المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنه أبدا لا يستحق



راندا رأفت
17-05-2006, 10:56 PM
اصطدمت مساء بنبأ موته ، لم يكن وقع موته في نفسي كأي موت سمعت أو قرأت أو حتى رأيته في الدنيا ، تمنيت له كل شيء إلا هذا …
كان جار و مالك للعقار الذي أسكنه و أهلي ، يعمل في أحد المصالح الحكومية ينهي عمله في الثانية ظهرا ، يعود مباشرة إلى البيت لا أظنه اللتفت لهذا أو ذاك بعد مواعيد العمل الرسمية و لم تكن له من متع الحياة ما تسول له نفسه التأخر عن موعد عودته للبيت …
لذهنك كل الحق أن يتفتق عن سؤال من أين له بالعقار و راتبه الحكومي لن يتعد في أفضل الأحوال الخمسمائة جنية و لم يكن له من عمل إضافي يتربح منه ؛ فقد كان يستبيح كل مال يشم رائحته ، هو لن يسرقك و لن يلحق بك أي ضرر لكنه يجيد فن المسكنة و التقطيب و الشكوى لا يمانع أن يبكي بدلا من الدموع دما كي يثير شفقة من يطمع فيه لدرجة أنك لو وقعت تحت تأثيرة لأعطيته كل ما لك عن طيب خاطر بل و سعيد أنك أسعدت ذلك البائس الذي غدرت به الدنيا و الناس … هذا بالضبط ما حدث مع ابنه حين رزقه الله بإعاره بعد عناء استمر سنوات دون مساندة أبوية من أي نوع .
قالت له زوجته : إنه يأخذ ثمن تربيتك بالفوائد
قال لها : أخرسي
أعطى له ما جمع و كان هذا العقار الذي أسكنه و أهلي ….
يالبشاعة أصوات البكاء على الميت .. ينتفض قلبي لها ألما و امتعاضا و تحسرا…
لم يكن يلقي بالا بالناس و لا بما يدور حوله كل شيء يراه من منظور التآمر العالم يتآمر على مصر حقدا ، التجار يتآمرون على شركات المياه الغازية و يتهمونها بالصهيونية غيرة من نجاحها ، يتعامل مع الناس اللذين يعيشون معه و حوله على أنهم حسالة ، أو مجرد كائنات دونية تطمع في التقرب منه و التودد إليه ، بحكم منصبه الإداري يأتيه أصحاب حاجات في غير أوقات العمل في سبيل خدمة ما، توقيع ما مسألة حياة او موت بالنسبة إليهم و لن تكلفه هو شيء ، أستمع لصوت إذلالهم تكبرا لا يريد أن يقابلهم بحجج شتى واهية يأكل، نائم، متعب ، تعلو أصوات دعواتهم عليه و هم ذاهبون جارين أذيال الخيبة ، و هو أبدا لا يلين .
حين عودته إلى البيت يتفرغ لمراقبة الداخل و الخارج من السكان حاشرا أنفه فيما يخصه و ما لا يخصه يعطي لنفسه الحق في معاقبة أي مقصر حتى لو في الواجب المدرسي ، هو ضيف أساسي في كل الحفلات و المناسبات و العزومات ، يعامل السكان معاملة من يمن عليهم إقامتهم في عمارته بفلوسهم ، رغم ذلك كان الويل كله لمن يتاخر في دفع الإيجار و لا شيء عندة يسمى أعذار .
لم أسمع طيلة العشرون عاما اللذين قضيتهم في عمارته عن زائر ما طرق بابه حتى ابناءه لم يمكثوا ساعة من نهار عنده ثم يخرجون فلم يكن يحسن الاستقبال بخلا يخرج في صورة تعاليا على البشر، لذى نفر منه الأقربون و لم يحتمله أصدقاء .
آه لو يعلم أن بيته الان مزدحم بأناس قريبين و بعيدين .
أتذكر حين ماتت زوجته رفض بشدة أن يقيم لها عزاء بحجة أن الناس لم يعرفوها حية و هو لا يريد أن يعرفهم و هي ميته .. حجة بلا منطق ، الآن ابناءه يناقشون إقامة العزاء له ، و خلصوا إلى أنها بدعة ..
ظل الابناء طيلة العشر سنوات بعد وفاة أمهم يخدمونه بكل ما يملكوه من جهد و مال بلا تذمر بل و يعتبرون ذلك واجب مقدس عليهم ، لم يجعلوه يخرج مليما من جيبة و هو غاية مناه، رغم أنه مازال في عمله و يخرج له من إيجار العقار مبلغ كفيل وحده بحياة هانئة لم يشرك ابناءه فيها لكن لا أحد يعلم أين تذهب أمواله ، حتى بعد وفاته لم يحل هذا اللغز …
لم يعرف تاريخ البشر رجل مثله له من المال و البنون الصالحين و السكن و السلطة على أقرانه و رغم ذلك لم يضحك في وجه أحد لم يبتسم لم يداعب حتى أحفاده لم يحلم بغد أفضل كان كل أمانية أن يأكل و يشرب و ينام شريطة أن لا يخرج من جيبه مليما واحدا .
وجد الحياة كلها التي يتمناها …
ثم يموت !!!!!!!!
بأي حق يموت !!!!!
أيموت ليزداد راحة على راحة
و هو لا يستحق سوى الحياة بعذابها
كنت انا الأحق منه بالموت
هو أبدا لا يستحقه …..

راندا رأفت
17-05-2006, 10:57 PM
القصة لم تنته بعد
مازلت في قيد التعديل
إضافة حذف و ماشابه

في انتظار أرائكم تعينني


كل التقدير

الصباح الخالدي
18-05-2006, 12:07 AM
كلمات جميلة ورائعة من قلم مبدع

راندا رأفت
18-05-2006, 12:34 AM
أستاذ الصباح

سعدت بتواجدك

شكرا لك

د\أسماء علي
18-05-2006, 10:32 AM
الحبيبة راندا رأفت...

أولا هناك هنة استوقفتني..

حسالة=حثالة...

ثانيا ..الموت راحة الى من يتوق للقاء الخالق..

لكن من يتشبث بالدنيا ف أمر مختلف...

و أيضا الصورة لا تعكس النفس...

نحن رأينا البطل من منظور الناس لكن لم نره من منظور نفسه..

لم نفهم طريقة تفكيره الخاصة..

لكن العمل رائع ... لكن تمني الموت في نهايته لم أستسيغه لعل السبب أننا لم نعلم شيئ عن شخصية الراوي!

وفي تمني الموت قنوط من رحمة الله -عز وجل-..

دمت بمحبة...

شكرا على سعة صدرك أيتها الحبيبة...

مع خالص احترامي و تقديري..

محمد عبد الحميد الصعيدي
18-05-2006, 02:52 PM
لم يعرف تاريخ البشر رجل مثله له من المال و البنون الصالحين و السكن و السلطة على أقرانه و رغم ذلك لم يضحك في وجه أحد لم يبتسم لم يداعب حتى أحفاده لم يحلم بغد أفضل كان كل أمانية أن يأكل و يشرب و ينام شريطة أن لا يخرج من جيبه مليما واحدا .
وجد الحياة كلها التي يتمناها …
أتدرين أنى قد حزنت عليه جدا؟ وأدعوالله له بالرحمة والمغفرة .. ولم لا؟
لقد خسر كثيرا كثيرا ...
خسر الحب ... خسر الحياه ...إنه لم يكن حيا أبدا ...
حزنى عليه الآن شفقة - وما أدراك ما الشفقة - تلك التى كان يتسولها فى الدنيا ...
ترى أى ظروف تعرض لها وأثرت فى شخصيته هكذا؟
أتراه ذاق مرة طعم الحب ؟ أشك .. فلو قد ذاقه مرة لأحب العطاء ولعرف معنى السعادة ,
أتعتقدين أنه عرف نعمة الله عليه ؟ إنه لم يعرفها ولم يشكرها ....
كم أنا حزين عليه ... رحمه الله
حولنا الآن مثله كثيرون , نتعامل معهم يوميا , بل ربما - والعياذ بالله - أكون منهم بشكل أو بآخر , فلنمد لهم يد العطاء دائما ويكفيهم أنهم حرموا الكثير ولنشكر نحن الله الذى وهبنا مالم يهبهم .

(تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شىء قدير . الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ) الملك 1, 2
(اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )

تعليق سريع ولى عودة إن شاء الله

محمد عبد الحميد الصعيدي
18-05-2006, 03:29 PM
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=12869

هذه قصة جميلة بقلم رائع تشاركنا الموضوع
ولى عودة إن شاء الله
سلام مؤقت

محمد عبد الحميد الصعيدي
18-05-2006, 04:11 PM
أخت راندا ...
أعتذر لانشغالى اليوم .. لكنى أترك فكرة قبل أن أرحل ..
فلنجعل قصتنا تحمل بعض الأمل و لنعط بطلنا فرصة ليكون أجمل وأحسن ... ما رأيك؟ ما رأيك لو استبدلنا كلمة واحدة فى أول جملة بأخرى ؟
فلنجعل بطلنا يمرض مرضا حادا وعنيفا يحتاج مساعدة من جيران ... أو أبناء أو حتى غرباء ... ولنجعله أيضا لا يفقد أملا بشفاء
ولننظر ما يكون من أمره وأمر من حوله ....
قرحة بالمعدة أو بالاثنى عشر أرشحها له يقيئ دما ويحتاج العون فى كل شئون حياة ...
والآن أدعو الله له ولنا جميعا ...
أتمنى أن أكون قد أثرت فيك شهية للكتابة .... ولنا عودة إن شاء الله

جوتيار تمر
18-05-2006, 05:39 PM
راندا............

اسلوبك في سرد القصة جيد ..ولغتك سلسة يمكن هضمهها بسهولة... وربطك للاحداث ايضا جيد...ومع الفكرة واضحة المعالم والهدف ..الا ان هناك بعض التناقضات في مضمونها..قد لاتكون تناقضات بقدر ما تكون امور تحتاج الى رؤية اوضح ليكون القارئ على المحك.
المهم القصة جيدة...وانتظر التكملة............

تقديري واحترامي
جوتيار

راندا رأفت
19-05-2006, 09:16 PM
الحبيبة راندا رأفت...

أولا هناك هنة استوقفتني..

حسالة=حثالة...

ثانيا ..الموت راحة الى من يتوق للقاء الخالق..

لكن من يتشبث بالدنيا ف أمر مختلف...

و أيضا الصورة لا تعكس النفس...

نحن رأينا البطل من منظور الناس لكن لم نره من منظور نفسه..

لم نفهم طريقة تفكيره الخاصة..

لكن العمل رائع ... لكن تمني الموت في نهايته لم أستسيغه لعل السبب أننا لم نعلم شيئ عن شخصية الراوي!

وفي تمني الموت قنوط من رحمة الله -عز وجل-..

دمت بمحبة...

شكرا على سعة صدرك أيتها الحبيبة...

مع خالص احترامي و تقديري..


أختي الحبيبة أسماء
سعدت جدا بوجودك

أولا شكرا على ملاحظتك في الهنة اللغوية عندي

ثانيا فعلا حاولت الدخول الى نفسية البطل لكن وجدت أني ساكون في قصة آخرى باختصار أني في ورطة بين واقعة الخارجي و حقيقته الداخليه و اعتبرت أن الرواي حيث انه أحد السكان فمن الطبيعي أن لا يكون على علم بتارخ الشخصية ... و مازال التفكير مستمر .

ثالثا : عن تمني الموت لم يستساغ في العمل الأدبي ام لم يستساغ من الناحية العاطفية
بمعنى أني لو لغيت هذا الجزء سيكون أفضل أدبيا

في النهاية
كل الشكر و التقدير

:noc:

راندا رأفت
19-05-2006, 09:22 PM
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=12869

هذه قصة جميلة بقلم رائع تشاركنا الموضوع
ولى عودة إن شاء الله
سلام مؤقت


أشكرك عابر سبيل على إهتمامك
فعلا القصة تستحق القرآة و التعلم منها

راندا رأفت
19-05-2006, 09:31 PM
أخت راندا ...
أعتذر لانشغالى اليوم .. لكنى أترك فكرة قبل أن أرحل ..
فلنجعل قصتنا تحمل بعض الأمل و لنعط بطلنا فرصة ليكون أجمل وأحسن ... ما رأيك؟ ما رأيك لو استبدلنا كلمة واحدة فى أول جملة بأخرى ؟
فلنجعل بطلنا يمرض مرضا حادا وعنيفا يحتاج مساعدة من جيران ... أو أبناء أو حتى غرباء ... ولنجعله أيضا لا يفقد أملا بشفاء
ولننظر ما يكون من أمره وأمر من حوله ....
قرحة بالمعدة أو بالاثنى عشر أرشحها له يقيئ دما ويحتاج العون فى كل شئون حياة ...
والآن أدعو الله له ولنا جميعا ...
أتمنى أن أكون قد أثرت فيك شهية للكتابة .... ولنا عودة إن شاء الله

أستاذ عابر سبيل لا أكذبك امرا
كنت قد كتبت جزء عن مرضه لكن لا أدري ما الذي جعلني أحذفه

سعيدة جدا باهتمامك

و في انتظار عودتك إن شاء الله

:noc:

راندا رأفت
19-05-2006, 09:34 PM
راندا............

اسلوبك في سرد القصة جيد ..ولغتك سلسة يمكن هضمهها بسهولة... وربطك للاحداث ايضا جيد...ومع الفكرة واضحة المعالم والهدف ..الا ان هناك بعض التناقضات في مضمونها..قد لاتكون تناقضات بقدر ما تكون امور تحتاج الى رؤية اوضح ليكون القارئ على المحك.
المهم القصة جيدة...وانتظر التكملة............

تقديري واحترامي
جوتيار

ألف شكر أستاذ جوتيار على التواجد الراقي

لكن اسمح لي فلم توضح ما هي التناقضات التي رأيتها
و لم توضح أيضا ما المور التي تحتاج إلى توضيح


كل التقدير

:noc: