أيمن شمس الدين محمد
16-05-2006, 03:09 PM
الثعبان يتسلل
هبطت الدرج أقود خطى صديق لي قضى معي وقتاً هنيئاً تجاذبنا أطراف الحديث في كل شئ .. هبطتكتفي ورحنا نداعبه بين الحين والحين وأخذت ألثم خده الرقيق فرحاً به وبما يلوح على وجهه ويتراقص بين عينيه من أمارات النبوغ 00 مضى صديقي لحاله وسط عبارات الشكر والتقدير له .. دلفت من الباب .. أغلقت الباب خلفي والتفت .. بهت .. صعقت .. جحظت عيناي .. وجف ريقي واضطرب جسدي وارتعدت أوصالي وسرت فيها برودة حادة كادت تلقيني على الأرض فاقد الإدراك .. تسارعت ضربات قلبي وعدت في إثرها أنفاسي فلا أدري أيهما سبق .. أبصرت ثعباناً يصعد الدرج أمامي يتسلل من خلفي يغزو بيتي يقتحم داري يسرق أحلامي 00 يعتدي على مستقبل أطفالي .. يتسلل يصعد درجة تلو درجة .. لم يأبه لوجودي .. لم يبد عليه الخوف .. أخذ يتسلل يصعد ويصعد وأنا جامد الأوصال محدق العينين تاهت مني الأفكار00 تناثرت مني العزيمة 00 صرخت من داخلي رباه .. ماذا أصنع .. ؟! أأصمت حتى يلتهم سعادتي حتى يأكل مستقبلي .. صحت .. لا .. لا00 فتحت الباب مسرعاً .. وألقيت صغيري من يدي .. فوقف على كثب مني خائفاً مترقباً ربما لم يدر سر خوفي ولكنه بدا أكثر خوفاً مني لخوفي الذي يشمل كل قسمات وجهي .. أبحث حولي .. لا أجد شيئاً .. أبحث عن عصى عن سكينة عن سيف عن مدفع .. لا أجد شيئاً .. أبحث في كل مكان عن لا شئ .. ولا أجد شيئاً .. لم أجد أمامي إلا الحجر .. التقطت حجراً مسرعا .. وقذفت به الثعبان .. لم يأبه بالحجر ينظر الى شزراً ثم يتابع تقدمه .. يتابع تسلله نحو عريني نحو أرضي نحو مستقبلي هرعت .. التقطت حجراً آخر صوبته نحو الغازي .. ألقيت به 00لم يصبه بسوء .. ارتسمت على وجه الثعبان الفرحة .. والسخرية .. أخرج لي لسانه .. ثم يتابع تسلله .. هرعت .. جريت في كل مكان أبحث .. عن حجر .. وجدت صغيري أحمد يمسك في يده حجراً .. يناولني إياه .. يجري باحثاً عن حجر آخر فزع لفزعي يشاركني حربي ضد الثعبان .. يجلب لي حجراً .. وحجراً ..وحجراً .. يناولني إياها .. أقذف بها لا تصيب الغازي بشيء .. اهتزت يدي .. زاغت عيني .. ضعفت قواي .. تهاوت عزيمتي .. تراجعت مستسلما .. تراجعت باكياً .. تركت الثعبان يتسلل .. تركت الغازي يتمكن .. تركت المجرم يعبث بحياتي00 تراجعت .. و الثعبان ما زال يصعد الدرج درجة تلو أخرى لا يوقفه قذف الحجارة ولا يثنيه شرر الغضب المتطاير من عيني 00 ولا يفزعه اللهب المتصاعد من صدري 00 تراخت قواي 00 ناءت قدماي عن حمل جسدي المثقل بالهموم و الحسرة 00هويت 00سقطت في بئر سحيقة من الفشل من الخوف 00 من الاستسلام 00اقترب مني صغيري أحمد 00ربت على كتفي بيد حانية صغيرة 00 ومد يده إلي بحجر 00أخذ يحثني على تناوله 00يده مازالت ممدودة بالحجر 00ارقب يده متحسراً خائر القوى 00مددت يداً واهنة لألتقط الحجر 00هوت يدي قبل أن تصل إليه 00خارت عزيمتي قبل أن تلامس أناملي الحجر 00بكيت 00صرخت00 استغيث 00لا أحد يجيب 00لا أحد يسمع 00 والناس من حولي رائحة غادية تحدق في بعينين بارزتين حادتين و لكنهما لا تبصران مما حولهما شيئاً00ولا أحد يجيب00لا أحد يسمع 00تاهت صرختي في فضاء نفسي00دوت الصرخة في أرجاء صدري 00ملأت الصرخة أركان الدنيا00ولا أحد يجيب00 ربت صغيري على كتفي وتقدم حاملاً حجرة حتى صار قبالة الثعبان 00وجهاً لوجه 00صغيري بحجرة والثعبان بسمه و غدره و خيانته 00سخر الثعبان 00و حدج صغيري بنظرة كلها استهانة 00 وندت عنه ضحكة عريضة حطمت بقايا عزيمتي و أطاحت بأملي الباقي00تراجع صغيري 00كاد أن يفقد وعية00كاد أن يسقط 00كادت النظرة المغناطيسية للثعبان أن ترديه فاقد الوعي 00و لكنه قاوم00 جالد00رفع يده بالحجر00تعلق قلبي به00 تعلقت عيناي بيده00تشبثت أحلامي بأنامله الرقيقة تجاهد لتحيط بالحجر الغليظ 00ضحك الثعبان00قهقه المجرم00قال صغيري متمتماً بأولى كلماته
- بسم الله 00الله أكبر 00 بسم الله 00 الله أكبر 00 الله أكبر الله أكبر
قذف بالحجر 00قذفة رهيبة 00فهوى كالصاعقة على رأس الثعبان 00ارتجف جسده00و انكمش على نفسه 00و أخذت الدماء تفور من رأسه 00التف حول جسده يصيح 00يصرخ00 يتأوه 00ينزف 00يتهاوى 00يتضاءل 00يتصاغر 00تغيب النظرة الساخرة من عينيه 00تزول البسمة المستهينة من شدقيه 00تغطي الدماء الوجه العابس الكالح 00يتراحع00تهدأ حركته00..يتهدل جسده الممشوق 00تتراخى عضلاته النافرة 00يسكن تماماً لا حراك 00لا بسمات 00 لا استهانة 00لا غزو لأحلامي 00لا غزو لمستقبل أبنائي 00رمقت فتاي غير مصدق 00 عاد إلي منتصراً 00 وقف قبالتي 00ربت على كتفي بيد فتية00مد إلي يده التي أعادت إلي الأمان 00و كفكف عبرات حارة انسكبت على وجهي 00 ومست أنامله قلبي الواجف فسكن 00و هدأ00و عادت إلي البسمة 00 عادت إلي الحياة 00رفعته عالياً00حملته بيدين واثقتين من النصر وصحنا سوياً
-بسم الله 00 الله أكبرقصة : أيمن شمس الدين
أرجو التعليق وشكراً
هبطت الدرج أقود خطى صديق لي قضى معي وقتاً هنيئاً تجاذبنا أطراف الحديث في كل شئ .. هبطتكتفي ورحنا نداعبه بين الحين والحين وأخذت ألثم خده الرقيق فرحاً به وبما يلوح على وجهه ويتراقص بين عينيه من أمارات النبوغ 00 مضى صديقي لحاله وسط عبارات الشكر والتقدير له .. دلفت من الباب .. أغلقت الباب خلفي والتفت .. بهت .. صعقت .. جحظت عيناي .. وجف ريقي واضطرب جسدي وارتعدت أوصالي وسرت فيها برودة حادة كادت تلقيني على الأرض فاقد الإدراك .. تسارعت ضربات قلبي وعدت في إثرها أنفاسي فلا أدري أيهما سبق .. أبصرت ثعباناً يصعد الدرج أمامي يتسلل من خلفي يغزو بيتي يقتحم داري يسرق أحلامي 00 يعتدي على مستقبل أطفالي .. يتسلل يصعد درجة تلو درجة .. لم يأبه لوجودي .. لم يبد عليه الخوف .. أخذ يتسلل يصعد ويصعد وأنا جامد الأوصال محدق العينين تاهت مني الأفكار00 تناثرت مني العزيمة 00 صرخت من داخلي رباه .. ماذا أصنع .. ؟! أأصمت حتى يلتهم سعادتي حتى يأكل مستقبلي .. صحت .. لا .. لا00 فتحت الباب مسرعاً .. وألقيت صغيري من يدي .. فوقف على كثب مني خائفاً مترقباً ربما لم يدر سر خوفي ولكنه بدا أكثر خوفاً مني لخوفي الذي يشمل كل قسمات وجهي .. أبحث حولي .. لا أجد شيئاً .. أبحث عن عصى عن سكينة عن سيف عن مدفع .. لا أجد شيئاً .. أبحث في كل مكان عن لا شئ .. ولا أجد شيئاً .. لم أجد أمامي إلا الحجر .. التقطت حجراً مسرعا .. وقذفت به الثعبان .. لم يأبه بالحجر ينظر الى شزراً ثم يتابع تقدمه .. يتابع تسلله نحو عريني نحو أرضي نحو مستقبلي هرعت .. التقطت حجراً آخر صوبته نحو الغازي .. ألقيت به 00لم يصبه بسوء .. ارتسمت على وجه الثعبان الفرحة .. والسخرية .. أخرج لي لسانه .. ثم يتابع تسلله .. هرعت .. جريت في كل مكان أبحث .. عن حجر .. وجدت صغيري أحمد يمسك في يده حجراً .. يناولني إياه .. يجري باحثاً عن حجر آخر فزع لفزعي يشاركني حربي ضد الثعبان .. يجلب لي حجراً .. وحجراً ..وحجراً .. يناولني إياها .. أقذف بها لا تصيب الغازي بشيء .. اهتزت يدي .. زاغت عيني .. ضعفت قواي .. تهاوت عزيمتي .. تراجعت مستسلما .. تراجعت باكياً .. تركت الثعبان يتسلل .. تركت الغازي يتمكن .. تركت المجرم يعبث بحياتي00 تراجعت .. و الثعبان ما زال يصعد الدرج درجة تلو أخرى لا يوقفه قذف الحجارة ولا يثنيه شرر الغضب المتطاير من عيني 00 ولا يفزعه اللهب المتصاعد من صدري 00 تراخت قواي 00 ناءت قدماي عن حمل جسدي المثقل بالهموم و الحسرة 00هويت 00سقطت في بئر سحيقة من الفشل من الخوف 00 من الاستسلام 00اقترب مني صغيري أحمد 00ربت على كتفي بيد حانية صغيرة 00 ومد يده إلي بحجر 00أخذ يحثني على تناوله 00يده مازالت ممدودة بالحجر 00ارقب يده متحسراً خائر القوى 00مددت يداً واهنة لألتقط الحجر 00هوت يدي قبل أن تصل إليه 00خارت عزيمتي قبل أن تلامس أناملي الحجر 00بكيت 00صرخت00 استغيث 00لا أحد يجيب 00لا أحد يسمع 00 والناس من حولي رائحة غادية تحدق في بعينين بارزتين حادتين و لكنهما لا تبصران مما حولهما شيئاً00ولا أحد يجيب00لا أحد يسمع 00تاهت صرختي في فضاء نفسي00دوت الصرخة في أرجاء صدري 00ملأت الصرخة أركان الدنيا00ولا أحد يجيب00 ربت صغيري على كتفي وتقدم حاملاً حجرة حتى صار قبالة الثعبان 00وجهاً لوجه 00صغيري بحجرة والثعبان بسمه و غدره و خيانته 00سخر الثعبان 00و حدج صغيري بنظرة كلها استهانة 00 وندت عنه ضحكة عريضة حطمت بقايا عزيمتي و أطاحت بأملي الباقي00تراجع صغيري 00كاد أن يفقد وعية00كاد أن يسقط 00كادت النظرة المغناطيسية للثعبان أن ترديه فاقد الوعي 00و لكنه قاوم00 جالد00رفع يده بالحجر00تعلق قلبي به00 تعلقت عيناي بيده00تشبثت أحلامي بأنامله الرقيقة تجاهد لتحيط بالحجر الغليظ 00ضحك الثعبان00قهقه المجرم00قال صغيري متمتماً بأولى كلماته
- بسم الله 00الله أكبر 00 بسم الله 00 الله أكبر 00 الله أكبر الله أكبر
قذف بالحجر 00قذفة رهيبة 00فهوى كالصاعقة على رأس الثعبان 00ارتجف جسده00و انكمش على نفسه 00و أخذت الدماء تفور من رأسه 00التف حول جسده يصيح 00يصرخ00 يتأوه 00ينزف 00يتهاوى 00يتضاءل 00يتصاغر 00تغيب النظرة الساخرة من عينيه 00تزول البسمة المستهينة من شدقيه 00تغطي الدماء الوجه العابس الكالح 00يتراحع00تهدأ حركته00..يتهدل جسده الممشوق 00تتراخى عضلاته النافرة 00يسكن تماماً لا حراك 00لا بسمات 00 لا استهانة 00لا غزو لأحلامي 00لا غزو لمستقبل أبنائي 00رمقت فتاي غير مصدق 00 عاد إلي منتصراً 00 وقف قبالتي 00ربت على كتفي بيد فتية00مد إلي يده التي أعادت إلي الأمان 00و كفكف عبرات حارة انسكبت على وجهي 00 ومست أنامله قلبي الواجف فسكن 00و هدأ00و عادت إلي البسمة 00 عادت إلي الحياة 00رفعته عالياً00حملته بيدين واثقتين من النصر وصحنا سوياً
-بسم الله 00 الله أكبرقصة : أيمن شمس الدين
أرجو التعليق وشكراً