المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اعترافات عنترة !



جمال علوش
17-06-2006, 01:07 AM
= اعترافات عنترة =




شعر : جمال علوش



خليلَيَّ لاتَبكِيانِي طَويلا
مُرَا غُرَّةَ الليلِ أنْ تسدلَ الصَّمتَ
فَوقي
وعُودَا إلى حيثُ لانارَ بينَ
المَضَارِبِ
قُولا لِجَمْعِ البُكَاءِ : انتهى
لم يعدْ مثلما كانَ
سَيفاً
يردُّ الهزائمَ
يبني من الذّودِ حُلماً
ويختالُ في مِشيةٍ
ساحِرَهْ
ولاعادَ يُغريهِ نجمٌ
فيمضي
يراودُهُ خطوةً خطوةً
ويُغَنِّيهِ حتَّى يَشِعَّ
ويأذنَ بالقُبلةِ
المُسكِرَهْ
وها هو ذا عنترهْ
خَيالٌ تَناهبهُ
الأمنياتْ
وتغتالُهُ كُلَّ يومٍ
بأمجادِها
الذكرياتْ
وها قد غَدا شاهِدَ
الدَّمْعِ
في زَمَنٍ تطلُبُ الشَّاةُ فيهِ
مِنَ الذِّئْبِ
أنْ يمنحَ المَغفِرَهْ
وها عنترَهْ
وحيدٌ على هامشِ المجدِ
لا سيفَ
لا رُمْحَ
لا مُهْرَ يشكو
ولا أهلَ يَدعونَهُ في
الملمَّاتِ
واللحظةِ العاثِرَهْ !
* * *
هوَ الآنَ يرسمُ فوقَ الرمالِ
الحكاياتِ
يقتاتُ من دَمِهِ
يحتسي خَمْرَةَ الصَّبْرِ
يرقبُ أنْ يُطلعَ الخوفُ
من بُردَتَيْهِ
المحالْ
هوَ الآنَ فَرْدٌ
لَهُ كُلُّ هذي الفجائعِ :
حُزْنُ الصَّحارى
انكسارُ الأخوَّةِ
غَدْرُ ذَوي الرَّحْمِ
نَزْفُ الحقيقةِ
وَهْيَ تُساقُ – برغم التمنُّعِ –
كَيْ تَشهَدَ الذُّلَّ
في ( الكَرْنَفالْ )
هُوَ الآنَ في رِبْذَةٍ
لا يرى غيرَ ماتحملُ الريحُ
مِنْ حَشرجَاتِ
الوطَنْ
يَشدُّ المراثيَ
يُلْبِسُهَا خُضْرَةَ القلبِ
يحضنُها
ثمَّ يُطْلِقُها كيْ تبوسَ – على
رغمِ كُلِّ المَواجِعِ – حُزْنَ
الدِّمَنْ !
* * *
أماناً زَمانَ التشفِّي
وَرِفْقَا
لقد أثقلتني المواجِعُ
ماعادَ فِيَّ اقتدارٌ
لأدفعَ رُمحي يَرودُ الميادينَ
غَرْبَاً
وشرقا
ويمسحُ عنْ وجهِ أنثايَ
ذُلاَّ ً
ويطلعُ نصراً
ليزدادَ أحرارُ ( عَبْسٍ )
و ( ذُبْيَانَ )
عِتْقَا
وأزدادَ
رِقَّا
أماناً .. أمانْ
تناسى الذين مشوا في
دَمِي
كُلَّ ما ألبسَتْهُمْ يَدَايَ
منِ الععُنفوانْ
تناسوا ..
كأنِّيَ
لمْ أسكبِ الموتَ
لَحناً جميلاً
هُنا
لَمْ أذُدْ عَنْ حِيَاضهمُ
لَمْ أعلِّقْ مواويلَهُمْ في
الشُّموسِ
ولمْ أسقهم خمرةَ المجدِ
كي يرفعوا هامَهُمْ فوقَ
هامِ الزمانْ
وها أنذا مُفردٌ في
العراءِ
وحيداً أقايضُ حلمي
الذي أجهضوهُ
بشيءٍ من العزمِ
أسالُ عن ( دَاحسٍ )
ما دهاه
أما زالَ يشتاقُ للطعنِ
أمْ أنَّهُ مِثليَ الآنَ
يخجلُ مِنْ مِقبضِ السَّيفِ
مِنْ وَثْبَةٍ ليسَ تُرضي
سِوى الذلِّ
في عُرْيِ هذا الإباءِ
المُهانْ ؟!
* * *
ويا وَجْهَ عَبْلَةَ
أنَّى أراكْ ؟
ويادَارَها كيفَ أدنو
وكيفَ أقيمُ التواصُلَ
أو أنثرُ الشِّعْرَ
والليلُ عَيْنٌ ترشُّ
الدِّماءَ
وترصدُ كُلَّ يَدٍ تشتهي
أنْ تُطَوِّقَ خَصْرَ الرمالِ التي
لاتزالُ تنزُّ الهوى
منْ ثُقوبِ
الهلاكْ ؟!
وياوجهَ عبلةَ
ياقاتلي
هل ترى كيفَ تغدو المآتمُ
أعراسَ وردٍ تَرَاقَصُ
بينَ المضاربِ
حينَ يشاءُ لَنا ذلكَ
الأوصِيَاءْ ؟
وهلْ تُبْصِرُ الآنَ كيفَ
ارتمى الثَّأْرُ
مَيْتَاً
بلا ضَجَّةٍ
أو بُكاء ؟!
ويا وجهَ عبلَةَ
يا مُلْهِمَ الروح
كيفَ لكَ الآنَ أنْ
تقرأَ الصَّحْوَ
أو تلمسَ المُشتهى
في امتداداتِ هذا
السّوادْ ؟
وياوجهَ عبلةَ
ياواحداً في ضبابِ
البنادقِ
ياسَيْفَنَا الفَذَّ
يارقصةَ الموتِ في ساحَةِ الخوفِ
رغمَ انكسارِ شعارِ
الجهادْ
ويَاحَكَمَ الموقفِ الآنَ
ماذا ترى في
الوجوهِ
منَ الزَّهْوِ
من عِزَّةِ
الكِبْرِ
من عُنفوانِ
العِنادْ
وماذا تَرى
غيرَ نَزْفِ
البلادْ ؟
* * *
وياقَلْبَ عَبلَةَ
يانُقطةَ الدِّفءِ
في زمهريرِ الخُضُوعِ
ويا مُصْحَفَ
المَرْحَلَهْ
إليكَ أتوبُ من
الوَهْمِ
مِنْ كُلِّ يأسٍ زَنيمٍ
ومنْ كُلِّ أغنيةٍ لمْ تُسَبِّحْ
بِحَمْدِ الرصاصِ
ولمْ تشتعلْ قُنْبُلَهْ
ويا عبلَتي .. ذا دمي شاهِدٌ
فادخليهِ
تَرَيْ مولِدَ الصَّحْوِ
لُمِّيهِ
غَنِّي لَهُ كَيْ يَقومَ
ويدفعَ مُهْرَتَهُ للأمامِ
ويضحكَ للجولَةِ المُقْبِلَهْ .

* * *

سلطان السبهان
17-06-2006, 05:57 PM
بديع والله

انطلاقة كفرس عترة الجموح

لايكاد يوقف تدفقك شيء

دمت

زاهية
17-06-2006, 06:06 PM
الأخ الكريم جمال علوش
قصيدة محزنة تشعر بالأسى على زمنٍ تولى
لي قصيدة محزنة أيضًا قد تناسب عنترة فرسًا وشعرًا
عسى أن تدب فيه الحمية وبإخوته الشعراء فيرفعوا راية الشعر
للجهاد ضد كل الظالمين والقتلة يسعدني أن أنشرها هنا
فقد أعجبتني قصيدتك الصارخة بالوجع

ياكتَّابَ العهدِ الأحمقْ
أين الثوارْْْْ
هل غُمَّ الصُّبحُ بأعينِكمْ
رغمَ الأنوارْ؟
أمْ صُمَّ السَّمعُ بكمْ خوفاً
من أيِّ قرارْ؟
أينَ الكلماتُ الناريةْ
أينَ الأشعارْْْ؟
إنِّي أنثى أتحداكُمْ
رغم الأخطارْ؟
أتحدى كلَّ كتاباتٍ
تأتون بها لتطهرَََكم
من ذلِّ العارْ
تشدونَ بها كي تجعلكم
أهلاً للثارْ
فعدوُّ اللهِ يفاجئُكمْ
في كلِّ مسارْ
هذاالمتغطرس ظلامٌ
يعبثُ بالنارْ
يتفنَّنُ في قتلِ الأطفالْ
يتنمردُ في أرضِ الأبطالْ
يسقيكمْ ذلَّ تخاذلِكمْ
ويسيءُ لسمعةِ مرسَلِكُمْ
ويدوسُ كرامة َأمَّتِكمْ
هذا الثَّرثار
عارٌ يتبخترُ في أرضٍ
كانتْ والشمسُ لها تاجٌ
والرِّيحُ سيوفٌ للأحرارْ
أزهى مجدٍ
أبهى أرضٍ
ظلَّتْ تتميَّزُ بالأخيارْ
واليومَ دوابُ حظائرِها
صاروا ملاكاً للأخيارْ
ياكتابَ العهدِ الأحمقْ
إنِّي أنثى أتحداكُمْ
رغمْ الأخطار
سأشق الصَّمتَ بسيفِ البوحِ
ولنْ أخشى
عملاقاً يجهلُ بالأقدارْ
سأظلُّ أعيش مقاومة ً
ضدَّ التَّيارْ
لن أبرحَ ساحة َ معركتِي
خوفَ الإنذارْ
منْ منكم يسندُ قافيتي
ويسلُّ بها سيفَ الإسلامِ
لمن يأبى هذا الإعصار؟؟؟

شعر

بنت البحر

يكفيكم فخراً فأحمد منكم000وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن

د. محمد حسن السمان
17-06-2006, 06:11 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب الشاعر جمال علوش

اعترافات عنترة , دفق شعري جميل , حلو الروي , ذكي الافكار , يعكس معاناة , ويتصدى لرؤى تجاوز المحنة .
بورك قلمك ايها الشاعر .

اخوكم
السمان

د. سمير العمري
10-08-2006, 07:28 PM
لحرفك رونقه حقاً. هنا رأيتك تنحت الحرف في جدار الألم بصوت راجف يحتسي ذكرى الكرامة في كأس ذل.

المعاني في جلها رائعة فيها عمق وتوجيه ، وأما المبنى والذي اعتمد "فاعلن" فإنني ممن يرى في هذه التفعيلة فقداناً للجرس الشعري الذي يمكن أن يرسخ في النفوس.

هو رأي شخصي في هذا الوزن ولعلني وبدافع الود والحرص أسألك أن تجير هذا القلم المميز للشعر الأصيل فإن له حرفاً مخملياً وصورة شعرية راقية.


تحياتي
:os::tree::os: