المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عودة حافلة



محمد سامي البوهي
20-07-2006, 05:21 PM
عــودة حافلــة


كانت تنتظر قدومه كل يوم حتى الإنسدال ,لم تشعر يوماً بيأس تسللها , اليقين يرسم لها دائماً طريقاً للعودة , مزجت بصرها بأشجار الزيتون الوارفة,أرسلت الأمل داخلها ,عله يخرج من بينها مزيحاً أغصانها كاشفاً عن وجهه ,غاصت أصابعها برأس ابنتها " فاطمة " ,تداعبت بين خصلات شعرها المجدول ,تتساءل عنه كثيراً ,عن صورته على الجدار ,متى رحل؟ , متى سيعود؟ , هل كان يداعبها في مهدها؟, أكيد قد تبدل وجهه كثيراً ,تتراكم الأسئلة فوق جسدها الرقيق ,تشعرها بالدفء , تنام... الأم تنتظر المؤذن ...تصلى ...تدعو... تتوسل... تبكي... تنام في أحضان الأمل..
كست جسدها بثياب المدرسة , جدلت ضفائرها بعد أن نقدتها بالأمس, ناولتها حقيبتها الصغيرة, قبلتها بين عينيها,أكدت عليها إلتقام الطعام , تركت لها علامات الطاعة قبل الرحيل ,غابت مع الصغار وسط بقايا منازل الشارع المظلم.وحيدة بين أطلالها المتناثرة في كل مكان , هنا كان يجلس لتناول الطعام, بهذا الركن كان يصلي , على هذا الكرسي قص عليها همومه وأفراحه ,جلبابه البيضاء تتدلى هناك , تنظره ليطوف بها طرقات المدينة، رائحته تملأ المكان , عشقها الزمن فأبقاها على حالها , وجهه يقف أمامها كظل شع من جسدها النحيل ، دب الخوف قلعتها ، نظرت نحو الباب القديم طرقات .. طرقات .. طرقات، سقط الباب .. تهشمت عظامه.
سنوات التهمت فراشه الدافئ فتحول لهباً يكويها ,انتزعوه من راحة يومه الشاق , جرجروه وسط توسلات الرضيعة المفزوعة ،تمسكت بأطراف جلبابه , تمزق ... تمزق جسدها تحت وخزات البنادق ... قاوم أغلالهم ... ضربوه على رأسه ...أغشي عليه ,داسوا أشلاء الباب المتناثرة بأحذيتهم الضخمة , تركوها دون باب يسترها , يداري عورتها ,تعازي الجيران تجمعت حولها , الكل يواسيها بم وصل إليه من حال , لملموا هشيم الباب , أقاموه كما كان بين الجدار , عادت إلى جروحه المندمله , طرقات... طرقات ... طرقات , عناكب الخوف نسجت خيوطها حول رقبتها , اسرعت بفتحه ,رجل بحلته العسكرية عابسة الوجة , أحكمت العناكب خيوطها حولها , طمأنها... :
- لا تخافي . لست منهم.
- ماذا تريد .
- أنا بشير خير .
- خيراً ؟!
- غداً سيأتي زوجك .
- زوجى؟!
- نعم . سيعود.
- متى سيعود ؟
- وقت الغروب , سترسو الحافلة عند الجسر.
بين الشك واليقين تتهاوى ، الأمل القابع خلف أشجار الزيتون يزحف نحوها , تذكرت "فاطمة" ابنتها , تساؤلاتها التي لا تخمد ... اليوم أو غداً ستهداً , يعود الشك إليها نفضته عنها , رائحته تزيد انتشارها بالمكان , جلبابه البيضاء ترفرف بأذيالها ,المنزل كله يرقص فرحاً , الخبر تمدد للجيران , التهاني تنساب , استعارت بعضاً من الاواني الفاخرة ، ستصنع له أفضل ما يحب من طعام , ُتعرض مساعدات الجيران , البيت يمتلئ بالنساء ,يصنعن أقراص "الكعك" المنقوش ، تتقافز "فاطمة" مع أطفال الحي , يمتلئ صدرها الصغير بشوق اللقاء , من تنتظره سوف يعود ,أخيراً ستتحرك الصورة المتجمدة بخيالها المكنون .
الأم.. فاطمة والجيران , عند الجسر وقت الغروب في انتظار الحافلة , تضيق الأنظار مع أطراف الطريق المستقيم , ارتشفت الشمس أشعتها الباقية , تعلق بينهم بعض من ضوء خافت , انغلقت نهايات الطريق بالظلام,الهمهمات تتناثر : سيعود ... لا تقلقي ... الطريق طويل ... الصبر أجمل ما في الوجود. كان ضوء الحافلة المنبعث من بعيد هو أجمل ما رأت في الوجود ,ينبوعان من النور انفجرا وسط الظلمة القاحلة , اقتربا نحوها مع اقتراب التهنئات من آذانها , كبرت الملامح وليدة الطريق , اقترب قلبها من الحافلة ، كاد ان يقفز داخلها , الترقب ينتظر على جوانب الطريق ,استقرت العجلات على الجسر الموعود , أطراف الأصابع وضلالات الوجوة تبرز بين قضبان النوافذ،انفتح الباب ... ارتفعت الأعناق , وسط الوجوة تبحث عن صورة الجدار , الأم أصابها صمت الذهول , الشك يداعبها , اليقين يضئ وينطفئ ، القلوب تنبض كطبول الحروب , بدأ الخروج ، الوجه تلو الوجه , تغيرت الملامح القديمة , صارت الأجساد مسحة لحم تكسو العظام , الفرح خالطه النحيب ... العناق ، صوت اللقاء يتطاير , تساؤلات فاطمة تنهمر : هل سيعود؟متى سيعود ؟، مازالت الحافلة تلقي بالوجوة الشاحبة ، ارتمى عليها ... تعرف عليها... لم تعرفه , دققت ملامحه , أشباه خاوية من أصل مضى , قبلها ، عانقها ، تساءل عن فاطمة ,أخذها بين يديه ، بكى على صدرها المرتعش بعد أن ازاحت عن جسدها التساؤلات ،أمسك براحتها الصغيرة ، عرج مع أمها والجيران ناحية المنزل ، مرارة الحرمان تودعه ،فرحة اللقاء ترحب به , تداخل وأشجار الزيتون الوارفة , أزاح أغصانها كاشفاً عم تبقى من منزله المهدوم .

محمد سامي البوهي

مدينة دمياط :14 يوليو /2006.

خليل حلاوجي
20-07-2006, 05:39 PM
حين تثلم منا .... عوراتنا

وتدخل التماسيح .. غرف نومنا

فأن أحدا ً منا ... لن يعود ...


وإن تخدعنا الحفلات ... التي أمتلأت بأنين المنكسرين

\

لله در حرفك ...

أيها المتألق

محمد عسران
20-07-2006, 06:03 PM
مالى كلما شرعت فى قرأة النص اذا بي اعود قراته من جديد

قراته اكثر من اربع مرات دون ان اشعر وكأنه بحر غريق

نص متحرك جدااااااااااااا به جاذبية ورقة واحاسيس وتصاوير

كأنى اشاهد مشهدا من مسرحية عالمية

دمت بكل خير

وداما لنا ابداعك

تلميذكم / محمد عسران

محمد سامي البوهي
21-07-2006, 12:28 AM
أخي وصديقي العزيز / خليل

أعلم أن كلماتي أتت على الجرح , اعتذر بالطبع ، لكننا لابد وان نجسد ما نراه , هذا هو واجبنا , وجودك له مذاق آخر

وفاء شوكت خضر
21-07-2006, 02:50 AM
القاص الأديب / محمد سامي البوهي .

تحية مضمخة بعطر زهر شجرات البرتقال من على ربى فلسطين ، أرسلها لك عبر هذه الصفحات ، الوارفة بأشجار الزيتون التي لا تشيخ .
عشت نصك حرفا حرفا .. كنت هي ، فاطمة ، الوالدة ،الجيران ، كنت الجدران ، وكنت الباب المتكسر تحت أحذية الجنود ، إلى أن أصبحت نور تلك الحافلة ، ينبوعا أمل يدخل القلوب ، فصرت لحظة الفرح باللقاء والدمعة والنحيب .
كأنك هنا ، بين هذه المشاهد كلها حاضرا ، فأخذتنا معك بحضورك .
لا زال وطننا العربي يجمعنا بخيط نور ، ليتحقق حلم الوحدة بالمشاعر والقلب الواحد ، لنجتاز بقلوبنا كل الحدود والأسلاك الشائكة .
أمتعني الأسلوب بقدر ما عشت الألم والفرح في النص .
شكرا لك على هذه الصورة الواقعية التي نقلتها لنا في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لنستشعر قلوبنا وهي تجمعنا جسدا واحدا .
كل التقدير والإحترام .

البتول المحجوب
21-07-2006, 02:50 AM
الاخ الكريم سامي
تحية تقدير لك على هذا النص الموحي،نص يعزف بصوت شجي النغمات
نص يشد القارئ اليه ليعيش معه لحظات ترقبه ،فرحه،حزنه وتساؤلاته
سلمت اخي سامي
اجمل تحية وتقدير

محمد سامي البوهي
22-07-2006, 06:23 PM
الأخت / دخون

أحمد الله انني استطعت ان اصل الي أحساسيسك كفلسطينية , كم اسعدني تعليقك واعطى لكلماتي قيمة ومعنى .

إيمان حسن
22-07-2006, 07:34 PM
كما قال اخي محمد عسران اشعر انه بحر عميق
لكنه رائع
واتمنى ان اقرأ الكثير
emy_92hsn

محمد سامي البوهي
23-07-2006, 04:10 PM
أخي / محمد عسران

أشكر لك قراءتك المتأنية , البحر الغريق هو ما نحن فيه من كبت للحريات والظلم والقهر

أشكرك يا محمد

محمد سامي البوهي
23-07-2006, 04:35 PM
القاصة / إيمان

قمة الروعة أن نعيش كما كتب لنا أن نعيش , وطن - حرية - سلام

قمة الروعة وطن يضمنا , وحرية نطير بها , وسلام يحفنا .

سعدت بوجدودك

دمت بخير

محمد سامي البوهي
24-07-2006, 12:56 PM
الأخت البتول

كما للفرح متعتها , فاللألم متعته الخاصة

سحر الليالي
25-07-2006, 02:35 AM
يا للروعة ما قرأت

قصة جميلة مؤثرة

سلم قلمك أخي

وباتظار جديدك دوما

دمت مبدعا

سمير الفيل
26-07-2006, 12:42 PM
قرأت النص صباح اليوم .
يكشف عن إمكانيات سردية معقولة .
ثمة حيوية في الآداء . لكنني أتوقف مرة ثانية عند علامات الترقيم : لابد من التدقيق فيها .
كنت أتمنى مساحة أكبر لما يجيش في صدر فاطمة ؛ كلحظة من لحظات العمر ذات الخصوصية .
هنا يكون التأثير أعمق ، كما ان التمهيد للعودة كان مبالغا فيه إلى حد كبير .
رغم كل هذه الملاحظات فالعمل جدير بالتحية ، ويعلن عن وجود قاص مدرك لأدواته .
لصاحبه كل تقدير .

ملاحظة أخيرة :
لم أفهم هوية من جاءوا لإخبارها بعودة الغائب .
هل هم نفس الأعداء ؟
هذه منطقة مشوشة في النص .

تحياتي .

محمد سامي البوهي
26-07-2006, 01:13 PM
أستاذي ومعلمي / سمير الفيل

اشكر اهتمامك وقراءتك لهذا النص على الرغم من انني اعلم مدى انشغالك , فاطمة لم اسلط عليها الضوء لبيان كم الغربة التي وقعت فيه بسبب اعتقال الاب , أما عن علامات الترقيم فأعدك بأنني سأهتم بها فمعك حق , بالنسبة للتمهيد للعودة المبالغ فيه انا فعلت ذلك للتمهيد للمفاجأه بعد ذلك وايضاً لعمل حد فاصل بين الحزن والفرح ولكني سآخذ نصيحتك في الاعتبار , وأما عن هوية الجندي فأنا تركتها مفتوحه لعدة اسباب :
1- لترك الاعتقال عام :
- اعتقالا سياسياً فيكون الجندي أحد جنود الحكومة الذي يحمل اليها اشارة عودة زوجها .
- او انه اعتقال من قبل الاحتلال فيكون الجندي هو أحد جنود السلطة الوطنية وليس من جنود الاعداء خصوصاً انه طمأنها .

ولكن ايضا سآخذ ذلك في الاعتبار

أشكرك معلمي القدير

سها جلال جودت
26-07-2006, 09:31 PM
أخي محمد سامي
وأنا أقرأ القصة شعرت بتلك اللغة الفنية تنساب داخل أحاسيس الحدث.
لغة قصصية جميلة استطاعت وبتقنية القص أن تقدم نموذجاً للمعاناة، للألم بين أصفاد الوحوش اللإنسانية، فاطمة ومشاعرها وذكرياتها تنضح بالحزن وبالدموع الخبيئة خلف قضبان الصدر وتصاويرك الحراكية التي أبدعت من خلالها في المسرود الحكائي على لسان ضمير الغائب هي رغم حضورها الإنساني أعطت للقصة ألقاً وقدمت نصاً جديراً بالمتابعة حتى النهاية.
محمد أنت قاص مبدع تجيد فن القصة وتمتلك أدواتها ولك مقدرة على تجسيد الصراع النفسي المتحرك والمواءمة بين السطور، قصة تستحق أن نقف عندها طويلاً.
لك مودتي وتقديري وصافي محبتي

محمد سامي البوهي
27-07-2006, 12:01 PM
الأخت / سحر الليالي

أنا سعيد جدا لان سطري ناسب حسك المرهف , أشكر وجودك الدائم

محمد إبراهيم الحريري
28-07-2006, 09:59 PM
الأخ محمد سامي
تحية
قصة غرفت من واقع الحياة بصدق المشاعر آلاما وآمالا
عزفت على وتر الخيال فكان الحرف من صدى قيثارة الواقع
ورسمت بحروفك طريق أمل
تحية لكل زيتونة في بستان صدقك
ولكل برتقالة من أشجار بيانك
أخوك محمد

محمد سامي البوهي
30-07-2006, 10:51 AM
أخي محمد سامي
وأنا أقرأ القصة شعرت بتلك اللغة الفنية تنساب داخل أحاسيس الحدث.
لغة قصصية جميلة استطاعت وبتقنية القص أن تقدم نموذجاً للمعاناة، للألم بين أصفاد الوحوش اللإنسانية، فاطمة ومشاعرها وذكرياتها تنضح بالحزن وبالدموع الخبيئة خلف قضبان الصدر وتصاويرك الحراكية التي أبدعت من خلالها في المسرود الحكائي على لسان ضمير الغائب هي رغم حضورها الإنساني أعطت للقصة ألقاً وقدمت نصاً جديراً بالمتابعة حتى النهاية.
محمد أنت قاص مبدع تجيد فن القصة وتمتلك أدواتها ولك مقدرة على تجسيد الصراع النفسي المتحرك والمواءمة بين السطور، قصة تستحق أن نقف عندها طويلاً.
لك مودتي وتقديري وصافي محبتي

الصديقة العزيزة / سها جودت

أشكرك لقراءة نصي بتلك العقلية الناقدة من اديبة كبيرة مثلك , واشكرك على وصفي بالقاص المبدع فهذه بالطبع شهادة تستحق كل الشكر والتقدير

دمت مبدعة

محمد سامي البوهي
30-07-2006, 06:09 PM
الأخ محمد سامي
تحية
قصة غرفت من واقع الحياة بصدق المشاعر آلاما وآمالا
عزفت على وتر الخيال فكان الحرف من صدى قيثارة الواقع
ورسمت بحروفك طريق أمل
تحية لكل زيتونة في بستان صدقك
ولكل برتقالة من أشجار بيانك
أخوك محمد

الشاعر الكبير/ محمد الحريري

إنه لمن دواعي سروري تواجدك بحسك المرهف بين كلماتي , فكم انا سعيد أن كلماتي لاقت استحسان من ذائقتك

دمت شاعراً

عبلة محمد زقزوق
30-07-2006, 07:19 PM
هل سيعود؟متى سيعود ؟، مازالت الحافلة تلقي بالوجوة الشاحبة ، ارتمى عليها ... تعرف عليها... لم تعرفه , دققت ملامحه , أشباه خاوية من أصل مضى ,

ولكنه عاد
ياليت كل ما مضى عنا يعود ؟
الكرامة والأصالة والدم الذي يجري في العروق .
هل أغتبط لفاطمة أم ... ؟
لست أدري في قلبي حسرات داميه .

تقديري وتحياتي أخي الفاضل / محمد سامي اليوهي

نورية العبيدي
31-07-2006, 12:20 AM
داسوا أشلاء الباب المتناثرة بأحذيتهم الضخمة , تركوها دون باب يسترها , يداري عورتها ,تعازي الجيران تجمعت حولها , الكل يواسيها بم وصل إليه من حال , لملموا هشيم الباب , أقاموه كما كان بين الجدار ,

الاخ المبدع سامي
حسبها قبل ان يتحقق حلمها، انها وجدت من يلملم هشيم الباب ، ويعيد اقامته كما كان بين الجدار ... فقد جرت العادة هنا ان تتهشم الابواب وحسب !!!


كل شئ كُتب هنا ، يدعوا للتفاؤل الجميل ...

ويُشعرنا بالرضا .


تحياتي بود

محمد سامي البوهي
01-08-2006, 04:15 PM
الأخت / نورية

أشكر لك هذه القراءة المفنده التي مرت على سطوري بمجهر دقيق جداً

اشكر تواجدك دائماً

محمد سامي البوهي
01-08-2006, 04:18 PM
أختي / عبلة

علةى رغم ما نواجهه من تشاؤم و مستقبل اسود الا اننا لابد وان يكون عندنا ينابيع نور نبحر فيها فتكون سندا لنا نلملم فيه ابوابنا كي نواجه الظلم .

اشكر مرورك

محمد سامي البوهي
01-09-2006, 06:34 PM
نشرتالقصة بجريدة القبس بتاريخ8/8/2006

محمد سامي البوهي
28-11-2006, 07:32 PM
الاخ الكريم سامي
تحية تقدير لك على هذا النص الموحي،نص يعزف بصوت شجي النغمات
نص يشد القارئ اليه ليعيش معه لحظات ترقبه ،فرحه،حزنه وتساؤلاته
سلمت اخي سامي
اجمل تحية وتقدير

الأخت البتول

أشكرك على تعليقك ، اتمنى أن اكون عند حسن الظن ، كي اراك هنا دائماً .