تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مناخوليا



سمير الفيل
09-07-2006, 03:16 AM
منــاخوليا

من يكسر إشارة المرور ؟


أمام الحديقة الصغيرة يمكنك أن تراها الآن . بشعر أشعث تصبغه فضة كابية . يؤرقها ألا تكون حركة المرور منضبطة . ترفع ساعدا هزيلا فتختفي بيوت صغيرة تشرئب نحو النهر خلف كفها المهتز .
بجسدها الصغير تبدو في منتصف الميدان تماما . تواصل عملها التطوعي والشمس تطس العقول وتهري الأبدان . إلاها واقفة في صمود عجيب .
نصف ثديها الأيمن يبرز من بين رقاع الثوب الباهت ، وهي تلتفت إلى من يناديها باسمها : إزيك يا زهرة !
فتهز رأسها بإيماءة بسيطة تليق بمن يعرفون أن الوقت خلق للعمل لا للتحية وإلقاء السلام على عواهنه.
حينما مال عليها ولد صغير وبيده كوز البطاطا ، أمسكته ، وشطرته بإظفر أشبه بسكين . من المنتصف تماما فعلت ، وراحت تقضم البطاطا اللذيذة باستمتاع عجيب ، وهي تصفر بفمها محذرة سيارة مسرعة لأنها تطلق البوق في هجير الواحدة ظهرا بلا حساب .
عندما باغتها شخص غريب من غير سكان المدينة بعبارة : حاسبي يا بنت المجنونة .
هزت رأسها في امتعاض ظاهر ، ومضت في عملها وحزن غامض يتسرب لعقلها سؤال مخفور بالقلق : هل يقصدها هي بالذات؟
غير أن ابتسامات أخرى لاحقتها بعد دقائق من سبها العلني في صرة الميدان المحاط بزهور عابسة . أكدت لها أنها غير مقصودة بتاتا . لنفسها قالت وهي تسوي شعرها الأكرت المشعث : المجانين في الدنيا كتير . ربنا يستر !

الكلاب يمتنعون .

كنت أقف عند الطرف الآخر من الميدان عندما لمحته .
منكبا على عمله بدون لحظة توقف . عينان نفاذتان تكاد تخترقان الصمت والظلمة . كلب على مقربة منه يتشمم أطراف غلالات من التيل المتين مربوطة بإحكام ملقاة ومهملة عند الناصية البعيدة ، وقطط تحوم في المكان جائعة ومبتردة مع نصف ديسمبر الأخير .
اقتربت منه في توجس فوجدت يده تسرع كالرهوان بكتابة عبارات بالإنجليزية . خط في غاية التنسيق والتنميق . ملت عليه أتأمل ما يدون . لكنه زام ، ونظر نحوي في ريبة متكتمة .
عندما انتهى من خطابه الأول جذب أطراف جلبابه القديم المتنسل من أطرافه ووضعه في فمه حتى لا تسقط ورقة واحدة من كنزه الثمين . بانت ساقان متقوستان ومنهكتان تنعكس عليهما أضواء مصابيح الصوديوم لأعمدة البلدية ذات التيجان الملكية القديمة .
عاجلني بنظرة تحمل كل ما يمكن أن يصدره كائن بشري لآخر بما يحتمل أن تكون شفرتها الوحيدة الممكنة : إبتعد عن طريقي وإلا...
قبل أن تصبح " إلا " لطمة أو هبدة أو ركلة تراجعت بما يكفي لساقيه أن تنطلقان عدوا نحو صندوق البريد الحديدي المعلق على جدار مدرسة " المعالي " . أزاح بيده المشعرة الغطاء القلاب ، ثم دس رسالته ، ومضى في طريقه باتجاه معاكس .
كان العزبي مدرس اللغة الأنجليزية العبقري الذي أصابته لوثة مؤكدة يحث الخطا نحو صندوق آخر، وكنت أرقبه على البعد يبدأ في تدوين كتاباته بعد أن يضع حمل جلبابه من أوراق مكورة يفردها بظاهر يده على رصيف ينظفه بطرف كمه. ، ثم يواصل كتابته وهو يرطن بانجليزية رصينة : no.. no..dog"".

حرامية الصيغة .


للسماء ينظر، ويباغتها بطلقته الأولى المصوبة في قلب "وحيدة "الخائنة التي غدرت به وسرقت ماله وتعب السنين : " يا حرامية الصيغة " . ينقل قدميه خطوات محسوبة ثم يكمل بقية الدعاء ونظره شاخص نحو أعلى لكأنها تسكن في قصر منيف ، عال ، تطل منه على ضحيتها البائسة : " يجيء لك داء السل!" .
يتربص به المطر فلا يهتم بالسيول التي تغمره ، ولا يسرع بخطواته تحت مظلات المحال التي عكست مصابيحها ضوءا شحيحا مبتلا . لحيته نابتة ومهوشة ، أما مشيته فصرت أحفظها من طول ما تعودت رؤيته . من خلال شباك حديدي صغير يطل على شارع سوق الحسبة كنت أراه في ضجته المعلنة : " روحي ياحرامية .. منك لله " .
قلبه ينبض ، فيكاد يبين من تحت الثوب الناعم الملتصق ببروز بطن ضامرة ، وفي عينيه شرود هائل وانكسار مريب . يمضي في المطر وهو يصاعد نظرته أكثر فأكثر نحو القصر المنيف المتعالي بأسواره المنيعة ففيه تكون " وحيدة " وقد أخفت " المصاغ " بما فيه من ذهب لماع ولؤلؤ فضاح ، وجواهر كريمة من زمرد وياقوت . تومض في ظلمة العقل وهو ينفض إرهاقه في دفقات موجعة من اللغة .
" حامد " يمضي والنساء الفاتنات داخل مخادعهن ، والرجال في أسرة من القطيفة فرشها ناعم ووثير ، فيما هو لا يكل ولا يمل في ملاحقة الخائنة التي غدرت به .
حين يتوقف ويترجل عن حصان حديدي يركبه أحيانا يقف في مواجهتها . يكف لحظة عن الدعاء ، يسمع صوتها مبحوحا ومنشطرا ، مترددا بما فيه الكفاية ليصمت . تقول له : " أنا لم أخنك مرة . أنت الذي ذهبت إلى هناك وتركتني لهذا العريس الذي لم أحبه مثلما أحببتك. مات في قلبي الحب تماما عندما أخذتك الرعدة وطمست عقلك آلاف التهويمات المظلمة ".
هي اللحظة التي يستريح فيها من دعائه الموجوع قبل أن ينفض عن عقله غبار كلامها الماجن فمن يستطيع أن يدلس عليه، ويقنعه بغير الذي رآه في مخدعها. هو على حق تماما في أنها سرقته وامتصت عرقه . أخذت الذهب كله، وكيس الجواهر ، واختفت مع عريس آخر ، وأبقت له السماء مشرعة الأبواب كي تتلقى دعاءه العاجز الحزين.

فارق توقيت

كان الفجر موشكا على الطلوع عندما انبجست في روحه مياه غزيرة فاضت وملآت الكون كله حتى أنه شعر بنفسه يسبح في لجة زرقاء . وتصور أن النجوم تومض له كعناقيد من عنب تتدلى من سقف حجرته ، وهو يمرق عبر الجدران لكي يتماهى مع هذه القباب اللطيفة .
حين هزته يد أمه قال لها أنه لم يشبع من النوم ، فقط عليها أن تمنحه نصف ساعة . نصف ساعة لا أكثر ، وسوف يجد الوقت مناسبا لاستكمال مذاكرة كتب القانون الضخمة .
راحت عليها نومة ، ولما الشمس دخلت حجرته كانت قد فاتت ساعة كاملة على بدء امتحان الكلية . نزل مسرعا استوقف تاكسيا ، وأمام بوابة الجامعة هبط منشطرا ومدحورا . راح يجري داخل الكلية باتجاه السرادق الكبير لكنهم منعوه .
لم يكن هو التحدي الوحيد الذي صادفه ، لكنه أدرك أن الزمن هو الذي يتحكم في كل هذه الأشياء ، ومن يرد أن يحقق تفردا فعليه بملاحقة الزمن الهارب .
لم يستطع أحد أن يمنعه ، وهو يجري في الشوارع والميادين ، وشاطيء البحر ، ومسطحات الحدائق الخضراء . وكانت يد العميد التي وقعت قرار الفصل بناء على الأشهر القليلة التي قضاها في المصحة تتحرك طيلة الوقت في وجهه .
برابطة عنق متأنقة وبدلة صوفية يبدأ العدو الصباحي الذي لا يتوقف إلا لحظات . مجرد لحظات لا يؤبه لها ، وحين يتوقف للحظة يشعر بالصفير يجتاح أذنيه ، ولكي يتمكن من اللحاق بمواعيده في توقيت مضبوط عليه أن يجري بأقصى سرعة .
وعليه أن لايقتنع بهمهماتهم ، ولا بمقولاتهم بأنه قد منع لسنة واحدة إذ أن قبضته أسرعت بلكم المعيد الذي منعه من دخول السرادق فكان القرار . لم تنفعه الدموع التي سالت دما وأبحرا ، ولقد وثق بأن الزمن وحده هو الذي عانده .
أمين مفيد مرسي الشنوتي ، ستجد الاسم هوهو مع رقم البطاقة الشخصية ، وبطاقة الجامعة ، ورقم الجلوس ، والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.
في طفولته جاء التومرجي وقطع قطعة جلد صغيرة تحت السرة ، بين فخذيه تماما ، أحس بالألم ، دمعت عينا أمه ، أما هو فصرخ ، وقد وبخه الأب لأنه سيكون رجلا في المستقبل ، وعليه أن يكتم ألمه.
يبوح لمن بسر الوقت والسرادق كان ينهار رويدا رويدا على رأسه وأمه تبكي لأنها نامت ، وهو الفتى النابه الوحيد لأبوين فقيرين ؟
فقد الاحساس بالوقت ، وراح يعالج هذا الخلل ، فاشترى ساعات من كل شكل ولون ، ومنبهات تدق في توقيتات مضبوطة ، وساعات جيب بغطيان ملساء من الفضة ، لكن الصفير لا يكف .
وهو يجري ويجري حتى لا يفوته موعد ، وحينما يتفصد العرق على جبهته وينحدر مياها مالحة في عينيه يجري أكثر حتى يوقف هذا الصفير . ليته يكف لحظة عن التسلل لصيوان أذنيه .
ليتهم يتركونه في حاله ، ولا يعترضون سرعته بقطع الطوب التي تلقى في طريقه الذي لا يعرف أبدا كيف يصل لنهايته في التوقيت المناسب .

حاملوا النعش

ليس هناك حدود للموت . ليس هناك بداية متيقنة للحظة استلال الروح من الجسد. للحزن غلالات ضبابية تتداخل لتمنح النفس سكينة الهدوء , وللموت ذبذبات تترنح من وقعها الأنفس الحائرة حين تتخبط بين رحى الوجود والعدم .
" حكمة " ، ومن فضلك ضع 3 فتحات قبل أن تقابلك التاء المربوطة كفيونكة في نهاية الكلمة هو أحد متتبعي الموت في سيره الخصوصي في شوارع وأزقة المدينة ، وفي مواربة الأبواب لحظة المروق الصامت ماعدا صوته المتحشرج كأنه النفس الأخير بكلمة تهتز لها النفوس وترتج القلوب : " وحدوووووووه" .
هو واحد من متخصصي حمل النعوش ، مهما كانت قيمة الميت أو رتبته وقبل أن تظهر " تقليعة " السيارة التي تحمل النعش كان لابد من وجود أربعة رجال أشداء لحمل النعش في طريقه إلى المدافن.كان أحدهم هو " حكمة " وعلى الحانوتي تدبير ثلاثة آخرين فهو حاجز دائم للخشبة خاصة التي تكون في المقدمة اليمنى فثوابها أكبر من الخشبات الثلاثة الباقيات وهذا طقس معلوم في حساب الأموات.
أين يعيش حكمة ؟ لا توجد إجابة وحيدة مقنعة عن أماكن مبيت هذا الرجل الكالح المزوّرة عينه ، فهناك أربعة أقاويل لكل منها وجاهتها.
المقولة الأولى أنه يسكن مع الموتى ، فيبحث كل ليلة عن مكان آمن بين حدبات القبور ، وينبش في التراب حتى يرفع الغطاء الثقيل ثم يندس في الحفرة العميقة حتى طلوع الصباح.
المقولة الثانية أنه يتسلل إلى عزبة العمدة رضوان حيث الغيطان مثقلة بمحاصيلها من قمح أو أذرة أو قطن فيهبط بجسده في مسارات معلومة ولا يظهر لإنسان حيث أنه قد خاوى الكلاب والذئاب وبنات آوى من زمن وقاسمهم المبيت في مثل هذه الأماكن الفسيحة خلال مواسم ما قبل الحصاد . وما يدعم هذا الرأي أن العمدة رضوان نفسه كان يمر بنفسه في أرضه راكبا حماره حين تعثر " الحمار " وسقط العمدة على ظهره ، فأحس بجسد آدمي طري له رائحة نتنة لاتطاق كرائحة الجثث المتعفنة ، وقبل أن يفتح فمه بكلمة عاجلته يد مخشوشنة تزغده : ماتفتح يا أعمى . ولما كان العمدة له شنة ورنة فقد أخفى الخبر عن الناس وفتشه "حكمة " في لحظة تجلي.
المقولة الثالثة أنه متزوج من جنية تسكن في تجويف شجرة جميز عتيقة لها تجويف خفي في جذع تسكنه ال" بسم الله الرحمن الرحيم " يعني لامؤاخذه العفاريت .
وهو من أصول جنية بدليل أنه حين يغضب تحمر عيناه وتطقان شررا بحق وحقيق . وقد اعترف المنجي المتولي بأنه رآه يضاجع الجنية في ليلة خريفية متربة ، فلما أحس به استوقفه وهو يرتجف ـ أي المنجي ـ وقال له بالحرف الواحد : لو فتحت فمك بحرف فستسخطك " الجنية " في الحال وتحولك إلى كلب أجرب . فرد الرجل بتمتمات مبهمة بما معناه : " السر في بير" . لكنه وكما يؤكد المتابعون لأسرار مدينتنا أن كفا قد هوى على قفاه ـ كنوع من التوثيق الشفاهي ـ فبرقت رعودا ، وهو ما ينفيه المنجي نفيا قاطعا.
المقولة الرابعة هو ما انتشر في المدينة انتشار النار في الهشيم أنه يسكن النعوش المتهالكة في حوش المشرحة بجوار المستشفى الأميري القديم وفي الطريق لبيت مولانا محمد علوش . والدليل على ذلك ما تناقلته الألسن الناقصة من أن عاملا يشتغل في مصانع الغزل . كان يمشي في طريقه إلى بوابة رقم 2 لمصنع الغزل والطريق خال . وكان قد نسى ساعته ، وفيما هو يحدث نفسه : " مفيش حد ابن حلال يقول لي الساعة كام ؟ ". فإذا بغطاء النعش يُـفتح في تلك اللحظة بالضبط لتطل رأس ملساء باحمرار قاتم مخيف مع شعر غزير في الجانبين وإذا بالرأس المطلة من النعش تنطق : " الساعة خمسة ونصف ياأخ " .
وقد وقف شعر العامل وكان اسمه نصحي ، ومكان إقامته قرية " ميت الشيوخ " ، ودفعا للذعر الذي ألم به ، من كون جثة ترقد في نعش قد دبت فيها الروح ، و نطقت ، قال بما يشبه الاعتذار :" شكرا يا أستاذ ".
فرد الناطق في الدلجة المغبشة بنور خفيف : " لا شكر على واجب ياابن ستين كلب " .
دخل نعشه ، وهو ـ أي نصحي ـ لما تجاوز بوابة 2 ، وهو يكاد يهر من الخوف ، حكى الواقعة ، ووصف الرجل فصاحوا في صوت واحد : نعرفه . إنه " حكمة " .
لا يهمنا الآن أين يبيت " حكمة " ولا من أين يحصل عما يسد به رمقه فهو يرفض أية صدقة ، ويشتال النعش بلا مقابل . فقط لا أحد يعرف كيف اختفى فجأة ، فحين مات العربي وهدان من قرية " المنيا" أحضروا ثلاثة رجال أشداء وبقيت الخشبة الرابعة في انتظار ه . تصايحوا في الخلاء كما كانوا يفعلون حين يتأخر وهي مرات قليلة كي يجيبهم كعادته: " حاضريا بقر " .
في هذه المرة لم ينطق حكمة ، ولا خرج من غيطان العمدة رضوان نفس ، ولم يرد على صيحات الرجال بصوته الأجش الذي يشبه الفول المجروش . وخشي أي فرد أن يحتل مكان حكمة .
كانت أول جنازة نعش على الأكتاف يشتالها ثلاثة رجال ، ولما صار الأمر صعبا اقترحوا حاملا رابعا من أهل الميت أي بلا أجر . وبقى مكان " حكمة " فارغا حتى أنجبت المدينة " حكمة " جديدا !

* كتبت هذه النصوص يومي 8، 9/7/ 2006

الصباح الخالدي
09-07-2006, 06:04 AM
ملاخوليا مبدعة شكرا استاذي

سعيد أبو نعسة
09-07-2006, 08:22 AM
سعدت و الله بقصصك الواقعية التي ترصد المسحوقين من أبناء الحياة و تفاصيل الشقاء و الحرمان التي يعانيها الذين ركلهم المجتمع و أوقفهم على رصيف الأرض .
دمت في خير و عطاء

سمير الفيل
09-07-2006, 10:38 AM
ملاخوليا مبدعة شكرا استاذي
الصباح

شكرا جزيلا لمرورك الكريم .

خالص المودة ..

سمير الفيل
09-07-2006, 10:40 AM
سعدت و الله بقصصك الواقعية التي ترصد المسحوقين من أبناء الحياة و تفاصيل الشقاء و الحرمان التي يعانيها الذين ركلهم المجتمع و أوقفهم على رصيف الأرض .
دمت في خير و عطاء

سعيد أبو نعسة

يعج الواقع بامثال هؤلاء ..
ممن تعاملوا مع الحياة بعصبية بالغة ، أو بمن مستهم فجيعة العقل .
فكان الجنون .

محمد سامي البوهي
09-07-2006, 02:19 PM
الواقع ....... هو الواقع

وما نراه في قصصك يا أستاذنا ... كله واقع.

باقة قصصية غير معهودة الإدراج منك يا استاذنا سمير , لكنني استمتعت بها , كلما قرأت لك تذكرت موطني وبلدي الحبيبة .

احترامي اليك

نلتقي قريباً بإذن الله

سمير الفيل
09-07-2006, 04:06 PM
الواقع ....... هو الواقع

وما نراه في قصصك يا أستاذنا ... كله واقع.

باقة قصصية غير معهودة الإدراج منك يا استاذنا سمير , لكنني استمتعت بها , كلما قرأت لك تذكرت موطني وبلدي الحبيبة .

احترامي اليك

نلتقي قريباً بإذن الله

محمد سامي البوهي

أهلا بك.
عادة ما نجتمع كل يوم اثنين ..
.. في مركز الإعلام بدمياط
امام البوسطة الدائرية بجوار السنترال القديم .

...
نعود لمجانيننا . نعم هم من الواقع : رفضا ، وزهقا ، وتمردا .
صورتهم بشيء من التحوير .
تحياتي ..

د. محمد حسن السمان
11-07-2006, 12:33 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب القاص الاستاذ سمير الفيل

حملتني هذه المجموعة , من القصص القصيرة , والتي اخترت لها بنجاح عنوان " مناخوليا " , بين شعورين متضاربين , السعادة والحزن , سعدت لانني اقرأ لك , مستمتعا بجماليات القص , وحزنت تحت تأثير شخوصك , والصور والافكار , التي تجسد البؤس والحرمان والشقاء , وفي كلا الحالين , نجحت في رفع التوتر لدي كقارىء .
تقبل محبتي واعجابي .

اخوكم
السمان

سمير الفيل
11-07-2006, 04:34 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب القاص الاستاذ سمير الفيل

حملتني هذه المجموعة , من القصص القصيرة , والتي اخترت لها بنجاح عنوان " مناخوليا " , بين شعورين متضاربين , السعادة والحزن , سعدت لانني اقرأ لك , مستمتعا بجماليات القص , وحزنت تحت تأثير شخوصك , والصور والافكار , التي تجسد البؤس والحرمان والشقاء , وفي كلا الحالين , نجحت في رفع التوتر لدي كقارىء .
تقبل محبتي واعجابي .

اخوكم
السمان

أخي الفاضل
الدكتور محمد حسن السمان .
شعرت بمثل هذا التناقض بين لذة النص وانين الشخصيات في لحظات الكتابة .
أشكرك للمرور الكريم .
دمت بخير

يسرى علي آل فنه
14-07-2006, 01:49 PM
منخوليا

والسؤال لماذا يأتي الجنون ولمن؟

ويتعقبني الجواب بأنه يأتي ليسرق العقل ممن ينامون عنه ويغفلون عن تفقده بالرضى بما قدره الله

لكن بكل حال من الجنون أن نلوم المجانين ومن العقل أن نلومهم

أخي الكريم القاص سمير الفيل

تحية ملؤها الشكر على هذه الوقفة الراصدة لعذابات هذه الفئة

وفي قول الشاعر بعض عزاء لهم

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

(فمابالك إذا أصبح أخو الجهالة مجنون رسمي برغم مرارة الحال لمن يدركه من العقلاء الطيبين)

إحترامي لك أيها الاستاذ الكريم ودعائي بأن يحفظنا الله تعالى بنعمة العقل

محمد عصام
14-07-2006, 02:08 PM
أديبنا الفذ ، رجلنا المميز ، سميرنا المحترم.
أخى الحبيب ـ سمير.
اجد هنا وقائع من الواقع.
شكرا لك.
تحياتى.

جوتيار تمر
14-07-2006, 09:50 PM
الاستاذ سمير الفيل..

من يكسر إشارة المرور ؟
مررت عليها..وبدات اجزء مفردتها...ظنا مني اني استطيع بذلك افراد كل جملية مكتملة حلى حدا...لكن...وجدتها..بعدما لملمتها في لوحة رسمتها في ذهني..وخيالي...انها قطعة واحدة لاتجزأ..بداً..بوقفتها التطوعية..وذراعها..ساعدها المتهز..الى تلك اللمحة الخاطفة للثدي.. الى وجوب معرفة قيمة الوقت..الى استغلال فترة الراحة والاكل..ايضا في العمل..الى ذاك الذي سب.. ومن ثم القلق الذي انتابها..والى الذين افرجوا عنها غمة الحزن..بعبارات رنانة..الى اعترافها بكثرة المجانين..الصورة كلها معا تشكل لوحة جدارية رائعة..وباعثة على التأمل.. ففيها يجد المرء معنى العمل التطوعي..حتى وان كانت امرأة..ومن ثم يتعرف فيها على طباع الناس..دون نسيان الطبيعة الغرائزية للانسان وكأني بها تنتظر شيئا ما..شيء ما..وكذلك فيها يتعرف المرء على ضرورة معرفة قيمة الوقت..وكذلك..كيفية التعامل النفسي مع كل واردة...انها بحق لوحة شاملة.

الكلاب يمتنعون .
بدات هذه وكانك تصف لنا حالة نفسية حادة بلغت حد العقدة من شيء ما..ولعل من سبب ظاهر او مخفي وراء ذلك..فالعبقري..في اغلب الادبيات رمز للانسان الذي اصبح شبه مشرد.. بسبب افكاره..ووووووو...لذا...ينعت بالعبقري..سخرية به..وكأنه مجنون..بل حتى ان الغباء وصل بالبعض بان يصف المجنون نفسه بالعبقري استهزاءاً..ولم اجد نفسي في هذه اللوحة.. فقط شعرت بان العقدة المفسية قد ولدت لديه حالة مريبة..لذا فالكلاب امام ان تكون رمزا.. لمن تسبب في حالته تلك..ام ان عقدته تبدأ بمشاهدة الكلاب نفسها..

حرامية الصيغة .
اقرب الطباع التي اصبح البشر يتقمصها..بل هو الذي جعل الكائنات الاخرى تتقمصها..الغدر..
الخيانة.. فالبشرية منذ البدء..حيث قابيل وهابيل..قد زرعا بذور الغدر والخيانة في النفوس..
وعلى تلك الوتيرة نفسها استمرت البشرية..بل تفننت وابدعت..وحامد..ليس الا صورة لملايين الصور التي تتكرر في كل وقت وزمان..ووحيدة..ايضا..ليست الا صورة مشوهة لروح الانثى الحق.
الصور هنا تتلاحق..وبايقاع سريع تدخلنا..في اعماق حامد..الذي اصيب بصدمة شلت قواه العقلية..لانه لم يتصور ان يخلق كل هذا الحب الخيانة في نفس المحبوبة..ووحيدة تجعلنا نفكر ونتسائل الف مرة..لماذا تتعمد المرأة ان تغمد سيف الخيانة في صدر من يحبها..ولماذا دائما نجدها تنحاز للمال..للقصر...على حساب الحب الصافي..هل هي لغة الواقع..تفرض نفسها.. الحب ((لايوكل عيش)) اما انه طباع لايمكن ان تتغير.

فارق توقيت
وكأنها رسالة صريحة بحق الزمن..
كنت فيما مضى ومازلت اقول لمن يسألني عن الزمن.. بانه آلة رهيبة..لاتتوقف ابدا.. ولايبالي ابدا بشيء سوى ان عليه ان يستمر..اما كيف فلايهم..ولماذا..لايهم..والاخ رون...ايضا لايهم..
الزمن..لايبالي بما يخلفه وراءه من اشلاء..ووووووووو...الزمن مهمته هو ان يمضي فقط..
هكذا كنت ولم ازل اراه الزمن...والشنوتي لو كان منذ البدء مقتنعا بما قلته الان لكان الوضع قد تغير..انها عادة لطلما وجدتها قاتلة في مجتمعاتنا...ولا اعلم هل هي بدافع الكسل والخمول الذي اصاب عقولنا ام هناك اسباب اخرى نجهلها..فقط دقائق وافعل ما تريد..هكذا دائما نجد انفسنا نتهامس مع ذواتنا..نحن من نحاول منح ذواتنا دقائق..ام الزمن فليس له من الامر شيء.. بل انه لايستوعب كيف نفعل ذلك ونحن نوقن بان الزمن لن يتوقف من اجلنا..وكأنه يقول في حال نفسه ما اغبى هولاء..يمنحوني لانفسهم ولست املك انا مجرياتي...وهكذا.. وفي ادق الامور واكثرها حساسية نتكاسل نهمل الزمن فيسلبنا بالتالي اعز الاشياء.
لقد وظفت الزمن هنا على اكمل وجه.
حاملوا النعش
حكمة..اشبه بحفار القبور للشاعر الكبير المرحوم بدر شاكر السياب..انه يمتهن مهنة تلوك حولها القصص والخرافات..وعملية حياكة القصص والخرافات هي من اسهل الامور في مجتمعاتنا..بل نحن نتفرد بها عن غيرنا..فالخرافة كأنها تزاوجت مع ذواتنا حتى بتنا لانقوى على قول غير خرافة سمعناها هنا او صنعناها هناك.
وكأني بك هنا تشير الى ان قضية هامة وهي كيفية معالجة هذه الالسنة التي تهوى التلفيق ونشر الاحاديث حتى وان كانت كلها احاديث كاذبة.
احيانا نجد بان مثل هذه الامور تخلق جوا عدائيا داخل الاجتماع..ولها تأثيرا جانبية كبيرة.. بما تخلقه في نفوس الاخرين من توهيمات..تتناقلها الالسنة حتى تصبح حقائق لدى البعض.. وحكمة في كل الاحوال بشر لديه مهنته حتى وان رفضها الاخرين..لذا قد يغيب ويموت وقد يحضر.
في هذا النص..ديناميكية..يمكن ان افسره على اكثر من وجه..لكني اكتفي...الان ..قد اعود لاحقا..
مجموعة قصص..استنبطتت الواقع فأتت واقعية...ولواقعيتها كانت ذات دلالات قيمة..
دمت....
تقديري واحترامي
جوتيار

سمير الفيل
26-07-2006, 12:38 AM
منخوليا

والسؤال لماذا يأتي الجنون ولمن؟

ويتعقبني الجواب بأنه يأتي ليسرق العقل ممن ينامون عنه ويغفلون عن تفقده بالرضى بما قدره الله

لكن بكل حال من الجنون أن نلوم المجانين ومن العقل أن نلومهم

أخي الكريم القاص سمير الفيل

تحية ملؤها الشكر على هذه الوقفة الراصدة لعذابات هذه الفئة

وفي قول الشاعر بعض عزاء لهم

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

(فمابالك إذا أصبح أخو الجهالة مجنون رسمي برغم مرارة الحال لمن يدركه من العقلاء الطيبين)

إحترامي لك أيها الاستاذ الكريم ودعائي بأن يحفظنا الله تعالى بنعمة العقل

يسرى

بين العقل والجنون شعرة دقيقة .
ألف شكر لمرورك الكريم .

سمير الفيل
26-07-2006, 12:40 AM
أديبنا الفذ ، رجلنا المميز ، سميرنا المحترم.
أخى الحبيب ـ سمير.
اجد هنا وقائع من الواقع.
شكرا لك.
تحياتى.

د/ محمد عصام ..

من الواقع نحصل على العجينة الطرية للسرد .
ألف شكر لكم .

سمير الفيل
26-07-2006, 12:41 AM
الاستاذ سمير الفيل..

من يكسر إشارة المرور ؟
مررت عليها..وبدات اجزء مفردتها...ظنا مني اني استطيع بذلك افراد كل جملية مكتملة حلى حدا...لكن...وجدتها..بعدما لملمتها في لوحة رسمتها في ذهني..وخيالي...انها قطعة واحدة لاتجزأ..بداً..بوقفتها التطوعية..وذراعها..ساعدها المتهز..الى تلك اللمحة الخاطفة للثدي.. الى وجوب معرفة قيمة الوقت..الى استغلال فترة الراحة والاكل..ايضا في العمل..الى ذاك الذي سب.. ومن ثم القلق الذي انتابها..والى الذين افرجوا عنها غمة الحزن..بعبارات رنانة..الى اعترافها بكثرة المجانين..الصورة كلها معا تشكل لوحة جدارية رائعة..وباعثة على التأمل.. ففيها يجد المرء معنى العمل التطوعي..حتى وان كانت امرأة..ومن ثم يتعرف فيها على طباع الناس..دون نسيان الطبيعة الغرائزية للانسان وكأني بها تنتظر شيئا ما..شيء ما..وكذلك فيها يتعرف المرء على ضرورة معرفة قيمة الوقت..وكذلك..كيفية التعامل النفسي مع كل واردة...انها بحق لوحة شاملة.

الكلاب يمتنعون .
بدات هذه وكانك تصف لنا حالة نفسية حادة بلغت حد العقدة من شيء ما..ولعل من سبب ظاهر او مخفي وراء ذلك..فالعبقري..في اغلب الادبيات رمز للانسان الذي اصبح شبه مشرد.. بسبب افكاره..ووووووو...لذا...ينعت بالعبقري..سخرية به..وكأنه مجنون..بل حتى ان الغباء وصل بالبعض بان يصف المجنون نفسه بالعبقري استهزاءاً..ولم اجد نفسي في هذه اللوحة.. فقط شعرت بان العقدة المفسية قد ولدت لديه حالة مريبة..لذا فالكلاب امام ان تكون رمزا.. لمن تسبب في حالته تلك..ام ان عقدته تبدأ بمشاهدة الكلاب نفسها..

حرامية الصيغة .
اقرب الطباع التي اصبح البشر يتقمصها..بل هو الذي جعل الكائنات الاخرى تتقمصها..الغدر..
الخيانة.. فالبشرية منذ البدء..حيث قابيل وهابيل..قد زرعا بذور الغدر والخيانة في النفوس..
وعلى تلك الوتيرة نفسها استمرت البشرية..بل تفننت وابدعت..وحامد..ليس الا صورة لملايين الصور التي تتكرر في كل وقت وزمان..ووحيدة..ايضا..ليست الا صورة مشوهة لروح الانثى الحق.
الصور هنا تتلاحق..وبايقاع سريع تدخلنا..في اعماق حامد..الذي اصيب بصدمة شلت قواه العقلية..لانه لم يتصور ان يخلق كل هذا الحب الخيانة في نفس المحبوبة..ووحيدة تجعلنا نفكر ونتسائل الف مرة..لماذا تتعمد المرأة ان تغمد سيف الخيانة في صدر من يحبها..ولماذا دائما نجدها تنحاز للمال..للقصر...على حساب الحب الصافي..هل هي لغة الواقع..تفرض نفسها.. الحب ((لايوكل عيش)) اما انه طباع لايمكن ان تتغير.

فارق توقيت
وكأنها رسالة صريحة بحق الزمن..
كنت فيما مضى ومازلت اقول لمن يسألني عن الزمن.. بانه آلة رهيبة..لاتتوقف ابدا.. ولايبالي ابدا بشيء سوى ان عليه ان يستمر..اما كيف فلايهم..ولماذا..لايهم..والاخ رون...ايضا لايهم..
الزمن..لايبالي بما يخلفه وراءه من اشلاء..ووووووووو...الزمن مهمته هو ان يمضي فقط..
هكذا كنت ولم ازل اراه الزمن...والشنوتي لو كان منذ البدء مقتنعا بما قلته الان لكان الوضع قد تغير..انها عادة لطلما وجدتها قاتلة في مجتمعاتنا...ولا اعلم هل هي بدافع الكسل والخمول الذي اصاب عقولنا ام هناك اسباب اخرى نجهلها..فقط دقائق وافعل ما تريد..هكذا دائما نجد انفسنا نتهامس مع ذواتنا..نحن من نحاول منح ذواتنا دقائق..ام الزمن فليس له من الامر شيء.. بل انه لايستوعب كيف نفعل ذلك ونحن نوقن بان الزمن لن يتوقف من اجلنا..وكأنه يقول في حال نفسه ما اغبى هولاء..يمنحوني لانفسهم ولست املك انا مجرياتي...وهكذا.. وفي ادق الامور واكثرها حساسية نتكاسل نهمل الزمن فيسلبنا بالتالي اعز الاشياء.
لقد وظفت الزمن هنا على اكمل وجه.
حاملوا النعش
حكمة..اشبه بحفار القبور للشاعر الكبير المرحوم بدر شاكر السياب..انه يمتهن مهنة تلوك حولها القصص والخرافات..وعملية حياكة القصص والخرافات هي من اسهل الامور في مجتمعاتنا..بل نحن نتفرد بها عن غيرنا..فالخرافة كأنها تزاوجت مع ذواتنا حتى بتنا لانقوى على قول غير خرافة سمعناها هنا او صنعناها هناك.
وكأني بك هنا تشير الى ان قضية هامة وهي كيفية معالجة هذه الالسنة التي تهوى التلفيق ونشر الاحاديث حتى وان كانت كلها احاديث كاذبة.
احيانا نجد بان مثل هذه الامور تخلق جوا عدائيا داخل الاجتماع..ولها تأثيرا جانبية كبيرة.. بما تخلقه في نفوس الاخرين من توهيمات..تتناقلها الالسنة حتى تصبح حقائق لدى البعض.. وحكمة في كل الاحوال بشر لديه مهنته حتى وان رفضها الاخرين..لذا قد يغيب ويموت وقد يحضر.
في هذا النص..ديناميكية..يمكن ان افسره على اكثر من وجه..لكني اكتفي...الان ..قد اعود لاحقا..
مجموعة قصص..استنبطتت الواقع فأتت واقعية...ولواقعيتها كانت ذات دلالات قيمة..
دمت....
تقديري واحترامي
جوتيار

جوتيار تمر

تحليك جميل ، وفيه اجتهاد كبير
ألف ألف شكر .

دمتم ..