عدنان أحمد البحيصي
03-07-2006, 02:35 PM
_ الله يرضى عليك يا أبني ، بالسلامة.
أنهت الأم مكالمتها مع ابنها المغترب ، بهذه العبارة صحبتها عبرة حارة على عام لم تكحل عينيها برؤية فلذة كبدها عاصم.
عاصم يدرس الطب في ألمانيا، شاب متفوق، وسيم ، محبوب عند أهله ومجتمعه ومدرسيه.
توفي أبوه وهو في عامه الثالث، درج في الحياة ليرى أماً كادحة، صابرة ، أخذت على عاتقها تربيته هو و " فاطمة " أخته .
لما شب على الطوق، أكمل دراسته الثانوية بتفوق ، وبكل سرور الدنيا استقبلت امه خبر ابتعاثه بمنحة حكومية لدراسة الطب.
فاطمة ، تصغره بعامين ، لطيفة مهذبة، جميلة ، تطل من عينيها الآخاذتين لمحة من الحزن على فقدان والدها ولمّا تبلغ العام من عمرها.
_ فاطمة ، ألبسي لنزور خالتك
لبست فاطمة حجابها ، وتوجهت مع أم عاصم نحو دار خالتها، وهناك ذهبت فاطمة لغرفة بنات خالتها ، وظلت الأخت مع أختها.
_ ألا تريدين أن تزوجي فاطمة يا أم عاصم؟
_لا أدري ما رأيها ، إن أخاها في الخارج ، ولا أعرف كيف سأبقى وحيدة
_اسكني عندي ، البيت بيتك ، وانا وانتي شريكات في الحزن ، فقد مات أبو سالم قبل عشرين عاماً من الآن، اسمعي يا ام عاصم ، انا اريد فاطمة زوجة لسالم _ الله يرضى عليه_ما رأيك؟
_هل هذه رغبة سالم ؟ كنت أظن أنه يفضل أن يأخذ إحدى بنات أعمامه.
_أبداً يا أم عاصم ، لقد فاتحني سالم في الموضوع، وما منعه من الزواج في الفترة السابقة إلا إنشغاله بإعداد رسالة الماجستير، لكنه يريدها منذ فترة ، آه ما رأيك؟
_ انت اختي يا ام سالم ، وسالم مثل ابني عاصم في المعزة، لكن دعيني اشاور البنت وأخاها.
_براحتك يا أختي يا ام عاصم، براحتك.
عندما قفل الأم وابنتها عائدتين إلى البيت، كانت أم عاصم تتطلع إلى أبنتها فاطمة وهي تتمتم :" والله كبرتي وصرتي عروس"
صلت أم عاصم المغرب وكذلك فعلت فاطمة ، ومن ثم فاتحتها بالموضوع ، احمر خداها خجلاً ثم تمتمت بصوت خفيض "الرأي رأيك يا اماه".
ابتسمت الأم وقالت :" على بركة الله "
اتصلت الأم بابنها المغترب عاصم ، سألته فوافق ، ووعد أن يأتي في الإجازة ليزف أخته لابن خالته، فبلغت أختها بالموافقة و نامت فاطمة وهي تحلم بأيام سعيدة مع فارس أحلامها منذ زمن "سالم".
عندما عاد عاصم في الصيف، كان يحمل في قلبه حزناً أليماً ، ورغم فرحه باخته ، إلا أنه رفض العودة إلى ألمانياً لإكمال دراسته، كما أنه رفض أن تعيش امه عند خالته.
وعندما سألته أمه ما السبب ، أجابها :"إنه شيء من الوفاء ، أن أظل إلى جانبك وقد كبرت، وتزوجت فاطمة"
بكت الأم بحرقة ثم قالت :" إن اردت أن تكون وفياً لي فالله يرضى عليك سافر وأكمل دراستك، ولا ترجع إلا وأنت دكتور يشار لك بالبنان"
وافق وسافر ، درس واجتهد ، وبعد حفلة تسلم الشهادات بعد سبع أعوام من الكد والتعب ، رن هاتفه المحمول ، وعندما فتح الخط فوجيء بصوت فاطمة تبكي وهي تقول :"عاصم امي ماتت ماما ماتت يا عاصم"
سقط على الأرض مغمياً عليه، وعندما أفاق وجد نفسه سيبقى رهين كرسي متحرك إلى نهاية حياته كما أخبره طبيبه
أنهت الأم مكالمتها مع ابنها المغترب ، بهذه العبارة صحبتها عبرة حارة على عام لم تكحل عينيها برؤية فلذة كبدها عاصم.
عاصم يدرس الطب في ألمانيا، شاب متفوق، وسيم ، محبوب عند أهله ومجتمعه ومدرسيه.
توفي أبوه وهو في عامه الثالث، درج في الحياة ليرى أماً كادحة، صابرة ، أخذت على عاتقها تربيته هو و " فاطمة " أخته .
لما شب على الطوق، أكمل دراسته الثانوية بتفوق ، وبكل سرور الدنيا استقبلت امه خبر ابتعاثه بمنحة حكومية لدراسة الطب.
فاطمة ، تصغره بعامين ، لطيفة مهذبة، جميلة ، تطل من عينيها الآخاذتين لمحة من الحزن على فقدان والدها ولمّا تبلغ العام من عمرها.
_ فاطمة ، ألبسي لنزور خالتك
لبست فاطمة حجابها ، وتوجهت مع أم عاصم نحو دار خالتها، وهناك ذهبت فاطمة لغرفة بنات خالتها ، وظلت الأخت مع أختها.
_ ألا تريدين أن تزوجي فاطمة يا أم عاصم؟
_لا أدري ما رأيها ، إن أخاها في الخارج ، ولا أعرف كيف سأبقى وحيدة
_اسكني عندي ، البيت بيتك ، وانا وانتي شريكات في الحزن ، فقد مات أبو سالم قبل عشرين عاماً من الآن، اسمعي يا ام عاصم ، انا اريد فاطمة زوجة لسالم _ الله يرضى عليه_ما رأيك؟
_هل هذه رغبة سالم ؟ كنت أظن أنه يفضل أن يأخذ إحدى بنات أعمامه.
_أبداً يا أم عاصم ، لقد فاتحني سالم في الموضوع، وما منعه من الزواج في الفترة السابقة إلا إنشغاله بإعداد رسالة الماجستير، لكنه يريدها منذ فترة ، آه ما رأيك؟
_ انت اختي يا ام سالم ، وسالم مثل ابني عاصم في المعزة، لكن دعيني اشاور البنت وأخاها.
_براحتك يا أختي يا ام عاصم، براحتك.
عندما قفل الأم وابنتها عائدتين إلى البيت، كانت أم عاصم تتطلع إلى أبنتها فاطمة وهي تتمتم :" والله كبرتي وصرتي عروس"
صلت أم عاصم المغرب وكذلك فعلت فاطمة ، ومن ثم فاتحتها بالموضوع ، احمر خداها خجلاً ثم تمتمت بصوت خفيض "الرأي رأيك يا اماه".
ابتسمت الأم وقالت :" على بركة الله "
اتصلت الأم بابنها المغترب عاصم ، سألته فوافق ، ووعد أن يأتي في الإجازة ليزف أخته لابن خالته، فبلغت أختها بالموافقة و نامت فاطمة وهي تحلم بأيام سعيدة مع فارس أحلامها منذ زمن "سالم".
عندما عاد عاصم في الصيف، كان يحمل في قلبه حزناً أليماً ، ورغم فرحه باخته ، إلا أنه رفض العودة إلى ألمانياً لإكمال دراسته، كما أنه رفض أن تعيش امه عند خالته.
وعندما سألته أمه ما السبب ، أجابها :"إنه شيء من الوفاء ، أن أظل إلى جانبك وقد كبرت، وتزوجت فاطمة"
بكت الأم بحرقة ثم قالت :" إن اردت أن تكون وفياً لي فالله يرضى عليك سافر وأكمل دراستك، ولا ترجع إلا وأنت دكتور يشار لك بالبنان"
وافق وسافر ، درس واجتهد ، وبعد حفلة تسلم الشهادات بعد سبع أعوام من الكد والتعب ، رن هاتفه المحمول ، وعندما فتح الخط فوجيء بصوت فاطمة تبكي وهي تقول :"عاصم امي ماتت ماما ماتت يا عاصم"
سقط على الأرض مغمياً عليه، وعندما أفاق وجد نفسه سيبقى رهين كرسي متحرك إلى نهاية حياته كما أخبره طبيبه