مشاهدة النسخة كاملة : استفسارات عن علم العروض
عنان الدحابيب
12-06-2006, 11:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاعر في بداياتي وأريد أن أستفسر
سؤال 1 : متى وجد علم العروض ومن أوجده؟
سؤال 2 : هل كان شعراء العصر الجاهلي على دراية بالتفعيلات أم لا؟
سؤال 3 : هل من الضروري للشاعر أن يدرس هذا العلم ويتقنه؟
أتمنى أن أجد الاجابات الشافية في هذا الصرح الشامخ بمن فيه
لكم الود والورد
أخوكم عنان الدحابيب
ع.ع.د
عادل العاني
20-06-2006, 10:53 AM
الأخ الفاضل عنان الدحابيب
لي الشرف أن أرد على تساؤلاتك , ولو متأخرا لأنني تركت المجال لمن هو أفهم مني في هذا للرد , وأرجو ألا أكون مخطئا فيما سأجيبك عليه.
سؤال 1 : متى وجد علم العروض ومن أوجده؟
واضع علم العروض هو الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفي سنة 174 للهجرة ( 791 ميلادي ) .
وقيل أنه كان نحويا من الطراز الأول لكن ظهور سيبويه والتفاف الناس حوله , هو الذي دعاه للبحث في أمر جديد , وكان ذات يوم يمر بسوقٍ للصفارين فسمع دقدقة مطارقهم على الطسوت فحفزه ذلك إلى تقطيع أبيات الشعر وفتح الله عليه بالتوصل إلى ما سمي بالعروض , وقيل بأن تسميته بذلك جاءت من تعليق ما استنتجه الخليل في مكان يقال له ( العروض ) بين مكة والطائف.
ومما يذكر أيضا إن أبا العتاهية كان يقول شعرا فقيل له خرجت عن العروض , فأجاب سبقت أنا العروض وكان معاصرا للخليل.( وفي رواية أخرى : أنا فوق العروض )
وقد وضع الخليل خمسة دوائر عروضية استنبط منها خمسة عشر بحرا , ثم أضاف الأخفش البحر السادس عشر والذي سمي بـ ( المتدارك ) لأنه تدارك ما فات الخليل. ( وهناك ستة بحور أخرى أهملها الفراهيدي ونتجت عنده من الدوائر العروضية , وربما أهملها لعدم عثوره على كم كبير مما نظم عليها )
سؤال 2 : هل كان شعراء العصر الجاهلي على دراية بالتفعيلات أم لا؟
لم يكن العرب في الجاهلية على دراية بالتفعيلات مثلما لم يكونوا على دراية بأصول النحو والقواعد , وكان كلامهم وحديثهم مما خصّهم الله به يأتي بالسليقة والعفوية ,
ومما فطرهم الله به عليه , وانسحب ذلك على نظم الشعر حيث كانوا ينظمونه ويقولونه ارتجالا وحسب وقعه الموسيقي على آذانهم , معتمدين على تقطيع موسيقي معين كان أساس النظم في الشعر العربي وهو ( الحركات والسكون )
وما كان يؤثر في اختيارهم الوزن الموسيقي ما يرونه في حياتهم وعلى سبيل المثال بحر الرجز والإرتجاز كان يطابق حركة الإبل ( حركة ساكن حركة ساكن حركة حركة ساكن ) والمتدارك ( وقع سنابك الخيل ), وهكذا...
وعدد التفعيلات الأصلية التي اعتمد عليها الشعر العربي والعروض هي عشرة تفعيلات ومجموعة حروفها في " لمعت سيوفنا " وتركيب الأوزان والتفعيلات اعتمد على ثلاثة أجزاء مأخوذة من أجزاء الخيمة ( بيت الشَّعر عند العرب )
وهي ( سبب : الحبل الذي تربط به الخيمة , الوتد : الخشبة التي تشد بها الأسباب - الحبال - , والفاصلة وهي الحاجز في الخيمة .)
سؤال 3 : هل من الضروري للشاعر أن يدرس هذا العلم ويتقنه؟
نعم من الضروري جدا أن يدرس الشاعر علم العروض ليعرف أين يقف وأين يسير ,
وفائدة تعلمه هي لأمن المحدّث من اختلاط بعض بحور الشعر ببعض وأمنه على الشعر من الحيد عن أصوله وقواعده , وحفظه من التغيير العبثي الذي لا يجوز فيه , وتمييزه عن السجع والنثر , وكي لا يتجرأ من يريد الإساءة للإسلام بأن يقول بأن القرآن شعر , والقرآن الكريم ليس شعرا وما هو بشعر , وهو كلام الله الذي تحدى به جبابرة شعراء العرب أن يأتوا ولو بآية منه. ومثلما يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم إن النبي محمد ليس بشاعر ولا علمه الشعر ( وأرجو الرجوع لموضوع - النبي محمد صلى الله عليه وسلم والشعر العربي ) والمنشور هنا.
.............................
آمل أن أكون قد أجبتك على تساؤلاتك ,
وتقبل خالص تحياتي وتقديري
عنان الدحابيب
21-06-2006, 12:08 AM
ألف شكراً
كل منها على حده :)
اجابتك شافية ووافية
تحيتي وتقديري سيدي الفاضل
ربيحة الرفاعي
27-02-2013, 05:29 AM
سؤال 3 : هل من الضروري للشاعر أن يدرس هذا العلم ويتقنه؟
نعم من الضروري جدا أن يدرس الشاعر علم العروض ليعرف أين يقف وأين يسير ,
وفائدة تعلمه هي لأمن المحدّث من اختلاط بعض بحور الشعر ببعض وأمنه على الشعر من الحيد عن أصوله وقواعده , وحفظه من التغيير العبثي الذي لا يجوز فيه , وتمييزه عن السجع والنثر , وكي لا يتجرأ من يريد الإساءة للإسلام بأن يقول بأن القرآن شعر , والقرآن الكريم ليس شعرا وما هو بشعر , وهو كلام الله الذي تحدى به جبابرة شعراء العرب أن يأتوا ولو بآية منه. ومثلما يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم إن النبي محمد ليس بشاعر ولا علمه الشعر ( وأرجو الرجوع لموضوع - النبي محمد صلى الله عليه وسلم والشعر العربي ) والمنشور هنا.
جميل أن يدرس الشاعر علم العروض ليعرف أين يقف، ولكنه ليس ضروريا على أية حال، لأنه بسلامة فطرته ونقاء حسه يحفظ شعره من الحيد عن أصول الشعر وقواعده ويأمن المحدّث من اختلاط بعض بحور الشعر ببعض وغيره مما أوردت من بواعث، فالخلط بين الشعر وغيره لا يأتيه الشعراء بل أدعياء الشعر وهؤلاء بتعلم العروض يثقلون المشهد الشعري بنظم لا روح فيه يشبه مربعات "الليجو"، فإن لم يتعلموه رمونا بفيض ما يسمونه بالشعر المنثور والنثر الشعري وغيره من خزعبلات الحداثة، وهي بزعمي أقل من زبد وسيرذلها المشهد الأدبي سريعا مهما اجتهم من يجتهد في توطيد قواعد لها على أرض أوهامهم
شكرا شاعرنا الكريم لتفضلك بالرد على استفسارات الشاعر عنان الدحابيب
دمت بخير
تحاياي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir