تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أحـلام مشروعة



إسلام شمس الدين
12-06-2006, 10:06 PM
أحـلام مشروعة
إسـلام شمس الدين

https://www.rabitat-alwaha.net/attachment.php?attachmentid=1588&stc=1


في الطابق الأرضي بمستشفى معهد ناصر المطل على صفحة النيل التقيت به.. كان ضمن مجموعة من جرحى الانتفاضة الذين يتلقون علاجهم بالقاهرة.
أثار انتباهي سريعاً؛ فقد كان أصغر الموجودين عمراً وأكثرهم حركة ونشاطاً هنا وهناك، يمازح هذا؛ ويتحدث إلى هذا؛ ويداعب هذا.. بدا واضحاً أنه يحظى بمحبة الجميع.
اقتربت منه بهدوء.. فاستقبلني بابتسامة ترحيب:
- هل أنت صحفي؟
- وهل أبدو كذلك؟!
- الكثير من الصحفيين يأتون إلى هنا لإجراء حوارات معنا، وأظنك أحدهم.
- وهل تتحدث إليهم؟
- بالطبع فهم ودودون جداً معي.
بادرني بالسؤال عن اسمي.. ابتسمت لهذا التوافق اللحظي في رغبة كل منا في التعارف.
سألته أن يحدثني عن نفسه؛ عائلته؛ مدرسته؛ أصدقائه؛ هواياته؛ أحلامه..
انتابني شعورٌ مع سؤالي هذا بأن "رامي" يمر بمرحلة تحول فجائي في عمره، أحسست به وقد كبر عشرين عاماً؛ هدأت ملامحه، أصبحت كلماته أكثر اتزاناً، نبرة صوته أكثر عمقاً وشجناً..
صمت قليلاً كمن يبحث عن استهلالِ بارع لخطبة طويلة قبل أن يشرع في الحديث عن نفسه.

"رامي"، الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، يحيا حياة بسيطة بأحد أحياء رفح مع عائلته المكونة من الأب والأم والجد وسبعة أشقاء بينهم شهيدان، تعتمد هذه الأسرة الكبيرة في معيشتها على العائد اليومي للأب والأخ الأكبر من عملهما المتقطع بأحد المصانع داخل "الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948".
ورغم كل الظروف المحيطة به؛ إلا أنه يجتهد للانتظام في دراسته قدر استطاعته؛ مع استغلال أي عمل مؤقت يساهم في زيادة دخل العائلة.
لم يكن "رامي" بطلاً ثورياً، أو مناضلاً يحمل بداخله أحلاماً قومية عريضة... تجمعّت كل أحلامه في حلمِ واحد بسيط ، إنما يعني بالنسبة له الكثير... فهو يحلم بأن يستطيع الغناء بحرية؛ دون قيود.
أفاق للحظات من شجونه، سألني ببراءة تتناسب وسنوات عمره العشر:
- هل أخطأت في حلمي هذا؟
أحياناً تشعر بعجزك التام أمام أسئلة بسيطة، من فرط بساطتها تحمل لك الكثير من المفاجأة فتصيبك بالحيرة والارتباك. فحد علمي أن كل إنسان من حقه أن يحلم، أياً كان حلمه فلا يملك أحدٌ أن يصادر أحلامه؛ لا يملك أحدٌ أن يمنعه من الحلم.
أجبته بالقدر نفسه من البراءة:
- ولم لا تغني؟
بدت له إجابتي من فرط تلقائيتها؛ إجابة ساذجة..
- كيف أغني وسط أزيز الطائرات ودانات المدافع وطلقات الرصاص؟! كيف أغني إذ أترقب اقتحام الجرافات لدارنا في كل لحظة؟! كيف أغني وأنا أخرج لمدرستي ولا أعلم إن كنت سأعود ثانيةً أم لا؟ كيف يعلو صوت الغناء وسط مشاعر الخوف وعدم الأمان؟!
اقتربت منه أكثر، نظرت مباشرة إلى عينيه محاولاً إثارة التحدي بداخله:
- فلتحاول؛ وثق أن صوتك أعلى من أزيز الطائرات ودانات المدافع وطلقات الرصاص، وأنه أقوى من مشاعر الخوف وعدم الأمان.
استغرق في التفكير لبضع لحظات محاولاً استيعاب كلماتي.. ملأت ملامح عدم الاقتناع وجهه الطفولي.
بادرته بابتسامة تشجيع..
- لم لا تغني الآن؟
- هنا بالمستشفى؟!
- ولم لا؟
تلّفت حوله، تطلع إلى وجوه الجميع محاولاً تخمين ردود أفعالهم.. بدا أن الفكرة لامست وتراً بداخله فأوقظت حلماً سجيناً..
ارتفع صوته بالغناء مع كلمات أحد أعمال سيد درويش الخالدة ( زوروني كل سنة مرة )، ورغم دهشة الحاضرين، إلا أن نظراتهم حملت إليه الكثير من التشجيع.
نهضت تاركاً إياه يهدهد أحلامه بالغناء، ابتسمتُ إليه مودعاً من أخر الغرفة..
أشار إلي والفرحة تملأ وجهه:
- سأنتظرك غداّ
أومأت إليه بالإيجاب وانصرفت.

لم يغب "رامي" عن تفكيري وأنا في طريق عودتي إلى البيت..
راجعتُ سريعاً كل ما أذكره من القوانين والمعاهدات والمواثيق، أخذت أفتش فيها عن قانونٍ واحد يمنعنا من الحلم أو يضع شروطاً لأحلامنا.
- كيف يكون شكل حياتي إن تم تجريدي من الحق في الحلم؟!
نفضت الفكرة عن ذهني سريعاً، فقد كانت أصعب من مجرد تخيلها، فربما نتقبل فكرة منعنا من السفر مثلاُ أو من التنقل أو من القيام بأعمال معينة، وقد يتم حرماننا من الملكية، وربما يتم الحجر على آرائنا.. لكن أن يتم حرماننا من الحلم؟!

*****

توالت لقاءاتي و"رامي"، اعتدت زيارته حتى أصبح جزءً رئيساً من حياتي اليومية.
توطدت علاقتنا كثيراً، فقد منحني صداقته سريعاً، فأصبحتُ أكثر حرصاً على الاحتفاظ بها.. كنت أفسح له المجال للتحدث عن "رامي" و أحلامه، أحاول استخراج ذلك الطفل الكامن بداخله، أساعده على الهرب من سجنِ اغتال طفولته و براءته.

في الثالثة تماماً كما اعتدت يومياً كنت أخطو على الممر المؤدي إلى غرفته حين اخترق هدوء المستشفى عزفٌ عشوائي على أوتار آلة العود، لم تدم دهشتي طويلاً؛ فبمجرد ولوجي الغرفة تبدد فضولي لمعرفة مصدر الصوت، فقد كان "رامي" ممسكاً بالعود بين يديه كعازفٍ ماهر... قفز فرحاً بمجرد رؤيتي..
- أراك حصلت على هدية ثمينة.
- أهداها لي مدير المستشفى عندما علم بعشقي للغناء.
- أظنك محظوظاً بمشاركة الجميع لك حلمك، فعندما كنت في مثل عمرك لم أحظَ حتى بالسؤال عن ماهية اهتماماتي.
دوت ضحكته فعطرت سماء الغرفة بالسعادة و البهجة، شاركته الضحك قبل أن أسأله:
- هل تجيد العزف؟
- قليلاً، أتمنى لو أتعلم.
بدأ يستعرض مهارته في العزف.. لم يكن متمكناً، إلا أن أوتار العود كانت تتراقص تحت أنامله؛ تطاوعه خشية إفساد فرحته.
توقف فجأة عن العزف.. بادرني بطلب مفاجئ:
- هل يمكنني حضور أحد عروض دار الأوبرا؟
صمتُ للحظات والدهشة تلفني قبل أن أجيبه:
- دار الأوبرا؟!
- كم أحلم بحضور أحد عروضها الغنائية، ألا يمكنك مرافقتي إلى هناك؟
- بالتأكيد، و لكن هذا يتطلب موافقة مدير المستشفى
- سأقنعه أنا بالموافقة.
- أراك واثقاً من نفسك.
ابتسم مزهواً..
- نعم فمدير المستشفى صديقي.

*****

في طريقتا لدار الأوبرا كان يسابق السيارات المسرعة على طريق ( كورنيش النيل ) متلهفاً لتحقيق أحد أحلامه البسيطة، بدا وكأن السيارات تفسح لنا الطريق كي لا تتسبب في تأخر"رامي" عن حلمه.
منذ وصولنا إلى دار الأوبرا سيطرت علامات الانبهار التي لا تخلو من الفرحة على ملامحه..
اكتشفتُ مع انطلاق الحفل الغنائي أن علاقة "رامي" بالغناء ليست مجرد حلم، بل هي عشق حقيقي، فقد كان يردد كلمات الأغنيات وألحانها بطريقة تدل على حفظه التام لها.. ورغم أنني لم أكن أحفظ الكثير من تلك الأغنيات إلا أن تجاوبه معها جعلني أشعر بسعادة غامرة.
ما إن انتهى الحفل، وأضيئت الأنوارُ حتى تسللنا سريعاً للصعود إلى خشبة المسرح، وقف"رامي" ككبار نجوم الغناء مواجهاً للمقاعد الخالية ليسبح في بحور أحلامه، سمح لنا عمال المسرح بالوقوف لدقائق قبل أن يطلبوا إلينا النزول.. قفز فرحاً كمن حقق نصراً كبيراً، عانقني بقوة؛ فسرت أحاسيسه البريئة إلى داخلي لأشاركه فرحته الصبيانية.
طيلة طريق العودة؛ التزم الصمت وكأنه يخشى أن توقظه الكلمات من أحلامه، شاركته صمته مكتفياً بمراقبة لآلئ الفرحة المتراقصة في عينيه.

*****

منذ أن عرفت "رامي" لا ألقاه إلا فرحاً؛ متهلل الوجه؛ منطلقاً كعصفورِ يحلق في رحلاته الأولى نحو السماء... لكن فرحته اليوم أكثر من أي يومِ مضى، عانقني طويلاً.. لم يدع لي الفرصة لسؤاله عن أسباب سعادته، نطق بحروفِ أقرب إلى الشدو:
- لقد سمح لي مدير المستشفى بالخروج، وسأعود إلى رفح خلال يومين إن شاء الله.
لم استطع إخفاء وقع المفاجأة، بالرغم من سعادتي لفرحه.
أحس بما يدور في نفسي من مشاعر افتقادي له..
- ستكتب لي، أليس كذلك؟
- بالتأكيد، وأنت ألن تفعل؟
- سأحاول كلما استطعت

لم يختلف لقاؤنا كثيراً هذه المرة، إلا أن الاحساس بكونه اللقاء الأخير ألقى بظلاله على حديثنا، ولأنني لستُ من عشاقِ لحظات الوداع، ودوماً ما أحرص على تجنبها، لذا فقد قررت ألأ أحضر في اليوم التالي لتوديعه، مكتفياً أن تكون هذه زيارتي الأخيرة له.
احتضنته قبل مغادرتي الغرفة، ذكّرته بوعده بمراسلتي.
غادرت المكان للمرة الأخيرة حاملاً معي الكثير من الذكريات التي جمعتنا معاً.

*****

كان "رامي" أكثر مني وفاءً بوعده، فلم تنقطع رسائله عني..
كنت أنتظرها بلهفة؛ أبحث بين حروفها عن بقايا حلمه الصغير.
اليوم وصلتني منه بطاقة معايدة، يزف لي فيها بشرى التحاقه بفرقة كورال أطفال الأقصى.
ما زال حلمه البسيط يداعب خياله..
لم يستطع تحقيقه بعد..
إلا أنه لن يدعهم يسرقونه منه.

*****


إسلام شمس الدين
مايو 2002

سها جلال جودت
13-06-2006, 09:50 PM
إسلام شمس الدين مبدع الأحاسيس الجياشة بالنغم الحُلمي الطفولي.
تصاعدت أنفاسي وأنا أقرأ القصة بهدوء خشية الصدمة، لكن النهاية المفتوحة على ورد الحلم جعلتني أستعيد أنفاسي وأنا مغتبطة. لقد أعجبتني النهاية التي خالفت رؤيتي أثناء القراءة فقد توقعت وقوع السوء، لأن القسوة التي اعتدناها على أحلام أشقائنا وشقيقاتنا في فلسطين لم تترك لنا مجالاً للبحث عن أحلامهم سوى بالعودة . تقبل مروري مع صافي محبتي وتقديري

عبلة محمد زقزوق
14-06-2006, 12:08 PM
حقاً لقد تعايشت وحروف اللقاء ونبض المشاعر بينك وبين رامي ، وكأنني شاهد عيان أومئ برأسي إعجاباً وتأييداً .
رائع المشاعر أخي الفاضل / إسلام شمس الدين .
فوالله من خلال تتابعي لسطور الحوار واللقاء كنت أخشى سوء النهاية وتدمير الحلم وسقوط الحالمين في هاوية الحزن الطويل .
ولكن ولله الحمد كان معك الخير بنهاية ما زلت أحلم حلم رامي وأتمنى له دوام التوفيق ، وتحرر أرض فلسطين .

الصباح الخالدي
14-06-2006, 12:25 PM
ايهما ابلغ وصفك ام موقفك ام موقف الفتى ابو عشر سنينالرجل
كلام محلق كالصقر

إسلام شمس الدين
14-06-2006, 11:42 PM
إسلام شمس الدين مبدع الأحاسيس الجياشة بالنغم الحُلمي الطفولي.
تصاعدت أنفاسي وأنا أقرأ القصة بهدوء خشية الصدمة، لكن النهاية المفتوحة على ورد الحلم جعلتني أستعيد أنفاسي وأنا مغتبطة. لقد أعجبتني النهاية التي خالفت رؤيتي أثناء القراءة فقد توقعت وقوع السوء، لأن القسوة التي اعتدناها على أحلام أشقائنا وشقيقاتنا في فلسطين لم تترك لنا مجالاً للبحث عن أحلامهم سوى بالعودة . تقبل مروري مع صافي محبتي وتقديري

الصديقة العزيزة الأديبة سها جلال جودت
نعم، ما زال هناك أحلام بريئة تراود أطفال فلسطين، أحلام طفولية، أحلام مشروعة، لن يتخلوا عنها، رغم ما يحيط بهم من ظروف، ورغم الهمجية والإرهاب الصهيوني الذي يصر على سلبهم حقهم حتى في مجرد الحلم

أسعدني حضورك أديبتنا الجميلة
فلكِ مني كل المودة والتقدير :0014:
إسلام شمس الدين

إسلام شمس الدين
15-06-2006, 12:06 AM
حقاً لقد تعايشت وحروف اللقاء ونبض المشاعر بينك وبين رامي ، وكأنني شاهد عيان أومئ برأسي إعجاباً وتأييداً .
رائع المشاعر أخي الفاضل / إسلام شمس الدين .
فوالله من خلال تتابعي لسطور الحوار واللقاء كنت أخشى سوء النهاية وتدمير الحلم وسقوط الحالمين في هاوية الحزن الطويل .
ولكن ولله الحمد كان معك الخير بنهاية ما زلت أحلم حلم رامي وأتمنى له دوام التوفيق ، وتحرر أرض فلسطين .

مبدعتنا العزيزة عبلة محمد زقزوق
جميعنا أمسى أسيراً للتشاؤم وترقب النهايات المؤسفة، لا أظن في الوضع الراهن ما يدعو إلى غير ذلك، سوى الأمل في عيون طفل مثل "رامي" يتشبث بحلمه الصغير الكبير.

أدعو معكِ أن يلهمنا الله تحقيق أحلام هذه الأمة

شكراً لحضورك عبلة
ولكِ وافر تحياتي وتقديري :0014:
إسلام شمس الدين

أسماء حرمة الله
15-06-2006, 12:31 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه

تحيـة تنهملُ عطراً وورداً

أديبنا العزيز إسلام،

وكأنّني أسمعُ صوتَ"رامي" الصغير سنّاً، الكبير جرحاً وحلماً وبراءةً ونقاءً يشدو، يغرّد كنجمةٍ صغرى تحتفلُ بعودةِ حلمها إلى سطحِ الشمس .
وكأنّني أستنشقُ عبيرَ الفرحة يتسلّل من "رامي" إلى أطفال فلسطين واحداً واحداً، وهو يبشّرهمْ بأنّ الحلـمَ الكبيرَ - تحرير فلسطين- ليسَ مستحيلاً ولاصعبَ المنالَ، مادام حلمه الصغير قدْ رأى النور وغرّد، وبأنّ الحلم الكبير قادمٌ على صهوة جواده، حتّى وهو يتعثّرُ بسارقيـه والمنكّليـنَ بـه.
وكأنّني أرى الحلمَ الأكبرَ واقفاً قربَ الشمس، يملأ راحةَ كفّيْـه بالصبرِ والأمل والثقـة، ويربّتُ على قلبِ "رامي" بعدَ أن ربّتَ على حلمه الصغير .
نصّك ليسَ مضمّخاً بالروعة وحسبُ، بل مطرّز بها حدّ الدهشة، إنها قصةُ آلافٍ ممّن ضاعتْ أحلامهمْ أوْ سُرِقَتْ منهمْ، اغتيلتْ أوْ تعثّرتْ في طريقها قبلَ الوصول، بسبب قلوبٍ ثكلت الرحمـة والكرامة ومعنى الحلـم، لكنَّ نصّك هنا الترياقُ الذي يلملمُ جراحَهم ويضمّدها، يشدّ من ساعد أحلامهمْ ويشجّعها على المقاومة حتّى لاتفنى مدخراتها..
ما قيمةُ الحياةِ إن حُرِمْنـا من حقنا في الحلـم ؟؟ إنْ مُنِعْنـا منه وحُبِسنا عنه ؟؟ سيصيرُ الموتُ والحياةُ سواء ..!

بوركتَ أديبنا وجزيتَ خيراً في الدنيا والآخرة ..
تقبّل عميقَ تقديري وإعجابي :0014:
وألف باقة من الورد والندى

حسام القاضي
16-06-2006, 01:23 PM
الأخ العزيز الأستاذ/ إسلام شمس الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن أستطيع ان أضيف شيئا بعد من سبقوني بالتعقيب سوى ان أقول
ان لك سلاسة في السرد تجعل القاريء مشدودا ومستمتعا لقصتك في نفس الوقت .
من أهم ما لفت نظري هي شخصية الفتى الفلسطيني الناضجة قبل أوانها، وقد ظهر هذا في الحوار الدائر بينكما.. فلم يكن الحوار بين رجل وطفل ، وإنما كان بين رجل ورجل ، وذلك بالطبع راجع لما يعايشه ذلك الطفل يوميا ، ومع هذا فهو مازال يعيش أحلامه المشروعة ، وهذا هو الإصرار الفلسطيني .. الذي جعل القضية حية ومشتعلة رغم كل شيء.
دمت بكل الخير .

إسلام شمس الدين
16-06-2006, 11:57 PM
ايهما ابلغ وصفك ام موقفك ام موقف الفتى ابو عشر سنينالرجل
كلام محلق كالصقر

العزيز الصباح
بل الأبلغ والأروع هو بهاء حضورك، وجميل حروفك
أسعدني تشريفك للنص
فلك وافر تحياتي وتقديري:0014:
إسلام شمس الدين

إسلام شمس الدين
17-06-2006, 12:10 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه

تحيـة تنهملُ عطراً وورداً

أديبنا العزيز إسلام،

وكأنّني أسمعُ صوتَ"رامي" الصغير سنّاً، الكبير جرحاً وحلماً وبراءةً ونقاءً يشدو، يغرّد كنجمةٍ صغرى تحتفلُ بعودةِ حلمها إلى سطحِ الشمس .
وكأنّني أستنشقُ عبيرَ الفرحة يتسلّل من "رامي" إلى أطفال فلسطين واحداً واحداً، وهو يبشّرهمْ بأنّ الحلـمَ الكبيرَ - تحرير فلسطين- ليسَ مستحيلاً ولاصعبَ المنالَ، مادام حلمه الصغير قدْ رأى النور وغرّد، وبأنّ الحلم الكبير قادمٌ على صهوة جواده، حتّى وهو يتعثّرُ بسارقيـه والمنكّليـنَ بـه.
وكأنّني أرى الحلمَ الأكبرَ واقفاً قربَ الشمس، يملأ راحةَ كفّيْـه بالصبرِ والأمل والثقـة، ويربّتُ على قلبِ "رامي" بعدَ أن ربّتَ على حلمه الصغير .
نصّك ليسَ مضمّخاً بالروعة وحسبُ، بل مطرّز بها حدّ الدهشة، إنها قصةُ آلافٍ ممّن ضاعتْ أحلامهمْ أوْ سُرِقَتْ منهمْ، اغتيلتْ أوْ تعثّرتْ في طريقها قبلَ الوصول، بسبب قلوبٍ ثكلت الرحمـة والكرامة ومعنى الحلـم، لكنَّ نصّك هنا الترياقُ الذي يلملمُ جراحَهم ويضمّدها، يشدّ من ساعد أحلامهمْ ويشجّعها على المقاومة حتّى لاتفنى مدخراتها..
ما قيمةُ الحياةِ إن حُرِمْنـا من حقنا في الحلـم ؟؟ إنْ مُنِعْنـا منه وحُبِسنا عنه ؟؟ سيصيرُ الموتُ والحياةُ سواء ..!

بوركتَ أديبنا وجزيتَ خيراً في الدنيا والآخرة ..
تقبّل عميقَ تقديري وإعجابي :0014:
وألف باقة من الورد والندى

أهلاً بصاحبة القلم المشرق، والفكر الناصع، والمشاعر النبيلة

صدقتِ أديبتنا العزيزة، فما حلم رامي الصغير إلا نبتة في صحراء من الأحلام عطشى لزخات أملِ تحييها
فما زال كل "رامي" في فلسطين تسكنه أحلامٌ إنسانية في الحياة
ويقيننا بالله أنها توشك أن تتحقق

لحضورك ألقه أديبتنا الرقيقة
فأهلاً بإشراقاتك دائماً على صفحاتي
دمتِ بكل الخير
ولكِ تحياتي وتقديري :0014:
إسلام شمس الدين

إسلام شمس الدين
17-06-2006, 12:52 AM
الأخ العزيز الأستاذ/ إسلام شمس الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن أستطيع ان أضيف شيئا بعد من سبقوني بالتعقيب سوى ان أقول
ان لك سلاسة في السرد تجعل القاريء مشدودا ومستمتعا لقصتك في نفس الوقت .
من أهم ما لفت نظري هي شخصية الفتى الفلسطيني الناضجة قبل أوانها، وقد ظهر هذا في الحوار الدائر بينكما.. فلم يكن الحوار بين رجل وطفل ، وإنما كان بين رجل ورجل ، وذلك بالطبع راجع لما يعايشه ذلك الطفل يوميا ، ومع هذا فهو مازال يعيش أحلامه المشروعة ، وهذا هو الإصرار الفلسطيني .. الذي جعل القضية حية ومشتعلة رغم كل شيء.
دمت بكل الخير .
الحبيب حسام القاضي
وأنا يكفيني حضورك وتقديرك لنصي المتواضع
وأتفق معك في أن ملامح تركيبة الطفل الفلسطيني وما أحاط به من ظروف، هو ما يفرض علينا إكسابه هذا النضح عند تصويرنا لشخصيته
وبالرغم من هذا، تظل أحلام الطفولة تسكن الركن القصي بين جوانحه، حتى مع إضطراره للتأقلم مع أرهاب يسلبه سنوات وأحلام طفولته.

أسعدني مرورك وتعقيبك أخي العزيز
فلك خالص امتناني وتقديري :0014:
إسلام شمس الدين

نزار ب. الزين
18-06-2006, 04:15 AM
أخي الأديب المفعم بالمشاعر الإنسانية الرقيقة إسلام شمس الدين
لقد جعلت القلب يخفق و العين تدمع .
بلغة بسيطة و سرد سلس و رموز شفافة تمكنت من جذبي إلى كل حرف و كلمة و عبارة من نصك الرائع ؛
هذا الطفل الرجل إن هو إلا الشعب العربي الفلسطيني الأبي الذي صقلته الأحداث ، و الحلم الذي داعب " رامي " إن هو إلا حلم التحرير من أقبح أنواع الإستعمار .
دمت و دام إبداعك
نزار ب. الزين

إسلام شمس الدين
20-06-2006, 12:14 AM
أخي الأديب المفعم بالمشاعر الإنسانية الرقيقة إسلام شمس الدين
لقد جعلت القلب يخفق و العين تدمع .
بلغة بسيطة و سرد سلس و رموز شفافة تمكنت من جذبي إلى كل حرف و كلمة و عبارة من نصك الرائع ؛
هذا الطفل الرجل إن هو إلا الشعب العربي الفلسطيني الأبي الذي صقلته الأحداث ، و الحلم الذي داعب " رامي " إن هو إلا حلم التحرير من أقبح أنواع الإستعمار .
دمت و دام إبداعك
نزار ب. الزين

أديبنا الكبير نزار زين
يشرفني حضورك وتقديرك، فأنت أستاذ لناجميعاً نتعلم منه كيف تصاغ القصة


سانتظر تشريفك دائماً لصفحاتي
دمت بكل الخير
ولك مودتي وتقديري ووافر احترامي :0014:
إسلام شمس الدين

د. فوزى أبو دنيا
20-06-2006, 12:36 AM
:os: :tree: :os:



اقفل على حلمك
وافتح بيبان قلبك
لازم تمشى الحياة
طول ما انا جنبك

بكرة الى مستنيك
يجيى يايد لياليك
تسهر ولا تنامشى
واحلم ماتحلمشى
لازم الحياة تمشى

الحلم الى ضاع انساه
ماتقولشى نستناه
حلوة اوى الحياة
لما بتسمعنى

غريبة افعالك
حلمك بقى اوبالك
رميتو من بالك
ورضيت كدة بحالك
غريبة احوالك
فى مشوار الحياة
:noc:
================
:tree: :os: :tree:


ايوب ياصابر
مكتوبة على طرف اللسان امنيتك
وكلام كتير مرسوم امل ف سكتك
والسكة شوك
والليل طويل
لكنك علمتنى
مهما ان تطول سكتك
مافيش مستحيل
والسكة ليل
والامل عندك دليل
ايوب ياعاجز
كيفها تكون الخطوة فيك متكبلة
وميت الف مشكلة
وازاى كنت انت الدليل
وازاى هدمت المستحيل
يانخل عافق ف طين الشط ماتهزيت
مرت سنين الرخا والضنا ولا اتهزيت

:noc:

إسلام شمس الدين
21-06-2006, 03:34 PM
شاعرنا الجميل د.فوزي أبو دنيا

أهلاً بك وبكلماتك النابضة على صفحتي المتواضعي
أسعد دائماً بحضورك أيها الحبيب

فلك وافر المودة والتقدير :0014:
إسلام شمس الدين