المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا وهي!!



محمد المختار زادني
22-06-2006, 12:26 AM
عشت على وهم أنك كل شيء في حياتي هها! قلبت أوراق السنين في أعماقي تريد الخلود، حولت جهلي مدعاة للشفقة، وسرت تجرني في دروب عالمك اللامتناهي، وعجنت تجاويف ما بجمجمتي ألف مرة، عساك تصنع دمية تشبه معشوقتك الضائعة. ألبستني أثوابا ما حلمت بها قط؛ مطرزة بأزهى الورود، ولكني احتفظت بكل خيط مما كنت تلون من أوهام، وذاب شعر رأسك الجميل في الهواء الذي ظلت أستنشقه طوال أيامي معك، هاهاها...
هذه المُدية البراقة، هي كل ما أعددت ليومك هذا، لأني عرفت منذ أول عهدي بك أنك البطل، وتعلمت من التاريخ أن الأبطال يؤتون من مأمنهم دائما... تربصت بك حتى نامت عيون الحذر في عقلك الوقاد. هاهاها. وها أنذي أقطع من عنقك الودجين في برود، وها دمك يدفئ ظهر يدي الآن! عيناك الشاخصتان ما زالتا تبصران معالم وجهي، في صورة تتلاشى في الأفق الأزرق، الذي تغنيت بجماله، مثلما تغنيت بمُثلك الوهمية التي مسح الزمان أوراقها من كل الدنيا، وعلق مكانها لافتات الإشهار والدعاية. ها أنذي أمسح مُديتي البراقة من دمك على صفحة صدرك. وأي صدر هذا؟! كم احتوى رأسي في غابر الذكرى، وسقاني حنانا... يداك وقد أسلمتا ذلك القلم لغور النسيان، وانبسطتا تتأهبان لمصافحة الراحة الأبدية. شفتاك استسلمتا لهدأة الموت موردتين. ما كان أشهاهما لنبض القبل، دعني أودعهما بآخر لثمة يا بطل! حلمت دائما بالشهادة في ساحة الوغى أو تحت مقصلة القانون. كم كنت واهما يا بطلي حين اعتقدت جازما في نظرية الحق والقانون وصدقت من بشروا بالعدالة. مثاليا عشت كل تفاصيل المسرحية، وانطلت عليك حيل الدعاة ؛ وكم قلت لي إن دعاة المفاهيم أعداؤها. فلتشكر لي أن أرحتك من عذاب دام عقودا... نم قرير العين واهدأ، فلن ترى النور كتاباتك المجنونة، ولن يسمع صوت قلبك الفائر بعد اليوم. أنت في قاموسي نكرة، وفي أعين الناس كذبة كتبتها الصدفة ومحاها العرف... أين ما حلَمت به من مجد؟ وما دَعوت له من وهم؟ تاريخ ميلادك كذبة، ومكان ميلادك كذبة، وطفولتك كانت خليطا من دموع الحرمان والضحكات الصفر. وآمالك كانت نسيلا من جناح العنقاء، تتلاعب بها الريح. وشبابك كان مجرد رسم على رمال الشط الحزين ؛ أما كهولتك فقد خرجت عليك من دوامة الخوف، وداهمتك كالعاصفة، رمت بك في حدائق الحب والجمال... أنا الجميلة المخلِّصة ؛ هاهاها. أنا التي نقش القدر على كتفي بدم القربى تفاصيل خلاصك من آلام الحب والشوق الملهب. ملَّكتني أمرك يوما، وفاء بوعد لم تقطعه على نفسك لأكون نهاية لمأساتك أيها البطل. أشهد أنك كنت شهما وكريما، فأبت علي غيرتي أن تعرف شهامتك وخصالك أنثى غيري... هاهاها. أنا البطلة الآن، وأنت الصريع. دماؤك تخضِّب قدمي بعد أن شربت منهما مغتسلا أمام الشهود... وددت لو أمكن أن تخبرني ما طعم الذبحة التي أهديتك، وكيف كان شعورك حين حزَّت مديتي شرايين عنقك. لكنك لن تستطيع إخباري. هاهاها...
لن أخفي جثتك، بل سأنفخ فيها حياة بهيمية، لأنعم كل يوم بمتعة النظر إلى جسدك تحركه أوامري، أوقظه متى أشاء وأرقده أنى يحلو لي الرقاد ؛ لن أنسى آخر رسالة من عقلك تلتها عليّ شفاهك بالأمس حين حولتك إلى جسد بلا روح قبل أن آتي على آخر نبض من قلبك الأحمق... أيها البطل المغفل. لست وحدي من تستهزئ بقلبك، فإني سيدة ذات سلطان، قلدني العرف مهمة إنهائك ومع حشد كبير من الجنود الأوفياء... وأنت؟ من كان في صفك؟ أحلامك؟ قصائدك؟ هاهاها. ألف قصيدة مما غنيت لا تساوي سعر منديل أمسح به وجه مديتي البراقة من آثار دمك يا بطلي. فهل وعيت الآن معنى أن يبصقك العالم خارج دائرته؟

علي الثويني
22-06-2006, 12:51 AM
اخي محمد المختار بريق لحروفك واصداء مدوية في سماء الكلمة .....يهتز لها القلب ...ويستر بها الخاطر ....لله دركْ

منى محمود حسان
22-06-2006, 08:11 AM
الأستاذ الأديب محمد..

تحية معطرة لحرفك السامى

وقبة أحرفك التى لها أجواء مختلفة

كلمات تصافح السمو والرقى

دمت بكل الخير

منهل العراقي
22-06-2006, 11:56 AM
الاخ محمد المختار..بريق ساطع من المعاني السامية طافت بها الافاق هنا..

تحياتي وتقديري
منهل العراقي

محمد المختار زادني
23-06-2006, 10:20 AM
اخي محمد المختار بريق لحروفك واصداء مدوية في سماء الكلمة .....يهتز لها القلب ...ويستر بها الخاطر ....لله دركْ

أهلا بك أخا عزيزا
أسعدني تعليقك

محمد المختار زادني
23-06-2006, 10:25 AM
الأستاذ الأديب محمد..
تحية معطرة لحرفك السامى
وقبة أحرفك التى لها أجواء مختلفة
كلمات تصافح السمو والرقى
دمت بكل الخير

ولك عبير التحية من غابة الياسمين

إن لكلماتي صوت لا يسمعه إلا قلب رقيق

بورك قلمك أختي الكريمة

محمد المختار زادني
23-06-2006, 10:28 AM
الاخ محمد المختار..بريق ساطع من المعاني السامية طافت بها الافاق هنا..
تحياتي وتقديري


وإن لك لذوقا أدبيا رفيعا
يثمن ما توحي الحروف

بورك قلمك

حسنية تدركيت
23-06-2006, 09:25 PM
مررت على عجلة من امري فشدني حرفك الباهر بوركت اخي الكريم

وفاء شوكت خضر
23-06-2006, 11:44 PM
الأديب / محمدم المختار زادني

اقرأ وأعاود القراءة .. أتقمص شخصية بطلتك .. أحاول أن أفهم أحساسها .. ورد الفعل العقلاني و اللا عقلاني .
أعترف لك كنص أدبي فكرة رائعه وفيه قوة وفن .. لكن كيف استطعت أن تعرف إحساسها لتتحدث عنها ..
هذا التمزق الداخلي الأليم ..الذي تحسه الأنثى حين تصل إلى أوجه فلا يعود هناك رادع .
البرود والتهكم في لحظة تملكت فيها زمام الأمور .
لا أملك إلا أن أعرب لك عن إعجابي بهذا النص الذي فاق تصوراتي كأنثى .
أشكرك لعل الفكرة تفيد يوما :002: .

نص فاق حدود التعجب والإعجاب .
كل التقدير والإحترام .

محمد المختار زادني
25-06-2006, 12:24 PM
مررت على عجلة من امري فشدني حرفك الباهر بوركت اخي الكريم

من توقيعك يا ندى يطل كل الندى

بورك قلمك

محمد المختار زادني
25-06-2006, 12:29 PM
الأديب / محمدم المختار زادني
أعترف لك كنص أدبي فكرة رائعه وفيه قوة وفن .. لكن كيف استطعت أن تعرف إحساسها ...
نص فاق حدود التعجب والإعجاب .
كل التقدير والإحترام .
إن الهموم والأحزان
علوم تقتحم علينا جهلنا
بالوخز والتحريق
فتجعلنا نسعى للبوح بألف طريق

دام تألقك

أسماء حرمة الله
25-06-2006, 05:33 PM
سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه

تحيـة تعبَقُ بالأريج

المبدع المُجيد محمد،

نصكَ يا أخي قدْ فاجأني ! أيٌّ قلبٍ يحملُ كلّ هذه الملامـح ! لم أجد لفظةً تعبّر عن الحرقة التي أحسستُ وأنا أتمثّلُها تقرأ من كتابِ نصرها المزعوم، وهي ترسل سهماً تلوَ آخـرَ نحوَ زادِكَ الذي تضرّج هو الآخر بالنزف ولكنه لم يستسلم: قصائدك، أحلامك ..كيفَ ظنّـتْ بأنّ قصائدك وأحلامك ستترهّلُ خوفاً وحزناً ؟ ستتخلّى عن مؤازرتك؟؟ أو ستتساقطُ كالأيام مِنْ أثَرِ جرحٍ وإن كانَ بحجمِ الفجيعـة ؟؟؟!

هل هناكَ قلبٌ رسمتْه هذه التقاسيم القاسية ؟؟ بطلةُ نصّـكَ أوقفتْ خطوَ حرفي !


للتثبيتِ احتفـاءً بنصرةِ قصائـدكَ وأحلامـك على نصرتِها/الوهـم..واحتفـاءً بقلمـك الراقي..


لكَ اللـه مبدعنـا ..نصٌّ بقدرِ ماهو موجعٌ نازفٌ، بِقدْرِ ماهو راقٍ لغةً وأسلوباً ..
كنْ معَ أحبّتِكَ دائماً بحرفكَ وردودكَ النقية
تقبّل عميقَ تقديري ودعائي :0014:
وألف باقـة من الورد والندى

محمد المختار زادني
25-06-2006, 07:20 PM
قال أعز من قائل، رب العزة والجلال:
«...ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز...»
أختي الكريمة أسماء حرمة الله

إن للنزف وقع في القلوب الرحيمة وإن للفكر وهج
يذيب اللدائن ... ويصهر كل ما يحجب الحقائق من
زور وجفاء.

والقافلة ما تزال في أول الطريق ...

غير انها ستسير على بركة الله رغم الداء والـ....

دمت متألقة

لك تحية الورد والمطر

خليل حلاوجي
26-06-2006, 05:37 PM
أيها البطل المغفل
سمعتها منذ الف عام تناديه

فأجابها ابو الطيب اذا ماغدرت حسناء وفت بعهدها فمن عهدها ان لايدوم لها عهد

فقلت له حنانيك

أنها الحبيبة ... فلا غدر

\

استاذي الزادني ... متعة أن أبحر معك

سحر الليالي
29-06-2006, 09:47 PM
أستاذي الفاضل محمد :


لله ما أروع حروفك أستاذي !!!نص وقفت عند طويلا ...

دمت لنا أستاذي

وتقبل خالص إحترامي وتقديري:0014: