المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ويبقى العراق



فضل شبلول
10-07-2006, 10:10 PM
وَيَبْقَى العِرَاقُ

شعر: أحمد فضل شبلول

ويبقى العراقُ عزيزًا علينا
كبيرًا بحجْمِ الجِرَاح
عَنِيدًا كَطَوْدٍ ..
تَسَاقَطَ منه الفتيتُ المُبَعْثَر
ويبقى العراقُ
على دمْعَةٍ من عيونِ المَهَا
أَهِيمُ بها ..
أَقُولُ لها:
دَعِينِي أُمرِّغُ خَدْيَ ..
في نسمةٍ من نِسيمِ العراق
أصيحُ من (الثغرِ) حتى بلادِ المغول
فَلَنْ تُشرقَ الشمسُ من ظُلْمَةِ (الأطلسي)
وَلَنْ تضحكَ الشمسُ من وَضْعِها في الأفولْ
وَهَلْ في الفُرَاتِ نَخِيلٌ طَوِيلٌ ..
كَصَبْرِ الرَّسُول ..؟

ويبقى العراقُ نزيفًا على الخَارِطَةْ
ويبقى (الرَّصَافةُ) و(الجِسْرُ) ..
مَنْ يُوقِفُ النَّزْفَ إلا بنوكَ ..
ومَنْ يَفْرَحُ الآنَ ..
إلا هَوَى حَاسِدِيكَ
لِمَنْ زَقْزَقَتْ شَقْشَقَاتُ الصَّبَاحِ ..؟
لِمَنْ ضَوَّعَتْ عِطْرَهَا وَرْدَةٌ في الرياحِ ..؟
لِمَنْ قصَّدتْ شِعْرَهَا (نازكٌ) ..؟
لِمَنْ كانَ يَكْتُبُ (سيَّابُنَا) ..
و(بيَّاتُنَا) ..
في الهزيعِ الأخيرْ ..؟
و(سَعْدِي) و(جَعْفَرُ) ، (مَهْدِي)
لِمَنْ يَكتبونْ ..
وَهُمْ وَاجِمُونْ ..

فَمَا مرَّ عامٌ وَلَيسَ العِرَاقُ يَئِنُّ
فهلْ آنَ للشطِّ أنْ يَبْتسمْ ..؟
وهلْ آنَ للشَّمِلِ أنْ يَلْتَئِمْ ..؟
عِرَاقٌ لَنَا ..
وليسَ العِرَاقُ لهمْ

فقُلْ للخليجِ: هَوَانُ العِرَاقِ
هَوَانٌ لنا
وقُلْ للرَّدَى:
اتَّئِدْ
فَلَيْلَى المريضةُ قامتْ على حيلِها
وَلَيْلَى العفيفةُ جاءتْ على مَهْلِها
وَلَيْلَى العروبةُ قالتْ لِهَذَا المَدَى:
سَيَبْقَى العِرَاقُ عَزِيزًا على ناسِهِ
سيبقَى .. ببترُولِهِ ..
وضِيَا تَمْرِهِ ..
وسَمَا نَخْلِهِ ..
سيبقَى بأنْهَارِهِ ..
وودْيَانِهِ ..
وأكْرَادِهِ ..
وعشْتَارِهِ ..
سيبقَى يَسِنُّ السُّنَنْ
ويَعْلُو على جَبَهَاتِ الفتنْ
سيبقَى العِرَاقُ الوَطَنْ
صَلاةً وَشِيْعَةْ
ويَبْهَتُ لَوْنُ الفَجِيْعَةْ
وَيَرْحَلُ مَنْ يَرْحَلُونْ
مع الليلِ صَوْبَ المَنُونْ
وَيَبْقَى العِرَاقُ ..
عِرَاقًا لنا
وليسَ العِراقُ ..
وصُبْحُ العِرَاقِ ..
وخَيْرُ العِرَاقِ ..
يَوْمًا لَهُم.
أحمد فضل شبلول ـ الإسكندرية
10/4/2003

عبدالملك الخديدي
10-07-2006, 10:47 PM
شاعر مبدع اسمه - أحمد شبلول -
مقطوعة شعرية رائعة ، تنساب حروفها من وحي شاعر مبدع يغرف من نهر النيل ويصب ألقه وابداعه في نهر الفرات .. ويرمي أشواقه وأشجانه في نهر دجلة ليفيض النهر عروبة وعراقاَ يتألم من وقع حوافر الأعداء مغول الغرب وتتار الحقد وقراصنة النفط.
تحيتي أهديها لهذا القلم النبيل
:0014: .

إكرامي قورة
10-07-2006, 11:03 PM
وَهَلْ في الفُرَاتِ نَخِيلٌ طَوِيلٌ ..
كَصَبْرِ الرَّسُول ..؟

شاعر الكبير الأستاذ
أحمد فضل شبلول

تحية إعزازٍ وإكبار
وتصفيقة إعجاب بحرفك الزاهي ولغتك الخاصة

ويبقى العراقُ نزيفًا على الخَارِطَةْ
ويبقى (الرَّصَافةُ) و(الجِسْرُ) ..
مَنْ يُوقِفُ النَّزْفَ إلا بنوكَ ..
ومَنْ يَفْرَحُ الآنَ ..
إلا هَوَى حَاسِدِيكَ
صدقت شاعرنا الكبير فلن يوقف النزيف إلا صاحب الجراح.
فقط أستأذن في الإشارة لتفعيلة واحدة ربما سقط منها حركة:

وليسَ العِراقُ ..
وصُبْحُ العِرَاقِ ..
وخَيْرُ العِرَاقِ ..
يَوْمًا لَهُم.

تحياتي لك وتقديري وإعجابي

فضل شبلول
11-07-2006, 07:18 PM
شكرا للصديقين الأستاذين عبد الملك الخديدي، وإكرامي قورة على مرورهما
وبالفعل يا عزيزي إكرامي هناك حركة غير موجودة أو ساقطة من التفعيلة الأولى في السطر الأخير، وهي تجوز عروضيا فتصبح فعولن، عولن، ويسمى هذا في علم العروض بالخرم.وهو لا يستخدم إلا للضرورة العروضية، أي أنها رخصة للضرورة فقط، وهي غير محبذة في كثير من المواضع. وقد اضطررت لاستخدامها، وربما يكون هناك سبب نفسي وراء ذلك.
تحياتي

أسماء حرمة الله
12-07-2006, 12:38 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه

تحية مكتوبة بماء الورد

الشاعر المُجيد فضـل شبلـول،

"فَمَا مرَّ عامٌ وَلَيسَ العِرَاقُ يَئِنُّ
فهلْ آنَ للشطِّ أنْ يَبْتسمْ ..؟
وهلْ آنَ للشَّمِلِ أنْ يَلْتَئِمْ ..؟
عِرَاقٌ لَنَا ..
وليسَ العِرَاقُ لهمْ"

ستلتئـمُ الجراحُ بإذن اللـه، ويعود لعراقنا الفرحُ من جديد لأنه لـنا لا لهـمْ، وسيجتمعُ الشملُ برحمةِ اللـه كيْ تختفي الأوجاع وينضب الأنيـنُ، وحتّى الشّطُّ ستداعبُ تقاسيمَـهُ البسمةُ من جديد ..
هو الصبرُ فقطْ ترياقُنا حتّى يتحقق الأمـل بإذن اللـه .

حفظكَ ربّي وعراقنا
تقبّـل خالصَ تقديري ودعائي :0014:
وألف باقة من الورد والندى

د. سمير العمري
03-09-2006, 09:07 PM
رائعة هي قصيدتك الشاكية في هدوء أخي الشاعر.

ركبت المتدارك هنا فلعل كلماتك تتدارك حالة الأمة التي لا تزال في غفوة بل سبات.


أهلاً بك.

فضل شبلول
03-09-2006, 09:23 PM
الأخت أسماء حرمة الله
أشكرك على مرورك وتعقيبك وتفاعلك
ولا يزال الأمل يحدونا في التئام الجراح وعودة الشمل لعراقنا العزيز
تحياتي

فضل شبلول
03-09-2006, 09:25 PM
شكرا أخي الشاعر الدكتور سمير العمري
على مرورك في دوحتك وواحتك الوارفة التي تظلنا جميعا
ولعلنا نتقارب يوما، مثلما هي تفعيلات القصيدة من المتقارب.
تحياتي