المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ورحل السيد مغرور!!



أيمن شمس الدين محمد
19-05-2006, 05:28 PM
ورحــل الســيد مغرور

توقفت الشمس يوما عن السباحة في الفضاء .. وألقت نظرة فاحصة للوراء .. فلم تقدر علي العودة للسباحة من جديد .. وراحت تتأمل الحدث الجلل غير مصدقة لما يحدث أمامها فلولا أنها رأت ذلك بأم عينيها ما صدقت ... وكانت السماء تمطر في مكان ما من الأرض فكفت فجأة عن المطر وتوقفت القطرات عالقة بين السماء والأرض .. لا تدري هل تعود للسماء أم تهبط إلي مسارها المرسوم .. وتجمدت السحب في مكان ما من الأرض فكفت عن المسير وتكدست تطل علي مكان من الأرض منظور .. يحمل في طياته حدثا جللا ..
انتبه الناس فجأة فلم يمر النهار .. ولم تكمل السماء الإمطار .. ولم تبحر السحب إلي حيث أمرت بالإبحار فتساءل الجميع .. ماذا يحدث في الكون العجيب .. ترى هل انتهي الكون إلي النهاية المرسومة له .. تري هل قامت القيامة من مرقدها الأمين لتعلن نهاية الكون وبداية العرض والحساب .. ؟ لا أحد يدري ماذا حدث ؟؟؟!!!
قال الناس إن السيد مغرور قد مات ..
يا إلهي !! السيد مغرور مات .. !!! ومن يقدر علي إماتة هذا المغرور ؟؟؟!!
هل كان مريضا .. ؟ لا !! هل مات في حادث ؟؟ لا !! مغرور مات !!
انتهت الدنيا إذن لقد كان السيد مغرور ملء السمع والبصر لا يفتأ يظهر في كل مكان يسَيِّر كل شئ بمشيئته ... لا يقوم قائم ولا ينام نائم إلا بمشورته !! لا يقطع إنسان أمرا إلا بعد نصيحته !! لا يتحرك قدم أحد من مكانه إلا بإشارته !! ترى هل مات السيد مغرور حقا أم إن الأمر لا يعدو مزحة لا تلبث أن تذوب مع ذوبان برد الشتاء تحت وطأة الشمس اللافحة في الصيف الزاحف علي الكون حارا خانقا .. ؟ هل غاب السيد مغرور عن الدنيا حقا أم سيعود يطل علينا من جديد عبر التلفاز والصحافة يُسيِّر كل شئ بمشورته ويقضي كل شئ بحكمته .. لا أحد يعلم حقيقة الأمر ؟؟؟ ولكن الشئ المؤكد أن الأمر جد خطير ولا يدري أحد كنهه ..
الجميع وقف يترقب من سيأمر الشمس بالبزوغ من الغد .. إذا كان السيد مغرور قد مات ..
من سيأمر السحب بالإمطار من الغد إذا كان السيد مغرور قد مات ..
من سيسير الكون بطوله وعرضه إذا كان السيد مغرور قد مات ...
من سيطعم الأفواه الجائعة .. ويكسى الأجساد العارية .. ويكسى الأرض الجدباء خضرة إذا كان السيد مغرور قد مات ..
من سيمد الدنيا بالضياء والنور إذا كان السيد مغرور قد مات ..
وفجأة .. طار نبأ عجيب دوى في الأفاق ... لقد قرر السيد مغرور وتواضع وتعطف علي الجماهير الغفيرة .. ورأف بحال الكون الواقف علي أطراف أصابعه يرقب نهايته في شغف وفضول .. قرر السيد مغرور المشرف علي الموت .. بعد أن رأي أن الكون سيختل نظامه .. وينفرط عقده .. قرر ألا يموت !!!
قرر أن يعود من بوابة الموت المفتوحة علي مصراعيها .. قرر أن يمسك بأهداب الحياة من جديد .. قرر أن يسدل علي الموت ستارا حتى حين ... فهدأ الكون .. وتنفس الصعداء .. وتلفت الكل حوله براحة وهدوء وازدرد الجميع ريقهم .. وأحسوا بدبيب الحياة يسرى في أوصالهم .. فلقد عاد من بوابة الموت السيد مغرور حاملا معه مفاتيح المستقبل السعيد لأجيال ما عرفت للسعادة طعما .. وما مست الراحة أجسادها ..
وأعقب النبأ المفرح نبأ بدد الفرحة بعودة السيد مغرور .. طار النبأ الحزين ..
لقد مات السيد مغرور حقا .. فلم يقدر علي العودة من بوابة الموت المفتوحة علي مصراعيها .. فلقد انزلقت قدمه .. في جب الموت السحيق .. وطارت روحه إلي حيث لا يعلم مصيرها إلا ... وتجمد الكون مكانه لِلَحظات لا يدري إلي أي اتجاه يسير شرقا أم غربا شمالا أم جنوبا .. لا يدري ..؟ وتوقفت السحب مكانها فلم تعرف هل تنزل ما بها من مطر هنا أم هناك أم تحتفظ به لعله ينفعها في وقت يعز فيه الماء .. وأغمضت الشمس عينيها فعَمَّ الكون السحيق المترامي الأطراف ظلام دامس وتوقفت الريح عن الهبوب لا تدري هل تسير أم تتوقف .. ؟؟؟ حالة من الجمود الكامل تعتري الكون .. والناس باتوا غير مصدقين لما يروا .. مات السيد مغرور !! إذن ستموت الدنيا كلها خلفه .. الكل وقف مشدوها حائرا مضطربا .. يرقب فناء الدنيا ..
ولم يلبث الجميع أن انتبهوا فجأة .. إن السيد مغرور مات وإن الحياة مازالت باقية تدب في أوصالهم .. فانطلقت الشمس تسبح في الفضاء بعد أن ابتسمت ابتسامة استهانة بالحدث فكل يوم تشهد موت ألف مغرور ومغرور .. وانطلقت السحب تجوب الفضاء إلي حيث قدر لها السميع العليم .. وهبت الريح مزمجرة تزأر وتصرخ في كل الكون وتدفع أمامها قلوبا أوشك الخداع أن يغرقها في بحر من الأوهام ... تدفعها لتحيا حياتها فلقد مات مغرور ولكن الحياة مازالت تسير ولن تتوقف لموت أحد مهما كان مغرورا .. وإذا كان مغرور مات فإن غدا يهل علينا حامل في طياته ألف مغرور جديد...
انتبه الناس فجأة وتلفتوا حولهم .. ثم هزوا مناكبهم في تسليم وانكسار وغمغم البعض قائلين : مات مغرور .. هيه دنيا .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. فلنواصل عملنا وحياتنا ..
وعاد الكون يموج بالحركة متناسيا مغرورا كما تناسى من قبله ألف مغرور ومغرور وعاد الناس لحياتهم وهمومهم وما عادوا يذكرون مغرورا فلقد استمرت حياتهم وما تعطلت لموت أحد أو لحياته ... وهكذا الدنيا ... لا تأبه لموت مغرور أو لحياته ..
قصة : أيمن شمس الدين

محمد عبد الحميد الصعيدي
19-05-2006, 06:12 PM
أخى الرائع الأستاذ أيمن
كم هى جميلة ورائعة قصتك ... ( بينى وبينك ... هل تقصد مغرورا بعينه أنا وأنت نعرفه؟ )
دمت مبدعا

حسام القاضي
21-05-2006, 05:18 PM
الأخ العزيز / أيمن شمس الدين
تحياتي
جذبتني مقدمة العمل من أول ( توقفت الشمس ....حتى يحمل في طياته حدثا جللا ) رأيت أسلوبا جيدا وتشبيهات بديعة فتوقعت قصة جيدة .. ولكن بعد هذا لم أجد ما توقعت فقد ظللت تلف وتدور حول نفس النقطة وتزيد وتعيد فيها بلا أي داع ثم شككت في موته وبعدها أكدت على موته واكتشف الجميع ان الحياة لم تتوقف بموت سيادته ، ومع هذا لم أجد قصة .. بلا شك لديك موهبة ما ولكنك لا توظفها جيدا واسمح بهذا الاحصاءالبسيط:
عبارة ( السيد مغرور مات ) كررتها 8 مرات.
عبارة (السيد مغرور ) كررتها 6 مرات.
كلمة ( مغرور ) كررتها 12 مرة .
أي أن كلمة مغرور وحدها تكررت 26 مرة .
يا اخي الفاضل القصة القصيرة تعتمد على الإختزال لا التكرار ، وعلى الإيجاز لا الإطالة.
ما كتبته لا يمكننا إدراجه تحت مسمى قصة ، هو بالكاد ما يكتب من باب التفكه عند موت أي طاغية ولا ينتسب لهذا الفن .
أخي الفاضل حاول التركيز فيما تكتب ، تجنب التكرار والإطالة ،اقرأ لكتاب متمكنين في هذا المجال .
مع تقديري واحترامي .

أيمن شمس الدين محمد
22-05-2006, 02:45 PM
الأستاذ الفاضل / حسام القاضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك يا أستاذ حسام على ملاحظاتك وسآخذها بعين الاعتبار، ولكن لي ملحوظة أرجو أن تعذرني فيها وتقبلها مني بصدر رحب: لماذا توقع أسفل كتاباتك بــ " أديب.. أحيانا " ولماذا لا تكون " أديب في كل الأوقات " حتى تكون موهبتك الأدبية قادرة في كل حين.. على المشاركة والإضافة والإبداع والتعليق على ما ينشر على صفحات الواحة الثقافية.. من إضافات الأعضاء
عموماً أشكرك على تعليقك وملاحظاتك محل دراسة ومراجعة
أخوك / أيمن شمس الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبلة محمد زقزوق
22-05-2006, 03:33 PM
رائع الرمزية
فتوظيفك للطبيعة وإنصياعها لرغبات المغرور ، كانت في الصميم حيث أنني أجد أن الكثيرين يسلمون عقولهم ومقود مصيرهم في أيدي كل من كان منتفخ مغرور . فيستعذبون راحة البال ويتعذبون من سيطرة المغرور ، وهم يعلمون حق اليقين مدى جهله وقلة حيلته ولا يستطيعون معه التعبير .
حتى يحين الرحيل ، فتتفوه الأفواه الصامته بما لم تكن تقدر عليه في حياة من كان لهم أميرا أو قائدا
تحياتي أخي الفاضل ـ أيمن شمس الدين

حسام القاضي
22-05-2006, 07:17 PM
الأستاذ الفاضل / حسام القاضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك يا أستاذ حسام على ملاحظاتك وسآخذها بعين الاعتبار، ولكن لي ملحوظة أرجو أن تعذرني فيها وتقبلها مني بصدر رحب: لماذا توقع أسفل كتاباتك بــ " أديب.. أحيانا " ولماذا لا تكون " أديب في كل الأوقات " حتى تكون موهبتك الأدبية قادرة في كل حين.. على المشاركة والإضافة والإبداع والتعليق على ما ينشر على صفحات الواحة الثقافية.. من إضافات الأعضاء
عموماً أشكرك على تعليقك وملاحظاتك محل دراسة ومراجعة
أخوك / أيمن شمس الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخ الفاضل / أيمن شمس الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قمت بالتعقيب على عملك وتحدثت عن فنيات العمل ولم أتطرق مطلقا إلى شخصك الكريم وهذه هي مهمتي هنا الموكولة إلى من القائمين على المنتدى ، في بداية تعقيبي أشرت إلى الإيجابيات الموجودة لديك .. من تشبيهات وأسلوب جميل .. إلخ ثم أشرت إلى السلبيات الموجودة في عملك لتتنبه إليها فتتجنبها في أعمالك القادمة .. كل هذا ولم أتطرق بسوء إلى شخصكم الكريم فحكمي كان على العمل لا عليك وهذه هي سياسة المنتدى لا مجاملة ولا تجريح .. ولست الوحيد الذي قمت بالتعقيب عليه إقرأ تعقيبي على الأخ عدنان القماش مثلا ، وكونك لا تتقبل النقد فهذا راجع إليك ، ولكن اعلم أن العمل يكون ملك لصاحبه طالما هو في درج مكتبه فإذا نشر فقد صار للجميع ولهم الحق في التعقيب عليه بما يراه كل منهم .
أما عن توقيعي ( أديب أحيانا ) فلأننا جميعا مشغولون في رحلة البحث عن الرزق لذا فأحيانا ما نكتب وهذا بالطبع ليس له أدنى علاقة بالموهبة كما تكرمت وذكرت...تلميحاتك غير مقبولة شكلا وموضوعا .
أرجو الموضوعية في ردودك .

سمير الفيل
24-05-2006, 11:44 AM
أيمن شمس الدين محمد

أعجبتني القصة فكريا ، لكنني أتحفظ على بعض فنياتها وستعرف لماذا عندما أتوقف أمام نقاط محددة وهي :
ـ المقدمة القوية التي بدأت بها النص لم تحافظ عليها ، وهذه نقطة هامة في استراتيجية السرد أن يتنامى الحدث ولا يمثل حالة " دوران " .
ـ هذا النص يمكن إدراجه فيما أسميه ـ أنا ـ بالكباريه السياسي سردا . فهو يقوم بتعرية الواقع عن طريق الإسقاط دون أن يتورط في عمل سياسي صارخ.
ـ نحن ضد الطغاة في كل مكان وزمان ، فمهما امتلكوا من " بروباجندا " فهم فقراء الروح ، منزعجون من كل نقد يوجه إليهم .وهذا هو الخطاب الذي سقته بفنية معقولة .
لذلك يمكننا أن نكتب ساخرين شريطة ألا يتعرى " النص " من اول نظرة . هناك مساحة ممكنة للعب الفني الحميد .
ـ شخصيا استمتعت بالنص فوراء الكتابة قلم موهوب بلاشك لكنه في حاجة لدمج بعض المقاطع ، ولعدم الوقوع في التكرار اللفظي . أما ما ذكرته من علامات " كبوابة الموت " وغيرها فهي تجنح للرمزية لكنها رمزية حية تحيلنا للواقع .
ـ ما زالت نقطة اساسية أراها في أغلب الكتابات التي قرأتها اليوم مصادفة وهي " التعليق النهائي " من القاص على " الحدوتة " ، وهذا يمثل وصاية على المتلقي .
لكن بكل أمانة نحن أمام كاتب له مستقبل سردي حقيقي حيث تنبيء كتابته عن شيئين ، هما :
الوعي بفكرة الكتابة ، ورنة السخرية التي تأتي بلاتكلف ولا اصطناع .
وهذا في حد ذاته مكسب كبير .

سمير

أيمن شمس الدين محمد
24-05-2006, 11:20 PM
الأخ العزيز الأستاذ / حسام القاضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالتك أشعرتني بأسى شديد فلم أتعمد الإساءة إلى شخصكم الكريم، فليس هذا من أخلاق المسلم، وأتقدم لكم بخالص الاعتذار إن كنت قد فهمت من مضمون كلماتي النيل من شخصكم الكريم وملاحظاتك التي أبديتها على عملي كما قلت سابقاً سآخذها بعين الاعتبار فهذا دليل على أنني أقبل النقد وأتعامل معه بعقل مفتوح فأنا أرغب أن أستفيد من تعليقات الأخوة الكرام الذي يشرفون على هذا المنتدى الرائد لأتفادى ملاحظاتهم في المستقبل ...
أخيراً : شكراً لك ... ومعذرة على سوء فهم المقصود من كلماتي ...
أخوك أيمن شمس الدين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حسام القاضي
28-05-2006, 11:45 PM
أخي العزيز / أيمن شمس الدين

ألف مبروك صدور مجموعتك الأولى لقصص الأطفال .

ونريد ان نقرأ جديدك .

أخوك حسام .