المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أُمَّــةٌ في العَــراءِ



د. مصطفى عراقي
21-05-2006, 01:18 AM
قصيدة:

أمة في العراء
http://www.ipc.gov.ps/ipc_a/ipc_a-1/img1/2004/May/rafah016b.jpg
شعر : مصطفى عراقي
تصدير:

يَا حَسْـــــرَةً مَا أكـَـــادُ أحْمِـلـُـهَا
آخِرُهَــــا مُزْعِـــجٌ وَأوَّلـُــــــهَا
أسْـلـَمْـنـَـا قـَـوْمُـنـَـا إلـَى نـُـوَبٍ
أيْسَرُهَـا فِي القـُـلـُـوبِ أقـْـتـُـلـُهَا

أبو فراس الحمداني - 357 هـ
القصيدة:

أمَّــةٌ في العَـــرَاءِ

يَـا أمَّـة ً فِي العـــراء مَـنـْــــزِلـُـهَـا =أضلاعُـهُ مَـا تـَـكَــادُ تـَـحْـمِـلُـهَـا
النـَّـارُ مِنْ حَوْلِـنَـا تُـحَـاصِــــرُهَـا =وَنَـحْـنُ مِثـْـلَ الغُـثَـاءِ نَـخْـذُلـُـهَـا
تَـبـِـيتُ فـَـوْقَ الحِــــرابِ أضْـلُـعُـهَـا =تَـمْـشِـي عَـلَـى المُـهْلِـكـَـاتِ أرْجُـلُـهَـا
تَـسْـعَـى إلَـى المُـرْتَـقَـى لَـتَـبْـلَغَهُ =لَـكِـنَّ أوْهَـامَــــنَـا تُـكـَـبِّـلُـهَـا
يَـا أمُّ ، كَـمْ فِـتـْـنَـةٍ رُمِيتِ بِـــهَـا =أصْعَبُـهَـا قَـاتِـلٌ وَأسْـــــهَـلُـهَـا
يَـا أمُّ ، كـَـمْ مِحْـنَـةٍ دَمِيـــــتِ لَـهَـا =وَنَـحْنُ – لا العادياتُ – أوَّلُــهَـا
أبْـنَـاؤُهَـا حَوْلَـهَـا ضَـمَـائِــــرُهُـمْ =شَــتَّــى وَأعْدَاؤهَـا سَـتُـشْعِــلُـهَـا
نـَـارًا تَـبَــدَّتْ لَـنَـا مُـضَـرَّمَـةً =وَبَـعْـضُنَـا يشْتهي يُـقَـبُّـلـُهَـا
فَـلا دِمَــــاءُ الفِـدَاءِ نَـبْـذلُـهَـا =وَلا سُـيُـوفُ الضِّـيَـاءِ نَـصْـقُـلُهَـا
لِـنُـنْـقِـذَ الطَّـيْـرَ مِـنْ مَـخَـالِـبـهِـمْ=لِـتَـن ـتَشِـي الأرْضُ حِـيـِنَ نَـنْـقُلُهَـا
مِـنَ الظَّـلامِ الذي يُـحَـــــاكُ لَـهَـا=إلـى الشُّـــروقِ الذي سَـيَـحْـمِـلُـهَـا
فـَـلا وُجُـــوهُ الشُّـــرورِ تُـفْـزِعُـهَـا =وَلا صُـــدُوعُ الدُّجَـى تُـزَلـْـزِلـُـهَـا
يَـا أمَّـةً كَـالـنُّـجُـومِ شَـــــارِدَةً =تَـسْرِي وَلَـيْلُ الأسَـى يُضَـلِّـلُـــهَـا
أعْضَـاؤُهَـا فِـي العَـرَاءِ عَـارِيَـــــة ٌ=وَضَـاعَ بَـيْـنَ الخِـيَـــامِ مِغْـزَلُـهَـا
فَـهَـلْ سَـتَلْقَى ابْـنَهَا يُـدَثِّرُهَـا =أمْ تِـلْـكَ أيْــدِي الرَّدَى تُـزَمِّـلُهَـا؟
جِــرَاحُهَـا فِـي التُّـرَابِ نَـازِفَـة ٌ=وَحُـلْمُـهَـا فِـي السَّـحَـابِ يَـسْـألُهَـا
هَـلْ تَـنْـهَـضِـينَ الغَــدَاة َ سَـيِّـدَتِـي؟=فَـتـَرتَم ـي والظُّـنُونُ تُـذهِـلُـهَـا
يَـا صَــــائِدَ الوَهْـمِ لا يُـرِيـدُ بـِـهِ =سِـوَى وُجُـوهِ مُـنًـى يُـؤمِّــلُـهَــا
ألا تَـرَى البرق فِــي وَثِــيِــقَـتِـهَـا=يَـح ـتَـالُ بالبـارقات يُرْسِـلُـهَـا؟!
تَـبِـيـِتُ بَـيْـنَ الوُعُـوُدِ تَـحْـسَـبُـهَـا =نورًا وَفِـيِـهَـا الرُّعُـوُدُ تـَـجْـهَـلـُـهَـا
وهل ستـرْضَـــــى رياحهُ أبَـدًا =وَإنْ خَـذلْـتـُـمْ رُبًـا نُـبَـــجِّـلُـهَـا
وَإنْ وَأدْتـُـمْ ثِـمَـارَنَـا مِــــــزَقًـــا =لِـيَـنْـحَـنِـي في الوهادِ سُـنـْـبُـلـُـهَـا
وَإنْ سَـلَـبْـتـُـمْ مِـيَـاهَ رَوْضَـتِـنـَــا =وَرُوحَـنـَـا وَالدِّمَـاءَ يَـنْـهَـلُــــهَـا
لَـنْ تَـكْـتَفِـي بـِـالـدِّمَـاءِ وَجْـبَـتُـهُ =رُءوسُـكُـمْ فِـي غَـدٍ سَـتُـكْمِـلُـهَـا
يَـا جَـانِحًـا لِلسَّـــــرَابِ تَـخْـدَعُـهُ=حَـمَـامَـة ٌ فِـي الظُّـهُـوُرِ مُـنـْصُـلُـهَـا!
أغْـصَـانُ زَيْتُـونِـهَـا مُـزَيَّــــــفَـة ٌ=مُـعَـلَّـقٌ فِـي الغُـصُـوُنِ مِـقْـصَـلُـهَـا!
لَـمْ يَـجْـنَـحُـوُا لِلـسَّـلامِ بَـلْ جَـنَـحُـوُا =لِلـحَـرْبِ تَـبْـغِـي الـدِّيَـارَ تـَـأكُـلُـهَـا
بـِـالحِـقْـدِ يَـهْـتَاجُ فِـي حَـضَـارَتِـهِـمْ =كَـأنـَّـهُ " إيِــدْزُهَـا " يُـحَـلِّـلُـهَـا
تـَـارِيـخُـهُـمْ صَـفْـحَـــة ٌ مُـؤامَـرَة ٌ=وَصَـفْـحَـة ٌ بـِـالـرَّدَى تُـــؤَوِّلُـهَـا
إنْ ضَـلَّ عِـنـْـدَ الـصَّـبَـاحِ مِـدْفَــعُـهَـا =يَـنْـسَـلُّ بَـيْـنَ الـشُّـقُـوُقِ ، مِـعْـوَلُهَـا
قـَـدِ اسْـتَـهَـلُّـوُا الـوَرَى بـِـمَـذبَـحَـةٍ =فـَـكَـانَ لِلأنْـبِـيَــــاءِ أهْـوَلُـــهَـا
نِـظَـامُـهَـا الـعَـالَـمِـيُّ يَـكْـفُـلُـهَـا=يَـسُـوء هُ أنْ يَـغِـيـِـبَ هَـيْـكَــــلُـهَـا
وَلَـيْـسَ لِـي مِـنْـهُ غـَـيْـرُ قـَـبْـضَـتِـهِ=السَّـوْد ءِ يُـلْـقِـي بِـهَـا وَيُـنـْـزِلُـهَـا
عَـلَــى رِيَـاضَـي الـــتِـي تُـــؤرِّقُـهُ =يُـزْعِجـِـهُ أنْ يُـضِـيءَ فَـيْـصَـــلُـهَـا
وَكَـمْ تَـخَـفـَّـى لَـنـَـا بِـأقْـنِـعَـةٍ =فِـي كـُـلِّ أحْـدُوُثـَـةٍ يُـبَـدِّلُـــهَـا
لَـكِـنَّــهُ الـيَـوْمَ صَـارَ يَـنـْـزِعُـهَـا=يُـبْـدِ الأخاديدَ لا يُجَـمِّـلُــــهَـا
يَـا أمُّ ، بَـــاتَ الـدُّجَـى يُـيَـتِّـمُـهَـا =فِـي كـُـلِّ أوْصَــالِـهَـا وَيُـثْـكِـلُـهَـا
فِـي كـُـلِّ رُكْـــنٍ هُـنَـاكَ نَـازِلَـة ٌ =يَـعِـيِـشُـهَـا أرْضُـهَـا وَأجْـبُـلُهَـا
فِـي كُـلِّ سِجْـنٍ تـلوح قَــــائِـمَـة ٌ=مِـنَ الأسَـارَى الـدُّجَـى يُـكَــبِّـلـُـهَـا
تـَـرْنـُـوُ إلـَـى أهْـلِـهَـا عَـلـَـى أمَـلٍ =فـَـمَـنْ إلـَـى أهْـلِـهَـا سَـيُـوُصِـلـُـهَـا ؟
تـَـبـِـيـِـتُ عِـنـْـدَ الـفـُـرَاتِ دَامِـيَـة ً=تـَـئِـنُّ "بَـغـْـدَادُهَـا" وَ "مَـوْصِـلُـهَـا"
فـِي "الـشَّـامِ" أشْـــلاؤُهَـا مُـمَـزَّقـَـة ٌ =وَفِـي "فِـلَـسْـطِــينَ" ضَـاعَ كِرْمِلُهَـا
فـِـي الـنِّيـِلِ كَـمْ ضِـحْـكَةٍ سَـنـَمْـزُجُـهَـا=بـِـدَ ْـعَـةٍ فِـي الـقُـلُـوُبِ تُـذهِـلُـهَـا
حتى "الـهِـلالُ الخَـصِـيـِـبُ" مُجْـدِبَـة ٌ=رِيَـاضُـهُ وَالـشُّـحُــوبُ يُـمْـحِـلُـهَـا
تُـقِـيـِـمُ أعْــدَاؤُنـَا بـِـألْـسُـنِـنَا=تَـلْـه ـو بـِـأقْوَالِـنَا تُـبَـلْـبِلُهَـا
فـَـلا "مُحِـيِـطُ" العَـــنَـاءِ يُـنْـقِـذهَـا =وَلا "خَـلِـيِـجُ" الرَّخَــاءِ يَـكْـفُـلُـهَـا
يَـا أمَّـة ً هَـلْ تَــــعُـودُ سامِـــقَـةً =مَـهْـمَـا جِـبَالُ الغُـيُومِ تُـثْـقِـلُهَـا
يَـخَـالُـهَـا الـمُـرْجـِـفُـوُنَ مَـيِّــتَـةً =وَلَـمْ يَـزَلْ فِـي الحَـيَـاةِ مَـعْـقِــلُـهَـا
يُـؤْوِي خـُـطَـى الـشَّـارِدِيـنَ يحضُنها =وَيُـرْشِـدُ الـتَّـائِـهِـيِـنَ مِـشْـعَـلُهَـا
يَـا أمَّـةً لَـنْ يَـجـِـفَّ مَـنْـبَـــــعُـهَـا =بَـلْ سَـوْفَ يَرْوِي الحَـيَـــاة َ مَـنـْهَـلُـهَـا
فِـي دَعْـــوَةٍ لِلـنـَّـجَـاةِ نَـحْـمِـلُـهَـا =وَسُــــورَةٍ بـِـالتُّـقَى نـُـرَتِّـلُـهَـا
يَـا أمَّـة ً لـَـنْ تـَـظـَـلَّ هَـامِــــــدَةً =لِـيَـخْـتَـلِـي بـِـالـشُّـعُوبِ أرْذلـُـهَـا
يَـخَـافـُـهَـا المُـجْـرِمُـوُنَ نـَـائِـــمَـةً=فَـكَـيْـ َ لَـوْ يَـسْـتَـفِـيـِقُ جَـحْـفَلُهَـا؟
هَـذا الظَّـلامُ الذي يُـحِـيِـطُ بِـنَـا =مَـرْحَـلـَـة ٌ أمَّـتِـي سَـتـَـرْحَــلُـهَـا
بـِـخُـطْـوَةٍ لِلأمَـــــــامِ وَاثِـقَـةٍ =لَـنْ يَـسْـتَـطِـيـِـعَ الـدُّجَـى يُـعَـرْقِـلُـهَا
هـَـذى الغُـيُــوُمُ الـتِـي تـُـؤرِّقُـهَـا =يَـجِـيء قَـطْـرُ الـنَّدَى ويَـغْـسِـلُهَـا
إنْ طَـالَ فَـصْـلُ الأسَى بَـمَـسْـرَحِـهَـا=فربَّـ ـا فى الخِـتَــــامِ أجْـمَـلُـهَـا
يَـا رَوْضَـةً هَـلْ تَـعُــودُ نَـاضِـرَةً =عَـصْـفُـوُرُهَـا صَـادِحٌ ، وَبُـلْـبُـلُهَـا
مُـوَشَّـحَـاتٍ كَــأنَّ أنـْـدَلُـسِـي =يَـؤُوبُ يَـشْـدُو بِـهَـا ، وَيُـرْسِـلُـهَـا
إلـَـى زَمَـان ٍ تـَـرِفُّ بَـسْـمَـتُـــهُ =فـَـوْقَ رِيَـاضِ المُـنَـى تُـقَـبِّـلُـهَـا
وَنـَـخْـلُـهَـا فِـي السَّـمَـاءِ بَـاسِـقَـةٌ =يَـضُـوعُ رَيْـحَـانُـهَـا وَسـلْسَلُــهَـا
لا زِلْــتِ يـا أمَّـتِـي مُـبَـارَكَــــةً=كـَـالـ َـيْثِ يَـرْوي البِـلادَ جَـدْوَلُـهَـا
يُحْـيي عُـيونَ الضُّـــحَى ، وَيَـبْــعَـثُـهَـا =أشْجَـارَ حُــبٍّ غَـدَتْ تُـظَـلِّــلُـهَـا

زاهية
21-05-2006, 01:57 AM
يَـخَـافـُـهَـا المُـجْـرِمُـوُنَ نـَـائِـــمَـةً =فَـكَـيْـفَ لَـوْ يَـسْـتَـفِـيـِقُ جَـحْـفَلُهَـا؟

صدقت أخي الكريم الشاعر المبدع مصطفى
هم يخافون يقظتها لذلك تراهم دائمًا يخدرونها بمورفين الفسوق
ويشعلون فتيل التناحر بين أبنائها و يأخذونها بلدًا بلداً ضعافًا متفرقين
وهم من قال فرق تسد
دمت مبدعًا
أختك
بنت البحر

محمد إبراهيم الحريري
21-05-2006, 07:12 PM
الأخ الشاعر وصديق المشاعر
تحية أرجو أن تنال رضاك وتقبلها كلمة تذرع السر وصولا لهواك
أشكر ودمت مبدعا وفيَّ حرف ، مبدع ظرف لتقول ما يسمو فكرا وينعش فؤادا ويميط لثام القافية عن سريرة نقاء تشعل قناديل الأمل درب فداء.
أحببت كل القصيدة ولا أراني إلا رافعا قبعة الفصحى مرحبا بك مرة أخرى ، لم نعد نستقبلك ضيفا بل صاحب قلم نال رضا الألفاظ المسرجة على مهار القلوب
فحط رحاله على بر الواحة سامقا كنخلة مريم ـ تهزها تساقط ـ رطب وجدان طاهر البيان

((((((((هـَـذى الغُـيُــوُمُ الـتِـي تـُـؤرِّقُـهَـا
يَـجِـيء قَـطْـرُ الـنَّدَى ويَـغْـسِـلُهَـا

إنْ طَـالَ فَـصْـلُ الأسَى بَـمَـسْـرَحِـهَـا
فربَّـمـا فى الخِـتَــــامِ أجْـمَـلُـهَـا ))))))))))))))
حروف ندت بطل أمل كف سحر ضمخت خيال الأماني يدا ، أماني شاعر ضرب أكباد نياق المنى ليحط رحاله بين بنات الفكر الطاهرات عشقا للآتي ، لا تكلفا بل بوح رؤى فطرية الهدى.
تحياتي
أخوك
لاجئ أدبي
محمد
أود مراسلتك
هل لي بذلك
هل تقبل
حبي

عدنان أحمد البحيصي
21-05-2006, 07:40 PM
الأخ الرائع الأستاذ الغالي مصطفى العراقي

وأقرأ هنا نزفاً آخر

بلون الدم

والدموع هنا في فلسطبن و هناك في العراق توأم


دمت شاعراً تلامس الشعور

والجروح

ينابيع السبيعي
21-05-2006, 08:58 PM
يَـا رَوْضَـةً هَـلْ تَـعُــودُ نَـاضِـرَةً
عَـصْـفُـوُرُهَـا صَـادِحٌ ، وَبُـلْـبُـلُهَـا

مُـوَشَّـحَـاتٍ كَــأنَّ أنـْـدَلُـسِـي
يَـؤُوبُ يَـشْـدُو بِـهَـا ، وَيُـرْسِـلُـهَـا

إلـَـى زَمَـان ٍ تـَـرِفُّ بَـسْـمَـتُـــهُ
فـَـوْقَ رِيَـاضِ المُـنَـى تُـقَـبِّـلُـهَـا

وَنـَـخْـلُـهَـا فِـي السَّـمَـاءِ بَـاسِـقَـةٌ
يَـضُـوعُ رَيْـحَـانُـهَـا وَسـلْسَلُــهَـا

ان شاء الله تعود بهكذا وأحسن
الشاعر الرائع مصطفى عراقي
رائع وراقي في كلماتك
قصيدة مليئة بالحب والقوة
والقوة والأمل
شاملة وطنية
كتبها شاعر شارك اخوانه بكل
مشاعر الحب
اعجبني اسلوبك الراقي
ومشاعرك الصادقة
تقديري
اختك
ينابيع السبيعي

عبدالملك الخديدي
21-05-2006, 09:04 PM
أخي الشاعر المبدع مصطفى عراقي
الهلال الخصيب لن يجدب
والنهرين سر البقاء ، وحلم خريطتهم سيكون هباء تذروه الرياح.
بارك الله فيك على هذه التراكمات الرائعة والبركان الثائر.

هناك على ما أعتقد خطأ مطبعي في كلمة أضلاعه ..
يَـا أمَّـة ً فِي العـــراء مَـنـْــــزِلـُـهَـا
أضلاعُـهُ مَـا تـَـكَــادُ تـَـحْـمِـلُـهَـا
هل المقصود أضلاعها .. حتى يتم التعديل فقط.

تقبل تحياتي
:0014:

د. مصطفى عراقي
21-05-2006, 09:27 PM
أخي الشاعر المبدع مصطفى عراقي
الهلال الخصيب لن يجدب
والنهرين سر البقاء ، وحلم خريطتهم سيكون هباء تذروه الرياح.
بارك الله فيك على هذه التراكمات الرائعة والبركان الثائر.

هناك على ما أعتقد خطأ مطبعي في كلمة أضلاعه ..
يَـا أمَّـة ً فِي العـــراء مَـنـْــــزِلـُـهَـا
أضلاعُـهُ مَـا تـَـكَــادُ تـَـحْـمِـلُـهَـا
هل المقصود أضلاعها .. حتى يتم التعديل فقط.

تقبل تحياتي
:0014:

أخي الكريم شكرا لعنايتكم وأرى أن ليس في قولي: " أضلاعه " خطأ ؛ لأن الضمير هنا عائد على منزلها

والمقصود أن أضلاع المنزل ما تكاد تحمل الأمة.

وهذا لا يتحقق لو كان الضمير عائد على الأمة.

وأكرر شكري على اهتمامكم ،ورغبتكم الكريمة في النصح الذي ننشده.

مصطفى

د. مصطفى عراقي
21-05-2006, 09:33 PM
يَـخَـافـُـهَـا المُـجْـرِمُـوُنَ نـَـائِـــمَـةً =فَـكَـيْـفَ لَـوْ يَـسْـتَـفِـيـِقُ جَـحْـفَلُهَـا؟

صدقت أخي الكريم الشاعر المبدع مصطفى
هم يخافون يقظتها لذلك تراهم دائمًا يخدرونها بمورفين الفسوق
ويشعلون فتيل التناحر بين أبنائها و يأخذونها بلدًا بلداً ضعافًا متفرقين
وهم من قال فرق تسد
دمت مبدعًا
أختك
بنت البحر
=======
شكرا لك يا أختنا الكريمة
وشاعرتنا العظيمة زاهية
وللكرم الموصول

والحضور الجميل

وحقا : هذا هو البيت الذي أحب أن أترنم به

وهو دليل على حياة الأمة رغم ما تحياه من محنة لأن الأعداء لا يخافون الموتى!



دمت لنا أختا فاضلة
وشاعرة بارعة

عبدالملك الخديدي
21-05-2006, 09:35 PM
أخي الشاعر المبدع / مصطفى عراقي

أشكرك على التوضيح وكان قصدي هو تنقيح هذه المقطوعة الرائعة.

وكذلك كنت ِأتصور أن للأمة أضلاع .. وللبيت أركان .

فاقبل اعتذاري على فضولي .

د. مصطفى عراقي
21-05-2006, 09:45 PM
الأخ الشاعر وصديق المشاعر
تحية أرجو أن تنال رضاك وتقبلها كلمة تذرع السر وصولا لهواك
أشكر ودمت مبدعا وفيَّ حرف ، مبدع ظرف لتقول ما يسمو فكرا وينعش فؤادا ويميط لثام القافية عن سريرة نقاء تشعل قناديل الأمل درب فداء.
أحببت كل القصيدة ولا أراني إلا رافعا قبعة الفصحى مرحبا بك مرة أخرى ، لم نعد نستقبلك ضيفا بل صاحب قلم نال رضا الألفاظ المسرجة على مهار القلوب
فحط رحاله على بر الواحة سامقا كنخلة مريم ـ تهزها تساقط ـ رطب وجدان طاهر البيان

((((((((هـَـذى الغُـيُــوُمُ الـتِـي تـُـؤرِّقُـهَـا
يَـجِـيء قَـطْـرُ الـنَّدَى ويَـغْـسِـلُهَـا

إنْ طَـالَ فَـصْـلُ الأسَى بَـمَـسْـرَحِـهَـا
فربَّـمـا فى الخِـتَــــامِ أجْـمَـلُـهَـا ))))))))))))))
حروف ندت بطل أمل كف سحر ضمخت خيال الأماني يدا ، أماني شاعر ضرب أكباد نياق المنى ليحط رحاله بين بنات الفكر الطاهرات عشقا للآتي ، لا تكلفا بل بوح رؤى فطرية الهدى.
تحياتي
أخوك
لاجئ أدبي
محمد
أود مراسلتك
هل لي بذلك
هل تقبل
حبي

أخي الحبيب الغالي

تلقف قلبي تحيتك مُذ أرسلها قلبك صادقة بشوق

وتلقت حروفي حروفَك بحب


فدمت لي ودامت حروفك العامرة بالصدق.



أخوك المحب مصطفى

د. مصطفى عراقي
21-05-2006, 09:56 PM
أخي الشاعر المبدع / مصطفى عراقي

أشكرك على التوضيح وكان قصدي هو تنقيح هذه المقطوعة الرائعة.

وكذلك كنت ِأتصور أن للأمة أضلاع .. وللبيت أركان .

فاقبل اعتذاري على فضولي .

==============

أخي الفاضل الأستاذ : عبد الملك الخديدي


بل عناية كريمة واهتمام مشكور كما أسلفتُ

فأنا يا أخي الكريم مدرك نبل مقصدك تمام الإدراك.

وأشكرك لتصورك .

ولكن هل يلام الشاعر على تصوره ؟


أكرر شكري وتحياتي يا أخي الكريم

ودمتم لنا إخوة ناصحين.

أخوك : مصطفى

د. مصطفى عراقي
21-05-2006, 10:04 PM
الأخ الرائع الأستاذ الغالي مصطفى عراقي

وأقرأ هنا نزفاً آخر

بلون الدم

والدموع هنا في فلسطبن و هناك في العراق توأم


دمت شاعراً تلامس الشعور

والجروح
=================
أخي الفاضل الأستاذ عدنان الإسلام

شكرا لقراءتك التي أضاءت القصيدة

وشكرا لحضورك الذي شرفني


وما زلت معاتبك على تشويقي بزيارة لقصيدة أخرى


أخوك : مصطفى

د. مصطفى عراقي
21-05-2006, 10:08 PM
يَـا رَوْضَـةً هَـلْ تَـعُــودُ نَـاضِـرَةً
عَـصْـفُـوُرُهَـا صَـادِحٌ ، وَبُـلْـبُـلُهَـا
مُـوَشَّـحَـاتٍ كَــأنَّ أنـْـدَلُـسِـي
يَـؤُوبُ يَـشْـدُو بِـهَـا ، وَيُـرْسِـلُـهَـا
إلـَـى زَمَـان ٍ تـَـرِفُّ بَـسْـمَـتُـــهُ
فـَـوْقَ رِيَـاضِ المُـنَـى تُـقَـبِّـلُـهَـا
وَنـَـخْـلُـهَـا فِـي السَّـمَـاءِ بَـاسِـقَـةٌ
يَـضُـوعُ رَيْـحَـانُـهَـا وَسـلْسَلُــهَـا
==============
ان شاء الله تعود بهكذا وأحسن
الشاعر الرائع مصطفى عراقي
رائع وراقي في كلماتك
قصيدة مليئة بالحب والقوة
والقوة والأمل
شاملة وطنية
كتبها شاعر شارك اخوانه بكل
مشاعر الحب
اعجبني اسلوبك الراقي
ومشاعرك الصادقة
تقديري
اختك
ينابيع السبيعي
==============
شكرا لعينٍ ثاقبة لمحت خيوط الأمل
وشكرا لقلب طاهر أدرك تباشير الفجر
وشكرا لينابيع مباركة روتنا بحروف طيبة
ولك كل تحياتي يا أختنا الفاضلة ينابيع السبيعي
مصطفى

د. سمير العمري
31-05-2006, 12:45 AM
قصيدة تنزف حزناً وألماً لحال الأمة أحسنت فيها المبنى والمعنى.

ويبقى السؤال الأهم:

هل يتغير حال الأمة بالحزن والألم والتأسف على حالها؟؟

أم ينصلح حالها بهمة الكرام والكبار من أبناء هذه الأمة ولو بالجهد القليل ووفق القدرات والمتاح من الأمور؟؟


كن بخير.


تحياتي
:os::tree::os:

د. مصطفى عراقي
31-05-2006, 01:42 AM
قصيدة تنزف حزناً وألماً لحال الأمة أحسنت فيها المبنى والمعنى.

ويبقى السؤال الأهم:

هل يتغير حال الأمة بالحزن والألم والتأسف على حالها؟؟

أم ينصلح حالها بهمة الكرام والكبار من أبناء هذه الأمة ولو بالجهد القليل ووفق القدرات والمتاح من الأمور؟؟


كن بخير.


تحياتي
:os::tree::os:

==================

أخي الكريم : الشاعر القدير الدكتور سمير العمري

شكرا لكرم الحضور

ويبقى الجواب المرير
لا
لن ينصلح
فماذا نفعل؟
هل نمزق قصائدنا؟
أنا على أتم الاستعداد

لو كان تمزيقها سيصلح الأحوال
لمزقتها تمزيقا


ودمتم لنا


يَـا أمَّـة ً هَـلْ تَــــعُـودُ سامِـــقَـة ً
مَـهْـمَـا جِـبَالُ الغُـيُومِ تُـثْـقِـلُهَـا



يَـخَـالُـهَـا الـمُـرْجـِـفُـوُنَ مَـيِّــتَـةً
وَلَـمْ يَـزَلْ فِـي الحَـيَـاةِ مَـعْـقِــلُـهَـا

يُـؤْوِي خـُـطَـى الـشَّـارِدِيـنَ يحضُنها
وَيُـرْشِـدُ الـتَّـائِـهِـيِـنَ مِـشْـعَـلُهَـا

يَـا أمَّـةً لَـنْ يَـجـِـفَّ مَـنْـبَـــــعُـهَـا
بَـلْ سَـوْفَ يَرْوِي الحَـيَـــاة َ مَـنـْهَـلُـهَـا

فِـي دَعْـــوَةٍ لِلـنـَّـجَـاةِ نَـحْـمِـلُـهَـا
وَسُــــورَةٍ بـِـالتُّـقَى نـُـرَتِّـلُـهَـا
***

يَـا أمَّـة ً لـَـنْ تـَـظـَـلَّ هَـامِــــــدَةً
لِـيَـخْـتَـلِـي بـِـالـشُّـعُوبِ أرْذلـُـهَـا

يَـخَـافـُـهَـا المُـجْـرِمُـوُنَ نـَـائِـــمَـةً
فَـكَـيْـفَ لَـوْ يَـسْـتَـفِـيـِقُ جَـحْـفَلُهَـا؟


هَـذا الظَّـلامُ الذي يُـحِـيِـطُ بِـنَـا
مَـرْحَـلـَـة ٌ أمَّـتِـي سَـتـَـرْحَــلُـهَـا

بـِـخُـطْـوَةٍ لِلأمَـــــــامِ وَاثِـقَـة ٍ
لَـنْ يَـسْـتَـطِـيـِـعَ الـدُّجَـى يُـعَـرْقِـلُـهَا

هـَـذى الغُـيُــوُمُ الـتِـي تـُـؤرِّقُـهَـا
يَـجِـيء قَـطْـرُ الـنَّدَى ويَـغْـسِـلُهَـا

إنْ طَـالَ فَـصْـلُ الأسَى بَـمَـسْـرَحِـهَـا
فربَّـمـا فى الخِـتَــــامِ أجْـمَـلُـهَـا

د. سمير العمري
31-05-2006, 03:55 PM
وهل يلقي المرء أحد أهم أسلحته أخي الكريم؟؟

سيف الشعر يكون تأثيره في أحايين كثيرة أعمل من سيف الحديد ولكن يجب علينا أن نحسن استخدامه فلا يكون لجلد ذاتنا وقطع هامات همتنا بل بعث جديد وهمة من حديد.

ثم إننا في عهد لن ينتصر سيف الحديد لنا فليكن لنا أسلحة غيره كسلاح الفكر السوي والأدب الراقي وبناء النفوس والصمود أمام عواصف الدهر العاتية بثبات ودون خنوع مع عدم التوقف عن التحضير والتأسيس لحالة ثورية ضد واقعنا نحن وحالنا نحن سعياً لإعادة صياغة الأمة والرقي بهمتها لمستوى التحديات.

هذا هو الجهاد الحقيقي في هذه المرحلة أخي وهذا ما تقوم به رابطة الواحة الثقافية فكن أحد قادة هذه المسيرة المباركة نحو مستقبل الأمة الواعد.


تحياتي
:os::tree::os:

د. مصطفى عراقي
21-12-2007, 08:38 PM
هذا هو الجهاد الحقيقي في هذه المرحلة أخي وهذا ما تقوم به رابطة الواحة الثقافية فكن أحد قادة هذه المسيرة المباركة نحو مستقبل الأمة الواعد.
تحياتي
:os::tree::os:


أخانا الجليل النبيل


صدقت أيها الكريم

جزاك الله خير الجزاء على هذه الدعوة المبكرة لي

أسأل الله عز وجل أن أكون عند حسن ظنكم الجميل


وبارك الله فيكم وفي الواحة الظليلة وأهلها المخلصين



مصطفى

محمد الهضيب
21-12-2007, 11:10 PM
د. مصطفى عراقي صاحب الحرف الشجي

إن أمتنا رغم بخل الغيث لم تزل حبلى بالعظماء

الذين سوف يعيدوها إلى سالف مجدها وحضارتها

لقد حركت أشجاني واهتز لحرفك وجداني

ولازلت أردد أعذب الألحاني

لك تقديري ومحبتي

النواري محمد الأمين
22-12-2007, 12:19 AM
قرأت وأعجبت ..
وعدت بعدها وقرات، فتمتعت ..
ثم رحلت مع القصيدة في قراءة ثالثة
فصرت اشبه بالذي يشرب ثم يشرب ثم يشرب دون أن يروي ظمأه( لا جعلنا الله منهم)
هذا ما أحالني له قصيدك الرائع أيها الرائع
قصيد جميل جدا
بمعانيه و صوره ألفاظه
...
كل عام وانتم بألف ألف خير

د. مصطفى عراقي
23-12-2007, 09:48 AM
د. مصطفى عراقي صاحب الحرف الشجي
إن أمتنا رغم بخل الغيث لم تزل حبلى بالعظماء
الذين سوف يعيدوها إلى سالف مجدها وحضارتها
لقد حركت أشجاني واهتز لحرفك وجداني
ولازلت أردد أعذب الألحاني
لك تقديري ومحبتي


=============

أخي الكريم الشاعر الصادق الأستاذ : محمد الهضيب


أكرمك الله وبارك فيك أيها المفضال

وأسعدك الرحمن كما أسعدت قلب أخيك بهذا الظن الحسن الجميل النابع من جمال قلبك

وسموّ نفسك.


فلك مني أطيب تحية، وأصدق دعاء


ودمت بكل الخير والسعادة والفضل

نهيل فايق مقداد
24-12-2007, 12:10 AM
أستاذي الفاضل :د.مصطفى عراقي ..

قصيدتك ...صليه رصاص من زند مقاوم تعانق

المستوطنات ..

قصيدتك ...تحفر الانفاق ..لتهفو روحها

للمسرى ..

راااائع دوما

لا حرمك شدو قلمك ..

تحياتي :hat:

وفاء شوكت خضر
24-02-2008, 12:57 AM
يَا أمُّ ، بَـاتَ الدُّجَـى يُيَتِّمُهَـا
فِي كُـلِّ أوْصَالِهَـا وَيُثْكِلُهَـا
فِي كُلِّ رُكْـنٍ هُنَـاكَ نَازِلَـة ٌ
يَعِيِشُهَـا أرْضُهَـا وَأجْبُلُـهَـا
فِي كُلِّ سِجْنٍ تلـوح قَائِمَـة ٌ
مِنَ الأسَارَى الدُّجَـى يُكَبِّلُهَـا
تَرْنُوُ إلَى أهْلِهَـا عَلَـى أمَـلٍ
فَمَنْ إلَى أهْلِهَـا سَيُوُصِلُهَـا ؟
تَبِيِتُ عِنْـدَ الفُـرَاتِ دَامِيَـة ً
تَئِنُّ " بَغْدَادُهَا " وَ " مَوْصِلُهَا "
فِي " الشَّامِ " أشْلاؤُهَا مُمَزَّقَة ٌ
وَفِي " فِلَسْطِينَ " ضَاعَ كِرْمِلُهَا
فِي النِّيِلِ كَمْ ضِحْكَةٍ سَنَمْزُجُهَا
بِدَمْعَةٍ فِـي القُلُـوُبِ تُذهِلُهَـا
حتى "الهِلالُ الخَصِيِبُ" مُجْدِبَة ٌ
رِيَاضُهُ وَالشُّحُـوبُ يُمْحِلُهَـا
تُقِـيِـمُ أعْـدَاؤُنَـا بِألْسُنِـنَـا
تَلْـهُـو بِأقْوَالِـنَـا تُبَلْبِلُـهَـا
فَلا "مُحِيِـطُ" العَنَـاءِ يُنْقِذهَـا
وَلا "خَلِيِـجُ" الرَّخَـاءِ يَكْفُلُهَـا
***

لا فض فوك أيها الأديب الشاعر ..
رغم ما بها من ألم ..

رائعة بصدق ما خطه يراعك ..
نشتاق لبهاء حضورك بيننا ..

عساك بخير أستاذي ..

إبراهيم العبّادي
24-02-2008, 07:20 AM
أغْصَـانُ زَيْتُونِهَـا مُزَيَّفَـة ٌ
مُعَلَّقٌ فِي الغُصُوُنِ مِقْصَلُهَـا !

يا لك من شاعر يا دكتور مصطفى ..
يا لك من شاعر .

د. مصطفى عراقي
10-04-2008, 04:08 AM
قرأت وأعجبت ..
وعدت بعدها وقرات، فتمتعت ..
ثم رحلت مع القصيدة في قراءة ثالثة
فصرت اشبه بالذي يشرب ثم يشرب ثم يشرب دون أن يروي ظمأه( لا جعلنا الله منهم)
هذا ما أحالني له قصيدك الرائع أيها الرائع
قصيد جميل جدا
بمعانيه و صوره ألفاظه
...
كل عام وانتم بألف ألف خير


========

أخي الحبيب الشاعر المتألق الأستاذ : النواري محمد الأمين

بارك الله فيك ورواني وإياك من الكوثر شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا

وشكرا لغيث مبارك سقى قلب القصيدة وصاحبها نورا وعبيرا



محبك : مصطفى

د. نجلاء طمان
10-04-2008, 04:47 PM
يَا أمَّة ً فِي العـراء مَنْزِلُهَـا
أضلاعُهُ مَـا تَكَـادُ تَحْمِلُهَـا
النَّارُ مِنْ حَوْلِنَـا تُحَاصِرُهَـا
وَنَحْنُ مِثْـلَ الغُثَـاءِ نَخْذُلُهَـا
تَبِيتُ فَوْقَ الحِـرابِ أضْلُعُهَـا
تَمْشِي عَلَى المُهْلِكَاتِ أرْجُلُهَـا
تَسْعَى إلَى المُرْتَقَـى لَتَبْلَغَـهُ
لَـكِـنَّ أوْهَامَـنَـا تُكَبِّلُـهَـا
يَا أمُّ ، كَمْ فِتْنَةٍ رُمِيـتِ بِهَـا
أصْعَبُهَـا قَاتِـلٌ وَأسْهَلُـهَـا
يَا أمُّ ، كَمْ مِحْنَةٍ دَمِيـتِ لَهَـا
وَنَحْنُ – لا العادياتُ – أوَّلُهَـا
أبْنَاؤُهَـا حَوْلَهَـا ضَمَائِرُهُـمْ
شَتَّـى وَأعْدَاؤهَـا سَتُشْعِلُهَـا
نَـارًا تَبَـدَّتْ لَنَـا مُضَرَّمَـةً
وَبَعْضُنَـا يشْتهـي يُقَبُّلُـهَـا
فَـلا دِمَـاءُ الفِـدَاءِ نَبْذلُـهَـا
وَلا سُيُوفُ الضِّيَـاءِ نَصْقُلُهَـا
لِنُنْقِذَ الطَّيْـرَ مِـنْ مَخَالِبهِـمْ
لِتَنْتَشِي الأرْضُ حِيِـنَ نَنْقُلُهَـا
مِنَ الظَّلامِ الذي يُحَـاكُ لَهَـا
إلى الشُّروقِ الـذي سَيَحْمِلُهَـا
فَلا وُجُوهُ الشُّـرورِ تُفْزِعُهَـا
وَلا صُدُوعُ الدُّجَـى تُزَلْزِلُهَـا
يَـا أمَّـةً كَالنُّجُـومِ شَـارِدَةً
تَسْرِي وَلَيْلُ الأسَـى يُضَلِّلُهَـا
أعْضَاؤُهَا فِي العَرَاءِ عَارِيَـة ٌ
وَضَاعَ بَيْنَ الخِيَـامِ مِغْزَلُهَـا
فَهَلْ سَتَلْقَـى ابْنَهَـا يُدَثِّرُهَـا
أمْ تِلْكَ أيْدِي الرَّدَى تُزَمِّلُهَا ؟!
جِرَاحُهَا فِي التُّـرَابِ نَازِفَـة ٌ
وَحُلْمُهَا فِي السَّحَابِ يَسْألُهَـا:
هَلْ تَنْهَضِينَ الغَدَاة َ سَيِّدَتِـي؟
فَتَرتَمِـي والظُّنُـونُ تُذهِلُهَـا
***
يَا صَائِدَ الوَهْـمِ لا يُرِيـدُ بِـهِ
سِوَى وُجُـوهِ مُنًـى يُؤمِّلُهَـا
ألا تَرَى البرق فِـي وَثِيِقَتِهَـا
يَحْتَالُ بالبارقـات يُرْسِلُهَـا؟!
تَبِيِتُ بَيْـنَ الوُعُـوُدِ تَحْسَبُهَـا
نورًا وَفِيِهَا الرُّعُـوُدُ تَجْهَلُهَـا
وهل سترْضَى رياحـهُ أبَـدًا
وَإنْ خَذلْتُـمْ رُبًـا نُبَجِّلُـهَـا
وَإنْ وَأدْتُـمْ ثِمَارَنَـا مِـزَقًـا
لِيَنْحَنِي فـي الوهـادِ سُنْبُلُهَـا
وَإنْ سَلَبْتُـمْ مِيَـاهَ رَوْضَتِنَـا
وَرُوحَنَـا وَالدِّمَـاءَ يَنْهَلُـهَـا
لَنْ تَكْتَفِـي بِالدِّمَـاءِ وَجْبَتُـهُ
رُءوسُكُمْ فِـي غَـدٍ سَتُكْمِلُهَـا
***
يَا جَانِحًـا لِلسَّـرَابِ تَخْدَعُـهُ
حَمَامَة ٌ فِي الظُّهُوُرِ مُنْصُلُهَا !
أغْصَـانُ زَيْتُونِهَـا مُزَيَّفَـة ٌ
مُعَلَّقٌ فِي الغُصُوُنِ مِقْصَلُهَـا !
لَمْ يَجْنَحُوُا لِلسَّلامِ بَلْ جَنَحُـوُا
لِلحَرْبِ تَبْغِي الدِّيَـارَ تَأكُلُهَـا
بِالحِقْدِ يَهْتَاجُ فِـي حَضَارَتِهِـمْ
كَأنَّـهُ " إيِدْزُهَـا " يُحَلِّلُـهَـا
تَارِيخُهُمْ صَفْحَـة ٌ مُؤامَـرَة ٌ
وَصَفْحَـة ٌ بِالـرَّدَى تُؤَوِّلُهَـا
إنْ ضَلَّ عِنْدَ الصَّبَاحِ مِدْفَعُهَـا
يَنْسَلُّ بَيْنَ الشُّقُـوُقِ ، مِعْوَلُهَـا
قَدِ اسْتَهَلُّوُا الـوَرَى بِمَذبَحَـةٍ
فَكَـانَ لِلأنْبِـيَـاءِ أهْوَلُـهَـا
نِظَامُهَـا العَالَمِـيُّ يَكْفُلُـهَـا
يَسُـوءُهُ أنْ يَغِيِـبَ هَيْكَلُـهَـا
وَلَيْسَ لِي مِنْهُ غَيْرُ قَبْضَتِـهِ~
السَّوْداءِ يُلْقِـي بِهَـا وَيُنْزِلُهَـا
عَلَى رِيَاضَـي التِـي تُؤرِّقُـهُ
يُزْعِجِهُ أنْ يُضِـيءَ فَيْصَلُهَـا
وَكَـمْ تَخَفَّـى لَنَـا بِأقْنِـعَـةٍ
فِـي كُـلِّ أحْدُوُثَـةٍ يُبَدِّلُـهَـا
لَكِنَّهُ اليَـوْمَ صَـارَ يَنْزِعُهَـا
يُبْـدِي الأخاديـدَ لا يُجَمِّلُهَـا
***
يَا أمُّ ، بَـاتَ الدُّجَـى يُيَتِّمُهَـا
فِي كُـلِّ أوْصَالِهَـا وَيُثْكِلُهَـا
فِي كُلِّ رُكْـنٍ هُنَـاكَ نَازِلَـة ٌ
يَعِيِشُهَـا أرْضُهَـا وَأجْبُلُـهَـا
فِي كُلِّ سِجْنٍ تلـوح قَائِمَـة ٌ
مِنَ الأسَارَى الدُّجَـى يُكَبِّلُهَـا
تَرْنُوُ إلَى أهْلِهَـا عَلَـى أمَـلٍ
فَمَنْ إلَى أهْلِهَـا سَيُوُصِلُهَـا ؟
تَبِيِتُ عِنْـدَ الفُـرَاتِ دَامِيَـة ً
تَئِنُّ " بَغْدَادُهَا " وَ " مَوْصِلُهَا "
فِي " الشَّامِ " أشْلاؤُهَا مُمَزَّقَة ٌ
وَفِي " فِلَسْطِينَ " ضَاعَ كِرْمِلُهَا
فِي النِّيِلِ كَمْ ضِحْكَةٍ سَنَمْزُجُهَا
بِدَمْعَةٍ فِـي القُلُـوُبِ تُذهِلُهَـا
حتى "الهِلالُ الخَصِيِبُ" مُجْدِبَة ٌ
رِيَاضُهُ وَالشُّحُـوبُ يُمْحِلُهَـا
تُقِـيِـمُ أعْـدَاؤُنَـا بِألْسُنِـنَـا
تَلْـهُـو بِأقْوَالِـنَـا تُبَلْبِلُـهَـا
فَلا "مُحِيِـطُ" العَنَـاءِ يُنْقِذهَـا
وَلا "خَلِيِـجُ" الرَّخَـاءِ يَكْفُلُهَـا
***
يَا أمَّة ً هَـلْ تَعُـودُ سامِقَـة ً
مَهْمَا جِبَـالُ الغُيُـومِ تُثْقِلُهَـا
يَخَالُهَـا المُرْجِفُـوُنَ مَيِّـتَـةً
وَلَمْ يَزَلْ فِي الحَيَـاةِ مَعْقِلُهَـا
يُؤْوِي خُطَى الشَّارِدِينَ يحضُنها
وَيُرْشِـدُ التَّائِهِيِـنَ مِشْعَلُـهَـا
يَا أمَّـةً لَـنْ يَجِـفَّ مَنْبَعُهَـا
بَلْ سَوْفَ يَرْوِي الحَيَاة َ مَنْهَلُهَا
فِـي دَعْـوَةٍ لِلنَّجَـاةِ نَحْمِلُهَـا
وَسُـورَةٍ بِالتُّـقَـى نُرَتِّلُـهَـا
***
يَا أمَّـة ً لَـنْ تَظَـلَّ هَامِـدَةً
لِيَخْتَلِـي بِالشُّعُـوبِ أرْذلُهَـا
يَخَافُهَـا المُجْرِمُـوُنَ نَائِمَـةً
فَكَيْفَ لَوْ يَسْتَفِيِـقُ جَحْفَلُهَـا؟
هَذا الظَّلامُ الذي يُحِيِـطُ بِنَـا
مَرْحَلَـة ٌ أمَّتِـي سَتَرْحَلُـهَـا
بِخُطْـوَةٍ لِـلأمَـامِ وَاثِـقَـة ٍ
لَنْ يَسْتَطِيِعَ الدُّجَـى يُعَرْقِلُهَـا
هَذى الغُيُـوُمُ التِـي تُؤرِّقُهَـا
يَجِيء قَطْرُ النَّـدَى ويَغْسِلُهَـا
إنْ طَالَ فَصْلُ الأسَى بَمَسْرَحِهَا
فربَّما فـى الخِتَـامِ أجْمَلُهَـا
***
يَا رَوْضَةً هَلْ تَعُـودُ نَاضِـرَةً
عَصْفُوُرُهَا صَـادِحٌ ، وَبُلْبُلُهَـا
مُوَشَّحَـاتٍ كَـأنَّ أنْدَلُـسِـي
يَؤُوبُ يَشْدُو بِهَـا ، وَيُرْسِلُهَـا
إلَى زَمَـان ٍ تَـرِفُّ بَسْمَتُـهُ
فَوْقَ رِيَـاضِ المُنَـى تُقَبِّلُهَـا
وَنَخْلُهَا فِـي السَّمَـاءِ بَاسِقَـةٌ
يَضُـوعُ رَيْحَانُهَـا وَسلْسَلُهَـا
***
لا زِلْتِ يـا أمَّتِـي مُبَارَكَـةً
كَالغَيْثِ يَرْوي البِلادَ جَدْوَلُهَـا
يُحْيي عُيونَ الضُّحَى ، وَيَبْعَثُهَا
أشْجَارَ حُـبٍّ غَـدَتْ تُظَلِّلُهَـا

,,,,,,
ولوحة حكائية وصفية رسمت على جدار أيامنا تلخص الوضع الحالي في بساطة متوشحة بالإبداع.

دمت بحرًا للغة والأدب

د. نجلاء طمان

د. مصطفى عراقي
12-04-2008, 01:14 AM
أستاذي الفاضل :د.مصطفى عراقي ..

قصيدتك ...صليه رصاص من زند مقاوم تعانق

المستوطنات ..

قصيدتك ...تحفر الانفاق ..لتهفو روحها

للمسرى ..

راااائع دوما

لا حرمك شدو قلمك ..

تحياتي :hat:

========

الابنة الغالية الأديبة الراقية الأستاذة نهيل

وجزاك الله خير الجزاء على هذا الحضور الفياض بالصدق والوعي والفضل

دمت لنا
وأسعدك الرحمن في الدارين

د. مصطفى عراقي
12-04-2008, 09:35 PM
يَا أمُّ ، بَـاتَ الدُّجَـى يُيَتِّمُهَـا
فِي كُـلِّ أوْصَالِهَـا وَيُثْكِلُهَـا
فِي كُلِّ رُكْـنٍ هُنَـاكَ نَازِلَـة ٌ
يَعِيِشُهَـا أرْضُهَـا وَأجْبُلُـهَـا
فِي كُلِّ سِجْنٍ تلـوح قَائِمَـة ٌ
مِنَ الأسَارَى الدُّجَـى يُكَبِّلُهَـا
تَرْنُوُ إلَى أهْلِهَـا عَلَـى أمَـلٍ
فَمَنْ إلَى أهْلِهَـا سَيُوُصِلُهَـا ؟
تَبِيِتُ عِنْـدَ الفُـرَاتِ دَامِيَـة ً
تَئِنُّ " بَغْدَادُهَا " وَ " مَوْصِلُهَا "
فِي " الشَّامِ " أشْلاؤُهَا مُمَزَّقَة ٌ
وَفِي " فِلَسْطِينَ " ضَاعَ كِرْمِلُهَا
فِي النِّيِلِ كَمْ ضِحْكَةٍ سَنَمْزُجُهَا
بِدَمْعَةٍ فِـي القُلُـوُبِ تُذهِلُهَـا
حتى "الهِلالُ الخَصِيِبُ" مُجْدِبَة ٌ
رِيَاضُهُ وَالشُّحُـوبُ يُمْحِلُهَـا
تُقِـيِـمُ أعْـدَاؤُنَـا بِألْسُنِـنَـا
تَلْـهُـو بِأقْوَالِـنَـا تُبَلْبِلُـهَـا
فَلا "مُحِيِـطُ" العَنَـاءِ يُنْقِذهَـا
وَلا "خَلِيِـجُ" الرَّخَـاءِ يَكْفُلُهَـا
***
لا فض فوك أيها الأديب الشاعر ..
رغم ما بها من ألم ..
رائعة بصدق ما خطه يراعك ..
نشتاق لبهاء حضورك بيننا ..
عساك بخير أستاذي ..


===========

أختنا الفضلى أديبتنا الصادقة الأستاذة وفاء

ما أسعدني بتشريفك الكريم الجميل

سلم الله قلبك وقلب أمتنا الحبيبة من الألم

وحفظك الرحمن ودمت بكل الخير والسعادة والفضل



مصطفى

ماجدة ماجد صبّاح
16-04-2008, 07:50 PM
كانت أمة في العراء تحيا،
تتسامى بين أقوام وأقوام،
كانت تغني مجد العزة..وعلى وقع القنا يعزف لحن مجدها!
صارت أمة في القصور تحيا،
تتصاغر بين الأقوام والأقوام!
صارت تغني الصمت والذل..وعلى وقع أزيز الرصاص تعزف لحن الماضي
متراقصة!
الدكتور الفاضل الكبير/ مصطفى عراقي،
سلمت يمناك

الصباح الخالدي
16-04-2008, 10:51 PM
بهذا الوصف المتقن لاأظنها لو صحت تخيف ذبابة فضلا أن ترد جحافل الكفر أو غيرهم
بل إنك رائع في فنك حيث جعلت أمة بهذه الصفة جديرة بالإحتقار تماما
هل في الميت رجاء أن يغيث الأحياء؟

د. مصطفى عراقي
20-05-2008, 05:39 PM
أغْصَـانُ زَيْتُونِهَـا مُزَيَّفَـة ٌ
مُعَلَّقٌ فِي الغُصُوُنِ مِقْصَلُهَـا !
يا لك من شاعر يا دكتور مصطفى ..
يا لك من شاعر .


===========

ويا لحضورك العذب الكريم يا شاعرنا المبدع الأستاذ إبراهيم العبادي

بوركت
وبوركت حروفك الزاهرة وقلبك النضير

مصطفى

حازم محمد البحيصي
20-05-2008, 10:44 PM
د . مصطفى عراقي
أأرى أمامي شاعرا أم أرى مشاعرا ؟
أخذتنى بعروبتك الى أبعد النقاط
ثم وضعتنى هنا لأقرأ نزفا أعلى من أي وصف
تعدى حدود الخيال وكل الجمال والدلال
فكيف والكاتب د. مصطفى عراقي
تحية من أعماق أعماقي لك
ولطيب حرفك

محسن شاهين المناور
20-05-2008, 10:58 PM
أستاذي الفاضل : مصطفى عراقي
هذا هو ديدن الشاعر يحمل هم أمته وهموم الآخرين
فرج الله عن الأمة بزوال الغمة
رائعة تضاف إلى روائعك
شكرا أستاذي الكريم

د. مصطفى عراقي
24-05-2008, 09:45 PM
يَا أمَّة ً فِي العـراء مَنْزِلُهَـا
أضلاعُهُ مَـا تَكَـادُ تَحْمِلُهَـا
النَّارُ مِنْ حَوْلِنَـا تُحَاصِرُهَـا
وَنَحْنُ مِثْـلَ الغُثَـاءِ نَخْذُلُهَـا
تَبِيتُ فَوْقَ الحِـرابِ أضْلُعُهَـا
تَمْشِي عَلَى المُهْلِكَاتِ أرْجُلُهَـا
تَسْعَى إلَى المُرْتَقَـى لَتَبْلَغَـهُ
لَـكِـنَّ أوْهَامَـنَـا تُكَبِّلُـهَـا
يَا أمُّ ، كَمْ فِتْنَةٍ رُمِيـتِ بِهَـا
أصْعَبُهَـا قَاتِـلٌ وَأسْهَلُـهَـا
يَا أمُّ ، كَمْ مِحْنَةٍ دَمِيـتِ لَهَـا
وَنَحْنُ – لا العادياتُ – أوَّلُهَـا
أبْنَاؤُهَـا حَوْلَهَـا ضَمَائِرُهُـمْ
شَتَّـى وَأعْدَاؤهَـا سَتُشْعِلُهَـا
نَـارًا تَبَـدَّتْ لَنَـا مُضَرَّمَـةً
وَبَعْضُنَـا يشْتهـي يُقَبُّلُـهَـا
فَـلا دِمَـاءُ الفِـدَاءِ نَبْذلُـهَـا
وَلا سُيُوفُ الضِّيَـاءِ نَصْقُلُهَـا
لِنُنْقِذَ الطَّيْـرَ مِـنْ مَخَالِبهِـمْ
لِتَنْتَشِي الأرْضُ حِيِـنَ نَنْقُلُهَـا
مِنَ الظَّلامِ الذي يُحَـاكُ لَهَـا
إلى الشُّروقِ الـذي سَيَحْمِلُهَـا
فَلا وُجُوهُ الشُّـرورِ تُفْزِعُهَـا
وَلا صُدُوعُ الدُّجَـى تُزَلْزِلُهَـا
يَـا أمَّـةً كَالنُّجُـومِ شَـارِدَةً
تَسْرِي وَلَيْلُ الأسَـى يُضَلِّلُهَـا
أعْضَاؤُهَا فِي العَرَاءِ عَارِيَـة ٌ
وَضَاعَ بَيْنَ الخِيَـامِ مِغْزَلُهَـا
فَهَلْ سَتَلْقَـى ابْنَهَـا يُدَثِّرُهَـا
أمْ تِلْكَ أيْدِي الرَّدَى تُزَمِّلُهَا ؟!
جِرَاحُهَا فِي التُّـرَابِ نَازِفَـة ٌ
وَحُلْمُهَا فِي السَّحَابِ يَسْألُهَـا:
هَلْ تَنْهَضِينَ الغَدَاة َ سَيِّدَتِـي؟
فَتَرتَمِـي والظُّنُـونُ تُذهِلُهَـا
***
يَا صَائِدَ الوَهْـمِ لا يُرِيـدُ بِـهِ
سِوَى وُجُـوهِ مُنًـى يُؤمِّلُهَـا
ألا تَرَى البرق فِـي وَثِيِقَتِهَـا
يَحْتَالُ بالبارقـات يُرْسِلُهَـا؟!
تَبِيِتُ بَيْـنَ الوُعُـوُدِ تَحْسَبُهَـا
نورًا وَفِيِهَا الرُّعُـوُدُ تَجْهَلُهَـا
وهل سترْضَى رياحـهُ أبَـدًا
وَإنْ خَذلْتُـمْ رُبًـا نُبَجِّلُـهَـا
وَإنْ وَأدْتُـمْ ثِمَارَنَـا مِـزَقًـا
لِيَنْحَنِي فـي الوهـادِ سُنْبُلُهَـا
وَإنْ سَلَبْتُـمْ مِيَـاهَ رَوْضَتِنَـا
وَرُوحَنَـا وَالدِّمَـاءَ يَنْهَلُـهَـا
لَنْ تَكْتَفِـي بِالدِّمَـاءِ وَجْبَتُـهُ
رُءوسُكُمْ فِـي غَـدٍ سَتُكْمِلُهَـا
***
يَا جَانِحًـا لِلسَّـرَابِ تَخْدَعُـهُ
حَمَامَة ٌ فِي الظُّهُوُرِ مُنْصُلُهَا !
أغْصَـانُ زَيْتُونِهَـا مُزَيَّفَـة ٌ
مُعَلَّقٌ فِي الغُصُوُنِ مِقْصَلُهَـا !
لَمْ يَجْنَحُوُا لِلسَّلامِ بَلْ جَنَحُـوُا
لِلحَرْبِ تَبْغِي الدِّيَـارَ تَأكُلُهَـا
بِالحِقْدِ يَهْتَاجُ فِـي حَضَارَتِهِـمْ
كَأنَّـهُ " إيِدْزُهَـا " يُحَلِّلُـهَـا
تَارِيخُهُمْ صَفْحَـة ٌ مُؤامَـرَة ٌ
وَصَفْحَـة ٌ بِالـرَّدَى تُؤَوِّلُهَـا
إنْ ضَلَّ عِنْدَ الصَّبَاحِ مِدْفَعُهَـا
يَنْسَلُّ بَيْنَ الشُّقُـوُقِ ، مِعْوَلُهَـا
قَدِ اسْتَهَلُّوُا الـوَرَى بِمَذبَحَـةٍ
فَكَـانَ لِلأنْبِـيَـاءِ أهْوَلُـهَـا
نِظَامُهَـا العَالَمِـيُّ يَكْفُلُـهَـا
يَسُـوءُهُ أنْ يَغِيِـبَ هَيْكَلُـهَـا
وَلَيْسَ لِي مِنْهُ غَيْرُ قَبْضَتِـهِ~
السَّوْداءِ يُلْقِـي بِهَـا وَيُنْزِلُهَـا
عَلَى رِيَاضَـي التِـي تُؤرِّقُـهُ
يُزْعِجِهُ أنْ يُضِـيءَ فَيْصَلُهَـا
وَكَـمْ تَخَفَّـى لَنَـا بِأقْنِـعَـةٍ
فِـي كُـلِّ أحْدُوُثَـةٍ يُبَدِّلُـهَـا
لَكِنَّهُ اليَـوْمَ صَـارَ يَنْزِعُهَـا
يُبْـدِي الأخاديـدَ لا يُجَمِّلُهَـا
***
يَا أمُّ ، بَـاتَ الدُّجَـى يُيَتِّمُهَـا
فِي كُـلِّ أوْصَالِهَـا وَيُثْكِلُهَـا
فِي كُلِّ رُكْـنٍ هُنَـاكَ نَازِلَـة ٌ
يَعِيِشُهَـا أرْضُهَـا وَأجْبُلُـهَـا
فِي كُلِّ سِجْنٍ تلـوح قَائِمَـة ٌ
مِنَ الأسَارَى الدُّجَـى يُكَبِّلُهَـا
تَرْنُوُ إلَى أهْلِهَـا عَلَـى أمَـلٍ
فَمَنْ إلَى أهْلِهَـا سَيُوُصِلُهَـا ؟
تَبِيِتُ عِنْـدَ الفُـرَاتِ دَامِيَـة ً
تَئِنُّ " بَغْدَادُهَا " وَ " مَوْصِلُهَا "
فِي " الشَّامِ " أشْلاؤُهَا مُمَزَّقَة ٌ
وَفِي " فِلَسْطِينَ " ضَاعَ كِرْمِلُهَا
فِي النِّيِلِ كَمْ ضِحْكَةٍ سَنَمْزُجُهَا
بِدَمْعَةٍ فِـي القُلُـوُبِ تُذهِلُهَـا
حتى "الهِلالُ الخَصِيِبُ" مُجْدِبَة ٌ
رِيَاضُهُ وَالشُّحُـوبُ يُمْحِلُهَـا
تُقِـيِـمُ أعْـدَاؤُنَـا بِألْسُنِـنَـا
تَلْـهُـو بِأقْوَالِـنَـا تُبَلْبِلُـهَـا
فَلا "مُحِيِـطُ" العَنَـاءِ يُنْقِذهَـا
وَلا "خَلِيِـجُ" الرَّخَـاءِ يَكْفُلُهَـا
***
يَا أمَّة ً هَـلْ تَعُـودُ سامِقَـة ً
مَهْمَا جِبَـالُ الغُيُـومِ تُثْقِلُهَـا
يَخَالُهَـا المُرْجِفُـوُنَ مَيِّـتَـةً
وَلَمْ يَزَلْ فِي الحَيَـاةِ مَعْقِلُهَـا
يُؤْوِي خُطَى الشَّارِدِينَ يحضُنها
وَيُرْشِـدُ التَّائِهِيِـنَ مِشْعَلُـهَـا
يَا أمَّـةً لَـنْ يَجِـفَّ مَنْبَعُهَـا
بَلْ سَوْفَ يَرْوِي الحَيَاة َ مَنْهَلُهَا
فِـي دَعْـوَةٍ لِلنَّجَـاةِ نَحْمِلُهَـا
وَسُـورَةٍ بِالتُّـقَـى نُرَتِّلُـهَـا
***
يَا أمَّـة ً لَـنْ تَظَـلَّ هَامِـدَةً
لِيَخْتَلِـي بِالشُّعُـوبِ أرْذلُهَـا
يَخَافُهَـا المُجْرِمُـوُنَ نَائِمَـةً
فَكَيْفَ لَوْ يَسْتَفِيِـقُ جَحْفَلُهَـا؟
هَذا الظَّلامُ الذي يُحِيِـطُ بِنَـا
مَرْحَلَـة ٌ أمَّتِـي سَتَرْحَلُـهَـا
بِخُطْـوَةٍ لِـلأمَـامِ وَاثِـقَـة ٍ
لَنْ يَسْتَطِيِعَ الدُّجَـى يُعَرْقِلُهَـا
هَذى الغُيُـوُمُ التِـي تُؤرِّقُهَـا
يَجِيء قَطْرُ النَّـدَى ويَغْسِلُهَـا
إنْ طَالَ فَصْلُ الأسَى بَمَسْرَحِهَا
فربَّما فـى الخِتَـامِ أجْمَلُهَـا
***
يَا رَوْضَةً هَلْ تَعُـودُ نَاضِـرَةً
عَصْفُوُرُهَا صَـادِحٌ ، وَبُلْبُلُهَـا
مُوَشَّحَـاتٍ كَـأنَّ أنْدَلُـسِـي
يَؤُوبُ يَشْدُو بِهَـا ، وَيُرْسِلُهَـا
إلَى زَمَـان ٍ تَـرِفُّ بَسْمَتُـهُ
فَوْقَ رِيَـاضِ المُنَـى تُقَبِّلُهَـا
وَنَخْلُهَا فِـي السَّمَـاءِ بَاسِقَـةٌ
يَضُـوعُ رَيْحَانُهَـا وَسلْسَلُهَـا
***
لا زِلْتِ يـا أمَّتِـي مُبَارَكَـةً
كَالغَيْثِ يَرْوي البِلادَ جَدْوَلُهَـا
يُحْيي عُيونَ الضُّحَى ، وَيَبْعَثُهَا
أشْجَارَ حُـبٍّ غَـدَتْ تُظَلِّلُهَـا
,,,,,,
ولوحة حكائية وصفية رسمت على جدار أيامنا تلخص الوضع الحالي في بساطة متوشحة بالإبداع.
دمت بحرًا للغة والأدب
د. نجلاء طمان


==========

ودمتِ يا أديبتنا الراقية الغالية
الدكتورة نجلاء طمان

ودام حبك وإخلاصك لهذه الأمة العظيمة التي تستحق أن تكون بنا في الذروة بين الأمم


بوركتِ
وبوركت كلمتك الطيبة
وحضورك المزهر


مصطفى

راضي الضميري
25-05-2008, 12:41 AM
عراء وأي عراء...
كان الله في عون أمتنا .
سلمت ودمت شاعرًا سامقًا
الشاعر الأديب الدكتور مصطفى عراقي
لا فض فوك
تقديري واحترامي

عارف عاصي
25-05-2008, 11:35 AM
الحبيب الكريم
د0 مصطفى عراقي

مرت سنتان على القصيدة
وما تزال كأنها اليوم
لعمق جرح الأمة
أسأل الله أن يخرجها
من كبواتها

بورك القلب والقلم
تحاياي
عارف عاصي

د. مصطفى عراقي
26-05-2008, 05:15 AM
كانت أمة في العراء تحيا،
تتسامى بين أقوام وأقوام،
كانت تغني مجد العزة..وعلى وقع القنا يعزف لحن مجدها!
صارت أمة في القصور تحيا،
تتصاغر بين الأقوام والأقوام!
صارت تغني الصمت والذل..وعلى وقع أزيز الرصاص تعزف لحن الماضي
متراقصة!
الدكتور الفاضل الكبير/ مصطفى عراقي،
سلمت يمناك


=========
وسلمت يا أديبتنا المبدعة الأستاذة ماجدة ماجد صباح

ولن نيأس من روح الله

وشكرا لهذا الحضور المتألق

ودمت بكل الخير والسعادة والأمل


مصطفى

د. مصطفى عراقي
26-05-2008, 05:27 AM
بهذا الوصف المتقن لاأظنها لو صحت تخيف ذبابة فضلا أن ترد جحافل الكفر أو غيرهم
بل إنك رائع في فنك حيث جعلت أمة بهذه الصفة جديرة بالإحتقار تماما
هل في الميت رجاء أن يغيث الأحياء؟
==
أخي الفاضل
معذرة إن كان وصفي المتقن قد أدى بك إلى هذا الظن
فإن ثقتي بأمة الحبيب محمد ( صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ) - رغم كل ما تراه وأراه - عظيمة جدا
وإن يقيني بنصر الله قوي جدا
وإن أمة يعلنها الأعداء العدو الأول لهم
ويكيدون لها كل هذا الكيد
وينفقون في محاربتها كل هذه الميزانيات
لا يمكن أن تكون ميتة

أمَّــةٌ في العَـــرَاءِ

يَـخَـالُـهَـا الـمُـرْجـِـفُـوُنَ مَـيِّــتَـةً
وَلَـمْ يَـزَلْ فِـي الحَـيَـاةِ مَـعْـقِــلُـهَـا
يُـؤْوِي خـُـطَـى الـشَّـارِدِيـنَ يحضُنها
وَيُـرْشِـدُ الـتَّـائِـهِـيِـنَ مِـشْـعَـلُهَـا
يَـا أمَّـةً لَـنْ يَـجـِـفَّ مَـنْـبَـــــعُـهَـا
بَـلْ سَـوْفَ يَرْوِي الحَـيَـــاة َ مَـنـْهَـلُـهَـا
فِـي دَعْـــوَةٍ لِلـنـَّـجَـاةِ نَـحْـمِـلُـهَـا
وَسُــــورَةٍ بـِـالتُّـقَى نـُـرَتِّـلُـهَـا
***
يَـا أمَّـة ً لـَـنْ تـَـظـَـلَّ هَـامِــــــدَةً
لِـيَـخْـتَـلِـي بـِـالـشُّـعُوبِ أرْذلـُـهَـا
يَـخَـافـُـهَـا المُـجْـرِمُـوُنَ نـَـائِـــمَـةً
فَـكَـيْـفَ لَـوْ يَـسْـتَـفِـيـِقُ جَـحْـفَلُهَـا؟
هَـذا الظَّـلامُ الذي يُـحِـيِـطُ بِـنَـا
مَـرْحَـلـَـة ٌ أمَّـتِـي سَـتـَـرْحَــلُـهَـا
بـِـخُـطْـوَةٍ لِلأمَـــــــامِ وَاثِـقَـة ٍ
لَـنْ يَـسْـتَـطِـيـِـعَ الـدُّجَـى يُـعَـرْقِـلُـهَا
[/QUOTE]
وحين تصحو سترهب أعتى الجيوش ، وأبشع الأساطيل
وتنتزع التقدير والاحترام من أبنائها القانطين قبل أعدائها
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ"