تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هديتي لطفلك ؟ صاعقة



محمد نديم
24-07-2006, 06:47 PM
هديتي لطفلك! صاعقة

انتهت للتو صلاة الفجر ...
تململ الصغار في أسرتهم والعصافير في أعشاشها ...
فركوا أعينهم .... تناولوا شيئا من الماء ... ومسحوا وجوههم ... واندهشوا ...
قبلهم ابوهم ... ولحقتهم أمهم بشيء من حليب الماعز ...
الشمس تشرق على استحياء ملفوفة في وشاحها الأرجواني الرقيق ...
فوق السهول والوديان ورؤوس الجبال ...
عانق ضوءها جدائل الحشائش وخصلات السنابل لقمح ينتظر الحصاد ...
دمدم الهواء من حول البيت الريفي الصغير ...إنهم يعرفونها .... طائرة ...
وشمس الحقيقة تشرق فوق أعين الصغار والعصافير والسنابل ...
بهدوء... فتحو ا أعينهم المشرقة بالأمل والفرحة وكثير من الدهشة .. كان صوت الدمدمة أقوى هذه المرة .. مرت فوقهم طائرة حربية ...طالما حلموا برؤيتها وهي تطير ... ثم ركضوا تتبعهم عنزتهم الصغيرة .. نحو الأفق ... يتضاحكون ويتدافعون .... ليشاهدووها باستمتاع بريء :
( هيييييييييييييييه ... طيااارة)
لكنها فقأت عين الشمس ...وزمجرت فيهم ( وهم لا يعلمون لماذا؟) ... وأرسلت عليهم هديتها الصاعقة.... وهم مندهشون.
فزعوا ؟ نعم .
فروا ؟ لا أدري.
لكنهم بهدوء أيضا ... أغمضوا مرة أخرى ...وابتسموا .... ورحلوا ومعم عنزتهم العزيزة....الى واد آخر ربما يكون أجمل ... حيث يجدون فيه شربة ماء صافية دون شظايا أو غبار ..... وسنابل لا تحترق ... ورؤوس جبال من الزهر لا من القنابل والبارود ..وهناك لعب كثيرة منها طائرات ملونة ....لا ترسل هدايا صاعقة للأطفال.

محمد نديم 23 يوليو 2006

حسام القاضي
24-07-2006, 07:06 PM
الأخ الفاضل / محمد نديم

تحياتي
اولا مرحباً بك هنا في منتدى القصة بعد ان عرفناك شاعراً متميزاً .

أقصوصتك رغم قصرها إلا انها باحت بالكثير بدءا من عنوانها الموحي

وحتى النهاية.

اجدت في ربطك ما بين الأطفال والعصافير ، وفي رسم الجو البريء

المحيط بالأطفال ، والذي لا ينبيء إطلاقاً بالفاجعة الآتية .

وصلتنا رسالتك واضحة جلية .

قصة موجزة ومؤلمة اوجعتنا حقاً.

ولكن كنت أتمنى ان تقف النهاية عند:

(لكنهم بهدوء أيضاً ...أغمضوا مرة أخرى ..وابتسموا ...ورحلوا ومعهم عنزتهم العزيزة ).

دمت بكل الخير .

محمد نديم
24-07-2006, 07:18 PM
أخي الأستاذ حسام اسعدني مرورك الكريم

واسعدني أكثر تعليقك الأرق.

انها خاطرة خطرت لي قبيل آذان الفجر ...
حقيقة فكرت بها أن تقف عند الرحيل ... لكنني رأيت أن الرحيل يكون دائما هو النهاية العادية في أزمة عادية.
ولكن سيدي هم في رحيل دائم نحو حلم لا ينقطع ....
ربما هو قلمي الذي حاول أن يتلصص عليهم هناك في أوديتهم الأنقى والأجمل ... من وجهة نظرهم .... المندهشة دائما.
... ربما نهاية غير عادية ..في زمن غير عادي.

لك الود ... وسلم قلمك الناقد المبدع.

وعلى المحبة نلتقي

اخوك محمد نديم.

محمد سامي البوهي
26-07-2006, 10:18 PM
أخي / محمد
القصوصة على رغم قصر النص بها الا انها معبرة جدا ومأثرة في نفس الوقت فقد وفقت في ذلك , ولكن العنوان قام بحرق الفكرة ووئدها في مهدها , ارجو النظر للعنوان مرة اخرى

اشكرك

عبلة محمد زقزوق
28-07-2006, 05:55 PM
مآسي ننكئ منها الرؤس ، وتتحجر لها العيون
لا عن قسوة ؛ بل لأن الدمع بالقلب أقوى وأعظم
لا حول ولا قوة إلا بالله
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
تحياتي أخي الفاضل / محمد نديم

الصباح الخالدي
28-07-2006, 10:25 PM
أقاصيصنا .. تنبع بصور جميلة
اقصوصة ممتعة

محمد نديم
20-02-2007, 02:43 AM
الأخ الفاضل / محمد نديم
تحياتي
اولا مرحباً بك هنا في منتدى القصة بعد ان عرفناك شاعراً متميزاً .
أقصوصتك رغم قصرها إلا انها باحت بالكثير بدءا من عنوانها الموحي
وحتى النهاية.
اجدت في ربطك ما بين الأطفال والعصافير ، وفي رسم الجو البريء
المحيط بالأطفال ، والذي لا ينبيء إطلاقاً بالفاجعة الآتية .
وصلتنا رسالتك واضحة جلية .
قصة موجزة ومؤلمة اوجعتنا حقاً.
ولكن كنت أتمنى ان تقف النهاية عند:
(لكنهم بهدوء أيضاً ...أغمضوا مرة أخرى ..وابتسموا ...ورحلوا ومعهم عنزتهم العزيزة ).
دمت بكل الخير .
تقديري وودي استاذ حسام
أسفي لتأخر ردي شيدي .
لك الود.

وفاء شوكت خضر
21-02-2007, 10:05 PM
تعلم أخي الفاضل ..

هنا أنت تغرس السكين في الخاصرة بحنو متناه ..
حتى أنك جعلت الموت جميلا ..

رحماك ربي ..

محمد نديم
22-02-2007, 04:55 AM
تعلم أخي الفاضل ..
هنا أنت تغرس السكين في الخاصرة بحنو متناه ..
حتى أنك جعلت الموت جميلا ..
رحماك ربي ..


نعم أختي الفاضلة....

الرحيل الهاديء ... هو الرفض لما يجري فوق الأرض ...
هو الإدانة ...
لكل صمت مريب ...
وصوت متشكك ...
وقلب متردد ...
ويد مهتزة ...
عجزت جميعها أن تحمي الأطفال .... !!!
لتكن الرحلة إذن إلى عالم لاشك جميل ...
سيكون فيه أيضا الحساب العسير.

لك الود.
وسلمت مبدعة.

ربيحة الرفاعي
29-04-2014, 11:46 PM
قص تألق بتسلسل حدثيته وتداعياتها في حبكة متقنة رغم تقطيع سطورها بما لا ينتمي لشكل الكتابة القصية المرسلة بأسلوب الفقرةى وباستخدام علامات الترقيم

صوت الرواي كان عاليا ومقحما في قولك :
فزعوا ؟ نعم .
فروا ؟ لا أدري.
لكنهم بهدوء أيضا ...

وتمنيت لو وقف كاتبنا عند قوله "أغمضوا مرة أخرى ...وابتسموا .... ورحلوا ومعم عنزتهم العزيزة"

أما الحديث عن الواد الآخر وما فيه فلو كان حلما لأي من والديهم أو لأحدهم أو كلهم مرّ ذكره لكانت إشارة صغيرة في الرحيل هنا أجمل وأوقع كأن نقول رحلوا لوادي أحلامهم


دمت بخير أيها المبدع

تحاياي

ناديه محمد الجابي
16-09-2014, 10:40 PM
إن الحروب تغتال الطفولة..
ما ذنب براءة الطفولة تصبح وقودا لحروب لا طائل منها
سوى المزيد من الدموع والدماء وتشريد الملايين.
والعدوان الإسرائيلي لا يقف عند حد معين ولا يعرف رأفة
ولا ضميرا إنسانيا، بل يمضي إلى قتل وتشريد الجميع بلا
هوادة.. ليكون الصغار هم الذين يواجهون هذه الرعونة
والطيش البشري وآلة الحرب الصماء والحمقاء.

قصة رائعة معبرة مؤثرة ـ تحية لك ولقلمك الثر.

نداء غريب صبري
03-10-2014, 10:53 PM
قصة مؤثرة
فكرتها جميلة وأسلوبها قوي
وعدت نفسي أن لا أبكي في ليلة العيد لكنها أبكتني

شكرا لك أخي

بوركت

آمال المصري
21-12-2015, 03:55 PM
بتسلسل بديع واختزالية موفقة نقلت إلينا شاعرنا الفاضل واحدة من المآسي التي تخلفها الحروب
جاءت هنا بأسلوب أكرمه جمل الحدث صورة في العيون ولغة أثرت الذائقة
غابت علامات الترقيم وأسلوب الفقرة التي بها يصير النص أبهى وأروع
شكرا لك هذا الجمال
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي