مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة :- حدوتة فوز العمدة واجب
سامح عبد البديع الشبة
22-05-2006, 04:06 PM
هتافات وشعارات كثيرة ، وأهالى القرية يهتفون :-
- عاش العمدة ، يا حامى بلادنا ، يا حامى ديارنا ، يا حامى فلوسنا ، يا حامى قوتنا .
وفى نهاية يوم من الأيام تم التصويت لصالح العمدة ، وفاز بالعمدية ، وبعد التصويت ذهب كل شخص من أهالى القرية إلى بيته ، غالقاً عليه بابه ، إلا رجلاً واحداً فى ريعان شبابه لم يتعد الثلاثين من عمره ... خرج من كوخه الخشبى المطل على ترعةٍ جافة ، مهلهلة ملابسه ، ممسكاً بيده اليمنى عصاه الغليظة ، وبيده اليسرى منديله العتيق ، راسماً على الأرض الوحلة أشكالاً لوجوه تشبه وجوه البشر ، ويضربها بكل ما أوتى من قوةٍ صارخاً فيها :-
- " ليه ما تكلمتوش ... ليه ... ليه " .
وفجأة حل صمت رهيب ، وخيم على المكان نوع غريب من السكون لم يعهده من قبل ، فانقطع صوته ، وأحس داخله أنه غريب عن ذاته ، فانفجرت عيناه بالدموع باكية ، وارتعشت يداه مجففاً دموع الماضى والحاضر بمنديله العتيق الذى اشتكى من طول فترة الأسر ... لدرجة أن مزقته الرياح الرقيقة بمطرها القليل ... وبقوة كل عاصفة قادمة فى كل عام ، ولا شئ بيده غير الصبر كى يستريح ويتركه صاحبه ، ويقذف به فى اليم ليتشرب جرعات كثيرة من المياه ، ليغسل دموع صاحبه الأسير الذى أخذ يتراقص ويتغنى كالمصاب بهستيريا الغناء والعناء والرقص فى آنٍ واحد :-
فوز العمدة واجب ... فوز العمدة واجب
وأنا أعمل إيه ؟ !
هو كده فايز ! ... هو كدا فايز !
وأنا أعمل إيه ؟ !
التعب ورانا ... التعب ورانا
وأنا أعمل إيه ؟ !
السكوت ويانا ... السكوت ويانا
وأنا أعمل إيه ؟ !
***
يا عمدة .. يا عمدة
انت فين يا عمدة ؟!
بتاكل إيه يا عمدة ؟!
ما تدينى لقمة !
وأنا أعمل إيه ؟ !
لابس إيه يا عمدة ؟!
ما تدينى هِدمه !
وأنا أعمل إيه ؟ !
ليه تسيبنى وحدى ؟!
ما تدينى أرضى !
وأنا أعمل إيه ؟ !
فوز العمدة واجب ... فوز العمدة واجب
وأنا أعمل إيه ؟ !
هو كده ... كده ... كده .... أعمل إيه ... إيه ... إيه
وما أن دنت منه مجموعة من النسور إلا وقد امتنع عن الغناء والرقص ، واحتبس الدمع فى عينيه ، وأطار المنديل مع عاصفةٍ قد اجتذبته وألقت به فى اليم ، ومزق جسده ، وتلاشت صورته ... وراح صوته هباء فى مهب الريح .
***
وعاد المنديل متطايراً ، راقصاً ... مرحاً ... فرحاً ، فهدأت العاصفة ، واستقر على الأرض ، وطار ثانية فى الهواء كمحبوسٍ خارج من زنزانته بعدما أطلق سراحه السجان ، وهبط ... وتوقف بغتةً باكياً ، فلم يجد صاحبه الأسير ، فنادته من جواره العصا الغليظة ... ففرح فقد وجداً أثراً من آثاره .
وخرج طفل صغير من بيته سراً ... يترقب المكان خوفاً من أن يراه أبويه ، ويكون عقابه عسيراً ، ودخل كوخ الأسير ، وأحضر عصاً غليظه رفيعة ، ورسم خارج الكوخ فى الأرض صوراً تشبه الفئران ، وأخذ يرقص ويغنى :-
- " فوز العمدة واجب ... فوز العمدة واجب "
هو كده فايز .... هو كده فايز !
فخرج أطفال القرية من ديارهم يرددون معه أغانى الأسير ...
فوز العمدة واجب ...
وتوته توته ، فرغت الحدوته .
...... ولا ......
( تمت )
سامح عبد البديع الشبة
sameh_ss_center@yahoo.com
عدنان أحمد البحيصي
23-05-2006, 07:40 AM
مؤثرة ، واقعية ، تستحق الوقوف عندها طويلاً
أعدك بالعودة
أيها المبدع
عمرو محسن
23-05-2006, 08:03 AM
الاخ سامح
كانت مشاهد رائعة فيها جمال من نوع خاص
ينتابنى أحساس بأنى أريد ان أقرئها مرة ثانية وثالثة
وعجبتنى تلك الاغنية الجميلة المعبرة والتى تحمل طياتٍ كثيرة
بتاكل إيه يا عمدة ؟!
ما تدينى لقمة !
وأنا أعمل إيه ؟ !
لابس إيه يا عمدة ؟!
ما تدينى هِدمه !
وأنا أعمل إيه ؟ !
ليه تسيبنى وحدى ؟!
ما تدينى أرضى !
وأنا أعمل إيه ؟ !
فوز العمدة واجب ... فوز العمدة واجب
وأنا أعمل إيه ؟ !
كلنا نسأل نفس الأسئلة
دمت مبدع أيها المبدع
سامح عبد البديع الشبة
23-05-2006, 11:30 AM
مؤثرة ، واقعية ، تستحق الوقوف عندها طويلاً
أعدك بالعودة
أيها المبدع
فى انتظار عودتك أيها الأخ الفاضل / عدنان الإسلام .
والوقوف عندها ولو لفترةٍ قصيرة من وقت سيادتكم .
تقبل تحياتى .
سامح عبد البديع الشبة
23-05-2006, 11:34 AM
الاخ سامح
كانت مشاهد رائعة فيها جمال من نوع خاص
ينتابنى أحساس بأنى أريد ان أقرئها مرة ثانية وثالثة
وعجبتنى تلك الاغنية الجميلة المعبرة والتى تحمل طياتٍ كثيرة
بتاكل إيه يا عمدة ؟!
ما تدينى لقمة !
وأنا أعمل إيه ؟ !
لابس إيه يا عمدة ؟!
ما تدينى هِدمه !
وأنا أعمل إيه ؟ !
ليه تسيبنى وحدى ؟!
ما تدينى أرضى !
وأنا أعمل إيه ؟ !
فوز العمدة واجب ... فوز العمدة واجب
وأنا أعمل إيه ؟ !
كلنا نسأل نفس الأسئلة
دمت مبدع أيها المبدع
فى انتظار قراءتك يا .... إيقاع الصمت .
اقرأ القصة فى صمتٍ وفى خفية حتى لا يراك العمدة أو أحد تابعيه فيحدث لك ما حدث لبطل القصة .
تحياتى القلبية
عدنان القماش
23-05-2006, 12:43 PM
أحسنت يا أخى الكريم :001:
القصة جميلة...
و لكن أكثر ما أعجبنى هو الطفل الذى خرج ليرسم صور فئران :v1:
فهذا يا أخى التطور الطبيعي للحاجة الساقعه...نآسف هذا هو التسلسل المنطقى D:
أحسنت و كل التوفيق فى كتاباتك الأخرى
حسام القاضي
23-05-2006, 05:05 PM
الأخ العزيز / سامح الشبة
تحياتي
من العنوان : حدوتة فوز العمدة واجب = حوتة حكم الشعوب ، وخاصة شعوب منطقتنا الكريمة.استخدمت الرمز للتعبير عما تريد العمدة .. القرية .. الشعارات والتي أصبحت الآن يفهم منها عكسها عل الإطلاق ..يا حامي بلادنا = يا سارق بلادنا ، وهكذا .
نجح العمدة و أغلق الشعب عليه بابه وكأن الأمر لا يعنيه ، الأسير وهو رأي الشعب ( صوته ) المصادر منذ مدة تقترب من الثلاثين وهو عمر الأسير ( هي نفس فترة حكمنا تقريبا ) وإذا قرر الأسير( ربما هو أيضا الرأي الآخر أو المعارضة )الإعتراض عن طريق أغنيته فلا يستمر كثيرا فسرعان تقمعه النسور ( الأمن وخلافه ) ولكن منديله ( أفكاره ) وعصاه الغليظة (صوته ) يبقيان ليتسلمهما من بعده جيل جديد يستخدم عصا غليظة رفيعة ( تناسب عمره ) فإذا كان الجيل الحالي قد سكت فالأمل باق في المستقبل .
نجحت في توصيل فكرتك بقدرة عالية تحسب لك ، تعبيرات ترسخ للمضمون منها ... ليه ما تكلمتوش .. ليه .. ليه .
ولكن اسمح لي لدى ملحوظات :
الأغنية التي أوردتها جاءت طويلة وبلا مبرر فني فقد كان يكفي منها
فوز العمدة واجب .. فوز العمدة واجب
وانا اعمل ايه
هو كده فايز .. هو كده فايز
وانا اعمل ايه
أما الباقي فقد كان تفسيرا زائدا لأمور واضحة للجميع ، وانت أبدعت عملا جادا ، واستمرار أغنيتك العامية بهذا الطول وبلا مبرر فني يضعف العمل ويؤدي إلى تسفيه فكرتك الجادة القيمة .
قمت في آخر العمل بالتعليق عليه ( وتوتة توتة فرغت الحدوتة .. إلخ ) وهذا أيضا يضعف العمل ، ولو انك أنهيت القصة عند ( فوز العمدة واجب ) لكانت النهاية أقوى وأفضل .
ولكن ذلك لا يقلل من نجاحك في تقديم فكرتك القيمة .
تحياتي وتقديري .
سامح عبد البديع الشبة
23-05-2006, 05:39 PM
أحسنت يا أخى الكريم :001:
القصة جميلة...
و لكن أكثر ما أعجبنى هو الطفل الذى خرج ليرسم صور فئران :v1:
فهذا يا أخى التطور الطبيعي للحاجة الساقعه...نآسف هذا هو التسلسل المنطقى D:
أحسنت و كل التوفيق فى كتاباتك الأخرى
الأخ العزيز / عدنان القماش
أشكرك على اعجابك بهذا الطفل ورسمه للفئران ، فهذا فى حد قولك " التطور الطبيعى للحاجة الساقعة "
ولكن إن زاد الثلج فيها اكثر من اللازم تصبح مستحيلة الشرب .
تحياتى
سامح عبد البديع الشبة
23-05-2006, 08:30 PM
الأخ العزيز / سامح الشبة
تحياتي
من العنوان : حدوتة فوز العمدة واجب = حوتة حكم الشعوب ، وخاصة شعوب منطقتنا الكريمة.استخدمت الرمز للتعبير عما تريد العمدة .. القرية .. الشعارات والتي أصبحت الآن يفهم منها عكسها عل الإطلاق ..يا حامي بلادنا = يا سارق بلادنا ، وهكذا .
نجح العمدة و أغلق الشعب عليه بابه وكأن الأمر لا يعنيه ، الأسير وهو رأي الشعب ( صوته ) المصادر منذ مدة تقترب من الثلاثين وهو عمر الأسير ( هي نفس فترة حكمنا تقريبا ) وإذا قرر الأسير( ربما هو أيضا الرأي الآخر أو المعارضة )الإعتراض عن طريق أغنيته فلا يستمر كثيرا فسرعان تقمعه النسور ( الأمن وخلافه ) ولكن منديله ( أفكاره ) وعصاه الغليظة (صوته ) يبقيان ليتسلمهما من بعده جيل جديد يستخدم عصا غليظة رفيعة ( تناسب عمره ) فإذا كان الجيل الحالي قد سكت فالأمل باق في المستقبل .
نجحت في توصيل فكرتك بقدرة عالية تحسب لك ، تعبيرات ترسخ للمضمون منها ... ليه ما تكلمتوش .. ليه .. ليه .
ولكن اسمح لي لدى ملحوظات :
الأغنية التي أوردتها جاءت طويلة وبلا مبرر فني فقد كان يكفي منها
فوز العمدة واجب .. فوز العمدة واجب
وانا اعمل ايه
هو كده فايز .. هو كده فايز
وانا اعمل ايه
أما الباقي فقد كان تفسيرا زائدا لأمور واضحة للجميع ، وانت أبدعت عملا جادا ، واستمرار أغنيتك العامية بهذا الطول وبلا مبرر فني يضعف العمل ويؤدي إلى تسفيه فكرتك الجادة القيمة .
قمت في آخر العمل بالتعليق عليه ( وتوتة توتة فرغت الحدوتة .. إلخ ) وهذا أيضا يضعف العمل ، ولو انك أنهيت القصة عند ( فوز العمدة واجب ) لكانت النهاية أقوى وأفضل .
ولكن ذلك لا يقلل من نجاحك في تقديم فكرتك القيمة .
تحياتي وتقديري .
أستاذى الكبير / حسام القاضى
يشرفنى حضورك بين نصوصى القصصية المتواضعة ، وشكراً جزيلاً على تقيمك للنص القصصى ، وعلى بعد بصيرتك التى أتاحت لمن يقرأ القصة أن يستوعب ما تحويها من فكرة أردت طرحها بطريقةٍ أدبية على هيئة قصة قصيرة .
ولكن
ألا ترى أن الأغنية التى أوردتها ضمن سياق القصة خادمة بطريقةٍ أو بأخرى لتوضيح رؤية القاص بطرح فكرته بطريقة يسهل للقارئ بها أن يعى ما أقصده .
أما بالنسبة لرأيك الذى أعتز به فى خاتمة القصة بقولى " فوز العمدة واجب .... هو كده فايز .... إلخ " لأشارك القارئ أو السامع للنص القصصى فى فكرتى المطروحة ليبدى رأيه فيها ، فمنهم من يعترض على أنها قصة غير هادفة والبعض الآخر يقيمها بأنها أحسن أو أفضل ، ولذلك تركت النهاية مفتوحة لأخذ رأى القارئ فيما قدمته له على طبقٍ - فى ظاهره - من فضة .
( ومازلت فى دروب القصة صغير العمر ولو بلغت من العمر أرذله )
تقبل تحياتى .
حسام القاضي
24-05-2006, 07:33 AM
أستاذى الكبير / حسام القاضى
يشرفنى حضورك بين نصوصى القصصية المتواضعة ، وشكراً جزيلاً على تقيمك للنص القصصى ، وعلى بعد بصيرتك التى أتاحت لمن يقرأ القصة أن يستوعب ما تحويها من فكرة أردت طرحها بطريقةٍ أدبية على هيئة قصة قصيرة .
ولكن
ألا ترى أن الأغنية التى أوردتها ضمن سياق القصة خادمة بطريقةٍ أو بأخرى لتوضيح رؤية القاص بطرح فكرته بطريقة يسهل للقارئ بها أن يعى ما أقصده .
أما بالنسبة لرأيك الذى أعتز به فى خاتمة القصة بقولى " فوز العمدة واجب .... هو كده فايز .... إلخ " لأشارك القارئ أو السامع للنص القصصى فى فكرتى المطروحة ليبدى رأيه فيها ، فمنهم من يعترض على أنها قصة غير هادفة والبعض الآخر يقيمها بأنها أحسن أو أفضل ، ولذلك تركت النهاية مفتوحة لأخذ رأى القارئ فيما قدمته له على طبقٍ - فى ظاهره - من فضة .
( ومازلت فى دروب القصة صغير العمر ولو بلغت من العمر أرذله )
تقبل تحياتى .
الأخ العزيز / سامح الشبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يلجأ الكاتب للرمز فليس عليه تفسيره إنما يقع تفسيره على المتلقي .. فقط على الكاتب أن يلقى فلاشات أو أضواء صغيرة تسترعي إنتباه المتلقي فتمكنه من حل شفرة النص ، وليس على الكاتب أن يقوم بشرح النص وإلا لما لجأ إلى الرمز ..لم أعترض على الأغنية ولكن قلت اكتفي بجزء منها فقط .
بالنسبة للنهاية فأنا أعترض على ( توتة توتة فرغت الحدوتة ) لأن من يروي القصة (الراوي) ضمن سياق العمل ، واما هذا الجزء فترويه أنت ( المؤلف ) وانت خارج سياق العمل وهذا ما اعنيه بالتعليق الخارجي ، وهذا يخرجنا عن جو القصة ، وهوبالطبع ليس ما يعرف بالنهاية المفتوحة .. النهاية هي ما قبله ..( فخرج أطفال القريةمن ديارهم يرددون معه أغاني الأسير .. فوز العمدة واجب ..).
مع خالص تقديري .
سامح عبد البديع الشبة
29-05-2006, 06:35 PM
الأخ العزيز / سامح الشبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يلجأ الكاتب للرمز فليس عليه تفسيره إنما يقع تفسيره على المتلقي .. فقط على الكاتب أن يلقى فلاشات أو أضواء صغيرة تسترعي إنتباه المتلقي فتمكنه من حل شفرة النص ، وليس على الكاتب أن يقوم بشرح النص وإلا لما لجأ إلى الرمز ..لم أعترض على الأغنية ولكن قلت اكتفي بجزء منها فقط .
بالنسبة للنهاية فأنا أعترض على ( توتة توتة فرغت الحدوتة ) لأن من يروي القصة (الراوي) ضمن سياق العمل ، واما هذا الجزء فترويه أنت ( المؤلف ) وانت خارج سياق العمل وهذا ما اعنيه بالتعليق الخارجي ، وهذا يخرجنا عن جو القصة ، وهوبالطبع ليس ما يعرف بالنهاية المفتوحة .. النهاية هي ما قبله ..( فخرج أطفال القريةمن ديارهم يرددون معه أغاني الأسير .. فوز العمدة واجب ..).
مع خالص تقديري .
أستاذى الفاضل / حسام القاضى
بعد التحية ،
كل الشكر لك على هذه الملاحظات الفنية الدقيقة .
تحياتى لك .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir