تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الربيع !!!؟



بدر محمد عيد الحسين
06-07-2006, 03:14 PM
الربيــــع

كنتُ أفرح بقدومه، أفرح بلونه الأخضر الذي يكسو الأرض ، وبلونه الأحمر الذي يسكنُ شقائق النعمان، وبلونه الأصفر الذي يتلألأ في الأقحوان .
كنت ألاحق الفراشات، وأثيرُ النحلات، ويرفرف قلبي مع أسراب السنونو المهاجرة.وتُسافرُ أحلامي مع نسوم المساء الحالمة.
كانت المروج الخضراء المتعرِّجة أكثر نعومةً من فراشي الوثير، وأصوات الحملان البيضاء، وتغريد البلابل المزيَّنة أشجى من أنغام الربابة و العود.ومنظر الغروب أجمل من كل لوحات الفنانين. وبريق الفرح الذي يتألق في عينيَّ أبلغُ قصيدة .
وماذا عن عطر الطبيعة الناعش، و الشذا الذي يفوح من الزهور ؟ إنه لأزكى من أطيب الطيب، بل هو أطيب الطيب.
كبِرتُ وكَبِرَ معي الرَّبيع ، فلم أعد أرى أسراب السنونو كما كنت أراها. ولم يَعُد صوت الحمام يُشجيني، ولم أعد أستحسن منظر الفراشات المزركشة.
ما الذي حصل يا ترى ؟ لقد تغيَّرت صورة الربيع في عينيَّ، فبتُّ أراه في همسة حنان وفي لحظة أمان، وفي ابتسامة بريئة . أصبح الربيع بالنسبة لي صديقاً أبوح له بأشجاني، وأسكب في مسامعه أحلامي وآمالي، وقصيدةً تُفصحُ عن معاناتي، وقصَّة حزينة تلامسُ مشاعري فتُبكيني.
كَبرتُ، وكبرَ الربيع، وعندما فتحت كتاب نفسي وجدت الربيع فتاة جميلة، عيناها قصيدة، وضفائرها خميلة، أطهر من السحابة في السماء، وأرقُّ من النسيم في الحديقة الغنَّاء.ينسجُ الفرح مملكته من حروف اسمها، وتنتهي مراكب الأمل عند شواطئ ابتسامتها.
كبرتُ، وكبر معي الربيع، ففتحت كتاب نفسي، وإذا بالربيع طفلاً بريئاً جمعَ كل ألوان الفرح في ابتسامته، وفيوض الأمل في عينيه.تأمَّلت جيداً وإذا به يسكن في يد زوجتي الحانية عندما تمسِّدُ شعرات طفلها، وفي لهفتها الصادقة التي تملأ الدنيا بالصدق والحنان.
كبرتُ وكبر معي الربيع، ففتحت كتاب نفسي فما وجدته...تلفَّتُّ حولي فما وجدته ...فرحتُ أبحث عنه.... فتَّشتُ المجلدات ..وسألت عنه الكتب والمجلات...وسألت عنه الخاصَّة والعامة...فما وجدتُه.
بدأت من جديد أبحث عنه، فقرأت في الأحاسيس، وبحثت في المشاعر، وسألت القلوب وصارحتُ النفوس.
نعم ، لقد تعبتُ وأنا أبحث عنه حتى وجدته. هل تعلمون أين وجدته ؟
وجدت الربيع في قلب صادق لا يعرف الكذب.وفي ابتسامة المعلم التي تزرع الأمل في قلوب التلاميذ.
وجدت الربيع في حضن الأم الدافىء، وفي يد الأب الحانية. و في عيون الجندي الساهرة التي ترابط على حدود الوطن.
وقبل أن أمضي سألت الربيع قائلاً : متى تُزهر يا أيها الربيع ؟ قال : عندما يرضى عنك أبواك.

بقلم: بدر محمد عيد الحسين
سوريا_ الغدفة 5/7/2006م
badrhussain@hotmail.com

جوتيار تمر
06-07-2006, 03:23 PM
الحسين...
نص هادف..رسالة موجهة..بشفافية..وصدق...
وكأنها موعظة..مكسوة بلغة جميلة..

اتمنى للربيع ان لايغادر اوديتك...
واتمنى لك اياما مزهرة..

تقديري واحترامي
جوتيار

بدر محمد عيد الحسين
06-07-2006, 04:15 PM
شكراً للأديبة الواعدة جوتيار التي لخَّصت فكرة مقالتي بكلمات قليلة ( والبلاغة في الإيجاز )
شكراً لك ..........بارك الله فيك

ليلى عبدالملك
06-07-2006, 05:45 PM
كل ماكتب هنا جميل وربيعي رائع00
الحسين0 شكرا لك.

00
خالص ودي
00
ليلى

حوراء آل بورنو
06-07-2006, 09:17 PM
هو الربيع !
فما أجمله و ما أحسن و صفه !

مرحباً بالأخ الفاضلمرة أخرى ، و في انتظار مداد قلمك دائماً .

أعتقد أن " نسوم " جميع غير صحيح لنسمة .

ترحيبي و تقديري .

بدر محمد عيد الحسين
07-07-2006, 10:32 PM
نعم ، أحسنت وبارك الله فيك..وشكراً على قراءتك المتأنية .

بدر محمد عيد الحسين
07-07-2006, 10:36 PM
الأخت الفاضلة ليلى...شكراً لك على تعقيبك الجميل والموجز..وبارك الله فيك ..واعلمي أن هذه الكلمات التشجيعية هي الدفء الذي يحرك مداد يراعة الأديب ويحرِّض فكره...وفقك الله

أسماء حرمة الله
07-07-2006, 11:46 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه

تحية مكتوبة بعطر اليـاسمين


"وجدت الربيع في قلب صادق لا يعرف الكذب.وفي ابتسامة المعلم التي تزرع الأمل في قلوب التلاميذ.
وجدت الربيع في حضن الأم الدافىء، وفي يد الأب الحانية. و في عيون الجندي الساهرة التي ترابط على حدود الوطن.
وقبل أن أمضي سألت الربيع قائلاً : متى تُزهر يا أيها الربيع ؟ قال : عندما يرضى عنك أبواك"..

صدقتَ أديبَنــا بدر، ما أجمـل ربيعاً هذه صفاتُـه ! وهذه تقاسيمُ ازدهاره !
سمحتُ لنفسي بتنسيقِ نصّـكَ، فقد أحببتُ أن يكونَ ربيعاً حرفاً، روحاً ودثاراً أيضاً ..

سننتظركَ دوماً على ضفاف الحرف
بوركتَ وسلمتَ دوماً
تقبّل خالصَ تقديري وإعجابي :0014:
وألف باقة من الورد والندى

وفاء شوكت خضر
08-07-2006, 12:07 AM
هو ربيع الوطن ،، ربيع القلوب الصادقة ،، ربيع يملأ حياتنا ، تتفتح أزاهيره ما دام في القلب إيمان وصدق ومحبة .

نص لفت انتباهي ، وأيقظ الربيع في نفسي ، شكرا لك أخي الفاضل .
تنويه بسيط أتمنى أن لا أحرجك فيه ، جوتيار تمر أخ له أسلوب فريد في تحليل النصوص وحس متفرد وأعتذر من الأخ جوتيار لأني قمت بالتنويه نيابة عنه .

دمت بخير

أختك دخون .

بدر محمد عيد الحسين
09-07-2006, 12:08 AM
شكراً لدخون على هذه الإضاءة الجميلة...بارك الله فيك، وسدَّد خطاك وأثابك.
الأخت أسماء حرمة الله..أشكرك من أعماق قلبي على تفاعلك مع النصوص...وأجدُني أتنشَّق عبير الصِّدق وعطر الوفاء من مداد قلمك الوفي...واعلمي أن تعقيباتك الجادة والمتأنية والهادفة لتثيرني وتحمِلني على الكتابة...بارك الله فيك وشكراً لك على تنسيقك مقالتي.

أيمن بن أحمد ذوالغنى
09-07-2006, 05:20 PM
أخي الحبيب الودود الأستاذ المربي
( بدر الحسين )

قلمك ربيع حقيقي متجدِّد..

فيه البهجة والفرح والحبور...

فيه أرج الزهر، وخضرة العشب، وصفاء الماء..

فبارك الله في مداده اللؤلئيِّ المضيء..

وما زلت أسعد بكل نصٍّ جديد أقرؤه لك..
وإن لك مستقبلاً ربيعيًّا كقلمك..
مزهرًا ككلماتك..

دمت موفَّقًا مسددًا
وبانتظار الجديد من عذب بيانك..

محبكم
( أيمن بن أحمد ذوالغنى )

وتقبل مني أخيرًا هذه الملاحظات
أداء لحق الأخوة الصادقة بيننا:

1- [ إنه لأزكى من أطيب الطيب، بل هو أطيب الطيب ]

قولك: بل هو أطيب الطيب، نقضٌ لما كنت ذكرته من أنه: أزكى من أطيب الطيب،
ونكوصٌ عنه.

2- [ كَبِرتُ وكَبِرَ معي الربيع ]

الصواب فيه: كَبِرتُ وكَبُرَ معي الربيع.
( كبرتُ ) الأولى من باب لَعِبَ، بمعنى تقدم في السنِّ.
( كبر ) الأخرى من باب كَرُمَ، بمعنى عظم وزاد.

3- [ وإذا بالربيع طفلاً بريئاً جمعَ كل ألوان الفرح ]

الصواب: وإذا بالربيع طفلٌ بريءٌ.

الصباح الخالدي
10-07-2006, 07:20 AM
مشاعر جميلة
عندنا حر أو برد غالبا والحمد لله