تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : على هامش مهرجان الواحة الأدبي الأول



إدارة الرابطة
06-05-2006, 05:32 PM
هنا تنشر النصوص التي يحب أن يتخيرها الأعضاء مما يرونه أفضل نصوصهم الشعرية والنثرية مما لم يشترك به في مسابقة الواحة الأولى كي يقدمها أمام النقاد والأدباء في ثوب تستحق ، وكي يتعرف القراء من أعضاء وزوار على هذه المشاركات ويتم الاحتفاء بها بما تستحق.

كما يمكن في هذا الموضوع التعليق بالرأي على مشاركات المسابقة وما يتعلق بالمهرجان الأول للواحة بما يخدم المصلحة العامة وبما يليق بالواحة وأعضائها.


تحياتنا
الإدارة

حوراء آل بورنو
06-05-2006, 05:56 PM
أيستطيع أصحاب النثر أيضاً أن يضعوا ما يتخيرون من نصوصهم لعرضها هنا أمام النقاد لنقدها و النظر فيها .

كل التحايا .

زاهية
06-05-2006, 06:19 PM
اقتراح أختي الكريمة حوراء رائع وهي فرصة لكتاب النثر..

جمال سعد محمد
07-05-2006, 10:56 AM
اقتراح للمهرجان
http://framboise78.free.fr/Fete/artifice007.gifhttp://framboise78.free.fr/Fete/artifice007.gifhttp://pic.alfrasha.com/data/media/36/239.gif
الاحبة فى ملتقى الواحة
اود ان اعرض لاقتراح هنا اراه - من وجهة نظرى هام للكتاب -
ارى ان تضاف جائزة للاعمال الفائزة فى المهرجان وتتمثل فى نشر الابداعات الفئزة فى المسابقة فى كتاب ورقى يتضمن الاعمال الفائزة فى كل مجال القصة والخاطرة والشعر ثلاثة اعمال فى كل مجال ويتم تكليف النقاد بالكتابة عن كل عمل من هذه الاعمال فيصير لدينا تسعة اعمال ابداعية ومثلها نقدية ويتضمن الكتاب فى بدايته تعريف بالموقع وتاريخه واهدافه وادارته ورواده والاعضاء والاعلان عن المسابقة الثانية
اتمنى ان يجد هذا الاقتراح القبول لديكم http://framboise78.free.fr/Fete/artifice007.gifhttp://framboise78.free.fr/Fete/artifice007.gifhttp://pic.alfrasha.com/data/media/36/239.gif

http://pic.alfrasha.com/data/media/36/239.gif
وكل عام وانتم بالف خير

د.جمال مرسي
07-05-2006, 07:02 PM
اقتراح جميل أخي جمال سعد
و أظنه من ضمن خطط الواحة المستقبلية
شكرا لك
و شكرا للدكتور سمير

سمير الفيل
07-05-2006, 10:10 PM
توطئة :
هذه شهادة أدبية كتبها الروائي فريد معوض عن تجربتي السردية . أود أن انشرها هنا لو أن هذا مسموح به. فهو يلامس مشاركتي في القصة القصيرة .
شكرا لكم .
المحارب
شهادة عن .. سمير الفيل
ما إن شرعت في الكتابة عن الأديب ( سمير الفيل ) حتى ذكرت لدغة عقرب .
هل لأن القصة القصيرة الناجحة يمكن أن تكون كلدغة عقرب في تأثيرها؟
هل يمكن أن يتسلل السرد بهدوء ونعومة يسر قبل أن تتحقق تلك اللدغة؟ وما أهمية القصة إن لم تكن بمثابة اللدغة أو التحجر الذي يحرك الراكد في حياتنا، على أية حال القصة هي الأخرى أسمها لدغة عقرب ضمن مجموعة من اللدغات التي مضتها مجموعة ( خوذة ونورس وحيد ) ، وهذه المجموعة تعد من أهم الأعمال التي تدخل في نطاق أدب الحرب إنما جازت التسمية دون صراخ أو شعارات فالجندي الذي عايش آثار الحرب بعد أن خمدت نيرانها هو نفسه الجندي الذي اكتوى بالنار في أتونها .
إن ( سمير الفيل ) يدخل بك إلى مغارات وكهوف وينزلق إلى الخنادق للاختباء ويبحث مع رفاقه عن جركن ماء، ويخرج لمأموريات للكشف عن أعماق أكثر إنسانية ودفئا ويمد قدمه ليصبغ حذاءه لنكتشف أنها ـ القدم ـ ممددة في وجه بطل من أبطال أكتوبر ليكشف عن اختلال كبير في قيم المجتمع، مجتمع الكاروهات والجمرك والانفتاح . مواقف إنسانية لادغة، تماما مثل لدغات الغرب المتتالية، تبحث عما وراء الأشياء، وتتخذ من عالم الرجال نماذج حية، ومن لظى الصحراء هجيرا يلفح الوجوه:
" العسكري غريب لدغة عقرب في ساقه أسفل الركبة " هكذا يبدأ قصة " لدغة عقرب " وينشغل الجميع بالمصاب، لا شك هذا هو المطلوب، لكن في النهاية يكتشف الجميع أن العقرب قد أفلت، وأنه دخل إلى الدبابة، ولأنه سمير الفيل الكاتب الذكي والذي يتسلح بوعي قومي وثقافي كان لابد أن يفشلوا في العثور على العقرب، إن ظهور العقرب وسحقه بأي حذاء يعني انتهاء الصراع مع هذا العقرب وكيف ينتهي الصراع والحق ما يزال مسلوبا وشخوص النصر ما زالت تسحقها الحياة يتوارون جوعا ويمسحون الأحذية، ويواجهون بصدورهم غول الانفتاح، لكن النية تتجه إلى ضرب هذا العقرب عندما تشرق الشمس ويا للشروق من دلالات.
وهكذا يدين ( سمير الفيل ) التطبيع ـ أيا كان نوعه ـ مع العدو الصهيوني ويؤكد أن الجنود على التبة في خطر، وأن ظهور العقرب في أي وقت ـ خلسة ـ معناة نهاية أحد الرجال وعلينا أن نكون متنبهين دوما ـ ما إن يظهر هذا العقرب قاصدا أحدنا فلابد من ضربه في الحال، لكن ماذا لو تركناه يعيث حوله، ماذا لو نسينا أمره، ماذا وماذا وهكذا تحوي المجموعة عدة لدغات مؤثرة بلغة مواكبة وموائمة ولقطات سريعة فإن أردت أن تبحث عن سر أي حرب فأمسك في أثارها ، وهذا ما يفعله سمير الفيل حين يسخر العلاقات والتفاصيل ومفردات البيئة لخدمة هذا البحث وهذا التعبير، واستخدام ضمير المتكلم يحملك إلى معايشة الحي باعتبار أنك ماثل أمام حكاء يعترف ويسوق لك الأدلة تلو الأخرى، ويحيلك إلى شخوص كي ترى ما يماثلها في الواقع مثل ( مسعد بنزين ) وغيره.
وإذا كان قص الشيء لعين اقتفاء أثره فإن سمير الفيل يمارس هذا القص بالبحث عن مكنونات جديدة تقبع خلف التراكمات ، ولهذا ما يبرره عند كاتبنا فقد التحق بالجيش بعد أن وضعت الحرب أوزارها لكن رائحة البارود كانت ، و ما تزال تغلف فضاء البلاد .

سمير الفيل فنان يعرف كيف يختار مواقفه ولقطاته ونماذجه ويعرف كي يحط عليها، وكيف ينتقل من شجرة إلى أخرى وفي كل ذلك يبحث عن رائحة مكان يعرفه جيدا ، وزمان عايشه بجوارحه في الشعر " ندهة من ريحة زمان " و " ريحة الحنة " ومن قبلها " الخيول " وفي الرواية " رجال وشظايا " وفي كل الألوان ترك هو الآخر آثارا تحتاج إلى من يتبعها بإنصاف، كما أنه مارس النقد والكتابة للطفل ومارس دورا رياديا في بلده دمياط من خلال مشاركته في إصدار مجلة " الرواد " التي ما زالت تواصل عطائها .

تحية إلى رجل يستحق التحية .. و رجل جدير بالاحترام .

فريد معوض
قاص وروائي
المحلة الكبرى

جهاد غريب
07-05-2006, 11:09 PM
:
:
في البداية..
أتقدم بالشكر والامتنان لـ فكرة المهرجان، ولكن..!
كيف ننشر المشاركات التي تقدمنا بها.. قبل إعلان النتائج؟
ولماذا نجعلها.. محض مقارنة قبل أن يقول الحكام ولجنتهم الموقرة.. الكلمة الأولى والأخيرة؟
وما سبب تغيير دستور المسابقة، إذ جاء فيه أن المشاركات الفائزة فقط! ستنشر ضمن ملتقى رابطة الواحة الثقافي؟

:
خذوني على قدر دهشتي!!
تصريح يقول أن إعلان النتائج قريب، وتصريح آخر.. يخرج بفكرة أخرى تعطل إعلان النتائج إلى ما بعد نهاية المهرجان!. ما الجديد، أو المستجد.. ونحن نجهله/ نجهلهما؟
هل فكرة المهرجان كانت في الأفق مُذ طرح مسابقة الواحة؟ أم أنها ظهرت للتو، وما الحكمة الغائبة عنا؟
هل فُقدت بعض المشاركات، وبالتالي فإن هذا التصريح جاء ليعالج المشكلة؟، أو ربما ليعالج مشكلة من ذات الفيروس وهي أن تدخل مشاركات أخرى!.. ضمن المسابقة التجريبية، رغم انتهاء موعد إرسال النصوص؟ وكيف سيتم ضبط المسألة، فيما لو أرسلت مشاركات جديدة لم تكن حتى اللحظة.. بحوزة اللجنة؟
هل اللجنة في حيرة من أمرها فيما يتعلق بإعلان النتائج؟، ربما لأن السبب يعود إلى أن كم كبير من المشاركات يستحق الفوز!، أو ربما قد يكون العكس هو الصحيح!.
هل المشاركات بحاجة إلى تصويت أعضاء ملتقى رابطة الواحة الثقافي؟.
:
سامحوني.. على قدر الذهول الذي يتلبسني!، فأنا..
ما زلت أشم رائحة طلب فسحة أخرى من الوقت أخالها كبيرة، ولكن..
لا أتوخى غير الصدق في تتبع دهشتي وقراءة تفاصيل ذهولي!!، وبالتالي الشفاعة لكليهما بإجابة واضحة.
:
أما عن الفضول في معرفة الفائزين.. فقد اغتاله التأخير منذ سحابتين (تصريحين)، كنت أراهن على أن كل منهما حُبلى بالمطر (إعلان النتائج)، بل وما زلت - على غير عادتي في مثل هذه الحالات - أن أتمسك بالرهاااااااااااااااااااا اان.
فهل يخسر رهاني آخراً؟، أم هو الفتور الذي بدأ يتسلل أرصفة براهيني، وطُرقات يقيني !؟.
:
أعلم أن أغلب أسئلتي هنا.. استنكارية، في دون حاجة إلى إجابة، ولكن..
دعوني أتنفس الدهشة والذهول.. من رئة غيمة ربما تأتي لتعلن عن ميلاد الودق!.
لكم قرص الشمس.. ولي فُتات الشفق

د. سمير العمري
08-05-2006, 12:05 AM
دعني بداية أرحب بك ترحيباً يليق بفارس حرف أنيق ، وصاحب حق علينا لا نجحده.

ثم دعني أرد على جميع نقاطك التي نحوت بها نحواً بعيداً لا نلومك عليه وإن كنا نرجو أن يكون في توضيحنا ما تهطل به غمامتك ودق سناء ورضا.



في البداية..
أتقدم بالشكر والامتنان لـ فكرة المهرجان، ولكن..!
كيف ننشر المشاركات التي تقدمنا بها.. قبل إعلان النتائج؟
ولماذا نجعلها.. محض مقارنة قبل أن يقول الحكام ولجنتهم الموقرة.. الكلمة الأولى والأخيرة؟
وما سبب تغيير دستور المسابقة، إذ جاء فيه أن المشاركات الفائزة فقط! ستنشر ضمن ملتقى رابطة الواحة الثقافي؟

ونحن نشكر لك ابتهاجك معنا بمهرجان الواحة الأدبي الأول وبدون تحفظ.
أما عن تغيير دستور المسابقة فلم يكن ذلك قط ، ولا أحسب أن منطقاً يقول بإهمال مشاركات جيدة لم تفز لأن هناك مشاركات أجود منها فازت ، بل ولا أجد من الحكمة أن نتجاهل المشاركات مهما تواضعت لأن في الاهتمام بها والتشجيع على الرقي بها هدفاً نتوخاه.
ولعلني أجدها فرصة لأوضح بأن فكرة المسابقة السنوية لرابطة الواحة لم تكن بحال فكرة تجارية أو ترويجية أو ترفيهية ، بل هي تصب في صميم منهج رابطة الواحة التي تجتهد في الرقي بالفكر وبالأدب ، وتشجيع كل يراعة وسنان إلى إظهار ملكاته وتطوير قدراته. وبهذا المفهوم كانت المسابقة وكانت جوائزها المادية التي أردنا بها التأكيد على جدية ما نقوم به واستمراريته ، ولكننا نعلم يقيناً أن فرحة الكاتب شاعراً كان أو ناثراً تكون حقيقة في التقدير المعنوي أمام الجميع والحصول على التقدير وتعريف الأدباء والنقاد به وهذا هو أجمل جائزة ينتظرها الأديب ، وعليه فقد كان هذا المهرجان الذي يخدم ذات الفكرة في تجمع الأدباء والنقاد والمفكرين ، وفي ذروة هذا التجمع وهذا الاحتفال الكبير يتم الإعلان عن الفائزين والتنويه إلى المشاركات المميزة.
ونؤكد لك أخي الكريم في هذا المقام أننا ومن باب الحرص الأكيد على الحكم المنصف المتجرد قمنا باستلام المشاركات بواسطة البريد وسلمت هذه المشاركات إلى لجان التحكيم بأرقام سرية دون أسماء أصحابها ولم نطلب أن تنشر هنا بأسماء أصحابها إلا بعد أن قامت لجان التحكيم بتسليم النتائج النهائية للإدارة.
بكلمات أخرى فإن النتائج جاهزة قبل يوم واحد من انطلاق المهرجان ، ولذا فإن نشر المشاركات هنا لا علاقة له بالتحكيم ولا بالتأثير على القرار ، بل هو ضرورة تخدم الهدف من التعرف إلى الكتاب وإنتاجاتهم بشكل يقدمهم إلى الجمهور ويرفع مستوى الترقب والتساؤل والذي يصب في مصلحة المشاركات جميعها وفي الاحتفاء المناسب بمن سيفوز منهم. ولعلك تدرك أخي الكريم بأن الهدف ليس توزيع جوائز مالية في سرية ودون أن نفيد المشهد الأدبي ونفيد الحركة الأدبية والمبدعين فيها.


خذوني على قدر دهشتي!!
تصريح يقول أن إعلان النتائج قريب، وتصريح آخر.. يخرج بفكرة أخرى تعطل إعلان النتائج إلى ما بعد نهاية المهرجان!. ما الجديد، أو المستجد.. ونحن نجهله/ نجهلهما؟
هل فكرة المهرجان كانت في الأفق مُذ طرح مسابقة الواحة؟ أم أنها ظهرت للتو، وما الحكمة الغائبة عنا؟
هل فُقدت بعض المشاركات، وبالتالي فإن هذا التصريح جاء ليعالج المشكلة؟، أو ربما ليعالج مشكلة من ذات الفيروس وهي أن تدخل مشاركات أخرى!.. ضمن المسابقة التجريبية، رغم انتهاء موعد إرسال النصوص؟ وكيف سيتم ضبط المسألة، فيما لو أرسلت مشاركات جديدة لم تكن حتى اللحظة.. بحوزة اللجنة؟
هل اللجنة في حيرة من أمرها فيما يتعلق بإعلان النتائج؟، ربما لأن السبب يعود إلى أن كم كبير من المشاركات يستحق الفوز!، أو ربما قد يكون العكس هو الصحيح!.
هل المشاركات بحاجة إلى تصويت أعضاء ملتقى رابطة الواحة الثقافي؟.

سنأخذك على قدر دهشتك أخي الكريم وفي ذات الوقت نوضح لك بأن التصريحات لم تتناقض. ولا نزال نقول بأن النتائج ستكون في وقت قريب وليس بعد انتهاء المهرجان بل ستعلن في ذروة المهرجان كما أسلفنا لتكون أفضل تكريم لكل من شارك وكل من فاز. ونؤكد أن لا علاقة بين نشر المشاركات وبين التحكيم مطلقا.
ونؤكد هنا أن جميع المشاركات وصلت ولم نفقد منها شيئاً وأن النتائج جاهزة ولن يغير منها نشر المشاركات شيئا.
وأعود لأكرر التأكيد على أن نشر المشاركات هنا لا يعدو كونه تعريف القراء من زوار وأعضاء بالأدباء وإبداعاتهم ولقد وصلتنا مثلا بعض مشاركات على بريد المسابقة بعد انتهاء فترة المشاركة فلم تدخل في التحكيم.
أما حيرة اللجنة من عدمها وتخميناتك بتميز المشاركات أو العكس فهو مما يخصك ولا يخص اللجنة. من جهتنا نؤكد على أن اللجنة اختيرت بعناية من الأكاديميين أهل الثقة وأنهم قاموا بعمل ممتاز يشكرون عليه.


سامحوني.. على قدر الذهول الذي يتلبسني!، فأنا..
ما زلت أشم رائحة طلب فسحة أخرى من الوقت أخالها كبيرة، ولكن..
لا أتوخى غير الصدق في تتبع دهشتي وقراءة تفاصيل ذهولي!!، وبالتالي الشفاعة لكليهما بإجابة واضحة.
:
أما عن الفضول في معرفة الفائزين.. فقد اغتاله التأخير منذ سحابتين (تصريحين)، كنت أراهن على أن كل منهما حُبلى بالمطر (إعلان النتائج)، بل وما زلت - على غير عادتي في مثل هذه الحالات - أن أتمسك بالرهاااااااااااااااااااا اان.
فهل يخسر رهاني آخراً؟، أم هو الفتور الذي بدأ يتسلل أرصفة براهيني، وطُرقات يقيني !؟.
:
أعلم أن أغلب أسئلتي هنا.. استنكارية، في دون حاجة إلى إجابة، ولكن..
دعوني أتنفس الدهشة والذهول.. من رئة غيمة ربما تأتي لتعلن عن ميلاد الودق!.
لكم قرص الشمس.. ولي فُتات الشفق
أتفهم هذا الفضول أكثر من تفهمي الذهول. أما الفضول فهو حق مشروع ويخدم الفكرة والهدف بأن نسلط الضوء على المشاركات ليكون لفوزها صدى كبير في نفوس أصحابها ونفوس قرائها. ولكننا لا نجد أننا اغتلنا الفضول بل أحييناه ورفعناه إلى مستوى يليق بأهمية الفوز وسط هذا الزخم الكبير من الأدباء الكبار. وأكدنا لك بأن التصريحين لم يتناقضا ولكنك فهمته بطريقتك وفهمناه بطريقتنا. ولعله من المهم أن تعرف أخي الكريم أن إرسال المشاركات هو أسهل وأيسر أمور المسابقة ولكن التحكيم هو أعسرها وأكثرها أجهاداً وأهمية. فإن أخذ إرسال المشاركات شهراً فلم لا نعطي لجنة التحكيم شهراً لتتعمق في قراءة الأعمال الكثيرة التي وصلتنا والحكم عليها بشكل دقيق ومنصف؟؟

وأخيراً دعني أستنكر استنكارك ، وأعتب عليك سوء ظنك وتعجل طبعك ، ولا أحسبك أخي الكريم أو أحسب أي أديب شارك بقصد الربح المادي في ذاته وهو وإن كان جيداً إلا إنه يظل رمزياً مقابل الفوز المعنوي والتقدير الأدبي ولا يحقق هذا الأمر للأدباء ومشاركاتهم مثل هذا المهرجان.


أرجو أن نجد منك إقبالاً على الأدب وعلى الواحة وخدمة الهدف الأكبر من كل هذه الأنشطة بأن نرتقي جميعاً بالأدب وبالفكر وبالمشهد الثقافي وليس البحث عن فوز في مسابقة وتنافس على بعض دراهم.


تحياتي
:os::tree::os:

بن عمر غاني
08-05-2006, 02:27 PM
أربعة و عشرة أعوام من عمر الوليد

عام يمضي بالأسى

وعام يطل علينا جديد

سبعون نصا في عمر الوليد

سبعون وهما في الرصيد

تارة كنت فيها شيخا وقورا

وصاحب رأي سديد

وتارة كنت فيها شاعرا صعلوكا

يتغزل بعيون الضباب

ويتكحل بسحر السراب

أي كأس هذه التي أفقدت عقله ؟

هي كأس الحب:

جاء الجواب......

كأنها أم الخبائث

تنسيني شر الهزائم

وصور القتل والخراب

***

سبعون درسا بمدرستي المهمشة

نحت فوق صخور الشطآن

قارعت عدوي مثل الشجعان

وعدت فرعون بقدوم البركان (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=3544)

***

تنبأت برقصة دبكة (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=734)

عند جدار المبكى

وفرحة تعم الأوطان

من طنجة لعكا

ومن غزة لمكة



***

حذرت الفريسة (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=2586)من الذئب الجائع

خوفت الخرفان

نبهت الغزلان

احذروا التراشق بالهزيمة

واحذروا الوقت الضائع

***

أنطقت بغداد (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=786) على لساني

توعدت الجيران

توعدت أشباه العربان

بنفس المصير.....

مصير الثيران

***

دخلت مثل النوارس

لخدر العوانس (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=1146) والعيون النواعس

وأخرجت المكبوت من الأحزان

***

قرأت في الأفق البعيد (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=2975)

إرهاصات سحابة قادمة

أعدت بإحكام في مخابر العولمة

وهي آتية أكيد

***

تعاليت فوق المحن (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=2542)

وقلت لا :

لبيع الأوطان بلا ثمن

نعم....

لتدارك ما فاتنا من زمن

***

فتشت جحور الفالية (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=8729)

وقلت للناس احذروا....

إن وراءها العقارب والأفاعي

وحضري التلقيح يا غافية

***

غصت في أعماق الدوامة (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=8839)

فصدت جرحي

أرخت للسلام والحمامة

خلدت بوحي

***

طفت في أرجاء الجزيرة (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=753)

صحبة ....ماء السماء

ومن سلك شاعرها

عالجت العيون الضريرة

***

غامرت على قوارب الهجرة السرية (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=3059)

وسجلت في أعماق البحر (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=3058)

آجر صيحة للنجدة

ثم علقت على الرصيف

رسالة نثرية وأخرى شعرية

***

عرجت على الصحراء وسجن طنطا

وتنبأت بطلوع الشمس بعد غروبها (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=1092)

وإن كرهت الدجاجة والبطة

***

نبشت داخل ذاكرة الطفولة (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=5487)

فعثرت على ثلاث كنوز قديمة

ترجع إلى العصر الحجري

ولعبة طفل (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=4691)برئ

من عصر البطولة

تفضح جرائم استعمار فضيع

بعد خمسون عاما

جاء يدعي المزايا بالسهولة

***

رسمت خطا تنازليا

لمسلسل التنازلات (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=1013)والمهازل

وقلت إن الأحرار مضوا شهداء إلى ربهم

يتبخترون في العلياء بين المنازل

***

تصنت بروحي لأرواح الأثير

رسمت بدمعتي جوهرة (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=5398)من آل البيت

تعيش في العصر الرقمي

بشرتها بقدوم البشائر

***

عانقت بالحب مهندس الخواطر

وجدته صاحب نفس زاهدة (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=8610)

قد نحت تمثالا عظيما....

تخليدا وتمجيدا.....

لصاحب.... إلياذة الجزائر

***

نصبت نفسي ناطقا رسميا

للجموع المتميزة بالمنبر الحر (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=4426)

رحبت بالخير....ترصدت للشر

***

سلطت الضوء على تلك البضاعة

وقلت :

احذروا الإشاعة (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=2192)

قبل مجيء الإشاعة

***

خرجت سالما من المعارك الوهمية (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=4361)

وحروب الرسوم المتحركة

وقلت :

دعوا الزمن يكشف لنا خيوط القضية

***

عبرت حدود الأردن (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=3335)
تنقلت بين مخيمات اللاجئين

قضيت ليلة كاملة معهم في العراء

وكنت من بين المشردين الجائعين

***

ووجهت استنكارا شديد اللهجة

إلى المنظمات الحقوقية

في الذكرى السنوية لحقوق الإنسان (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=3457)

اعتنيتم بكل أنواع الحيوان

وفرطتم في بني الإنسان

***

نقشت اسمي على صفحة الذاكرة (http://www.althakerah.net/home2.php?type1=ذاكرة%20الشعر&head=1)

كشاعر صعلوك وحده في الدائرة

فولدت مرة أخرى بعد ولادتي

وتركت العقول حائرة

***

فتحت معتقلات الأقلام (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=2798)

أزحت اللثام

كتبت تقريرا مفصلا

عن الوضعية المزرية

وعن أسباب الخصام

***

يا ناطحا بالشهادات سقف السماء

سبعون نصا افتراضي

وكل عتادي وزادي

خمس أعوام من الطور الابتدائي

***

سبعون نصا يا شاعر النوى

ولم أزل مغمورا في قريتي الأحلى

سبعون نصا يا كتاب الهوى

ولم أزل في الصفحة الأولى



الجزء الثاني










***
سبعون نصا قلبي العنيد
سبعون نصا حبي الفريد
أربع وعشرة سنة مرت
مند سرقت النار من عينيك حبيبتي
وتوغلت في غابة الكلمات
بدأت برسم لوحة أسطورية
على صفحة الرمال السحرية
وانأ طفل يحبو..............
ثم قمت بثورة زئبق وردية
وانأ شيخ يصبو................
غلقت أبواب غرفتي
وسمرت نافذتي....
جمعت حزمة قصائدي ......
وسدتها....
لا تحزني قصائدي...
إن ملهمتي عائدة
هيهات.....هيهات
أجابت قصائدي
هيا استعد.......
سنغزوك في الأحلام وفي المنام
في ليلة باردة
***
(01)
***
أنا الوداع... (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=2435)
أنا من تركتك عرضة للضياع
كنت كل متاع قصتك
دونتها....بقي المتاع
***
أنا سحر الرمال (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=1104)....
أنا من ألحقتك بركب الرجال
كنت كل وصال قصتك
دونتها .....لا وصال
***
أنا صفحة الذكريات (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=1054)....
أنا من تركتك بين الحياة وبين الممات
كنت من رتبت أفكار قصتك المشتتة
دونتها...بقي الشتات
***
أنا شاردة الأجفان (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=8227)...
احتل المكان من قديم الزمان
هونت عليك كتابة قصتك
دونتها....بقي الهوان
***
أنا ليلة الأطلال (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=8719)
أدمنتك سماع كوكب الشرق
وأنت تكتب قصتك
دونتها ....بقي الجمال
***
أنا هديتك (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=2622).....
كنت بالشعر الحر أول صرختك
علمتك كتابة الرواية الشعرية
دونتها....بقيت عند هديتك
***
أنا ثورة الزئبق الوردي (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=5367)
وقصة احتفالك بعد ألف عام
بحضور ملوك الجن وعروس البحر
دونتها... لا عروس
***
(02)
***
أنا أول نظرة (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=711)....
حركت الكواكب والنجوم
وحتى المجرة....
كنت سيدة حبك الصامت
وقصة حبك الجديد
دونتها....لكن خارج المجرة
***
أنا غرورك بالبريق (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=749)....
كم مرة حاولت حرق أوراق قصتي
رغما عنك دونتها....بقي الحريق
***
أنا حبك الصامت (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=722)...
وسر حديثك مع المرآة
أنا قصة ابتسامتك
دونتها....وليتك بقيت ساكت
***
أنا أوراقك المنسية (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=3443).....
أنا من أعلنت العصيان على خفقان قلبك
كنت تظن نفسك قد نسيت قصتي
لكن دونتها...وما نسيت
***
أنا طيفها الهارب (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=3366)....
وقعت عليك مثل الصاعقة
بقلبي الكبير أغمرت قصتك
دونتها.....وفي الوقت المناسب
***
أنا نطق أنينك (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=736).....
بلمسة الحزن كسوت جبينك
ذهب الحب والحبيب
بقي أنينك
***
(03)
***
أنا الشمس والنهر (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=2056)
من كان وجهها يشبه البدر
تعاقبت علي السنين
وندمت عليك....
يا فرصة العمر
***
أنا سائلة القرب (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=4377)
من أرادت جوارك على الرصيف فطردتها
وبقيت هناك وحدك... بجسمك النحيف
***
أنا آخر المحاولات (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=5408)...
أنا الفنانة الماهرة
في الرسم والخواطر ة
غرني شبابي......فنصحتني
وكنت لك شاكرة




الجزء الثالث






أناالقمر الغائب
(https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=666)
من كنت تنعتها بحمامة القسم
كانت بسمتي تسحر الألباب
تهون الصعاب
قمرك يا حبيبها
تعاقبت عليه الليالي
وعاد يطلع رمادي النور
والوجه شاحب
***
أنا عطلة الشتاء (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=10864)
أمنية الطفل البريء والنقاء
أنا بداية الصعود في السماء
وولادة الشاعر الفقير
قاهر التهميش والجفاء
*
هي أميرة الظل
يحرقها الحب ياحبيبها
وتخاف أن تنجب الغل
***
أنا لام.....أنا ياء (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=8504)
هيا بنا .....
نرقص رقصة حروف الهجاء
اللام : تنقر دفها
الياء : تنفش شعرها
الحلم : يتطلع لنجمة فاقت نجمها
اللوم : يخاف ان ينطق إسمها
اليأس : ينظر في المرآة لشيبه
يا ليت الشباب يعود يوما
وينطق إسمها
اليبس : يحاول أن يجب الشمس
يطمس الهمس
يتجاهل شلال كبير
كان ملهم الشعراء بالأمس
قبل أن يجف مائه
وتجف معه القلوب
ويعم القحط مملكة الفراش
وتغزو الرداءة
جموع العين والأذن واللمس
يعم النكران
ويتموقع اللبس




الجزء الرابع






أنا شجيرة الحب (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=4428)
أحرقت قلبي نيران الدوامة
أخذت مني أعز ما أملك
بريشة الفنان رسمت حزني
ونلت مني كل العلامة
واليوم غسلت قلبي يا رفيقي
واعتنقت مذهب السلم والحمامة
***
أنا نوافذك المشرعة (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=5167)
وقصائدك المرصعة
أعرض شريط خيباتك
بدأت برحلة رحلتها ذات خريف
على قطار الهامش.....على سكة الرصيف
لتتوقف بمحطة القلوب المشمعة
وتنتهي أحلامك المنعنعة
***
أنا نور القناديل (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=5389)
ومنارة البحر للأساطيل
لبست أحسن بذلة شامية
وتزينت بأجمل حلة بابلية
كبلبل فريد أحبني الناس
وسحرتهم بألحاني الشجية
***
أنا طفلتك الصغيرة (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=10277)
سألتك أسئلة كثيرة
أجبتني عن بكاء الرجال
ولازلت انتظر كم سؤال
لعبة الحروف هوايتي......
فكها....متعتي وسعادتي
ومنتهى أحلامي الكبيرة.

سمير الفيل
08-05-2006, 09:42 PM
مقدمة :

هذه الدراسة التي نشرها الصديق الدكتور محمد ابراهيم طه حول مجموعتي القصصية " خوذة ونورس وحيد " وجدتها بالصدفة منشورة في أحد المواقع الصديقة ، وقد رأيت أن أنقلها هنا ، مع دهشتي أن يكون لصديقي هذه اللماحية النقدية في القبض على كثير من مناطق القص المضمرة داخل النصوص . وجه استغرابي أن جماعة " العابرون " قامت منذ فترة بمناقشة نفس المجموعة ، وكان د. ابراهيم يدير الندوة ، واستتبع ذلك أنه اكتفى بالشق التنظيمي . هنا يكشف د. ابراهيم عن قناع الناقد الفاهم .
د. محمد ابراهيم طه ، هو صاحب العمل الجميل الباهر " سقوط النوار " وهي واحدة من أجمل روايات الجيل الأحدث في مصر المحروسة .
( سمير الفيل )
سمير الفيل يكتب عن أدب الحرب من منظور إنساني.
بقلم : د. محمد ابراهيم طه .

ما يلفت انتباهك لأول وهلة فيما يسمى بأدب الحرب، تلك السمة المميزة والبغيضة في آن وهي المبالغة والتهويل في وصف الحرب والانفجارات والمبالغة في حب الوطن وطلب الشهادة بشكل يصرفك عن متابعة هذه الأعمال لأنك تعرف النهاية مسبقا، والمبالغة في ذكاء الجندي المصري في مقابل جبن الخصم رغم أن كل المعارك لم تكن غالبا في صالح الجندي المصري، وتلك التيمة المفرطة في السذاجة والتي دائما ما تضع مقابل الجندي وهو يموت .. صورة حبيبته، او يوم زفافه مع الفارق البين والذي يأبى معه أن تأتي هذه الصورة في مقابل تلك وتجتمع معها في آن. وأخيرا تلك النوعية من الكتابة التي ترعاها الدولة أو الشئون المعنوية للقوات المسلحة والتي ترصد الجوائز ومن ثم يتوقع المبدعون الذين يفصلون أدبا مصنوعا أن تكون الجوائز للأعمال التي تمجد وترفع الروح المعنوية، فيبالغون في هذا الاتجاه طمعا في قيمة الجائزة المادية، والتي لولاها لما كتبوا في هذا المجال.
كان لابد من هذه المقدمة قبل أن أتناول قصة سمير الفيل( الهدف) ذلك أن سمير الفيل يركز دائما حين يكتب عن الحرب علي الإنسان، الذي يكره الحرب دائما، ولا يحبذها إلا للدفاع عن النفس حيث يكون مضطرا لذلك، وهذه سمة هامة في قصص سمير الفيل، ومجموعته القصصية (خوذة ونورس وحيد)، لم يصور فيها مشهدا واحدا عن الحرب، ولم يصور فيها مشهدا لقذيفة تطلق إنما صور فيها مواقف عادية جدا من حياة جنود ما بعد الحرب، أو ما قبلها، أو جنود مكلفون في دشم أو خنادق، وعلي أكثر تقدير تبدو هناك في البعيد دبابة " سنتوريون " محطمة من بقايا الحرب، أو بعض ذكريات لأحد أبطال القصص عن زملاء حرب فقدوا في أكتوبر، إنما كان التركيز بشكل أساسي علي أبناء الشهداء أو تسليط الضوء علي ماسح أحذية بعكاز تحت إبطه في مقهى كان محاربا وزميلا للراوي.
سمير الفيل كما يبدو من أول وهلة في قصة (الهدف) ، يركز علي طبيعة هذا البطل الذي لا يرحب بالحرب، ولا يفرح لأنه سيطلق النار في ميدان الرماية، لأنه يعلم أن هذا الفعل ضد براءة وفطرة جبل عليها الإنسان، ولأنه يرى أن علي الإنسان أن يعمر ويصلح ويؤدى أعمالا في صميم الحياة، وتدمع عينا البطل لأنه بإطلاقه النار يفقد البراءة ويصير شخصا آخر لا يحب أن يكونه فيما يبدو.
اختار سمير الفيل إذن أن لا يكتب عن الحرب، وكتب أشياء إنسانية يحس بها المجند، وكتب عن أبناء الشهداء بعد عشرين عاما وهم في الجامعة وكتب عن إحساسه بيوم الإجازة الرسمي وذكرياته وطقوسه غير المعتادة والتي يقضيها في هذا اليوم.
بعيدا عن البناء في " خوذة ونورس وحيد " المجموعة ذات البناء التقليدي، والذي لا يتعدى عملية سرد عادية أو استرجاعات، مع تقديم وتأخير، فإن البطل الحقيقي في هذه المجموعة هو الحكاية، وهو الإنسان وهو الموضوع، والذي يحمل داخله ملامح أساسية لا يمكن للقارئ أن يتجاهلها:

1ـ خفة الظل المصرية التلقائية:

وهي خفة ظل تؤكد أن المصري بن نكتة فعلا، وفي أقسى اللحظات يجذب الابتسامة، وهي سمة قل أن توجد في أعمال جادة تتكلم عن أدب الحرب. فالجندي المصاب في قدمه من جراء الحرب وفي انتظار الرفت الطبي في قصــــــــة" إجراءات" حين يركب في صندوق سيارة ميرى، يصدر بيده وفمه صوتا فيظن السائق أن الإطار فرقع، فينزل ويتفحصها، عندئذ يضحك الجندي ويقول: عليك واحد!
وهو نفس الجندي الذي يخوف الجنود من الشاي أو الأكل فيقول : فيها كافور يا أولاد! وحين يسأله الراوي: يعني إيه؟ يقول له ضاحكا: إسأل المتجوزين يا دغف! ويضحك.
هو نفسه حين تتم أوراقه وتنتهي إجراءات الرفت، يبكي بصوت عال علي العشرة، ويقيم له زملاؤه حفلة، يصفقون فيها ويرقص، وبينما دموعه تسقط والضابط ينهرزملاءه كي يكفوا، فإنه هو ذلك الجندي الذي كان يبكي يتوقف عن الرقص قائلا بهزار للضابط: إيه ؟ دي جلسة إجراءات!
وفي قصة " عزومة" يسرق أحد الجنود من الصول فرغلي بعض الأرز والعدس ويختبئون في مخبئهم لإعداد الطبيخ في عزومة بعد أن كرهوا المعلبات، وكانت سيارة التعيين قد تعطلت فقرر القائد أن يأكلوا الوجبات الجافة والمعلبة، يطبخ الجنود في سرية تامة ويشعلون أرانيك الذنب ويضعون فحل بصل في هذه الخلطة لكن رائحة الطبيخ تعبق في أرجاء السرية وتخرج فيدفع الصول فرغلي بنفسه أمام الملجأ صارخا: حضراتكوا عاملين طبيخ يا نمر؟ إجمع السرية الوقت حالا بالأمر، فيأكل الجنود من الطبيخ بشراهة قبل ان ينضج وقبل أن يخرجوا إلي طوابير الذنب.
لقطة إنسانية تعبر عن الضجر من حياة الجندية واعتبارها حياة استثنائية ومؤقتة ، ولا ضير من ارتكاب بعض المخالفات البسيطة التي تنم عن أن هنا إنسان أكثر من أن هنا آلة، أو استحضار خفة الظل في وسط القسوة.
وفي قصة:" عريس السرية" تبدو حلاوة الحياة المدنية من إقامة عرس لمغاوري الذي سيدخل دنيا، وتطوع عبد الرحمن مخيمر بأن يكون العروسة، وأن يضعوا له علبتين من المعلبات ليكون له صدر عروسة ويتأبط ذراع مغاوري ويغني الجنود: " وصلي صلي " أغنية الفرح والزفاف وهم يعطون مغاوري النقوط والسجائر والصابون، كم هو الحنين إلي حياة السلم والهدوء، وكم هي خفة الظل التي تجعلهم يفعلون ذلك، وكم يبدو قاسيا صوت الأومباشي وهو يدعوهم إلي الطابور الثاني، بمعنى استدعاء الغائب عبر الحاضر، وجعل الغائب هو البطل، فالغائب هو حياة المدنية والحاضر حياة الالتزام والقسوة والانضباط. وهي مرة أخرى سمة مخالفة لسمات أدب الحرب التي تسير عكس طبيعة الإنسان فتقدس القسوة والتقشف وتبالغ فيها.
وفي قصة: " لدغة عقرب" بينما الجندي الذي كان يتمنى أن يرى شيئا من رائحة اكتوبر فذهب إلي الدبابة المحطمة فلدغه عقرب واختفى بها، فيسعفه زملاؤه ويهزرون بخفة دم ويربتون كتفه: عقرب يعض في عقرب؟ تيجي ازاى دي!
وفي قصة:" بلديات" يتعثر أحد المجندين المستجدين ضعاف النظر والمنتظرين العرض علي مستشفى القصاصين، ويسقط في فوهة خندق فيقع علي أروانة الأكل بينما زملاؤه يأكلون ويتبادلون الحديث ويكتشفون أنه بلديات أحدهم فيقدمون له مشروبا وهميا، زجاجة مياه غازية، ويضحكون وحين يقوم في نهاية الجلسة ليوصله أحدهم إلي المكان الذي كان يبغيه قبل أن يتعثر، يزعق أحدهم: ألا تكمل مشروبك!
وفي قصة:"جندي مؤهلات" يسألهم السائق الذي توقف لهم ليركبوا في الطريق: معاكم سجاير؟ ولأنهم مستجدون فإنهم وجموا، ولأنه يعرف أنهم مستجدون فإنه يمد يده ضاحكا بعلبة سجائره قائلا: ـ ولا يهمكوا.. عفروا!
وحين يتوزعون ويأتي مكانه بما أنه مؤهلات فيمسك دفتر الخدمة، وحين يؤمروا بحفر خنادق وملاجئ، فإن الجنود الآخرين يعرفون ما يفعلون، يحفرون ويشيلون الرمل بعيدا ويسقطون أطواق الحديد إلي الخنادق ولا يجد صاحبنا شيئا يفعله سوى التقريب في المسافات بين أكياس الرمل فيزعق الشاويش : بتهبب إيه، فيصرخ الآخرون من بين حبات العرق: أصله عسكرى مؤهلات ويضجون بالضحك.

2ـ الحالات الإنسانية:

والتي هي من نسيج مجتمع له مشاكل وبه عيوب كما به مميزات، جنود لهم خلفية إجتماعية، ليس في طبعهم شراسة الحرب، طيبون يسعون إلي العيش في سلام، لكنهم في حالة تعرضهم للظلم فإنهم يصيرون شيئا آخر، فمسعد والذي يسمى مسعد بنزين أسير وضع اجتماعي معين، ترك أبوه أمه وذهب إلى الإسكندرية خلف امرأة ثرية ليتزوجها، وربته أمه، وحين تموت أمه يأخذ إجازة أسبوعين ليعود إلي السرية متورم العينين بكاء علي أمه وقد وجد أبوه يحضر العزاء فيسلم عليه مثله مثل أي شخص آخر، لكنه يرى في يد أبيه قطعة القطن المبللة بالبنزين، تماما كما أن مسعد يجلس طول الوقت في السرية متشمما قطنة صغيرة مبللة بالبنزين.
ليعذرني صديقي سمير الفيل علي هذه القراءة المرتجلة والمحبة لفنه وشخصه الجميل.


الدكتور محمد ابراهيم طه :
ـ عضو اتحاد كتاب مصر.
ـ عضو نادي القصة بالقاهرة .
ـ حاصل علي جائزة الدولة التشجيعية في القصة القصيرة عام 2001.
ـ حاصل علي جائزة الشارقة في الرواية، المركز الأول 2000.
ـ صدر له:
ــــ توتة مائلة علي نهر:
قصص قصيرة طبعة أولي هيئة قصور الثقافة 1998، وطبعة ثانية مكتبة الأسرة 2002
ـــــ سقوط النوار:
رواية طبعة أولي دائرة الثقافة والأعلام : الشارقة 2001، وطبعة ثانية بالهيئة العامة
لقصور الثقافة 2002 وطبعة ثالثة بمكتبة الأسرة 2004
ـ له تحت الطبع:
ــــــ العابرون: رواية عن دار الهلال
ــــ ا لركض في مساحة خضراء : قصص قصيرة هيئة الكتاب
ـ مؤسس جماعة العابرون .. جماعة الإبداع الجميل.

مجدي محمود جعفر
09-05-2006, 11:46 PM
الثمـن
قصة قصيرة بقلم / مجدي محمود جعفر

حفاة كنا نجرى في الوحل والمطر والويل لمن يقع 00 نجرى وقلوبنا وجلة ، وأنفاسنا لاهثة " اجري يا واد اجري 00
سيلحق بنا " على بُعد خطوات منا ،لا تنظر خلفك 00 اجري " 00 ويأتينا صوته المرعب " لن أدعكم تفلتون منى هذه المرة يا أولاد الـ0000 "
وفلتنا منه هذه المرة ، وأمسك بنا من قبل مرات ، وأشبعنا ضرباً ، ولكنا أبداً لم نكف عن التسلل إلى الجنينة طمعاً في سرقة العنب والبلح والبرتقال والخوخ والليمون ، فجنينة البيه لا
أول لها ولا آخر ، فيها من الفواكه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، لا يحول بينها وبيننا سوى " حمد " الذى يخفرها ، فكنا نبغضه ونخشاه وندعو عليه بالموت 0
نأخذ ما نجحنا في الحصول عليه من فواكه ، نتقاسمهما ، ونتبادلها ، فالعنب أحبه أنا ، وليلى تموت في البلح ، وفي غفلةٍ من الزملاء أدس في جيبها البلح وتسرب هي لي العنب ، أنظر في عينيها ، وتنظر في عيني ، يدور بيننا حوار صامت خفي ، أكتم ضحكة ، فتوئد هي بسمة ، ونعود إلى اللعب بعد أن نأكل ،وليلى معي دوماً لا ضدي .
ويوماً بعد يوم 00 بدأت ليلى تضيق بنا وبألعابنا ، ظننت أن أحداً ضايقها أو أغضبها فأقسمت أن أعرفه ، وأضربه ، بل أقتله ، فمن ذا الذى يجرؤ على مضايقة ليلى أو إغضابها!! ، هو ابن سنية القرعة 00 أعرفه ، لسانه برئ منه" 0لا 00 صدقني 00 أنا بس اللي تعبانة "
00 وانسحبت ليلى ، فأحسستُ بأن اللعب فقد معناه ، ورحت أرقبها وهى عائدة ، شعرت بخواء غريب ، وتضاءل الكل أمامي ، ولم أتمالك نفسي فعدوت خلفها ، ولحقتها بالقرب من الجنينة ، فاستوقفتها ، ورحت أحادثها " ليلى 00
أحقا أنت تعبانه ؟"
نظرت إلىَّ ونظرتُ إليها ، تسلل إلى قلبي بريق عينيها ، فأحسستُ به يختلج ، عاجلتها بالحديث ، همت أن تنطق ، ولكنها في آخر لحظة ترددت ،ابتلعت الكلمات ، ذابت على شفتيها ، يحدثني قلبي بأن ثمة شئ ما يقلقها ، بأنها تحمل هماً في قلبها الصغير ، فقلت وأنا ألمح دمعاً يترقرق في مقلتيها .
= خبريني ليلى عما بك ، فأنا أفعل المحال من أجلك ، ابتلعت ريقها وحملقت في اللاشئ وقالت في صوت كسير:
- أنـا 00
= " أنت ماذا "
وقبل أن تنطق ، خرج " حمد " فجأة وانتهرني قائلاً " قلت لك ميت مرة يا بن الملعونة ما عدت تمر من هنا " 00 فعدوت ، وأفزعني أن أراه يأخذ ليلى من يدها 00 ويسير بها إلى داخل الجنينة ، تسمرت مكاني فاغراً فاهي كالأبله ، لا أصدق أنى سأصبح بدون ليلى بعد الآن ، وقعت في قبضته ، الويل لها إذاً كل الويل ، بكيت خوفاً عليها ، ومن بعيد رحت أزعق بأعلى صوتي 00 ليلى00 ليلى ،لعلَّ صوتها يأتيني فأطمئن عليها ، فلم يتناه إلى مسامعي ما يؤكد أنه يضربها فصمت مخيف يخيم على المكان وسكون مرعب يلف الدنيا كلها ، لا بد أنه قتلها ، نعم ، لابد أنه خبطها بيده الطرشة على نافوخها ، فهوت ، وماتت ، جلست أبكى تحت الصفصافة ، ولا أدرى ماذا أفعل من أجل " ليلى " ولكنى أفقت دهشاً على ليلى بجانبي ، وحجرها مملوء بالبلح والعنب والجوافة ، فقلت دهشاً :أنت ليلى أم عفريتها ، خبرينى 00 ماذا فعل بك حمد ؟ وأنى لك بهذه الفواكه ، لَوت بُوزها وعلى غير عادتها جلست تأكل ، ولم تعطني شيئاً .
00 أيقنت أن حمد ذو قلب رهيف ، وعزمت بيني وبين نفسي ألا أتسلل إلى الجنينة خلسة بعد اليوم ، فأستئذنه في قطف عنب أو ثمرة جوافة ، وجهرت بهذا الخاطر لليلى ، بيد أنها لم تُبد رأياً0
00 وذهبت إليه أطلب منه العنب بيد أنه سبني ، وجرى ورائي ، وكاد يضربني ، فضحكت ليلى وقهقهت ، فتملكني الحنق الشديد ،وصفعتها على وجهها ، فنحبت وأجهشت ، وقفت أنظر إليها ورأسها محشورة بين ذراعيها ، ودموعها تتسَّاقط على خديها ، أحسست بجرم ما فعلته ، فجلست إلى جوارها أترضاها، ربت على كتفها ، هدهدتها ، مسحت دموعها ، رفعت ذقنها لأعلى ، نظرت في عينيها المغرورقتين بالدموع ، مررت بيدي على خدها ، فكفت عن النحيب ، انسابت يدي إلى عنقها ،وقعت يدي على صدرها ، فتلألأ لي قرصين من عجين، ارتجفت ، وأنا أخطفهما 00 وصرخت في ضعف : بالراحة، وابتلعت ريقي وأحسست بخدرٍ لذيذ يتسلل إلى بدني وأنا أضمها إلى صدري بعنف - وصرختُ ملتذاً ، حينما كان حمد يعدو نحونا - فعدوت - ومن بعيد رأيته يتسلل وليلى إلى الجنينة ، فظللت أبكى وأبكى 00وتمنيت لو معي سكيناً أغمده في قلبه

سمير الفيل
10-05-2006, 07:33 AM
المكان في قصص سمير الفيل
بقلم : إبراهيم جادالله
لا يمكننا الابتعاد عن الموروث النقدى كثيرا اذا أخذنا بكلام واحد من الباحثين المعاصرين . بأن الإبداع مكانى ، يتطلب مكانا معينا يمكن من خلاله تقديم كل التفاصيل والمكونات الثقافية العامة والخاصة ، مكانا يمكن أن يصبح ساحة لتصوير الواقع ، أو لإنتاج كل المكونات الدقيقة . الخيالية منها والمحسوسة التى يتطلبها العمل الفنى .
وقد أقر علماء سيكلوجية المكان بأنماط وحقول معرفية له ، ولكنه ، وكما تعرفه دوائر المعارف ومعاجم اللغة والقواميس الخاصة بالمصطلحات الفنية ، يعتبر سياقا جغرافيا ومعماريا للسلوك ، فهو يشير الى حيز ما يحيط بالإنسان ويطلق عليه إسما معينا ، ويتطلب حتما صفات ومعالم محدودة ولا سبيل الى اشتقاقها لأنها غالبا ما تنسب أو ترتبط بمعان حياتية مختلفة .
وفى رأينا أنه لا يستقيم معمار فن القص . رواية أو قصة قصيرة . سوى بتحقق طرفى الزمان والمكان ، وخاصة اذا ما كان النص واقعيا على وجه التحديد ، كما وأن رسم الشخصيات لا يكتمل ، ولا تتحدد معالم تلك الشخصيات بدون إطار يضمها ، وتكون خلفية هذا الإطار قد تشكلت من الزمان والمكان .
والمكان ثابت لو تحقق ثبات الزمن ، والزمان غير ثابت ، يأخذ فى حركته وأنساق صيرورته بعض الملامح المهيئة للمكان صورته ، إن لم يكن الكثير من الجغرافيا المؤطرة للمكان ، والاتصال قائم بين الزمان والمكان . من حيث . الموت / الميلاد . التلاشى / النشوء . التغير . من ، إلى . لا فرق . بين الأقبح والأجمل . هو تغير حاصل .
ما كان يحتويه المكان بالأمس ليس بالضرورة أن يكون هو نفسه اليوم . قد يختلف ، وهو مختلف فعلا – وهنا يحدث التداخل بين الزمان والمكان . حيث تُحدث تراتبية الأحداث إيقاعها وصيرورتها . ، والإحساس بالمكان مختلف بلا شك عن الإحساس ب الزمان ، فعلاقة الإنسان بالمكان علاقة حسية يحققها الفعل،
وهناك صفات كثيرة للمكان يمكن رصدها معرفيا . كالمكان المطلق ، المكان الواقعى ، والمكان المتخيل ، وهناك أيضا المكان العام . المعروف من خلال صفاته ومساحته ومناخه وطبيعة ناسه ومعتقداتهم وتقاليدهم ، وهناك المكان الخاص الذى يحمل ذكريات ووقائع مرهونة بالبقاء ، يبقى أسير التذكُّر والولع بالاجترار الشعورى .
وبتنوع المكان تتنوع وظائفه . فهناك . الوظيفة الجغرافية للمكان التى تتلخص فى المكان المحسوس والمحدد. من مواقع ومبان وما يتصل بهما من أسماء وصفات ، وتدخل بشكل مباشر وغير مباشر . فى تكامل الأسرة والمجتمع ، وتعمل على إيجاد الهوية والتفرد ، واستخدام تعبير الوظيفة الجغرافية فى الإبداع . لوصف تلك القدرة التى يمتلكها مكان معين على إحداث معان مشتركة ، لكنها تتسم بالخصوصية بنفس الوقت ويكون ذلك من خلال عرض النص الإبداعى لعناصر متخيلة أو واقعية ، تستدعى بدورها مجموعة ثرية من الأفكار والمشاعر والتداعيات ، ويتم توظيفها فى النص لخلق الصورة ، كما نرى فى قصص رائعة لسمير الفيل ( خوذة ونورس وحيد ) .
( القصص تروى ، والحياة تعاش )، هذه مغالطة من وجهة نظرى ، تبدو بها هوّة متسعة بين النص والحياة . ، وحين نهم بردم تلك الهوّة . علينا ابتداء إعادة النظر فى طرفى المعادلة والتمعن فيها . فهاهى حرب انقضت ، وما يزال الزهو بمنجزها قائما ، وما زالت قصص الدماء تراوح مكانها . على غير ألسنة أبطالها ، وفى صدور من ظلّ فى الخدمة القتالية بعدها كسمير الفيل / المجند ن والمبدع ، يلتقطها من أفواههم ، يعايشها على أرض الواقع / الميدان والجغرافيا الواسعة ، ينبش فى رمال صحاريها السحيقة ، يعيد تحقيقها وتمثُّلها بأرض الواقع وكأن الحرب تقع للمرة الأولى ، وهو شاهد على طزاجة وقائعها الحية فى ضمائر أبطاله ، وهو يبدع بطولاتهم ، وشاهد على تداعيات أحداثها وملحمية سير أصحابها .
يتحقق المكان فى قصص سمير الفيل . عبر اتصاله واشتباكه بأمرين غاية فى الأهمية الإبداعية ، وهما . الإحساس ، والذاكرة ، واستطاع سمير الاعتراف بالمكان . من مدقات وخنادق . وصحراء ودبابات . ومطابخ ومنحدرات . وكناتين وسرايا .واذا انتفى الإحساس بوجود المكان ، فإن وجوده فى الكاتب ينتفى معه ، وهو أمر مغاير بلا شك لإبداعات سمير الفيل ، وخاصة فى ميدان القصة والرواية . سواء تلك التى كتبها عن الحرب وسنينها ، أو قصصه الأخرى التى تغامر بالغوص فى حياة الناس والأشياء . فهناك الكثير مما ينبغى البوح به عن المكان فى بعض قصصه ، والكثير من ملابسات وتفاصيل هيئة المكان وهيبته الحقيقية وحيرتنا معه وفيه .
(( وانتشر الخبر فى السرية ؛ مغاورى سيدخل دنيا )) . المتأمل لا يتكلف كثير عناء التقاط معنى السرية ؛ التى تفيد معنيين ؛ بشر / جنود ,مكان/ للتدريب والإعاشة والسكنى ؛ كوّن سمير الفيل المكان وبثّ الحياة فيه ؛ ولم يشأ المزج بين أماكن الواقع ، وما اخترعه منها ، وحين تعمل ذاكراتنا فإننا لانقوى ، أحياتا على الجزم فى ما إذا كانت ملامح المكان وأحداثه قد مرّت من بوابة واقع احتشد المجتمع كله فى فترة ما ، أم من بوابة خيالنا الذى أسس لها واخترعها ، وأحالها _ بمرور السنين _ الى جزء من ذكرياتنا كي يضفى عليها صفات الوجود كله .
وإذا كان الزمان كلاّ شاملا أكثر من مجرد طرف مكافىء ، فالمكان فى قصص سمير الفيل ، أداة من تلك التى استخدمها الزمان للتعبير عن حضوره وصيرورته ، والإشارة التى وردت فى أول صفحات الكتاب ، وفى الصفحة السابقة للقسم الثانى منه ، أن تلك القصص كتبت فى الفترة الواقعة بين عامى 7480_1985 ، _ 1995 . فإن إطار الزمان يسحب دلالات مكانية من خلال هذه الإشارة ، وكما ورد فى السطور الأولى من قصة ( إجراءات ) . (( كانت الساعة فى يده معطلة دوما ، لكنه ينظر اليها دون كلل ، والدشم خلفه تقبع فى صمت ، يتقافز على المدق ، يجرى ليلمح عربة الماء قادمة ليملأ الجراكن )) . فهذا الزمن رغم تعطله متماه فى المكان . الساعة / المدق الجيرى ، الدشم ، متسرب فى خلاياه ، ولا يختفى المكان فى قصصه أبدا ، وفى ( خوذة ونورس وحيد ) والمتشكلة من مقاطع خمسة كمتوالية درامية متصاعدة يتشبع المكان بروائح مختلفة فى كل مقطع ، يتغير وجهه وملامحه ن دنيا البشر العاديين مرصودة بعين جندى عايش الأماكن ، ينتقل فى كل مكان ، ولا يحمل غير ذكريات قديمة لا يحملها الآخرون مثله .
تتداخل الأزمنة ، وعن طريق الاسترجاع ، يخلق القاص معادلا رمزيا لحالة المكابدة التى يلاقيها الجندى ، فيستدعى من ذكريات طفولته ما يرى أنه ملازم له ، وحتى الاستدعاء بأجنحته الزمنية يظل حاضرا فى المكان ، قصص الجندية ، القتال ، الاستعداد لمراحله المختلفة ’ التدريب العسكرى ’ وحتى الاسترخاء ’ أشياء كلها خاضعة للمكان ومرهونة به .
وسمير الفيل فى تلك القصص ، يطيعه المكان ، ويطيع هو المكان ، ويرهن روحه وضميره لحضوره ، فيندمجان ، ولم تعد تلمس أيهما يحضر كحالة من حالات النص الأدبى ، هل الراوى هو أم المكان ؟ ، ومن ناحية ثانية لا يكتفى بتعريف الأشياء فقط ’ يل يقوم بتعريف المكان أيضا
ثمة أماكن لا نستطيع اعتبارها أمكنة ، ثمة أرصفة وهضاب وحقول نعبرها فى حياتنا دون أن نحسّ بها ، ولم يشأ سمير الفيل غير أن يجسّدها فينا ، وأن ينشىْ بيننا وبينها علاقة ، فمنحتنا أشياء كثيرة ، أحضرها فى ذاكراتنا ، أو بالأحرى . جذّرها فى ذاكراتنا ، وجعلها تمتلك شروط التحقق فى وعينا الذى منحها صفات المكان .
فى القسم الثانى من كتابه ، وفى قصة ( وداعا للدم العقيق ) ، وفى حجرة الممياوات فى الطابق العلوى . ( حابى لا يهتم ، وآتون الحنون يغسل بالشمس أيامنا ، كانت جدتى قاسية ) .. فى المكان التاريخى . أى الذى يحمل رائحة التاريخ ، وهو مكان بنائى ، يقوم بوظيفة أداتية تعبيرية ، أمكن تلمسها كما يبق القول أكثر فيما يتصل بتحويل كل النشاطات التى تقوم أو قامت بها الذات الكامنة على مستوى الهم الحياتى . الى حالة تعبيرية تخدم النص الكتابى ، استحضر سمير واقعه وهمومه وآلامه وكل إفرازات الألم اليومية . لتندمج مع التاريخ ورائحته وملامحه وحتى وقائعه فى حجرة ا لممياوا ت فى الطابق العلوى ( اخذت رأسها فى صدرى ، أربت عليه ، أجفلت فى البداية ، ثم سكنت ، شعرت برائحة عطر ، هل أحرقت إيزيس خشب الصندل بهد أن لملمت الأشلاء ) . حتى فى حضرة الأجداد والجدات من فراعنة مصر ، حاضر وماثل بين عينيه ، لم ينس سمير الفيل أن يدخل فى المشهد القصصى نتفا من وقائع أيام محارب قديم يواصل حربه بطريقة أخرى ، وهى قضية أخلص لها أيما إخلاص .
إن حاسة الإدراك البصرى لدى سمير الفيل ، المتمثلة فى الوعى بالتفاصيل والجزئيات الزمانية والمكانية تكون لديه شديدة اليقظة والنشاط ، راقب الواقع ، والتقط مثيراته وعوامله المؤثرة المهيمنة ، ووضعها سياقها المكانى الصحيح ( حجرة الممياوات ) . ان عملية الانتباه والإدراك بمعناها الشامل تلعب دورها الكبير فى هذه العملية ، راقب الواقع ، واختار مل ما هو جوهرى ، تجول من خلال ( صفاء ) بحرية شديدة لاستكشاف الوقع والتعرف علي ابعاده وخباياه ، ثم نفذ الى أعماق الظواهر المعطاة ، واكتشف دلالاتها وإمكاناتها . ( إن الموت ينحسر عن حياة ، وإن النقد معاناة ، والأم يجعل الروح حقيقة ) ، وواجهنا فى ( وداعا للدم العقيق ) بحجرة الممياوات ، وحجرة جدته وعمته ، شباكها ، وفراش الموت ، والأسفلت اللزج ، وميدان التحرير ، والنصب الخالى ، والشظية التى سكنت الساق ، والقابوطى والتبة والحفر البرميلية ، ثم ما جرى داخل النفس البشرية من انفعالات ومشاعر وأفكار وطموحات وتشوقات وانكسارات وأوهام وأفكار متسلطة .
ان قصص سمير الفيل يبرز فيها حاسة متفوقة فى التقاط مثيرات الواقع ، وقدرة متطورة لديه على معالجة فنية للمواقف والخبرات ، ومن خلال الإلمام بجزئيا ت الحياة وعمومياتها ،
والقدرة على تحويلها الى خلاصة مركزة عميقة الدلالة .

د. عمر جلال الدين هزاع
16-05-2006, 03:15 AM
هي آخر قصائدي
وأتشرف بوضعها بين أيديكم
للحكم عليها
ولكم تقديري

عنوانها , كما نشرتها في عدة منتديات :

رسالة إلى :


×××××××××××××

إلى كل من تسمي نفسها فنانة ( مطربة أو راقصة أو مغنية أو غيرها مما تدعيه من ألقاب .. ) :




برزتْ إلى الجمهورِ مقلتُها الكحيلـه=و تمايلـتْ طربـاً بخاصـرةٍ نحيلـه

عاري المفارقِ صدرُها مُتَكَشِّفٌ=و قبابُهُ منْ خلفِ أثوابٍ هزيله

يا ويحَ أفئدةِ الرجالِ تعلَّقتْ=برواقصِ الأثداءِ عاريةً ذليله

قطعتْ نياطَ قلوبِهمْ بدلالِها=يا شهرزادُ وّ قدْ حفلْتِ بألف ليله

ما بيـن رجليها تساقطـتْ المُنـى=صرعى , ونزْواتُ المُجونِ هوتْ قتيله

لعبـتْ بأهـواءِ الشبـابْ عَجـيـزةٌ=و بهزةِ الأردافِ يـا بئـسَ الوسيلـه

وحشيَّةُ النظْراتِ بارعةُ الخُطى=عصفتْ بأحلامِ الأماني المُستحيله

محمومةُ الزفراتِ ماجنةُ الهوى=مجنونةُ الصرْخاتِ مُضرمةُ الفتيله

ضربتْ و نصلتُهـا بِضيـقِ ردائهـا=طعنتْ و حدُّ سلاحِها سـاقٌ صقيلـه

هُرعتْ جُموعٌ خلفَ زيـفِ سرابِهـا=و تسربلتْ تحتَ الطعانِ خُطى الفضيله

و يمجِّدونَ فتاتَهُمْ تلكَ التي=داستْ بنزوتها على شرفِ القبيله

أيـنَ العروبـة أيـنَ عِـزُّ رجالِهـا=بئسَ البطولاتِ التي أمسـتْ فُحولـه

أُمـمُ تُـذلُّ بعُهْـرِ فاجـرةِ الخـنـى=و حضارةُ تُبنى على شرفِ الأصيلـه

هيهـاتَ أن تلـدَ الوضيعـةُ ثـائـراً=و على مُعرَّى صدرِها رضْعُ الرذيلـه

لا يصنـعُ الجيـلُ المعربـدُ ثــورةً=و رواقصُ الأردافِ لا تلـدُ البطولـه

الحقُّ نورٌ , والقُشورُ غشاوةٌ=و الأمُّ مدرسةٌ و ما كانتْ ذليله

لا تلحقـي أختـاهُ زيـفَ حـضـارةٍ=ممسوخـةِ الأخـلاقِ مُعدمـةٍ بديلـه

فحضارةُ الإسلامِ خيرُ حضارةٍ=و فضائلُ الإسلامِ أورثتْ الفضيله

لا تُبهـري بالنـارِ مثـلُ فـراشـةٍ=شُغِفتْ بألسنةِ اللظى فهـوتْ قتيلـه

عدنان القماش
19-05-2006, 05:08 PM
هذا رابط لقصتى القصيرة بالفصحى "لقد عادت"

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=14354

أتمنى أن تنال أعجابكم و أنتظر أرائكم و نقدكم


و لقد شاركت فى المسابقة بقصة قصيرة بالعامية المصرية بعنوان "عم حوده الكينج و الأخر" و هى حدوتة من سلسلة حواديت كوميدية ساخره....
للأطلاع على مشاركتى فى المسابقة...
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=14032&page=4&pp=10

موسى نجيب موسى
19-05-2006, 08:59 PM
الأستاذ الدكتور / سمير العمرى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنيئاً لنا أولا وبعد ذلك انتم لأننا أصحاب الفرح الحقيقيون فى هذا المحفل الادبى الرائع وهذا النجاح الباهر الذى أظنه مجرد حلقة أولى من حلقات النجاح المتتالى لكم واتمنى لكم المزيد من النجاح والتوفيق والتفوق الذى أنشدتموه منذ إنطلاق موقع رابطة الواحة الأدبية وهنيئاً من كل القلب لكل الفائزين مقدما ونكون معكم على وعد صادق وحر كما عودتمونا بتكرار مثل هذه التظارهة الثقافية الرائعة التى نتشدق إليها دائما نحن معشر الأدباء والذين لايملكون أثمن من الكلمة يعبرون بها عن أمتنانهم لكم ولامثالكم من الشرفاء الذين سخروا جهودهم ووقتهم وخبراتهم الجميلة لخدمة الأدب والثقافة العربية حفظكم الله لنا صديقة الاستاذ الدكتور سمير العمرى ولكل مثقف وأديب حقيقيى يحيا على أرض هذا الوطن الجميل

تلميذكم
موسى نجيب موسى
دكتوراه فى الخدمة الاجتماعية
تخصص خدمة الفرد

ليلى الزنايدي
22-05-2006, 01:10 PM
الأخ الدكتور سمير العمري: لقد شاركت في مسابقة الواحة بقصيدة :
أمي أبي أنت ...كل الناس ما فهموا...
أرسلتها منذ أمد بعيد بالبريد ثم أعدت نشرها بركن المسابقة... لكن و لعظيم أسفي... لم أجدها مع النصوص المشاركة بالمسابقة...