المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وتحار الأسئلة



سها جلال جودت
06-06-2006, 09:57 PM
وتحار أسئلتي
سها جلال جودت
وعادت أسئلتي ملحاحة تتكرر، ومن تكرارها أفهم الحياة أكثر وأدخل في دقائق الأشياء ثم أخرج فأجد أنني لا أعرف في هذه الدنيا إلا النادر القليل.
يوم بدأت أعي بعض أشياء سألت نفسي:
- لماذا تغيب الشمس ؟
وحين كبرت عرفت أن الشمس لا تغيب الذي يغيبها دوران الأرض من حولها.

ويوم عرفت أن الله موجود سألت: لماذا لا أراه وكيف يراني؟!!
ولحظة تحرك النبض في عقلي وروحي تأكد لي أنه من أسرار المعجزة التي يعجز السطر عن تفسيرها لأنها مسكونة في بسملة الخشوع عند الركوع والسجود وفي أعمال الفضيلة كلها.

ولم يتوقف الزمن ومراكب الأسئلة تتوالى لأدخل في مرحلة الحساب ، والتوقيت رقاص ساعة أسمع رنينه كلما مضى عام ، ولحظة فكرت بالاستراحة على بساط الأرض وجدت أن بحر الحياة قد أغرق الكثير، الكثير وترك لي بعض أشياء!
ثمة لكنٌ وقفت في دربي وطريقي، هل يفهم الآخرون مكنونات الباحث الآخر في أرقه وسهده وعذابات نفسه وجراحات سهره وقد اتخذ لنفسه البديل في عشق سرمدي يحاكي موجودات الأشياء من شمس ونجم وقمر !

تلك أسئلة جديدة من بينها هل يحق لمن سرقه الزمن مختطفاً منه بعض سنوات من عمره أن يعيد النظر في موضوع الحب!
وهل هذا الميقات يقره الآخرون؟
وقفت على حافة البكاء والضحكة، وشهقة القلب تخرج مخضلة تسأل هي الأخرى ذينك السؤال الذي ما انفك يغادرني؟
- ماذا يفعل المحب في حبيبه؟
ماالطلبات ؟ ماالتحديات؟ ماالمواجهات؟ كيف ستواجه الناس؟ ومن سيتوجه إليك بالملامة، كل الملامة وقد أعلنت العصيان على كل الأعراف التي لا تقرها؟!!
كما عرفت سر غياب الشمس، عرفت سر وجود الله في نبضي وفي قلبي، ولأنني عرفت السر فلقد عرفت الحب المتجدد في انبعاث الخلايا ووجيف القلب ورفيف الرمش في غناء سحري تحار من أين أتاك ذلك التوحد في روح ذلك الشخص الإنسان الذي مالت نفسك نحوه بكل تباشير الوجد.
ويوم تقاضيت مع سر وجود المعرفة سألت:
لماذا اخترت في حياتي أن أكون الأنثى الرضية القانعة والغافلة عن الكثير من موجودات الحياة.
ولماذا أصررت إلا أن أكون ذاتي وقد نسيت في عجلة من أمري تلك الفتحة المضيئة في حقيبة الزمن التي بظني أنها لن تكبر ذات يوم لأعود من جديد أكرر الأسئلة.
لحظة استمعت إليه وقرأت في عينيه تردد الشوق والخجل، وعرفت في الرجولة رمز الوجود من إعادة الأسئلة، عرفت أنني كنت في محطة الانتظار.
تواعدنا وقبل أن ندخل ميناء المدينة نزلنا عند جسر الأحلام، ضحكت من القلب، كانت ابتسامتي أكبر بكثير من ابتسامة القمر وقد انتصف بدره.
حدثته عن حلمي ، عن الجري واللعب ومسامرة العصافير، فسألني :
- إلى متى ؟
غاب الجواب في أوردتي ، اشتعلت حرائق أسئلتي فأجبت نفسي بصمت نفسي " لا تكرر ذلك السؤال لأني مسكونة بالحياة حتى نهاية الحياة "
بعد عدة أمتار عاد إلى سؤالي:
- إلى متى وحرائق القلب مسكونة بالحب وبانثيال النبض داخل أوردة الروح تخفق وثابة مثل غزال بري، تتوق إلى يوم اللقاء.
ارتعشت ابتسامتي وخشيت من الضعف وهرباً من قوة الجواب قلت:
- سأغلق مفاتيح الأسئلة!
- أتغلقين دروب الوجد وتتركين عاشق الروح مخذولاً لايدري لمن يكتب السطور بخمرة الحب؟

قاطعته على الفور:
- لا تحدثني عن الخمرة ، فخمر الشوق أشد سُكراً من خمرة الكؤوس.
أحسست بنزقه وخفت أن يطيش لسانه بما يجرح مشاعري، فرحت أقطف من الأفنان بضع وريقات ألهو بها ، لا حباً باللهو والاغتراب، بل هرباً من ذلك السؤال:
- هل تعبت ؟
أطلقت بهدوء وخفوت صوت ضحكة مرة ساخرة واريت فيها وخزة آلمتني، "لماذا تسألني ذلك السؤال"
وتوالت الابتسامات الخفيفات الثملات من رعشة اللقاء، وبارتعاشة العصفور جاءني همسه كما رفرفات الأطيار:
- أود أن أحملك وأطير بك إلى مدينة أحلامي.
بخجل سألت:
- على حصان أبيض ؟!
سادنا صمت متوحد فاغرورقت عينا قلبي بالدموع الساكنة، فتذكرت أسطورة الفتاة التي عذبتها زوجة أبيها باضطهاد الظالم لشعب فقير، ولأن القدر كان ينظر إلى الحكاية بمنظار الرحمة فلقد أرسل لها جنية أهدتها ثوباً جميلاً مع حذاء يليق بقدمها الناعمة الصغيرة، وحين خشيت من عقاب الظالمة عادت أدراجها مسرعة ففلتت فردة حذاء لتكون سبباً في سعادة دائمة داخل قصر الأمير.
فواصل الزمن تشدني إلى ثغاء الجراح فأسأل:
- هل يمكننا أن نقتل الحب المسكون في أحلامنا وفي ذواتنا حين تلتقي روحان ، هل تسمح أقدارنا؟ هل يمكننا بناء مدينة خاصة بأحلامنا دون تدخل المضطهدين ؟
أيتها الأسئلة الملحاحة كفي عن الحيرة من أرياح السؤال، وأنت أيتها الشمس لم لا تقولين للناس أنه من دونك لا حياة للأرض.
إذ ما معنى وجودي إن لم أكن في الحب فاصلة ونقطة رغم كل الأسئلة، ولأنني أؤمن بوجود الحب لأنه من وجود الله فقد دخلت مدينتي بعد أن تركت جسر الأحلام لأتناغم مع موجودات الحياة من شمس ونجم وقمر وربما ........!؟

سحر الليالي
06-06-2006, 10:25 PM
يااااه يا سها كيف لي أن أعبر عن روعة ما قرأت!!!

ولكم سعدت لأني اول من عانق هذا الجمال

ترى هل سيوفيك الصمت حقك؟؟؟

لك خالص حبي أيتها الرائعة وألف بقة ورد:0014:

سها جلال جودت
06-06-2006, 10:50 PM
سحر الغالية أبداً

لو كان المكان قريباً لزينت صدرك بطاقة من عقد يا سميني أضم زهراته بيدي
دمت عزيزتي بكل الخير والمحبة
تقديري

قيصر الغرام
07-06-2006, 01:17 AM
الفاضلة سها

وانا ايضا من احتارت اسئلته


واوفيت الاجابة بالمفيد

لعلني ساتركك في جعبة جديدة من الاسئلة


سنبقى نختلق الاسئلة ونحاور الاسئلة

فصعب ان نرضي ما بداخلنا الا بكم من الاسئلة


دمت بود يا فاضلة

حسنية تدركيت
07-06-2006, 01:18 AM
لايمكن اختي لان الحب هو الحياة عندما نقتله ننتحر
كل الود لك اختاه الرائعة الحرف عذبة الكلمات

سها جلال جودت
07-06-2006, 01:42 AM
الأخ قيصر الغرام
في كل يوم ينبت سؤال جديد ، وحين لا نعرف الجواب، نكتب سؤالاً رديفاً للأول لنخفف عن أنفسنا ما تاه منا في زحام زمن الأكاذيب والضياع
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري

سها جلال جودت
07-06-2006, 01:43 AM
الغالية ندى
تحيتي وتقديري لحبك وقلبك الكبير، الحياة بلا حب مستحيلة ، مع صافي محبتي وتقديري

أسماء حرمة الله
20-06-2006, 08:46 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحيـة ضمّختُها بعبير الريحان

الأديبة الراقية سها،


"- هل يمكننا أن نقتل الحب المسكون في أحلامنا وفي ذواتنا حين تلتقي روحان ، هل تسمح أقدارنا؟ هل يمكننا بناء مدينة خاصة بأحلامنا دون تدخل المضطهدين ؟
أيتها الأسئلة الملحاحة كفي عن الحيرة من أرياح السؤال، وأنت أيتها الشمس لم لا تقولين للناس أنه من دونك لا حياة للأرض.
إذ ما معنى وجودي إن لم أكن في الحب فاصلة ونقطة رغم كل الأسئلة، ولأنني أؤمن بوجود الحب لأنه من وجود الله فقد دخلت مدينتي بعد أن تركت جسر الأحلام لأتناغم مع موجودات الحياة من شمس ونجم وقمر وربما ........!؟ "

جميل ورقيق وعميقٌ ماكتبتِ سهـا ..
عشتُ فلسفةً حيرَتَكِ، أعماقَ أسئلتكِ، أغاني قلبكِ المحلّق بين النجمات، فسافرتْ روحي مع حروفكِ ثملةً، ترشفُ كؤوسَ الدهشة..
يمكننا بناء مدينة خاصة بأحلامنا، ولكن علينا حمايتُها من سارقي الحلم، مَنْ يحبونَ اغتيالَه قبلَ ولادته أو بعدها، أو ربما قُبيْلَ اكتمالـه أو بُعَيْدَه .
الحلـم مِلْكُنـا، لكننا مطالبون بحراسته حتّى يزهرَ ويهطلَ موسماً مشرقاً ..أشعلي شمعةَ قلبكِ واحرسيها بالحلـم :001:

للتثبيت تقديراً لحرفك واحتفاءً بلغةِ الحلـم والقلب ..

سها، تقبلي خالصَ تقديري وودّي :0014:
وألف باقـة من الورد والندى

سها جلال جودت
20-06-2006, 09:21 PM
أيتها الفواحة بعطر الشذى وأريج الذوق، أثلجت قلبي أكثر، وشعرت كأني أعيد كتابة ما كتبت لأنظر من خلال رؤيتك الطاهرة نظرة سمو وارتقاءز
دمت بخير وألق
مع صافي محبتي وتقديري

جوتيار تمر
21-06-2006, 11:49 AM
سها....
سفر..من الاسفار...سطرتيها هنا...
ابداع..لغوي...وفكري..وفلسفة.. اقية.....
كاأني ..استرجعت سيرة الخليل ابراهيم..وهو..في تساؤلاته..يبحث عن غير مألوف.. عن شيء.. غير هذا الذي اصبح يلف الوجود..ويكتم الانفاس..ويذهب بالراحة الى اتون الظلام.. ولاينعتق الا..بالخمر..واصوات الكؤس وهي ترتشف من ارواح لاتعي..بان رشفتها للكأس ليس الا سبيلا ترتشف الكأس من شفاههم الروح..كان القمر موجودا وقتها..والنجم ايضا..حتى الظلام الليل..وعندما لم تخرجه من دوامة السؤال..زاغت الشمس..فاراد الركون اليها...لكنه مالبث وان عاد في ذاته يفندها لانها آفلة لاباقية..وكذا الاسئلة...لاشيء..يدفنها..غير. .موت يضع لها حدا..ويدع الاجابة عنها ليوم لايحتار فيه المرء بعد القرار..شيئا..وكذا الحب.. رحلة مستمرة من الاسئلة..وكأن الروح المحبة..قد اعتمدت في سعيها واستمراريتها على عين تنبع بالاسئلة..وببعض غصات الالم..لانها توخز الذات والعقل بلا هدنة....
لااعلم..كيف خصت..وكيف عدت...لكني اكتفي...لاني اعلم باني..قد اسطر..ما لن يقبله..عقلي..
محبتي وتقديري
جوتيار

الصباح الخالدي
21-06-2006, 01:16 PM
سها جلال جودت واسئلة المعرفة
حي بن يقظان كان يثير تساؤلاتي
انتي ايضا تفعلين كفعله

سها جلال جودت
21-06-2006, 05:15 PM
جوتيار المحلق أبداً في فضاءات الحرف الساطع نوراً ومحبة
لن أستطيع الرد عليك بما أتتك به ملكتك الإبداعية من تعليق جعلني أنظر إلى حروفي كيف ستتشكل ؟
دمت بخير وألق مع صافي محبتي وتقديري

سها جلال جودت
21-06-2006, 05:19 PM
بعد كل ليل يشرق صباح جميل
ليتك سيدي تكتب باسمك الحقيقي لأنني أتعامل دائماً مع الوضوح والبيان وأخشى دائماً من الأسماء التي لا يبوح صاحبها باسمه، تقبل مني هذا الطلب من دون غضب ، فأنا بينكم أنثى لكنني صريحة الاسم والمسار.
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري لمرورك الذي أعتز به أبداً

د. محمد إياد العكاري
25-06-2006, 05:44 PM
الفاضلة سها جلال جودت
وماأحيلى هذا السكب الرائع والغرق في فلسفة الوجود والكائنات
لطالما شدَّني حرفك ، واستوقفتني كلماتك التي تسبح في فضاءات الإبداع
جميلٌ ماقلته هنا:
إذ ما معنى وجودي إن لم أكن في الحب فاصلة ونقطة رغم كل الأسئلة،
ولأنني أؤمن بوجود الحب لأنه من وجود الله
فقد دخلت مدينتي بعد أن تركت جسر الأحلام
لأتناغم مع موجودات الحياة من شمس ونجم وقمر وربما ........!؟
فلابدَّ ولابدَّ ولابد........
دمت في خيرٍ وجمال، وأُفُقٍ وكمال والسلام

مصطفى بطحيش
25-06-2006, 07:16 PM
الأديبة المُجيدة سها جودت

تجيدين الغوص في المكنونات والتقاط المشاهد البسيطة العميقة في فلسفة الحياة والوجود
نعم كم تساءلنا عن كنه الغياب , عندما تغيب الشمس ونغرق في الظلام !
ثم علمنا اننا نحن من غبنا عن النور والشمس , على هامش دوران الارض وانغماسنا في فلكها !
ولكن اليس من جسر للعبور خلف فلك الغياب ؟!
الم تكن الكلمة الصادقة ابحارا نحو الشمس غير عابئة بالدياجي
بل قل سفراً في ملكوت الخلود !

اراك هنا محلقة نحو الشمس
دام لك نبض العطاء

علاء مسلم
25-06-2006, 08:26 PM
ما أجمل ا لحرف،
عندما تتدفق
به الحياه
فيتنفس
ويمشى
على قدمين
ويحلم، يبتسم ويتألم
يسافر بنا
لنغفوعلى شرفه القمر
دمت بود

الصباح الخالدي
25-06-2006, 09:05 PM
بعد كل ليل يشرق صباح جميل
ليتك سيدي تكتب باسمك الحقيقي لأنني أتعامل دائماً مع الوضوح والبيان وأخشى دائماً من الأسماء التي لا يبوح صاحبها باسمه، تقبل مني هذا الطلب من دون غضب ، فأنا بينكم أنثى لكنني صريحة الاسم والمسار.
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري لمرورك الذي أعتز به أبداً
هل تقصدينني؟
ابشري بالخير

سها جلال جودت
26-06-2006, 12:30 AM
يا لبهاء حرفك دكتور إياد الذي يشع بهاء مغموساً بقطرات الندى حين تبدأ الشمس بالاستئذان لتطلق لجدائلها الرائعة تحية الشروق ، لقد أشرقت صفحتي بمرورك الكريم، لكنني ما زلت أبحث عن اللابد تلك، ترى هل سيأتي ذلك اليوم؟
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري

سها جلال جودت
26-06-2006, 12:33 AM
مصطفى بطحيش المبدع الذي ينسج من خيال الصورة جمال كل الأشياء لتنطق بالمحبة والعطاء والخير.

تحيتك كريمة ولك من أخت كريمة كل تقدير واعتزاز
دمت بخير أيها المبدع الطيب
مع صافي محبتي وتقديري

سها جلال جودت
26-06-2006, 12:36 AM
المبدع علاء مسلم
كم هو جميل أن تؤنسن الحرف لتجعله يمشي، أعجبني جداً تعليقك، أنت محترف في أنسنة الحرف وهذه ميزة أغبطك عليها، سررت بمرورك
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري

سها جلال جودت
26-06-2006, 12:37 AM
الصباح أشكر لك ما ذكرت
بانتظار أن يشرق صباح الاسم كل يوم وكل وقت ، لك كل تقديري واحترامي
مع صافي محبتي

الصباح الخالدي
26-06-2006, 01:05 AM
مرحبا بك دمت بخير