرانها أبداً حتى تذوي روحُها حسرةً وكمداً، هذا هوعقابُها .
- ستمنعونَ عنها نورَ الشمس ؟ ستمنعونَ عنها دفءَ الحياة وعطرَ المكان ؟ ستمنعونَ عنها مصافحة النسماتِ صباحاً ومساءً ؟ أنْ تبوحَ للقمر حينَ يطلّ في موعده المعتاد، ليقابلَها ويهدّئ مِنْ روْعِها؟؟ ستمنعونها من ضوءِ النجماتِ الذي يسقي أرضَ روحِها بجرعاتِ الأمـل؟؟ ستمنعونها مِن أمـلٍ طليـقٍ يحلٌّق بين غيمةٍ وحلـم ؟؟ تظنون بأنّ ذلكَ سيقتلُ حبَّ قيسٍ بقلبِهـا ؟؟! أمْ أنكمْ تريدونَ معاقبتَها على قلبٍ اعتنقَ الخفقانَ فأبيتُمْ إلاّ أنْ تنتقموا منـه ومنهـا ؟؟ !
وغرقتُ في بكاءٍ طويل على صديقتي ورفيقة عمري، كنتُ أتمنى من كل قلبي أنْ يحتفلَ قلبُها أخيراً بأعيادِ الفرح، ولكنْ هيهـات ! خلَتْ قلوبُ القبيلـة من الرحمـة، صارتْ عصيّـةً كأزمنةِ الحلـم الجميل التي ننتظرهـا على أحرّ من الشوق. وماأدركتُ بعدُ بأنّ قلوبهم وجوهٌ أخرى للزمن المرّ، الزمنِ الذي تعيشُ تحتَ أنقاضـهِ أحلامُنـا التي شاختْ قبلَنـا ألماً وخيبـة ! الزمن الذي أريقَتْ على ضفافه الأحلامُ والأمنُ والأمان في مشارق الأرض ومغاربها !
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/4253ed353d59f5a0a4f3f5337c1def5f.jpg
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/200da69107ccbe000102e9e7cd4bdf7a.jpg
نظرتُ إلى أهلِ واحتي وقدْ راعهُمْ ماسمعوه من شيخ القبيلـة، ظلّ الصمتُ يقفزُ من وجهٍ لآخرَ حتّى أصابَـهُ سهمُ الوجع فخرّ صريعاً .
كنّا جميعاً نتابعُ إعدادَهمْ لحفل رحيلِي وقيسٍ، وقد وضعوا القيودَ في يديّ ويديْـه، ووضعوا حارساً بباب خيمة ليلـى، وقدْ دقّتْ طبولُ أولِ عيدٍ من أعيادِ وجعِهـا.
تحلّـقَ القومُ كلّهم حولنـا، وكأنهمْ يستعدّونَ للتفرّس بوجـه الموت وهو يحتّلُ تقاسيمَنا، أنفاسَنـا وأحلامَنـا الغضّـة. ولمحتُ بينَهمْ والدي واقفاً والدموعُ مغرورقةٌ بعينيْـه، يبعثُ إليّ صنوفاً من الحنان والمحبّة على طبقِ الوداع.
أطرقتُ كيْ لايفضحني شوقي إليه وخوفي عليه، كي لاتفضحني سنينُ الغربـةِ وهي تتدفّقُ قطْراً مالحـاً على وجنتيّ . هي ضريبـةُ الحبّ الصادق، التاريخُ يقول ذلـك! بل هي ضريبـةُ كلّ شيءٍ جميلٍ وكلّ قيمةٍ إنسانيةٍ نبيلـة في حياتنـا!
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/925a6910d895eea94b95c408c855d924.jpg
http://manydice.ifrance.com/algeria_photos/photos/desert_d_algerie/peuple_du_desert/1dadb083ce7fb8035a89bedc176b8295.jpg
نظرَ إليّ قيسٌ وبسمةٌ واثقـةٌ تختالُ بينَ جفنيـه، بسمـةٌ قطفَها من قلبِه الذي أعلنَ الحبّ لليلـى حيّا أوْ ميتاً، بسمة نبتتْ في حديقـةِ الوجـع وأبتْ أن ترعوي ثقـةً في اللـه ورحمتـه، وثقةً في حبّ نقيّ مازالَ متدفٌّقـاً كالأمـل، يحرسُ شواطئَ الحلـم مِنْ قاتليـه، يحرسها بالحرفِ والأمل في اللـهِ ثمّ بالزمن الجميل وأهلِ واحتنـا.
وظلّ قيسٌ يربّتُ على دهشتِي ودهشتِه بشعره منشداً :
رضيتُ بقتلي في هواهـا لأنّي
أرى حبَّها حتْماً وطاعتَها فرْضا
إذا ذُكِرَتْ ليلى أهيمُ بذكرِها
وكانتْ مني نفسي وكنتُ لها أرضى
وإن رمتُ صبراً أو سلواً بغيرها
رأيتُ جميعَ الناس من دونها بعضا 1
أحسستُ مثلَـهُ ومثلَ أهلِ واحتي بأنّ ليلـى- وهي قابعةٌ بخيمتها المظلمة- ترشفُ حروفَه رشفاً، وتجمعها أيضاً في عِقدٍ روحي لتعلّقَه بجيدها. أحسسنا بأنّ الشمسَ الحانيةَ تبعثُ إليها بحروفِ ملهمِها على أجنحة النسمات. وكلّما أنشدَ قيسٌ شعراً، كلّما حلّقـتْ روحُ ليلـى بيننا لتشدّ من عضدِها وعضدِنـا:
ما بال قلبك يا مجنون قد هلعا
في حبِّ من لا تَرى في نَيْلِهِ طَمَعَا
الحبُّ والودُّ نِيطا بالفؤادِ لها
فأصبحَا في فؤادِي ثابِتَيْنِ مَعا
طُوبَى لمن أنتِ في الدنيا قرينتُه
لقد نفى الله عنه الهم والجزعا
بل ما قرأت كتاباً منك يبلغني
إلاَّ ترقرقَ ماءُ العَيْن أو دمعَا
أدعو إلى هجرها قلبي فيتبعني
حتى إذا قلت هذا صادق نزعا
لا أستطيع نزوعاً عن مودتها
أو يصنع الحب بي فوق الذي صنعا
كَمْ من دَنِيٍّ لها قد كنتُ أتبَعُهُ
ولو صحا القلب عنها كان لي تبعا
وزادني كَلَفاً في الحبِّ أن مُنِعَتْ
أحبُّ شيءٍ إلى الإِنسان ما مُنِعا
إِقْرَ السلامَ على لِيْلَى وحقَّ لها
مني التحية إن الموت قد نزعا
أمات أم هو حي في البلاد فقد
قلَّ العّزَاءُ وأبدَى القلبُ ما جَزِعا 2
واجتاحني في غمْرة ذلكَ كلِّـه شعورٌ غريبٌ ضمّخ زوايا روحي، أحسستُ بأنّ الغيثَ الذي خاصمَ أرضَ القبيلـةِ منذ زمنٍ فهَجَرها مُغاضِبـاً، قد عفـا عنها وعنّـا. أحسستُ بأنّه قريـبٌ منّا، يختبئُ خلفَ نخلةٍ أو خلفَ نبتـةِ اصطبار ! بأنّه يرتّبُ قطرَهُ قبل أن يلقانـا..
يُتبَـع بإذن اللـه ..........
----------------
1-2- من شعر قيـس بن الملـوّح
بدر محمد عيد الحسين
04-08-2006, 10:25 AM
الأخت الأديبة الأريبة....الصادقة على امتداد المداد....أشكرك على هذا الهمس الذي سرى فأيقظ الدواة الغافية في شرايين الروح...وحرَّك أفانين النفس و..............
ولقد ذكَّرتني رحلتك العامرة ببيتين من الشعر لمجنون ليلى..
أليس وعدتني يا قلبُ أني = إذا ما تبتُ عن ليلى توب ؟
فها أنا تائبٌ عن حبِّ ليلى = فما لك كلما ذُكرت تذوب ؟
سحر الليالي
04-08-2006, 11:39 PM
لله ما اروعك يا أسماء!!
بإنتظار البقية بشوق
حفظك ربي أينما كنت وأعادك إلينا سالمة
لك حبي وألف باقة ورد:0014:
أسماء حرمة الله
02-09-2006, 08:51 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة ضمّختُها برحيق البنفسج
الأديب والشاعر بدر الحسين،
ممتنة لكريم مرورك، واللـهِ هطلتْ أغاريدُ الربيع هاهنا بوجودك ..! أكرمكَ ربّي ..
إنما هي رحلـةٌ أردتُ بها التحليقَ بالروح والمداد إلى هناك، وقدْ كانت قصةُ ليلى وقيسٍ، -كلّما فتحتُ صفحاتِها- تهزّني هزّاً ! ..لِمَ تكون دوماً حكايا العاشقين مضرّجةً بالوجع ! ألايحقّ لنا أن نعيشَ الحلـمَ محلّقاً بينَ دموعِ فرح ؟؟؟!
شكراً لكَ مرةً أخرى ولمرورٍ أعتزّ بـه دوماً
تقبّل خالصَ تقديري وامتناني :0014:
وألفَ طاقة من الورد والندى
أسماء حرمة الله
02-09-2006, 08:58 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة قطفتُها من قلبي
سحـر الحبيبـة،
اشتقتُ لكِ، بل كثيراً، واشتقتُ لروحكِ العذبة تحلّقُ معي هناو هناك، ونحنُ نقطفُ من شجر الحلـم حلماً لايشبهُ غير أحلامنا الجميلـة ..
أنتظركِ بشوقٍ مدرار .. خصوصاً وأنّي أنتظر مصيري كقيسٍ، إمّا الرحيل وإمّا العودة مع أهل واحتنا إلى واحتنا/ الوطن الحلم، ومعنا قيسٌ وليلـى وأحلامُهما التي اغتيلتْ من قبلُ ..آنَ لها أن تطرقَ باب الفرح من جديد ..
سنتابعُ بإذن اللـه، أسأل ربّي أن يحرّر مدادي من صمتـه ..
كلّ الحبّ والتقدير لكِ :0014:
وألف طاقة من الورد والندى
وفاء شوكت خضر
02-09-2006, 10:05 PM
السلام عليكم وحمة الله
تحية تحمل عبق الصحراء ..
أيتها المرتحلة إلى مضارب بني عامر ..
أما آن أوان الإياب ؟؟
.........................
الحبيبة أسماء حرمة الله ...
................................
تاقت أنفسنا إلى أنفاسك العطرة على هذه الصفحات ، وإلى نبع مدادك الذي حول الصحراء إلى واحة غناء .
لا زال القمر يردد كلماتك في لياليه وحيدا على تلك البقاع الجرداء ، يرنو بنوره باحثا عن حروفك ..
ألا من عودة أيتها الغالية لنكمل معك هذه الرحلة الرائعة .
ما زلنا في انتظارك ، عسى أن يحرر الله مداد قلمك لنرتوي من نبعه الصافي كلمات عذاب .
حفظك الله ورعاك أيتها الغالية ..
ودي ودعائي لك بظهر الغيب .
أحمو الحسن الإحمدي
24-10-2006, 11:02 PM
الله .... الله ... الله
ما أروع الرحلة ... وما أبهى الرفقة ...
كما عهدناك يا أسماء
متألقة ...
........متحلقة...
.................متدفقة
مع كامل الإحترام و التقدير
أسماء حرمة الله
03-06-2007, 01:38 AM
وعليك السلام ورحمة اللـه وبركاتـه
تحية قطفتُها من قلبي
وفـاء الحبيبـة،
أعتذر على تأخرٍ لم يكن بيدي، لكنه القدَر وفاء، آنَ أوانُ الفصل الأخير !
شكراً لك على المتابعة الدائمة وحضوركِ العطِر بكِ، أكرمكِ ربّي ورزقكِ ما تتمنين .
محبّتي ودعواتي :0014:
أسماء حرمة الله
03-06-2007, 01:40 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبة برحيق الياسمين
الكريم أحمو الحسن،
أكرمكَ ربّي على حضوركَ الدائم ومتابعتك وتشجيعك، أسعدكَ ربّي في الداريْن .
تقديري الكبير وامتناني العميق :0014:
أسماء حرمة الله
03-06-2007, 01:54 AM
ارتسمتْ على ملامحِ الشّمس المستيقِظة آمالٌ خضراء، كانتْ تختلسُ النظراتِ وكأنّها أرادتْ أنْ تُّسِرّ لي بشيء مـا، اقتربتْ منْ جفوني المتعبـة برِفق، وألقَتْ عليها بعضَ ضياء، أحسستُ معه أنّ الأملَ مازالَ معقوداً، وأنَّ مآلَ حبّ قيسٍ وليلى مازالَتْ تحرسـهُ البسمات، رغمَ قتامة الواقع وقساوة القلوب !
http://www.l1m1.net/uploads/573642baa8.jpg
ومن قلب الشّمس، خرجتْ يمامـةٌ بيضاء بياضَ الأمل، خرجتْ تحمل على أجنحتهـا رسالـةً، ألقتْها بين يديّ ثمّ حطّتْ على كتفي والصمتُ طوقُهـا، أدركتُ ساعتئذٍ أنّهـا أقبلَتْ - وهذا دأبُها - لتكونَ قربي كلّما ألمّ بي ألـم، أوْ قاتلني شجن. وقبلَ أن أهُمّ بفتح الخطاب، خرجَ رجالُ القبيلـة من خيمة القسوة، بعد اجتماعٍ قُتِلَت فيه الأحلامُ. اقتربوا منّي ومن قيس، والقيودُ تنهشُ خطوَ آمالنا قبلَ أيدينـا، وقالوا بصوتٍ واحد :
- الموت .. قد حكمنا عليكما بالموت كيْ لا تذكُرَ صفحاتُ التاريخ أننا ألقينا بأعرافِ القبيلة عرضَ الحائط، وكيْ لا نخالفَ نهجَ آبائنا وأجدادنا, سيُنفَّذُ فيكما حكمُ القبيلة بعد لحظات ..
نظرتُ إلى قيسٍ، وقد ألجمَ القرارُ حرفي، ولكنْ لِم أستغرب ؟! هذا كان متوقعاً منذ البداية، قلوبٌ قاسية لا تفقه معنى العشق العفيف الصادق، وأعرافٌ جاهلية متوارثـة تمقت كلّ ما هو جميلٌ ونقي، لِم أحزن ولِمَ أكتئب ؟! هذا قدَري وقدرُ قيس وليلى، وعلينا أن نرضى به، عسى ربّي أن يكتب لنا خيراً عندَه سبحانـه، حيث لاحزن ولا ألم، وحيث القسوة منتحبة والرحماتٌ غيث .
حانتْ منّي التفاتة للرسالة التي وضعتها يمامتي البيضاء بين يديّ، فتحتُها فإذا بالدموع تهطلُ من عينيّ بغزارة ! آهٍ يا يمامتي الحبيبـة، رغمَ أنّي لم ألتزِمْ بموعدي معكِ وبقبيلتكِ كما اتفقنا، فإنكِ لم تعتِبي عليّ ولم تنسيْ صديقتَكِ، بلْ جئتِني لتشدّي من عضدي ! هذا عهدي بكِ يا هبةَ ربّي، وكأنكِ أمّي في حنانها وطيبة قلبها وملامحِ بسمتها التي تشبه شكلَ الصّباح !
عرفتُ الآنَ ما عليّ فعلُـه كيْ أنقذَ حبّ قيسٍ وليلـى، لا يمكن لحبّ عفيف كهذا أن يموتَ مهما كانت الأمواجُ عاليةً تهزأ من مشاعرنا وصدقنا . لا بدّ من الدفاع عن هذا الكائن النقيّ الذي وهبنا الرحمنُ إيّاه: الحبّ ، يكفي بكاءً واستسلاماً !
كان قيس بجانبي يُنشد قصيدَه، والوجعُ يحفِرُ بقلبِـه حقولاً، والفرحُ يعدّ رمسـه الأخير بقلبيْنـا معاً :
أيا ليلَ زَنْدُ الْبَيْن يقدَحُ فـي صَـدْري
ونار الأسى ترمي فـؤادي بالجمـر
أبَـى حَدَثـانُ الـدهـر إلاَّ تشتُّـتـاً
وأيُّ هَوى ً يَبْقَى على حَـدَثِ الدهـرِ
تعز فإن الدهر يجـرح فـي الصفـا
ويقدح بالعصرين في الجبـل الوعـر
وإني إذا مـا أعـوز الدمـع أهلـه
فزعت إلـى دلحـاء دائمـة القطـر
فو الله ما أنساك مـا هبـت الصبـا
وما ناحتِ الأطيارُ في وَضَح الفَجْـرِ
وما نطقـت بالليـل ساريـة القطـا
وما صدحت في الصبح غادية الكـدر
وما لاح نجم في السماء ومـا بكـت
مُطَوَّقة ٌ شَجْـواً علـى فَنَـنِ السِّـدْرِ
وما طلعت شمس لدى كـل شـارق
وما هطلت عين على واضح النحـر
وما اغْطَوطَشَ الغِرْبيبُ واسْوَدَّ لونـهُ
وما مر طول الدهر ذكرك في صدري
وما حَمَلَتْ أُنْثَى ومـا خَـبَّ ذِعْلِـبٌ
وما طفح الآذي فـي لجـج البحـر
وما زحفت تحـت الرحـال بركبهـا
قِلاصٌ تؤمّ البَيْتَ فـي البَلـدِ القفْـرِ
فلا تحْسَبي يـا ليـلَ أنـي نَسيتُكُـمْ
وأنْ لَسْتِ مِنِّي حيثُ كنتِ على ذُكْـرِ
أيبكي الحمامُ الوَرْقُ مـن فَقْـدِ إلْفِـه
وتَسْلو وما لي عَنْ أليفيَ مِـنْ صَبْـرِ
فأقسـم لا أنسـاك مـا ذر شـارق
ومـا خـب آل فـي معلمـة فـقـر
ألا ليت شعـري هـل أبيتـن ليلـة
أُناجيكُمُ حَتَّـى أرى َ غُـرَّة َ الفجْـرِ
لقد حملـت أيـدي الزمـان مطيتـي
على مَرْكَبٍ مَسْتَعْطِل النَّاب والظُّفْـر 1
قمتُ من مكاني بصعوبـة، والدمُ ينزفُ من قدميّ المكبّلتيْن ومن يديّ، لم يكن يهمنّي شيءٌ وأنا ألمحُ الحبّ ملقىً على حافة قبرِه الذي يعدّونه لـه، بينما كانت يمامتي الحبيبـة على كتفي، تكفكفُ ما تساقطَ من دموعي ودموعـه ودموعها، وتضعُ على قلبي شالاً من صبـرٍ . صرختُ في القوم وهم متجمهرونَ يستعدّونَ لتنفيذ الحكم :
" أتكفرونَ بالحبّ إلى هذا الحد ؟! أتكرهونَ النقاءَ وقد وُلِدَ من قلبيْـن طاهريْن نابضيْن بالحياة وبالحلـم ؟! أتقتلونَ الزمنَ الجميلَ وهو لمّا يبلغْ بعدُ زهرةَ شبابـه ؟! ماذا اقترفَ قيسٌ وليلاه ؟ وماذا اقترفتُ حينَ أعلنتُ عن حبّي شعراً ونثراً بين القبائل !؟ ألم يكن حبّهما وحبّي طاهراً نقياً يقتاتُ من ألق النجوم، يغفو على كتف القمر، عفيفاً متراقصاً تارةً على نجمـة، وتارةً على غيمـة، وتارةً أخرى على حلـم ؟! كيفَ تغلقونَ بوابةَ الشّمس، لتفتحوا بواباتِ العتْمـة على مصراعيْها، إنكمْ لا تدركونَ أنكمْ بذلكَ تقتلونَ حلمَ القمر، وهج الشّمس، أريجَ النقاء الذي تعوّدَ على الضوْع من نجيْماتٍ تربّتْ على الشّدو بالحبّ ولـه !
لم تعيروا انتباهاً لأهل واحتي الخضراء، وقد أقبلوا محمّلينَ بحقائب الخير، وبقوافل الصفاء والرجاء، استحثّوا الخطى والمشاعر لإنقاذ أسمى عاطفة على الأرض، أهكذا يُحتَفى بالضّيف ؟! لم تأبهوا لقلوبٍ تتقطّع، وأرواحٍ تتمزّق، وأحاسيسَ تنزف، وعذابٍ أنحَلَ الجسدَ والرّوح، إلى متى تستمرونَ في وأدِ كل ماهو جميل عفيف، من أجل تقاليد واهية، تقتل فينا الإنسانَ والقيمـة والحياة؟!!
لِم لا تعيدونَ لقيسٍ ليلاه ليراقصا الفرحَ على ألوان قوس المطر، وبين الغيمات، لِمَ لا تدعونني أهيمُ على وجهي في الصحارى والوديان والقبائل والمدائن، أروي قصّة حبّي شعراً ونثراً، بالدمعِ والشوق والوجع، تتأبطُ رحلتي الأطيارُ والأزهارُ وذرّاتُ الرّمال وعيونُ القمر ؟؟ لِم لا تفتحونَ لنا أبوابَ الحلـم، فتعودَ للأطيار أغاريدُها، وللشّمس ضياؤها، وللقمر بهاؤه، وللقلوب مواسمُ الفرح ؟
إنْ كنتمْ تنكرونَ منطقَ القلب، فلِم لا تفكرونَ ولوْ مرةً واحدةً، بمنطقِ العقل الذي يحسّ وينبض ويشعر، لا بمنطقِ الأعراف ؟! "
لمْ أكملْ آخرَ حرفٍ إلاّ وقد أغمي عليّ، والرّوح تنازعُ فيّ، تتنازعُها الأحلامُ المتساقطة والمخاوفُ المزهرة وأوجاع العاشقين ! لم أكنْ أظنّ أنّ حديثي ذاكَ الذي انفجرَ شلالاً من قلبي المنهَك الجريح، سيؤثّر في قلوبٍ عشّشَتْ فيها العتْمة والقسوة، كنتُ كميّتٍ يتلفّظُ بآخرِ ما لديْـه قبلَ تنفيذ الحكم، وانتقالـه من عالـم الأموات إلى عالم الأحياء، أجل .. فلا حياةَ تحيا بعالَـمٍ لا يعترفُ بالحبّ الصادق ولا بأهلـه ! بعالمٍ يصرخُ ملءَ فيـه: لا عزاءَ للعاشقينَ !
وحينَ استيقظتُ من إغماءتي، وجدتُ ليلـى قربي جالسةً تمسحُ عن جبيني ما تصبّب من أشواق ومخاوف، وقيسٌ يمسك بيدها باسمَ القلب، فأدركتُ حينئذٍ أنّ البسمةَ قد ربطتْ بين قلبيْهمـا بعِقد لن تنفرط حبّاتُـه حتّى بعد الموت !
أمّا رجالُ القبيلةِ فقد اجتمعوا وأهل واحتي حول "ورد" زوج ليلى، زوجها الذي لم يغادِرْ قسوتَه ولا حنقَه، ولكنه لم يسطِع فعلَ شيء بعدَ أن اتفقت القبيلة على العفو عنّا جميعاً، وعن ردّ البسمة لثغرِِ الحبّ .
نظرتُ إليهمْ والفرحُ يغسلُ عينيّ، أدركتُ- حينئذٍ- بعدَ أن عادَت الطيورُ إلى أعشاشها، والقمرُ إلى مكانه حيثُ يقيم حارساً على القلوب والأحلام، أنّ رحلتي قد بدأتْ بانتهاءِ قصة العذاب الكبرى. فالحمد للـه أنْ حقٌّقَ لي ربّي ما كنتُ أرجوه، الآنَ سيعودُ أهلُ واحتي إلى الواحة الخضراء ومعهمْ قيس وليلى سعيديْن، وسيستقبلهم شعراء وأدباء واحتنا بالحرف والورد والندى، تلوّح لهما الأحلامُ الجميلة والنجماتُ التي تصالحتْ أخيراً والمطـر ! أمّا أنـا، فرحلتي ستبدأ الآن، زادي فيها الشّعرُ والنثرُ وروحُ أحبابي، ووجعٌ سأغلقُ عليه صدري، وسأمضي باسمةَ الثّـغر !!!
يا اللـه ! ما أجملَ إصلاحَ ذات البيْن، وإعادةَ البسمة للأفق الكئيب ! هكذا عرفتُكِ واحتي وهكذا ستبقيْـن، جسرَ صلحٍ وتسامح وسعيٍ للخير.
ثقْ أيها الزمنُ المرُّ بأنّي سأظلّ أرقبُ القوافلَ الأخرى، وهي تعودُ من الغياب بالأحبّـة كلّهم، حتّى وإن طالَ العمر بنا، وأنبتت الأوجاعُ بالقلوب أوجاعاً لا تموت !
http://www.l1m1.net/uploads/c0ef005228.gif
انتهـــت .
-------------------------
1- من شعر قيس بن الملوّح .
يسرى علي آل فنه
12-07-2007, 07:57 PM
أسماء حرمة الله
((ثقْ أيها الزمنُ المرُّ بأنّي سأظلّ أرقبُ القوافلَ الأخرى، وهي تعودُ من الغياب بالأحبّـة كلّهم،
حتّى وإن طالَ العمر بنا، وأنبتت الأوجاعُ بالقلوب أوجاعاً لا تموت !))
http://www.l1m1.net/uploads/c0ef005228.gif
عذبة الروح والحرف أسماء
يعود بي الحنين لدفء رحلة الحب هنا تلك التي أخذتنا إليها يمامة الحلم الندي التي تستوطن
قلبك النقي عدت متأخرة فوجدت الرحلة قد انتهت ولاأعلم كيف تأخرت عن الركب وفاتني
تأمل شروق شمس الفرح التي أطلت من عيون مشاعرك المرهفة ولأهدي لقيس و ليلى أجمل
أغاني الفرح وأرق عبارات التهاني
أسماء النقاء :-
تعلمنا معك كيف ننتظر بصبر وبشوق كبير قوافل الفرح وهي تعود بالأحبة الغائبين وها نحن
اليوم ننتظرك والدعاء عميق بأن لايطول بك الغياب عنا وليسعد الله قلبك وقلب كل أحبابك
تنتظرك قلوبنا أسماء في واحة لاتزال يانعة فيها بذور جمال روحك العذبة وستبقى متعطرة
بأريج قلبك ننتظرك لنستظل غصونها الوارفة بصحبتك ولنرتوي معاً من نبع الأخوة النقية
والمحبة في الله .
دمتِ في أطيب حال وليحفظك الله دائماً
أخيتي الحبيبة:-
لي رغبة الآن أن أترك هذا اللحن العذب لك وللجميع و لليلى تلك التي ألبسها قلبك الندي
فرح الأمنيات العذبة.
http://arabic.salmiya.net/songs/wadeea/ram/wadeea2.ram
أسماء حرمة الله
05-09-2007, 01:11 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه
تحية كتبتُها بنبضات قلبي
أسماء حرمة الله
((ثقْ أيها الزمنُ المرُّ بأنّي سأظلّ أرقبُ القوافلَ الأخرى، وهي تعودُ من الغياب بالأحبّـة كلّهم،
حتّى وإن طالَ العمر بنا، وأنبتت الأوجاعُ بالقلوب أوجاعاً لا تموت !))
http://www.l1m1.net/uploads/c0ef005228.gif
عذبة الروح والحرف أسماء
يعود بي الحنين لدفء رحلة الحب هنا تلك التي أخذتنا إليها يمامة الحلم الندي التي تستوطن
قلبك النقي عدت متأخرة فوجدت الرحلة قد انتهت ولاأعلم كيف تأخرت عن الركب وفاتني
تأمل شروق شمس الفرح التي أطلت من عيون مشاعرك المرهفة ولأهدي لقيس و ليلى أجمل
أغاني الفرح وأرق عبارات التهاني
أسماء النقاء :-
تعلمنا معك كيف ننتظر بصبر وبشوق كبير قوافل الفرح وهي تعود بالأحبة الغائبين وها نحن
اليوم ننتظرك والدعاء عميق بأن لايطول بك الغياب عنا وليسعد الله قلبك وقلب كل أحبابك
تنتظرك قلوبنا أسماء في واحة لاتزال يانعة فيها بذور جمال روحك العذبة وستبقى متعطرة
بأريج قلبك ننتظرك لنستظل غصونها الوارفة بصحبتك ولنرتوي معاً من نبع الأخوة النقية
والمحبة في الله .
دمتِ في أطيب حال وليحفظك الله دائماً
أخيتي الحبيبة:-
لي رغبة الآن أن أترك هذا اللحن العذب لك وللجميع و لليلى تلك التي ألبسها قلبك الندي
فرح الأمنيات العذبة.
http://arabic.salmiya.net/songs/wadeea/ram/wadeea2.ram
يسرى الحبيبـة،
وربّي لم أرَ ردّكِ الذي أدمعَ عيونَ قلبي وأبكاني إلاّ الآنَ، والآنَ فقطْ !
حينَ كتبتْني النهايةُ هنا يا زهرةَ الجلنّار، لمْ تكوني أنتِ غائبةً عنّي، كنتِ وأحبّتي معي في كل خطوةٍ من خطواتِ رحلتنا إلى قبيلة بني عامر، كنتُ أراكِ تتدفٌّقينَ نقاءً وصبراً وإيماناً بأنَّ النهايةَ لابدّ وأن تكونَ زاهرةً مزهرةً، تعودُ بالغائبينَ الأحباب إلى ديارِ الفرح، حتّى وإنْ قطفت الأوجاعُ بعضاً من العائدينَ كما فعلتْ معي ! لكنْ يكفي أن تغرّدَ الفرحةُ في قلوبِ مَن نحبّهمْ- وإنْ حطّمتْنا الجراح -، كيْ نتعلّمَ أنّ الزمنَ الجميلَ لا يموتُ مهما قاتلتْـه الآلامُ، ولا يستسلمُ للموتِ وإنْ تساقطتْ كلّ زهور حديقتـه !
أخيّتي وصديقتي الحبيبة، يا مَن أتنفّسُ الإيمانَ صُحبتَها، جزاكِ ربّي كلّ خيرٍ على ردّكِِ الذي أشعلَ بقلبي شموعَ فرح، وألبَسَ ثغري ثوبَ وردة ..
شكراً على وجودكِ الذي يحمل معه دوماً جنّاتِ الفرح، وعلى اللحنِ الذي سيحملني الليلةَ - حتماً- إلى ديارِ الزمن الجميل من جديد، كيْ أتقوّى هنالكَ بنسماتِ الحبّ الوفيّ، وأملأ نفسي برياحينِ الإيمان والصبر الجميل، فما أراني إلاّ أحوجَ إلى كلّ ذلكَ في حربي مع الجراح النجلاء !
يسرى، بقيَ أنْ أقولَ لكِ - وقد قلتُها مراراً ولنْ أملّ من تكرارها أبداً :
أُحبكِ في اللـهِ كثيراً، وأرجو من ربّي أن يسعدكِ في الدنيا والآخرة ..
محبّتي لكِ وأكثـر، امتناني الوارف :0014:
وألف طاقة من الورد والندى
د. نجلاء طمان
05-09-2007, 01:50 AM
أبعد كل هذا الحب والنقاء
يمكن أن ينطق القلم؟؟؟
لا وربي, بل ينخرس.
شذى الوردة لكل الأحبة
د. نجلاء طمان
محمد المختار زادني
14-12-2007, 07:07 PM
كم أمتعني السفر معك
أختنا الكريمة أسماء الشاعرة والأديبة والمفكرة الرائعة
أتراني انا الذي غبت ام غيابك كان أطول؟
لك أجمل تحياتي
وفاء شوكت خضر
16-03-2009, 01:16 PM
يا اللـه ! ما أجملَ إصلاحَ ذات البيْن، وإعادةَ البسمة للأفق الكئيب ! هكذا عرفتُكِ واحتي وهكذا ستبقيْـن، جسرَ صلحٍ وتسامح وسعيٍ للخير.
ثقْ أيها الزمنُ المرُّ بأنّي سأظلّ أرقبُ القوافلَ الأخرى، وهي تعودُ من الغياب بالأحبّـة كلّهم، حتّى وإن طالَ العمر بنا، وأنبتت الأوجاعُ بالقلوب أوجاعاً لا تموت !
وما زلنا أسماء بانتظار عودة الغائبين ..
وأنت معهم بيد تحملين وردة والأخرى يمامة سلام ومحبة ..
كم هو الشوق كبير لمن غابوا ولكن لم يطوهم النسيان لحظة ..
أسماء اشتقنا لفيض نور حرفك ..
عادل العاني
27-01-2016, 10:42 PM
من أجمل الرحلات هي الرحلة التي قادتها الشاعرة الكبيرة أسماء ... والتي تفتقدها الواحة اليوم.
قرأتها اليوم ... وأحسست بذات الشعور حين شاركناها الرحلة.
وأعيدها للواجهة فهي تستحق أن تقرأ مرات ومرات.
نسأل الله أن تكون أختنا أسماء بألف خير
تحياتي وتقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir