تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العربية بين ماض زاهر..وحاضر عاثر



د. محمد حسان الطيان
05-06-2006, 11:50 AM
العربية بين ماض زاهر...وحاضر عاثر
* مكانة العربية قديماً
غَبَرَ على الناس زمانٌ كانت العربية فيه تحتلُّ المكانةَ الأولى بين العلوم عند الكثرة الكاثرة منهم, فقد كان طالب العلم يبدأ رحلته العلمية بمعرفة علوم العربية المختلفة ـ من نحو وصرف وبلاغة وعروض ـ معرفةً بصيرة يتمكّن فيها من ناصية اللغة, ويجتنب اللحن والخطأ في ظاهر القول وما يسطره القلم, بل إن تلك المعرفة كثيراً ما كانت تخوّله التصنيف في بعض علوم العربية برغم تخصصه المختلف, أو شهرته في غيرها من العلوم كعلوم الطبِّ والفلسفة والقرآن والحديث... وغيرها.
* دواعي هذه المكانة
وقد عزَّز هذه المكانة للعربية اهتمام أولي الأمر بها وإعلاؤهم لشأنها بدءاً من الخلفاء في مجالسهم ومحافلهم, وانتهاءً بالعاملين في مجالات الدولة المختلفة من وزراء وحجّاب وأمراء وكُتَّاب..
وليس أدل على هذه المكانة من تسمية رسول الله ‘ اللحنَ في القول ضلالاً’, وذلك عندما لحن أحدهم في حضرته فقال:"أرشدوا أخاكم فقد ضلَّ" وماذا بعد الضلال إلا الخسران المبين’؟’!’.
ولعل في كلمة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عامله أبي موسى الأشعري ما يُؤْذِنُ بهذه المكانة وذلك الاهتمام’, فقد كتب إليه:"خذ الناس بالعربية فإنها تَزيد في العقل وتُثبتُ المُروءة" وكتب أيضاً في الآفاق ألا يُقرئ القرآن إلا صاحب عربية’. بل إن ولادة علم النحو كانت بإيعاز من الخليفة الرابع علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه’, فإليه ينسب هذا العلم الجليل وهو الذي أمر أبا الأسود الدؤلي أن ينحوَ نحوَه’.
وتمرُّ الأيام وتتعاقب السنون ومكانة العربية أبداً في نماء وصعود’. فعبد الملك بن مروان أشهر خلفاء بني أمية يخشى اللحن ويتجنَّبُه’, وفي ذلك يقول:"شيبني ارتقاء المنابر واتقاء اللحن" والحجاج يتوخّى ألا يُسمع منه لحن في كلام أبداً فهو أفصح الناس في زمانه’, وعندما يبلغه أن ابن يَعْمَر وقع على لحن له في كتاب الله عزّ وجلّ يعالج الأمر بطريقته الحجاجيّة’! فينفيه من بغداد ويلحقه بخراسان قائلاً:"لا جَرَم’, لا تَسمَعُ لي لحناً أبداً ".
وهكذا بات التمكن في اللغة وامتلاك ناصية البيان وفصاحة اللسان قيمةً مقدسة’, ومكرمةً متوارثة, وفضيلةً يتداعى إليها الناس, فينشِّئ الوالد ابنه عليها, وتدعو القبيلة أبناءها إليها, بل تفخر بمن اشتهر بها أو عُرف بالتمكن منها, ويتغنّى الشعراء بمن حازها, وينحُون باللائمة على افتقدها, ويعدُّون ذلك عيباً فيه, وفي ذلك يقول قائلهم:
كفى بالمرءِ عيباً أن تراهُ
لَهُ وجهٌ وليسَ لهُ لسانُ

وما حُسْنُ الرجالِ لهمِ بزَيْنٍ
إذا لم يُسعِدِ الحُسْنَ البيانُ( )

بل وصل الأمر بهم إلى حدِّ الاستعاذة من فقدها’:
أعذني ربِّ من حَصَرٍ وعِيٍّ
ومن نفسٍ أُعالجُها علاجا( )

وفاقد الفصاحة والبيان يفقد أهم مقومات الحياة عند العرب وهي المروءة, يقول يونس بن حبيب: "ليس لعَيِيٍّ مُروءة, ولا منقوص البيان بهاء, ولو بلغ ما فوخُهُ أعنان السماء".
* العربية اليوم
ثم أتى على الناس زمان تَنكَّروا فيه للعربية بعد طول تعهّد وعناية, وهجروها بعد طول وصالٍ ورعاية, وزهدوا فيها وعزفوا عنها بعد طول تقدير وتقديس, بل وصل الأمر ببعضهم إلى حدود المقت والقِلى, والبغض والمحاربة بعد طولِ الكَلَفِ والحب, والعشق والهيام!!.
وإن تعجب فعجبٌ أن يمتد أثر ذلك إلى بعض طلبة العلم الشرعي, فتراهم مع حرصهم المحمود على علوم الكتاب والسنّة والفقه والسيرة أبعدَ الناس عن علوم العربية, وكأن بينها وبينهم أمداً بعيداً أو ثأراً قديماً, أو حجاباً مستوراً, فهم لا يأبهون لها ولا يعيرونها أدنى اهتمام. فأين هؤلاء من لغة القرآن؟! وأين هم من أفصح من نطق بالضاد ؟! وأين هم من علماء السلف الذين كان الواحد منهم حجّةً في اللغة قبل أن يكون حجّة في الحديث أو التفسير أو الفقه أو القراءات؟!
ولا غرْو فتعلم العربية عندهم ـ أعني علماء السلف ـ فرض كفاية لا يتم لأحدٍ علمه إلا به, وهو من علوم الآلة التي كان طالب العلم يأخذ نفسه بها قبل أن يشرع في تعلم أي علم سواها, وما أكثر ما حثَّ علماؤنا عليها’, من ذلك ما نصّ عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاواه حيث قال: "ومعلوم أن تعلم العربية وتعليم العربية فرض على الكفاية, وكان السلف يؤدبون أولادهم على اجتناب اللحن. فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي, ونصلح الألسنة المائلة عنه’, فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة والاقتداء بالعرب في خطابها ".
وبعد فليس عدلاً أن أحبِّبَ اللغة إلى أهلها وأصحابها’! أيحبِّبُ أحدٌ ولداً إلى والده؟! أو فلذة كبد إلى صاحبها؟! بل قل أيحبِّبُ واحدنا اللسان إلى المتكلم وبه قوامه, وعليه يبنى أمره’, وفيه سرّ مقدرته’, وإليه يعود الفضل في نجاحه, وعليه المعوّل في فلاحه؟!.
لا كلّ هذا لا يكون’, ولكنها دعوة إلى إعادة الاهتمام بهذا اللسان, إنها دعوة إلى المصالحة مع اللغة, بعد أن أصابها من الإهمال وقلة الاكتراث ما ينبغي أن يتوقف عنده كل غيور, بل كل عاقل, لقد أصابها من جحود أهلها وانصرافهم عنها وافتئاتهم عليها ما جعل أستاذنا الدكتور شكري فيصل رحمه الله يقول’:" لعله لم يحمل قوم على لغة كان لها فضل وجودهم الحضاري ومكانتهم الإنسانية على نحو ما حمل ناس منَّا على لغتهم.. اتهموها بالصعوبة وحمّلوها من ذلك ما هو حقّ في أقلّ الأحايين وما هو باطل في أكثر الأحايين. ورموها بالخروج على المنطق وأنها لا تنقاد قواعدها إليه. وقذفوا خطّها وحروفها بل دعوا إلى تبديلها, وبذلوا الكثير من القول والعمل. وأخرجوها من نطاق الطبيعة التي تنتظم اللغات كلها حين زعموا أنك في اللغات الأخرى تقرأ لتفهم بينما نحن في العربية نفهم لنقرأ. وقالوا في نحوها وصرفها ما لم يقله مالك في الخمر!.وتحدثوا عن عجزها عن متابعة التقدم الحضاري وكأنها لم تكن اللغة التي وسعت حقباً من الدهر العلوم والمعارف كلها... وكأنها لم تكن اللغة التي أنشأت حضارةً وأنبتت ثقافة وكتبت آلاف الكتب في كل ضروب الصنائع والفنون والعلوم ".
* حصاد الهشيم
ولا ريب أن هذا الجحود وذلك الإهمال سيؤدي باللغة إلى الضعف والوهن وسيؤدي بأهلها إلى التخلف عن ركب الحضارة الإنسانية والهوان. ونحن اليوم نجني ثمرات هذا الضعف’, إذ تدرس العلوم في معظم جامعاتنا العربية ـ إلا ما رحم ربي ـ بغير العربية, الأمر الذي يجعل بين العرب وبين علوم العصر وحضارته حجاباً حاجزاً وسدًّا منيعاً لا يكاد يتسرَّب من خلاله إلا اليسير اليسير, ومن قنع بهذا اليسير فإن قصارى أمره أن يقتات على فتات الآخرين’, ولن تقوم له قائمة في أي مجال من مجالات العلوم, فاللغة روح المجتمع, ووعاء ثقافته وعلومه, وأداته الأولى للتعبير عن فكره وحضارته, ولم يسجل التاريخ قط أن أمة حققت التنمية والتقدم الحضاري بلغة غيرها من الأمم, ولنا في التجربة العربية الإسلامية القديمة واليابانية الحديثة خير دليل على ذلك. فالعرب المسلمون ما بنوا حضارتهم إلا بعد أن نقلوا ما خلفته الحضارات البائدة من علوم إلى العربية, ففهموا تلك العلوم بفكرهم وتمثلوها بلغتهم ووعوها بواعيتهم ليؤسسوا عليها صرح خير حضارة أخرجت للناس. واليابانيون اليوم كذلك فعلوا فهم يتلقّون علومهم باليابانية وما يكاد كتاب علمي يخرج في الغرب إلا ويترجم إلى اليابانية قبل أن يبلغ انتشاره في لغته مداه.
والحق أن أمر إهمال اللغة وضعفها لا يتوقف عند انحلالها وتخلفها وإنما يتعدّى ذلك إلى ضعْف أهلها وتخلفهم, ومن ثم اضمحلال أمرهم وهوانهم, ورحم الله أديب العربية الكبير مصطفى صادق الرافعي إذ يقول: " ما ذلَّت لغة شعب إلا ذلَّ, ولا انحطَّت إلا كان أمره إلى ذهاب وإدبار.".
* صرخة في واد
ولعل خير ما أختتم به القول هنا تلك الصرخة المدوية التي نادى بها شاعر النيل حافظ إبراهيم على لسان العربية يستصرخ أهلها ويستغيث بهم:
رجعتُ لنفسي فاتَّهمتُ حصاتي
وناديتُ قومي فاحتَسبتُ حياتي

رموني بعقمٍ في الشبابِ وليتَني
عقمتُ فلم أجزعْ لقولِ عُداتي

وَلدتُ ولمَّا لم أجدْ لعرائسي
رجالاً وأكفاءً وأَدْتُ بناتي

أيهجرني قومي عفا اللهُ عنهمُ
إلى لغةٍ لم تَتَّصلْ برُواةِ

وسِعتُ كتابَ الله لفظاً وغايةً
وما ضقْتُ عن آيٍ بهِ وعِظاتِ

فكيف أضيقُ اليومَ عن وصفِ آلةٍ
وتنسيقِ أسماءٍ لمخترعاتِ

أنا البحرُ في أحشائِهِ الدُّرُّ كامنٌ
فهل سألوا الغوَّاص عن صدفاتي

فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسِني
وفيكُمْ وإنْ عزَّ الدواءُ أُساتي

فلا تكِلوني للزَّمانِ فإنَّني
أخافُ عليكم أن تَحينَ وفاتي



* * * * *

حوراء آل بورنو
05-06-2006, 01:59 PM
بارك الله بك أيها الأستاذ الفاضل ، و جزيت الخير كله على قلمك الغيور ، و فكرك الحريص .

صدقت في كل ما كتبته ، و أجدت فيما عرضته ، و ليت أن يجد حرفك آذانا صاغية و قلوباً واعية و مروءة تقي مصارع السوء جزاءً وفاقاً لكل مضيع للغة القرآن .
و لعلي أحبّر فقط فوق ما كتبته أن اللغة ما ذلّت إلا ذلّت أمتها ، و ما ارتقت لغة إلا ارتقى الناطقين بها ، و لستَ و لستُ في هذا بدعة ؛ فليت كل متشكك يتتبع أطوار الأمم في علوها و سقوطها ليعلم أن هذا هو القول الحق .

كل التقدير لشخصك أيها الفاضل .

إسلام شمس الدين
06-06-2006, 12:15 PM
أستاذنا الكبير الدكتور محمد حسن الطيان
بارك الله بك مدافعاً عن اللغة العربية ومنصفاً لها
يعجبني مقالٌ للشاعر غازي القصيبي عنونه بـ"لغتنا الدقيقة"، ولتأذن لي في اقتباس سطور منه:
تعودنا أن نسمي اللغة العربية "لغتنا الجميلة" و "لغتنا الساحرة"، حتى نسينا أنها – قبل هذا وبعده– "لغتنا الدقيقة".
سُحرنا بجمال الشعر وروعة النثر في تراثنا فنسينا أن لغتنا استطاعت بكفاءة نادرة أن تحمل اصطلاحات الشريعة والمنطق والفلسفة والفلك والطب والرياضيات وعلم الصوتيات.
فهل هناك لغة تضاهي اللغة العربية في دقتها.. لقومٍ يتأملون؟
أشك كثيراً.

وساق في مقاله العديد من الأمثلة التي تبرهن على القدرة الفائقة للغة العربية على التعبير بدقة على دلالات الأشياء...
وصدق شاعر النيل حافظ إبراهيم حينما تحدث على لسان لغتنا العربية قائلاً:

وسِعتُ كتابَ الله لفظـاً وغايـةً = وما ضقْتُ عن آيٍ بهِ وعِظـاتِ
فكيف أضيقُ اليومَ عن وصفِ آلةٍ = وتنسيـقِ أسمـاءٍ لمخترعـاتِ
أنا البحرُ في أحشائِهِ الدُّرُّ كامـنٌ = فهل سألوا الغوَّاص عن صدفاتي

ومن المحزن أن لغةً ميتةً كالعبرية استطاع الصهاينة أن ينفخوا فيها الروح ويعيدوها من رقادها الذي دام آلاف السنين، ونفشل نحن في الحفاظ على أجمل وأروع وأكثر اللغات دقة... ثم نتساءل بعد ذلك دهشةً: لماذا نعجز عن كسب صراعنا مع الصهاينة على كثرة عددنا ووفرة مواردنا واتساع رقعتنا الممتدة من الخليج إلى المحيط؟!
إنها الهوية التي فرطنا فيها عندما فرطنا في رمزها: "اللغة العربية"

مقالك شيخنا الجليل يثير في النفس شجوناً ترسبت جراء تردي حال اللغة العربية في قومٍ أكرمهم الله أن أنعم عليهم بها، فما قدروا نعمته ولا حفظوها.
ولعل مقالك القيم هنا يكون صرخةً تستنهض الهمم للحفاظ على أسمى ما يميز هويتنا.

شكراً لك أستاذنا، وأدامك الله لنا معلماً ومرشداً
فائق تقديري واحترامي :0014:
إسلام شمس الدين

أسماء حرمة الله
08-06-2006, 04:32 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحيـة مكتوبـة برحيق الياسمين

الأستاذ الكريم د. محمد حسن الطيّان،

ما مِنْ شكّ أنّ اللغـةَ العربيةَ الآن تكفكفُ دمعَها، تقف هاهنـا باسمـةَ الثغـر، قريرةَ العين، وقدْ رشفتْ حرفَكَ المنافحَ عن حمـاها وعن مضاربها، فطابتْ نفسُها وهدأَ روْعُهـا. بوركتَ سيدي وبوركَ مدادُك !
أحسستُ بوجعكَ، وأنتَ تتحدث عن أولئكَ الذينَ لايرعونَ للغتنا إلاًّ ولا عهداً، وبدلَ أنْ يغدقوا عليها من غيث اهتمامهمْ، يتنكّرونَ لها ويركبونَ مركباً غير مركبِهـا، بدعوى أنها لاتتماشى مع ركبِ الحضارة، ولاأدري بأية حضارةٍ يتشدّقون وعن أي ركبٍ يتحدثون !

هذه معضلةُ زمننا المرّ سيدي، زمننا الذي يغمطُ كلّ اللوحاتِ الجميلة حقَّهـا من العناية والاحتفاء، فإذا كان هذا حالُ زمننا المرّ مع لغتِنـا الأمّ : فخارِنا ولغـةِ ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، بل لغة أرواحنـا، فكيفَ بحالهِ معَ مَنْ تحدَّثَ عنهمْ أستاذي د.سلطان، ممّن سُلِـبـوا حقّهمْ في التكريم في حياتهمْ، فصارَ الموتُ البابَ الوحيدَ الذي يفتحُ لحروفهمْ الآفاقَ مُشرعَـةً؟؟! هي الأزمـةُ نفسُها، أزمـةُ الإهمال والجحود، أزمـةُ التنكّر للقيم والمعاني الجميلة بحياتنـا .

لنْ نفقدَ الأمـلَ في صحوةِ الضمائرِ والقلوب، مادامتْ هناكَ أقلامٌ مثلَ قلمكَ وأقلام الأحبّة بالواحة، تلهجُ بلغةِ الضّادِ، تنبضُ بها إلهامـاً وحبّـاً ووفاءً وعطاءً، وتؤمنُ بلغةِ القرآنِ زمناً جميلاً ولوحـةً مشرقةً لاتغيبُ ملامحُها، حتّّى وإنْ شابَ تقاسيمَ زمننا هذا بعضُ تشويـهٍ أو جُلُّـه !..

مازلتُ أؤمنُ بأنّ الغدَ سيكونُ أجمـلَ وأبهـى وأحلـى بإذن اللـه، رُغمَ كل الأزمنةِ المهلهلةِ ورُغمَ عتمةِ الواقع . وقلمكَ الشريفُ سيدي وأقلامُ الأحبّـة بواحة الخير من الأدباء والشعراء: بصيصُ أمـلٍ وخيرُ دليلٍ على أنّ لغتَنا في أمنٍ وأمانٍ بإذن الرحمن .

جزاك ربّي خيرَ الجزاء أيها السامـق، وأسعدكَ في الدنيا والآخرة كما أثلجْتَ صدورنا..
تقبّـل عميقَ تقديري واعتزازي بك :0014:
وألف باقـة من الورد والندى

أسماء حرمة الله
08-06-2006, 06:01 AM
عودة مرة أخرى للتثبيت، إكرامـاً لحرفكَ السامق و للغتنـا الأمّ الشامخـة، واستصراخـاً للضمائر والأقـلام وأزمنـةِ الأمـل..

دمـتَ ودامتْ لغةُ الضّاد شمساً لاتغيب ..

د. سلطان الحريري
08-06-2006, 10:59 AM
أستاذي الحبيب الدكتور محمد حسان الطيان:
لا أجد الكلمات التي أعبر فيها عن شكري وامتناني لك وأنت تنافح عن لغة القرآن قولا وعملا ، وهكذا تعلمنا منك عبر مسيرتك الميمونة ، فقد وضعت يدك على الجرح في هم يلازم جيلنا الجديد ، وأقصد به هم اللغة التي باتت غريبة بين أبنائها الذين عقوها ، ونسوا أو تناسوا أن صناعة الحضارة لا تأتي بالأماني والرغائب : { ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به}( النساء :123)، فالجزاء من جنس العمل ، وهذه سنة وقانون إلهي في تأسيس العدل ؛ لذلك لابد لمن يريد أن يتحقق بالشهود الحضاري والتنوير الثقافي ويضطلع بحمل هذه الأمانة الكبرى أن يتأهل لها ، ويمتلك أدواتها .
وستبقى وسيلة الاضطلاع بمهمة البلاغ المبين وتحقيق الشهادة الأهم على النفس ( أمة الإجابة) ، ومن ثم على الآخر ( أمة الدعوة) هي اللغة ، تعد أهم الوسائل كلها.
تضعف اللغة وتتراجع بضعف الأمة ، وما ذلك إلا لعزلها عن العقل والكتاب والمنهج والمعهد والجامعة والمدرسة وألسرة ، ووسائل الإعلام .
وهنا أتذكر حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه : " من يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية فإنه يورث النفاق " ( أخرجه الحاكم في المستدرك ؛ ولذلك فإن عدم إدراك أهمية اللغة ودورها في بناء الأمم وصياغة شخصيتها وتشكيلها الثقافي ، هو من الطوام الكبرى والمؤامرات الخطيرة ، سواء حصل ذلك على يد الجاهلين من أبنائها ، أم عن طريق مكر أعدائها .
أستاذي الحبيب:
هي صرخة مدوية نرجو أن تصل إلى ضمائر العقلاء من أبناء أمتنا ، أصدرتها بمقالك القيم ، فندعو الله تعالى أن يكون في ميزان حسناتك ، وأن يجد صداه بين الأحبة من أعضاء رابطة الواحة ، ومن يتابعها من الضيوف.
شكرا لك بحجم حرصك على لغة القرآن ، وبحجم علمك الذي مازلنا ننهل منه .
ولك منا خالص الود والتقدير

محمد إبراهيم الحريري
08-06-2006, 11:50 AM
الأخ الدكتور محمد حسان الطيان
تحية :
بحث يفتح الخيال على كل مجالات المعاني ترسم الفصيح بقلم فكر جمل أمانة الدفاع عن حصن اللأمة منهاج عمل وتكليف رسالة ، اتخذها الأوائل جواز مرور للقلوب والعقول فطبعت أمما بخاتم قدرتها على البقاء ، وجعلت رسالتها رقة فكر تنضح من بئر المعاجم بدلاء الإخلاص معاني طيعة تناسب قدرة الفكرة على تحقيق وجودها ، وما كانت العربية لتبقى إلا بقدرة أرواح طافت آفاق حضارات فرأت جذور الموت تستقي أسن الجفاف الوجداني ويباس المعاني فاتخذت من نبع العطاء سبيلا لارساء مراكب الخيال تطوف شواطئ المعاني المتجددة على فكر تنبع من تحمل الأمانة الآلهية وفاء( الست بربكم ) ؟
ايها السمق حرفا عرين الفصحى برقيق سطر بقلم فكر يخط بيان العفة فوق سطور رؤية تهدف للدفاع عن حصن العروبة الأول الذي بنى أولى لبناته (اقرأ ) من غار التبتل بين أيات ملكوت عزلة الكفر ليخط بالقلم وربك الأكرم الذي علم الإنسان ما لم يعلم

حرف البيان ـ كما تراه ـ رفيق=في رحلة من أهلها الصديق
ما الحرف إلا رقة وفصاحة=مما نراه من الرؤى ونذوق
ما دامت الأقلام ترسم حجة=فالخير سيرة أمة وصديق
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
تحية أخي الفاضل
لي بحث أرجو الاطلاع عليه حول الفصحى
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=12426

د.إسلام المازني
15-06-2006, 03:47 PM
بارك الله فيك

أحييك وكل من غرس غرسا من أحبتي أعلاه

هكذا تكون اللبنات الذهبية ...

آمل أن أعود لهذه الجواهر بما يليق إن شاء الله





شنوا على أدب العروبة غارة* شعواء قائد جيشها مخذول
أمضى سلاحهم السباب وإنه* سيف على من سله مسلول

د. محمد حسن السمان
15-06-2006, 08:52 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الأديب واللغوي الاستاذ الدكتور محمد حسان الطيان

مضت علي سنون طويلة , لم ابارك بها عيني , بمثل هذه المقالة , لغة وصياغة وفكرا وسمو هدف , بل لعلها درة من درر المقال , وجوهرة من الأدب النفيس , لمحت من خلالها , علما من اعلام العربية .
اللغة هي الأداة الانسانية , التي تسمح بتلقي المعرفة والعلم , في الطريق لبناء الشخصية الانسانية , وكلما كانت هذه الاداة , صحيحة قويمة زاخرة , كان النجاح كبيرا في بناء شخصية قوية ملمة بالزاخر من المعرفة والعلم , واللغة هي الأداة الانسانية , التي تسمح بتوصيل المعلومة والافصاح عن العلم والمعرفة , في الطريق لنشر المعرفة والعلم , وكلما كانت هذه الاداة , صحيحة قويمة زاخرة , كان النجاح كبيرا في بناء مجتمع قوي ملمّ بالزاخر من المعرفة والعلم , واللغة السليمة أداة ومعيار للرقي الانساني , وسمة التميّز في المجتمع , فقد اعتادت المجتمعات , ان تنظر الى الذين يستخدمون اللغة السليمة , انهم طبقة النخبة .
بوركت ايها الاديب الكبير .

اخوكم
السمان

زاهية
15-06-2006, 11:14 PM
والله إنه مكسب كبير وجود الأخ الفاضل د0محمد حسان الطيان هنا في واحة الخير بعد أن خسره من -غير شر- أولادنا وبناتنا في معهد الفتح
أحمد الله أن أعادك إليهم ولومن خلال الانترنيت فهذا مكسب كبير ومازلت أذكر حزن من فارقتهم أعادك الله وكل الغائبين إلى بلدكم الحبيب
دمت معلمًا نعتز به
أختك
بنت البحر

د. محمد حسان الطيان
18-06-2006, 01:51 PM
الأخت الفاضلة بنت البحر
أبكتني والله كلماتك
وأذكرتني إخوة عز علي أن أفارقهم
وإني كلما ذكرتهم ينتابني شعور بالإثم والتقصير
أحاول أن أتداركه ما استطعت
سأقرأ في هذا الصيف البيان والتبيين للجاحظ في الشام
والدعوة عامة
سلامي لكل من صحبني وصحبته.
ولك جزيل شكري وامتناني

زاهية
18-06-2006, 03:21 PM
الأخت الفاضلة بنت البحر
أبكتني والله كلماتك
وأذكرتني إخوة عز علي أن أفارقهم
وإني كلما ذكرتهم ينتابني شعور بالإثم والتقصير
أحاول أن أتداركه ما استطعت
سأقرأ في هذا الصيف البيان والتبيين للجاحظ في الشام
والدعوة عامة
سلامي لكل من صحبني وصحبته.
ولك جزيل شكري وامتناني

بارك الله فيك أخي الكريم
د0محمد وهذا الخبر أسعدني
فعسى أن أكون من الحضور
إن قدر الله لي ذلك
كنا نراك على التلفزيون السوري
بلقاء جميل ونسمع مقتطفات
من الأناشيد أثناء تدريس العروض
أعادك الله إلى الوطن سالمًا غانما :0014:
أختك
بنت البحر

بدر محمد عيد الحسين
19-06-2006, 06:18 AM
الدكتور الفاضل...يا فارس الأبجدية الغنَّاء ..وياصاحب المداد المعطاء الذي إذا ما انسكب تُصفَّق القراطيس وتزدهي الحروف...أشكرك من أعماق قلبي على هذا المقال الذي يُقطِّر غيرةً ووفاءً وأصالة..علماً بأن هذه هي المرة الثانية التي أقرأ فيها مقالكم..والمرَّة الأولى كان قد وصلني عن طريق الصديق الأديب ..أيمن ذو الغنى..
دام حرفُك متألقاً متلألئاً.
بدر الحسين

من مقالاتي..........الأمومة
ومن قصائدي...رب العالمين

د. محمد حسان الطيان
19-06-2006, 08:35 AM
أستاذي الجليل... د. محمد حسن السمان
سلام الله عليك وبعد
فقد منحتني وحبوتني ...
وجدت فأفضلت...
وأنعمت فأثّرت...
سأعتز بهذه الشهادة ماحييت.
بل سأضمها إلى شهاداتي العالية..
لأنها صدرت عن معلم خبير.. وأديب ذواق..وعاشق للعربية أصيل
فلك شكري وتقديري
وكل رجائي أن أكون عند حسن ظنك.
أخوكم
حسان

خليل حلاوجي
14-07-2006, 11:55 AM
كان البيروني ( رحمه الله ) يقول

الهجاء بالعربية خير لي من مدحي بالفارسية


\

شكرا ً لجهدك أيها الاستاذ الفاضل


بوركت

عبدالملك الخديدي
27-07-2006, 01:30 PM
الأستاذ والأديب القدير / د. محمد حسن الطيان
لا شك بأن هذه المحاضرة التي تفضلت بإلقاءها كتابة ونصا على ملتقى الواحة الثقافي .. هي من الأعمال الجليلة التي تبقى أساس ثابت يبنى عليه تفاصيل وهموم لغتنا الخالدة لغة القرآن الكريم.
وهذا الاستدلال الرائع بما قاله صلى الله عليه وسلم على أهمية النطق السليم للغة العربية وأهمية الفصاحة من النبي الأمي الذي علمه الله سبحانه وتعالى قوة البيان وفصاحة اللسان لهو الدافع القوي لكل عربي ومسلم أن يحافظ على لغته ويعمل كل ما من شأنه المحافظة عليها ونشرها بين مجتمعاتنا التي اصبحت تستمتع باللغة الدراجة في معظم مناحيها الاجتماعية وأصبح من ينطق العربية الفصحى محل علامة استفهام وتندر؟؟

لك مني خالص الود والتقدير