مشاهدة النسخة كاملة : العبيط أهو
عدنان القماش
24-05-2006, 10:53 AM
الأطفال تركض خلفه, يقذفونه بالحجارة و يصيحون
"العبيط أهو", "العبيط أهو"
يهرب و لا يعلم مما يهرب؟
يتألم و لا يدرك لم الناس تهاجمه؟
هو لا يدرك أى شيء, فقط غريزة الخوف تجعله يهرب
لم يفعل شيء لأحد, و أبدا لم يؤذى أحدا
الناس ينظرون إليه فى الطرقات و ينفرون منه
هل يخافون من ثيابه الرثة الممزقة؟؟ أم يخافون أن يؤذيهم؟؟؟
يبيت كل ليلة فى برد الطرقات كالقطط و الكلاب الضالة
لا يرعاه أحد, الكل يهينه و يؤذيه و قليلا هم من يعطفون عليه
كأنما انعدمت الرحمة من الدنيا
و كأن الناس أصبحوا بلا قلوب تحن أو ضمائر تئن
هو لا يذكر فى الدنيا غير تلك المرأة الطيبة التى أبدا لم يدرك أنها أمه
يذكر كم كانت تحنو عليه كثيرا
يذكر هذا البيت الدافئ و كيف كانت تطعمه بيدها أشهى الطعام
تنظفه و تصفف له شعره و تقبله و تحتضنه
و لكنها كانت دائما تبكى
فيبكى مثلها, فتمسح له دَمْعه و تنظر له بحنان ثم تضمه لحضنها
يشعر بالدِفء و يشعر أيضا بحرارة دموعها التى تتساقط على وجهه
يشعر معها بالأمان و لكنه لا يدرك, لماذا تبكى؟
أويدرك ما هو البكاء؟ فهو لا يدرك
ذات يوما
خرجت و تركته وحيدا فى البيت و ذهبت للسوق
و قبل أن تعبر من الباب, تخفض من غطائها على وجهها
تسير و هى تنظر للأرض, لتتفادى نظرات الناس الذين يرمقونها بنظرات قاسية
و كأنها أقترفت ذنب و هى لا تدركه
يشعرونها بالعار لكونه ابنها و لكنها لا تملك إلا أن تحبه
يشعر هو بالوحدة دونها, فيذهب ليبحث عنها, فلا يجدها و يضل طريق العودة
تحزن هى بدونه و يشقى هو بدونها
و تمر السنين و لكنه لم ينساها
و من حين لأخر, يستطيع عقله البسيط أن يرسم صورتها, فيضحك ضحكة بلهاء
و بينما هو سائر, فإذا به يمر بهذا الطريق الذى فيه بيتها
كل الأماكن و البيوت تتشابه لديه
و لكنه شعر بأن خلف هذه الجدران يوجد من يحبه
يدخل البيت, يرى الكثير من الناس, و لكنه لا يدرك شيء
يتوجه مسرعا لغرفتها, فيجدها ساكنة بلا حراك
أخذ يتلمس وجهها الجميل و يتشمم رائحتها العطرة
يقبلها و يحدثها بكلاماته الساذجة التى لا تضحك أحدا غيرها
و لكنها هذه المرة لا تجيب, لقد أصبحت مثل الآخرين
أخذ يصرخ و يهزها, طالبا منها أن تحدثه, فلا تجيب
فبكى, فقد ظن أنها لم تعد تحبه
ثم جاء الآخرون و أبعدوه عنها, فأخذ يصرخ
و أمام عينيه وضعوها فى هذا الصندوق الخشبى و لكنه لا يدرك
حملوا الصندوق على أكتافهم و مشوا فى صمت
فظل يركض حولهم و عقله القاصر لا يعينه على فعل شيء
هاج و ماج, فهو يريدها أن تحنو عليه
دفعوه بقوة, فسقط على وجهه أرضا
لكنه لم يكترث لجراحه و لم يهن
و ركض ورائهم حتى أدركهم
هو فقط يريدها أن تحتضنه و لكنه لم يستطع أن يعبر
و كل مرة يبعدونه عنها
حتى وضعوها فى مثواها الأخير
و صلى الجميع و لم يصلى, فهو لا يدرك
ذهب الجميع و تركوه يبكى و يضع على نفسه التراب
حتى انهار و تمدد بجوار قبرها
لا يستوعب كل هذا الألم بداخله
ألم شديد, إنه الحزن لفراقها و لكنه لا يدرك
ذهب الجميع و لكنه ظل أبدا بجوار قبرها
هو الوحيد الذى أحبها بلا سبب
أحبها على الرغم من أنه لا يدرك
دُفنت هى و لكن ظلت الأسئلة حيه بيننا
ما ذنبها؟؟ و ما ذنبه؟؟
هل يختار أحد أن يفقد عقله؟؟؟
لو رآه رسول الله, هل كان سيعامله كما نعامله نحن؟؟؟
أم كان سيحنو عليه أكثر من أمه؟؟؟
و إن كنت أنت أضعف من شربة ماء, فلماذا لا ترحم من هو أضعف منك؟
سمير الفيل
24-05-2006, 11:27 AM
عدنان القماش
قرأت القصة ولي عدة ملاحظات حولها ، وهي تتلخص في الآتي :
ـ ضرورة الاهتمام بعلامات الترقيم فهي التي تتحكم في معاني الجمل، وعلاقتها ببعضها البعض .
ـ المراجعة اللغوية أمر واجب ويمكن في هذه الحالة دفع القصة قبل نشرها لأحد المتخصصين في اللغة كي يجبر كسورها .
ـ اللقطة الفنية ممتازة وتدل على حس قصصي مؤكد .
ـ فكرة العبيط قرأناها في الأدب العالمي عند كثيرين مثل ديستوفسكي ، وعند العرب المحدثين كعبدالحكيم قاسم وآخرون منهم الكلاسيكيين القدامى كثروت أباظة . إذن علينا ان نستفيد من هذا التراث الموجود في الذاكرة السردية حتى لا نكرر الفكرة بل ندفعها نحو آفاق جديدة .
ـ أما عن تراتبيات السرد وانتقال الأحداث فهو منضبط ولا غبار عليه .
ـ أتمنى أن يولي كتابنا الجدد العناية بالقفلة أو الجملة الختامية . وعدم التعليق النهائي على النص فهذا يفقد القصة كثيرا من إشعاعها لدى المتلقي .
وأخيرا فأنا سعيد أن تتاح لي فرصة القراءة لعدد من كتاب الموقع الذي اتنبأ لهم بمستقبل أدبي مرموق . فقط الأمر يحتاج إلى المزيد من الجدية .
ألف شكر للأصدقاء المبدعين .
عدنان القماش
24-05-2006, 12:01 PM
عدنان القماش
قرأت القصة ولي عدة ملاحظات حولها ، وهي تتلخص في الآتي :
ـ ضرورة الاهتمام بعلامات الترقيم فهي التي تتحكم في معاني الجمل، وعلاقتها ببعضها البعض .
ـ المراجعة اللغوية أمر واجب ويمكن في هذه الحالة دفع القصة قبل نشرها لأحد المتخصصين في اللغة كي يجبر كسورها .
أستاذي الفاضل: سمير الفيل
يسعدني جدا جدا أنك قرأت قصتي
و بالنسبه لموضوع المراجعة اللغوية و الترقيم...أقوم بالعمل على تنمية قدراتي اللغوية و تحسين أسلوب كتاباتي بشكل عام...
و لا أخجل حين أقول أنى أنشر قصصي هنا لأتلقى تعليقاتكم و أتعلم منها, أكثر من أن أظهر موهبتي
ـ اللقطة الفنية ممتازة وتدل على حس قصصي مؤكد .
ـ أما عن تراتبيات السرد وانتقال الأحداث فهو منضبط ولا غبار عليه .
شكرا لهذا التقييم الذى أفخر به كثيرا
ـ فكرة العبيط قرأناها في الأدب العالمي عند كثيرين مثل ديستوفسكي ، وعند العرب المحدثين كعبدالحكيم قاسم وآخرون منهم الكلاسيكيين القدامى كثروت أباظة . إذن علينا ان نستفيد من هذا التراث الموجود في الذاكرة السردية حتى لا نكرر الفكرة بل ندفعها نحو آفاق جديدة .
لا أنكر أنى تأثرت كثيرا بهذه الكتابات عن شخصية العبيط و لكنى شعرت بالفكرة فكتبت
ـ أتمنى أن يولي كتابنا الجدد العناية بالقفلة أو الجملة الختامية . وعدم التعليق النهائي على النص فهذا يفقد القصة كثيرا من إشعاعها لدى المتلقي .
هذا أمر أحاول أن أتفاده...و لكن لا أعلم لما أجد عقلي يلح فى طرح الاسئلة على القارئ بنهاية كل قصة
و للعلم ترددت كثيرا فى هذه القصة أن أطرح هذه الأسئلة...و لكن شعرت برغبة فى تأكيد الفكرة
عموما سأحاول بأمر الله أن لا أتدخل فى ما يكتبه قلمى
وأخيرا فأنا سعيد أن تتاح لي فرصة القراءة لعدد من كتاب الموقع الذي اتنبأ لهم بمستقبل أدبي مرموق . فقط الأمر يحتاج إلى المزيد من الجدية .
ألف شكر للأصدقاء المبدعين .
أنا أسعد بتعليقك القيم الذى أضاف لي الكثير....و أتمنى أن تمدنا دائما بتعليقاتك السخية
و أشكر هذا المنتدى الرائع على مجهوداته و إعطائه الفرصة لي و لغيري للتعلم و صقل الموهبة
و صلى اللهم على سيدنا محمد و على أهله و صحبه و سلم
عدنان أحمد البحيصي
24-05-2006, 08:16 PM
الأستاذ الغالي عدنان القماش
قصة رائعة، واقعية نراها في مجتمعاتنا ، وعندما نرى الأديب يلامس واقعه بكلماته وقلمه، ندرك أنه شاعر وإن لم يكتب الشعر، عاطفي إلى أبعد الحدود، وندرك أيضاً أن له مستقبل واعد يشارك بها أحبابه في حل معضلات العالم.
لي عليها ملاحظة : إلى مثواها الآخير
هذه الكلمة لا تجوز شرعاً ، ذلك أن القبر ليس النهاية الآخيرة
شكراً لك
حسام القاضي
24-05-2006, 08:51 PM
الخ العزيز / عدنان القماش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أستطيع أن أضيف كثيرا بعد أستاذنا الكبير / سمير الفيل ، ولكن لي ملاحظات بسيطة :
هذه القصة أفضل من الناحية الفنية من قصتك السابقة، فقد نجحت في التخلص من بعض العيوب السابقة عدا الأخطاء اللغوية والتي أرجو الإهتمام بها جدا .
كما قلت القصة أفضل كثيرا من الأولى ، ولكن كنت أفضل أن تكون النهاية عند (انهار راقدا بجوار قبرها ) فهنا نهاية قوية ومناسبة ، أعلم أن ما جاء بعدها كنت تقصد به العظة والعبرة لكنه كان زائدا ، وليس من الضروري ان تذكر حديثا عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لتصلنا العبرة المقصودة فقد وصلتنا تماما من خلال النص.
أرى أنك أحرزت تقدما كبيرا .. فقط اعمل على هذه الملاحظات .
مع ودي وتقديري .
عدنان القماش
24-05-2006, 10:52 PM
الأستاذ الغالي عدنان القماش
قصة رائعة، واقعية نراها في مجتمعاتنا ، وعندما نرى الأديب يلامس واقعه بكلماته وقلمه، ندرك أنه شاعر وإن لم يكتب الشعر، عاطفي إلى أبعد الحدود، وندرك أيضاً أن له مستقبل واعد يشارك بها أحبابه في حل معضلات العالم.
أخى الكريم عدنان
جزاكم الله خيرا على هذه الكلمات الرقيقة...اسعدتنى جدا بها
و فعلا أتمنى أن استطيع أن أساعد غيري
لي عليها ملاحظة : إلى مثواها الآخير
هذه الكلمة لا تجوز شرعاً ، ذلك أن القبر ليس النهاية الآخيرة
شكراً لك
جزاكم الله خيرا على هذه المعلومة
أخطأت فى هذه النقطة
و حاولت أن أصلحها و لكنى لم استطع تعديل النص
فقد وصلتنى من أخ نحسبه على خير كالتالي:
"القبر ليس هو المثوى الأخير للإنسان وإنما هي الجنة أو النار فهذا خطأ شائع والله تعالى أعلم"
و هناك خطأ أخر و هو سهوي عن قول (صلى الله عليه و سلم) بعد ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم
و هناك خطأ أخر و هو "يضع على نفسه التراب"
كان لابد أن أنكر هذا الفعل بشكل ما فى القصة لكى لا أقره من خلال قصتي
كنت سأقوم بنشر هذه الملاحظات...و لكنك سبقت, فهنيئا لك
شكرا يا أخى مرورك الكريم الذى يسعدنى دائما :001:
عدنان القماش
24-05-2006, 11:22 PM
الخ العزيز / عدنان القماش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أستطيع أن أضيف كثيرا بعد أستاذنا الكبير / سمير الفيل ، ولكن لي ملاحظات بسيطة :
هذه القصة أفضل من الناحية الفنية من قصتك السابقة، فقد نجحت في التخلص من بعض العيوب السابقة عدا الأخطاء اللغوية والتي أرجو الإهتمام بها جدا .
كما قلت القصة أفضل كثيرا من الأولى ، ولكن كنت أفضل أن تكون النهاية عند (انهار راقدا بجوار قبرها ) فهنا نهاية قوية ومناسبة ، أعلم أن ما جاء بعدها كنت تقصد به العظة والعبرة لكنه كان زائدا ، وليس من الضروري ان تذكر حديثا عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لتصلنا العبرة المقصودة فقد وصلتنا تماما من خلال النص.
أرى أنك أحرزت تقدما كبيرا .. فقط اعمل على هذه الملاحظات .
مع ودي وتقديري .
أخي الكريم حسام
أرى أن تعليق الأستاذ سمير الفيل يعتبر درسا فى الكتابة الأدبية
و لكن تعليقك أيضا يضيف لي الكثير و أهتم به كثيرا حيث أنك متابع لما أكتب منذ النشأة
أولا: موضوع الأخطاء اللغوية أعلم أنها موجودة و أسعى لتقليلها
و للعلم بدأت أسترجع دروس النحو و الصرف من الأول خالص....من أول زرع و حصد D:
إن شاء الله فى أقرب وقت سأتخلص من هذه الآفة
ثانيا: بالنسبه للتطور للأفضل فى هذه القصة...فأنا لم أنسى توجيهاتك و النقد الخاص بالإطالة
و أنا داخليا شعرت بأنى تمكنت أكثر من الأختصار...
و الأجمل أنى كنت دائما أخشى أن لا تصل الفكرة عندما أختصر...
و لكن فعلا خير الكلام ما قل و دل...و أتمنى أن أتطور أكثر من هذا
ثالثا: النهاية و المواعظ...ترددت كثيرا فى هذه النقطة و ما كنت أريد أن أضيفها
و لكن لا أعلم ربما شعر عقلي بالغيرة من قلمي فتدخل....
و لكن من المضحك جدا...بعد أن أضفت هذه الأسئلة للتأكيد على وصول الفكرة
سألني زميل لي عن المغزى من القصة...
فعلمت أنه من لم يدرك الفكرة من النص...فلن يدرك
شكرا يا أخي الكريم على النقاط التي ذكرتها و تشجيعك الكبير و نقدك البناء الذى يضيف الكثير
و أدعو الله أن يعيننى على أن أتمكن من أدواتي بشكل أكبر و استخدمها فيما هو خير
جزاكم الله خيرا
خليل حلاوجي
25-05-2006, 09:36 PM
عدنان القماش
صوت أتانا من فضاء الصمت فكسر أبواق الزيف ... ففرحنا به
أنار لنا في فضاء العتمة ... نور للبهاء .... فسعدنا به
مرحبا" بك مرحبا
أراهن على أبداعك المدفون في شرايين قلبك
فلا تبخل علينا
جوتيار تمر
25-05-2006, 10:12 PM
القماش.......
اعجبني انك استقيت من الواقع لتظهر لنا العبيط...بطلا في صور تتكرر داخل مجتمعاتنا الفقيرة للوعي.
اسجل اعجابي...بعيدا عن المقص النقدي
تقديري واحترامي
جوتيار
عدنان القماش
26-05-2006, 03:03 PM
عدنان القماش
صوت أتانا من فضاء الصمت فكسر أبواق الزيف ... ففرحنا به
أنار لنا في فضاء العتمة ... نور للبهاء .... فسعدنا به
أخي الكريم خليل....تعجز كلماتي عن إيجاد الرد المناسب لكل هذا السخاء و الكرم فى الإطراء
أتمنى أخي العزيز أن أصل لهذا المستوى
مرحبا" بك مرحبا
أراهن على أبداعك المدفون في شرايين قلبك
فلا تبخل علينا
شكرا جزيلا أخي المبدع لهذا الكلام المشجع و أتمنى أن يوفقني الله لقول ما يحبه و يرضاه
أختم بدعاء جميل أحبه كثيرا
"أنا أعلم بنفسى من غيرى ، وربى أعلم بنفسى منى ..اللهم لا تؤاخذنى بما يقولون ، واجعلنى أفضل مما يظنون ، واغفر لى ما لا يعلمون .."
عدنان القماش
26-05-2006, 03:12 PM
القماش.......
اعجبني انك استقيت من الواقع لتظهر لنا العبيط...بطلا في صور تتكرر داخل مجتمعاتنا الفقيرة للوعي.
اسجل اعجابي...بعيدا عن المقص النقدي
تقديري واحترامي
جوتيار
أختي الكريمة.....أشكر لك مرورك الكريم على قصتى المتواضعة
و أشكر لك كلاماتك الرقيقة و إبداء أعجابك
و أشكر جدا جدا البعد عن المقص النقدي :v1:
بالطبع أمزح معك... D:
فانا أحب النقد جدا لأنه يعلمني و يضيف ل و يعينني على التمكن من تطوير أسلوبي...
شكرا جزيلا :001:
صابرين الصباغ
27-05-2006, 01:03 AM
الأطفال تركض خلفه, يقذفونه بالحجارة و يصيحون
"العبيط أهو", "العبيط أهو"
يهرب و لا يعلم مما يهرب؟
يتألم و لا يدرك لم الناس تهاجمه؟
هو لا يدرك أى شيء, فقط غريزة الخوف تجعله يهرب
لم يفعل شيء لأحد, و أبدا لم يؤذى أحدا
الناس ينظرون إليه فى الطرقات و ينفرون منه
هل يخافون من ثيابه الرثة الممزقة؟؟ أم يخافون أن يؤذيهم؟؟؟
يبيت كل ليلة فى برد الطرقات كالقطط و الكلاب الضالة
لا يرعاه أحد, الكل يهينه و يؤذيه و قليلا هم من يعطفون عليه
كأنما انعدمت الرحمة من الدنيا
و كأن الناس أصبحوا بلا قلوب تحن أو ضمائر تئن
هو لا يذكر فى الدنيا غير تلك المرأة الطيبة التى أبدا لم يدرك أنها أمه
يذكر كم كانت تحنو عليه كثيرا
يذكر هذا البيت الدافئ و كيف كانت تطعمه بيدها أشهى الطعام
تنظفه و تصفف له شعره و تقبله و تحتضنه
و لكنها كانت دائما تبكى
فيبكى مثلها, فتمسح له دَمْعه و تنظر له بحنان ثم تضمه لحضنها
يشعر بالدِفء و يشعر أيضا بحرارة دموعها التى تتساقط على وجهه
يشعر معها بالأمان و لكنه لا يدرك, لماذا تبكى؟
أويدرك ما هو البكاء؟ فهو لا يدرك
ذات يوما
خرجت و تركته وحيدا فى البيت و ذهبت للسوق
و قبل أن تعبر من الباب, تخفض من غطائها على وجهها
تسير و هى تنظر للأرض, لتتفادى نظرات الناس الذين يرمقونها بنظرات قاسية
و كأنها أقترفت ذنب و هى لا تدركه
يشعرونها بالعار لكونه ابنها و لكنها لا تملك إلا أن تحبه
يشعر هو بالوحدة دونها, فيذهب ليبحث عنها, فلا يجدها و يضل طريق العودة
تحزن هى بدونه و يشقى هو بدونها
و تمر السنين و لكنه لم ينساها
و من حين لأخر, يستطيع عقله البسيط أن يرسم صورتها, فيضحك ضحكة بلهاء
و بينما هو سائر, فإذا به يمر بهذا الطريق الذى فيه بيتها
كل الأماكن و البيوت تتشابه لديه
و لكنه شعر بأن خلف هذه الجدران يوجد من يحبه
يدخل البيت, يرى الكثير من الناس, و لكنه لا يدرك شيء
يتوجه مسرعا لغرفتها, فيجدها ساكنة بلا حراك
أخذ يتلمس وجهها الجميل و يتشمم رائحتها العطرة
يقبلها و يحدثها بكلاماته الساذجة التى لا تضحك أحدا غيرها
و لكنها هذه المرة لا تجيب, لقد أصبحت مثل الآخرين
أخذ يصرخ و يهزها, طالبا منها أن تحدثه, فلا تجيب
فبكى, فقد ظن أنها لم تعد تحبه
ثم جاء الآخرون و أبعدوه عنها, فأخذ يصرخ
و أمام عينيه وضعوها فى هذا الصندوق الخشبى و لكنه لا يدرك
حملوا الصندوق على أكتافهم و مشوا فى صمت
فظل يركض حولهم و عقله القاصر لا يعينه على فعل شيء
هاج و ماج, فهو يريدها أن تحنو عليه
دفعوه بقوة, فسقط على وجهه أرضا
لكنه لم يكترث لجراحه و لم يهن
و ركض ورائهم حتى أدركهم
هو فقط يريدها أن تحتضنه و لكنه لم يستطع أن يعبر
و كل مرة يبعدونه عنها
حتى وضعوها فى مثواها الأخير
و صلى الجميع و لم يصلى, فهو لا يدرك
ذهب الجميع و تركوه يبكى و يضع على نفسه التراب
حتى انهار و تمدد بجوار قبرها
لا يستوعب كل هذا الألم بداخله
ألم شديد, إنه الحزن لفراقها و لكنه لا يدرك
ذهب الجميع و لكنه ظل .................
مرحبا أخي عادل ...
سلمت يمينك على قصتك
لن أدع بأني محترفة لكن والله ماسأفعله الآن ماهو إلا دين برقبتي أقسمت أن أرده لكل من يحتاجه مثلما أخذته من أصدقاء ...
أخي نقلت لك القصة وهنا أرى ختامها فالقصة الحديثة هى التي تترك الخاتمة فيها للقاريء حتى يشاركك النهاية وهى دعوة أيضا للتأمل والتفكير ....
سأعطيك بعض الهنات
الاستاذ سمير ذكرهها وهو سيد القصة
لكنها مبهمة دعني افسرها لك واعلم أنها ستفيدك بإذن الله
مثلا.................
هو لايدرك شيئا تكررتأ كثر من تسع مرات
مجرد تصريحك بأنه عبيط عرفنا أنه لايدرك
تحزن هى بدونه و يشقى هو بدونها مارأيك بها هكذا ؟؟
تحزن بدونه ، يشقى بدونها
الضمائر وتكرارها يضعف النص
الكتابة الحديثة لاتعتني كثيرا بحروف العطف والفاء لو كتبت النص بدونه لن تشعر بفرق كبير مثلا .................
هو فقط يريدها أن تحتضنه و لكنه لم يستطع أن يعبر
و كل مرة يبعدونه عنها
وأنا أراها .................
يريدها أن تحتضنه ، لكنه لم يستطع أن يعبر ، كل مرة يبعدونه عنها ؛ ليضعوها
علامات الترقيم كما قال الاستاذ سمير
واخيرا صديقي
أقرأ كثيرا لقصص الأخوة هنا وأنا أراك قاصا يمتلك الكثير جدا من ملامح القصة القصيرة
اسفة لتدخلي بنصك لكن أقسم لك كنت أتمنى ان يعطيني أحدهم كلمة تساعدني في طريقي
دمت مبدعا
عدنان القماش
27-05-2006, 09:36 PM
ذهب الجميع و لكنه ظل .................
أخي نقلت لك القصة وهنا أرى ختامها فالقصة الحديثة هى التي تترك الخاتمة فيها للقاريء حتى يشاركك النهاية وهى دعوة أيضا للتأمل والتفكير ....
أختي العزيزة صابرين, أولا تشرفت بزيارة حضرتك... :001:
فأنت صاحبة قصة من أجمل القصص الرومانسية التي قرأتها.... :NJ:
بالنسبه لخاتمة القصة...شكرا لتأكيدك على هذه النقطة فأرى أن الجميع محق فيها.
و تعلمت أنه من الممكن أن أقول العظة داخل النص نفسه...فمثلا كنت من الممكن أن أجعل الأم تصلى و تدعو ربها, ثم تتذكر رسول الله صلي الله عليه و سلم و أنه كان سيكون أحن على ابنها منها...
مرحبا أخي عادل ...
سلمت يمينك على قصتك
شكرا جزيلا...لكني أعتقد أن لوحة المفاتيح خانتك فأنا أسمي عدنان....
لكن للعلم...عندما كنت صغير...كنت دائما أخبر أصدقائي أننى لو أخترت أسما أخر...
سيكون عادل :011:
لن أدع بأني محترفة لكن والله ماسأفعله الآن ماهو إلا دين برقبتي أقسمت أن أرده لكل من يحتاجه مثلما أخذته من أصدقاء ...
أختاه, أصدقك... و كما قلت أكثر من مرة...أنا هنا لأتعلم...و لا أشعر بأى حرج من النقد البناء...
سأعطيك بعض الهنات
الاستاذ سمير ذكرهها وهو سيد القصة
لكنها مبهمة دعني افسرها لك واعلم أنها ستفيدك بإذن الله
أستاذ سمير استاذنا و شرفني كثيرا, أن يترك لى تعليق على قصتي المتواضعة.
و أشكر لك التوضيح أكثر , فهذا يزيد الفائدة
مثلا.................
هو لايدرك شيئا تكررتأ كثر من تسع مرات
مجرد تصريحك بأنه عبيط عرفنا أنه لايدرك
تحزن هى بدونه و يشقى هو بدونها
مارأيك بها هكذا ؟؟
تحزن بدونه ، يشقى بدونها
الضمائر وتكرارها يضعف النص
الكتابة الحديثة لاتعتني كثيرا بحروف العطف والفاء لو كتبت النص بدونه لن تشعر بفرق كبير مثلا .................
هو فقط يريدها أن تحتضنه و لكنه لم يستطع أن يعبر
و كل مرة يبعدونه عنها
وأنا أراها .................
يريدها أن تحتضنه ، لكنه لم يستطع أن يعبر ، كل مرة يبعدونه عنها ؛ ليضعوها
علامات الترقيم كما قال الاستاذ سمير
شكرا جدا جدا لكم هذه المعلومات القيمة.... :001:
واخيرا صديقي
أقرأ كثيرا لقصص الأخوة هنا وأنا أراك قاصا يمتلك الكثير جدا من ملامح القصة القصيرة
هذه نصيحة بدأت أعمل بها و قرأت لعدد من الكتاب المميزين مثل:
الأستاذ سمير الفيل, الاستاذ نذار , حضرتك
و الأخوة حسام القاضي, عدنان الأسلام, خليل حلاوجي, محمد سامي البوهي, جوتيار تمر
و الأخوات عبلة محمد زقزوق, سمر سليم الزريعي, و غيرهم...و بالطبع تعلمت الكثير
و مازلت أريد أن أقرأ لآخرين
اسفة لتدخلي بنصك لكن أقسم لك كنت أتمنى ان يعطيني أحدهم كلمة تساعدني في طريقي
دمت مبدعا
أسعدتني مداخلتك و مداخلة كل الأساتذة الأفاضل....
شكرا لكم جميعا :001:
سعيد أبو نعسة
27-05-2006, 11:40 PM
أخي الحبيب عدنان القماش
رغم شيوع فكرة القصة فقد نجحت في بث عنصر التشويق ببراعة من خلال رسم صورة العبيط والدفق العاطفي ووصف المكان وتفاصيل الجنازة .
أضيف إلى ما تفضل به الأساتذة سمير و حسام :
يظن الكاتب أحيانا أن القراء لن يفهموا فكرة من أفكار قصته فيروح يشرحها و يفصلها و يستنتج لهم العبر التي يمكن أن تستفاد ويقحم نفسه في القصة كمسير للأحداث و متحكم بها وهذا كله من عيوب القص . فالأولى أن تترك الشخصيات ترسم الأحداث بنفسها دون تدخل منك إلا بلغتك السردية
كما أنه لا ينبغي التعليق على الأفكار و طرح وجهة نظرك بل تترك ذلك للقراء .
إلى أن تتقن قواعد اللغة جيدا أقترح عليك أيضا الاستعانة بصديق قبل نشر القصة القادمة .
العَبَط في وقتنا هذا تاج على رؤوس " العُبط" لا يراه إلا العقلاء.
القصة بشكل عام جيده ومؤثرة ومترابطة السرد و فيها براعة واضحة في نسج المشهد القصصي كذلك لا يمكن تجاهل الحس القوي والمؤثر في هذه القصة.
تمنياتي لك بالتوفيق.
عدنان القماش
29-05-2006, 09:32 AM
أخي الحبيب عدنان القماش
رغم شيوع فكرة القصة فقد نجحت في بث عنصر التشويق ببراعة من خلال رسم صورة العبيط والدفق العاطفي ووصف المكان وتفاصيل الجنازة .
أضيف إلى ما تفضل به الأساتذة سمير و حسام :
يظن الكاتب أحيانا أن القراء لن يفهموا فكرة من أفكار قصته فيروح يشرحها و يفصلها و يستنتج لهم العبر التي يمكن أن تستفاد ويقحم نفسه في القصة كمسير للأحداث و متحكم بها وهذا كله من عيوب القص . فالأولى أن تترك الشخصيات ترسم الأحداث بنفسها دون تدخل منك إلا بلغتك السردية
كما أنه لا ينبغي التعليق على الأفكار و طرح وجهة نظرك بل تترك ذلك للقراء .
إلى أن تتقن قواعد اللغة جيدا أقترح عليك أيضا الاستعانة بصديق قبل نشر القصة القادمة .
أستاذي الكبير سعيد أبونعسة
يشرفني جدا مرورك الكريم علي قصتي المتواضعة
و شكرا جدا لكلماتك المشجعة و لكني مجرد تلميذ صغير في بداية طريق طويل
و بالنسبة للملاحظات. علم و ينفذ يا فندم.
و أعذرني لتأخري في الرد...و لكن بعد قصتك الرائعة عن الحمير...
المجد للحمير (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=14581)
شعرت أنها الفرصة للشهرة و المجد, و عزمت النية أن أرشح نفسي عند دائرة "شـــى حــــا"....
و حضرتك عارف, أن الدعاية الانتخابية تأخذ الكثير من الوقت و الجهد, و الرفس في خلق الله D:
عدنان القماش
29-05-2006, 09:43 AM
العَبَط في وقتنا هذا تاج على رؤوس " العُبط" لا يراه إلا العقلاء.
القصة بشكل عام جيده ومؤثرة ومترابطة السرد و فيها براعة واضحة في نسج المشهد القصصي كذلك لا يمكن تجاهل الحس القوي والمؤثر في هذه القصة.
تمنياتي لك بالتوفيق.
أختي الفاضلة: ليال
شكرا جزيلا لإطرائك و تشجيعك لي. يا رب دائما نكون عند حسن الظن.
نعم أختاه أوافقك الرأي: " العَبَط في وقتنا هذا تاج على رؤوس " العُبط" لا يراه إلا العقلاء."
كان لنا عمة, تقول دائما: "يا بخت اللي خابوا !!!"
لم يفهم أحد معني كلامها...لكن عندما كبرت فهمت ماذا تقصد....
فإن لم نرجع لله و نعلم أن الله حق, سنكون العُبط الحقيقيون.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir