مشاهدة النسخة كاملة : الثمن قصة قصيرة بقلم موسى نجيب موسى
موسى نجيب موسى
28-06-2006, 12:59 PM
الثمــــن
خمسون قرشاً هي ثمن السكوت فقد رآه يضاجع الغجرية اللعوب في ذلك البيت الخرب الذي يرقد على حافة الشارع من ناحيته الغربية.. تحسس بطنه وقال في فرح سأسكت تلك العصافير الجائعة ولمدة عشرة أيام قادمة على الأقل.. جحظت عيناه فجأة...قال بعد تردد:-
ولماذا لا أطلب منه المزيد أنه ثري ويخشى الفضيحة؟
استطرد في لهفة:-
والله فكرة !!
هم ينفذ فكرته.. ذهب إليه.. طلب منه المزيد ثمناً لسكوته رفض الثري ولم يقتنع بمطالب ذلك الصبي العابث في ملابسه وشعره وحياته ردد في همس غير مسموع:-
- هذا الولد المتشرد سيسبب لي المتاعب وأخشى أن يطلب منى المزيد والمزيد وأصبح أنا لعبته المفضلة بدلاً من التسكع في الحواري والشوارع والبيوت الخربة.. تنهد بعمق وقال:-
- آه البيوت الخربة.
برقت في ذهنه الفكرة وبسرعة قام بتنفيذها.. بعد أن وقع الولد على الأرض قال من بين دمائه التي لطخت وجهه وملابسه:-
أشكرك لأنك فعلت ما لم أستطع فعله طول حياتي.. فأنا – وهو يشير إلى بطنه-وأن كنت حاولت إسكات هذه العصافير الجائعة لمدة عشرة أيام إلا أنك استطعت أن تسكتها للأبد.
قالها وبعدها راحت روحه تتصارع بين النهايتين.
مجدي محمود جعفر
28-06-2006, 04:09 PM
رائع كعادتك أيها الصديق - قصة تفجر فينا الغضب - دمت أيها الصديق
وفاء شوكت خضر
28-06-2006, 05:09 PM
الأخ الأديب / موسى نجيب موسى .
السلام عليك ورحمة الله .
نص جميل .. قصة قرأتها في هدوء .. فيها حكمة لمن نظر .
تحياتي :001:
د. محمد حسن السمان
28-06-2006, 05:20 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب موسى نجيب موسى
لوحة قصصية خاطفة , جسدت صورة من صور الفاقة , بعيدا عن المفاهيم الدينية والاخلاقية , وحيث يكون الجوع كافرا , وتصبح القيمية بلا معنى , ولعل اللوحة , حملت رمزا كبيرا , لمفارقة بين حالة الثري , الموغل في الرذيلة , وحالة المعدم , الذي لايملك شيئا , هنا التشبث , ابتداء من الخوف , وانتهاء بالتخلص من الغير , وهناك حالة البحث , عن الخلاص , باي ثمن او اي طريقة , ولو عن طريق التخلص من الحياة :
أشكرك لأنك فعلت ما لم أستطع فعله طول حياتي.. فأنا – وهو يشير إلى بطنه-وأن كنت حاولت إسكات هذه العصافير الجائعة لمدة عشرة أيام إلا أنك استطعت أن تسكتها للأبد.
ومهما يكن من امر , فلا بد لي ان اقر كقارىء , أن القصة كتبت بتفوق .
اخوكم
السمان
جوتيار تمر
28-06-2006, 09:19 PM
موسى نجيب...
اريد ان اذهب الى غير ماذهب اليه الدكتور السمان في تعقيبه على القصة.. لاانكر انه اجاد قرأتها..بل اجاد حتى في تحليلها..لكني قد لااذهب الى ماذهب هو اليه..لان القصة فيها اكثر من كونها مقارنة بين البطون الجائعة والاخرى التي قد شبعت حتى من نفسها..حيث فيها في البدء حالة قد لاتبدو غريبة على البعض وهي حالة النظر الى الغجر في مجتمعاتنا..هذه النظرة هي التي تلد فيما بعد السعي للحصول على اجسادهم والتمتع بها..الغجر..لهم مرداف واحد لدينا وهو انهم...يحملون الرذيلة في اعماقهم..لذا بدلا من نغير هذه الصفة ندفع المال من اجل عمل الرذيلة..وننسى بان هناك دول لها اصول غجرية لكنها لاترى في عنصرها مرادفا للرذيلة انما بشر كباقي البشر..هذا من ناحية..ومن ناحية اخرى..للنظر الى الغني في بلادنا.. الا..يفع ذلك حتى مع غير الغجر..الا..يدفع الالاف من اجل جسد ومتعة..الا...يسافر اميالا..للحصول عليها...الا..يدفع الالاف من اجل ان يقوم سماسرة الانسان بارسالهن اليه..اذا فالغني عندنا فاسد اساسا ولايحتاج الى غجرية..ومن ناحية اخرى..للنظر الى الفقير..الفقر.. لو ان الفقير..فكر بهذه الطريقة على ان -الفقر خلو من المال ولكن اقبح الفقر الخلو من العافية...لتغيرت الموازين..انه غيير قانع بتاتا بقدره..بل يريد ان يعيش عالة على الغني.. وعندما يجد فرصته فانه شرس يريد افتراس الاخر..فالبرغم من ضعفه الدائم وتذمره الدائم من ظلم الاخرين الغني له..فانه ما تسنح له الفرصة حتى يكون اشرس من الظالم نفسه..وهذه الطباع الني تسود الفقراء في مجتمعنا تدفعه الى استغلال كل شيء من اجل الوصول..الى مبتغاه.
من هذه الاوجه الثلاثة..اجد بان القصة تعالج مشكلة..هي ليست بهينة في واقع الحال..مشكلة النظرة الى الغير حتى وان كانوا غجر..وانه ليس كل ضعيف يشترى ويهتك...ونظرة الغني الى نفسه وماله وانه بهما يستحق اذلال الاخرين واستغلالهم..ونظرة الفقير نفسه ...وعندما نقيس الامور في ميزان ما..نجد بان كفة الغني تعلوا..لاسباب عديدة...نعلمها جميعا...؟
((أشكرك لأنك فعلت ما لم أستطع فعله طول حياتي.. فأنا – وهو يشير إلى بطنه-وأن كنت حاولت إسكات هذه العصافير الجائعة لمدة عشرة أيام إلا أنك استطعت أن تسكتها للأبد.
قالها وبعدها راحت روحه تتصارع بين النهايتين. ))
لو كان الفقير وهو بعافيته مؤمنا مقتنعا شكورا هكذا لما احتاج ان يفكر باستغلال الغني باي شكل..وهو يعلم ان سطوة الاخر قد تدفنه..وهو يعلم بان كلمة الغني لاترد عند اهل الشأن..
لذا اجد بان هذه الحالة تحتاج الى نظرة اخرى والى دراسة ميدانية حتى ...تفهم الامور بشكل اخر...غير الذي ساد ويسود...!
تحية لهذا النص العميق..
تحية للدكتور السمان...
تقديري واحترامي للجميع
جوتيار
موسى نجيب موسى
29-06-2006, 11:24 AM
شكرا للجميع الاخ مجدى محمود جعفر والعزيز الغالى الدكتور السمان والرائع جدا جوتيار نمر على كل تعليقاتهم الثرية والجميلة على اعمالى المتواضعة لانها تزيدنا ايمانا بأن الأدب الجيد لابد ان يصل إلى متلقيه كما اننى استفيد كثيرا من ملاحظاتهم النقدية الجميلة فى تجويد ما هو قادم من اعمالى شكرا للجميع وربنا يقدرنى وارد لهم هذا الجميل الكبير الذى لاينكره سوى جاحد لايعرف قيمة للتواصل الابداعى مع الاخرين وخاصة من كان فى قامة الرائع جدا والصديق الصدوق مجدى جعفر او الجميل الدكتور السمان او الرائع المخلص القارئ المتفحص جوتيار تمر
شكرا لكم
موسى نجيب موسى
آمال المصري
08-11-2014, 10:59 PM
رغم أن النص يحمل فكرة وحكمة لكنك به أثرت مقتي على تلك الشريحة الوضيعة وربما هذا سببا قويا لنجاح النص
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
خلود محمد جمعة
10-11-2014, 07:00 AM
كل يدفع الثمن بطريقة ما
لكن المحكوم عليهم البقاء في القعر يموتون في القعر ولا يدري أحد بهم
هناك أمور تحدث ويتجاهلها الناس كأن لم تكن
موت الفقير وفجور الغني
قصة بفكرة عميقة وطرح طيب وحرف جميل
كل التقدير
ربيحة الرفاعي
23-11-2014, 12:59 AM
فكرة عميقة رسم الكاتب لتحميلها مشهدا عازه بعض اشتغال ليكون نصّا قصّيا جميلا
غير أن وجدت السينمائية في القفز على التداعي المشهدي تضعف النص،كما وجاءت الحكمة على لسان الصبي مقحمة بزعمي
دمت بخير
تحاياي
نداء غريب صبري
02-03-2015, 10:41 PM
أؤيد ما جاء في تعليق الأستاذة ربيحة الرفاعي
فكرة عميقة رسم الكاتب لتحميلها مشهدا عازه بعض اشتغال ليكون نصّا قصّيا جميلا
غير أن وجدت السينمائية في القفز على التداعي المشهدي تضعف النص،كما وجاءت الحكمة على لسان الصبي مقحمة بزعمي
شكرا لك
بوركت
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir