حنين هندية
13-05-2006, 10:45 PM
الوردة العاشقة
حياة الورد والزهر قصيرة
وتلك حياتنا ما هي إلا لحيظات من عمر الزمن
أزهار تفتح.. تنشر عطرها.. تنشر البسمة على وجوه الآخرين.. وهي تصرخ ألماً! تدرك أنها لن تعيش طويلاً..
لأن عمر الورود قصير قصير..
ذات يوم من الأيام.. تنفس الصبح عن وردة جورية صغيرة فتحت عيونها للشمس
تستنشق منها أولى أنفاس الدفء والحب والنور
تحلم بالفرح الآتي الذي طالما حلمت به في رحم برعمها الصغير
ضحكت لأول عصفور يغازلها.. ولأول فراشة رائعة داعبت جفونها
اشرأبت بعنقها الصغير.. وتلفت يمينا ويسارا ً كأنها تريد أن تحضن الدنيا بقلبها
قلبها المعطر بالحب قبل عطر الياسمين
غنت.. وغنت.. وتراقصت على عزف النسائم الحنونة المنعشة
سحرها ذلك النور السماوي في قرصه المتلألئ بالنور الأسطوري الخلاب!!
توردت وجنتاها خجلاً عندما نظر إليها نظرة زلزلت أعماقها برعشة عذبة
لقد عشقته من اللحظة الأولى!
رغم طفولتها الغضة عرفت معنى العشق!
سألت صديقاتها عن ذلك الساحر الساكن بين الغيوم!!
أخبروها انه القمر
ذلك المعشوق منذ كان في السماء قمر..
يساهر العشاق ويسترق السمع إلى نجواهم الخافتة الهامسة
عشقته عشقاً هز فؤادها الصغير!
وغنت له بصمت خجول
وهو يراقب عيونها العاشقة.. ويرسل لها أكاليل حب مع أشعته الماسية المتلألئة تزيد الوردة العاشقة جمالاً وروعة!
غنت للعشق وغنت..
ورتلت أصدق الصلوات
وأروع الكلمات
كي تجتمع بحبيبها الذي لم تكن تعلم انه المحال والمستحيل!
لم تكن تعرف انه السماوي الذي لن يطأ ترابها يوماً
يوماً بعد يوم.. أخذت الوردة تكبر.. وتكبر.. وتشب عن الطوق.. وتبدو أجمل وأجمل..
وعطرها يملأ الكون سحراً وحباً وشذاً عذباً
وحبها لذلك السماوي الساحر يكبر ويكبر ويستبد بها
كم تتألم عندما تطويه عن عيونها الليالي الحالكات!!
وفي لياليه المضيئة بنوره لم تكن تغمض جفنها كيلا يغيب لحظة عن عيونها!!
وبدأت تكتشف الحقيقة المؤلمة
فالقمر الذي تعشقه حد الجنون لم يكن لها وحدها!
كان لملايين الزهر قبلها وسيكون لملايين بعدها!
نور يأسر الكون كله
انه يشرق لكل الكائنات.. وهي لا تعدو زهيرة صغيرة بين ملايين الكائنات
إنه يبسم لكل الزهر.. ويغازل كل الورود
ويطلع للدنيا كلها.. وليس لأجلها فقط
عرفت الحقيقة
ولكن العشق استبد بها اكثر فأكثر...
وبدأت تصفر لشدة السهر والمرض
وجنتاها الموردتان بدتا شاحبتين
وجفناها الساحران أثقلهما السهد والحزن
وبدأ عطرها يذوي.. وعودها يهزل
وغناؤها يرنم ترنيمة حزينة باكية!!
وذلك السماوي الساحر المغرور يراقبها بابتسامة موجعة
ما أصعب العشق المستحيل!!
ما أقسى أن تعشق من لا يأبه بك وبعذابك!!
ظلت الوردة العاشقة تذوي.. وتذوي.. وتتساقط وريقاتها ورقة بعد ورقة..
في مشهد تراجيدي حزين! وحبها للقمر المغرور يستبد بها حد الموت!!
رمقته بنظرة فيها انكسار حزين وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة في صمت:
"ادنُ مني ولو للحظة من عمري المتلاشي يا قمري"
"يا من عشقتك حد الموت"
"قبلني قبلة الوداع التي عشت لأجلها"
"اقترب مني ولو لهنيهة كي أغفو على صدرك الحبيب إغفاءتي الأبدية!!"
لكن السماوي المغرور لم يكن ليتنازل عن عليائه لأجلها
لقد خلق ليكون معشوقاً لا عاشقاً
خلق ليغني له الشعراء والعشاق
وتسهر له القلوب والعيون!
ولو أن العشق دخل قلبه لما عاش ملايين السنين محتفظاً بنوره وبهائه!
انه خلق ليُلهِمَ الحبَ والشعر والفن والألحان!!
خلق ليهَبَ النور والسهر
انه السماوي الذي يهز الدنيا ولا يهتز بها!!
حنين عدنان هندية
حياة الورد والزهر قصيرة
وتلك حياتنا ما هي إلا لحيظات من عمر الزمن
أزهار تفتح.. تنشر عطرها.. تنشر البسمة على وجوه الآخرين.. وهي تصرخ ألماً! تدرك أنها لن تعيش طويلاً..
لأن عمر الورود قصير قصير..
ذات يوم من الأيام.. تنفس الصبح عن وردة جورية صغيرة فتحت عيونها للشمس
تستنشق منها أولى أنفاس الدفء والحب والنور
تحلم بالفرح الآتي الذي طالما حلمت به في رحم برعمها الصغير
ضحكت لأول عصفور يغازلها.. ولأول فراشة رائعة داعبت جفونها
اشرأبت بعنقها الصغير.. وتلفت يمينا ويسارا ً كأنها تريد أن تحضن الدنيا بقلبها
قلبها المعطر بالحب قبل عطر الياسمين
غنت.. وغنت.. وتراقصت على عزف النسائم الحنونة المنعشة
سحرها ذلك النور السماوي في قرصه المتلألئ بالنور الأسطوري الخلاب!!
توردت وجنتاها خجلاً عندما نظر إليها نظرة زلزلت أعماقها برعشة عذبة
لقد عشقته من اللحظة الأولى!
رغم طفولتها الغضة عرفت معنى العشق!
سألت صديقاتها عن ذلك الساحر الساكن بين الغيوم!!
أخبروها انه القمر
ذلك المعشوق منذ كان في السماء قمر..
يساهر العشاق ويسترق السمع إلى نجواهم الخافتة الهامسة
عشقته عشقاً هز فؤادها الصغير!
وغنت له بصمت خجول
وهو يراقب عيونها العاشقة.. ويرسل لها أكاليل حب مع أشعته الماسية المتلألئة تزيد الوردة العاشقة جمالاً وروعة!
غنت للعشق وغنت..
ورتلت أصدق الصلوات
وأروع الكلمات
كي تجتمع بحبيبها الذي لم تكن تعلم انه المحال والمستحيل!
لم تكن تعرف انه السماوي الذي لن يطأ ترابها يوماً
يوماً بعد يوم.. أخذت الوردة تكبر.. وتكبر.. وتشب عن الطوق.. وتبدو أجمل وأجمل..
وعطرها يملأ الكون سحراً وحباً وشذاً عذباً
وحبها لذلك السماوي الساحر يكبر ويكبر ويستبد بها
كم تتألم عندما تطويه عن عيونها الليالي الحالكات!!
وفي لياليه المضيئة بنوره لم تكن تغمض جفنها كيلا يغيب لحظة عن عيونها!!
وبدأت تكتشف الحقيقة المؤلمة
فالقمر الذي تعشقه حد الجنون لم يكن لها وحدها!
كان لملايين الزهر قبلها وسيكون لملايين بعدها!
نور يأسر الكون كله
انه يشرق لكل الكائنات.. وهي لا تعدو زهيرة صغيرة بين ملايين الكائنات
إنه يبسم لكل الزهر.. ويغازل كل الورود
ويطلع للدنيا كلها.. وليس لأجلها فقط
عرفت الحقيقة
ولكن العشق استبد بها اكثر فأكثر...
وبدأت تصفر لشدة السهر والمرض
وجنتاها الموردتان بدتا شاحبتين
وجفناها الساحران أثقلهما السهد والحزن
وبدأ عطرها يذوي.. وعودها يهزل
وغناؤها يرنم ترنيمة حزينة باكية!!
وذلك السماوي الساحر المغرور يراقبها بابتسامة موجعة
ما أصعب العشق المستحيل!!
ما أقسى أن تعشق من لا يأبه بك وبعذابك!!
ظلت الوردة العاشقة تذوي.. وتذوي.. وتتساقط وريقاتها ورقة بعد ورقة..
في مشهد تراجيدي حزين! وحبها للقمر المغرور يستبد بها حد الموت!!
رمقته بنظرة فيها انكسار حزين وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة في صمت:
"ادنُ مني ولو للحظة من عمري المتلاشي يا قمري"
"يا من عشقتك حد الموت"
"قبلني قبلة الوداع التي عشت لأجلها"
"اقترب مني ولو لهنيهة كي أغفو على صدرك الحبيب إغفاءتي الأبدية!!"
لكن السماوي المغرور لم يكن ليتنازل عن عليائه لأجلها
لقد خلق ليكون معشوقاً لا عاشقاً
خلق ليغني له الشعراء والعشاق
وتسهر له القلوب والعيون!
ولو أن العشق دخل قلبه لما عاش ملايين السنين محتفظاً بنوره وبهائه!
انه خلق ليُلهِمَ الحبَ والشعر والفن والألحان!!
خلق ليهَبَ النور والسهر
انه السماوي الذي يهز الدنيا ولا يهتز بها!!
حنين عدنان هندية