المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلوى مسافرة وأنا...



أحمد حسن محمد
22-06-2006, 06:05 PM
يدق الباب ثلاث دقات: بين كل اثنتين مسافة نبضتين من قلب يحب.. تدخل سلوى في يدها قطعة شكولاته اشترتْها فجاءت تقتسمُها مع أخيها المصلي.
وإذ تزوجت لم يعد يدق بابه.. كانت تحب البقاء إلى جانبه.. تَعَلَّمَ الرقصُ
حركاتِهِ من رَقْصَةِ وجهِهَا المَحْشُوِّ بالتََّعبِ اليوميِّ في عينيه! صار يُحِسُّ بسريرها
يحكي نومَتَهَا كقصة تجعله قرب خاتمتها يبكي..
لم تكن تثور إلا حيث هو، وهي لا تثور إلا في حديثها وحسبُ.. تثور على أبيها ولكن بينها وبين زيد المستثنى، وتثور على المُدَرِّسِ الذي اتَّهَمَهَا بسرقَةِ جزء من بحث الترقية والذي كَتَبَتْهُ له مجاملةً.. ولكن بينها وبين زيد..
تُحَدِّثُهُ عن خطيبها.. وقَلَقِها من الزواج ومسئوليَّاتِهِ.. كيف يكتب عليها أن تصحو ذات يوم مبكراً.. فَتَتْعَبَ كصاحباتها المتزوِّجات. فإن تذكَّرت حال صاحبتها التي حصلتْ على الدّبلومِ ولم تتزوّج حتى الآن..
ومُحَمَّلَةً ملامحُهَا بمآذن الشوقِ إليه.. تدخل البيت وأمامه تقعد، فيغلق الكتاب شاكية –تبدأ الحديث- من الناظر.. من زملائها المدرِّسِين.. من جدولها.. كم مرة بكت فيها في ها ذا اليوم أمام الناظر أو أمام غيره..
ومن متاعبها مع الولد "تامر" الذي يُغَلِّبُهَا وهي تشرح، ولم يَعُدْ يُجْدِي معه أيةُ طريقةٍ دَرَسَتْهَا في كلية التربية. وتسأل أخاها زيداً الذي يصغرُها بسنوات كفيلة بأن تصيره ابنها قبل البكر.
- ماذا تفعل؟!!
- لو عزت أضربه ليكي أضربه..
- تضربه!..
تأخذ في تفكير عميق، ويضحك أخوها.......... ، ،

، ها معاد دخولها البيت وإنه ينتظر، ولكن أحداً لا يدخل ولا سلوى! تَزَوَّجَتْ!! وهو في كل يوم في نفس المعاد ينتظر...، في أحد أيام ما قبل امتحاناته إثر حديث مع والده رفع سماعة التليفون بعد أن ضغط أزراراً لا يعرفها.. .. .. وقال:- "سلوى مسافرة.. وأنا تعبان..!!"

أحمد حسن محمد
23-06-2006, 03:49 AM
http://www.so7ab.com/a/ay2.gif

حسام القاضي
23-06-2006, 04:33 AM
الأخ العزيز / أحمد حسن محمد
تحياتي
أقرأ لك للمرة الأولى ، ووجدتي مشدوداً لنصك الذي يدل على قاص متميز .
الفكرة جديدة وغير مطروقة ، والتناول جاء سلسا في سرد شيق .
نادراً ما يكتب أحد عن تلك الأحاسيس الأخوية ، علاقة خاصة بين أخت وأخيها الصغير والذي تشعر بأمومتها معه ، كان لهما عالما خاصا بهما .. هي تبوح له بكل ما لاتستطع البوح به لأحد آخر وهو يراها عالمه كله . قصة كتبت بحساسية بالغة .
الأجمل تلك النهاية الطفولية البريئة والتي جاءت على لسانه ...
" سلوى مسافرة .. وانا تعبان !! "

عمل رائع ومميز .

تقبل تقديري واحترامي .

أحمد حسن محمد
23-06-2006, 05:59 AM
أشكرك يا أستاذ حسام على هذه المجاملة الرقيقة

سعيد أبو نعسة
23-06-2006, 08:15 AM
الأخ أحمد حسن محمد
و أنا لا يسعني إلا أن أثني على رأي الأستاذ حسام القاضي
و أن أرحب بك قاصا مجيدا
عسى أن نقرأ لك المزيد من القصص المميزة
دمت في خير و عطاء

أحمد حسن محمد
23-06-2006, 11:25 AM
أخجلتني يا أستاذي الفاضل.. سعيد..في الحقيقة أنا شاكر اشد الشكر لهذا الرأي الذي يدفعني إلى التقدم وكتابة الزيد

وفاء شوكت خضر
23-06-2006, 01:37 PM
الأخ /أحمد حسن محمد

طريقة جميلة في السرد ..
تعبير عن إحساس جميل .. صورة موجودة لها طابع خاص في العلاقات العائلية لا ينتبه لها أحد .. ترجمتها جاءت بقلمك بطريقة مشوقة ..
كلنا يفتقد هذه السلوى ..
أحينا .. يسافر الجميع وتبقى هي .. السلوى .. تتعب .. تشتاق .. تعاني .. ولا أحد يدري .

مرحبا بك في واحة الأدب والخير .
نتمنى لك طيب المقام ..

أحمد حسن محمد
23-06-2006, 06:44 PM
أشكر لك ذه المشاركة الطيبة التي تنم عن طيب الإحساس وأكرمه، وأشكر الأب الكبير محمد إبراهيم الحريري

محمد إبراهيم الحريري
24-06-2006, 04:39 AM
الأخ أحمد
تحية
قصة تترجم مشاعر الوجد لحروف كمد على رحيل سلوى الروح وبقاء الذات متعبة ، قلقة لأن السلوى غابت وتلك رابطة فطرية تجمع الروح مع سلواها ، تمازج وجداني يطبع النفس بقدرة الكاتب على المزج لحد الانصهار بين روحين توءمين لا تنفك عرى التآخي بينهما تلازم الجسم لظله ، وهي حالة الانصهار الكلي بين المرءومن يحب ، لححظة شعور بالضياع بعد أن فقد الجانب الآخر والأهم في نبض حركة حياته .
وفقت أيها الكاتب وأثني عليك الخير كله .
دمت بخير .
اشكرك .
محمد

أحمد حسن محمد
24-06-2006, 04:58 AM
الأخ أحمد
تحية
قصة تترجم مشاعر الوجد لحروف كمد على رحيل سلوى الروح وبقاء الذات متعبة ، قلقة لأن السلوى غابت وتلك رابطة فطرية تجمع الروح مع سلواها ، تمازج وجداني يطبع النفس بقدرة الكاتب على المزج لحد الانصهار بين روحين توءمين لا تنفك عرى التآخي بينهما تلازم الجسم لظله ، وهي حالة الانصهار الكلي بين المرءومن يحب ، لححظة شعور بالضياع بعد أن فقد الجانب الآخر والأهم في نبض حركة حياته .
وفقت أيها الكاتب وأثني عليك الخير كله .
دمت بخير .
اشكرك .
محمد


أب العزيز محمد إبراهيم الحريري..
لم أكن أتوقع منك هذه الكلمة "الأخ" على العموم شكراً لك أيها الأب على هذا التعليق الرائع وأشكر كل من جاءوني في هذه القصة ورحبوا بي

محمد إبراهيم الحريري
24-06-2006, 05:04 AM
أب العزيز محمد إبراهيم الحريري..
لم أكن أتوقع منك هذه الكلمة "الأخ" على العموم شكراً لك أيها الأب على هذا التعليق الرائع وأشكر كل من جاءوني في هذه القصة ورحبوا بي
حبيبي أحمد
تحية
صدقا ياولدي هي لازمة بيان اعتدت عليه فطرة حرف ، وتكئة كلام ، لا ترد برد نقد ’ ولا تحجب ود صديق ، ولا تمنع عذل مربد قلب ، بل جاءت على غير ذي استقامة ، فالعذر منك يا بني
ألا تعلم أفق الحب الذي يسمو فيه قلبانا
أحبك ولدي
أحمد

مجدي محمود جعفر
24-06-2006, 08:50 PM
صديقي / أحمد
حسنا فعلت بنشر هذا النص هنا - ولي عودة

أحمد حسن محمد
01-07-2006, 05:42 AM
أيوه يا ابو حميد فينك فينك؟
مستنيك يا حبيبي وقاعد..
زيك زي القعدة هناك في القصة لسلوى
مستنيها
إيه أخبارها
وإيه أخبارك
حاسس بيك والله يا صاحبي
وأنا لوحدي حاسس بيك
ويا رب يعينك على حزنك
ولا يحرمنيش منك يا أحمد ويخليك

أحمد حسن محمد
01-07-2006, 09:37 AM
حبيبي أحمد
تحية
صدقا ياولدي هي لازمة بيان اعتدت عليه فطرة حرف ، وتكئة كلام ، لا ترد برد نقد ’ ولا تحجب ود صديق ، ولا تمنع عذل مربد قلب ، بل جاءت على غير ذي استقامة ، فالعذر منك يا بني
ألا تعلم أفق الحب الذي يسمو فيه قلبانا
أحبك ولدي
أحمد
قال لك "صدقا"
صدق ياابني
وأنا الشاهد أن الراجل دا أسطورة
حب ورقة
وذوق وكتابة
كتابة بجد خطيرة خطيرة
صدق وارجع
لكن نفسي يا أحمد تسمع
مني نصيحة
ارجع ليك قبل ما ترجع لي
مستنيك يا حبيبي
ورب العزة مستنيك
لكن برده يا صاحبي الأول
ارجع ليك

أحمد حسن محمد
20-11-2006, 07:16 PM
صديقي / أحمد
حسنا فعلت بنشر هذا النص هنا - ولي عودة


والله يا أستاذ مجدي ما ينفع هذا
أنتظر منك حضورك الفعال ..
أما كلمات المجاملة التي لا تقدم ولا تؤخر فلا

مجذوب العيد المشراوي
02-01-2007, 07:29 PM
يبدو أننا لا نرى خلجات الصغير وهو يمارس ثوانيَه المستمرة بتركيزاته اللامحدودة في مخيلته الكبيرة كبر طهارته و حبه المركز .. أحمد ..

عندما يدق القلب على خطى الوليد تبتسم له كل المشاوير ..

د. محمد حسن السمان
02-01-2007, 11:26 PM
سلام الـلـه عليكم

قراءة في قصة " سلوى مسافرة وأنا ..."
للأديب واللغوي أحمد حسن
بقلم د. محمد حسن السمان

"سلوى مسافرة وأنا... "
عمل قصصي بنكهة مختلفة , فنحن لم نعتد هذا الاسلوب في القص , على الأقل في منطقتنا العربية , عندما يتداخل البعد الأدبي , مع العامل النفسي والتربوي , في صياغات محبوكة , لتعبّر عن رسالة , أو ترسم لوحة .

"يدق الباب ثلاث دقات : بين كل اثنتين , مسافة نبضتين , من قلب يحب "

يبدأ الكاتب بتوظيف بارع للمفردات , فهو لم يقل طرقات , وانما استخدم كلمة دقات , للتماشى مع دقات القلب , التي عبّر عنها بنبضتين , بين كل دقتين , تاركا المجال لمداعبة خفيفة لخيال القارئ , وتتلاحم اصوات الدقات او انبضات , مع مشهد سلوى وهي تحمل في يدها قطعة شوكولا , لتقتسمها مع أخيها المصلي , في اشارة الى حالة التلاحم الأخوي في المشاركة , واختار لفظ المصلي للأخ الأصغر , ربما ليدلل على الطهارة النفسية عند الطفل , أو ربما اراد أن يوحي بأن الطفل يصلي من اجل قدوم الأخت الحميمية سلوى , ممهدا بذلك الطريق لرسم مسرح اكثر اتساعا , وأكثر تفصيلا , ثم يروح الكاتب , في خلجة وجدانية , يرسم رعشة قلق:

" وإذ تزوجت لم يعد يُدقُ بابُه .."

ويتألق الكاتب في صورة مبتكرة , حينما ذكر بأن الرقص , قد تعلم حركاتِه , من حركات وجه سلوى المحشو بالتعب اليومي في عينيه ! ويتبع الصورة البديعة , بصورة بديعة مبتكرة أخرى :

" صار يحس بسريرها , يحكي نومها كقصة تجعله يبكي قرب خاتمتها "

مستعيدا بذلك لمحات القلق , ويرسم لنا الكاتب صورة سلوى :

"لم تكن تثور إلا حيث هو، وهي لا تثور إلا في حديثها وحسبُ.. تثور على أبيها ولكن بينها وبين زيد المستثنى ، وتثور على المُدَرِّسِ الذي اتَّهَمَهَا بسرقَةِ جزء من بحث الترقية والذي كَتَبَتْهُ له مجاملةً.. ولكن بينها وبين زيد.." وهي صورة الفتاة المغلوبة على امرها , المتلاحمة نفسيا وشعوريا , مع الأخ الأصغر زيد , حيث لاتظهر صدق مشاعرها , إلا امامه , ولاتبدي ثورة الغضب الكامنة في داخلها إلا امامه , ثم يعود الكاتب الى مساحة جديدة , من مرتسمات القلق النفسي , عند الشخصية المحورية زيد , القلق على الشخصية الثانية المتوحدة معه , في كل معاناة سلوى :

" تُحَدِّثُهُ عن خطيبها.. وقَلَقِها من الزواج ومسؤوليَّاتِهِ.. كيف يكتب عليها أن تصحو ذات يوم مبكراً.. فَتَتْعَبَ كصاحباتها المتزوِّجات."

ثم ينتقل القلق في توتر متزايد نحو الشخصية الثانية سلوى , فيتصورها زيد :

" فإن تذكَّرت حال صاحبتها التي حصلتْ على الدّبلومِ ولم تتزوّج حتى الآن..
ومُحَمَّلَةً ملامحُهَا بمآذن الشوقِ إليه.. تدخل البيت وأمامه تقعد، فيغلق الكتاب –تبدأ الحديث-شاكية من الناظر.. من زملائها المدرِّسِين.. من
جدولها.. كم مرة بكت فيها في هذا اليوم أمام الناظر أو أمام غيره..
ومن متاعبها مع الولد "تامر" الذي ( يُغَلِّبُهَا ) وهي تشرح ، ولم يَعُدْ يُجْدِي معه أيةُ طريقةٍ دَرَسَتْهَا في كلية التربية. وتسأل أخاها زيداً الذي يصغرُها بسنوات كفيلة بأن تصيره ابنها قبل البكر.
- ماذا تفعل؟!!
- لو عزت أضربه ليكي أضربه..
- تضربه!..
تأخذ في تفكير عميق، ويضحك أخوها.......... ، ،"

هواجس وتوجسات كثيرة , يسوقها الكاتب في خيال الشخصية زيد , وهو يرسم خشيته من الملامح المستقبلية , للأخت المتلاحمة معه شعوريا سلوى , والتي ربما كانت ملامحه هو , ثم تنتهي القصة بقفلة غاية في التعقيد والابداع :

" هذا موعد دخولها البيت وإنه ينتظر، ولكن أحداً لا يدخل ولا سلوى! تَزَوَّجَتْ!! وهو في كل يوم في نفس الموعد ينتظر...، في أحد أيام ما قبل امتحاناته إثر حديث مع والده رفع سماعة التليفون بعد أن ضغط أزراراً لا يعرفها.. .. .. وقال:- "سلوى مسافرة.. وأنا تعبان..!!""

والقصة قوية مؤثّرة , خرجت عن الأطر التقليدية , في القص الأدبي , لتتطرق إلى مرتسمات نفسية معقدة , تصور بمهارة , القلق والخوف والتوجس , وتعرّي النفس الانسانية , بمشاهد مكثفة , غاية في الاشكالية , رأينا مثلها في بعض الأعمال الأدبية العالمية .

مأمون المغازي
03-01-2007, 01:49 AM
الأديب / أحمد حسن
ليس هذا أول عمل يستوقفني من مجمل إبداعاتك
وإليك قراءتي :
جاء بناء القصة على نسق أجاد الكاتب نظم لبناته اللغوية وفق بناءات جميلة تناسب فيها البناء مع النسق الفني الذي جاء غير مفتعل حيث استطاع أن يحتوي حالتين نفسيتين في صياغة واحدة لم يظهر فيها الارتداد بين الشخصيتين وإنما وازن الكاتب في ظهورهما على المسرح في تناغمية راقية جسدت لنا الشخصيتين المحوريتين وكأنهما تتحركان أمامنا على الشاشة وبمهارة انفلت الكاتب من سيطرة الشخصية ارئيسة ( زيد ) ليذهب بنا إلى المدرسة مع ( سلوى ) لنعايش حزمة من المعاناة ـ التي تعيشها الكثيرات من المعلمات ـ وكأنه يفتق جرحًا ، كما تمكن وبطريق إبداعية من مغازلة حاجة كل فتاة للزواج لاطمًا المشكلات بعبارة مقتضبة جاءت في محلها من السياق .
في هذه القصة استطاع القاص استغراق حالات متداخلة في تجانس جميل ومنها : حالة التوحد بين الأخت وأخيها الأصغر وهو هنا يلمح إلى الفارق الكبير في السن بينهما ليلمح إلى حزمة أخرى من العواطف الأمومية المتنامية لدى الفتاة والمنعكسة على أخيها الذي ينظر منها الشوكولا وفي ذات الوقت لديها الصلاحيات لمعاقبته ، هنا يلعب القاص ببراعة معزوفة عائلية متنامية فيها الحميمية ؛ فزيد وهو الأصغر يصلي ، إنه الأصغر لنجد جوًا من الروحانية يضفي على روح القصة فلن يكون الأصغر مصليًا دون الأكبر ( اعتبارًا ) وهو نفسه الذي تعلم الرقص في تعبيرات وجه أخته ، هذه التعبيرات التي توحي لنا بالتراوح بين الضغوط ولحظة اللقاء
لتأتي القصة في سردها مثالاً لتجربة متميزة لحالة خاصة ومتميزة أيًا في سياق سهل بعيد عن الإغراق وسبك بنائي محمود لتأتي الصور في محلها تمامًا ويأتي الغلق متميزًا باستعمال صيغة اعتبارية تعمل فكر القراء وتعيدهم إلى حالة متجددة من الحوار الذاتي .
أديبنا المبدع :
كانت هذه قراءتي لها العمل الجميل
تقبل تحياتي
مأمون المغازي

أحمد حسن محمد
03-01-2007, 11:50 PM
يبدو أننا لا نرى خلجات الصغير وهو يمارس ثوانيَه المستمرة بتركيزاته اللامحدودة في مخيلته الكبيرة كبر طهارته و حبه المركز .. أحمد ..
عندما يدق القلب على خطى الوليد تبتسم له كل المشاوير ..


تحس به لكنها لا تبتسم...
أشكر لك حرفك الطيب

خليل حلاوجي
06-01-2007, 09:27 AM
- تضربه!..
تأخذ في تفكير عميق، ويضحك أخوها.......... ، ،

\

القاص اراد أن يتخطى عللك مجتمعية ويلمح لها تلميح الاديب الاريب لعل القارىء يكتشف سر فجيعتنا

فكان هناك حوارا ً بين الطريقة المجدية للعقلانية عند سلوى وكان لدينا رد الفعل المستغرب لانه مستهجن من صاحب أي عقل

القاص اراد ان يؤشر الى أن زمن القسوة الذي نحياه هو من زيف مشاعرنا وجعلنا دمى ً نقنع بماهو متوفر من متون اجتماعية ( القاص وضعها في صيغتها التربوية )

المدهش حقا ً هو اختيار الخاتمة ...

كون القسوة ورجالها ستظل هي السيف الذي سيذبح ماتبقى من وهج مشاعرنا الانسانية

القاص جعل الصوت التصحيحي .... يسافر مع سلوى المبتعدة عن حكايات هزيمتنا

وجعل نبض القسوة متعب وقد اتعب من حوله ...


\

نص مدهش

وقاص .... فيلسوف

أحمد حسن محمد
11-01-2007, 08:52 PM
سلام الـلـه عليكم
قراءة في قصة " سلوى مسافرة وأنا ..."
للأديب واللغوي أحمد حسن
بقلم د. محمد حسن السمان
"سلوى مسافرة وأنا... "
عمل قصصي بنكهة مختلفة , فنحن لم نعتد هذا الاسلوب في القص , على الأقل في منطقتنا العربية , عندما يتداخل البعد الأدبي , مع العامل النفسي والتربوي , في صياغات محبوكة , لتعبّر عن رسالة , أو ترسم لوحة .
"يدق الباب ثلاث دقات : بين كل اثنتين , مسافة نبضتين , من قلب يحب "
يبدأ الكاتب بتوظيف بارع للمفردات , فهو لم يقل طرقات , وانما استخدم كلمة دقات , للتماشى مع دقات القلب , التي عبّر عنها بنبضتين , بين كل دقتين , تاركا المجال لمداعبة خفيفة لخيال القارئ , وتتلاحم اصوات الدقات او انبضات , مع مشهد سلوى وهي تحمل في يدها قطعة شوكولا , لتقتسمها مع أخيها المصلي , في اشارة الى حالة التلاحم الأخوي في المشاركة , واختار لفظ المصلي للأخ الأصغر , ربما ليدلل على الطهارة النفسية عند الطفل , أو ربما اراد أن يوحي بأن الطفل يصلي من اجل قدوم الأخت الحميمية سلوى , ممهدا بذلك الطريق لرسم مسرح اكثر اتساعا , وأكثر تفصيلا , ثم يروح الكاتب , في خلجة وجدانية , يرسم رعشة قلق:
" وإذ تزوجت لم يعد يُدقُ بابُه .."
ويتألق الكاتب في صورة مبتكرة , حينما ذكر بأن الرقص , قد تعلم حركاتِه , من حركات وجه سلوى المحشو بالتعب اليومي في عينيه ! ويتبع الصورة البديعة , بصورة بديعة مبتكرة أخرى :
" صار يحس بسريرها , يحكي نومها كقصة تجعله يبكي قرب خاتمتها "
مستعيدا بذلك لمحات القلق , ويرسم لنا الكاتب صورة سلوى :
"لم تكن تثور إلا حيث هو، وهي لا تثور إلا في حديثها وحسبُ.. تثور على أبيها ولكن بينها وبين زيد المستثنى ، وتثور على المُدَرِّسِ الذي اتَّهَمَهَا بسرقَةِ جزء من بحث الترقية والذي كَتَبَتْهُ له مجاملةً.. ولكن بينها وبين زيد.." وهي صورة الفتاة المغلوبة على امرها , المتلاحمة نفسيا وشعوريا , مع الأخ الأصغر زيد , حيث لاتظهر صدق مشاعرها , إلا امامه , ولاتبدي ثورة الغضب الكامنة في داخلها إلا امامه , ثم يعود الكاتب الى مساحة جديدة , من مرتسمات القلق النفسي , عند الشخصية المحورية زيد , القلق على الشخصية الثانية المتوحدة معه , في كل معاناة سلوى :
" تُحَدِّثُهُ عن خطيبها.. وقَلَقِها من الزواج ومسؤوليَّاتِهِ.. كيف يكتب عليها أن تصحو ذات يوم مبكراً.. فَتَتْعَبَ كصاحباتها المتزوِّجات."
ثم ينتقل القلق في توتر متزايد نحو الشخصية الثانية سلوى , فيتصورها زيد :
" فإن تذكَّرت حال صاحبتها التي حصلتْ على الدّبلومِ ولم تتزوّج حتى الآن..
ومُحَمَّلَةً ملامحُهَا بمآذن الشوقِ إليه.. تدخل البيت وأمامه تقعد، فيغلق الكتاب –تبدأ الحديث-شاكية من الناظر.. من زملائها المدرِّسِين.. من
جدولها.. كم مرة بكت فيها في هذا اليوم أمام الناظر أو أمام غيره..
ومن متاعبها مع الولد "تامر" الذي ( يُغَلِّبُهَا ) وهي تشرح ، ولم يَعُدْ يُجْدِي معه أيةُ طريقةٍ دَرَسَتْهَا في كلية التربية. وتسأل أخاها زيداً الذي يصغرُها بسنوات كفيلة بأن تصيره ابنها قبل البكر.
- ماذا تفعل؟!!
- لو عزت أضربه ليكي أضربه..
- تضربه!..
تأخذ في تفكير عميق، ويضحك أخوها.......... ، ،"
هواجس وتوجسات كثيرة , يسوقها الكاتب في خيال الشخصية زيد , وهو يرسم خشيته من الملامح المستقبلية , للأخت المتلاحمة معه شعوريا سلوى , والتي ربما كانت ملامحه هو , ثم تنتهي القصة بقفلة غاية في التعقيد والابداع :
" هذا موعد دخولها البيت وإنه ينتظر، ولكن أحداً لا يدخل ولا سلوى! تَزَوَّجَتْ!! وهو في كل يوم في نفس الموعد ينتظر...، في أحد أيام ما قبل امتحاناته إثر حديث مع والده رفع سماعة التليفون بعد أن ضغط أزراراً لا يعرفها.. .. .. وقال:- "سلوى مسافرة.. وأنا تعبان..!!""
والقصة قوية مؤثّرة , خرجت عن الأطر التقليدية , في القص الأدبي , لتتطرق إلى مرتسمات نفسية معقدة , تصور بمهارة , القلق والخوف والتوجس , وتعرّي النفس الانسانية , بمشاهد مكثفة , غاية في الاشكالية , رأينا مثلها في بعض الأعمال الأدبية العالمية .



واللـه ما كان أسعدني يوم أن نزلت تلك الدراسة..
حتى لقد كنت أعتقد أني أسعد خلق اللـه..
وإلى الآن لا زالت روائح السعادة تتهادى في جنباتي
أيها الأب الحبيب

أحمد حسن محمد
28-03-2007, 01:57 AM
- تضربه!..
تأخذ في تفكير عميق، ويضحك أخوها.......... ، ،
\
القاص اراد أن يتخطى عللك مجتمعية ويلمح لها تلميح الاديب الاريب لعل القارىء يكتشف سر فجيعتنا
فكان هناك حوارا ً بين الطريقة المجدية للعقلانية عند سلوى وكان لدينا رد الفعل المستغرب لانه مستهجن من صاحب أي عقل
القاص اراد ان يؤشر الى أن زمن القسوة الذي نحياه هو من زيف مشاعرنا وجعلنا دمى ً نقنع بماهو متوفر من متون اجتماعية ( القاص وضعها في صيغتها التربوية )
المدهش حقا ً هو اختيار الخاتمة ...
كون القسوة ورجالها ستظل هي السيف الذي سيذبح ماتبقى من وهج مشاعرنا الانسانية
القاص جعل الصوت التصحيحي .... يسافر مع سلوى المبتعدة عن حكايات هزيمتنا
وجعل نبض القسوة متعب وقد اتعب من حوله ...
\
نص مدهش
وقاص .... فيلسوف


دوما يكرمني وجهك
بنظراته أيها الحبيب..
ومن لا يمكنه
أن يحس بفخر كلماتك

دمت أخاً ومعلما