تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المقامة العباسية (جديد)



يوسف العزعزي
20-07-2006, 06:58 PM
المقامة العباسية
بقلم أ/ عبد الجليل الروحاني
قال أبو الفتح اليماني : قال ضرغام : دارت عجلة الزمن وأتت لنا بضيف من أرجاء الوطن , قد اعتمر العمامة, الصلاح والكرامة , يشع من محياه النور كثير البشر والسرور .
فقرأ عليّ السلام , فرحبت به غاية الترحيب , قال لي : كيف أخبارك أيها الألمعي الأديب ؟
فقلت : الحمد لله ؛ أخباري طيبة .
وسألته أنت من أي العصور , يا شمس الحبور . ؟
فأجابني : من عصر بني العباس الزاهر الزاخر بالعلم والأدب الباهر
ثم أخذته إلى جولة في المدينة , فتجولنا وإذا في أغوار نفسه أسئلة دفينة .
ففطنت لما يدورفي خلده.
فقلت له : لعلك قد أخذتك عيون الدهشة وخيمت عليك طيور الوحشة , من هذه المعالم الجديدة , التي ما عهدتها منذ الأزل أيها الهمام الأجل .
وقلت له إن عصرنا الحديث أرقى العصور , عصر الازدهار والنور .
تطور في العلوم والمعارف اختراعات وابتكارات لطائف.
ثم ذهبنا على جناح السرعة إلى داري , وتناولنا الطعام , وتجاذبنا أطراف الكلام .
فقلت له : لم أسألك عن اسمك .
فقال : نعم . نعم أبو الحارث العباسي .
فقال لي : أما أنت فلن أسألك عن اسمك !
فشهرتك قد طبقت الآفاق , ومع ذلك فأنت ضرغام بطل مقامات الروحاني , في الصقع اليماني .
ثم قلت له : سأريك خارقة من خوارق الاختراع , ورائعة من روائع الإبداع .
فأومأت إلى جهاز التلفاز , فلما رأى الجهاز , رأيت كأنّ في أغوار نفسه حفرت العديد من الأحاجي والألغاز
فقال لي - متعجبا - : ما هذا الشيء يا ضرغام ؟ !!!! :002:
أجبته قائلاً : هذا جهاز , ينقل لك الخبر من البوادي والحضر , جامع بين الصوت والصورة الحية , وينقل الأنباء والمشاهد العربية والعالمية .
ففتحت التلفاز , فرأينا مشاهد الدمار في فلسطين ولبنان , فئام (جموع ) مضرجة بالدماء , سمعنا عويل النساء , وكذا سُمع للأطفال بكاء , وجلبة وضوضاء , ومنازل سقطت على هامات أصحابها الأبرياء .
فقال أبو الحارث : ما هذا يا ضرغام ؟
قال ضرغام : هؤلاء قوم كماة أباة أشاوس , رفضت الضيم والركوع للعدو الجبان .
وكانوا لمقدسات الأمة نعم الأمين الحارس , ليوث رفضت تقيبل الحذاء من أجل الغذاء .
ثم أردف قائلاً : وأين الأمة العربية ؟

فقلت له : تفرقوا شذر مذر. أمة أصبحت كالطائر مقصوص الجناح أمة طريحة الفراش مثخنة بالجراح
أمة باعت نفسها , وتناست أمسها .
فدعا : اللهم لمّ شتات الأمة , انتشلها من الخطوب المدلهمة , ووحد صفها .
يا غياث المستغيثين
فقلت : اللهم آمين .
ثم شكرني على حسن الحفاوة والضيافة , وودعني أبو الحارث صاحب الحصافة .
فكتبت في صدر الزمان, , حكمة الأوطان :

يا ابن الوليد ألا سيف تناولنا = فإن أسيافنا قد أصبحت خُشبا
لا تخبروه رجاءً عن هزائمنا = فيمتلئ قبره من قومه غضبا

أسماء حرمة الله
29-07-2006, 07:21 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحيـة مكتوبة برحيق الياسمين

الأستاذ يوسف،

ممتنة مثل الأحبّـة جميعاً بمقامات الأستاذ عبد الجليل الروحاني ..
شكراً لك ولنقلك أيها الكريم ..

نتابع معكَ، وقلوبنا تلهج بالدعاء لأخواننا بلبنان وفلسطين والعراق
ستبزغُ شمسُ النصرِ والفرج بإذن اللـه، وماذلك على اللـه بعزيز ..

تقبّل خالصَ تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والندى

سحر الليالي
29-07-2006, 04:11 PM
شـكرا لك أستاذ يوسف لهذا النقل ...

تقبل خالص تقديري وباقة ورد:0014: