المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سأحدثكم اليوم عن القطط !!



سمير الفيل
21-05-2006, 05:53 AM
سأحدثكم اليوم عن القطط !!

( مشهد واقعى / السادسة صباحا ) ..


قررت اليوم أن أستريح تماما .. من العمل والكتابة ومشاغل البيت ، وأعباء الوظيفة .
حسنا. هذا ما صممت عليه فعلا ، قمت من النوم مبكرا ، الخامسة والنصف صباحا ، ارتديت ملابسى ، هبطت السلم ، بدلا من التوجه للعمل ، ركبت السيارة المتجهة نحو رأس البر ، وهو مصيف هادىء لم يبدأ موسمه بعد . ربع ساعة مرت ، وأصبحت فى قلب حديقة واسعة مطلة تماما على المتوسط .
مكان شبه مهجور ، والجرسون فى "الكازينو " يفرك عينيه ويتثاءب .
بالتأكيد يسأل نفسه : ما الذى جاء بهذا الزبون مبكرا ؟
وقف أمامى ، طلبت شايا ، وساندويتشا من الجبن الأبيض . فجأة تناهى إلى سمعى صوت خرفشة .
كانت قطة كبيرة تلهو على الحشائش مع صغارها الأربعة من قطيطات لهن شعر ناعم كالقطيفة .
القطيطات يلعبن فى لهو برىء ، والأم ترقبهن بأعين نصف مغمضة . على حين غرة ، نفضت القطة الأم كسلها ، وقفزت فى الهواء قفزة مباغتة ، فيما أنشبت مخالبها فى لحاء شجرة الكافور .
ترددت القطيطات ، لكن قطيطة منهن حسمت الأمر ، حيث جرت ، قفزت فى الهواء ، أنشبت مخالبها فى الجذع القوى ، وقعت . أسرعت الأم تتحسسها ، وتلعقها بلسانها .
بعد ثوان أعادت القطة الأم حركتها الأكروباتية ، ورمقت الصغيرة الجريئة ، كأنها تستحثها على معاودة المحاولة .
جربت القطيطة مرة ومرة ، وعلى استحياء بدأت بقية القطيطات فى المشاركة ، وبعد كل محاولة كانت الأم تقترب من صغارها ، وتبثهم حنانها .
على ما يبدو انتهى أول دروس التعلم ، فقد عادت القطة الأم لمكانها الأول الظليل تحت التعريشة .
جاءت القطيطات ، وتحلقن حولها ، وهى مدت رأسها ، وأعادت لعقهن بلسانها ، فيما كن يدفن رؤوسهن الصغيرة فى ثنايا فروها الناعم .

كان الجرسون قد جاء بالشاى دون أن أشعر ، وضعه مع الساندويتش ، وانصرف فى هدوء .
فى رصدى للمشهد نسيت الطعام والشاى ، نسيت ما الذى جاء بى إلى هنا !!
عدت أحدق فى البحر الذى يصلنى وشيشه الأليف .

طلبت شايا جديدا ، وامتلأ قلبى بالمودة لهذه الأم المعلمة .
كان يوما جديدا يبدأ فى هدوء ، ورفق بسمت مختلف ، أغمضت عينى ، وأنا أرتشف أول رشفة من كوب الشاى الساخن الذى وضعه الجرسون بين يدى هذه المرة : أستاذ ، صباحك فل؟؟؟
كان طعم الشاى لذيذا ويبعث الدفء فى الأوصال ، والأمواج تستحثنى على النزول .
ولقد فعلت!!

حوراء آل بورنو
21-05-2006, 09:30 PM
أخي الفاضل و الكريم

صورة بعدسة حية من حروف ؛ هذا ما رأيت في أسطرك . و لقد أسعدتني تلك الصورة ، فالأم هي الأم إن علت و إن سفلت ، و ليت البعض يملك ذا الحس و لو في بعض معانيه .

أخي هي قصة قصيرة و لو كانت تروي حدثاً ، فاسمح لي أن أنقلها إلى دوحة القصة القصيرة .

تقديري .

سحر الليالي
21-05-2006, 10:08 PM
قصة جميلة هادئة رائعة

بحق استمتعت بقراءة هذه القصة

سلم قلمك أستاذي المبدع سمير

تقبل خالص إحترامي وتقديري وباقة ورد:0014:

سمير الفيل
21-05-2006, 10:40 PM
أخي الفاضل و الكريم

صورة بعدسة حية من حروف ؛ هذا ما رأيت في أسطرك . و لقد أسعدتني تلك الصورة ، فالأم هي الأم إن علت و إن سفلت ، و ليت البعض يملك ذا الحس و لو في بعض معانيه .

أخي هي قصة قصيرة و لو كانت تروي حدثاً ، فاسمح لي أن أنقلها إلى دوحة القصة القصيرة .

تقديري .

حوراء آل بورنو..

أهلا بك ..
الحقيقة أنا أكتب هذا اللون من الكتابة على أنه فضفضة ، أو أورق متناثرة من الذكريات ..
لذا أكتبه بتلقائية و " رحرحة " ، وبشبء من البساطة المتناهية ..
وقد دهشت أنه تم نقله لمنتدى القصة .
رأيي أنه يفتقد لتكنيك القص .
لكن اتصور ان نقله ـ أيضا ـ هو نوع من القراءة النقدية الإيجابية ..
تحياتي لكم .

سمير الفيل
21-05-2006, 10:43 PM
قصة جميلة هادئة رائعة

بحق استمتعت بقراءة هذه القصة

سلم قلمك أستاذي المبدع سمير

تقبل خالص إحترامي وتقديري وباقة ورد:0014:

سحر الليالي
اهلا بك معي ..
ومع القطط الشقية .
هي إذن قصة كما أقرأ ..
يعني أحب أن أهرب من السرد فتعيدوني إليه..
مع ذلك أشكرك وأتمنى لك كل خير وتوفيق ..

حوراء آل بورنو
22-05-2006, 12:26 AM
أخي الفاضل

للقصة - و أنت معلم - أركان أساسية لا ريب هي متوافرة هنا ؛ فالبداية ثم العقد - و إن كانت هنا ليست بمعناها الحق - ثم الحل أو الخروج ، ثم انظر إلى الأبعاد الزمانية و المكانية و إلى رسم الشخوص بكل الأبعاد الثلاثة فيها ؛ نفسية و جسدية و اجتماعية .
و إن كان إتقان القص و السرد و الحوار هم لب القصص الجيدة فذاك لا ينقصك ، سواء نظرت إليها من زاوية أنها - دردشة - أو من زاوية أنها حبكة تامة .

تقديري .

سمير الفيل
22-05-2006, 12:53 AM
أخي الفاضل

للقصة - و أنت معلم - أركان أساسية لا ريب هي متوافرة هنا ؛ فالبداية ثم العقد - و إن كانت هنا ليست بمعناها الحق - ثم الحل أو الخروج ، ثم انظر إلى الأبعاد الزمانية و المكانية و إلى رسم الشخوص بكل الأبعاد الثلاثة فيها ؛ نفسية و جسدية و اجتماعية .
و إن كان إتقان القص و السرد و الحوار هم لب القصص الجيدة فذاك لا ينقصك ، سواء نظرت إليها من زاوية أنها - دردشة - أو من زاوية أنها حبكة تامة .

تقديري .
حوراء آل بورنو

غلبتيني يا حوراء .. شكرا لذوقك.
سعدت بمرورك مرتين.
تتصوري فعلا قصة حلوة .

تحياتي .

حسام القاضي
22-05-2006, 01:47 AM
أستاذنا الفاضل / سمير الفيل
تحية طيبة
قرات عملك هذا في منتدى النثر وانا على يقين أنك تعرف جنس ما كتبت ولذلك اخترت نشره هناك ، وعجبت ان قامت الأخت حوراء بنقله إلى منتدى القصة معقبة (هي قصة قصيرة ولو كانت تروي حدثا ) ، ولكن عجبي الأكبر كان عندما عقبت عليها في منتدى القصة بما معناه أن هناك بعض ما تفتقده قصتك لتصير قصة ، وفي جميع الأحوال أنت لم تطلب نقل العمل لمنتدى القصة .والله أنا أعذرك لأي علامات استفهام تخطر على بالك .
تقبل تحياتي وتقديري .
و؟؟؟؟؟!!!!

خليل حلاوجي
22-05-2006, 02:01 AM
جربت القطيطة مرة ومرة ، ..................................وتبثهم حنانها .


مال قساتنا لايتعلمون فن الحنان من قططنا

لربما ستقولون ان الغرائز لاتعلم

فاقول .... ليتهم يسمعون مانقول

سمير الفيل
22-05-2006, 07:48 AM
أستاذنا الفاضل / سمير الفيل
تحية طيبة
قرات عملك هذا في منتدى النثر وانا على يقين أنك تعرف جنس ما كتبت ولذلك اخترت نشره هناك ، وعجبت ان قامت الأخت حوراء بنقله إلى منتدى القصة معقبة (هي قصة قصيرة ولو كانت تروي حدثا ) ، ولكن عجبي الأكبر كان عندما عقبت عليها في منتدى القصة بما معناه أن هناك بعض ما تفتقده قصتك لتصير قصة ، وفي جميع الأحوال أنت لم تطلب نقل العمل لمنتدى القصة .والله أنا أعذرك لأي علامات استفهام تخطر على بالك .
تقبل تحياتي وتقديري .
و؟؟؟؟؟!!!!

أخي الكريم
الأستاذ / حسام القاضي .
أولا : انا سعيد بزيارتكم لهذا العمل الذي أثار جدلا .
ثانيا : هو اجتهاد مني أن أضعه في قسم النثر الفني .
وفي تاريخنا العربي كانوا يطلقون على هذا النوع من الكتابة اسم " صورة قلمية " . ربما لأنها لاترقى لدرجة وجود حدث مركزي وبعدي الزمان والمكان كاملين ، ثم في عدم وجود الحبكة القصصية بصورة متعمدة وراسخة .
وأظن أن الأخت حوراء كانت مجتهدة ، وتتبع تقييمها الشخصي للعمل ؛ فلا ضير أن تنقل النص من مكان لآخر . فالاجتهاد واجب احيانا . ولكن كان سبب استفساري يكمن في انني عندما اتهيأ لكتابة نص قصصي أحتشد له تماما ، وأتعمد ـ بكل صدق ـ أن أخرج نفسي ككاتب خارج دائرة الكتابة .
هذا والله أعلم .

تحياتي وصادق المودة .

سمير

سمير الفيل
22-05-2006, 07:51 AM
جربت القطيطة مرة ومرة ، ..................................وتبثهم حنانها .


مال قساتنا لايتعلمون فن الحنان من قططنا

لربما ستقولون ان الغرائز لاتعلم

فاقول .... ليتهم يسمعون مانقول

أخي الكريم
الأستاذ / خليل حلاوجي .
لخصت ما اريد قوله .
بالفعل يمكننا ان نتعلم من " القطط " ومن غيرها الكثير من السلوك الراقي .
المنظر حدث واقعيا ولا أنساه : التعلم عن طريق التجربة والخطأ . قيمة الحنان الحقيقي . السعي للعمل . الحياة ليست لعبة . والدنيا تحتاج للحزم والرقة معا .
تحياتي لقلمكم العذب .

تقبل تحياتي الشخصية .

د. حسين علي محمد
22-05-2006, 10:42 AM
كتابة فنية جميلة، ترقى بالصورة القلمية
إلى آفاق القصة القصيرة.
تحياتي أيها الجميل.

سمير الفيل
22-05-2006, 11:34 AM
كتابة فنية جميلة، ترقى بالصورة القلمية
إلى آفاق القصة القصيرة.
تحياتي أيها الجميل.

أخي الكريم
د. حسين علي محمد..
لعلك تتفق مع الأخت حوراء في تصنيف النص كقصة قصيرة ..
ربما . وهو ما يدفعني أن أصنف عملين آخرين هنا وانا مطمئن القلب ك ( خاطرة ) ..
وهما : " أحدثكم عن الحب " ، و" من سيرة الأزرق " حيث يختفي الحدث المركزي وننتصر لفكرة التداعي .
شكرا لمداخلتكم القيمة .

تحياتي لشخصكم الكريم.

عبلة محمد زقزوق
22-05-2006, 12:33 PM
هنيئاً على هذا الغوص الرائع في بحر المتعة القصصية أو النثرية منك أخي الفاضل والاديب الأريب ـ سمير الفيل
فهاك هي حياة الخلق من حنان وحنو ، وأجيال تسلم القيادة لأجيال بالتعلم من الخبرات والمهارات .
وهنا أرى حنان الأمومة في الحيوان يغلب حنان البشر أحيان ، ومن خلالهم أرى وأشاهد وأتعلم أن حناني ليس منة بل واجب وفرد إتجاه أبنائي ؛ مهما عظمت في عيني التضحية والعطاء .
تحياتي وتقديري أديبنا الرائع .

سمير الفيل
22-05-2006, 01:26 PM
هنيئاً على هذا الغوص الرائع في بحر المتعة القصصية أو النثرية منك أخي الفاضل والاديب الأريب ـ سمير الفيل
فهاك هي حياة الخلق من حنان وحنو ، وأجيال تسلم القيادة لأجيال بالتعلم من الخبرات والمهارات .
وهنا أرى حنان الأمومة في الحيوان يغلب حنان البشر أحيان ، ومن خلالهم أرى وأشاهد وأتعلم أن حناني ليس منة بل واجب وفرد إتجاه أبنائي ؛ مهما عظمت في عيني التضحية والعطاء .
تحياتي وتقديري أديبنا الرائع .


عبلة محمد زقزوق

يمكننا ان نسلم بفرضية انتقال الخبرة من جيل إلى جيل ..
وقد راقبت الطيور فترة ..
والقطط فترات ..
ورأيت خلايا النحل ، ومنها تخرج الأسراب متجهة للحقول ..
فآمنت بقدرة الله الخالق .
النص فيه طرافة وبساطة ، وبعض التموجات الشخصية .

تحياتيلشخصكم الكريم ..
.

ناديه محمد الجابي
19-11-2016, 04:39 PM
تتوالى الأحداث من حولنا في الحياة بكل ألوانها فنعيشها دون ان نتوقف عندها
فقط عين الأديب هى التي ترى الحدث أيا كان رؤية تختلف ، فتتفاعل معه وتسجله
بحروف من إبداع ليأتلق عملا أدبيا له مغزى يسر الناظرين.
لحرفك قدرة على الإبداع التصويري بجمال تعبيري وفكر ناضج
ولغة سلسة تدخل إلى القلب.
تحياتي وكل تقديري. :0014: