عبدالرحمن حسن
11-07-2006, 04:32 PM
يما مويــل الهوى يمــــا مويليـــا
أريد أن أغفو برهة ،
برهة ، دقيقة ، دهرا ،
لكن ليعلم الجميع أني لست ميتا
" لوركا "
لــم يكتمل القمــر بعد ، مازال بــدرا ، والعصافيـــر المتعبـــة تحاول جادة تبحث عن غصن شجرة لتستظل به ، وتستريح من تعب النهار الطويل ، والمؤذن لم يناد لصلاة الفجر بعد ، وأنت تسبح رب البرية ، والسكون يلف كل أرجاء المدينة ، وأنت تتهيــأ ليــوم آخر جديـــد من العمل ، والجهد والعرق ، وجهك يشــع نـــورا في زمن العتمة وصوتــــك له مسحة ربانية 000 هي برهـــة أو ثـوان ليوقظ الآذان جموع المؤمنين وتصدح المآذن في السماء وتتعالى أصوات التكبير 000 الله أكبـــر 000 الله أكبــــر على امتــــداد البلاد ، والغربان تتحين الفرصة لتستبيح أجــواء المدينـــة ، تملأ الدنيا ضجيجا ، وتتهيـــأ لارتكاب المجـــزرة 0
كم من البسطاء تتحول أجسادهم إلى شظايا كل يوم 000 وكم من العشاق تاهت لقاءا تهم عندما انتحر القمر 00 وكم من القنابل تناثرت على أسطح البيوت المجبول طينها بالدم 000 هي الطائرات مرة أخرى ، تحـاول اختلاس لحظـــة الفــــرح من جديد ، تملأ السماء العالية ، تلوث الهواء بالسموم ، وغـــزة مازالت تغــط في نــــوم هــادئ تتوسد شاطئ المتوسط ، لاشيء يعكر هذا السكون ، الليل كعادته عنــد اقتراب النهار يشــد أحزمة الرحيــل ، ليفسح المجــال لنهـار قــادم ، يتألــق في سمائه إشــراق حب للوطن 0
قـــال : "عنـدمــا أتـذكر الماضي ، يدخـل الحـزن عالمي من جديد، فيصبح حاضري حزينا ، فأنــا اللاجئ الـذي شرد منـذ الطفولة ، فليس من الضرورة أن يحيـا الإنسان تحت خيمــة ، ليصبح لاجئا ، فكل الفقـراء في وطني الكبير مازالــوا لاجئين ، وكلنـا يستلهـم الماضي لننســى بشاعـة الحاضر ، الكـــل يريــــد منزلا ،ووطنـــا وذكريات وجـواز سفر، ودولـة ليحيــا فيهـا ، ولهـذا علينـا أن نقاتـل "0
تمتـم فـلاح بسيط ، وهو يتأمل شجيرات زيتـون داستها جنازيـر الدبابات ، من يعيش بلا وطن هو بلا كرامة 0
رحت أجــوب البلاد ، أحمـل مفاتيـح البيــوت العتيقــة ، أطرق الأبواب ، أنــادي كل زيتون بلادي 000 كل ما في القبــور من البحر إلى البحر ، وكل أبناء البلاد الفسيحة ناديت بأعلى صوتي 00 النشامى 00 النشامى ، فلم أسمع لصوتي إلا صداه،فضاعت الأوسمة في حاويات النفايات 0
نادتهم الأرض000 أعيــدوا لهــذا الغريــب بــلادا بحجم البــلاد ، لا تكسروا لحظـة الأمل عنده ، وانبعاثه من جديد ، لا تقتلوه على عتبات الصمت 000
من يصيره حماما يحط على شرفة بيتــه القديـــم ؟!!!000
من يرشده لطريق يستظل به من عجــزه وانهياره 00؟!!
من يعطه رشفة ماء يبلل الشفاه المتعبة من طول انتظار 000؟!!!
من يستنهض القوة الكامنة في قلبه ، ويقربه من لحظة اللقاء 000؟!!
لكنهــم يمرون مثــل الخيالات المتعبـــة ويســــألـون :
هل كان هذا الصباح جميلا 000؟!!!
هل نام شيخنا الجليل أفضل مما مضى 000؟!!!
هل كان يحلم في الليل هادئا دون قلق 000 ؟!!!
هل أطال اليــوم في التســـبيح أكثــــر 000؟!!!
يعبرون مزينـة صدورهم بالنياشين ، يجيـدون الخطابـة ، ويعشقون السهر والطرب الأصيل، يحدثونــك عن الجوع ، والقمـع في البـلاد البعيـدة ، ينزعجـون مـن مقولــة التحريــر والوطــن السليب ، ويحتفلــون عند تدشين السجون الجديـــدة 0
تخبـئ صوتك منكسرا ، والغصة في صدرك تقتــلك كل يــوم ألـف مرة ، ولا يغيـب عنــك صوت هـدى غالية قـرب والــدها الشهيد ، الذي استباحت دمه قذائف الدبابات عند بحر غزة 0
هو الليــــل يسرح بنــا إلى فضـــاء الذكريات ، فيتحول السكون إلى فوضى ، فأنا لا أعرف أن الكلمات تصبح أحيانــا بلا حروف ، والأرض بلا قـــاع ، وأن الحــب بـلا قيـود ، وأن الأصدقــاء أصبحوا الآن بلا عناويــن ، ولا أعــرف أن وجـع الصمـت يجـدد آهـات المسافر لحظـــة الوداع ، وأن أنيـــن المحــارب يشتد من ألم الجــراح
يتهــادى صوتــك ببحتــه الحزينة ، تغني مـع أطفال المخيم ، وفي كل أرجاء الوطن المغيب والجريح " يما مويل الهوى يما مويليا ضرب الخناجر ولا حكم النذل فيا "
أريد أن أغفو برهة ،
برهة ، دقيقة ، دهرا ،
لكن ليعلم الجميع أني لست ميتا
" لوركا "
لــم يكتمل القمــر بعد ، مازال بــدرا ، والعصافيـــر المتعبـــة تحاول جادة تبحث عن غصن شجرة لتستظل به ، وتستريح من تعب النهار الطويل ، والمؤذن لم يناد لصلاة الفجر بعد ، وأنت تسبح رب البرية ، والسكون يلف كل أرجاء المدينة ، وأنت تتهيــأ ليــوم آخر جديـــد من العمل ، والجهد والعرق ، وجهك يشــع نـــورا في زمن العتمة وصوتــــك له مسحة ربانية 000 هي برهـــة أو ثـوان ليوقظ الآذان جموع المؤمنين وتصدح المآذن في السماء وتتعالى أصوات التكبير 000 الله أكبـــر 000 الله أكبــــر على امتــــداد البلاد ، والغربان تتحين الفرصة لتستبيح أجــواء المدينـــة ، تملأ الدنيا ضجيجا ، وتتهيـــأ لارتكاب المجـــزرة 0
كم من البسطاء تتحول أجسادهم إلى شظايا كل يوم 000 وكم من العشاق تاهت لقاءا تهم عندما انتحر القمر 00 وكم من القنابل تناثرت على أسطح البيوت المجبول طينها بالدم 000 هي الطائرات مرة أخرى ، تحـاول اختلاس لحظـــة الفــــرح من جديد ، تملأ السماء العالية ، تلوث الهواء بالسموم ، وغـــزة مازالت تغــط في نــــوم هــادئ تتوسد شاطئ المتوسط ، لاشيء يعكر هذا السكون ، الليل كعادته عنــد اقتراب النهار يشــد أحزمة الرحيــل ، ليفسح المجــال لنهـار قــادم ، يتألــق في سمائه إشــراق حب للوطن 0
قـــال : "عنـدمــا أتـذكر الماضي ، يدخـل الحـزن عالمي من جديد، فيصبح حاضري حزينا ، فأنــا اللاجئ الـذي شرد منـذ الطفولة ، فليس من الضرورة أن يحيـا الإنسان تحت خيمــة ، ليصبح لاجئا ، فكل الفقـراء في وطني الكبير مازالــوا لاجئين ، وكلنـا يستلهـم الماضي لننســى بشاعـة الحاضر ، الكـــل يريــــد منزلا ،ووطنـــا وذكريات وجـواز سفر، ودولـة ليحيــا فيهـا ، ولهـذا علينـا أن نقاتـل "0
تمتـم فـلاح بسيط ، وهو يتأمل شجيرات زيتـون داستها جنازيـر الدبابات ، من يعيش بلا وطن هو بلا كرامة 0
رحت أجــوب البلاد ، أحمـل مفاتيـح البيــوت العتيقــة ، أطرق الأبواب ، أنــادي كل زيتون بلادي 000 كل ما في القبــور من البحر إلى البحر ، وكل أبناء البلاد الفسيحة ناديت بأعلى صوتي 00 النشامى 00 النشامى ، فلم أسمع لصوتي إلا صداه،فضاعت الأوسمة في حاويات النفايات 0
نادتهم الأرض000 أعيــدوا لهــذا الغريــب بــلادا بحجم البــلاد ، لا تكسروا لحظـة الأمل عنده ، وانبعاثه من جديد ، لا تقتلوه على عتبات الصمت 000
من يصيره حماما يحط على شرفة بيتــه القديـــم ؟!!!000
من يرشده لطريق يستظل به من عجــزه وانهياره 00؟!!
من يعطه رشفة ماء يبلل الشفاه المتعبة من طول انتظار 000؟!!!
من يستنهض القوة الكامنة في قلبه ، ويقربه من لحظة اللقاء 000؟!!
لكنهــم يمرون مثــل الخيالات المتعبـــة ويســــألـون :
هل كان هذا الصباح جميلا 000؟!!!
هل نام شيخنا الجليل أفضل مما مضى 000؟!!!
هل كان يحلم في الليل هادئا دون قلق 000 ؟!!!
هل أطال اليــوم في التســـبيح أكثــــر 000؟!!!
يعبرون مزينـة صدورهم بالنياشين ، يجيـدون الخطابـة ، ويعشقون السهر والطرب الأصيل، يحدثونــك عن الجوع ، والقمـع في البـلاد البعيـدة ، ينزعجـون مـن مقولــة التحريــر والوطــن السليب ، ويحتفلــون عند تدشين السجون الجديـــدة 0
تخبـئ صوتك منكسرا ، والغصة في صدرك تقتــلك كل يــوم ألـف مرة ، ولا يغيـب عنــك صوت هـدى غالية قـرب والــدها الشهيد ، الذي استباحت دمه قذائف الدبابات عند بحر غزة 0
هو الليــــل يسرح بنــا إلى فضـــاء الذكريات ، فيتحول السكون إلى فوضى ، فأنا لا أعرف أن الكلمات تصبح أحيانــا بلا حروف ، والأرض بلا قـــاع ، وأن الحــب بـلا قيـود ، وأن الأصدقــاء أصبحوا الآن بلا عناويــن ، ولا أعــرف أن وجـع الصمـت يجـدد آهـات المسافر لحظـــة الوداع ، وأن أنيـــن المحــارب يشتد من ألم الجــراح
يتهــادى صوتــك ببحتــه الحزينة ، تغني مـع أطفال المخيم ، وفي كل أرجاء الوطن المغيب والجريح " يما مويل الهوى يما مويليا ضرب الخناجر ولا حكم النذل فيا "