المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفيل يطير !



جمال علوش
10-07-2006, 01:44 AM
= الفيل يطير ! =


قصة : جبير المليحان



في زمن بعيد ، كان الفيل على شكل طائر كبير ، له جناحان داكنان طويلان ، و منقار أصفر أطول من متر .. و كان صوته يشبه الزعيق المزعج .. و فعلاً فقد كان طائراً شرساً ، يهجم على أعشاش الطيور ، و يحطمها بمنقاره القاسي كالعظام .. و يلتهم كل الأطعمة التي تقع عليها عيناه..كانت الطيور والحيوانات الصغيرة تخشى الطائر الفيل ، و تكره تصرفاته السيئة .. حتى جاء يوم شاهدت الكائنات هذا الطائر الخرافي ينقض من السماء بسرعة مذهلة ، و يختفي وسط ظلام أغصان شجرة السدر الضخمة .. ثم يعلو زعيقه .. و يستمر .تراكضت الكائنات و تحلقت حول جذع السدرة محدقة في الطائر الجشع .. و يا لهول ما رأت : الطائر الطماع ، وقد دخل منقاره الطويل حتى نهاية الرأس بين غصنين متينين ، و انحبس .. أما باقي جسمه فقد تدلى مثل كيس طويل ، و قد ضحكت الحيوانات و الطيور الصغيرة على بطنه الضخم المتدل
كان هذا الوحش قد شاهد ـ و هو في الجو ـ بعض الأعشاش التي ملأتها أمهات الطيور الصغيرة بالغذاء ، فأسرع إليها ، هاوياً من السماء حتى نشب في ورطته في الشجرة ..
و الآن ماذا تفعل هذه الكائنات المتجمعة حوله ؟ بعضها مضى إلى سبيله ، و آخرون هزوا رؤوسهم مرددين بعض الحكم ، و جمهور منهم بقي للفرجة والسخرية بعض الوقت ، ثم تفرقوا .. لكن الطائر الفيل المعلق ظل يزعق ، و قد انفتح منقاره على الآخر .. و كانت الطيور المسافرة التي تمر من طريق شجرة السدر تلك ، تقترب منه ، و تضع الطعام في فمه الواسع ، ظانة أنه يزعق من الجوع .. و مع كثرة ما يوضع في فمه من أكل فقد كف عن الزعيق ، و أخذ يلتهم كل ما يوضع في فمه ، و يرسله إلى بطنه بسرعة .. و أخذ البطن يكبر ويتسع و يثقل حتى اقترب من الأرض ، ضاغطاً الجناحين ، و شاداً على رأس الطائر و منقاره .. الجناحان انضغطا حتى صارا طويلين كورقتين عظيمتين .. والمنقار بدأ يلين هو الآخر متحولاً إلى خرطوم طويل .. وهكذا ، و فيما الكائنات تمشي في طريق شجرة السدر سقط الجسم الضخم في الأرض .. و تجمعت الكائنات حوله مرددة باستغراب سؤالها الذي تحول إلى اسم دائم :
• ما هذا الفيل؟
نهض الفيل الثقيل بصعوبة ، و مشى في الطريق إلى الغابة .. و عيناه الصغيرتان تدمعان : حيث لن يطير مرة أخرى !!
‏19‏‏/‏01‏‏/‏00‏ـ ‏12‏‏/‏10‏‏/‏20‏ـ الدمام

د. محمد حسن السمان
13-07-2006, 08:53 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب الشاعر الاستاذ جمال علوش

خلال رغبتي الملحة , لمتابعة اعمالك , في ادب الاطفال , استوقفتني هذه القصة القصيرة , التي كتبت لاجل الاطفال , بعنوان " الفيل يطير " , فلامست فيها اللغة البسيطة المباشرة , مع سلامة المتون , وجمال العبارات , والصور الجميلة المباشرة , مع التشويق الواضح , لتقدم فكرة , كيف ان الجشع والاذى , يؤدي الى نهاية غير حميدة , في محاولة ناجحة , لترسيخ قيمة اخلاقية .
قصة جميلة , ملكت كل مقومات القصة القصيرة , واستخدمت افضل ادواتها , في حرفية عالية , بالمناسبة استمتعت بها .
واتساءل هل هي لك , ام هي من اختياراتك الكريمة , وجهدك لتكوين قاعدة جيدة , في ادب الطفل
بارك الـلـه بك , وبهذه الاعمال القيّمة , لبناء ادب راق للطفل العربي .

اخوكم
السمان

جمال علوش
14-07-2006, 12:44 AM
أخي الجميل ..
قصة ( الفيل يطير ) ليست لي ، بل هي لصديقي الكاتب السعودي المعروف ( جبير المليحان ) صاحب موقع القصة العربية الشهير .. وقد ذكرت اسمه في أعلى القصة ... نعم هي خطة مني لتقديم أبرز الأعمال القصصية والشعرية والمسرحية في أدب الأطفال لصغارنا من خلال هذا الموقع المتميز . في الجعبة الكثير ، وأصدقائي كتاب الأطفال كثيرون أيضاً ، وهم لن يبخلوا بتقديم أعمالهم الدافئة لطفلنا العربي .
لك تحيتي

جمال علوش

ربيحة الرفاعي
04-10-2011, 01:24 AM
قصة جميلة حملت العبرة والدرس التربوي ينبه لخطورة الجشع ونهاية أهله في نص سهل اللغة متين البناء واضح المعاني ومباشر الطرح

شكرا لجميل اختيارك ايها الكريم

تحيتي

ناديه محمد الجابي
14-05-2018, 08:01 PM
قصة عميقة المعنى على بساطتها ـ أجاد الكاتب تصويرها
بلغة سلسة وأسلوب بسيط جميل يحمل المعلومة والعبرة لعقل الطفل
لقلم الكاتب اسلوب جميل ، ولخياله القدرة على اقتناص الفكرة
بوركت على اختيارك ـ ولك تحياتي وتقديري.
:sm::001::004:

أسيل أحمد
30-05-2020, 12:23 PM
قصة جميلة بلغة سلسة، وفكرة ظريفة وعبرة ودرس
شكرا لك على رائع ما اخترت ـ وشكرا للكاتب/ جبير المليحان على جميل ما كتب .
ولكما تحياتي وتقديري.