المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شتلات



محمود الديدامونى
17-06-2006, 02:54 PM
شتلات
الريح تدفع ببطء بوابات السكون ، حيث أتوارى خلفها ، وفى عقلى تنام شتلات الأيام الباردة ، تنمو داخلى عندما تشتد الريح ، تتماس والبوابات فى هدوء ، تلتصق بها ، تدفعها ، تحكم غلقها ، فأعود إلى سابق عهدى 0
الريح تلهو ، يتعالى صوتها ، يصفح وجه البوابات ، يتسلل إلى أذنى ، ينتزعنى من سكونى أدس قطعة القطن فى أذنى وأعاود كهفى 0
لم يكن أبى أقل إعراضاً منى فى التعامل مع الريح ، كلماته تنمو داخلى ، تروى شتلاتى تتشابك ، تحدث ظلاً يراوغ أطماع الريح 0
لقد زرع أبى داخل عقلى كل مازرعه جدى فى عقله ، الأشجار تكاثفت وتلاحمت وتكاتفت فى وجه الريح 0
الريح تقترب من العاصفة .. تنتزع بعض النوافذ ، تهاجم نافذتى .. تحدث ضجيجاً ، تنتاب عقلى نوبه هيستيرية .. تتسلل العاصفة إلى أذنى .. تلفحهما .. أتحسس جبهتى ، مشتعلة ، تطال شتلاتى ، تشتعل الأيام الباردة فى عقلى ، أقاومها وسط العاصفة يرمقنى أبى ، يقفز نحوى .. تدفعه بعنف .. يحاول جذبى .. هذه المره كانت قاسية .. مددت إليه يدى لأجذبه .. تشابكت الأيدى .. علم مقصدى.. نهرنى محاولاً جذبى .. رفضت العودة مندمجاً وسط العاصفة ، نظر خلفه .. بينما ارتسمت على وجهه ابتسامة متراجعاً عن صيرورة جذبى 0

حسام القاضي
18-06-2006, 05:06 AM
الأخ العزيز / محمود الديداموني
تحياتي
بدا الأمر لي وكأنك تتحدث عن السلبية والإنعزالية التي يزرعهاالآباء في الأبناء ، يظنون انهم بذلك يجنبونهم مصاعب الحياة ، ولكن مهما كثر ونما شتلهم فإن رياح التغيير قادمة لا محالة ، وحينئذ تقتلع شتلاتهم من الجذور .. فلكل جيل أفكاره ومعتقداته الخاصة لذا كانت سعادة الأب في النهاية بفرارابنه من مصير لم يستطع هو الفرار منه .

دمت بكل الخير.

عبلة محمد زقزوق
18-06-2006, 06:47 AM
تحياتي وتقديري لشتلات مازالت تنمو لتصير مصدات للريح والعواصف .
وتحياتي لكل زارع شتلة من شتلات الصبر والكفاح والعلم بقلب وروح إنسان .
وتحياتي وتقديري لمن صان هذا النبت وتعلم أن لكل ريح شتلة تعلمه كيف التصدي والكفاح لثبات الجذور دون إنتزاع .
شكري وتقديري لمداد وفكر سامق أخي الأديب / محمود الديداموني

محمود الديدامونى
18-06-2006, 10:27 PM
الأخ العزيز / محمود الديداموني
تحياتي
بدا الأمر لي وكأنك تتحدث عن السلبية والإنعزالية التي يزرعهاالآباء في الأبناء ، يظنون انهم بذلك يجنبونهم مصاعب الحياة ، ولكن مهما كثر ونما شتلهم فإن رياح التغيير قادمة لا محالة ، وحينئذ تقتلع شتلاتهم من الجذور .. فلكل جيل أفكاره ومعتقداته الخاصة لذا كانت سعادة الأب في النهاية بفرارابنه من مصير لم يستطع هو الفرار منه .

دمت بكل الخير.
أشكرك أخى الكريم على القراءة الواعية التى عهدتها منك دائما
وأنتظرك بحب

محمود الديدامونى
18-06-2006, 10:30 PM
تحياتي وتقديري لشتلات مازالت تنمو لتصير مصدات للريح والعواصف .
وتحياتي لكل زارع شتلة من شتلات الصبر والكفاح والعلم بقلب وروح إنسان .
وتحياتي وتقديري لمن صان هذا النبت وتعلم أن لكل ريح شتلة تعلمه كيف التصدي والكفاح لثبات الجذور دون إنتزاع .
شكري وتقديري لمداد وفكر سامق أخي الأديب / محمود الديداموني
تحياتى لك أنت
لقد تكبدت مشقة القراءة
فتقديرى لوقتكم النفيس وامتنانى لمروركم الكريم

عبدالرحيم الحمصي
18-06-2006, 10:46 PM
اخي محمود... :001:

سرد منساب كحتمية التاريخ

لكل مقام مقال... ولكل جيل رؤياه...

قصة غاية في الحبكة و الصنعة..



بكل الحب و التقدير



اخوك الحمصي.... :os:

جوتيار تمر
19-06-2006, 10:11 AM
الديداموني..

حتمية...وليس..لها اي بديل اخر اذا ما اردنا الاستمرارية..

تقديري لنصك المتجدد..
احترامي لك
جوتيار

محمود الديدامونى
20-06-2006, 07:17 PM
الكاتب الذى احببته / جوتيار تمر
الحياة تستلزم هذا
كل التقدير لك يا سيدى

سعيد أبو نعسة
21-06-2006, 08:17 PM
أخي العزيز محمود
صدق من قال : لا تكرهوا أبناءكم على زمن غير زمانكم
نص عميق الدلالة رغم قصر قامته .
دمت في خير و عطاء

محمود الديدامونى
22-06-2006, 06:55 PM
أخي العزيز محمود
صدق من قال : لا تكرهوا أبناءكم على زمن غير زمانكم
نص عميق الدلالة رغم قصر قامته .
دمت في خير و عطاء
الكاتب الأستاذ / سعيد
معك كل الحق
وأشكرك على هذه القراءة الراقية

محمود الديدامونى
22-06-2006, 07:00 PM
أخي العزيز محمود
صدق من قال : لا تكرهوا أبناءكم على زمن غير زمانكم
نص عميق الدلالة رغم قصر قامته .
دمت في خير و عطاء
أشكرك على القراءة والمداخلة الراقية

محمود الديدامونى
02-07-2007, 06:46 PM
اخي محمود... :001:
سرد منساب كحتمية التاريخ
لكل مقام مقال... ولكل جيل رؤياه...
قصة غاية في الحبكة و الصنعة..
بكل الحب و التقدير
اخوك الحمصي.... :os:
الشاعر والقاص الكبير / عبدالرحيم الحمصى
شكرا لمداخلتك التى أسعدتنى
وأتمنى تواجدك دائما عند نصوصى
لك التحية والتقدير

خليل حلاوجي
04-07-2007, 02:28 PM
قال الله تعالى عن الآبائية
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ }الأحقاف16
قالها رب العزة من فوق سبع سماوات
\
الاديب النجيب .... محمود
ونص ثري

محمود الديدامونى
08-07-2007, 10:39 PM
قال الله تعالى عن الآبائية
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ }الأحقاف16
قالها رب العزة من فوق سبع سماوات
\
الاديب النجيب .... محمود
ونص ثري
شكرا لك يا صديقى الجميل / خليل
دائما تسعدنى بتواجدك الأخّاذ
لك الود

حنان الاغا
09-07-2007, 10:00 AM
كنت أقرأ وأرسم الصور المتلاحقة
سيناريو حميمي اللقطات شدني من بدايته
القاص الديداموني
سينوغرافية حية ومشوقة وقدرة فنية تجعل القارىء يحس بتلاحق أنفاس الكلمات
مودتي

شاهين أبوالفتوح
09-07-2007, 12:00 PM
أديبنا الكبير / محمود الديداموني
بثقتي في كرمك الشرقاوي دخلت إلى هنا متوقعا أن أخرج على الأقل بشتلة فإذا بنصك يكشف لي أن جذورنا في خطر وأن الشتلات في مهب الريح ... بل العاصفة !
نص لفيلسوف أديب
محبتي واحترامي
شاهين

نوف السعيدي
09-07-2007, 12:27 PM
القاص محمود الديداموني

صور فنية متلاحقة تعبّر عن ارتجافات فكرية ونفسية
ذات منعكسات تربوية وأخلاقية ترسم الصراع الأزلي
بين تعاقب الاجيال وتغيّر المفاهيم والثقافات كانت قيادتك
للنص قوية جدا وطريقتك في القص مذهلة .
أعتقد أنك لم تقصد كلمة يصفح , إنما أردت كلمة يصفع في ما يلي :
- يصفح وجه البوابات -

نوف

مأمون المغازي
11-07-2007, 01:00 PM
أديبنا البارع : محمود الديداموني ،

أتيت إلى هذا المشتل ( العالم ) لأعلق فإذا بي أتخذ القرار بالتحليل ، انتظرني أيها الممتلك للتفرد .

محبتي واحترامي وتقديري

مأمون

أحمد الرشيدي
11-07-2007, 01:20 PM
أخي الأديب محمود

لقد حملني سحر بيانك على بساط الريح ، وطوف بي نحو آفاق بعيدة


دمت بخير

محمود الديدامونى
12-07-2007, 12:06 PM
كنت أقرأ وأرسم الصور المتلاحقة
سيناريو حميمي اللقطات شدني من بدايته
القاص الديداموني
سينوغرافية حية ومشوقة وقدرة فنية تجعل القارىء يحس بتلاحق أنفاس الكلمات
مودتي
الأديبة الفنانة / حنان الأغا
تعلمين مدى سعادتى بتواجدكم وتعليقاتكم التى تزيدنى تشريفا
تقديرى العميق وممتن جدا لك

محمود الديدامونى
16-07-2007, 10:44 AM
أديبنا الكبير / محمود الديداموني
بثقتي في كرمك الشرقاوي دخلت إلى هنا متوقعا أن أخرج على الأقل بشتلة فإذا بنصك يكشف لي أن جذورنا في خطر وأن الشتلات في مهب الريح ... بل العاصفة !
نص لفيلسوف أديب
محبتي واحترامي
شاهين
الشاعر الكبير / شاهين أبو الفتوح
تقديرى العميق لمداخلتك التى أسعدتنى
وأشكرك على الإطراء الذى أتمنى من الله ان أكون دائما عند حسن الظن
شكرا جزيلا لك

د. نجلاء طمان
16-07-2007, 11:09 AM
الرائع الديدمونى

نصك هذا أصنفه قصة تبعا لتيار الوعى أو الشعور. عنوان النص أو الشتلات هنا هى الأفكار العتيقة المتجمدة فى العقول والتى تناوب الأجداد والآباء على زرعها فى عقول الأبناء. والريح هنا والعاصفة تعبر عن رياح التطور التى راودت أفكار الابن عن نفسها.

بدأت الافتتاحية شاعرية اللغة بطيئة السرد لتوضيح رموزه ثم دخل القاص فى وسط المتن الحكائى مفرزا عقدة الصراع, ثم وصل بصراعه إلى أقصاه عد نهاية الحبك, وانتهى بنهاية أكثر من رائعة . أوضحت النهاية فكرة القص وعززتها لغة الكاتب الرائة لتأتى النهاية اقتناع ورضوخ الأب أمام رياح التغيير.

نجح الكاتب فى تطبيق المبدأ الذى يقوم عليه تيار "الوعى" فعرض ما ينثال داخل عقول شخوصه فى براعة
فانثال الحكاء وتداخل وتصارع وعبرعن نفسه فى روعة.

شذى الوردة لنص جميل جميل

د. نجلاء طمان

محمود الديدامونى
30-07-2007, 09:10 AM
القاص محمود الديداموني
صور فنية متلاحقة تعبّر عن ارتجافات فكرية ونفسية
ذات منعكسات تربوية وأخلاقية ترسم الصراع الأزلي
بين تعاقب الاجيال وتغيّر المفاهيم والثقافات كانت قيادتك
للنص قوية جدا وطريقتك في القص مذهلة .
أعتقد أنك لم تقصد كلمة يصفح , إنما أردت كلمة يصفع في ما يلي :
- يصفح وجه البوابات -
نوف
نوف السعيدى
شكرا لك على إطرائك الذى أتمنى من الله أن أكون دائما عند حسن الظن
وبالفعل أقصد ما قلت أصفع بدلا من أصفح
دليل وعى كبير وهذا يدفعنى للطمع فى صداقتكم
كل الود وخالص التقدير

وفاء شوكت خضر
29-01-2008, 03:42 PM
الأديب القاص الشاعر محمد الديداموني ..

بعد كل من سبقوني لا اجدما أقوله سوى ..
مرحبا بريح خير تقتلعنا من مشاتل تعفنت تربتها ..

نص يستحق أن نلقي انفسنا في خضم عاصفته ..

تحيتي ..

محمود الديدامونى
29-01-2008, 05:34 PM
أديبنا البارع : محمود الديداموني ،
أتيت إلى هذا المشتل ( العالم ) لأعلق فإذا بي أتخذ القرار بالتحليل ، انتظرني أيها الممتلك للتفرد .
محبتي واحترامي وتقديري
مأمون
الناقد الأريب/ مأمون المغازى
تحياتى لك
أنا نفسى طويل فى الانتظار
لك الود وأشكرك على القراءة
أنتظرك بشغف[

محمود الديدامونى
29-01-2008, 05:37 PM
أخي الأديب محمود
لقد حملني سحر بيانك على بساط الريح ، وطوف بي نحو آفاق بعيدة
دمت بخير
الكاتب الأستاذ / أحمد الرشيدى
أشكرك على زيارة صفحتى
وأتمنى أن أكون دائما عند حسن ظنكم