تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة :- حلم لم يكتمل



سامح عبد البديع الشبة
17-07-2006, 04:07 PM
رغبة ملحة فى الرقص ، أن يرقص بمفرده فى أى مكان لا يراه أحد ، قد سيطرت الفكرة إذن على فكره وعقله وكيانه ، بدأ فى تخمين ما يمكن أن يحرك الجسد الساكن منذ زمن .
نقر نقرات غير منتظمة على كتاب الأصفهانى ، بدائ ذى بدء لم يحسن الأداء ، ولكنه اخترع لحناً بسيطاً ، استطاع فى ثوانٍ معدودة أن يكون من كبار الملحنين فى العالم .
احضر جهاز لتسجيل ما ينقره على كتابه ، نغمات ورنات عذبة تخرج من أنامل هذا العبقرى ، آهات منبعثة عبر قمره الروحى ، ليكتمل وجهى الشريط من سيمفونية العزف المنفرد ، وأعد نفسه ليوم الرقص الفردى .

فى عصر يوم الخميس الموافق الرابع من مارس لعام أربعة بعد الأفين ، قرر الذهاب إلى البحر .....
- مصيف .. مصيف .. الشيخ مبارك .. الشيخ مبارك .
استقل سيارة " بكس " " box " من الموقف الشرقى ، وانطلقت السيارة بسرعة لم يعهدها من قبل ، الطريق خالٍ تماماً من السيارات ، فاليوم - رغم شدة حرارته - ليس يوماً للتصييف ، وفى أقل من عشر دقائق كان فى محطة النزول ، فى مصيف بلطيم ، عن شماله سينما المصيف ومحلات الابتياع المغلقة ، وعن يمينه فندق كليوباترا السياحى الموصد أبوابه .
وهنا ، والبحر أمامه ، صدحت موسيقاه ، وجلجلت دقات أنامله على لسان البحر ، وبدأت أغنيات شعبية وكلاسيكية ورومانسية متشعبة تغزو المكان ، فهاج بحر بلطيم ، وأفرد ذراعيه للهواء الثائر الندى ، واحتضن قرص الشمس الذهبى الساطع بقوة ، وأمعن النظر إلى النور الذى يشع على صفحات المياه المطوية .
وانتظر لحظات ، ومكث قليلاً على ربوة ندت عنه آهة كسيرة ، فأفاق وواصل رحلة البحث على نغمة خاصة تزلزله من مكانه ، فجاءته على الطبطاب ، فاهتزت الأرض من تحته ، فوقع مرتطماً بصخرةٍ أودت به راقصاً .
واستغرق فى رقصه الأرضى الرملى الصافى ، وأجاد الرقص ، ولم يتوقف عن رقصه ، ولم يتوقف عن عزفه ، ونسى نفسه ساعاتٍ طويلة ، وهو مازال غارق فى عزفه الراقص ، أو فى رقصه العازف ، ففى تلك الساعات كان يتناوب العزف مع الرقص ، ويتناوب الرقص مع العزف ، بل كان يجمع بين الإبداعين فى آنٍ واحد دون أن يحس بالتعب أو بالملل .
إلى أن جاء الليل وغامت السماء ، فارتعش من البرد ، حتى كوم جسده جوار موجة صغيرة ، داعبت خده فانتشى ، فوقف محتضناً نفسه ، احتضن الجسد المبتل ، ومضى مجتازاً الصخور ، والموج ، والليل ، والسكون ، عازفاًً لحنه ، وراقصاً رقصته التى لم تنته بعد .
تمت )

سامح عبد البديع الشبة

حسنية تدركيت
17-07-2006, 07:03 PM
اسعدني ان ارى رقصاته بين حروفك تتهادى بلحن كلماتك الجميلة
قصة ممتعة وشيقة وجديدة الاسلوب والمعنى

وفاء شوكت خضر
17-07-2006, 07:11 PM
رقصة الموت ما أرى أم أرى رقصة الحياة ..
نص لا أستطيع إلا أن أقول تعلمت منه الكثر .
إقبل تطفلي ومتابعتي ، علي أتعلم فن الرقص على الكلمات ، وأتقن مثل هذا الفن في السرد .

تحياتي ...
أختك دخون .

جوتيار تمر
17-07-2006, 08:44 PM
الشبة...
توتر وانفعالات...ذاتية...داخلية... ديدة...اظنها...كانت السبب في البحث عن طريقة مثلى لديه للتخلص منها...ولما يدرك المرء بان الروح هي مأوى هذه الانفعالات...فانه بالطبع يبحث عن ما يمكن بها مجابهة الروح..الاصفهاني...لم ينفعه...من حيث المادة والموضع.. لذا اختار طريقة اخرة يملئ بها الفراغ الروحي الذي انتابه..فبحث في اتون الموسيقى لنها في الاصل ليست موسيقى انما نمنمات يدوية..تلهي المرء احيانا من التفكير بموضوع شاق او موضوع حاسم يريد المرء التملص منه والتهرب..لكن الموضوع الفكرة كانت اقوى لذا اختار الوسيلة..ولكنه يحتاج الى جرأة لأختيار اهم عنصرين ضمن اطار الفكرة والموضوع.. الزمان والمكان...وبهما يكتمل اطر الفكرة ..لذا كان الاختيار في يوم حار جدا بحيث لن يكون هناك سواه والبحر...واظنه عندما ارتطم بالصخر ادرك لتوه بان الموج قد يفضحه لذا تماسك.. وفي الليل كانت الروح لم تزل تحوم حول الجسد..لكنها كانت قد انفصلت نهائيا لذا حملت الباقي منها وعبرت الموج والظلام.
حالة نفسية صعبة..يعيشها المرء عندما يصبح الوجود امامه مجرد لاشيء..
تقديري واحترامي
جوتيار

سامح عبد البديع الشبة
18-07-2006, 12:54 AM
اسعدني ان ارى رقصاته بين حروفك تتهادى بلحن كلماتك الجميلة
قصة ممتعة وشيقة وجديدة الاسلوب والمعنى

أ/ ندى الصبار
أسعدنى أن أرى سعادتك ومتعتك هنا بين النص .
تقبلى تحياتى وتقديرى

سامح عبد البديع الشبة
18-07-2006, 03:02 PM
رقصة الموت ما أرى أم أرى رقصة الحياة ..
نص لا أستطيع إلا أن أقول تعلمت منه الكثر .
إقبل تطفلي ومتابعتي ، علي أتعلم فن الرقص على الكلمات ، وأتقن مثل هذا الفن في السرد .

تحياتي ...
أختك دخون .

دخون

هكذا تعلمنا الحياة كيف نرقص بالكلمات ، وكيف نتقن الرقص .

سعدت بوجودك هنا .

تحياتى وتقديرى .

سامح عبد البديع الشبة
18-07-2006, 09:49 PM
الشبة...
توتر وانفعالات...ذاتية...داخلية... ديدة...اظنها...كانت السبب في البحث عن طريقة مثلى لديه للتخلص منها...ولما يدرك المرء بان الروح هي مأوى هذه الانفعالات...فانه بالطبع يبحث عن ما يمكن بها مجابهة الروح..الاصفهاني...لم ينفعه...من حيث المادة والموضع.. لذا اختار طريقة اخرة يملئ بها الفراغ الروحي الذي انتابه..فبحث في اتون الموسيقى لنها في الاصل ليست موسيقى انما نمنمات يدوية..تلهي المرء احيانا من التفكير بموضوع شاق او موضوع حاسم يريد المرء التملص منه والتهرب..لكن الموضوع الفكرة كانت اقوى لذا اختار الوسيلة..ولكنه يحتاج الى جرأة لأختيار اهم عنصرين ضمن اطار الفكرة والموضوع.. الزمان والمكان...وبهما يكتمل اطر الفكرة ..لذا كان الاختيار في يوم حار جدا بحيث لن يكون هناك سواه والبحر...واظنه عندما ارتطم بالصخر ادرك لتوه بان الموج قد يفضحه لذا تماسك.. وفي الليل كانت الروح لم تزل تحوم حول الجسد..لكنها كانت قد انفصلت نهائيا لذا حملت الباقي منها وعبرت الموج والظلام.
حالة نفسية صعبة..يعيشها المرء عندما يصبح الوجود امامه مجرد لاشيء..
تقديري واحترامي
جوتيار

الصديق العزيز / جوتيار تمر

دائماً يذهلنى تحليلك وتشريحك للنص .

لا يسعنى إلا أن أصفق لك ، وأدعوا لك بمزيدٍ من الابداع والتألق دائماً .

مادلين يوحنا
19-07-2006, 12:34 AM
الاخ سامح

تراقصت انفاسي مع رقصته الى النهاية ووجدت بان النهاية كانت اشبه بنهاية باحث عن حتفه ولم يجد غير البحر مثوى له

تحياتي

سامح عبد البديع الشبة
20-07-2006, 04:05 PM
الاخ سامح

تراقصت انفاسي مع رقصته الى النهاية ووجدت بان النهاية كانت اشبه بنهاية باحث عن حتفه ولم يجد غير البحر مثوى له

تحياتي

مرحباً بك يا عذراء

وتراقصت حياتى كلها برقصته ، وأخشى ما أخشاه أن تكون نهايتنا كلها واحدة .

تقديرى واحترامى