المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خربشة



ابراهيم الوراق
16-05-2006, 12:53 AM
أيتها النخلة
كيف تجدين هذه النخلة ؟؟
إنها ظليلة وارفة ، تتحرك الفراشات في طولها وعرضها صباحا فلا تمل الحراك ،
عجيب أمرهذه الفراشة ، وهي تسري كقطرات ماء تتسلل إلى عمق التراب ، تخترق أليافها في عنف مختزل يرى الجنون دليلا ورسولا .
أيتها الفراشة ، حين أراك تحلقين في ضباب الوجود ، أتذكر أنك تسامقين عنفوان هذه النخلة التي تستتبع مني نظراتي نحوها ، فلا أرى لي سبيلا ، إلا أشواقا هائمة ثكلى تنسيني وهج روحي بصخبها الفتان .
عزاء
عزاء لك ايتها الروح المحترقة بين أصداف الفكر ، عزاء لك أيها الإسم المخلد في أعماق روحي ، عزاء لكل من يرى من معادلات الوجود أن أصل البحر قطرة متأرجحة بين الشهود والغياب ، قطرة تلاشت بين أطياف الروح ، وتناثرت بين أحراج الحياة ، فتماثلت في كمالها بين أطباق الأمواج ، تكاملت جوهرة ، أو لؤلؤة ، تسبح ببهاء الطبيعة ، وتنتزع منا عيونا حرى ترن إلى كل جميل .
عيون بمقدار الألوان ، تستوعب الكمال في شعور واحد ، شعور بالفراغ والضياع .
إنتقال
بين هذا الحي وذاك ، تضيع الخطى ، والنظرات ، والأحلام ، والأفكار ، بين هذين الحدين ، أجد من روحي وسواسا يعن لي دائما حين اخبرها بقرب المسير ، أقطع هبات الأثير ، بزفرات روحي ، وأنا أتصبب عرقا ، يندى به روحي صباغة تكتب الوجود لونا واحدا يشير الى حقيقة واحدة سريالية ، تتعالى على أعضاء الكوكبة ، لتستميل الأرواح إلى ساعة الوهم والخداع .
وحين أتسلق هذا الفنن ، أقطع لروحي مساحة من الزمن ، أرنو فيها إلى إزاحة العناء، فأرتاح سويعة أصادف بعدها مللا ، يدفعني الى بداية الرحيل ، وتستمر الأشواط أقطعها مشيا متدحرجا ، ويبقى الضوء سيدا يسوقني في انجذاب ، ألاحظ فيه قبسا من نور ينتحر بين أيد أثيمة لا ترى إلا الظلام بين عينها .
فالحقيقة سديم لا يعيشها الكاتب إلا تولها بالوصول إليها .!!!
خلاص
أفكر في طريقي ، وأنا أنتظر اليوم القابل بعين فاترة ، أقول في حديثي لنفسي ، غدا ستحرر الحقيقة من يد هذا الجبار ، غدا ستندى راحات نظيفة بامتدادات تسبح في أقف الوجود ، لتستلم هذا التاج المتعب لروحي ، سر أكابده ، لغز أعاني أزمته ، لقاح أضاف إلي روحا علوية تسمو بي على بشريتي ، هذه همة فولاذية تحتقر الوجود ، تركب رسوما على أكواخ العقول ، أعشاش هذه المسامير التي لا ترى لها هما إلا ثقب العجين
، مزابل هذه الجسوم التي لا تقتني إلا ما لعبت فيه يد الصانع بالتقبيح .
وتنساب النظرة الفاحصة في شاعرية روحانية تستوثق عراها بطلاسم الوجود ، فتقول في عبرة صادقة ، هلامية هذه المثالية التي ترى الوجود فرحا بدون آلام ، وبهذا يبقى المسير متوثبا لمعرفة الحقيقة .
دخول
لما أمر من وراء الباب بفتحه ، لم يدر ما يختبئه هذا المسرح من وجوه ، دخل عنوة ليلفى ملمسا لينا ، يلمحها بنظرته فيخالها هباء من اللين ، قطعة من صبيب الطبيعة ، فلذة تنطلق منها أنوار تدل على صياغة الأزل ، لكنه حين التجأ إليها ولت هاربة ، فارة ، فإلى أين المهرب ؟؟
تشنج يشعر به حين لم ير بدا من الركوب على متن المغامرة ليواصل السير الى برج الحماقة ، وعلى باب الحقيقة ، يصعد هذا البخار زعيقا ، جؤارا ، يطبق الكون صلاة على الذي أراق لوعة حرى على وجوه تبسمت فتولهت ثم احتارت فبكت .
إنه بئيس يشعر بالظفر والإنتصار ، وحين انتصر انهزم ، فما تمنى ان ينتصر حتى لايرى الأضداد تتعانق بين يديه في دقات حزينة لأوتار القلب الخنوع .
بهذه السيف المسمومة ، قطعت أوصاله ، على مدرجة التاريخ ، فلم يدر ، أهل سيتخلص من كابوسه ، وسيدخل الى هذا الميدان الفسيح ؟؟؟
حركة
بعد أن هذبته الطبيعة ، وأستقرت على حالته الأولى أحواله السنية ، أدرك أن الخلاص لا بد له من باب يوصل إليه ، لكنه أبى أن يدخل ، وحين سيدخل إلى هذه الدهاليز ، سيرى عيونا غريبة ، وأصواتا حزينة ، فهل سيسلم من إزعاجها في نومه ؟؟ أم ستراوده في يقظته وحدها ؟؟ فهل سينام ليرتاح من كابوس النهار بأحلام الليل ؟؟ أم سيبقى في حركة لئلا تختبط منه نظرات الإنس بمن شاكلهم من بني الجنس الآخر ؟؟

د. محمد حسن السمان
18-05-2006, 01:14 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب ابراهيم الوراق

باقة من الخواطر الجميلة , كتبت بموهبة ادبية واضحة , فجاءت وكأنها ومضات حاذقة , اعجبت بافكارها , كما اعجبت بصورها , وهذه هي المرة الاولى , التي نلتقي بها معا , انت الاديب وانا القارىء , واتمنى ان اقرأ لك المزيد .

اخوكم
السمان

شاركونا الفرح في المهرجان الادبي الاول للواحة

http://pic.alfrasha.com/data/media/36/239.gif

ابراهيم الوراق
20-05-2006, 12:52 AM
شكرا لك سيدي ، دمت موفقا ميسرا محبوبا ، اتمنى أن نستفيد من فيض معينكم .
شكرا

أحمو الحسن الإحمدي
15-11-2006, 11:20 PM
الأديب الفحل / الأستاذ إبراهيم الوراق
هنا تغريد البلابل .... هنا صهباء بابل ....
مع كامل ودي و تقديري و إعجابي و إكباري ...
دمت بود دائم
أخوك

خليل حلاوجي
15-11-2006, 11:42 PM
الصوفي .... ابراهيمنا


جرس كبير... لا بد ان يصل صوته

فهل تبقى لدينا آذان لتسمع؟

أم على قلوب أقفالها؟

\
لدي بعض الاعتراض ... فهل تنصت لانيني ؟

جوتيار تمر
16-11-2006, 08:24 AM
الوراق..
صدقا..اخذتني كلماتك وغرستني حيث النخل..ووووووووو....

نص ادبي اكثر من رائع..تجلت فيه مقدرتك الرائعة في توظيف الكلمة باحساس راقي جدا.

دمت بخير ومحبة

جوتيار

وفاء شوكت خضر
16-11-2006, 11:37 AM
الأخ الفاضل / ابراهيم الوراق ..

تحية .

خربشات .. لقلم أبدع رسم المشاعر بكلمات اتخذت مكانها على السطور برقي ووقار .

صور أرسلتها للعقل ذبذبا تنعش موته المؤقت ، ليستيقظ من سبات الفكر .

أستميحك عذرا أخي الفاضل لتدخلي ، فقد قمت بتعديل الخط الذي تعسرت علي قراءته لعدم وضوحه بسبب الحجم ، وأتمنى ألا يزعجك تدخلي هذا .

شكرا على سعة صدرك وحسن تعاونك .

تحيتي و مودتي .

حمزة محمد الهندي
16-11-2006, 11:56 AM
الوراق....

خربشة... تجلت بها الحكم .. أخذتني الى مكان بعيد بعيد جدا حيث اللاوجود
أخذتنا في قوقعة الجمال ... فدهشنا ، دخول وانتقال وعزاء... ما هذا البذخ..

استوقفني حرفكَ هنا...

أيتها النخلة
كيف تجدين هذه النخلة ؟؟
إنها ظليلة وارفة ، تتحرك الفراشات في طولها وعرضها صباحا فلا تمل الحراك ،
عجيب أمرهذه الفراشة ، وهي تسري كقطرات ماء تتسلل إلى عمق التراب ، تخترق أليافها في عنف مختزل يرى الجنون دليلا ورسولا .
أيتها الفراشة ، حين أراك تحلقين في ضباب الوجود ، أتذكر أنك تسامقين عنفوان هذه النخلة التي تستتبع مني نظراتي نحوها ، فلا أرى لي سبيلا ، إلا أشواقا هائمة ثكلى تنسيني وهج روحي بصخبها الفتان

ليتنا كالفراشة.. نطير ببراءة عبر بوصلة الأمل ... حيث النقاء ... حيث السريرة..

هنا قرأت الابداع...

فلتسعد ايها البهي _ سيد البهاء_

حمزة الهنديش

ابراهيم الوراق
17-11-2006, 08:30 AM
شاعرنا العظيم،
تاريخ تارودانت بين فكي رماد سوس، وورود باحات المدينة العتيقة!!!! تاريخ مشنوق بين فصلين بطقسين مختلفين، فهل ستعيد الذكرى كما كانت؟؟ أم ننسى شعرك، ونبكي للثكلى، ونئن للضجر،؟؟
إنها إطلالة منا إلى عالم كبير يمتد من هنا من قلبي، إلى هناك، حيث قلبك، إلى كل ذرات الكون على معاكستها لعقارب الزمن، لنقول لك ولها ولكل من يروم فضلا،
إن المكارم لا تجنى من لقى الطرقات،
إنها صمود،
وموقف،
وعزة،
فلا يهولنك ما ترى من أزر يأتزر بها شملان ودندان، فالغد آت، والتاريخ لن ينسى من ضيع الدق ليوم النقر على دف الكرامة،
دمت أخي،
شاعرا،
مفلقا،
فضاضا،
تفري أوداج الكلمات لتبني منها معاني ساميات تنهال بقرصها الحنون على قلوبنا كلسعات النحل في ربيع تارودانت.
دمت .

ابراهيم الوراق
17-11-2006, 08:40 AM
خليل بطلعته البهية،
كهلال شوال،
يذكرني بأفراح العيد،
ينسيني هم المنكوبين هناك،
أنت تعرفنا جبناء،
ونحن نعرفك شهما،
فهلا جعلت أنيك سمعا مصغيا يصمد أمام أنيننا!!!
خليل،
إن تصوفي كان فرارا مني،
فكنت كالحلزون في إحدى دوراته،
بل عاشرت من تحتف بيديه،
حتى خلت الشعاع ضوءا هاربا،
أرقبه ساعات وساعات وأنا متوهل للقيا ذاك الطيف،
ذاك الرماد،
سديم من ألوان تخبو من وراء الحياة،
زئبق يرص طريق من لا يستسلم إلا لريات العز والفخار.
وهكذا الدائرة،
وغدا سأسألك من أنا ومن أنت؟؟
أهل سنكون بظلال تقبضنا من بين سواحي الدم القاني، أم سنكون مسيلا نسته الأقدار فصار يشكو!!!!!!!
لي معك لقاء مفبرك،
أتمنى أن أراك دائما في حالة جميلة.

ابراهيم الوراق
17-11-2006, 08:45 AM
جوتيار،
ماذا عساي أن أقول،
لقد ودعت الأدب منذ أيام،
قال لي قريني: أنت لا تصلح للكتابة الأدبية،
وقسم إنه لمن الناصحين،
فدلاني بغرور،
وها أنتم قد أحييتم هذا النص بعد ركام من الأيام،
فلا أدري أهل أترك التصوف مرة أخرى لأعود ناثرا كنانتي بين قبضات يراعي،
أم ماذا سأعمل؟؟
وأخونا خليل تعجبه مفبركاتي في التصوف،
وأنتم تعجبكم دندناتي في الأدب،
فلمن أعود صافيا؟؟
أتمنى أن أوفق.
دمتم جوتيار، وكلي أمل أن التاريخ معطاء بالنسبة لك، فلا تضيع الفرصة.
دمت.

ابراهيم الوراق
17-11-2006, 08:58 AM
الوراق....
خربشة... تجلت بها الحكم .. أخذتني الى مكان بعيد بعيد جدا حيث اللاوجود
أخذتنا في قوقعة الجمال ... فدهشنا ، دخول وانتقال وعزاء... ما هذا البذخ..
استوقفني حرفكَ هنا...
أيتها النخلة
كيف تجدين هذه النخلة ؟؟
إنها ظليلة وارفة ، تتحرك الفراشات في طولها وعرضها صباحا فلا تمل الحراك ،
عجيب أمرهذه الفراشة ، وهي تسري كقطرات ماء تتسلل إلى عمق التراب ، تخترق أليافها في عنف مختزل يرى الجنون دليلا ورسولا .
أيتها الفراشة ، حين أراك تحلقين في ضباب الوجود ، أتذكر أنك تسامقين عنفوان هذه النخلة التي تستتبع مني نظراتي نحوها ، فلا أرى لي سبيلا ، إلا أشواقا هائمة ثكلى تنسيني وهج روحي بصخبها الفتان
ليتنا كالفراشة.. نطير ببراءة عبر بوصلة الأمل ... حيث النقاء ... حيث السريرة..
هنا قرأت الابداع...
فلتسعد ايها البهي _ سيد البهاء_
حمزة الهنديش
هذه النخلة فارعة في أعماق قلبي، فمن يستطيع قلع جذورها من أعماق روحي، إنها معي في الزمن والمكان، إنها جزء من نسيم الصباح، وحفيف الشجر، وتغاريد الطيور،
وحين أقف صامدا هنا، وأنا الحزين، أجدها تقف إلى جنبي، تظللني، وأنا أعيش في واحات تيبست منذ زمان،
وحين أزور الأسواق أرى الجماجم المكسرة بين عيني، هذا عمره سبعون سنة، وذاك قرنان، وهذا جملة قرون، ولكنني أتمظهر بينهم كالشيخ الكبير، ولساني يردد معي، رب أخرجني من هذه الورطة الظالم أهلها.
سننسى هذه النخلة حين ننسى، وإذا نسينا سيكون الغد الفضيل لها ولكل من رأى النخلة مظهرا مشوها لتركيبة الواحة،
عجيب أن تعاب النخلة لطولها في واحات لا توجد فيها إلا قنابل الحنظل، وأطنان الشيح والعرعر!!!!
أتمنى أن لا تكون خربشاتي قد أدمت عقلك بتخبطاتها.
إنها خبط في خبط، لتكون غدا من الناجين.
دمت موفقا.

ابراهيم الوراق
17-11-2006, 09:01 AM
الأخ الفاضل / ابراهيم الوراق ..
تحية .
خربشات .. لقلم أبدع رسم المشاعر بكلمات اتخذت مكانها على السطور برقي ووقار .
صور أرسلتها للعقل ذبذبا تنعش موته المؤقت ، ليستيقظ من سبات الفكر .
أستميحك عذرا أخي الفاضل لتدخلي ، فقد قمت بتعديل الخط الذي تعسرت علي قراءته لعدم وضوحه بسبب الحجم ، وأتمنى ألا يزعجك تدخلي هذا .
شكرا على سعة صدرك وحسن تعاونك .
تحيتي و مودتي .
لا عليك، لقد كان تدخلك جميلا،
لك الود أكمله،
أتمنى أن أعود إلى نفسي،
وحتما سأعود،
وأراكم بخير،
وإن رأيتم قلة ردودي، فأنا مشغول بنفسي عن نفسي،
دمتم ودامت أفراحكم وأعراسكم،
أتمنى لكم التوفيق.

حسنية تدركيت
17-11-2006, 02:20 PM
جميل جدا النص

ابراهيم الوراق
26-11-2006, 08:02 AM
[quote=حسنية تدركيت;203137]جميل جدا النص[/quote
لك تشكراتي دائما وأبدا.