البحث عن مأوى

[سها جلال جودت]

البحث عن مأوى


-1-

ذات عامٍ مضى وفي ليلة العيد، وقفت أمام القاضي بعينين تلمعان مثل جمرٍ فوق رماد لم يعرف الانطفاء .

سألها القاضي:
- هل قبضت حقك ؟

ابتلعت سني القهر في متاهات الحزن والشقاء، ومن جراح الدفن على قيد الحياة، هزت برأسها ثم قالت :

- نعم .

كرر القاضي السؤال ثلاثاً ثم قذف بالمعاملة جانباً فوجدت نفسها في الشارع تكفكف صهيل الدموع المدرار بشيء من الَّلوْب على عمرها الذي كان بيمينها وما عادت تملكه حتى يسراها !

لما تكررت أوجاع الغربة بلا انسجامٍ قالت بلا خوفٍ ولا وجلٍ :
- طلقني .
- ومهرك المؤجل ... تتنازلين عنه ؟
- هو لك .
- ونفقة العدة ؟
- هي لك .
- سيقال عنك / ناشز/.


-2-

ذات عامٍ مضى وفي ليلة العيد،وقفت أمام النائب العام ويدها تضغط على ارتجافات قلبها كي لا يسقط من بين أعمدته فأجنحة الصبر تهاوت مثل صخرٍ تكسر ... .

سألها النائب العام:
- هل يضربك ويسيء في الكلام ؟ .

دقت طبول الإعدام وتراقصت على الخدين دموع كانت محتبسة،لا تصدق أن جنين البطن الذي رعته لابدّ أن يضربها،كي يضعه القاضي في قفص الاتهام .


-3-

ذات عامٍ مضى وفي وقفة العيد، وبعد أن طالت أظافر النمر المتمرد العنيد وبعواء أقرب ما يكون إلى عواء الذئاب، صرخ في وجهها المقهور:

- اذهبي من وجهي وإلا أوسعتك ضرباً .

خبطت بيدها على صدرها بجنونٍ وسحابات من دموع طفرت على الخدين والعنق والثدي الذي أرضع! وخرجت في سواد الليل تبحث عن مأوى، وعن وجه النائب العام، فالبت بالدعوى السابقة صار مضموناً .

[الصباح الخالدي]

مؤلمة جدا
سها

[جوتيار تمر]

سها...
لااعلم لماذا دائما تجتاح مثل هذه القضايا شرقنا...
من سوء معاملة...من مرافعات وقضاء...
كنت اتسائل هل نفعل ذلك تقليدا للمجتمع الغربي الذي اصبح فيه مثل هذه الامور اكثر من طونها عادية..
ام اننا نحاول اللحاق بهم ..
ام انها سنن التطور....
ولكن هنا في هذه النصوص الثلاثة...
وجدت...اشياء قد يقول عني البعض باني اسرفت في فك طلاسمها...
وجدت بان المراة هي المذنبة لانها ارتضت في المرات الثلاثة ان تكون فريسة بيد الذئب...
وطبع الذئب عندما يشبع يرمي...
انها ارتضت بدافع الحصول على "الحق"حقها....ان تخضع لميول الاخر...المأوى له الاولولية..
وفي الثاني انها ارتضت الكتمان لسبب ما مجهول...لا..ليس مجهوى كاملا لان الجنين تدخل في الوقت بدل الضائع..اذا صار الماوى اهم حاجاتها..
وفي الثالث...كان الذئب قد شبع...لذا....لامحال انه يبحث عن فريشة ناضجة طرية...وقد يستعمل العنف.. للتخلص من القديمة..اذا اصبح المأوى مهددا الان....اذا لابد من ان احافظ عليه حتى اذا كان ذلك بالصراخ..
معشر الذئاب...هكذا يعيشون...
والاسباب كثر...لعل اكثرها حضورا هو عدم وقوف الفريسة مرة واحدة امامهم وقول اللا...لا....انما لاباس..مادام ذلك يشبع رغبة لكليهما....
سها عذرا لقد خرجت عن المألوف...
لكن لا القضاء..ولا الرجال...والنساء....
الثلاثة معا مذنبون بحق الجنين...
وبحق الانسانية...
تقديري ومحبتي
جوتيار

[سها جلال جودت]

تقديري ومحبتي لكل كلامك جوتيار
يعجبني أنك لا تهمل في القراءة أن تكتب ما تشعر به ، لأن هذا الشعور بحد ذاته هو شعور محلل وراصد ولاقط لكل الأحداث خلف السطور وبينها وعلى وجهها المفتوح .
دمت بخير محبتي دائمة

[محمد سامي البوهي]

سها

ثلاثة نصوص مترابطة , تنبع بآلام لمرأة هدم بيتها بالطلاق واستحالة المعيشة , فلجأت للقضاء وتنازلت عن جميع حقوقها في مقابل الحرية , ولكنها في المقابل تخاف من قدوم الجنين الذي سيحاسبها على ذلك , قصة رائعة رائعة يا سها عبرت عنها بكل دقة التصوير

دمت مبدعة

[سها جلال جودت]

أشكرك محمد
أتمنى أن يدوم تواصل المرور والكتابة ما دامت الحياة مستمرة
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري

[سحر الليالي]

سها أيتها الحبيبة:

قصص رائعة ...

سلم قلمك اختاه

وتقبلي خالص حبي وودي

[سها جلال جودت]

سحر محبتي لك
أشكرك لمرورك الدائم وتعطير متصفحي بأنفاسك الجميلة
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري

[حسنية تدركيت]

جميلة جدا سها سلمت الانامل

[سها جلال جودت]

وسلمت أيضاً يا ندى
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري

[د. سلطان الحريري]

سها جودت اسم يغريني بالمتابعة..
وقفت على نصوصك الثلاث ، فوجدتني أمام تعددية والقضية واحدة ، وقد صدق فيها قول الشاعر :

عباراتنا شتى وحسنك واحد= وكل إلى ذاك الجمال يشير
أما الجمال ففي الصياغة وامتلاك أدوات القص باقتدار، وأما ما أردت إيصاله إلينا مما تعانيه المرأة ، فهو من قبيح ما يحصل في مجتمعاتنا ، وكأنني أريد تغيير البيت السابق لأقول:

عباراتنا شتى وقبحك واحد= وكل إلى ذاك القبيح يشير
نعم إننا بحاجة إلى إماطة اللثام عن القبح في حياة الناس؛ لنكشف زيفها..
أعجبتني النصوص ...
دومي دائما بخير

[خليل حلاوجي]

المنظومة القيمية الاسلامية هي التي أعطت المرأة ... حقوقها كاملة غير منقوصة

ولكننا قوم نتبع الظاهر من القول

فقد تشبثنا بظاهر الآية .... وقوله تعالى ... فأضربوهن

ونسينا تتمة النص الآلهي ... فوق أرصفتنا الحزينة

مساكين هم نساء بلادي ...

\

مودتي لمداد ناضج

[سها جلال جودت]

دكتور سلطان دمت بخير أبدا
ما سطرته يجعلني أشعر بالإعتزاز وبالمثابرة على تقديم الناضج المفيد فالمرأة ورغم كل تحدياتها الثقافية ما تزال السهم الذي يضرب به الرجل أنانية الذكورة ، فكم من علاقات فشلت بسبب عدم الوعي الذاتي لما يريده الرجل من المرأة وما تريده المرأة من الرجل تحت شعارات الحرية الزائفة، في هذا المقام يطول الحديث، بدأت أردد نحن أمة متأسلمة وليست مسلمة بالمعنى الحقيقي للإسلام وما قدمه من حقوق للمرأة ، ليت زمن الخلافة الراشدية يعود، ليت زمن الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم يعود ليعيد للمرأة مكانتها ويعطي الرجل حقه فكلاهما ضاعا في مهب التحديات الراهنة للعمولمة والهيمنة والغزو الثقافي وما عادت القيم متراس الحياة.
أشكرك دكتور سلطان وأتمنى دائماً أن تزودني بمعرفتك وحضورك الشخصي المتميز
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري

[سها جلال جودت]

أخي خليل
ما ذكرته للدكتور سلطان لن أكرره في ردي عليك ، ولكن علينا أن نعيد النظر في منظومة العلائق الاجتماعية الأسرية وما ينطوي عليه القانون المدني الذي هو من مخلفات الاستعمار
دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري، أسعدني تعليقك

[ناديه محمد الجابي]

مؤلم ما قرأت ومعبر .. حرف يجيد استفزاز قارئه
ولوحات تحمل ملامحا جارحة بل قاتلة
وصف رائع ـ وتوظيف للحرف تألقت به الصورة حتى
جعلتي منها لوحات ناطقة بالوجع.
دام قلمك الممطر يغلفه الإحساس.
تحياتي.
:008::009::008: