المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاولات للتلصص والتنصل



محمود الديدامونى
25-07-2006, 01:27 AM
محاولات للتلصص والتنصل


كلما حكت جدتي عن الجان الذي غرس عمى المسلة في ظهره . وحمل عليه روت البهائم ، كلما أحسست بالنشوة التي يحياها عمى ، متجها نحوه طالبا المزيد من الحكايات ، يفتر ثغره عن ابتسامة ، ويبدأ بالحكى .
"2 "
عندما كبرت قرأت كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة ، وقصص الأنبياء ، وعرفت قصة سيدنا سليمان ، لم يتصور عقلي أن عمى كان يحاول الاقتراب من صورة البطل فى كل ما قرأت .

" 3 "
ظل التساؤل يلح على عقلى ، كيف استطاع أن يروض الجان ن ماذا يملك من طاقة أو قدرات ، ولماذا لم يتركنا نتعلم منه كيف يفعل ذلك ؟..
السؤال الأكثر إلحاحا .. كيف رحل عمى ؟ ولماذا لم نعد نره ؟
( ملحوظة ) ... عمى لم يكن يتوضأ باللبن .
" 4 "
أوصت جدتى أختى بوصايا عشر ، كانت أختى خجلة ، هبت فيها جدتى بصوت آمر ولهجة صارمة ، فانتبهت ...
استجمعت أذناى نصائحها.. لا أعرف ما الذى جعلنى أربط بين جدتى وزوجة مالك بن عوف .

" 5 "
ليلة الزفاف ،كانت جدتى تتكىء على الكنبة المقابلة لباب وسط الدار ، إذا بذكر حمام يضرب بجناحيه من حين إلى آخر يدور حولها فى محيط نصف دائرة ، انتبهت إليه ، ضربت على صدرها ، وانسابت منها صرخة فى الفضاء .
" 6 "
انفض السامر ، أخذنا نتابع عبر الشاشة سقوط برجي أمريكا ، فى كل مرة تقول الجدة : فعلها الجان ..
(ملحوظة )
لا أستطيع تنحية عقلى جانبا ... فلقد تخيلت ارتباطا بين ذكر الحمام وهدهد سليمان ..

" 7 "
عندما يخلد الجميع للنوم ،تظل جدتى تدعو الله ، توشوش فى خفاء حمامها .. أتلصص دائما لمشاهدة طقوسها الليلية ..
" 8 "
كالعادة أصحو معها لصلاة الفجر ،بينما تتوضأ ، لم تستطع ، كان الصنبور لا يضخ غير دماء . انسحبت مع جدتى للتيمم .
" 9 "
ليلة سقوط التمثال ، وصعود الناس فوقه ، وضربه بالنعال ، كوًم فى ذاكرتي صورة مريرة للوهن المعيش ، واسترجع من ذاكرتى كل ما قرأت عن القهر .
" 10 "
صور مفزعة تتراءى أمام العين ، المستجيرين بالمساجد ، تحصدهم رصاصات حمقاء لرعاة البقر .
" 11 "
أوراق الكوتشينة التي انتشرت فى البلاد ، لم ترهب الناس فى أن يخفونها بين جلودهم ، مما جعل راعى البقر الجريح يعمل مشرطه ..
مزق الجلد ، وانسابت الأوراق واحدة تلو الأخرى ، بينما ظلت جدتى على عهدها بالدعاء ووشوشة حمامها الزاجل .


" 12 "
حالات من التناقض تنتاب جدتى ، فرح ثم حزن ، حزن ثم فرح .. فى كل الأحوال تتحدث عن عمى ..
لم أدر ما الذى جعلنى أربط بين عمى وبين أبو مصعب الزرقاوى .
" 13 "
كالعادة ، تجلس أمام التليفزيون ،كانت محاكمة صدام ، رغم اعتراف الراعي أمام العالم بخطأ معلومات قيام الحرب – مع الفارق – لم أعرف ما الذى طرأ على ذهنى وسيطر على كيانى فى الربط بين محاكمة صدام ومحاكمة عمر المختار .

"14 "
على غير عادتها هزتنى من كتفى آمرة : انهض لعمك ، تملكتنى الدهشة ، لطمتنى على وجهى ..لم أتحرك ، صرخت فىٌ ، تخاذلت عن الخروج ، فأنا لا أعرف أين يكون عمى .
ابتسمت الجدة قائلة : انهض عمك سيجدك كى يعلمك حيل الجان
" 15 "
تواترت كل المشاهد أمام عيني ، تذكرت ليلة سقوط بغداد فى مسلسل الفرسان ، تذكرت ....
تواريت خلف مطالب جدتى ، واحتشدت للحصاد

حوراء آل بورنو
25-07-2006, 12:27 PM
و أي حصاد هذا الحصاد ؟!

اللهم إنّا نعوذ بك من ثمره .

أقاصيص تنز رمزيتها من قيح نهره لا يتوقف .

تقديري .

جوتيار تمر
26-07-2006, 05:26 PM
الديداموني..

تشتت تام..تيه بين التملص من قديم جاثم في العقول..وتنصت لحاصر لايرتقي الى ما يدعوا اليه المنطق العقلاني السليم..وكأن الانسان بات رهين تلك الحكايا التي كانت تلقى على مسامع الاطفال اما لتنويمهم..او لترهيبهم..او حتى لترويحهم..تلك الحكايات التي منها صنعت اجيال طموحاتهم..فاصبحوا كما يعيشون على اوتار نغماتها دون اي وعي بالحاضر الذي يستوعب ازمنة اكثر من ذاك الزمن وحده..وكأن ربط الزمن ببعض يحتاج منا فقط الى غوص فيه وتعمق في ماهيته دون استنجاد بالواقع الحي والنظر الى كيفية سيره وربطه بالماضي واستخلاص السبيل منه..رمزية..استحضرت..الجدة..و التي بدورها لامحال تستحضر الجان.. والعقل...لامحال يستحضر سليمان.. والواقع لامحال يستحضر كل تلك الصور ليقوم بحياكة انسجة لوحة جديدة تقوم على اسس رمزية هادفة.. الانسان.. الواقع...الزمن....والحياة تستمر.
لكن كيف تستمر...سؤال يمكن ان يستنبط من كون رعاة البقر حاضرين فيه..وابو مصعب..وحتى صدام.. انها امور تشير بوضوح الى الحياة الراهنة..والى نمط الحياة السائدة.
وكأني بالتشتت الذهني والفكري...يصلان الى حد لايطاق من التناقض...بين القول والفعل..بين المبدأ والواقع...بين التنظير..والتفعيل.
نص ابداعي من مبدع
تقديري واحترامي
جوتيار

وفاء شوكت خضر
26-07-2006, 06:17 PM
لا أدري ما أقول ولكني أصبت بالذهول وأنا أقرأ هذا المسلسل العربي الجاد .
كل له رأيه .
أنا رأيي أنك مبدع .
احترامي .

محمود الديدامونى
27-07-2006, 02:24 PM
و أي حصاد هذا الحصاد ؟!

اللهم إنّا نعوذ بك من ثمره .

أقاصيص تنز رمزيتها من قيح نهره لا يتوقف .

تقديري .
أشكرك على المرور الطيب
وأدعو الله أن يتوقف
كل الود

محمود الديدامونى
27-07-2006, 02:34 PM
الكاتب الجميل / جوتيار تمر
سعيد جدا بمداخلتك الراقية الواعية
أتمنى أن نلتقى دائما

محمود الديدامونى
27-07-2006, 02:41 PM
لا أدري ما أقول ولكني أصبت بالذهول وأنا أقرأ هذا المسلسل العربي الجاد .
كل له رأيه .
أنا رأيي أنك مبدع .
احترامي .
وأنا عند رأيى أنك مبدعة شفافة راقية الحس
أثق دائما فى رأيك
لا أدرى لماذا ؟ على ما يبدو أننى
أعرف السبب .........إبداعاتك وردودك

علاء عيسى
28-07-2006, 05:35 PM
محمود الديدامونى
إسم
نقف عنده
لكى نقرأ
ونحلل النص
كى نصفق
فى النهاية

محمد عصام
28-07-2006, 05:42 PM
بحق ابتكار.
احترامى وتقديرى.

الصباح الخالدي
28-07-2006, 10:28 PM
شكرا لهذه المحاولات

محمود الديدامونى
29-07-2006, 01:25 PM
أشكرك يا صديقى علاء وأنتظر تحليك
دمت بخير

خليل حلاوجي
29-07-2006, 05:28 PM
في جماجمنا مئات المشاهد لابطال من ورق

صنعتهم ذاكرتنا المتعبة

وفوق أرصفتنا الحزينة .... تنزف الحكايا ملايين الابرياء

وأنين الثكالى ... لايزال .... يخرسنا جميعا ً


محمود ... أيها المحمود حروفه

أبدعت

محمود الديدامونى
30-07-2006, 02:14 PM
بحق ابتكار.
احترامى وتقديرى.
برغم الكلمات المكتنزة إلا أنها تحمل نمطا لشخصية أحبها وأقدرها

محمود الديدامونى
02-08-2006, 01:11 AM
شكرا لهذه المحاولات
وشكرا لك يا أخى على المرور
أنتظرك دائما

محمود الديدامونى
05-08-2006, 02:05 PM
بحق ابتكار.
احترامى وتقديرى.
شكرا لك يا د / محمد
وانتظرك دائما

محمود الديدامونى
05-08-2006, 02:07 PM
في جماجمنا مئات المشاهد لابطال من ورق

صنعتهم ذاكرتنا المتعبة

وفوق أرصفتنا الحزينة .... تنزف الحكايا ملايين الابرياء

وأنين الثكالى ... لايزال .... يخرسنا جميعا ً


محمود ... أيها المحمود حروفه

أبدعت
أشكرك أيها المبدع الجميل
ودائما أحترمك

محمود الديدامونى
16-08-2006, 02:25 AM
كلما قرأت النص انتظرت رأيك بصدق يا علاء
فأين أنت

محمود الديدامونى
21-05-2007, 02:31 PM
الديداموني..
تشتت تام..تيه بين التملص من قديم جاثم في العقول..وتنصت لحاصر لايرتقي الى ما يدعوا اليه المنطق العقلاني السليم..وكأن الانسان بات رهين تلك الحكايا التي كانت تلقى على مسامع الاطفال اما لتنويمهم..او لترهيبهم..او حتى لترويحهم..تلك الحكايات التي منها صنعت اجيال طموحاتهم..فاصبحوا كما يعيشون على اوتار نغماتها دون اي وعي بالحاضر الذي يستوعب ازمنة اكثر من ذاك الزمن وحده..وكأن ربط الزمن ببعض يحتاج منا فقط الى غوص فيه وتعمق في ماهيته دون استنجاد بالواقع الحي والنظر الى كيفية سيره وربطه بالماضي واستخلاص السبيل منه..رمزية..استحضرت..الجدة..و التي بدورها لامحال تستحضر الجان.. والعقل...لامحال يستحضر سليمان.. والواقع لامحال يستحضر كل تلك الصور ليقوم بحياكة انسجة لوحة جديدة تقوم على اسس رمزية هادفة.. الانسان.. الواقع...الزمن....والحياة تستمر.
لكن كيف تستمر...سؤال يمكن ان يستنبط من كون رعاة البقر حاضرين فيه..وابو مصعب..وحتى صدام.. انها امور تشير بوضوح الى الحياة الراهنة..والى نمط الحياة السائدة.
وكأني بالتشتت الذهني والفكري...يصلان الى حد لايطاق من التناقض...بين القول والفعل..بين المبدأ والواقع...بين التنظير..والتفعيل.
نص ابداعي من مبدع
تقديري واحترامي
جوتيار
رؤية تطوق عنقى أخى الكريم / جوتيار
بالفعل أجدك تقترب كثيرا
لك الود

محمود الديدامونى
26-05-2007, 11:18 AM
مجرد محاولات
هل يستطيع الكاتب الاكتفاء
بهذه التعليقات التى لا تروى ظمأ
كل الود

د. سمير العمري
09-08-2009, 07:49 PM
نص راصد لواقع راكد وقوم بالعجز مشدوه واجد.

دمت راقيا!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي