تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من يقوى على وضع الجرس....



خالد ساحلي
05-06-2006, 12:41 PM
قد لا يبدو للإنسان العادي والغير العادي حقيقة ما يجري في الوطن العربي
و الإسلامي المترامي الأطراف ، و قد يتجلى له الأمر حقيقة لا ريبة ، لأن الإنسان العادي و الغير عادي صار بتعقيدات السياسة العربية محللا سياسيا ، النقيض موجود
و كلما أردت أن تفهم أكثر ازددت غباء و قلّ حظك من الذكاء على رأي و ليام جيمس ، الإنسان العادي و الغير عادي ينخرط في الحزب الواحد ثم يكون وقود المظاهرات ليصير فيما بعد مشاغبا ، يسير مع اليمين ضد اليسار
و الوسط ثم يرجع مع اليسار ليكون ضد الإسلاميين ، ثم يسار اليسار و ليكون راديكاليا في نظر الآخرين ، ثم أصوليا في نظر آخرين ، مشهورون نحن و متفقون في إلقاء اللوم على الآخر و تحميل بعضنا أوزارنا و أوزار الذين من قبلنا
و بعدنا ؟ هذا الأخير يحفظ مصطلحات و أسماء و مفاهيم كثيرة لا يعي فحواها ، " الماوية ، الماركسية ، اللينينية ، الليبرالية الأفقية و العمودية ..." تشيكوف ، تروتسكي ، خون ، ماكسيم جوركي ، ماياكوفسكي و قد يقرأ عليك حتى قصيدته المشهورة غيمه في السروال التي تنبأ فيها بالثورة و فتحت للشاعر باب العالمية ، ثم ما يلبث أن يرفع لافتة أخرى بألوان جذابة عن الحداثة و العولمة و السوق الحرة و التجارة العالمية ، و عن نظرية دعه يعمل دعه يمر ، و الغاية تبرر الوسيلة و عن المسارات و العلاقات التي تحدث عنها ابادواي وعن الفضاء السريع لجامسون و عن نهاية التاريخ لفوكو ياما ، ما يلبث أن يعود من جديد في ثوب الوفاء القديم للحب القديم للحزب الواحد الأحد ، للسلطة التي لم تلد و لم تولد تغييرا و لا نمطا جديدا في تسيير دواليب الحكم أو خلق تقاليد سياسية تتماشى و فق العالم الآخر ، عالم الجنة للغرب ؟ لبرغسون وواط ، الإنسان العادي و الغير عادي في الوطن العربي يصدق سلطته السياسية حين تجعل إشهارها مستهلكا ...." أنها لا يمكنها إلا أن تكون تابعة للشرعية الدولية و هي تتغير حسب المتغيرات للدول العظمى ، تسير في فلك أمريكا و تتبع ما يملى عليها ، الفرد العادي و الغير عادي يصدّق المسرحية و التمثيلية ليعيد لعبة الخروج و المعارضة ثم يمضي يعلن في المحافل و من نوافد الإعلام المتعددة ، أنه يدافع عن مصداقية الحق و العدل و المساواة خدمة لحقوق الإنسان المسلوبة من فوق ، انطلاقا من الفكر الحداثي النوراني في التغيير و ممارسة الحرية الفردية و الجماعية و الطموح الجامح للإستلاء على الحكم يوما ما ، الغرب يدعو لهذا وهو ينقل هذا حرفيا و كما يملى عليه ...السلطة تهمس في أذنه و هو يهمس في أذنها و الكلام الغريب هو وحي أمريكا و هيمنة خطاب الغرب ، تارة : الحكام ليسوا ديمقراطيين ، سلبيون و مستبدون ، و تارة : الشعوب ليست في مستوى حكامها لذا لا يجب ترك مكان الديمقراطية للخفافيش المخيفة ، هناك حقا ما يخيف أمريكا و الغرب ؟ في كل دعواتها هي الساحرة ، في اليوم تسقط ألف قناع ثم ترتدي ألفا ، لكن أمريكا لا تقرر مصير شعوبها بل الشعوب هي التي تقرر مستقبل حكامها ، لكن الأقنعة المرسلة و المهدية للحكومات العربية تواتي الحكام هنا، ليصير الواقع مسرح أقنعة لا تدري من تخاطب و لا تعرف إن كان من تسدي له النصيحة و المشورة هو أو شخص آخر ، يعجز شكسبير على حل لغز شخصه و عقدته ، الحقيقة أن الحكومات العربية هي مقررة مصير شعوبها و الشعوب لا تصنع غير الشغب و الجعجعة لأنها ما كانت يوما على موقف فالريح الآتية هي معها ، و ذيل السردوك كما تحركه الرياح تتحرك معه ،يتوبون من الحكومات صباحا ، و يمسون على موائدها و سياطها يتنافسون ، الفرد العادي و الغير عادي في الوطن العربي يعرف أحزاب السلطة كما يعرف الأحزاب المعارضة للمعارضة لا للسلطة ، لأن المعارضة غير موجودة و لا تملك تصريح لأنها ليست مقاولة سياسية فيها الربح و تتخذها مهنة و حرفة لتعيش بها هي و تابعيها ، الشيء الذي ربما يعرفه أو لا يعرفه المواطن العادي و الغير عادي أن العلة انتقلت لكل ما هو مرتبط به و دائر من حوله ، قد انتقل للدين ، للشيء المقدس الذي وجد من أجله العالم و الإنسان ، المتدين أو الإسلامي أو الإسلاماوي سني كان أو أشعري ، شيعي أو إباضي ، معتدل أو أصولي وسطي أو سلفي ، قد صار دمية تحركها أصابع تعرف كيف تضفر الخيوط، و تعرف كيف تملأ السجون به إذا اقتضى الأمر و كيف تفرغها لتملأ به الشوارع و في ذلك ذكرى للذاكرين و نسيانا لحقبة كانت إسرائيل تطالب الحكام العرب بوقف خطبه و تسلله لأراضي الجهاد و الشهادة كما يسميها ، و لأن التطبيع صار كحليب الصباح و الكل راضي على الماء المقتسم بيننا و بين إخواننا اليهود فلا ضرر أن نقضي على الليبراليين أو الأمميين الذين ينافسون السلطة و يهددون استقرارها و لا بد من عظم كبير يوضع في فم الكتاب ليكفوا عن نقدهم ...
تلك مهمة الإسلاميين" العلم الغير شرعي ربما لا يجوز و إن اجازته فئة حرمته أخرى ، الإنسان العادي و الذي لا علم له في الكتاب هو من كفّر الغزالي و على مسمعي شتم القرضاوي و أتهم بالظلال مالك بن نبي ، و فهد العودة و سفر الحوالي و بن جبرين
و عائض القرني بأنهم خرجوا عن المنهج و أبدعوا البدعة ، الحكومات العربية في سياستها لا تعي دروس الأمس إلا حينما يأتيها الشلل النصفي من فوقها و من تحتها ، و المواطن العادي و الغير عادي لا يفقه أن السيماء العربية أو أنسياء العربية أو الكونية العربية أو الطوبى العربية كلها تحدد فضاء واحد معروف و جلي على منوال قول عبد الله العروي ، إن ابن تيمية أو محمد عبده أو حسن البنا أو رشيد رضا أو محمد عبد الوهاب كلهم كان سنيا وفق فهمه لواقع زمانه لكن اختلاف هؤلاء اليوم هو موجّه للفرقة المتفرقة ، أريد قول شيء واحد للمواطن العادي و الغير عادي أن الصراع بين الحكومات العربية و نخبة الشعب و الطرف الغربي هو إنما على : الحصول على المال و الخيرات ، و شرف السلطة و ثقافة التباهي و الخداع و التأويل الغيبي لكي لا ترد تهمة و لا يناقش حكم و يكون الولاء أبدي ...و كما تقول أمي اشرب فنجان القهوة لكي تظل مستيقضا ، فمن يقوى على وضع الجرس....

ليال
05-06-2006, 03:25 PM
هذه مقالة كُتبت بنَفَس سيجارة واحد..مقالة رائعة فيها كل ما يمكن أن يقال ولا يقال، هي عزف منفرد ولكنه عزف جاء في زمن الصمم. .المقالة مهمة وتستحق قراءة متأنية وجادة..اهلا ومرحبا بك.

خليل حلاوجي
07-06-2006, 08:29 AM
لأن المعارضة غير موجودة


بل أننا لانعرف من نعارض

بعض الاحيان أقنعنا السلطان ... أن نعارض أنفسنا

اما كيف نعارض فعندك صوت الرصاص ...


لي عودة ..
ايها العامر حرفه

خالد ساحلي
08-06-2006, 12:41 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
ليال
خليل حلاوجي
سكبتما العطر هنا ...
السلام عليكم

خالد ساحلي
15-06-2006, 10:15 PM
لأن المعارضة غير موجودة


بل أننا لانعرف من نعارض

بعض الاحيان أقنعنا السلطان ... أن نعارض أنفسنا

اما كيف نعارض فعندك صوت الرصاص ...


لي عودة ..
ايها العامر حرفه
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
الأخ الفاضل خليل حلاوجي : انتظرت عودتك و لما طالت قلت نرد السلام على من حضر هنا عندنا مرحبا بك ...
شكرا على المرور الجميل .
السلام عليكم

الصباح الخالدي
16-06-2006, 04:28 AM
اخي خالد يبدو انك تتذمر من اننا لم نعلقا لجرس
لكن هل تقدر انت ؟
فقد عبثت هنا بخربشة لكنها مجرد نفس سيجارة كما تقول حوراء
فهل تظن انك أوكيت نفخك فظننت انه سينصب عمود الخيمة
لك تقديري

ليال
16-06-2006, 03:05 PM
اخي خالد يبدو انك تتذمر من اننا لم نعلقا لجرس
لكن هل تقدر انت ؟
فقد عبثت هنا بخربشة لكنها مجرد نفس سيجارة كما تقول حوراء
فهل تظن انك أوكيت نفخك فظننت انه سينصب عمود الخيمة
لك تقديري

هذه فقط مداخله توضيحية، فأنا عندما استخدمت تعبير (هذه مقالة كتبت بنفس سيجارة واحد) كان ذلك كناية عن مدى عمق الفكرة في عقل الكاتب و مدى استرساله فيها، فحين تومض الفكرة في عقل صاحب القلم فإنه يُشغل بتجسيدها على الورق عن اي شيء آخر حتى ولو كان ذلك الشيء مجرد نفس سيجارة ثاني، هذا ببساطة ما قصدته من ابتداع التعبير ولم ار فيها مطلقا ما رأه الأخ الصباح، بل على العكس من ذلك أجد المقالة معتبرة وموضوعية وذات هم حقيقي بغض النظر عن سهولة أو صعوبة تفعيلها على أرض الواقع. كل الأحترام والتقدير للجميع.
ملاحظة للصباح : الكاتبة هي ليال حفظك الله :014:

الصباح الخالدي
17-06-2006, 03:34 AM
ليال وحوراء
نجمتان
سبق لسان
وان اختلفن فللابداع مساحة

خالد ساحلي
21-06-2006, 07:49 PM
ليال وحوراء
نجمتان
سبق لسان
وان اختلفن فللابداع مساحة
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
كلتاهما تضيئان إذا ..
السلام عليكم