فضل شبلول
11-07-2006, 10:13 PM
http://www.alwaha.com/vb/up_ar/Pictures/aiu529242f7ea.jpg
الجنس
في رواية "شيفرة دافنشي"[/align]
كتب: أحمد فضل شبلول
قامت رواية "شيفرة دافنشي" للكاتب الأمريكي دان براون ـ أساسا ـ على فكرة الاتصال الجنسي بين المسيح (عليه السلام) ومريم المجدلية، وأن الوردة رمز الكأس المقدسة كانت دائما الرمز الأساسي الذي يعبر عن النشاط الجنسي للأنثى، وأن الزهرة المتفتحة تشبه عضو المرأة التناسلي، والتفتح الأعظم الذي يخرج منه كل بني آدم ليدخلوا منه إلى العالم.
بل إن هناك إشارات إلى الإيذاء الجنسي للأطفال على يد كهنتهم، وأن هناك طقسا أو احتفالا جنيسا دينيا شهدته صوفي نوفو، يحدث ـ حسب الرواية ـ مرة كل ألفي عام يدعى "ييروس غاموس" ـ أي الزواج المقدس ـ حيث كانت الكاهنات والكهنة المصريون يمارسونه أو يؤدونه بانتظام للاحتفال بخصوبة الأنثى المتجددة، ودائما ما تكون الإحالة إلى مصر الفرعونية أو مصر الوثنية، في هذه الأمور، وكأنها المثال الذي ينبغي أن يحتذى في هذا الشأن.
غير أن ماشاهدته صوفي ـ في قصر جدها في نورماندي ـ وقررت بعدها الانفصال النهائي عن العيش مع جدها جاك سونيير ـ مدير متحف اللوفر الذي قتل في بداية الرواية على يد الكاهن الأبرص سيلاس، هو ممارسة جدها للجنس مع امرأة عارية تضع قناعا أبيض، وشعرها الفضي الكثيف يتهدل مسترسلا من وراء القناع، حيث كان جدها مستلقيا على ظهره، ومفرشخا رجليه، وفوقه المرأة البيضاء الممتلئة ذات الجسد المترهل، وكانت تتحرك فوق جدها بشكل رتيب متناغم مع الإنشاد، وسط جماعة من الناس المقنَّعين، المصطفِّين كأحجار الشطرنج، أبيض ثم أسود ثم أبيض، وهكذا، يتمايلون وينشدون ترانيم على ضوء الشموع البرتقالية الخافقة.
وبحسب الرواية، فإن الاتصال الجنسي قديما كان هو الفعل الذي يتقرب من خلاله الذكر والأنثى إلى الرب، وأن بلوغ النشوة الجنسية هو بمثابة تأدية الصلاة. وأن الممارسة الجنسية كانت الاتحاد المقدس بين نصفي الروح الإنسانية: الذكر والأنثى، والذي يتمكن الذكر من خلاله أن يتوصل إلى الكمال الروحي والاتحاد مع الرب، وأن الطقس أو الاحتفال الذي شاهدته صوفي لم يكن يدور حول الجنس، بل كان طقسا روحيا ودينيا بحتا.
وأيضا بحسب الرواية، فإن هناك أكثر من اثنتي عشرة جمعية سرية في العالم، ويتمتع أكثرها بنفوذ واسع، لازالت تمارس طقوس الجنس المقدس لتبقي على هذا التقليد القديم حيا (ص 364).
بل الأغرب من كل ذلك، وجود إشارات بالإنجليزية، تصف صحن إحدى الكنائس القوطية، المجوف الطويل على أنه إشارة إجلال سرية وثنية لرحم امرأة، وأنه يُعتقد أن مدخل الكنيسة يمثل عضو المرأة التناسلي.
هكذا يلعب الجنس دورا كبيرا في رواية "شيفرة دافنشي"، بل أنه المحرك الأساسي لكتابة الرواية، فهل نستطيع أن نقول: إن رواية "شيفرة دافنشي" رواية جنسية، قبل أن تكون رواية إيديولوجية، أو تدعو إلى الوثنية، أو رواية عولمة؟
أحمد فضل شبلول ـ الإسكندرية
الجنس
في رواية "شيفرة دافنشي"[/align]
كتب: أحمد فضل شبلول
قامت رواية "شيفرة دافنشي" للكاتب الأمريكي دان براون ـ أساسا ـ على فكرة الاتصال الجنسي بين المسيح (عليه السلام) ومريم المجدلية، وأن الوردة رمز الكأس المقدسة كانت دائما الرمز الأساسي الذي يعبر عن النشاط الجنسي للأنثى، وأن الزهرة المتفتحة تشبه عضو المرأة التناسلي، والتفتح الأعظم الذي يخرج منه كل بني آدم ليدخلوا منه إلى العالم.
بل إن هناك إشارات إلى الإيذاء الجنسي للأطفال على يد كهنتهم، وأن هناك طقسا أو احتفالا جنيسا دينيا شهدته صوفي نوفو، يحدث ـ حسب الرواية ـ مرة كل ألفي عام يدعى "ييروس غاموس" ـ أي الزواج المقدس ـ حيث كانت الكاهنات والكهنة المصريون يمارسونه أو يؤدونه بانتظام للاحتفال بخصوبة الأنثى المتجددة، ودائما ما تكون الإحالة إلى مصر الفرعونية أو مصر الوثنية، في هذه الأمور، وكأنها المثال الذي ينبغي أن يحتذى في هذا الشأن.
غير أن ماشاهدته صوفي ـ في قصر جدها في نورماندي ـ وقررت بعدها الانفصال النهائي عن العيش مع جدها جاك سونيير ـ مدير متحف اللوفر الذي قتل في بداية الرواية على يد الكاهن الأبرص سيلاس، هو ممارسة جدها للجنس مع امرأة عارية تضع قناعا أبيض، وشعرها الفضي الكثيف يتهدل مسترسلا من وراء القناع، حيث كان جدها مستلقيا على ظهره، ومفرشخا رجليه، وفوقه المرأة البيضاء الممتلئة ذات الجسد المترهل، وكانت تتحرك فوق جدها بشكل رتيب متناغم مع الإنشاد، وسط جماعة من الناس المقنَّعين، المصطفِّين كأحجار الشطرنج، أبيض ثم أسود ثم أبيض، وهكذا، يتمايلون وينشدون ترانيم على ضوء الشموع البرتقالية الخافقة.
وبحسب الرواية، فإن الاتصال الجنسي قديما كان هو الفعل الذي يتقرب من خلاله الذكر والأنثى إلى الرب، وأن بلوغ النشوة الجنسية هو بمثابة تأدية الصلاة. وأن الممارسة الجنسية كانت الاتحاد المقدس بين نصفي الروح الإنسانية: الذكر والأنثى، والذي يتمكن الذكر من خلاله أن يتوصل إلى الكمال الروحي والاتحاد مع الرب، وأن الطقس أو الاحتفال الذي شاهدته صوفي لم يكن يدور حول الجنس، بل كان طقسا روحيا ودينيا بحتا.
وأيضا بحسب الرواية، فإن هناك أكثر من اثنتي عشرة جمعية سرية في العالم، ويتمتع أكثرها بنفوذ واسع، لازالت تمارس طقوس الجنس المقدس لتبقي على هذا التقليد القديم حيا (ص 364).
بل الأغرب من كل ذلك، وجود إشارات بالإنجليزية، تصف صحن إحدى الكنائس القوطية، المجوف الطويل على أنه إشارة إجلال سرية وثنية لرحم امرأة، وأنه يُعتقد أن مدخل الكنيسة يمثل عضو المرأة التناسلي.
هكذا يلعب الجنس دورا كبيرا في رواية "شيفرة دافنشي"، بل أنه المحرك الأساسي لكتابة الرواية، فهل نستطيع أن نقول: إن رواية "شيفرة دافنشي" رواية جنسية، قبل أن تكون رواية إيديولوجية، أو تدعو إلى الوثنية، أو رواية عولمة؟
أحمد فضل شبلول ـ الإسكندرية