المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ضفاف الجحيم



د. حسين علي محمد
22-05-2006, 09:30 PM
من ضفاف الجحيم

شعر: حسين علي محمد
............................

(إلى قريتي .. التي هجرتني من ست وعشرين سنة)

(1)
كانتْ يَدُها ..
ـ ما أجملَ يَدَها! ـ
تنسلُّ من الأَجَمَةِ،
تحملُ عشبَ فراديسِ النشوةِ بلِقائي!
تعرفُ كيفَ تُلامسُ نبْضي ..
وزنابقُها تتفتَّحُ في الفجْرِ ..
لزخَّاتِ المَطَرِ!

...
(2)
كان الشَّجَرُ العالي .. يسْتهْوي زقْوَ عصافيرِ الماءِ
وكانتْ تُغْويني
وأنا أتبعُها في ضوْءِ القمرِ الغائبِ ..
خلفَ سحابٍ يتتَابعُ،
في صحْراءِ العشقِ وحيداً، أمْضي
لا نورَ بأُفْقي ..
لا موسيقا تصْدحُ في هذا الجوِّ الغَجَري!

(3)
ـ لنْ أَنْكَأَ جُرْحَ الأمْسِ
فهأنذا أسمعُ صوتَكَ
يا …
هلْ تبْداُ قصَّةُ جُرْحٍ .. آخرَ
عمَّ يتساءلُ رأسٌ يشتعلُ ضُحىً
بالدَّهشةِ وغُبارِ السَّفَر؟
(4)
كيف تُضيءُ حجارةُ شطْآني
في هذا البرْدِ القارسِ
في ظلِّ مساءاتٍ معتمةٍ .. حولي ..
ماذا ترْجو ..
منْ شَغَفِ النهْرِ لأشْواقِ الشَّجَرِ؟
(5)
ها أنْتِ تبوحينَ بلفْظي المكْنونِ
ودُرِّي المخبوءِ
وصوْتُ سقيفتِكِ الموحشِ ..
يقْرؤني، مسْكوناً بالعجْزِ ..
يُسامرُني وطيوري المائيّةُ ..
تهجسُ بالحُزْنِ .. وتُطلقُ للرِّيحِ عَنانَ الشَّجَرِ!
(6)
ها قدْ بُحَّ الصَّوْتُ
لماذا تشتعلينَ حنيناً
وأنيناً
للإيلامِ، وللفقْدِ؟
لماذا يرْتعِدُ الماءُ بكوبي هَلَعاً؟
هأنذا أسقُطُ بينَ غِياضِ الوقْتِ ..
وصحْراءِ النُّذُرِ!
(7)
.. ولماذا ظلَّ دمي ـ في كيْنونتِهِ الأولى ـ
يصْعدُ أشجارَ الوهْمِ ..
يُغنِّي، ويُغنِّي ..،
(لا يتعبُ! .. كمْ غَنَّى!)
ما زالتْ شُرْفتُها تخضرُّ ..
بعْشْبِ فراديسِ الوحشةِ!

يا … كمْ تتشوَّقُ هذي الصَّحْراءُ ..
الآنَ لزخَّاتِ المَطَرِ!

ديرب نجم 30/3/1999

د. سمير العمري
05-06-2006, 08:57 PM
أخي الشاعر د. حسين:

لك حرف مخملي حقاً ، وقدرة لغوية كبيرة وجلية.

ولكن الجرس هنا أثقل كثيراً بفاعلُ حتى لا أكاد أراه شعراً بما في ذلك تتابع أكثر من خمسة أحرف متحركة في هذا الوزن الخببي بما يخرجه عن كينونة الشعر.

هذا عن المبنى ، أما المعنى فقد غاب عني كنهه ومضمونه ولم يظهر لفهمي سوى رأس عنوانها ، لست أدري ربما هو من فهمي القاصر وذائقتي غير الراقية.


تحياتي
:os::tree::os:

د. حسين علي محمد
05-07-2006, 09:32 AM
شكراً للأديب الشاعر الدكتور سمير العمري على تعليقه الجميل، مع موداتي.

د.عمر خَلّوف
05-07-2006, 11:36 PM
كانتْ يَدُها ..
ـ ما أجملَ يَدَها! ـ
تنسلُّ من الأَجَمَةِ،
تحملُ عشبَ فراديسِ النشوةِ بلِقائي!
تعرفُ كيفَ تُلامسُ نبْضي ..

أستاذي الكبير
د.حسين علي محمد

مطلع باهر
يساوي قصيدة
لا فض فوك

أرجو إعادة النظر في وزن السطر التالي:
هلْ تبْداُ قصَّةُ جُرْحٍ .. آخرَ
عمَّ يتساءلُ رأسٌ يشتعلُ ضُحىً

تلميذك

د. حسين علي محمد
30-07-2006, 10:08 AM
الصديق الشاعر الدكتور عمر خلوف ..
شكراً لك أيها الجميل على تعليقك وعلى ملاحظتك العروضية.
تحياتي.

أحمد حسن محمد
11-10-2006, 10:33 PM
أستاذنا الحبيب..
حالة رائعة تطرق أبواب القلب بعنفوان شباب متصل منغم مفعم بالنشاط..

أستاذي الكريم..
"وصوْتُ سقيفتِكِ الموحشِ"
ما السبب في جر كلمة "الموحش" مع أني قرأتها أنها صفة ل"صوت"

محمد إبراهيم الحريري
11-10-2006, 10:40 PM
الأخ الدكتور حسين علي محمد ـ تحية
تخضل اناشيد الذكرى
بندي يراع إن يترى
ويحوم بفردوس الشمس
من طلة ديرب بالهمس
وتنام بيادق أحلامي
من نشوة ثغر بالأمس
لتلاطف أنات الشكوى
من عثرة غربة أوطاني
عن لثغة حرف أبكاني
فالمعنى يغرق أوردتي
بنزيف الرحلة من ثاني
ـــــــــــــــــــــ
تحياتي أخي الدكتور
محبتي لك

د. حسين علي محمد
26-10-2006, 06:43 PM
شكراً للأديب الأستاذ أحمد حسن محمد،
ورأيُك صحيح، والخطأ في الكتابة.
مع تحياتي،
وكل عام وأنتم بخير.

د. حسين علي محمد
26-10-2006, 06:45 PM
شكراً للأديب الأستاذ محمد إبراهيم الحريري على التعليق الجميل،
مع تحياتي،
وكل عام وأنتم بخير.