المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : و ثار الكون



محمود موسى
08-06-2006, 11:15 AM
هذه أولى قصائدى أضعها بين أيديكم سائلا الله أن تحوز الإعجاب
وبدايةً هذا هو الرابط بإلقائى تعقبه القصيدة مكتوبة
http://www.9q9q.net/index.php?f=ORnbd7uQ

و ثار الكون
ــــ
أصْبَحَ اليومُ الجديد
و استضاءت غُرفتى
بالشمس تدنو من بعيد
كنتُ وحدى
ممسكاً تلك الصحيفة
فَتَّشَتْ عيناى فى شَتَّى العناوين الخفيفة
و الأقاويل الطَّريفة
صفحةٌ ..
فى صفحةٍ
واجهتُ أنباءً مخيفة
يالها من رهبةٍ بين الضلوع
أوقَدَتْ بالقلبِ نارا
جمَّدَت فيَّ الدموع
حَرَّكت فى قاع نفسى
فزعةً ..
تأبى الرجوع
كلُّ يومٍٍ
كل ساعة
يطرق الآذان ما تخشى استماعه
إنه ذاك الخبر
قد لاح فى جدٍّ يقول بأنها
قد زُلزِلت
قد مُزِّقت
بالأمس أضلعُ بلدةٍ
صارت ركاماً من تراب
و انصَبَّ طوفان الهلاك و قد أتى
متسلّطا
من كل باب
و أَلان قاعدة البناء تمايلت
فتهشَّمت
قممٌ
توارت بالخراب
و قرأْتُ فى بدء السطور الكارثة
حقاً و ربى كارثة
ألفٌ و ألفٌ ،
خلف ألفٍ يرحلون
صفاً هنالك يجمعون
فى زمرة الأشلاءِ
فى ذاك السكون
ما زِلتُ أقرأُ فى سكون
و استوقفتنى بعد شبرٍ ..عاصفة
حقاً و ربى كارثة
ألفٌ و ألفٌ ،
خلف ألفٍ يرحلون
صفاً هنالك يجمعون
فى زمرة الأشلاءِ
فى ذاك السكون
ما زِلتُ أقرأُ فى سكون
و استوقفتنى بعد شبرٍ ..عاصفة
تدنو خطاها من قلوبٍ واجفة
و الكل يبحث
أين أستارُ السفينة
الماءُ قد غَمَر المدينة
كلُّ السحائبِ جُمِّعَت
ألقت سهاما
تخرق الأجواء ما كانت حصينة
و الغَيم طَوَّق كل شىءٍ
كل شىءٍ
و الصراخُ علا بجدٍّ قائلاً
أين السفينة
مهلاً ..
فمَنْ ذاك الذى منكم ينوح
أوَقَد ظننتم أنكم من قوم نوح؟!
يا من توارى و انتَحَب
قد مات نوحٌ و احتجب
ترك السفينةَ للذى
يبغى النجاة ..و إن ركب
لكِنَّ فينا للبُغَاة مصائباً
زرعوا البقاع نوائبا
بيَدِ الجهالةِ هَدَّموا
ما بالسفينةِ من سبب
فتكَسَّرت
و الآن منهم من ينادى آيباً
فى الحين إذ لم يُستَجَب
يا للعجب
تمضى علىَّ من الثوانى عدةٌ
أضع الصحيفةَ مطْلقاً
نفساً طويلا
خاطَبْتُ أرضى
أسأل الأحجار خاطبت السهولا
و الخوفُ كَبَّل بالسؤال مقالتى
و أراه فى قلبى ثقيلا
أولم تزل بالصمت أرضى هامدة ؟
يا أرضنا
هل تفعلى مثل الأخر ؟
هل تستحيلى مثلما البركانُ يعلو فانفجر ؟
أم تغضب الأركانُ من غضب الجليلِ
فتسقطى...ألْفَىْ حَجَر
يا أرضنا
إنّى لأدعو اللهَ إنّى أرتجف
أخشى بأن تتمايلى
يُمْنى و يسرى ..بالغرف
و نبيت صَرْعى
تحت بركان الدماءِ كما الجِيَف
تُمْسِينَ فى يومٍ حجورا
للثعالبِ
أو بيوتاً للسباعِ و ننجرف
ما ترفع الأشجارُ طرفاً
فى سماء الكون يوما أو تقف
ياليت نفسى قد وعت
فيما تَأَتَّى
أنَّ أركانَ الطبيعةِ نعمةٌ
لم ترْعَهَا أيدى شعوبٍ قاصية
قد أذهبوها نحو أبواب الضلال
فهُدِّمَتْ أركانُها
فوق الرؤوسِ الخاوية
قد قُلْتُ ذاك و إننى
أطوى الصحيفةَ لم أكد
فسمعت بالمذياع عما يتقد
هى قافلة..
هى حافلة
جراء تلك القنبلة

و رأيت للكرسى ميلا
و اهتزازا
ما جرى؟
أوهل تكون الزلزلة؟!
بل إنها دقات قلبى أوجست
حتى انبرى منى لسانى
قائلا
الله حسبى
و الدعاء و سيلتى
أن تنقضى
أيدى هلاكٍ..مقبلة


إمضاء /محمود عبد الرحمن موسى

حوراء آل بورنو
08-06-2006, 12:35 PM
أهلاً و سهلاً بك أيها الشاعر الفاضل في واحة الخير و الفكر و الأدب . سعداء بك أنك بيننا و نرجو لك طيب المقام .

ترحيبي و تقديري .

محمود موسى
09-06-2006, 09:03 AM
لكم جزيل الشكر و التحية

محمد إبراهيم الحريري
09-06-2006, 12:23 PM
الأخ الشاعر
تحية
اصبح اليوم بريدي
بين اطياف غيومي
مثلما اشواك باسي مثل نوم في حريق
أيها الساهر جفن الأمس في ليل حداة
لم أزل أشعل فانوس عتابي
وأناشيد صوابي
ــــــــــــــــــــــ
اشكرك أخي رد سريع تحية لك

د. مصطفى عراقي
09-06-2006, 12:56 PM
الشاعر المبدع محمود موسى

أحييك يا أخي على قصيدتك الطريفة فكرة وصياغة
تبدأ القصيدة برسم مشهد من خلال الزمان (أصبح البوم الجديد) باستخدام الفعل أصبح تاما للتعبير عن دخول الصباح، والمكان(غرفتي) المضاف إلى ياء المتكلم دلالة على الخصوصية ثم الحدث الرئيس الذي يستغرق القصيدة ألا وهو قراءة الصحيفة بما تحوي من حوادث وكارث. وإن كنت أفضل ألا تصرح بكلمات الكارثة كقولك:"حقاً و ربى كارثة"
بل كنت أفضل أن يدرك القارئ هذا بأسلوب موحٍ ، بغير هذا التصريح المباشر.


وكم كان الشاعر موفقا في الالتفات الموسيقي من بحر الرمل الذي كان مناسبا للهدوء والاسترسال التأمل في التعبير عن دخول الصباح وتأمل ضيائه.
ثم الانتقال بشدة إلى الكامل للتعبير عن اضطرام الأحداث وسرعتها.
قد لاح فى جدٍّ يقول بأنها
قد زُلزِلت
قد مُزِّقت

فانظر كيف كان بحر الكامل متسقا مع هذه الأفعال القوية الشديدة.

وهكذا جاءت الموسيقا متسقة مع الدلالة


وبالرغم من أن القصيدة تدل على تمكن الشاعر من أدواته تبقى ملاحظة نحوية مثل:
يا أرضنا
هل تفعلى مثل الأخر ؟
هل تستحيلى مثلما البركانُ يعلو فانفجر

فالفعلان (تفعلي) وتستحيلي) حقهما الرفع بثبوت النون.


أخانا الكريم وشاعرنا المبدع
لك تحياتي.


مصطفى

محمود موسى
09-06-2006, 05:26 PM
سعيد جدا بمرور حضراتكم جميعا
محمد ابراهيم الحريرى : أشكرك على المداخلة الرائعة اللى كانت بمثابة نور لموضوعى
مصطفى العراقى : شاكر جدا جدا على التنبيه فإنى لم أنتبه إلا الآن للخطئين النحويين .. لكم جزيل الشكر

تحياتى للجميع

خليل حلاوجي
09-06-2006, 05:40 PM
قد مات نوحٌ و احتجب
ترك السفينةَ للذى
يبغى النجاة ..و إن ركب
\
\

قلتها من الف عام

ينبغي أن يرحل هذا الجيل المهزوم ...

ليأتي جيل ... الانجاز

الذي لايعرف الهزيمة في شرايينه
وسينجوا
والله سينجوا

فقط
ولانجاة الا ... كذلك
أما نحن ... فكما وصفت الماء غمر مدننا والسفن رحلت عن مؤانئنا

\

محمود أنت ومحمودة هي حروفك
ورؤيتك

حسنية تدركيت
09-06-2006, 05:51 PM
سياتي ذالك الجيل حتما لكن متى الله اعلم .........
رائعة صياغة للحرف رائع ائع رائع

سامي البكر
09-06-2006, 07:03 PM
الشاعر الرائع
محمود موسى

قصيدة أكثر
من رائعة
لغة شعرية
عالية
وصور جميلة
موحية
في موسيقى
لايكاد اللسان
يتعثر بها
لقد أبعدت

محمود موسى
09-06-2006, 08:16 PM
ليس غريب أن أرى فى هذا المنتدى طابعا خاصا و لذة خاصة فى كتابة المشاركين
فسبحان الذى فرق بين البصمات إنه لقادر على تمييز أعضاء كل منتدى بلذة خاصة و ذوق خاص
من قلب قلبى أشكركم على هذه الكلمات الرقيقة التى توجتم بيها قصيدتى المتواضعة
خليل حلاوجى : تسعدنى خلتك بهذا الحس اللذيذ
ندى الصبار : أسأل الله أن يعجل من إتيان هذا الجيل و يؤصل فينا نهجه
سامى البكر : أسأل الله أن أظل عند حسن ظنك دائما

محمود موسى
10-06-2006, 01:48 PM
أود أن يكون رابط الإلقاء قد عمل معكم

د. سمير العمري
07-08-2006, 01:17 AM
الأخ الفاضل محمود:

أقرأ لك لأول مرة لأجدك بارع الشعر رشيق المفردة جميل الصورة. قصيدتك تقدم لنا شاعراً يستحق أن نلتفت إليه ونقرأ له.

وربما يفرض هذا علينا أيضاً أن نلفت انتباهه إلى ما يلي فكل يؤاخذ بقدره وقدرته.

يالها من رهبةٍ بين الضلوع
أوقَدَتْ بالقلبِ نارا
بل الأصوب قولك "في القلب" وهو مما لا يؤثر على الوزن.

هل تفعلى مثل الأخر ؟
هل تستحيلى مثلما البركانُ يعلو فانفجر ؟
لا أرى مسوغاً لحذف النون فهي مثبتة في فعل مرفوع من الأفعال الخمسة.

أخشى بأن تتمايلى
يُمْنى و يسرى ..بالغرف
بل الصواب لغة هنا أن تقول يمنة ويسرة.

تُمْسِينَ فى يومٍ حجورا
للثعالبِ
بل جحورا

فسمعت بالمذياع عما يتقد
بل يسمع المرء من المذياع لا به.

أن تنقضى
أيدى هلاكٍ..مقبلة
الفعل هنا منصوب بفتحة ظاهرة وكان يمكن أن نفترض التسكين لو أن المعنى توقف عندها ولم يرتبط بما بعدها.


أهلاً بك في أفياء الواحة.



تحياتي
:os::tree::os:

محمود موسى
07-08-2006, 11:40 AM
الأستاذ الفاصل / سمير العمرى
بداية أشكرك على الإثناء الذى أثق أنى أقل منه بكثير فجزاكم الله خيرا
أما بشأن الملاحظات فاسمح لى أن نناقشها بشكل سريع ( دون أن أعلق على النقاط التى تتعلق بوجهات النظر)
بخصوص ( هل تفعلى - هل تستحيلى ) فقد تقدم بها الأخ مصطفى عراقى فى مشاركة متقدمة فجزاكم الله خيرا على التذكرة
أما عن ( يمنى و يسرى ) فإذا رجعتم إلى المعجم الوجيز فغنها موجودة و لم آت بها من عندى
أما ( أوقدت بالقلب نارا ) فلا أعتقد انها تخل بالمعنى
فقد ورد عن عبد الله بن مسعود أنه قال ( ان الغناء ينبت النفاق بالقلب كما ينبت الماء الزرع )

أما (حجورا) فمعذرة هى خطأ فى الكيبورد ليس أكثر :002:
أما ( فسمعت بالمذياع ) فليس بالضرورى أنى أكون قد دخلت بالمذياع يا أستاذى فهى براعة الحذف و كأننى أقول ( فسمعت ما تردد بالمذياع عما يتقد )
أخى الحبيب
هى فنيات يجب أن تؤخذ بالإعتبار قبل أن الحكم بالقواعد النحوية و الصرفية
و جزاكم الله خيرا
و فى انتظار رأيكم دائما :001:

د.جمال مرسي
07-08-2006, 01:47 PM
قصيدة رائعة بكل المقاييس أخي المبدع محمود موسى
ما شاء الله
تقبل الود

محمود موسى
10-08-2006, 11:08 AM
قصيدة رائعة بكل المقاييس أخي المبدع محمود موسى
ما شاء الله
تقبل الود
بارك الله فيكم
منى خالص الود :001: :noc:

وفاء شوكت خضر
10-08-2006, 11:56 AM
الأخ الفاضل / محمود موسى ..

أسلوب شعري راق ، صور متلاحمة ، فكرة رائعة .
مرحبا بك معنا في واحة الفكر والأدب ، نتمنى لك طيب المقام بيننا .
دمت مبدعا ..
ننتظر المزيد من هذا النبض وهذا البوح .

تحياتي ...
أختك دخون

محمود موسى
11-08-2006, 12:15 AM
الأخ الفاضل / محمود موسى ..

أسلوب شعري راق ، صور متلاحمة ، فكرة رائعة .
مرحبا بك معنا في واحة الفكر والأدب ، نتمنى لك طيب المقام بيننا .
دمت مبدعا ..
ننتظر المزيد من هذا النبض وهذا البوح .

تحياتي ...
أختك دخون
الأخت الفاضلة / دخون
لكم أسعدنى تعليقك الراقى الجميل على القصيدة
الذى جاء مباشرة فى أعقاب ترحيبك بى فى قاعة التهانى
و أرجو ألا تحرمينى من ردك الذى سوف انتظره دائما ان شاء الله