تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : انتهت الرواية



الضبابية
02-06-2003, 08:15 PM
على درب مهجور تركض

تزاحمها الخطوات

يكتسي السور بلهاث زمن تعب ..

تتكلل الحجارة الملونة بسواد باهت

و تتألق خفقات الحزن على طول الدرب



درب طويل

ليس له بداية ..

و لا تملك ذراعه الممتدة نهاية

ذراع بلا كف ..

أو كف بلا أصابع

و على امتداد الذراع

تلهث الديم الرمادية

تتجمع ..

تتفرق

ترسم جنونا في جنونا ..

أو موتا يموت



تحيك السماء المظلمة من فرج الديم دمعتها

تحكي قصة روح ضاعت

عين جفت

قلب مطعون

و الشاهد .. السماء المظلمة



يحيطها الظلام .. الموت .. الخوف

تعود .. تتراجع ..

تحكي أوراق الأشجار ذعرها

ترتجف الأغصان ..

تتباعد ..

تسمح لطير أن يرتمي في حجرها

و تنطبق ..

تتلاصق

تغلق كل بوابات الأمل أمامها ..

يحاصرها الخوف ..



تدور حول نفسها بجنون

تتراجع

تسقط لاهثة خائفة



و تتلاحق الجدران ..

تتشابك ..

تحميها من الهواء ..

من شعاع الشمس

تحاصرها ..

تحنو عليها ..

تقبلها بحجارتها المتساقطة ..

و تفتح الجروح الماضية



لا تسيل الدماء ..

فدماء القلب جفت

و حكت الخفقات الوداع

و غاب الدرب ..

تضاءلت الحجارة ..

و ضاعت آثار الجريمة ..



و هي ..

دفنت مع طيور الجنوب

مع أوراق الشوق الباكية

مع أغصان الأمل اليابسة

و انتهت الرواية



××××

تحياتي
غموض

الأندلسي
04-06-2003, 12:15 AM
الله الله الله
راااااااااااااااااااااااا اااااااااااااائعة

غموض هنا نص مختلف بالتأكيد , هنا نص يقول انه نص متميز , هنا كلمات تبوح بالصدق و يلهث من يقرؤها بانفعال الترقب و لعثمة الاعجاب

دعيني اقترب

"على درب مهجور تركض
تزاحمها الخطوات
يكتسي السور بلهاث زمن تعب ..
تتكلل الحجارة الملونة بسواد باهت
و تتألق خفقات الحزن على طول الدرب"

أي هروب هذا ؟؟ وأي لهاث تحمله الحروف فوق الحروف ؟؟

"تلهث الديم الرمادية
تتجمع ..
تتفرق
ترسم جنونا في جنونا ..
أو موتا يموت"

هنا اختطفتني الكلمات .. اي وجع تبعثه لوثة المشاعر ؟؟ "جنونا في جنون" وأي ألم يبعث الموت في الموت ؟؟ "أو موتا يموت" .. يتألق حرفك الحزين يوما بعد يوم , و يصبح أكثر قدرة و مهارة في بوحه المنساب

"و تتلاحق الجدران ..
تتشابك ..
تحميها من الهواء ..
من شعاع الشمس
تحاصرها ..
تحنو عليها ..
تقبلها بحجارتها المتساقطة ..
و تفتح الجروح الماضية"

هنا مساحة غموض المفضلة, هنا غموض تعيد رسم الاشياء , هنا غموض تصنع عالمها الخاص , هل تصدقيني سيدتي ان قلت انك مبدعة جدا في هذا النوع من الكلمات ؟

"و هي ..
دفنت مع طيور الجنوب
مع أوراق الشوق الباكية
مع أغصان الأمل اليابسة
و انتهت الرواية"

كعادتك تتكتمي بقايا الدرب في قبر حزين شاهده الذبول, نهاية موفقة القتنا فوق شواطئ الدهشة يصاحبنا دموع النهاية , وألم مستحق !

حسنا هذا ما لمحته في نص فاخر يستحق الكثير و الكثير من التقدير و الحفاوة

هنا أقول ... مرحبا بعودتك ايتها النثرية المبدعة و مزيدا من الجمال

ملحوظة صغيرة جدا من تلميذك في النحو اليست "جنونا في جنون" ؟؟

الضبابية
04-06-2003, 01:21 AM
أستاذي الكريم ..
شكرا لمرور يسعدني كثيرا ..
و شكرا على رد جعلني أشعر بخجل كبير ...
لكن ألا ترى أنك تبالغ سيدي ؟؟
فخر لي أن حروفي الضئيلة هذه حازت إعجاب أستاذي الكريم .


(( ملحوظة صغيرة جدا من ( أستاذك ) في النحو اليست "جنونا في جنون" ؟؟ ))
احم احم ..
أجل .. أنت محق سيدي .. غلبتني هذه المرة :011::011:

تحياتي و تقديري
غموض

د. سمير العمري
05-06-2003, 11:02 PM
الضبابية الرائعة:

إبداع كبير جلى الكثير من غموضك وأظهر لنا ملكاتك الرائعة بمداد من ألق وإحساس من عبق ...

سعداء بوجودك وبما تنشرين في الواحة من شذر وعبير ...

تحياتي وتقديري

الضبابية
06-06-2003, 08:56 PM
سيدي الكريم سمير العمري ..

مرور يسعدني دوما .. شكرا لك
و شكرا على هذا التشجيع اللطيف
فخورة أنا بوجودي بينكم هنا

تحياتي و خالص التقدير

حوراء آل بورنو
11-01-2007, 08:32 PM
تتأخرين كثيراً يا غموض عنا ، فأين أنت ؟

كوني بخير .

مروة عبدالله
11-01-2007, 08:55 PM
هكذا تماماً .. كنتُ أنا .. أو بعضي .. أو ذاتي
أي منا كانت ..
الأهم .. كنا هناك نحاول إغتيال الثواني ..
نحاول قتل الفرح .. نحاول الأحتفال بالحزن..

هو إبتكار بحد ذاته.. الكل يحتفل بالمواليد !
ونحن نحتفل بالأموات ..

نذكر وجودهم .. نؤمن بوجود العذراء ..
نصدّق بروح المسيح ..
ونؤمن بحبيب الله

هنا نقف ونتعل الألم لـ نتحدث عن دمعنا ..
لـ نبكي عن شوقنا .. لـ نزرع بعدنا الأكيد ..

هكذا أردنا القدر .. نعزف سنفونية الوداع ..
هو إيمان باللقاء الأخير في يوم غير هذا اليوم ..

أبصر الحزن النور في حضني ..
لأجد نفسي ترضعهُ الفرح ..
أشعل له الدفء من حطب حروفي ..

ليكبر في رحمي .. ليكون أول الأبناء
ويكون أخر العنقود ..

هناك في ذاك الكوخ ..
هناك يندمج بكائهِ مع نباح الكلاب ..
هناك حيث المساء خائف من إغتيال الزمن له ..

هناك تماماً نحن جميعاً ..


تحياتى سيدتى لنبض اكثر من رائع

أختك

مرمر

جوتيار تمر
11-01-2007, 10:32 PM
غموض...
استمعي لهذه الترنيمة الماركيزية..(اني امقت الطبيعة...اود لو افسد عليها مخططها،لو اعاكس سيرها،لو اوقف دوران الكواكب،لو انشر البلبلة في الافلاك السابحة في الفضاء،لو احطم ما يفيدها واحمي ما يؤذيها،وبكلمة موجزة:اتمنى ان اهينها في اعمالها، ولكني لااستطيع النجاح في هذه المهمة.....!).المركيز ساد.
وأي ألم يبعث الموت في الموت ؟؟ "أو موتا يموت" ..


اننا لو..كان بايدنا لفعلنا..لكن بما اننا فقدنا ماكان بايدينا...فاننا غير الصمت لم نجد..ما يواسينا...لكنه صمت يحتم علينا ان نكون واعين بما نحن عليه اصبحنا..لنتألم ما تبقى لنا من ايام.
محبتي لك
جوتيار

حمزة محمد الهندي
11-01-2007, 11:21 PM
الضبابية....


نص متشبع بالأدب

فقط سجل إعجابي

حمزة

الصباح الخالدي
12-01-2007, 04:22 AM
لست ضبابية بل شمس مشرقة وصحو
لم تنتهي الرواية نريد المزيد

الضبابية
18-01-2007, 12:37 AM
حوراء ..

من لي بعذر .. ؟
كلما مر قلبي مهرولا هنا وجدك تركت له كلمة ..
و ما أغرب الكلمات !!
تحملنا إلى حيث لا ندري
تعيد إلينا أشجانا نداريها

حوراء ..

لعل الله يمن علي بالعودة كما أشتهي

رعاك الباري
كوني كما أتمناك .. بخير دائما


أخيتك

الضبابية
18-01-2007, 12:57 AM
مروة ..

قرأتك و شهقت
كم كنت أخشى أن أحيا حروفي هذه ثانية
لكنني عشتها صورة أخرى ..
صورة كلماتك أنت

مروة ..
هل لي أن أصمت ..
أن أصمت فحسب ؟

لك تحياتي

×××

جويتار ..

وأهمس .. لن أفتح كفي .. لن أفلت ما بها ..
لست أريد ذاك العجز ثانية

أجل ..
( لو أعاكس سيرها )
للحظة أبصرت قلمي يقف بين تلك الحروف
( لو أعاكس سيرها ) !!

و رغم ذاك ..
سيظل يتبرعم في قلبي حب الكون .. الكون فقط

فلنبسم .. فلننس ..
فلتزهر تلك الأيام الباقية لنا

لك ودي

×××

حمزة ..

وسجل دهشتي ..
و ثنائي

لك الخير

تحياتي

×××

الصباح ..

هي إحدى الروايات التي ماكنت أظن أن ترفع عنها ستائر بعد
اسأل حوراء مزيدا ..
هي من نفضت الغبار هنا :)

تحياتي

×××

الصباح الخالدي
19-01-2007, 09:28 AM
أنا اسال الجميع عنك لايعرفون سوى مبدعة اسمها ضبابية

عادل حجازى
26-02-2007, 06:18 PM
نص غامض

وروح غامضة

سحر الليالي
20-05-2007, 09:42 PM
رائعة أنت يا غموض ...

بحق قلمك ينثر الروعة والدهشة..

سلمت ودام إبداعك

همسة ود : لا تغيبي عنا

لك ودي وباقة ورد