عبدالرحيم الحمصي
24-06-2006, 12:21 AM
انا يوسف
[
كنت في يوم من الايام صنوة لعدة اخوة و اخوات . نرتع في محيطنا العربي، نتامل اسوارنا و مساجدنا.. و كنائسنا.. شوارع مدننا الجميلة الحاملة لتاريخ عظم شانه و تقوت شوكته .
كنا نتامل حلاوة وحدتنا، و جمال حبنا الذي ولد وسط بيئتنا الصحراوية المزهوة بنخلة الحياة التي تتلمس سطح السماء في انفة و عزة و رقة و دلال ... كانت بساتين خضرتنا تعشق رائحة الرمل المتحرك باباء و كبرياء، لا يمكنه الا احتضان عروبيتنا الشماء المتدفقة بين اصابع القصيدة المنسابة من غيمة تسبح مزهوة.. و صولجان الدفئ يجمعنا كفراخ طير الوروار في عشه الجميل ....
كم كان عالمنا فسيح يسع كل آمالنا... و طموحاتنا و معتقداتنا ...كنا لا نفكر الا في حبنا لبعضنا
كانت روابطنا كسلسلة يصعب علينا حتى تخيل لملمتها، لما لها من قوة التماسك المبنى على روابط الدم... و اللغة... و الدين ... كنا نفطر في الشارقة و نتعبد في المدينة.. ثم الشام ... نتغدى في بغداد لنعرج على ارض الانبياء ... ننط من حيفا الى يافا ..فحمص بجمالها و عذوبة ابتسامتها، تنقلنا لمادبة عشاء بعاصمة الموحدين مراكش، ثم فاس النبش في رقاعات المخطوط و العرفان بغرب وطننا الاطلسي... و المتوسط المطل على بلد الوليد ...
كنت جوهرة عقدنا العربي، المنساب بجميع تلاوينه و خيلائه و عجائب منعرجاته الوعرة القاسية التي انسل الى ضوابطها ريح الزقوم المفكك للاوصال، و مجمل الدسائس القاتلة ... فعل الزمن ات، لاتصده الاسوار الهشة البناء، ولا متاريس النرجسية الصلعاء ، و لا سياسة المآمرات السابحة في الماء العكر...
دب الحزن و الخوف بعد موت ابينا .... طمع فينا الكل، و اصبحنا وليمة تتربص بها الغربان والكلاب الضالة، و ذئاب الغدر والكراهية ....و حوش تشتهي اكل لحومنا و مص دمائنا ...لاننا عرب....
بعد ان شربنا جهلنا، مما حيك لنا في كواليس وردهات اقبية كهان تراقصوا على جماجم امهات المعرفة العربية ...في يوم اصهب، نفض فيه نيرون الغبار عن قبره، ليجلد التاريخ و يعمل سوطه بين سطور بن رشد مناديا بانهزام سلطنة الاجاص من على مركبه بالبوسفور ....
= يا اشلاء امبراطورية الموز ...
اليوم تتوقف عجلة التاريخ الى اجل غير مسمى ....
اطفئوا صوامعكم ......
اقتلعوا ارنبات اجراسكم.....
البسوا نووية تشردمكم ....
حصنوا حدود مماليككم .....
في فسيفساء تموضعكم خير اعدائكم ...فكونوا رحمكم الله قانعين غير متطلعين ..لان في التاني السلامة و في العجلة الندامة ....
اصيكم بالخنوع و الانبطاح و المسكنة ....
راقبوا ضلكم الذي سيخونكم ان تركتموه يبتعد عن شمسكم ....
هذه وصاياي اليكم الى ان يرث الله ارض و من عليها ....
تغافل اخوتي كل التحديرات الاتية من قواعد الوفاء الدفين في الذات العربية و المنغرسة في وجدان احلام شمس لن تغيب عنه ، و لن تعود لامس طال ظلامه و تجدرت حلكته في جحور اكلتها خرافات مروجي الياس و الاتكالية المضببة ...
فرح اخوتي بالبهرجة الملونة السطح،والتي نزلت عليهم على شكل فقاعات دات احجام مختلفة ، تسرق السمع و البصر، و تطير بهم لعوالم تتقن فن الخداع والضحك على الدقون المصبوغة بجميع الوان الايهام و السقوط في التكلف ...انفتح اخوتي و تفتحوا الى غاية التمزق ... لم تعد اذانهم كاداني . نسوني .. ثم رموني.. و قد فتروا سائلين عن الدار ... نسوني لدرجة انهم لايسمعون انيني ، و لا صرخاتي،،، و لا توسلاتي،،، و لا وجعي اليومي،،، و لا شحرجة جراحي التي تكبر و تتسع يوما بعد الاخر ... انهم ...لايسمعون الا مفردات الغريب، المنتقات من القاموس المقنع لكل سموم الابادة،،، و الاقصاء،،، و التدجين،،، و التضبيع،،، و التبعية المدلة المشينة ...لم تعد نظارات زرقاء اليمامة صالحة لعماهم، المتفتح على لوحات كازينوهات لوس انجليس ... مقامر موناكو ...عطور باريس .... حسناوات الشرق الفقير ... الخمور المعتقة في دهاليز وعد بيلفور المشؤوم ....فرغم طيبوبتي وايماني بقضيتي .بدأ ينتابني خوف من حياة اخوة ستخدعهم آمالها الزائفة المؤديةالى زوال شمسهم ....
شاب اخوتي على تفتح متفسخ، انسلخوا به في عقدة حمقاء من كل ثوابت الدم والروابط الوجدانية لانسانية الفرد و الجماعة .... و في سوق للنخاسة تحت اضواء حراء مخدرة، و في غفلة ثملة عن يقضة بالمحيط ، استلم اخوتي ثمن بيعي وهم سكارى و ما هم بسكارى ...قبضوا الثمن و تركوني ... تمزق احشائي و تبعتر اعشاش عصافيري... و تداس كرامة زيتوني.. و تجوع بطون اطفالي.. و تمرغ وجوه تكلاي في التراب...اسقط ثم انهض ...اترعرع من بقايا نار وجودي الثابت في داتي ، التي رغم حرقة حبها العنيف تقضم في كل ثانية.. و في كل ساعة.. و اخوتي يتفرجون علي و على عصافيري المنفوش ريشها، و الصامدة رغم وحشية و نازية القادم من مزابل الشرق و الغرب ...
لن يسمح قلبي لهم و انا الاخت الصغيرة المشردة في شوارع نابلس.. ورام الله ... في الجليل والتل الاخضر... و النقب... اطارد من بيتي للمجهول ...اطارد من محيطي الى غير المعلوم ...تمارس و تفرض علي الغربة بين اخوتي. و لا اسلم حتى وانا بينهم ....هل ضاع العمر و ضاع الاهل و الاخوة....؟؟؟؟؟؟
ستضيع بيوتكم واحدا واحدا يوم ضاع الثور الابيض ... اما انا ففي سقوطي ..نهوضي ..و في شبابي ملوحة طعامي ...و في دفلتي مرارة جمالي ..... انا العلقم المر ان عاديتني .... و انا الحب ان شممتني عطرا...
لن انكس علمي ...
امي..؟
امي..؟؟
امي.......؟؟؟؟؟؟؟
[size=6] بقلم ..عبد الرحيم الحمصي
[
كنت في يوم من الايام صنوة لعدة اخوة و اخوات . نرتع في محيطنا العربي، نتامل اسوارنا و مساجدنا.. و كنائسنا.. شوارع مدننا الجميلة الحاملة لتاريخ عظم شانه و تقوت شوكته .
كنا نتامل حلاوة وحدتنا، و جمال حبنا الذي ولد وسط بيئتنا الصحراوية المزهوة بنخلة الحياة التي تتلمس سطح السماء في انفة و عزة و رقة و دلال ... كانت بساتين خضرتنا تعشق رائحة الرمل المتحرك باباء و كبرياء، لا يمكنه الا احتضان عروبيتنا الشماء المتدفقة بين اصابع القصيدة المنسابة من غيمة تسبح مزهوة.. و صولجان الدفئ يجمعنا كفراخ طير الوروار في عشه الجميل ....
كم كان عالمنا فسيح يسع كل آمالنا... و طموحاتنا و معتقداتنا ...كنا لا نفكر الا في حبنا لبعضنا
كانت روابطنا كسلسلة يصعب علينا حتى تخيل لملمتها، لما لها من قوة التماسك المبنى على روابط الدم... و اللغة... و الدين ... كنا نفطر في الشارقة و نتعبد في المدينة.. ثم الشام ... نتغدى في بغداد لنعرج على ارض الانبياء ... ننط من حيفا الى يافا ..فحمص بجمالها و عذوبة ابتسامتها، تنقلنا لمادبة عشاء بعاصمة الموحدين مراكش، ثم فاس النبش في رقاعات المخطوط و العرفان بغرب وطننا الاطلسي... و المتوسط المطل على بلد الوليد ...
كنت جوهرة عقدنا العربي، المنساب بجميع تلاوينه و خيلائه و عجائب منعرجاته الوعرة القاسية التي انسل الى ضوابطها ريح الزقوم المفكك للاوصال، و مجمل الدسائس القاتلة ... فعل الزمن ات، لاتصده الاسوار الهشة البناء، ولا متاريس النرجسية الصلعاء ، و لا سياسة المآمرات السابحة في الماء العكر...
دب الحزن و الخوف بعد موت ابينا .... طمع فينا الكل، و اصبحنا وليمة تتربص بها الغربان والكلاب الضالة، و ذئاب الغدر والكراهية ....و حوش تشتهي اكل لحومنا و مص دمائنا ...لاننا عرب....
بعد ان شربنا جهلنا، مما حيك لنا في كواليس وردهات اقبية كهان تراقصوا على جماجم امهات المعرفة العربية ...في يوم اصهب، نفض فيه نيرون الغبار عن قبره، ليجلد التاريخ و يعمل سوطه بين سطور بن رشد مناديا بانهزام سلطنة الاجاص من على مركبه بالبوسفور ....
= يا اشلاء امبراطورية الموز ...
اليوم تتوقف عجلة التاريخ الى اجل غير مسمى ....
اطفئوا صوامعكم ......
اقتلعوا ارنبات اجراسكم.....
البسوا نووية تشردمكم ....
حصنوا حدود مماليككم .....
في فسيفساء تموضعكم خير اعدائكم ...فكونوا رحمكم الله قانعين غير متطلعين ..لان في التاني السلامة و في العجلة الندامة ....
اصيكم بالخنوع و الانبطاح و المسكنة ....
راقبوا ضلكم الذي سيخونكم ان تركتموه يبتعد عن شمسكم ....
هذه وصاياي اليكم الى ان يرث الله ارض و من عليها ....
تغافل اخوتي كل التحديرات الاتية من قواعد الوفاء الدفين في الذات العربية و المنغرسة في وجدان احلام شمس لن تغيب عنه ، و لن تعود لامس طال ظلامه و تجدرت حلكته في جحور اكلتها خرافات مروجي الياس و الاتكالية المضببة ...
فرح اخوتي بالبهرجة الملونة السطح،والتي نزلت عليهم على شكل فقاعات دات احجام مختلفة ، تسرق السمع و البصر، و تطير بهم لعوالم تتقن فن الخداع والضحك على الدقون المصبوغة بجميع الوان الايهام و السقوط في التكلف ...انفتح اخوتي و تفتحوا الى غاية التمزق ... لم تعد اذانهم كاداني . نسوني .. ثم رموني.. و قد فتروا سائلين عن الدار ... نسوني لدرجة انهم لايسمعون انيني ، و لا صرخاتي،،، و لا توسلاتي،،، و لا وجعي اليومي،،، و لا شحرجة جراحي التي تكبر و تتسع يوما بعد الاخر ... انهم ...لايسمعون الا مفردات الغريب، المنتقات من القاموس المقنع لكل سموم الابادة،،، و الاقصاء،،، و التدجين،،، و التضبيع،،، و التبعية المدلة المشينة ...لم تعد نظارات زرقاء اليمامة صالحة لعماهم، المتفتح على لوحات كازينوهات لوس انجليس ... مقامر موناكو ...عطور باريس .... حسناوات الشرق الفقير ... الخمور المعتقة في دهاليز وعد بيلفور المشؤوم ....فرغم طيبوبتي وايماني بقضيتي .بدأ ينتابني خوف من حياة اخوة ستخدعهم آمالها الزائفة المؤديةالى زوال شمسهم ....
شاب اخوتي على تفتح متفسخ، انسلخوا به في عقدة حمقاء من كل ثوابت الدم والروابط الوجدانية لانسانية الفرد و الجماعة .... و في سوق للنخاسة تحت اضواء حراء مخدرة، و في غفلة ثملة عن يقضة بالمحيط ، استلم اخوتي ثمن بيعي وهم سكارى و ما هم بسكارى ...قبضوا الثمن و تركوني ... تمزق احشائي و تبعتر اعشاش عصافيري... و تداس كرامة زيتوني.. و تجوع بطون اطفالي.. و تمرغ وجوه تكلاي في التراب...اسقط ثم انهض ...اترعرع من بقايا نار وجودي الثابت في داتي ، التي رغم حرقة حبها العنيف تقضم في كل ثانية.. و في كل ساعة.. و اخوتي يتفرجون علي و على عصافيري المنفوش ريشها، و الصامدة رغم وحشية و نازية القادم من مزابل الشرق و الغرب ...
لن يسمح قلبي لهم و انا الاخت الصغيرة المشردة في شوارع نابلس.. ورام الله ... في الجليل والتل الاخضر... و النقب... اطارد من بيتي للمجهول ...اطارد من محيطي الى غير المعلوم ...تمارس و تفرض علي الغربة بين اخوتي. و لا اسلم حتى وانا بينهم ....هل ضاع العمر و ضاع الاهل و الاخوة....؟؟؟؟؟؟
ستضيع بيوتكم واحدا واحدا يوم ضاع الثور الابيض ... اما انا ففي سقوطي ..نهوضي ..و في شبابي ملوحة طعامي ...و في دفلتي مرارة جمالي ..... انا العلقم المر ان عاديتني .... و انا الحب ان شممتني عطرا...
لن انكس علمي ...
امي..؟
امي..؟؟
امي.......؟؟؟؟؟؟؟
[size=6] بقلم ..عبد الرحيم الحمصي